مصباح الهداية
Photo
إلى جانب كتب التّاريخ والتّراجم، تعدّ كتب المذكّرات واليوميّات من الذّخائر المعرفيّة لاستكشاف أحوال المجتمعات وسلوكياتها المختلفة، فضلاً عن فوائد جمّة أخرى في حقول معرفيّة مختلفة.
منذ أيّام طالعتُ يوميّات كتبها ابن البنّاء الحنبليّ (396-471هـ)، والتي كان يدوّن فيها أحداثاً يوميّةً، وجملةً من القضايا التي عاصرها ورآها أو حُكيت له، وهي من أقدم النصوص العربيّة في تدوين اليوميّات، وفي هذه المدوّنة أشياء مختلفة تسترعي الاهتمام، من قبيل العادات الاجتماعيّة، الأحوال المذهبيّة، السلوك الدينيّ، وغير ذلك..
من الأمور التي كان يسردها ابن البنّاء في يوميّاته، توصيف بعض العادات والسلوكيّات الدينيّة، التي يعتبرها بعض المنتسبين للحنبليّة والسّلف بشكل عام بدعاً أو شركيّات، من زيارة القبور، وإهداء الختمات، وإحياء بعض المناسبات الدينيّة -التي اندثر بعضها-، وهي سلوكيّات سادت في أوساط أهل السنّة في ذلك الوقت -في بغداد على الأقل-، حتّى أنّ البنّاء لم يتعقّبها أو يذكرها بنقد، مع كونه مهتمّاً بمسألة النهي عن المنكر، فمن نصوصه في هذا الجانب:
1- قوله (ص165) في زيارته قبر أبي عليّ بن جردة وإهداء ثواب تلاوة القرآن إليه -وهو من الحنابلة-: (وقد كنتُ أزوره أحياناً، فقصدتُه صبيحة يوم السّبت، وأهديتُ له ختمةً كانت معي، وجعلتُ له مع الشيخ الأجلّ ابن يوسف ووالده أبي طاهر نصيباً من القراءة فيما أُهديه إليهم، نفعهم الله بذلك وجميع أموات المسلمين، إن شاء الله).
2- قوله (ص201): (مستهلّ رجب، عرّفنا الله بركته، يوم الأحد. أحيا النّاس في الجوامع، وبكّروا إلى قبر الإمام أبي عبد الله، وحضر الأجلُّ أبو محمّد التّميميّ، ومضيتُ وأولادي للزّيارة، وكان يوماً مشهوداً)، وهو يبيّن في هذا النصّ عمل الحنابلة في ذلك الوقت على إحياء الليلة الأولى من شهر رجب، وزيارة قبر أحمد بن حنبل.
3- قوله (ص208): (ومنع الحاجبُ الزوّارَ أن يُخرِجُوا إلى مصعب، على العادة التي يخرجونها من المطارد والعلامات، وقال: هذه فِتَنٌ، من أراد أن يخرج خِلْواً بغير ذلك فليخرج. ثمّ سألوه الشّيوخ فأمسك وخرجوا، سلّمهم الله).
4- قوله (ص209): (وفي يوم الاثنين، النّصف، مضى النّاسُ إلى الزّيارة، وعاد زوّار مصعب ومعهم المناجيق والأعلام، وبلغني أنّه غرق منهم شابّين، رحمهما الله)، وهذا يبيّن جريان سيرتهم في ذلك الوقت على زيارة قبر مصعب بن الزبير في رَسْمٍ متعارفٍ وهيئة معهودةٍ في ذلك الوقت. والظاهر من بعض كتب التّاريخ أنّ أهل السنّة في بغداد "ابتدعوا" زيارة قبر مصعب بن الزبير مناكفةً لشيعة الكرخ الذين كانوا يمشون إلى قبر الحسين عليه السّلام في النّصف من شعبان، فجعلوها بإزائها مع عصبيّة قبيحة منهم.
5- قوله (ص214): (وفي يوم السّبت، مضيتُ مع السّادةِ إلى زيارة قبر الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه..).
وهناك نصوصٌ أخرى تتعلّق بقضايا عقائديّة وفقهيّة وغيرها، لا تخلو من فائدةٍ -لعلّي أذكر بعضها لاحقاً-، وما ذكرتُه منتخَبٌ موجَزٌ من هذه النصوص. إنّ توثيق ابن البنّاء لبعض السلوكيّات السّائدة في عصره، والتي كانت محلّ رضى وقبول الحنابلة إجمالاً تبيّن أكذوبةً ووهماً تعتاشُ عليه الحركة السّلفيّة المعاصرة، حيث تروّج لفكرة أنّ المذهب السنيّ كبناء دينيّ واجتماعيّ هو شيء محدَّد المعالم وثابت الحدود في مقولاته منذ القرن الأوّل الهجريّ إلى القرن الخامس عشر الهجريّ، لم يتغيّر قيد أنملةٍ، وأنت ترى السّلفية اليوم يكتبون عن تطور العقائد والمذاهب الأخرى، ويتناسون أنفسهم، ويتجاهلون حقيقة التطوّرات الكبيرة التي طرأت على مقولات المذهب السنيّ وسلوكيّاته من حقبةٍ إلى أخرى.
في الواقع، ليس ينقص السّلفية إلا أن تسير في الأرض، وتجوب الآفاق، وتنظر في تاريخ الأمم، لتعرف أنّ ما تروّج له تحت عنوان عريض: «هذه سيرة السّلف الصّالح» ليس إلّا وهماً وكذباً، وأنّ النّظر في تاريخ المقولات المذهبيّة يُظهِر بشكل واضح مقدار التقلّب في الآراء والسّلوك الدينيّ تبعاً لعوامل دينيّة وسياسيّة.
منذ أيّام طالعتُ يوميّات كتبها ابن البنّاء الحنبليّ (396-471هـ)، والتي كان يدوّن فيها أحداثاً يوميّةً، وجملةً من القضايا التي عاصرها ورآها أو حُكيت له، وهي من أقدم النصوص العربيّة في تدوين اليوميّات، وفي هذه المدوّنة أشياء مختلفة تسترعي الاهتمام، من قبيل العادات الاجتماعيّة، الأحوال المذهبيّة، السلوك الدينيّ، وغير ذلك..
من الأمور التي كان يسردها ابن البنّاء في يوميّاته، توصيف بعض العادات والسلوكيّات الدينيّة، التي يعتبرها بعض المنتسبين للحنبليّة والسّلف بشكل عام بدعاً أو شركيّات، من زيارة القبور، وإهداء الختمات، وإحياء بعض المناسبات الدينيّة -التي اندثر بعضها-، وهي سلوكيّات سادت في أوساط أهل السنّة في ذلك الوقت -في بغداد على الأقل-، حتّى أنّ البنّاء لم يتعقّبها أو يذكرها بنقد، مع كونه مهتمّاً بمسألة النهي عن المنكر، فمن نصوصه في هذا الجانب:
1- قوله (ص165) في زيارته قبر أبي عليّ بن جردة وإهداء ثواب تلاوة القرآن إليه -وهو من الحنابلة-: (وقد كنتُ أزوره أحياناً، فقصدتُه صبيحة يوم السّبت، وأهديتُ له ختمةً كانت معي، وجعلتُ له مع الشيخ الأجلّ ابن يوسف ووالده أبي طاهر نصيباً من القراءة فيما أُهديه إليهم، نفعهم الله بذلك وجميع أموات المسلمين، إن شاء الله).
2- قوله (ص201): (مستهلّ رجب، عرّفنا الله بركته، يوم الأحد. أحيا النّاس في الجوامع، وبكّروا إلى قبر الإمام أبي عبد الله، وحضر الأجلُّ أبو محمّد التّميميّ، ومضيتُ وأولادي للزّيارة، وكان يوماً مشهوداً)، وهو يبيّن في هذا النصّ عمل الحنابلة في ذلك الوقت على إحياء الليلة الأولى من شهر رجب، وزيارة قبر أحمد بن حنبل.
3- قوله (ص208): (ومنع الحاجبُ الزوّارَ أن يُخرِجُوا إلى مصعب، على العادة التي يخرجونها من المطارد والعلامات، وقال: هذه فِتَنٌ، من أراد أن يخرج خِلْواً بغير ذلك فليخرج. ثمّ سألوه الشّيوخ فأمسك وخرجوا، سلّمهم الله).
4- قوله (ص209): (وفي يوم الاثنين، النّصف، مضى النّاسُ إلى الزّيارة، وعاد زوّار مصعب ومعهم المناجيق والأعلام، وبلغني أنّه غرق منهم شابّين، رحمهما الله)، وهذا يبيّن جريان سيرتهم في ذلك الوقت على زيارة قبر مصعب بن الزبير في رَسْمٍ متعارفٍ وهيئة معهودةٍ في ذلك الوقت. والظاهر من بعض كتب التّاريخ أنّ أهل السنّة في بغداد "ابتدعوا" زيارة قبر مصعب بن الزبير مناكفةً لشيعة الكرخ الذين كانوا يمشون إلى قبر الحسين عليه السّلام في النّصف من شعبان، فجعلوها بإزائها مع عصبيّة قبيحة منهم.
5- قوله (ص214): (وفي يوم السّبت، مضيتُ مع السّادةِ إلى زيارة قبر الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه..).
وهناك نصوصٌ أخرى تتعلّق بقضايا عقائديّة وفقهيّة وغيرها، لا تخلو من فائدةٍ -لعلّي أذكر بعضها لاحقاً-، وما ذكرتُه منتخَبٌ موجَزٌ من هذه النصوص. إنّ توثيق ابن البنّاء لبعض السلوكيّات السّائدة في عصره، والتي كانت محلّ رضى وقبول الحنابلة إجمالاً تبيّن أكذوبةً ووهماً تعتاشُ عليه الحركة السّلفيّة المعاصرة، حيث تروّج لفكرة أنّ المذهب السنيّ كبناء دينيّ واجتماعيّ هو شيء محدَّد المعالم وثابت الحدود في مقولاته منذ القرن الأوّل الهجريّ إلى القرن الخامس عشر الهجريّ، لم يتغيّر قيد أنملةٍ، وأنت ترى السّلفية اليوم يكتبون عن تطور العقائد والمذاهب الأخرى، ويتناسون أنفسهم، ويتجاهلون حقيقة التطوّرات الكبيرة التي طرأت على مقولات المذهب السنيّ وسلوكيّاته من حقبةٍ إلى أخرى.
في الواقع، ليس ينقص السّلفية إلا أن تسير في الأرض، وتجوب الآفاق، وتنظر في تاريخ الأمم، لتعرف أنّ ما تروّج له تحت عنوان عريض: «هذه سيرة السّلف الصّالح» ليس إلّا وهماً وكذباً، وأنّ النّظر في تاريخ المقولات المذهبيّة يُظهِر بشكل واضح مقدار التقلّب في الآراء والسّلوك الدينيّ تبعاً لعوامل دينيّة وسياسيّة.
يوميات_فقيه_حنبلي_من_القرن_الخامس_الهجري.pdf
9.9 MB
يوميات فقيه حنبلي من القرن الخامس الهجري
تعليقات ابن البنّاء الحنبلي لحوادث عصره
تعليقات ابن البنّاء الحنبلي لحوادث عصره
Forwarded from تراث الإماميّة في الحديث وعلومه
أهميّة اطّلاع محقّق النصّ التراثيّ على مصنّفات المذاهب الإسلاميّة
خلال جلسةٍ علميّةٍ ترتبط بموضوع التحقيق، جرى الكلام حول أهميّة إلمام المحقّق بجملةٍ من العلوم، ومن ضمنها: علوم اللّغة، والأدب، والحديث، والرّجال، والفقه، وغيرها، بالإضافة إلى اطّلاعه على مصنّفات التفسير وكتب القراءات والتاريخ والسيرة وغير ذلك أيضاً. ومن الأمور التي أحببتُ التأكيد عليها (ضرورة اطّلاع المحقّق على تراث المذاهب الأخرى) وأن يُراجع خلال تحقيقه ما يرتبط بالنصّ في كتب المذاهب الأخرى، فهو نافعٌ لحلّ المعضلات، وتجاوز التصحيفات والأخطاء العلميّة.
ومن الأمور التي أشرتُ إليها -وهي لافتة للنظر- أنّ أكثر محقّقي التراث عند أهل السنّة يتجاهلون مصنّفات غيرهم عند تحقيق بعض كتب التراث، ولا سيّما في مواضع مرتبطة بالشيعة أو غيرهم، ولذلك لا تكاد ترى منهم إتقاناً لتحقيق النصوص والمطالب المرتبطة بالشيعة الإماميّة أو غيرهم؛ لإصرارهم على تجاهل ذلك التراث العريق. ولضيق المقام، اكتفيتُ بنموذجين من تحقيقاتهم، وهما:
1- تحقيق عبد الفتّاح أبو غدّة لكتاب «لسان الميزان» للحافظ ابن حجر العسقلانيّ.
2- تحقيق أيمن فؤاد سيّد لكتاب «الفهرست» لابن النّديم (طبعة مؤسسة الفرقان للتراث الإسلاميّ).
وأشرت إلى ما يزيد عن عشرين مورداً وقعت فيها أخطاءٌ في ضبط النصّ بسبب عدم مراجعة التراث الحديثيّ والرّجاليّ عند الشيعة الإماميّة.
رابط المقال: http://mhedaiat.blogspot.com/2024/05/blog-post.html
خلال جلسةٍ علميّةٍ ترتبط بموضوع التحقيق، جرى الكلام حول أهميّة إلمام المحقّق بجملةٍ من العلوم، ومن ضمنها: علوم اللّغة، والأدب، والحديث، والرّجال، والفقه، وغيرها، بالإضافة إلى اطّلاعه على مصنّفات التفسير وكتب القراءات والتاريخ والسيرة وغير ذلك أيضاً. ومن الأمور التي أحببتُ التأكيد عليها (ضرورة اطّلاع المحقّق على تراث المذاهب الأخرى) وأن يُراجع خلال تحقيقه ما يرتبط بالنصّ في كتب المذاهب الأخرى، فهو نافعٌ لحلّ المعضلات، وتجاوز التصحيفات والأخطاء العلميّة.
ومن الأمور التي أشرتُ إليها -وهي لافتة للنظر- أنّ أكثر محقّقي التراث عند أهل السنّة يتجاهلون مصنّفات غيرهم عند تحقيق بعض كتب التراث، ولا سيّما في مواضع مرتبطة بالشيعة أو غيرهم، ولذلك لا تكاد ترى منهم إتقاناً لتحقيق النصوص والمطالب المرتبطة بالشيعة الإماميّة أو غيرهم؛ لإصرارهم على تجاهل ذلك التراث العريق. ولضيق المقام، اكتفيتُ بنموذجين من تحقيقاتهم، وهما:
1- تحقيق عبد الفتّاح أبو غدّة لكتاب «لسان الميزان» للحافظ ابن حجر العسقلانيّ.
2- تحقيق أيمن فؤاد سيّد لكتاب «الفهرست» لابن النّديم (طبعة مؤسسة الفرقان للتراث الإسلاميّ).
وأشرت إلى ما يزيد عن عشرين مورداً وقعت فيها أخطاءٌ في ضبط النصّ بسبب عدم مراجعة التراث الحديثيّ والرّجاليّ عند الشيعة الإماميّة.
رابط المقال: http://mhedaiat.blogspot.com/2024/05/blog-post.html
Blogspot
أهميّة اطّلاع محقّق النصّ التراثيّ على مصنّفات المذاهب الإسلاميّة
بسم الله الرحمن الرحيم أهميّة اطّلاع محقّق النصّ التراثيّ على مصنّفات المذاهب الإسلاميّة الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على سيّد ...
روي عن الإمام الصّادق (عليه السّلام): «لم يكن رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول لشيء قد مضى: لو كان غيره».
📚الكافي، ج3، ص163، رقم الحديث 1590، كتاب الإيمان والكفر، باب الرّضا بالقضاء، ح13.
📚الكافي، ج3، ص163، رقم الحديث 1590، كتاب الإيمان والكفر، باب الرّضا بالقضاء، ح13.
لا يوجد شعبٌ في المنطقة على رأي واحد في أي مسألة، الشعب اللبناني ليس موحّداً في كل القضايا، الشعب الإيراني ليس على رأي واحد في كل مسألة، وهذه نتيجة طبيعية لاجتماع الأعراق والمذاهب والديانات والتيارات الفكرية في مكان واحد. إذا اتّضح هذا، فلا أدري لم يكون مطلوباً من شعب غزّة أن يكون له الرأي نفسه في نظرته للأمور كلها، وفي داخل غزة، سنة سلفية وأشاعرة ومتصوفة، وشيعة، ونصارى، وعلمانيون، ووطنيّون، فهل تتوقع من جميع المشارب المختلفة أن تُقبل على رأي واحد، ثم نحمل أهلَ غزّة عليه؟!
وبعبارة أوضح: لِمَ يجب تصدير رأي أهل غزّة إلى العالم وكأنّهم كلهم خلف سفيهٍ أمثال مجدي المغربي، وفي غزّة جهات كثيرة بادرت بالتعزية والتضامن مع الشعب الإيرانيّ.
وإنه لمن هوان الدّهر، أن يكون سلفيّ جليس بيته ممثلاً لأهل غزة، وكثير من الشباب المخلص على جبهات القتال ليسوا كذلك.
منذ بداية الحرب، والسلفيّة - حمير اليهود - يترقّبون مثل هذه الفرصة لشقّ الارتباط والتلاحم بين جبهة غزّة وسائر الشعوب المقاوِمة، وها قد أتتهم الفرصة، فلا تنساقوا خلف حيلهم.
وبعبارة أوضح: لِمَ يجب تصدير رأي أهل غزّة إلى العالم وكأنّهم كلهم خلف سفيهٍ أمثال مجدي المغربي، وفي غزّة جهات كثيرة بادرت بالتعزية والتضامن مع الشعب الإيرانيّ.
وإنه لمن هوان الدّهر، أن يكون سلفيّ جليس بيته ممثلاً لأهل غزة، وكثير من الشباب المخلص على جبهات القتال ليسوا كذلك.
منذ بداية الحرب، والسلفيّة - حمير اليهود - يترقّبون مثل هذه الفرصة لشقّ الارتباط والتلاحم بين جبهة غزّة وسائر الشعوب المقاوِمة، وها قد أتتهم الفرصة، فلا تنساقوا خلف حيلهم.
بعد 7 شهور من القتال، في جبهة واحدة، هل يُمكن تفكيك هذا التلاحم بين شعب غزة وسائر جماهير المقاومة بفيديو قصير لم يكلّف صاحبه ثمناً قليلاً؟!
الحركة السّلفية في غزة ممتعضة أشدّ الامتعاض من تطوّر العلاقة بين حركة حماس والجمهورية الإسلامية في الفترة الأخيرة ولا سيما بعد تولي يحيى السنوار قيادة الحركة في غزة، وكذلك من العلاقة التاريخية الطويلة بين حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وإيران. وقد حاول (مجدي المغربي) مراراً تشويه هذه العلاقة بين المقاومة وإيران أيام استشهاد الحاج قاسم سليماني، فأساء إليه، ونال جزاءه. وهو قد لقي جزاء تصرفاته الصبيانية أكثر من مرة، حيث اختطفه أفراد من الجهاز العسكري في الجهاد الإسلامي وقاموا بتكسير عظامه بالعصي، وفي مرة أخرى، اعتقلته المباحث العامّة التابعة لحكومة غزة، فهو على صعيد جمهور المقاومة في غزة منبوذ وممقوت.
وختاماً: التضامن والتلاحم الذي يفككه مقطع فيديو في وقت يسير هو أوهن من بيت العنكبوت، وليس لعاقلٍ فيه حاجة.
الحركة السّلفية في غزة ممتعضة أشدّ الامتعاض من تطوّر العلاقة بين حركة حماس والجمهورية الإسلامية في الفترة الأخيرة ولا سيما بعد تولي يحيى السنوار قيادة الحركة في غزة، وكذلك من العلاقة التاريخية الطويلة بين حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وإيران. وقد حاول (مجدي المغربي) مراراً تشويه هذه العلاقة بين المقاومة وإيران أيام استشهاد الحاج قاسم سليماني، فأساء إليه، ونال جزاءه. وهو قد لقي جزاء تصرفاته الصبيانية أكثر من مرة، حيث اختطفه أفراد من الجهاز العسكري في الجهاد الإسلامي وقاموا بتكسير عظامه بالعصي، وفي مرة أخرى، اعتقلته المباحث العامّة التابعة لحكومة غزة، فهو على صعيد جمهور المقاومة في غزة منبوذ وممقوت.
وختاماً: التضامن والتلاحم الذي يفككه مقطع فيديو في وقت يسير هو أوهن من بيت العنكبوت، وليس لعاقلٍ فيه حاجة.
Forwarded from • الناقد الإمامي •
🔹️ أحاديث أهل البيت (عليهم السلام) بين تكذيب الصدور وتكذيب الدلالة 🔹️
أقول مُختصِرًا:
● لا فرق بين تكذيب [صدور] الأحاديث المروية عن أهل البيت عليهم السلام [بلا دليل]
وبين تكذيب [دلالات] الأحاديث المروية عن أهل البيت عليهم السلام [بلا دليل]
● لا فرق بين من يحمل تصوّرات باطلة في ذهنه تمنعه من احتمال صدور الرواية عنهم (ع)، وبين من يحمل تصوّرات باطلة في ذهنه تمنعه من تقبّل دلالة الرواية عنهم (ع).
عندما يستدل أحدهم بحديث يخالف اعتقادك البدعي في أهل البيت (عليهم السلام)، فترده بمنتهى البرود بقولك:
"هذا محمول على التقية، ولم يعنه الإمام حقّا"؛
= فأنت هنا كذبت احتمال [قصد] المعصوم (ع) لهذا المعنى، حتى وإن لم تكذّب احتمال صدور الخبر عن المعصوم (ع)، فأين دليلك المعتبر على هذا التكذيب والرفض لكلام المعصوم (ع)؟!
ولا إشكال بأن أصل [الحمل على التقية] من الأصول الصحيحة لرفع التعارض بين الأحاديث، ولا يرفض هذا الأصل إلا جاهل، ولكن أيضًا لا يصح لأي شخص أن يتصرّف بدلالات أحاديث المعصومين (عليهم السلام) ويرفض ظواهر كلام المعصومين (عليهم السلام) إلا بدليل معتبر، ومنهج علمي واضح، لا بالتشهي والهوى والتصوّرات الباطلة التي يجعلها حاكمة على ظهورات الروايات الشريفة.
لماذا أقول هذا الكلام؟ لأن هذا التلاعب الذي نراه من بعض الغلاة والمتأثرين بهم في أحاديث أهل البيت (عليهم السلام) قد بلغ أقصاه، وقد تأثر به من تأثر، فتبلّدت مشاعرهم تجاه هذا المسلك الخطير في رد النصوص والأخبار، وقد بلغ الأمر إلى درجة أن بعضهم يحمل جواهر كلمات أهل البيت (عليهم السلام) في توحيد الله، وحكايات الله تعالى عن أقوال الأنبياء في القرآن الكريم في مسائل التوحيد والربوبية = على التقيّة وعدم الجديّة، مراعاةً لأذهان الناس!
○ فعندما يقول المعصوم (ع) بأن الخالق الرازق هو الله وحده، ونحن لا نخلق ولا نقدّر الأرزاق
= لا يتحمّلها الغلاة، فيقولون بكل برود: يحمل على التقيّة!
○ وعندما يقول المعصوم (ع) بأن علم الساعة مختص بالله وحده
= لا يتحمّلها الغلاة، فيقولون بكل برود: يحمل على التقيّة!
○ وعندما يقول المعصوم (ع) بأن علم المعصوم يزداد، ويُكتسب
= لا يتحمّلها الغلاة، فيقولون بكل برود: يحمل على التقيّة!
وما هذا إلا استغلال باطل لأصل صحيح لأجل إمرار عقائد فاسدة ما أنزل الله بها من سلطان، وهذا من أخطر المسالك الدخيلة في أذهان البعض.
والعجيب أن هؤلاء ومن تأثر بهم يحسبون أن المحذور الشرعي يكمن فقط في [تكذيب صدور الروايات] وتراهم يرفضون علم الرجال ويسبّونه ويتهمونه بأنه مزّق أحاديث أهل البيت (عليهم السلام)
ولكن [تكذيب دلالات الروايات]، فأمر سهل يسير عندهم، وشرعة لكل وارد، ولا محذور فيه، ومؤونته سهلة عندهم، حتى وإن كان الداعي لهذا التكذيب = التمسك بقواعد فلسفية باطلة كاستحالة أن يباشر الله خلقه، أو أن زيادة علم المعصومين نقص، أو التمسك بأخبار شاذة وساقطة لا يعضدها عقل ولا نقل من كتاب ولا سنة، بل ولا شهرة بين العلماء، ولا حول إلا بالله.
الناقد الإمامي
أقول مُختصِرًا:
● لا فرق بين تكذيب [صدور] الأحاديث المروية عن أهل البيت عليهم السلام [بلا دليل]
وبين تكذيب [دلالات] الأحاديث المروية عن أهل البيت عليهم السلام [بلا دليل]
● لا فرق بين من يحمل تصوّرات باطلة في ذهنه تمنعه من احتمال صدور الرواية عنهم (ع)، وبين من يحمل تصوّرات باطلة في ذهنه تمنعه من تقبّل دلالة الرواية عنهم (ع).
عندما يستدل أحدهم بحديث يخالف اعتقادك البدعي في أهل البيت (عليهم السلام)، فترده بمنتهى البرود بقولك:
"هذا محمول على التقية، ولم يعنه الإمام حقّا"؛
= فأنت هنا كذبت احتمال [قصد] المعصوم (ع) لهذا المعنى، حتى وإن لم تكذّب احتمال صدور الخبر عن المعصوم (ع)، فأين دليلك المعتبر على هذا التكذيب والرفض لكلام المعصوم (ع)؟!
ولا إشكال بأن أصل [الحمل على التقية] من الأصول الصحيحة لرفع التعارض بين الأحاديث، ولا يرفض هذا الأصل إلا جاهل، ولكن أيضًا لا يصح لأي شخص أن يتصرّف بدلالات أحاديث المعصومين (عليهم السلام) ويرفض ظواهر كلام المعصومين (عليهم السلام) إلا بدليل معتبر، ومنهج علمي واضح، لا بالتشهي والهوى والتصوّرات الباطلة التي يجعلها حاكمة على ظهورات الروايات الشريفة.
لماذا أقول هذا الكلام؟ لأن هذا التلاعب الذي نراه من بعض الغلاة والمتأثرين بهم في أحاديث أهل البيت (عليهم السلام) قد بلغ أقصاه، وقد تأثر به من تأثر، فتبلّدت مشاعرهم تجاه هذا المسلك الخطير في رد النصوص والأخبار، وقد بلغ الأمر إلى درجة أن بعضهم يحمل جواهر كلمات أهل البيت (عليهم السلام) في توحيد الله، وحكايات الله تعالى عن أقوال الأنبياء في القرآن الكريم في مسائل التوحيد والربوبية = على التقيّة وعدم الجديّة، مراعاةً لأذهان الناس!
○ فعندما يقول المعصوم (ع) بأن الخالق الرازق هو الله وحده، ونحن لا نخلق ولا نقدّر الأرزاق
= لا يتحمّلها الغلاة، فيقولون بكل برود: يحمل على التقيّة!
○ وعندما يقول المعصوم (ع) بأن علم الساعة مختص بالله وحده
= لا يتحمّلها الغلاة، فيقولون بكل برود: يحمل على التقيّة!
○ وعندما يقول المعصوم (ع) بأن علم المعصوم يزداد، ويُكتسب
= لا يتحمّلها الغلاة، فيقولون بكل برود: يحمل على التقيّة!
وما هذا إلا استغلال باطل لأصل صحيح لأجل إمرار عقائد فاسدة ما أنزل الله بها من سلطان، وهذا من أخطر المسالك الدخيلة في أذهان البعض.
والعجيب أن هؤلاء ومن تأثر بهم يحسبون أن المحذور الشرعي يكمن فقط في [تكذيب صدور الروايات] وتراهم يرفضون علم الرجال ويسبّونه ويتهمونه بأنه مزّق أحاديث أهل البيت (عليهم السلام)
ولكن [تكذيب دلالات الروايات]، فأمر سهل يسير عندهم، وشرعة لكل وارد، ولا محذور فيه، ومؤونته سهلة عندهم، حتى وإن كان الداعي لهذا التكذيب = التمسك بقواعد فلسفية باطلة كاستحالة أن يباشر الله خلقه، أو أن زيادة علم المعصومين نقص، أو التمسك بأخبار شاذة وساقطة لا يعضدها عقل ولا نقل من كتاب ولا سنة، بل ولا شهرة بين العلماء، ولا حول إلا بالله.
الناقد الإمامي
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
سقوط قوة صهيونية في كمين في مخيم جباليا، ووقوعها بين قتيل وجريح وأسير.. المزيد من التفاصيل ستنشر لاحقاً
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
أين اختفى مئات العلماء في معركة غزّة؟
هذا السؤال لا بد أن يسأله كل من يصدّق "السلفيّة الجهاديّة" التي صالت وجالت في بلاد المسلمين، ثم اختفت من سيناء وحدود الجولان وقطاع غزة!
ثمّ ألا ينبغي على كل من يصدق السلفية الجهادية أو يعتقد بأفكارها أن يسأل نفسه في لحظة صدق مع النّفس: لماذا تمكّن السلفيّون من القتال في أفغانستان والشيشان والعراق وسوريا بكلّ قوة وشراسة، وفي ظلّ توفّر الإمكانات التسليحية الكافية، فضلاً عن الأريحية في التبليغ واستقطاب الشباب "المجاهد"، وقد وقع هذا تحت ظلال الأنظمة الطاغوتية في كثير من الأحيان؟! ثم اختفوا فجأة منذ السابع من أكتوبر.
ألا ينبغي لكل سلفيّ أن يعرف بأن السلفية مجرد مطية سياسية، علفتها وسمّنتها السياسة السعودية لتنفيذ مآربها في المنطقة؟! وأنهم حقاً حمير اليهود وآل سعود؟! وأنهم متى شاؤوا ساقوهم كالغنم لقتالٍ هنا وهناك، أما فلسطين فلا؛ إذ لا تتوفر المصلحة لإرسال الحمير إليها.
هذا السؤال لا بد أن يسأله كل من يصدّق "السلفيّة الجهاديّة" التي صالت وجالت في بلاد المسلمين، ثم اختفت من سيناء وحدود الجولان وقطاع غزة!
ثمّ ألا ينبغي على كل من يصدق السلفية الجهادية أو يعتقد بأفكارها أن يسأل نفسه في لحظة صدق مع النّفس: لماذا تمكّن السلفيّون من القتال في أفغانستان والشيشان والعراق وسوريا بكلّ قوة وشراسة، وفي ظلّ توفّر الإمكانات التسليحية الكافية، فضلاً عن الأريحية في التبليغ واستقطاب الشباب "المجاهد"، وقد وقع هذا تحت ظلال الأنظمة الطاغوتية في كثير من الأحيان؟! ثم اختفوا فجأة منذ السابع من أكتوبر.
ألا ينبغي لكل سلفيّ أن يعرف بأن السلفية مجرد مطية سياسية، علفتها وسمّنتها السياسة السعودية لتنفيذ مآربها في المنطقة؟! وأنهم حقاً حمير اليهود وآل سعود؟! وأنهم متى شاؤوا ساقوهم كالغنم لقتالٍ هنا وهناك، أما فلسطين فلا؛ إذ لا تتوفر المصلحة لإرسال الحمير إليها.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
مجزرة ثانية عقب استهداف الاحتلال خيام النازحين في منطقة المواصي في مدينة رفح.
لعن الله الفاعل والرّاضي والسّاكت.
لعن الله الفاعل والرّاضي والسّاكت.
استحباب تلاوة سورة الكهف ليلة الجمعة
روى الشيخ الطوسيّ بسندٍ صحيحٍ عن الصّادق (عليه السّلام): «مَنْ قَرَأ سُورَةَ الكَهْفِ فِي كُلِّ لَيْلَةِ جُمُعَةٍ كَانَتْ كَفّارةً لَهُ لِمَا بَيْنَ الجُمُعَةِ إلَى الجُمُعَةِ».
📚تهذيب الأحكام، ج3، ص10، كتاب الصّلاة، رقم الحديث 26.
#روضة_المؤمن
روى الشيخ الطوسيّ بسندٍ صحيحٍ عن الصّادق (عليه السّلام): «مَنْ قَرَأ سُورَةَ الكَهْفِ فِي كُلِّ لَيْلَةِ جُمُعَةٍ كَانَتْ كَفّارةً لَهُ لِمَا بَيْنَ الجُمُعَةِ إلَى الجُمُعَةِ».
📚تهذيب الأحكام، ج3، ص10، كتاب الصّلاة، رقم الحديث 26.
#روضة_المؤمن
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
لا زالت الجرائم الصهيونية في مدينة رفح مستمرة على مسمع العرب والمسلمين ومرآهم!