Telegram Web Link
مصباح الهداية
Video
ذكرت أمسِ -خلال المناقشة حول التراث الإماميّ - أنّ إحدى مشكلات الباحثين من أهل السنّة تكمن في ضعف العناية بالتّراث الإماميّ في مجال تحقيق متون التراث، وكذلك في مجال القراءة التحليليّة والنّقد، ولذا نرى أنّ الظّواهر المعاصرة تفتقر إلى الكفاءة العلميّة للقيام بهذه المهمّة. قراءة التراث ونقده تحتاج إلى ردحٍ من الزّمن بين مطبوعه ومخطوطه، وتأمّل وافٍ في كلمات أهل العلم لاقتناص السّياق العلميّ لكلّ مقولةٍ، وقوّة ذهنيّة تقدر على التّحليل بكفاءة، وإلّا فإنّ الباحث لن يكون مؤهّلاً للنّقض والإبرام.
ومما يؤسف له أنّنا في زمن انحطاط العلم، حيث يرفع الصّبية عقيرتهم، وينصبون أنفسهم للرّفع والوضع وإطلاق الأحكام. على سبيل الطّرفة، أرسل لي أحد الإخوة هذا المقطع، وفيه يتحدّث أحد هؤلاء ممن أطلق لسانه في التكفير والنّقد وإطلاق الأحكام بضرس قاطع، وهو يفتقر إلى أدنى مراتب الإحاطة بمفردات التراث الإماميّ على مستوى المصطلحات والألفاظ، فضلاً عما هو فوق ذلك، فنقل نصَّاً عن بهرام بن عبد الله الدّميريّ المالكيّ (ت: 805هـ) وفي عبارته مصطلح (الطيَّارة الرّوافض)؛ وحيثُ إنّ اطّلاع هذا الفتى على هذه القضايا في حدود اطّلاعي على علم الفيزياء، أبى أن يقرأ النصَّ كما ورد في المطبوع، فأراد أن يبرز خبرته العلميّة الواسعة واطّلاعه الكبير فصحّح اللّفظ بزعمه وقرأه: (الطبَّارة الرّوافض) وفسّرها بـ(أهل التّطبير)! والأنكى من ذلك أنَّه خطَّأ محقّق الكتاب وحمله على عدم المعرفة! هذا يدلُّك على قصورٍ في فهم مصطلحٍ يسيرٍ من مصطلحات تاريخ المِلل والنّحل والكلام، فمصطلح (الطيّارة) معروفٌ، ويُراد به الغلاة، وهو مشتقّ من الطيران الذي يُراد به الارتفاع والغلوّ. وإذا كنّا عاجزين على مستوى ضبط الاصطلاحات والألفاظ، فأنّى تصل النوبة إلى ما بعدها من القراءة التحليلية والنقد؟
حقاً أقول؛ إنّ اتّساع الفجوة بين المنتسبين لتحصيل العلم وبين التراث الإسلاميّ تنذر بمحاذير كثيرة، أهونها أن يتمّ توليد جهالات تطمس روح العلم وتجعل أزمَّة الأمور بين من لا يفرّق بين الباء والياء! ولذلك ينبغي لكثير من هؤلاء أن يتواضعوا، ويطلبوا العلم من أهله، ويسألوا إن جهلوا، فالسّؤال ليس عيباً، بل هو مفخرة المتعلِّم.
ليس العجبُ من أحمد الشّرع في لقائه بترامب منبطحاً مذعناً لتقديم القرابين والأثمان مقابل تثبيت سلطته الحاكمة في دمشق؛ بل العجبُ ممّن تفاجأ بما حصل. الفكر السنيّ في كافّة ظهوراته هو فكر سلطانيّ حكوميّ، يجعل الأولويّة للحكم والسّلطنة مهما كانت التّضحيات، هكذا كان التّاريخ، وهذا هو الحاضر الماثل بين أعيننا. وعلى هذا النّسق، تجري كافّة حركات الإسلام السّياسيّ في المنطقة، فهي إنْ نازعت الولايات المتحدة فلأنها لم تفسح لهم مجالاً لينالوا ما يريدون، ولذلك هم مستعدّون دوماً لأي شيء مقابل ابتسامة من وليّ أمر المنطقة ترامب. هذه الحركات انطلاقاً من خلفيّتها الفكريّة مستعدّة للتّضحية بأغلى الأثمان مقابل الحصول على الرِّضا الأميركيّ. المؤسف في الموضوع أنّ الثّمن كان بيع القضيّة الفلسطينيّة والتّضحية بدماء عشرات الآلاف من المظلومين في غزّة ولبنان.
وبالمناسبة، حركة حماس ليست عن ذلك ببعيد، ودع عنك اللّوذ والتستّر خلف الشّباب الحاضرين في خطوط القتال، فهؤلاء وقود المرحلة.. أبقِ عينك على خالد مشعل وأمثاله وستعرف أنّ حركة حماس ليست بعيدةً عن هذا المسلك، وأنّها تنتظر صفقة جيّدة بثمن مناسب يلائم الحفاظ على كيانها. قطر التي مرّرت طالبان، وستمرّر جبهة النّصرة، لن تعجز عن تمرير حركة حماس. لذا في عيون "المشعليّين": الصّفقة محببّة إلى النّفس ومأمولةٌ، ولكن الخلاف في السّعر فقط.
ممّا ذكره الشّيخ الجليل أبو غالب الزّراريّ في وصيّته لحفيده: "..، واجتهد في حفظ الحديث والتّفقّه فيه، وواظب على ما يُقرِّبُك من الله عزّ وجلّ، واعلم أنّه ما أسنّ أحدٌ قطّ إلا ندم على ما فاته من التقرُّب إلى الله عزّ وجلّ بطاعته في شبيبته، وعلى ما دخل فيه من المحظورات في حداثته، حين لا تنفعه النّدامة، ولا يمكنه استدراك ما فاته من عمره".

📚رسالة أبي غالب الزّراريّ، ص154.
📄غلوّ الشّلمغاني وآثاره في «كتاب الأوصياء»
🖋 إبراهيم جواد

رابط المقال:
http://mhedaiat.blogspot.com/2023/04/blog-post_17.html

..
The_Exaggerations_of_al_Shalmaghānī_and_Their_Traces_in_Kitāb_al.pdf
596.8 KB
The Exaggerations (Ghuluww) of al-Shalmaghānī and Their Traces in Kitāb al-Awṣiyāʾ (The Book of the Legatees)

📄Author: Ibrahim Jawad 
📝Translator: Habib Zaater 
غلوّ_الشّلمغانی_و_آثاره_في_کتاب_الأوصیاء.pdf
718.1 KB
(غلوّ الشّلمغاني وآثاره في كتاب الأوصياء).
📝 إبراهيم جواد
📚مجلة (كتاب شيعه)، العدد (٢٣-٢٤).
تمثّل حادثة غدير خم مفارقةً بيّنةً بين الإسلام الإلهيّ السّاعي لهداية الإنسان وصونه من الانحراف العقديّ والفكريّ والعمليّ، وبين المنهج الشّيطانيّ الذي ينازع الله في ملكه وسلطانه، ويستكبر على خليفة الله في أرضه، والذي خاتمته ومنتهاه الإضلال والإفساد في الأرض.
لماذا لم ينادَ بشيء كما نودي بالولاية؟ لأنها الأصل والأساس لكل ما سواها، فمن حاد عن طريق وليّ الله اكتنفته الضلالات والانحرافات من كلّ جانب، والواقع الخارجيّ يشهد بذلك، فانظر إلى من حاد عن التمسّك بالعروة الوثقى كيف اعتقد بالخرافات، وغَرِق في الكذب على الله، وتاه عن قصد السّبيل.
حقّاً، ينبغي أن نؤدّي شكر هذه النّعمة في هذا اليوم المبارك، فإنّ الله قد حبانا ببركة ولاية علي بن أبي طالب - صلوات الله عليه - صفوة التوحيد النقيّ، وسبل الاقتداء بالنبيّ -صلى الله عليه وآله -، ومنهاج العبودية وتزكية النّفوس بعيداً عن تحريف الغالين وانتحال المُبطلين وتأويل الجاهلين.
وإنّنا في مقام تعظيم هذه النّعمة ينبغي لنا أن نجتهد في أداء حقّها، وذلك بالاهتمام بعدّة أمور:
١- التولّي التّام والحبّ الخالص لوليّ الله، وفي هذا المقام يجب على المؤمن أن يحذر من الشّرك في الولاية باتّخاذ الولائج من دون وليّ الله، وتنزيل الأغيار في منزلته.
٢- البراءة من أعداء الله وأعداء أوليائه وظالميهم، ولا ينبغي للمؤمن أن يداهن في أمر كلّ طاغوتٍ أُمرنا بنبذه.
٣- الاتّباع والاقتداء العمليّ بسيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وأئمّة الهدى عليهم السلام؛ فإنّ العمل من ركائز الإيمان، ودلائل الصّدق على محبّة الله والعبودية له، ﴿قُل إِن كُنتُم تُحِبّونَ اللّهَ فَاتَّبِعوني يُحبِبكُمُ اللّهُ﴾.
٤- التمسّك بتولّي المؤمنين ومحبّتهم، فإنّ لهم بالولاية اتّصالاً وثيقاً بحبل الله المتين.
٥- الالتزام بوصايا أئمّة الهدى عليهم السلام في أن يكون المؤمن زيناً لهم، داعيةً إليهم بسَمْتِه الحسن بين الخلق.
كثير من الجمهور العربيّ السنيّ يفكر بطريقة بهيميّة غريزيّة تمثّل استجابة للهوس الطائفي الذي رُبّي عليه، فهذا السّلوك الذي ترونه منهم لا يمثل انعكاساً لفهم هذه الجماهير لواقعها ومصالحها ومستقبلها، وإنما تفكّر بطريقة بدائيّة ضحلة، تكشف عن انحطاط وهوس سخيف.
المشكلة بالأساس فيما أرى تكمن في العقل العربي الحيوانيّ الذي تغلب غريزتُه وأحقادُه مصالحَه ومستقبلَه، فأصبحوا كالطاعن نفسه ليقتل ردفه على نهج أحمق قال يوماً: اقتلوني ومالكاً!
لاحظوا مواقف تركيا وباكستان. تركيا، على سبيل المثال، ترى في إيران ندّاً تاريخياً، وتخشى التفوّق الإيراني، فضلاً عما بينهما من ملفات شائكة في المنطقة، ولطالما كان الأتراك والإيرانيّون كفرسي رهان على مرّ التاريخ، لأن كل واحدة منهما ترى في نفسها أمّة وحضارة تعتد بذاتها، وتسعى للنهوض والصعود، ومع هذا التنافس العظيم، لم ترَ العقلية التركية في الهجوم الإسرائيلي على إيران سوى نذير خطر على المنطقة؛ لأن كسر إيران سيكون آخر حلقات اكتمال هيمنة إسرائيل على الشرق الأوسط كقوة عظمى مطلقة اليد تلوي ذراع تركيا وغيرها.
وأما باكستان، رغم أنها دولة بعيدة، ولا تتبنى أيدلوجية معينة أو مشاركة خاصة في صراعات الشرق الأوسط، إلا أنها استشعرت الخطر، وأعلنت وقوفها بجانب إيران.
هكذا نظر غير العرب من دول الجوار إلى مسألة العربدة الصهيونية المتنامية في المنطقة، أما كثير من العرب الحمقى، فهم لا زالوا يعيشون على حاشية التاريخ والواقع، بعيداً عن أدنى مرتبة من الوعي والفهم الصحيح.
مصباح الهداية
تمثّل حادثة غدير خم مفارقةً بيّنةً بين الإسلام الإلهيّ السّاعي لهداية الإنسان وصونه من الانحراف العقديّ والفكريّ والعمليّ، وبين المنهج الشّيطانيّ الذي ينازع الله في ملكه وسلطانه، ويستكبر على خليفة الله في أرضه، والذي خاتمته ومنتهاه الإضلال والإفساد في الأرض.…
The incident of Ghadīr Khumm represents a clear paradox between the Divine Islam, seeking to guide humankind and safeguard it from doctrinal, intellectual, and practical deviation, and the satanic method that contends with Allah in His dominion and authority, arrogantly opposing the Caliph of Allah on His earth, whose inevitable end is misguidance and corruption upon the earth.

Why has nothing been proclaimed as emphatically as al-Wilāyah? Because it is the origin and foundation of everything besides it. Whoever deviates from the path of the Walī of Allah is encompassed by misguidance and deviation from every direction, and the external reality testifies to this. So observe those who turned away from holding firmly to al-‘Urwah al-Wuthqā (the firm handle). How they came to believe in superstitions, became immersed in fabrications against Allah, and lost their way from the intended path.

Truly, we must express gratitude for this blessing on this blessed day, for Allah has graced us with the blessing of the Wilāyah of ʿAlī b. Abī Ṭālib (upon them be peace) the pure essence of tawḥīd, the path to following the Prophet (upon him and family be peace) and the methodology of servitude and purification of the souls, far from the distortions of the extremists, the claims of the false ones, and the misinterpretations of the ignorant.
And indeed, in the station of glorifying this blessing, it is incumbent upon us to strive to fulfill its due right by focusing on several matters:

• Complete devotion and sincere love for the Walī of Allah. In this regard, the believer must beware of associating partners in al-Wilāyah by adopting intermediaries other than the Walī of Allah, and by granting others his rightful station.

• Disavowal from the enemies of Allah, the enemies of His awliyāʾ, and their oppressors. The believer must not show flattery concerning any Ṭāghūt whom we have been commanded to reject.

• Following and practically emulating the Sunnah of the Messenger of Allah(upon him and his family be peace) and the Imāms of Guidance (upon them be peace). For action is among the pillars of faith and a sign of sincerity in loving Allah and worshipping Him:

﴿قُل إِن كُنتُم تُحِبّونَ اللّهَ فَاتَّبِعوني يُحبِبكُمُ اللّهُ﴾
"Say, if you love Allah, then follow me; Allah will love you."

• Holding firmly to devotion to the believers and loving them. For they, through al-Wilāyah, have a firm connection to the unbreakable rope of Allah.

• Adhering to the counsels of the Imāms of Guidance (upon them be peace) that the believer should be an adornment to them, a caller to them by his noble comportment among the people.

✍️🏼 Shaykh Ibrāhīm Jawād

https://www.tg-me.com/mesbah_qom/1345
..
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
﴿وَقاتِلوهُم حَتّى لا تَكونَ فِتنَةٌ وَيَكونَ الدّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انتَهَوا فَلا عُدوانَ إِلّا عَلَى الظّالِمينَ﴾
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
اللهم أنزل نصرك على المؤمنين
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
﴿رَبَّنا أَفرِغ عَلَينا صَبرًا وَثَبِّت أَقدامَنا وَانصُرنا عَلَى القَومِ الكافِرينَ﴾
🩸غزّة، بين التجويع والإبادة..
مصباح الهداية
Photo
لم يكتفِ ناعقو ثورة النّاتو في سوريا بخذلان أهل غزّة والتّغافل عن المجازر لاهثين خلف الرّضا الأمريكيّ بل زادوا في الطنبور نغمة، فصار التّهوين من جرائم إسرائيل لغةً مستساغة لتخفيف قبائح ما يرتكبون من خذلان غزة ومحاصرة المقاومة اللبنانية، حتّى صاروا عند الأمريكي مثل كلب الحراسة الذي يهدّدون به خصومهم.
وفيما يتعلّق بما ذكره الناعق أدهم شرقاوي ينبغي التبصّر والتنبّه إلى عدة أمور:
#أوّلاً: إن هذه اللّغة المستخدمة مراراً تهوّن وتقلّل من قدر فظائع إسرائيل في قطاع غزة، وهو فوق الخذلان يمثّل إساءة وامتهاناً لكرامة مليوني إنسان لا زالوا تحت القصف اليومي.
#ثانياً: هذه اللغة القبيحة هي توظيف لدماء السوريين في بازار سياسي، فروسيا كانت مشاركة في الحرب السورية، ولم يتعرّض لها أحد، فضلاً عن أن يمس قواعدها بسوء.
#ثالثاً: المعطيات المذكورة في التغريدة غير صحيحة، وهي مقارنة قبيحة قائمة على الاستخفاف بمآسي حرب غزة وتبييض صفحة الصهاينة، فإذا قارنّا بين مساحة غزّة ومساحة سوريا سنجد أن ما دُمّر من غزة يقارب نسبة ٨٠٪ بينما لم يرَ ذلك أحد في سوريا، على أن نسبةً من التدمير ارتكبتها الفصائل السورية. وأمّا العدد الكليّ لضحايا الحرب السوريّة فلو قدّرنا أن عدد القتلى نصف مليون فهذا يعني مقتل ٢٪ من الشعب السوري، بينما عدد ضحايا غزة يصل إلى ٧٠ ألفاً من أصل مليونين، وهو ما يصل إلى ٣,٥٪ ، فإذا أخذنا بعين الاعتبار أن كمّاً كبيراً من الضحايا سقطوا بسبب جرائم الفصائل السورية فسنعلم أن الإجرام الإسرائيلي لا زال متفوقاً على كل إجرام، وأن هذه الدعاوى المغالِطة ليست إلا تبييضاً للإجرام الصهيوني واستخفافاً بمأساة أهل غزة. لم تكتفوا بخذلان غزة، ولا إهمال دمائهم، بل قمتم بغسل أيدي قاتليهم بقدر ما تقدرون من مقارنات سفيهة!
#رابعاً: إذا كانت دماء السوريين والفلسطينيين متكافئة فينبغي أن يكون غضبكم ونقمتكم على إسرائيل بقدر نقمتكم على نظام الأسد وإيران، وحينئذٍ ينبغي لكم اتخاذ مسار دعم المقاومة الفلسطينية واللبنانية بالسلاح، ولكنكم رفعتم دماء السوريين كـ«قميص عثمان»، لتجدوا لأنفسكم المبررات في مساركم الطائفي المقيت، وجعلتم دماء الفلسطينيين تحت أقدامكم لأنها تفضح أساليبكم الملتوية، والتي ستظهر رائحتها العفنة مع ترسيم التطبيع والإذعان للإملاءات الأمريكية.
#خامساً: دعاوى ارتكاب إيران وحزب الله مجازر كبرى بحق أهل السنة هي اتهامات كاذبة ورخيصة، ولو كان لهم غرض بقتل أهل السنة لما دعموهم بالأموال والسلاح في فلسطين وغيرها. لستم تحيلون إلى أحداث وقعت قبل ألف عام، فكلنا عاصر معارك القصير والقلمون وحمص وغيرها، وكان القتال بين حزب الله والجماعات الإرهابية على أشدّه، وكانت الصورة واضحة، ومع ذلك لسنا نكابر كما تفعلون، ولا ننسى الأفعال القذرة التي ارتكبها النظام بحق أبرياء نالهم من الأذى ما لا نرتضيه في ديننا.
وأنا كفلسطيني، وابن قطاع غزة الذي يعيش المأساة، وتعني لي حرب غزة كثيراً، أقول: أقسم بالله صادقاً أن معركة حزب الله مع الجماعات الإرهابية في سوريا أشرف بألف مرّة من دخوله في معركة طوفان الأقصى؛ لأنكم أخبث وأرذل وأقذر ما رآه عالم السياسة بعد أن رأينا منكم فنون الكذب والالتواء على الحقائق والطائفية المقيتة، ومجازر الساحل السوري، واضطهاد المدنيين لأسباب مذهبية، فضلاً عن مشاركتكم القبيحة والمخزية في محاصرة المقاومة في لبنان مع علمكم يقيناً بأن إسرائيل هي المستفيد من ذلك.

ختم الكلام: استحوا، ولا تتاجروا بدماء السوريين، فأيديكم ملوثة بدمائهم، ولستم بأنظف من النظام السوري، وكذلك إياكم أن تقتربوا من معاناة غزة وأهلها، ولا تنافقوهم، فقد ملّوا من ثرثرتكم، فأنتم إنما توظفون المآسي لمآربكم الحزبية والطائفية، لتشنّعوا على مجاهدي غزة الذين وسمتموهم بـ"المتأيرنين"، تشنيعاً وتأليباً منكم عليهم، وطعناً في ظهورهم بعد أن وجهوا وجوههم إلى قتال العدو. هذه شيمكم الدنيئة، فاستحوا يرحمكم الله!
2025/10/24 06:28:24
Back to Top
HTML Embed Code: