بقلوب مؤمنة بقضاء الله، صابرة على نزول بلائه، ننعى الأخ العزيز نبيل فروانة (أبو زهراء)، والذي قضى شهيداً في غارة صهيونية إجرامية استهدفت خيام النازحين في مدينة خان يونس، ومعه زوجته شمس خلّة، وجنينها، وأخوها الشهيد يحيى خلّة، كما أصيب آخرون من أفراد العائلة.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يتقبله في الشهداء، وأن يجزل له الأجر والثواب، فلقد كان من الناشطين المثابرين في إغاثة الملهوفين وإيصال التبرعات والمساعدات إلى العائلات النازحة، وقد كان مساهماً بفعالية في مشاريع الإطعام وتوفير حليب الأطفال وغير ذلك مما يُشهد به لأياديه البيضاء..
رحمك الله يا أبا الزهراء، وحشرك مع أئمتك الأبرار..
نسأل الله تبارك وتعالى أن يتقبله في الشهداء، وأن يجزل له الأجر والثواب، فلقد كان من الناشطين المثابرين في إغاثة الملهوفين وإيصال التبرعات والمساعدات إلى العائلات النازحة، وقد كان مساهماً بفعالية في مشاريع الإطعام وتوفير حليب الأطفال وغير ذلك مما يُشهد به لأياديه البيضاء..
رحمك الله يا أبا الزهراء، وحشرك مع أئمتك الأبرار..
مصباح الهداية
Photo
قبس من مشكاة القرآن (٢)
ورد في الأحاديث المتواترة عن النبي (صلى الله عليه وآله) وأئمة أهل البيت (عليهم السلام) ما يبيّن الاهتمام الكبير بالولاية، ودورها في وقاية دين المرء من الزيغ والضّلال، وقد ورد في الحديث الشّريف: "..، ولم يُنادَ بشيء كما نودي بالولاية"؛ وذلك أنّ منشأ الصّلاح والفساد يكمن في الولاية، فإن تولّيت الدّليل إلى الله أخذك إلى طريق الاستقامة والنّجاة، وإن تولّيت أئمّة الضلال أخذوا بيدك نحو التهلكة والرّدى.
وبهذا يتّضح أنّ تقييم مسار أيّ أمّة أو جماعة منوطٌ أوّلاً بمعرفة من تتولّى، وكيف يقودها، وبأي منهج يسوقها، فإذا اتّضح ذلك عُلِم حال هذه الأمّة ومآلها.
وفي هذا السّياق، يشير القرآن الكريم في عدّة مواضع إلى مشهدٍ مخيفٍ من مشاهد يوم القيامة، وهو مشهد الحوار بين المتبوعين وأتباعهم، حيث تُرى براءة المتبوعين من الأتباع، بعد أن أضلّوهم عن سواء السّبيل، وفي الجانب الآخر، نرى ملامة الأتباع لمتبوعيهم، ويأسهم من تحصيل النّجاة بهم، فلم تنفعهم ولايتهم؛ لأنها بُنيت على الزيغ وحب الدّنيا والرئاسة وعدم طلب الحق، وكان مِلاكها الطاعة العمياء والانقياد على غير هدى خلف الزائغين المضلّين، قال تعالى: ﴿وَقالوا رَبَّنا إِنّا أَطَعنا سادَتَنا وَكُبَراءَنا فَأَضَلّونَا السَّبيلا رَبَّنا آتِهِم ضِعفَينِ مِنَ العَذابِ وَالعَنهُم لَعنًا كَبيرًا﴾ [الأحزاب: ٦٧-٦٨]، ففي هذا المشهد يظهر الإقرار بتأثير الولاية في مصيرهم، ونقمتهم على مُضلّيهم الذين ساقوهم إلى الردى بإضلالهم عن طاعة الله.
ويظهر في آيات أخرى تبرّؤ المتبوعين من الأتباع، وعدم نفعهم إيّاهم في أشد مواقف يوم الحساب، وهو ما يبيّن أنّ ولاية الضُّلّال كما أنها لا تنفع في الدنيا، فهي كذلك لا تنفع في الآخرة، قال تعالى: ﴿إِذ تَبَرَّأَ الَّذينَ اتُّبِعوا مِنَ الَّذينَ اتَّبَعوا وَرَأَوُا العَذابَ وَتَقَطَّعَت بِهِمُ الأَسبابُ وَقالَ الَّذينَ اتَّبَعوا لَو أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنهُم كَما تَبَرَّؤوا مِنّا كَذلِكَ يُريهِمُ اللَّهُ أَعمالَهُم حَسَراتٍ عَلَيهِم وَما هُم بِخارِجينَ مِنَ النّارِ﴾ [البقرة: ١٦٦-١٦٧]، ولعلّ المقصد الأساس في هذه الآية هو بيان مشهد الحسرة الذي يصيب الأتباع المطيعين بسبب سوء اختيارهم لأوليائهم، وهو تحذيرٌ عظيمٌ للنّاس، يتضمّن إشارة إلى أهمية الولاية وضرورة الاهتمام بشأن الذين يتولّونهم.
وهكذا، تذكر آيات أخرى تكرر مشهد الحوار بين المتبوعين والأتباع في صورة حزينة ومؤلمة تنبّه النّاس من هذا الخطأ المهلك، وترشدهم إلى ضرورة اختيار الإمام الحقّ الذي يقود إلى النّجاة، وإلّا فإنّنا قد نكون على موعد لنقف بأنفسنا في مشهد الحوار بين المتبوعين والأتباع بحسرة تملؤ نفوسنا لتفويت ولاية الحق التي تشتمل على خير الدنيا والآخرة.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يثبّت قلوبنا على ولاية حجّة الله على خلقه، وأن يشدّ أزرنا في طاعته وخدمته وتحرّي مرضاته.
ورد في الأحاديث المتواترة عن النبي (صلى الله عليه وآله) وأئمة أهل البيت (عليهم السلام) ما يبيّن الاهتمام الكبير بالولاية، ودورها في وقاية دين المرء من الزيغ والضّلال، وقد ورد في الحديث الشّريف: "..، ولم يُنادَ بشيء كما نودي بالولاية"؛ وذلك أنّ منشأ الصّلاح والفساد يكمن في الولاية، فإن تولّيت الدّليل إلى الله أخذك إلى طريق الاستقامة والنّجاة، وإن تولّيت أئمّة الضلال أخذوا بيدك نحو التهلكة والرّدى.
وبهذا يتّضح أنّ تقييم مسار أيّ أمّة أو جماعة منوطٌ أوّلاً بمعرفة من تتولّى، وكيف يقودها، وبأي منهج يسوقها، فإذا اتّضح ذلك عُلِم حال هذه الأمّة ومآلها.
وفي هذا السّياق، يشير القرآن الكريم في عدّة مواضع إلى مشهدٍ مخيفٍ من مشاهد يوم القيامة، وهو مشهد الحوار بين المتبوعين وأتباعهم، حيث تُرى براءة المتبوعين من الأتباع، بعد أن أضلّوهم عن سواء السّبيل، وفي الجانب الآخر، نرى ملامة الأتباع لمتبوعيهم، ويأسهم من تحصيل النّجاة بهم، فلم تنفعهم ولايتهم؛ لأنها بُنيت على الزيغ وحب الدّنيا والرئاسة وعدم طلب الحق، وكان مِلاكها الطاعة العمياء والانقياد على غير هدى خلف الزائغين المضلّين، قال تعالى: ﴿وَقالوا رَبَّنا إِنّا أَطَعنا سادَتَنا وَكُبَراءَنا فَأَضَلّونَا السَّبيلا رَبَّنا آتِهِم ضِعفَينِ مِنَ العَذابِ وَالعَنهُم لَعنًا كَبيرًا﴾ [الأحزاب: ٦٧-٦٨]، ففي هذا المشهد يظهر الإقرار بتأثير الولاية في مصيرهم، ونقمتهم على مُضلّيهم الذين ساقوهم إلى الردى بإضلالهم عن طاعة الله.
ويظهر في آيات أخرى تبرّؤ المتبوعين من الأتباع، وعدم نفعهم إيّاهم في أشد مواقف يوم الحساب، وهو ما يبيّن أنّ ولاية الضُّلّال كما أنها لا تنفع في الدنيا، فهي كذلك لا تنفع في الآخرة، قال تعالى: ﴿إِذ تَبَرَّأَ الَّذينَ اتُّبِعوا مِنَ الَّذينَ اتَّبَعوا وَرَأَوُا العَذابَ وَتَقَطَّعَت بِهِمُ الأَسبابُ وَقالَ الَّذينَ اتَّبَعوا لَو أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنهُم كَما تَبَرَّؤوا مِنّا كَذلِكَ يُريهِمُ اللَّهُ أَعمالَهُم حَسَراتٍ عَلَيهِم وَما هُم بِخارِجينَ مِنَ النّارِ﴾ [البقرة: ١٦٦-١٦٧]، ولعلّ المقصد الأساس في هذه الآية هو بيان مشهد الحسرة الذي يصيب الأتباع المطيعين بسبب سوء اختيارهم لأوليائهم، وهو تحذيرٌ عظيمٌ للنّاس، يتضمّن إشارة إلى أهمية الولاية وضرورة الاهتمام بشأن الذين يتولّونهم.
وهكذا، تذكر آيات أخرى تكرر مشهد الحوار بين المتبوعين والأتباع في صورة حزينة ومؤلمة تنبّه النّاس من هذا الخطأ المهلك، وترشدهم إلى ضرورة اختيار الإمام الحقّ الذي يقود إلى النّجاة، وإلّا فإنّنا قد نكون على موعد لنقف بأنفسنا في مشهد الحوار بين المتبوعين والأتباع بحسرة تملؤ نفوسنا لتفويت ولاية الحق التي تشتمل على خير الدنيا والآخرة.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يثبّت قلوبنا على ولاية حجّة الله على خلقه، وأن يشدّ أزرنا في طاعته وخدمته وتحرّي مرضاته.
مصباح الهداية
Video
تكلّم الشّيخ محمّد حسن الددو عن نكبات الأمّة الإسلاميّة، فذكر أوّلها وفاة النبيّ صلّى الله عليه وآله، وأنّه مات ولم يكتب لها دستوراً سياسيّاً يبيّن ملامح نظام الحكم، وطرق اختيار الحاكم ومحاسبته وعزله، كما أنّه لم يبيّن من هو الخليفة من بعده، فثارت ثائرة السّلفيّين وغيرهم عليه، وكأنّه أتى ببدعةٍ من عنده، في حين أنّ ما قرّره ينطبق مع ما هو موجودُ في تراث أهل السنّة والجماعة، فإنّك إذا أنعمت النّظر في دواوين السنّة الأساسيّة لم تجد فيها من النّصوص النبويّة ما يفي بهذا الغرض، ثمّ إذا أرجعت البصر إلى ما أُلّف في باب الإمامة والأحكام السّلطانيّة تجد أنّ فقهاء ومتكلّمي أهل السنّة شعروا بفراغٍ كبيرٍ على مستوى النصوص النبويّة فاضطرّوا إلى ملء هذا الفراغ بدعاوى الإجماع وأقوال الصّحابة والقياس، وهذا السّلوك ناشئ عن قلّة النّصوص النبويّة في هذا الباب، فنصوص قليلة لا يمكنها أن تؤسّس نظاماً سياسياً بملامح إسلاميّة واضحة، في حين أنّ الظّفر بأحاديث كثيرة جداً في أحكام الطهارة والأطعمة والأشربة والصيّد والذباحة من أيسر ما يكون.
السّلفية وغيرهم قومٌ يغطّون جهلهم وجهالاتهم بالصّراخ والتهويل، ولو كانوا أهل علمٍ وإنصاف كان يكفيهم في الردّ أن يبيّنوا حجم النصوص النبويّة الموضحة للدستور الإسلاميّ ونظام الحكم في الإسلام، وبذلك يظهر كذب الشيخ الددو، ولكنّ العيّ والجهل فاضحان.
نعم؛ بعض من التفت إلى هذه الأزمة حاول أن يخترع بعض التّوجيهات لها، فذكر أنّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله) حدّد المبادئ الأساسيّة للنظام الإسلاميّ، وأمّا الإجراءات التنظيميّة فتركها للأمّة، وهذا نوعٌ من التّحايل "الذكيّ"، فهذا المسلك يتّكئ على الاعتماد على النّصوص ذات الجنبة الإطلاقيّة، فيتمسّك بنصوص عامّة -مثل آية الشورى- ويُدخلها في باب الإمامة، وأصحاب هذا المسلك ربّما يتوهّمون أنّهم حلّوا الإشكال، لكنّهم غفلوا عن أنّ ما بذلوه من جهدٍ لا ينفي أنّ النبيّ لم يولِ مسألة خطيرة كهذه اهتماماً يليق بشأنها، حتى آل الأمر إلى تصيّد بعض المبادئ من إطلاقات جاءت في سياقات إرشاديّة تتعلّق بمسائل اجتماعيّة وما شاكلها، وإدخالها في باب الإمامة هو تحميلٌ لها ما لا تحتمل. وكذلك يحتجّون بجملةٍ من الروايات التي لو قُرئت وفق الموازين التاريخيّة لفاحت رائحة الجناية التي جنى بها محدِّثو أهل السنّة على العقل الإسلاميّ حيث حاولوا تمرير ما فرضته الإرادة السياسية بلباس الحديث والرّواية..
وللحديث بقيّة..
السّلفية وغيرهم قومٌ يغطّون جهلهم وجهالاتهم بالصّراخ والتهويل، ولو كانوا أهل علمٍ وإنصاف كان يكفيهم في الردّ أن يبيّنوا حجم النصوص النبويّة الموضحة للدستور الإسلاميّ ونظام الحكم في الإسلام، وبذلك يظهر كذب الشيخ الددو، ولكنّ العيّ والجهل فاضحان.
نعم؛ بعض من التفت إلى هذه الأزمة حاول أن يخترع بعض التّوجيهات لها، فذكر أنّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله) حدّد المبادئ الأساسيّة للنظام الإسلاميّ، وأمّا الإجراءات التنظيميّة فتركها للأمّة، وهذا نوعٌ من التّحايل "الذكيّ"، فهذا المسلك يتّكئ على الاعتماد على النّصوص ذات الجنبة الإطلاقيّة، فيتمسّك بنصوص عامّة -مثل آية الشورى- ويُدخلها في باب الإمامة، وأصحاب هذا المسلك ربّما يتوهّمون أنّهم حلّوا الإشكال، لكنّهم غفلوا عن أنّ ما بذلوه من جهدٍ لا ينفي أنّ النبيّ لم يولِ مسألة خطيرة كهذه اهتماماً يليق بشأنها، حتى آل الأمر إلى تصيّد بعض المبادئ من إطلاقات جاءت في سياقات إرشاديّة تتعلّق بمسائل اجتماعيّة وما شاكلها، وإدخالها في باب الإمامة هو تحميلٌ لها ما لا تحتمل. وكذلك يحتجّون بجملةٍ من الروايات التي لو قُرئت وفق الموازين التاريخيّة لفاحت رائحة الجناية التي جنى بها محدِّثو أهل السنّة على العقل الإسلاميّ حيث حاولوا تمرير ما فرضته الإرادة السياسية بلباس الحديث والرّواية..
وللحديث بقيّة..
النموذج الفارق في شخصيّة السيّد (رضوان الله عليه) أنّه حقّق النموذج الأخلاقيّ لرجل السّياسة؛ إذ قلّما يخوض في هذا العالم أحد دون أن تلطخه الدنيا بشيء من لوثاتها. لقد كان نموذجاً فريداً بلغ من الزهد والحكمة وطيب المعشر وحسن الخلق ما لم يحصّله أحد ممن خاض في هذا العالم من عبيد الأموال وتجار الدماء وأرباب المطامع الدنيوية.
افتقدنا قائداً حكيماً، ونموذجاً أخلاقيّاً يعزّ أن يتكرّر مثله..
افتقدنا قائداً حكيماً، ونموذجاً أخلاقيّاً يعزّ أن يتكرّر مثله..
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
كلّ موظّفي قطر مبغوضون كريهون، ولكن يمتاز لقاء مكّي من بينهم بخصوصيّة، وهو أنه أكثرهم سفاهة وجهلاً وتنطّعاً، كما أنه يمتلك خصوصيّة في ذاته تجعلك لا تكفّ عن احتقاره وبغضه.