هذه محنة مؤقتة زائلة إن شاء الله، وعُدّتها الصّبر.
وخير ما يقوم به من حُرِم نعمة الوقوف بشجاعة حسينيّة في الخطوط الأماميّة هو الدّعاء للشباب وخدمة المستضعفين.
الله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وخير ما يقوم به من حُرِم نعمة الوقوف بشجاعة حسينيّة في الخطوط الأماميّة هو الدّعاء للشباب وخدمة المستضعفين.
الله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
لذاك رأى خوض المنيّة أحزما..
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
اللهم انصر عبادك نصراً مؤزّراً، واكسر شوكة الظالمين بحولك وقدرتك..
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
اللهم أذقهم حرّ الجحيم، فإنك أشد بأساً وأشد تنكيلاً.
اليوم 400 منذ بدء الحرب:
وزارة الصحة في غزة: ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 43,552 شهيداً و102,765 جريحاً منذ الـ7 من أكتوبر 2023.
وزارة الصحة في غزة: ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 43,552 شهيداً و102,765 جريحاً منذ الـ7 من أكتوبر 2023.
لا زال الأحبّة يلتحقون بقوافل الأبرار..
الأستاذ محمد أبو سخيل شهيداً على طريق القدس
رحمك الله وألحقك بالصالحين وحشرك مع مولاك أمير المؤمنين صلوات الله عليه
الأستاذ محمد أبو سخيل شهيداً على طريق القدس
رحمك الله وألحقك بالصالحين وحشرك مع مولاك أمير المؤمنين صلوات الله عليه
Forwarded from تراث الإماميّة في الحديث وعلومه
وصية_أمير_المؤمنين_عليّ_عليه_السلام_إلى_ابنه_محمد_ابن_الحنفية_برواية.pdf
802.5 KB
📄يُنْشَرُ لأوَّلِ مرّةٍ
وصيَّةُ أمير المؤمنين عليٍّ (عليه السّلام) إلى ابنه محمّد ابن الحنفيّة، برواية الأصبغ بن نباتة.
تحقيق الشّيخ إبراهيم جواد.
نُشِرَت في العدد (3) - مجلّة أطراف الأقلام الصَّادرة عن مجمع الإمام الصّادق (عليه السّلام) بقمّ المقدّسة.
وصيَّةُ أمير المؤمنين عليٍّ (عليه السّلام) إلى ابنه محمّد ابن الحنفيّة، برواية الأصبغ بن نباتة.
تحقيق الشّيخ إبراهيم جواد.
نُشِرَت في العدد (3) - مجلّة أطراف الأقلام الصَّادرة عن مجمع الإمام الصّادق (عليه السّلام) بقمّ المقدّسة.
مصباح الهداية
Video
الموقف من الحاكم الجائر: نظرة في إزاحة المفاهيم وتحريفها
في الوسط السنيّ، كانت فكرة عدم الخروج على الحاكم الجائر من منافذ عزل سلطة الفقيه عن مجال عمل السلطان؛ ليبقى سلاطين بني أميّة وبني العباس مطلقي اليد فيما يفعلون، واستلم سلفيّة وليّ الأمر المعاصرون هذه الفكرة، وغالوا فيها، فتطورت هذه الفكرة من انعزال الفقيه عن السلطان إلى انضواء الفقيه تحت راية السلطان، وبذل الجهد في تكلّف الوجوه والأعذار والتبريرات، فبلغ مشايخ السلفية بذلك مبلغاً خطيراً في الصّلافة وقلّة الحياء، إلى درجة ترجيح الاهتمام بالتنزّه عن البول على الاهتمام بدماء المسلمين، في تجاهل صريح لكثير من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة وثوابت الفقه الإسلاميّ، كلّ ذلك داسوا عليه خدمة للسلطان وغلوّاً في طاعته.
وفي الوسط الشيعي، كانت فكرة عدم الخروج على الحاكم والتقيّة انتظاراً لأمر أهل البيت (عليهم السلام) حفظاً للمجتمع الشيعيّ الذي يمثل الأقليّة من التآكل في الحرب وهدر الجهود فيما لا تُرجى منه ثمرة، وقد آتت سياسة الأئمة لشيعتهم بهذا النحو أكلها، فحُفظت هذه الأقلية من الاندراس في وسط الأكثرية الساحقة والمتوحشة، وهذا الأمر أجنبيٌّ عن فكرة الجهاد الدفاعي عن أعراض المؤمنين وأموالهم ومصالحهم في مقابل الهجمة الاستئصالية لعدوّ قرّر أن لا يُبقي أو يذر، وهو الجهاد الذي لا يحتاج إلى إذن من الفقيه الجامع للشرائط، ولا أدلة التقية تشمله؛ فصار البعض يُلبس ما تقوم به المقاومة لباساً آخر، ثم يدّعي منافاته لأخبار التقية، والحال أن مسألة الخروج على الحاكم شيء، ومسألة الجهاد الدفاعي شيء آخر، ومن هنا يقع الخلط وإزاحة المفاهيم عن وجهها.
عندما تغلب (الأيدلوجيا) الفقهَ ومنطقَ الأدلّة، من الطبيعي أن نقف أمام حفلة تهريج قبيحة تُصدّر لنا الغرائب باسم الإسلام!
في الوسط السنيّ، كانت فكرة عدم الخروج على الحاكم الجائر من منافذ عزل سلطة الفقيه عن مجال عمل السلطان؛ ليبقى سلاطين بني أميّة وبني العباس مطلقي اليد فيما يفعلون، واستلم سلفيّة وليّ الأمر المعاصرون هذه الفكرة، وغالوا فيها، فتطورت هذه الفكرة من انعزال الفقيه عن السلطان إلى انضواء الفقيه تحت راية السلطان، وبذل الجهد في تكلّف الوجوه والأعذار والتبريرات، فبلغ مشايخ السلفية بذلك مبلغاً خطيراً في الصّلافة وقلّة الحياء، إلى درجة ترجيح الاهتمام بالتنزّه عن البول على الاهتمام بدماء المسلمين، في تجاهل صريح لكثير من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة وثوابت الفقه الإسلاميّ، كلّ ذلك داسوا عليه خدمة للسلطان وغلوّاً في طاعته.
وفي الوسط الشيعي، كانت فكرة عدم الخروج على الحاكم والتقيّة انتظاراً لأمر أهل البيت (عليهم السلام) حفظاً للمجتمع الشيعيّ الذي يمثل الأقليّة من التآكل في الحرب وهدر الجهود فيما لا تُرجى منه ثمرة، وقد آتت سياسة الأئمة لشيعتهم بهذا النحو أكلها، فحُفظت هذه الأقلية من الاندراس في وسط الأكثرية الساحقة والمتوحشة، وهذا الأمر أجنبيٌّ عن فكرة الجهاد الدفاعي عن أعراض المؤمنين وأموالهم ومصالحهم في مقابل الهجمة الاستئصالية لعدوّ قرّر أن لا يُبقي أو يذر، وهو الجهاد الذي لا يحتاج إلى إذن من الفقيه الجامع للشرائط، ولا أدلة التقية تشمله؛ فصار البعض يُلبس ما تقوم به المقاومة لباساً آخر، ثم يدّعي منافاته لأخبار التقية، والحال أن مسألة الخروج على الحاكم شيء، ومسألة الجهاد الدفاعي شيء آخر، ومن هنا يقع الخلط وإزاحة المفاهيم عن وجهها.
عندما تغلب (الأيدلوجيا) الفقهَ ومنطقَ الأدلّة، من الطبيعي أن نقف أمام حفلة تهريج قبيحة تُصدّر لنا الغرائب باسم الإسلام!
ابتلاع مرارة الواقع وإن كانت كالعلقم، ثم السكوت والصمت، أفضل من الكذب وإدمان سياسة التبرير واختراع عالم موازٍ تنسج فيه خيالاتك. انتبه! بعض التبريرات آيلة للسقوط مع مرور الوقت، فلا تبرر أياً كان كيفما كان!
Forwarded from تراث الإماميّة في الحديث وعلومه
استنباط الأقوال بين المنهج البرهانيّ والمنهج الذّوقيّ الغرائبيّ
التزام طالب العلم بمنهج الاستدلال والابتعاد عن الذّوقيّات والاستئناس بالغرائب يوجب تقوية الطّرح العلميّ، أمّا إطلاق العنان للخيال نحو الأفكار الذوقيّة وانتهاج السّبل غير البرهانيّة فهذا يوجب خمول الذّهن واعتياد القول بغير علمٍ، فمن نماذج هذه العِلّة والآفة مما نراهُ في عصرنا الحاضر: التّساهل في نسبة العلماء إلى مذهبٍ معيّنٍ إثباتاً ونفياً؛ فعلى سبيل المثال: رغم وفرة الواصل إلينا من كتب الحافظ محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبيّ (ت: 748هـ)، وصراحة مواقفه في الالتزام بمذهب العامّة، وشدّة مقولاته بحقّ الشّيعة وردّه دعاواهم، نرى من يحاول التّشكيك في كونه من علماء العامّة، باستدلالٍ هزيلٍ جدّاً، وحاصله أنّ الذهبيَّ أورد في كتابه «ميزان الاعتدال» رواياتٍ وحكاياتٍ تؤيّد كلام الشّيعة في بعض القضايا التّاريخيّة، وقراءة مقدّمة ذلك الكتاب كافيةٌ لمعرفة بطلان هذا "الاستدلال"؛ فإنّ الذّهبي صنّفَ كتابَه لذكر من تُكُلِّم في ثقته بأدنى لين وأقلّ تجريح -سواءً كان يقبلُ الذّهبي هذا الجرح أم لا-؛ تبعاً لصنيع مؤلِّفي كتب الجرح في ذكر من جُرح -ولو بوجهٍ باطل-، ثمّ من عادة الذّهبيّ أن يذكرَ في تراجم جملة وفيرة من الرّواة شيئاً من روايات الرّاوي التي ضُعِّفت وأُنْكِرتْ عليه، ولم يكن بصدد «حفظ التّراث» كما قِيل، فهذا التّفسير لصنيع الذهبيّ تحليلٌ ذوقيّ من كيس صاحبه، لم ينطق به الذهبيّ أصلاً.
ينبغيّ حقّاً لطالب العلم أن يكون برهانيّاً لا ذوقيّاً، وإلّا فإنّ التّعامل بمناهج غير منضبطة يوجب انفلات الموازين وتضييع المعايير والقطع بأيِّ شيء لأيِّ شيء، والله المستعان!
#الفوائد_العلمية
التزام طالب العلم بمنهج الاستدلال والابتعاد عن الذّوقيّات والاستئناس بالغرائب يوجب تقوية الطّرح العلميّ، أمّا إطلاق العنان للخيال نحو الأفكار الذوقيّة وانتهاج السّبل غير البرهانيّة فهذا يوجب خمول الذّهن واعتياد القول بغير علمٍ، فمن نماذج هذه العِلّة والآفة مما نراهُ في عصرنا الحاضر: التّساهل في نسبة العلماء إلى مذهبٍ معيّنٍ إثباتاً ونفياً؛ فعلى سبيل المثال: رغم وفرة الواصل إلينا من كتب الحافظ محمّد بن أحمد بن عثمان الذّهبيّ (ت: 748هـ)، وصراحة مواقفه في الالتزام بمذهب العامّة، وشدّة مقولاته بحقّ الشّيعة وردّه دعاواهم، نرى من يحاول التّشكيك في كونه من علماء العامّة، باستدلالٍ هزيلٍ جدّاً، وحاصله أنّ الذهبيَّ أورد في كتابه «ميزان الاعتدال» رواياتٍ وحكاياتٍ تؤيّد كلام الشّيعة في بعض القضايا التّاريخيّة، وقراءة مقدّمة ذلك الكتاب كافيةٌ لمعرفة بطلان هذا "الاستدلال"؛ فإنّ الذّهبي صنّفَ كتابَه لذكر من تُكُلِّم في ثقته بأدنى لين وأقلّ تجريح -سواءً كان يقبلُ الذّهبي هذا الجرح أم لا-؛ تبعاً لصنيع مؤلِّفي كتب الجرح في ذكر من جُرح -ولو بوجهٍ باطل-، ثمّ من عادة الذّهبيّ أن يذكرَ في تراجم جملة وفيرة من الرّواة شيئاً من روايات الرّاوي التي ضُعِّفت وأُنْكِرتْ عليه، ولم يكن بصدد «حفظ التّراث» كما قِيل، فهذا التّفسير لصنيع الذهبيّ تحليلٌ ذوقيّ من كيس صاحبه، لم ينطق به الذهبيّ أصلاً.
ينبغيّ حقّاً لطالب العلم أن يكون برهانيّاً لا ذوقيّاً، وإلّا فإنّ التّعامل بمناهج غير منضبطة يوجب انفلات الموازين وتضييع المعايير والقطع بأيِّ شيء لأيِّ شيء، والله المستعان!
#الفوائد_العلمية
"فمَكَثَ غَيْرَ بَعِيْدٍ..".
إعادة تعريف المفاهيم، أو محاولة الالتفاف على المعايير، لا يغيّر من الحقائق شيئاً. ادّعاء برودة الجمرة أو سخونة الثلج لا يصيّر الجمر بارداً ولا الثلج ساخناً، بل يكفي أن تمسك بهما لتعرف الحقيقة. كذلك الحقائق في الخارج، ستسري كوامنها وتتجلى آثارها في المستقبل القريب، فإذا سرت الحرارة من الجمر فإن ذلك سيكون محسوساً. وعلى هذا فقِسْ؛ ما كان جوهره قائماً على الضّعف لن تفوح منه رائحة القوّة. امكث وترقّب تُحِطْ بما لم تُحِط به.
إعادة تعريف المفاهيم، أو محاولة الالتفاف على المعايير، لا يغيّر من الحقائق شيئاً. ادّعاء برودة الجمرة أو سخونة الثلج لا يصيّر الجمر بارداً ولا الثلج ساخناً، بل يكفي أن تمسك بهما لتعرف الحقيقة. كذلك الحقائق في الخارج، ستسري كوامنها وتتجلى آثارها في المستقبل القريب، فإذا سرت الحرارة من الجمر فإن ذلك سيكون محسوساً. وعلى هذا فقِسْ؛ ما كان جوهره قائماً على الضّعف لن تفوح منه رائحة القوّة. امكث وترقّب تُحِطْ بما لم تُحِط به.
روى الشّيخ الصّدوق بإسنادٍ معتبرٍ: (حدَّثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدّثنا سعد بن عبد الله، قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن عليّ بن أسباط، قال: سمعتُ عليَّ بن موسى الرِّضا عليه السّلام يُحدِّثُ عن آبائه عن عليٍّ -عليهم السّلام- أنَّ رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: «لَمْ يَبْقَ مِنْ أمثَالِ الأنبِيَاءِ -عليهم السّلام- إلَّا قَوْلُ النَّاسِ: إذَا لَمْ تَسْتَحِي فاصْنَعْ مَا شِئْتَ»).
📚عيون أخبار الرضا، ج2، ص96-97، رقم الحديث 562، الباب 31: باب آخر فيما جاء عن الرضا عليه السلام من الأخبار المجموعة، ح207.
📚عيون أخبار الرضا، ج2، ص96-97، رقم الحديث 562، الباب 31: باب آخر فيما جاء عن الرضا عليه السلام من الأخبار المجموعة، ح207.
حول أحداث سقوط النّظام السّوريّ
١- لا شكّ في أنّ النّظام السّوريّ من الأنظمة القليلة التي عملت على دعم المقاومة في لبنان وفلسطين بسخاء وإخلاص منقطع النظير، حيث ساهم في التّسليح وتوفير الأرضية للتدريب والتمويل وغير ذلك، وهذه هي النّقطة البيضاء في تاريخه. أمّا بالنسبة إلى تقييمه كنظامٍ حاكمٍ فلا شكّ أيضاً في أنّه -وفقاً لمعايير الإسلام- مصداق للطّاغوت، فهو نظامٌ قمعيٌّ مفسد في الأرض، أهلك الحرث والنّسل، وأسّس لدولة ذات قبضة أمنيّة حديديّة، تعامل الناس بأسلوب الطّواغيت ومنهاجهم. هذا الأمر كان واضحاً لكلّ من يرى أفعاله القمعيّة بحق معارضيه.
على الصّعيد الشخصيّ، كنت أدرك ذلك على مستوى الاعتقاد، ثم اتفق أني لمستُه بنفسيّ قبل عدّة سنوات، حيث استدعاني الأمن السوري -خلال زيارتي الثانية- إلى (فرع فلسطين) لإجراء تحقيق روتينيّ، ذهبتُ وليس في قلبي شيء من الخوف خلافاً لمن عَلِمَ بذهابي، استغرق مكوثي هناك ٤-٥ ساعات، ثم خرجتُ فكنت أجدُ من يقول لي بسرور: (الحمد لله على السّلامة)، وكأنّني كنت ذاهباً إلى مقتلٍ، حينها عرفتُ أنّ عدم خوفي من الذهاب كان منشؤه الجهل بحقيقة ما يعرفه الآخرون عن هذا الفرع وحقيقته، الذي يحكي سياسة نظامٍ بأكمله. لقد ذاق السّوريّون مرارات القمع، وأحياناً لأتفه الأسباب، من قبيل: منشور فيسبوك، تقرير كاذب..إلخ. وإلى ما قبل سقوط النّظام بأشهر، كنت أسعى بين شخصٍ وآخر بحثاً عن شخصٍ يهمُّني أمره، اختفى في بعض فروع الأمن بلا موجبٍ، وبحثتُ عنه كمن يبحث عن إبرة في كومة قشّ، ثم عثرنا عليه بشقّ الأنفس إلى أن تلطّف الله فخرج وقد ناله ما ناله منهم. إنّ مقتضى الإنصاف كما أنّنا اعترضنا على حزب البعث العراقيّ وجرائمه بحقّ العراقيّين، كذلك لا ينبغي إمضاء جنايات النّظام السوريّ أو الاستخفاف بها.
٢- مع ما تقدّم من ذكر حال النّظام، ينبغي التّأكيد على أنّ دخول حزب الله للقتال في سوريا كان دخولاً شرعيّاً ومنطقيّاً؛ فحزب الله لم يكن في يوم من الأيّام متعهّداً بالدفاع عن آل الأسد، وإنّما كان الدّافع لذلك هو مواجهة الجماعات التكفيرية التي أرادت اجتياح سوريا متبنيةً سياسة قطع الرؤوس من شتى الطوائف، بالإضافة إلى توعّدها لحزب الله بالقدوم إليه قبل أن يتحرّك الحزب بأيّ خطوة، وهو ما يتضمّن بالتّبع محاصرة المقاومة وإضعافها، وهذا ما لم يكن محلّ قبولٍ عند أيّ عاقل. وبالتالي فلم يكن ذنب حزب الله أنّه ذهب وبادر لقتال تلك الجماعات المسلّحة، وإنّما كان هذا من آثام معارضي النظام الذين سمحوا لثورتهم بالتحوّل إلى مارثوان مصاصي دماء، حيث أصبحوا ألعوبة بأيدي جهاتٍ دوليّةٍ ذات مقاصد خبيثة. ومن هنا: ينبغي لمن يتبنّى سرديّة القتل والمجازر حول حزب الله أن يتخلّى عنها؛ فليس لكَ أن تثير مخاوف من حولك، حتّى إذا بطشوا بكَ بكيت وندبت نفسك.
وفي هذا المقام أيضاً: تُسجَّل ملاحظةٌ على بعض الإخوة الذين يقولون إنّ الانسحاب من سوريا مساوق لتضييع دماء الشهداء الذين سقطوا في حلب وحمص ودمشق وغيرها، وليس الأمر كما يقولون.
على أيّ حالٍ، بعد وقوع حزب الله في هذه المعادلة المعقّدة مكرَهاً، يمكن القول الآن بأنّ سقوط النّظام السّوري بهذه الصّورة -المغايرة لسيناريو إسقاطه سنة ٢٠١١- أزاح عبئاً أخلاقيّاً كبيراً عن كاهله؛ فليس من المُستمرَأ أن يتحمّل حزب الله -وهو حزبٌ إسلاميّ متشرّع تحكمه القوانين الإسلاميّة والقِيَم- أعباء وتبعات أفعال غيره، رغم ما لهذه الحادثة من آثارٍ سلبية في نواحٍ أُخرى، ولكن (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً).
٣- النّظام السوري قبل أن يقع ضحيّة الأحداث الإقليمية وارتداداتها، قد وقع ضحيّة سياساته الممتلئة بالصّلف والتكبّر، فمع ما جرى منذ عام ٢٠١١ لم يبادر إلى ممارسة إصلاحات واضحة رغم دعوة حلفائه إيّاه إلى ذلك، ولم يسعَ إلى محاولة استيعاب طبقات مختلفة من الشعب السوري، بل استمرّ في الفساد والاضطهاد، وما يُعرَض الآن من مناظر مقزّزة للسجون السوريّة خير شاهدٍ ودليلٍ. لقد خسر كثيراً من تأييد النّاس إلى درجة أنّ مؤيّديه في كلّ صغيرة وكبيرة ينقلبون عليه الآن بطريقة مثيرة للشفقة، وكفى بهذا الدّرس عبرةً.
وأمّا الكلام في جميع علل سقوط النظام وأسباب ذلك، فهذا قد لا يتّسع له الوقت، وربّما لا تتّسع له الصّدور.. فلعلّه يكون في وقتٍ آخر.
٤- رغم السلوك المقنن نوعاً ما للجماعات المسلحة التي سيطرت على سوريا، إلّا أنّه لا ضمانات حقيقيّة من جهتها، ولذلك ينبغي البقاء على حذرٍ؛ ومع ذلك لا ينبغي إثارة الهلع في أوساط النّاس. على أية حال، مستقبل سوريا لا زال مظلماً، وقد نشهد صراعاً بين أطراف سُنيّة متفرّقة الولاءات تبعاً لصراعات دول المنطقة، فنسأل الله أن يلطف بالمظلومين، ويكفّ بأس الظالمين، والحمد لله رب العالمين.
١- لا شكّ في أنّ النّظام السّوريّ من الأنظمة القليلة التي عملت على دعم المقاومة في لبنان وفلسطين بسخاء وإخلاص منقطع النظير، حيث ساهم في التّسليح وتوفير الأرضية للتدريب والتمويل وغير ذلك، وهذه هي النّقطة البيضاء في تاريخه. أمّا بالنسبة إلى تقييمه كنظامٍ حاكمٍ فلا شكّ أيضاً في أنّه -وفقاً لمعايير الإسلام- مصداق للطّاغوت، فهو نظامٌ قمعيٌّ مفسد في الأرض، أهلك الحرث والنّسل، وأسّس لدولة ذات قبضة أمنيّة حديديّة، تعامل الناس بأسلوب الطّواغيت ومنهاجهم. هذا الأمر كان واضحاً لكلّ من يرى أفعاله القمعيّة بحق معارضيه.
على الصّعيد الشخصيّ، كنت أدرك ذلك على مستوى الاعتقاد، ثم اتفق أني لمستُه بنفسيّ قبل عدّة سنوات، حيث استدعاني الأمن السوري -خلال زيارتي الثانية- إلى (فرع فلسطين) لإجراء تحقيق روتينيّ، ذهبتُ وليس في قلبي شيء من الخوف خلافاً لمن عَلِمَ بذهابي، استغرق مكوثي هناك ٤-٥ ساعات، ثم خرجتُ فكنت أجدُ من يقول لي بسرور: (الحمد لله على السّلامة)، وكأنّني كنت ذاهباً إلى مقتلٍ، حينها عرفتُ أنّ عدم خوفي من الذهاب كان منشؤه الجهل بحقيقة ما يعرفه الآخرون عن هذا الفرع وحقيقته، الذي يحكي سياسة نظامٍ بأكمله. لقد ذاق السّوريّون مرارات القمع، وأحياناً لأتفه الأسباب، من قبيل: منشور فيسبوك، تقرير كاذب..إلخ. وإلى ما قبل سقوط النّظام بأشهر، كنت أسعى بين شخصٍ وآخر بحثاً عن شخصٍ يهمُّني أمره، اختفى في بعض فروع الأمن بلا موجبٍ، وبحثتُ عنه كمن يبحث عن إبرة في كومة قشّ، ثم عثرنا عليه بشقّ الأنفس إلى أن تلطّف الله فخرج وقد ناله ما ناله منهم. إنّ مقتضى الإنصاف كما أنّنا اعترضنا على حزب البعث العراقيّ وجرائمه بحقّ العراقيّين، كذلك لا ينبغي إمضاء جنايات النّظام السوريّ أو الاستخفاف بها.
٢- مع ما تقدّم من ذكر حال النّظام، ينبغي التّأكيد على أنّ دخول حزب الله للقتال في سوريا كان دخولاً شرعيّاً ومنطقيّاً؛ فحزب الله لم يكن في يوم من الأيّام متعهّداً بالدفاع عن آل الأسد، وإنّما كان الدّافع لذلك هو مواجهة الجماعات التكفيرية التي أرادت اجتياح سوريا متبنيةً سياسة قطع الرؤوس من شتى الطوائف، بالإضافة إلى توعّدها لحزب الله بالقدوم إليه قبل أن يتحرّك الحزب بأيّ خطوة، وهو ما يتضمّن بالتّبع محاصرة المقاومة وإضعافها، وهذا ما لم يكن محلّ قبولٍ عند أيّ عاقل. وبالتالي فلم يكن ذنب حزب الله أنّه ذهب وبادر لقتال تلك الجماعات المسلّحة، وإنّما كان هذا من آثام معارضي النظام الذين سمحوا لثورتهم بالتحوّل إلى مارثوان مصاصي دماء، حيث أصبحوا ألعوبة بأيدي جهاتٍ دوليّةٍ ذات مقاصد خبيثة. ومن هنا: ينبغي لمن يتبنّى سرديّة القتل والمجازر حول حزب الله أن يتخلّى عنها؛ فليس لكَ أن تثير مخاوف من حولك، حتّى إذا بطشوا بكَ بكيت وندبت نفسك.
وفي هذا المقام أيضاً: تُسجَّل ملاحظةٌ على بعض الإخوة الذين يقولون إنّ الانسحاب من سوريا مساوق لتضييع دماء الشهداء الذين سقطوا في حلب وحمص ودمشق وغيرها، وليس الأمر كما يقولون.
على أيّ حالٍ، بعد وقوع حزب الله في هذه المعادلة المعقّدة مكرَهاً، يمكن القول الآن بأنّ سقوط النّظام السّوري بهذه الصّورة -المغايرة لسيناريو إسقاطه سنة ٢٠١١- أزاح عبئاً أخلاقيّاً كبيراً عن كاهله؛ فليس من المُستمرَأ أن يتحمّل حزب الله -وهو حزبٌ إسلاميّ متشرّع تحكمه القوانين الإسلاميّة والقِيَم- أعباء وتبعات أفعال غيره، رغم ما لهذه الحادثة من آثارٍ سلبية في نواحٍ أُخرى، ولكن (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً).
٣- النّظام السوري قبل أن يقع ضحيّة الأحداث الإقليمية وارتداداتها، قد وقع ضحيّة سياساته الممتلئة بالصّلف والتكبّر، فمع ما جرى منذ عام ٢٠١١ لم يبادر إلى ممارسة إصلاحات واضحة رغم دعوة حلفائه إيّاه إلى ذلك، ولم يسعَ إلى محاولة استيعاب طبقات مختلفة من الشعب السوري، بل استمرّ في الفساد والاضطهاد، وما يُعرَض الآن من مناظر مقزّزة للسجون السوريّة خير شاهدٍ ودليلٍ. لقد خسر كثيراً من تأييد النّاس إلى درجة أنّ مؤيّديه في كلّ صغيرة وكبيرة ينقلبون عليه الآن بطريقة مثيرة للشفقة، وكفى بهذا الدّرس عبرةً.
وأمّا الكلام في جميع علل سقوط النظام وأسباب ذلك، فهذا قد لا يتّسع له الوقت، وربّما لا تتّسع له الصّدور.. فلعلّه يكون في وقتٍ آخر.
٤- رغم السلوك المقنن نوعاً ما للجماعات المسلحة التي سيطرت على سوريا، إلّا أنّه لا ضمانات حقيقيّة من جهتها، ولذلك ينبغي البقاء على حذرٍ؛ ومع ذلك لا ينبغي إثارة الهلع في أوساط النّاس. على أية حال، مستقبل سوريا لا زال مظلماً، وقد نشهد صراعاً بين أطراف سُنيّة متفرّقة الولاءات تبعاً لصراعات دول المنطقة، فنسأل الله أن يلطف بالمظلومين، ويكفّ بأس الظالمين، والحمد لله رب العالمين.