مع أول ذنب هتسمعه وشّك هيذوب خجلاً، لأ بجد، لحم وشك هيسقط قدام رب العالمين، هيسيح كده ويذوب ويسقط من مكانه ويقع عل الأرض فيُعيده رب العالمين مرة تانية..

هتفتكر كل ذنب عملته، هتخجل كن عرضه قدام الناس، في حاحات عملتها في الخفاء بستر ربنا متكشفتش، ودلوقتي تخيّل ايه الي هيحصل..؟

هو أنت بالفعل هتكون مُتخيل ..

أنتَ هتكون فاكر إن ربنا هيواجهك قدام الناس كلها بأبشع ذنوبك ولكن لأ هيواجهك بأقلهم وهيبدلهم لك حسنات "شوف رحمة ربنا بيك وشوف مدى جبروتك أنتَ دلوقتي قدامه..؟!".

بس ده ميمنعش ان لسه في ذنوب عندك..

ولما ينتهي الحساب "الميزان" يبدأ البشر في التوزيع تحت الألوّية، كلُ يُحشر مع من معه..

فالكُفار هيحشروا مع بعض الى جهنم بعد انتهاء الحساب..

ولكن في ألوّية كده هنروح عليها..

يعني سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هيحمل لواء كده، وكل الأنبياء كل واحد فيهم معاه لواء، وأقوامهم هتمشي وراهم، فاللهم اجعلنا من أمة محمد..

هتمشي وراء سيدنا محمد في طريق كده..

الطريق ده فيه ناس مننا معاهم نور كده، كل نور على قدر الأعمال والأفعال، في الي هيكون معاه نور كبير والي معاه صغير والي مش معاه..

وبسبب النور في الطريق ده في ناس قادرين يمشوا فيه وناس لأ، الي مش معاه النور هيقع في جُهنم فورًا..

ونهاية الطريق ده للناجيين هيكون الصراط..

أنا عارف أنك حاسس انك طالما قرب من الصراط فأنتَ قربت يا رفيق..

صدقني أتمنى أكون جنبك..

صدقني بحاوّل، صدقني بجاهـد، هلحقك..

أول شخص هيمشي على الصراط هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهو بيمُر هيقول "اللهم سلم، سلم سلم"، وهيعدي ومن وراه أمته كلها، كله هيعدي على قدر النور الي معاه يعني على قدر أعماله..

أنتَ مُتخيل المشيّ على الصراط معايا ده يا رفيق..؟

هيعدي منه الي ربنا غفر له ذنوبه، وفي مننا الي هيُقع، الي هيُقع مننا هيُقع في طبقة مُعينة من جُهنم يُعذب فيها حتى يغفر الله له..

خلاص عديت الصراط..؟ ووصلت.

خلاص يا رفيق، اطمئن، أنتَ عديت كل حاجة صعبة، والي جايّ كله نعيم..

عارف يعني ايه نعيم..؟

خمسين ألف سنة من الحساب كتير جدًا، وحياتك البائسة على الأرض انتهت بكل ما فيها واتحاسبت عليها ومش بس كده عديت الصراط..

معايا..؟

هنا كلنا هنقف وراء النبي صلى الله عليه وسلم..

هنقف قدام باب الجنة، "رضوان" حارس الجنة واقف ومستني الأمر الإلهي بالفتح ..
يا بختك يا عم، نفسي أبقى معاك..

فيأتي الأمر فتنفتح أبواب الجنة ويستقبلنا رضوان واحد واحد وأولنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم..

هندخل الجنة ورا بعض مش مصدقين الي احنا شايفينه، قد ايه ربنا ده كريم، مُطلق الكرم، وقد ايه أنتَ كنت مُقصر وبتجري وراء مُتع زائلة..

كل واحد فينا هيستلم مُلكه، كل واحد فينا ملك، بس مُلك كل واحد على قد أعماله في الدنيا..

أتمنى يكون مُلكك كبير يا رفيق، عشان آجي أقعد معاك شوية..

الجنة فيها ما لا عين رآت ولا أذن سمعت وطالما وصلت لهنا فأنتَ تستحق..

لأنك أكيد صبرت، وأكيد اتأذيت وصبرت على الأذى، أكيد كمان عملت الي تقدر عليه عشان تسعد حد، زرعت أمل في حد، توليت مسؤولية حد ولم تخذله، امتنعت عن حرام..

أنتَ فعلاً تحملت الي محدش يستحمله في الدنيا ومسكت على دينك زيّ الي ماسك على جمرة..

شوفت كل الي أنتَ عملته خير اترد لك إزايّ..؟

شوفت قد ايه الدنيا مش مستاهلة وانها فانية وانك بتروح في مسارات بعيدة عن الحق وهي مش مستحقة، يعني لو فهمت الوقفة الأخيرة دي وحسيت بيها كويس من دلوقتي هتقدر قيمة الفرصة الي أنتَ فيها..

أنك بتصحى كل يوم ولسه فيك نفسّ..

الكُون والعالم والنجُوم والمجرات، الشمس والأرض، والقمر والجبال، الأشجار والأنهار والبحار..

الحيوانات والنباتات، الزهُور والنسيم، الصوت والضوء، النور والعتمة، الفرح والزعل، الهدوء والدوشة..

كُل حاجة في الكُون ده كانت مخلوقة ليك، عشان تسمع لها، تشوفها، تستفيد منها، تعيشها..

عشان في الآخر تُقف اليوم ده..

صدقنّي مفيش شيء يستاهل.

المُهم..

الجنة فيها كل ما تتخيّل وكل ما لم ولن يتخيله عقلك، نعيم عظيم بتاعك لوحدك، خالد مُخلّد مُنّعّم فيه للأبد..

وهتمُر أول أيامك في الجنة وأنتَ لسه بتتعرف على الجنة ونعيمها..

هييجي أول جمعة..

أول جمعة لك في الجنة وتخيّل ايه الجائزة الكُبرى..

أن ترى الله..

أنتَ يا رفيق..

لكَ أنتَ..

كان القُرآن.

مصادري..
تفسير الشعراوي
صحيح البخاري
تفسير ابن كثير
تفسير القرطبي
#ناس_القرآن
#مصطفى_محمود

مهما بلغ علم الإنسان لن يصل لشيء من علم الله وحده والرُّوح مثال

(قل الرُّوحُ من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا)

ياويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا ! .. { سُورة الفرقان }

( فلانا ) ده ممكن يكون: حسين / كريم / مصطفى / أحمد / ....حط أي حد ذكر أو أنثى !!
تخيل لما تيجي يوم القيامة تندم ندم عمرك كله لأن صاحبك وحبيبك ده هو اللي ضيعك !

كمل الآية بعدها: ( لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني ! )
تمام يعني وصلك الحلال والحرام ، وسمعت قرآن ، وعرفت الصح من الغلط ولكن:
كل ما تيجي تشد حيلك وتنوي التوبة والاستجابة : يأتي ( فلان ) يضلك تاني !
تبقى متحمس يحبطك ! / أو مركز يسخر ويستهزأ ! / أو بعيد عن الغلط فيغريك تاني ! ..

المشكلة إن أنتيمك ده هو كمان هيقول عليك كده يوم القيامة !
وكله هيلعن في بعضه ، لأن النار بتحرق فعلا ! ...
وساعتها مفيش ( صاحبي وحبيبي ) و ( الحب كله ) و ( شقيقي ) و ( عشرة العمر ) ..... الخ !
كل المصطلحات دي هتتبخر !..

ربنا سبحانه وتعالى قص علينا في القرآن مشاهد من القيامة بالتفصيل عشان :
محدش يجي يقول : ما كنتش أعرف ! / أو: يارب ارجع للدنيا تاني واصلح نفسي !

كل صحبة اجتمعت على الحرام = ستفترق ولو بعد حين !
وكل صحبة اجتمعت على الطاعة والحب في الله = فالموت هو طريقهم للإجتماع مرة أخرى ، ولكن في جنات النعيم ...
فما كان لله دام واتصل ، وما كان لغيره زال وانفصل ! ..

#نسمات_من_الوحي

. هنالك ابتُلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا ! .. [ سورة الأحزاب ]
غزوة الأحزاب من أصعب وأشد ما مرّ على المسلمين، وسميت باسمها هذه السورة
اركب معي آلة الزمن .. هيا نحن الآن في تاريخ: شوال 5هـ / مارس 627 م تقريبا
بعد بعض غزوات مثل بدر وأحد، أراد كفار قريش القضاء النهائي على المسلمين،
وقرروا الدخول إلى قلب المدينة المنورة،وقتل جميع المسلمين والتخلص من الإسلام إلى الأبد ! ..
ولذلك لم تكتف قريش بجيشها العظيم مع قوته المعروفة، ولكنها ذهبت تتحد مع جيوش القبائل الأخرى وعلى رأسها (غطفان) وغيرها، فشكلوا حلفا عظيما 10000 محارب
سُمي ( الأحزاب ) / في الوقت الذي لا يتجاوز فيه عدد المسلمين جميعا حوالي 3000 فقط !
تقع المدينة المنورة بين جبلين عظيمين يشكلان حاجزا طبيعيا سواء جهة الشرق أو غرب
ولذلك فالمدخل الرئيسي السهل الذي يكشف المدينة كلها = جهة الشمال " انظر الرسم "
وأما من جهة الجنوب كذلك يقع جبل ولكنه لايمتد بطول المدينة بل يوجد منفذ يمكن الدخول منه، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أقام معاهدة مع اليهود الذين يعيشون في المدينة (يهود بني قريظة) على أن يحموا المدينة من جهة (الجنوب) عند ذلك المنفذ
والآن بقيت المشكلة الكبرى في جهة الشمال !،فالمتوقع أن يهجم جيش الأحزاب من هناك
وكان من الصعب جدا حل هذه المشكلة نظرا لقلة عدد المسلمين بالنسبة للعدو !
فاجتمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمسلمين ليتشاوروا في وضع خطة للمعركة
فأشار (سلمان الفارسي) رضي الله عنه وكان قد جاء من خارج بلاد العرب وأسلم
بفكرة عجيبة لم يكن يعرفها العرب وهي = عمل (خَنْدَق) يعني حفرة عظيمة عميقة في طول الجهة الشمالية للمدينة بين الجبلين حتى تكون حاجزا يعطل ويصعب دخول العدو
وبالفعل راقت الفكرة للمسلمين، ولكن كانت صعبة التنفيذ جدا خاصة مع ضعف المعدات والأحوال الجوية الصعبة جدا في بلاد العرب وعدم اعتيادهم على هذا النوع من العمل
كما أنّ العد التنازلي لتحرك جيش المشركين بدأ،فصار الوقت ليس في صالح المسلمين !
بالرغم من كل ذلك أخذ الجميع يعمل عملا شاقا وعلى رأسهم الرسول صلى الله عليه وسلم فقد كان ينقل الرمل والحجارة بنفسه، وتم العمل في وقت قياسي بحمد الله
وكانت الخطة أن يقف جميع المسلمين من الرجال والشباب صفا واحداعلى خط الخندق
بأسلحتهم استعدادا للحرب، وأن يكون (اليهود) في الحماية من جهة الجنوب
وبقي نساء المسلمين والأطفال والمرضى فقط في بعض بيوت المدينة بلا حراسة !
وبالفعل قدم جيش الأحزاب من الشمال، ولكنه اصطدم بذلك الخندق الكبير !
فظل محاصرا للمدينة ، ووقعت بعض المهاوشات، ولكن المسلمين كانوا مستعدين بالسهام والرماح التي يطلقونها على المشركين وغير ذلك مما عرقل الكفار كثيرا
وبعد فترة، حدث مالم يكن في الحسبان، قام اليهود بالغدر !
بدأت خيانة اليهود من الجنوب، حيث بدأ بعض اليهود بالهجوم على بعض بيوت نساء المسلمين والأطفال في المدينة، كما كانوا على تنسيق خارجي مع الكفار من الأحزاب!
وحدثت بطولات من بعض النساء المسلمات ضد اليهود ..
ولكن أصبح الأمر عسيرا جدا ، وتفاقم الوضع ، وبدأ المنافقون الذين يظهرون الإسلام داخل المدينة، ينشرون الإشاعات والتهويلات والحرب النفسية على المسلمين ! ...
أصبحت الجبهة الشمالية محاصرة بجيش ضخم من الأحزاب بكامل العدة والعتاد
وفتحت ثغرة من الجهة الجنوبية بسبب خيانة اليهود ..
بل قام اليهود أنفسهم بالهجوم على بيوت المسلمين
قال تعالى: "إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا (10)هنا لك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا!! (11)"
وأما المنافقون فتركوا القتال وفروا الى بيوتهم خوفا وأخذوا في تبريرات كاذبة وأعذار !
قال تعالى: " وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا ( 12 ) وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا ! ( 13 ) "
وأما المسلمون الصادقون فمع كل ذلك ثبتوا وفعلوا كل مايستطيعون فعله، وقاموا بسرعة بمحاولة قطع الطرق بين اليهود والمشركين وخففوا كثيرا من خطر ذلك
وعلى مدار أيام بذلوا أقصى جهدهم في الدفاع وردع من يحاول التسلل من المشركين
قال تعالى: " ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما ( 22 ) من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ! ( 23 ) "
ومع كل ذلك = مازالت المشكلة مع جيش الأحزاب الجرار الذي يحاصر المدينة وهو عازم على الهجوم بأي ثمن ! ،
أيضا مع الإجهاد الشديد للمسلمين وقلة الطعام وشبح الجوع والعطش ! ...
وبعد حوادث ومواقف كثيرة استمرت على مدار شهر تقريبا ،
وبعد أن فعل المسلمون الصادقون كل مايستطيعون !

هنا جاء النصر الإلهي ليحسم المعركة ! ، وحيث صدق المسلمون تبدأ المعجزات !
أرسل الله تعالى ريحا باردة شديدة عاتية أجبرتهم على الرحيل، وأرسل ملائكة وقذف الرعب والهلع في قلوب المشركين، ودخلوا في رعب عظيم وكرب شديد، ولم يستطيعوا اكمال الحصار
وانتهت المعركة بانسحاب الجيش أخيرا ! ..
فسبحان الله الذي صدق وعده، ونصر عبده ، وأعزّ جنده ، وهزم الأحزاب وحده !
قال تعالى: " يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا ( 9 ) "
وقال سبحانه: "ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال
وكان الله قويا عزيزا ( 25 ) " سورة الأحزاب
#نسمات_من_الوحي

عارف صحابك اللي بيشجعوك في الدنيا على المعاصي، ويجرؤوك على اقتحام الحرمات بعد ما كنت بتخاف ربنا ؟!
في الدنيا هزار وضحك وجو لطيف ! .. اللقاء والجو اللذيذ ده هيتقلب يوم القيامة خالص بشكل مرعب جدا !
خناق وشجار وخصام ولعن وكل واحد يرمي بلاه على صاحبه اللي كان بيهزر ويسافر ويخرج معاه !

بعض اللقطات من الغيب بين ايدك .. احفظها من دلوقتي واحذر:

1) 《مودة بينكم في الحياة الدنيا ..
ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين ! ..》 العنكبوت
آخرة المودة والحب اللي قائم على المعصية وانتهاك حدود الله: كله هيهرب من صاحبه بل ويلعنه قدام ربنا لعله ينجو
بس برضه مش هينجو [ ومأواكم النار ] .. أصل حتى لو لعنته وشتمته قدام ربنا واتبرأت منه = مش هتضحك على ربنا مثلا !

2)《 ولو ترى إذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم إلى بعض القول ! .. 》سبأ
كله هنا بيلوم على صاحبه، وعايز يطلعه هو السبب .. في محاولة يائسة للنجاة !

3)《حتى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين !》 الزخرف
لما هتشوفه بعد أحضان الدنيا والضحك .. هتقوله: ياريت كان بيني وبينك زي الشرق والغرب لأنك أسوأ بني آدم صاحبته في الدنيا !

4)《ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين ! ..》فصلت
ده طلب بعد كل المحاولات السابقة اليائسة. . بعد ما اتاكد كل واحد ان المصير هو النار ..
كل شخص هيطلب من ربنا انه يجيب الشخص اللي اضله ده ويحطه بس تحت رجله ويدوس عليه لعله يشفي غليله بأي طريقة !
فبقيت دي الأمنية الأخيرة .. [ نجعلهما تحت أقدامنا ! ] .. ده مقامه عندك يوم القيامة !
عشان هو فعلا ضيعك، وكان مستقبلك الأبدي ممكن كان يبقى افضل من كده بكتير من غير الصحبة دي ! ..

بس أخيرا قبل ما تمشي:
5) 《 الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ! ..
يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون ! .. 》 الزخرف
الصحاب كلهم هيبقوا أعداء لبعض إلا أهل الإيمان والتقوى اللي شجعوا بعض على الطاعة وصبروا بعض عن الحرام في الدنيا اللي مرت بسرعة أوي!
مفيش عليهم خوف ولا حزن .. ده الصنف الوحيد من الأصحاب اللي صحبتهم هتكمل بعد رؤية ملك الموت ! ..
حفظنا الله واياكم يا أحباب ..
#نسمات_من_الوحي

عصيت بعد رمضان ؟
- هقولك كلمتين . ممكن تسمعني ! ..

الشيطان هيتسلط عليك ويقولك: " بقى طول رمضان صيام قرآن وتراويح ودعاء وبكاء،
وفي الآخر: رجعت لنفس الذنب ويمكن أكتر ! .. خلاص انت مش نافع وملكش حل ! ..
أكيد ربنا لم يتقبل منك: أكيد انت منافق / عملك كله رياء / او بتحب الزيطة والمنظرة مع الناس لكن بينك وبين ربنا انت وحش ! "

صديقي: ارجوك لا تسمع، ده صوت إبليس، الشيطان بيستغل نقطة ضعف عشان يهدم حاجات كتيرة جميلة جواك !
كفاية يا حبيبي -علامة على صدقك- الحزن اللي في قلبك، وعصرة الندم اللي جوه صدرك،
وخوفك من الله الرقيب اللي حتى مش مخليك تعرف تستمتع بمعصية او ذنب زي ناس تانية !

صديقي: إياك أن تستسلم لنزغات الشيطان، وإياك أن تيأس من رحمة الله، قال الله تعالى:
{ إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون } سورة الأعراف 201
= يعني ممكن حد كويس وكمان من المتقين: يمسه عارض من وساوس الشيطان، ويظل الشيطان يطوف حوله يزين له اقتحام الحرام حتى يوقعه في الذنب بالفعل !! ..

-طيب ايه التصرف؟! .. اليأس والاستسلام وخلاص كل حاجة انهارت ؟! ..
ده اللي عايزه الشيطان منك عشان يكمل عليك بعدها ويحكم عليك شبكة البعد عن طريق الهداية والانغماس في الضلال !
لذلك لو كملت الآية بعدها: { وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون ! } الأعراف 202
= إخوان الشياطين من الفجار والكفار لا يزال الشياطين يزيدونهم في الضلال بذنب بعد ذنب،ولا يمسكون عن الإغواء والإغراء !

لكن ربنا عز وجل أرحم بيك من كده،وأنك تدخل الدوامة المظلمة دي لذلك أخبرنا عن عباده الصالحين المتقين في الآية الأولى:
{ إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون }
قال الإمام ابن كثير: { تذكروا } عقاب الله،وجزيل ثوابه، ووعده ووعيده، فتابوا وأنابوا، واستعاذوا بالله، ورجعوا من قريب
{ فإذا هم مبصرون } قد استقاموا، وصحوا مما كانوا فيه ! . |تفسير الإمام ابن كثير|

نعم استعن بالله، واقطع أسباب المعصية بحزم، وجاهد نفسك عند اشتعال نار الهوى ..
لكن إذا أذنبت: فعد ولا تتردد

[ قال بعضهم لشيخه: إني أذنبت، قال: تب !
قال: أعود، قال: تب !
قال: إلى متى ؟! ، قال: إلى أن تحزن الشيطان ! .. ] ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية في | مجموع الفتاوى |

صديقي: طول ما في نفس يتردد في صدرك، فباب التوبة مفتوح .. فمن يحول بينك وبين رحمة مولاك ؟!
#نسمات_من_الوحي

قبل تسع سنوات هاجَرَ عددٌ من الشباب إلى إحدى البلدان إضطرارا
وكلُهم وقتها لم يكونوا يملكون شيئا..
اذكرُ منهم ثلاثة:
#أما الأولُ: فمن أول دخوله للبلد لا تراه إلا شاكيا ساخطًا على حاله وقلة حظه، ويتذكر العِز الذي كان يعيش فيه في وطنه
ويعيش على الشكوى و السلف والسؤال..
ولو راح شغلانة لا يُعمّر فيها ولا يصبر
وفُتح أمامه أبواب كثيرة، وجاء في يده أموال مساعدات كثيرة.. وأنفقها كلها على كماليات ولم يصنع بها شيئا نافعا
.والى الآن هو كذلك (بحسب علمي)
#وأما الثاني: فمن أول يومٍ دخل فيه البلد التمسَ عملا شريفا يقتاتُ منه، فوجد عملا في محل (يعملُ فيه حمّالا / شيّال)
ومنذ تسع سنوات إلى الآن هو كما هو في نفس العمل (وإن تغيّر المحل)، وهو رَهنُ تهديد صاحب المحل.
ونصحتُه كثيرا بأنه ما يزال شابا قويا، ولديه الوقت، والمسؤولياتُ قليله، فيجعل ذلك العمل مؤقتًا، ويجتهد بجانبه في تعلُّم أي شيء ليُحتاج إليه في وظيفة او يجد فرصة افضل
(تعلُّم لغة.. برمجة.. شهادة جامعية.. صنعة.. تجارة..) أي باب من أبواب المهارة
لكنه كان يقول: أديني عايش كويس وجايب مصاريفي
{لن احكي لكم عن الخوف الذي كان يعيشه إذا هُدّد بالفصل من العمل، وكيف كان يقهرُه صاحب العمل ويستنزفه، وكان يعمل 12 ساعة يوميا.. طحن... وستة أيام في الأسبوع، وأحيانا يعمل في الأجازة لضرورة.. فضلا عن شعوره أنه في اي لحظة يمكن الاستغناء عنه واستبدال غيرِه به؛ لأنه في نهاية الأمر شيّال، حمّال فلو ترك العمل أو طلب زيادة أجرة او تخفيف حِمل= سيستغني عنه صاحب العمل بسهولة، فضلا عن خجله من أن يطلب الذهاب إلى صلاة الجماعة، أو بترجّى صاحب العمل.. الذي قد يقبل أحيانا، و الأغلب لا يقبل... الخ}
الآن بعد تسع سنوات وقد تزوج ولديه أسرة وزادت المسؤوليات، والمصاريف وقلّتْ فُرصة التعلُّم وتطوير النفس، وضعفت القوى... يتحسّر..
(العمل الحلال ليس عيبا قط، وهو خيرٌ من ذل السؤال) لا أحتاج التنبيه على ذلك..وفي الحديث " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلَهُ فَيَحْتَطِبَ عَلَى ظَهْرِهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَأْتِيَ رَجُلًا فَيَسْأَلَهُ أَعْطَاهُ أَوْ مَنَعَهُ ".
#الشاب الثالث:
دخل بنفس الإمكانيات، بادئ من الصفر لا يملك إلا نفسه.
لكن من أول لحظة رأيته فيها وأنا علمتُ أنه ذو عزم ولا يرضى لنفسه إلا بالمعالي
وصبر مدةً على عملٍ يصونه من السؤال، ويُنفق منه على نفسه، وبجزءٍ من مال العمل دخل كورسات وتعلم لغة، ودخل الجامعة وتفوق ووجد فُرصًا كثيرة ومتنوعة تتمناه، وعمل في وظيفة عالية وبمرتب كبير يزداد في مُدد قريبة لأنه دائم التطوير لنفسه.
آخر مرة علمتُ أنه فتح شركة وشغّل فيها أكثر من خمسة من الشباب..
{كنتُ أودُّ التفصيل أكثر من ذلك، ولكن لأسباب ما لن أُفصّل}
الجميع بدأ بنفس الإمكانيات والظروف
ولكن اختلفت العاقبة اختلافًا بينًا
في الحديث (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كُلٍ خير، استعن بالله ولا تعجِز..)
اطلبْ القوة واستعن بالله واجتهد وتعلّمْ وطوّر نفسك بالمُتاح والمستطاع، واصبر على ما ينفعك لتستغني به، واعلمْ ان الله لن يُضيعك، وأعلم أن الناس يحتاجون إلى القوي المتمكن في مجاله، ويتمسّكون به أكثر من تعاطُفهم وإشفاقهم على الضعيف الذي يُمكنهم الاستغناءُ عنه
والنعيمُ لا يُنالُ بالراحةِ
واللهُ مع الصابرين.

• في مشهد الجنازات ينتابني الفزع من لحظة إغلاق القبر وتسارع الناس لترك ميتهم ..
• خارج القبر أحدهم يبكي.. والآخر حزين .. وآخر هناك لا يُبالي..
• وفي داخل القبر أحدهم يقول : ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد - ﷺ - ، وآخر يقول: هاه هاه لا أدري..

• في الخارج يُحكمون إغلاق القبر من هنا ومن هناك وكأنهم يخشون خروجه ..
• وفي داخل القبر أحدهم يقول : رب أقم الساعة ، وأحدهم يُنادي : رب ارجعونِ لعلي أعمل صالحاً فيما تركت .

• في الخارج يتأفف أحدهم من التراب ، وترهقه حرارة الشمس أو برودة الجو ، ويمل من طول الدعاء..
• وفي داخل القبر لا يملك أحدهم إلا مترين في متر من كون فسيح ، وقطعة قماش ، وعَمَلِه ، ودعوات صالحات .

• في الخارج لا تكاد تمضي ربع ساعة إلا وقد فرغ المكان وساد السكون ، وخيم الصمت ورحل الزوار..
• وفي الداخل ضجيج .. أحدهم يُنعّم ويرى مقعده من الجنة.. وآخر يصرخ من ضيق المكان وظلمته ومن الهول والفزع.

• في الخارج أناس قد انتقلوا من بيت مكيف ، لمسجدمكيف، بسيارة مكيفة، ويتعجلون الرحيل من الحرّ أو البرد ..
• وفي داخل القبر يسمعون قرع نعال أحبتهم وهم يغادرون، احدهم في سعة ولطف ورحمة، وآخر في ضيق وحر ونكد.

• أفي النعيم المقيم نحيا، أم في العذاب نشقى...
"لمثل هذا فليعمل العاملون" (لا نجاة من الموت )
• اللهم إنا مقصرون فاعفُ عنا يارب .
• اللهم عاملنا بعفوك ورحمتك وجودك وكرمك .

• اللهم نسألك حسن الخاتمـة .🙌🏻

د.مصطفى محمود

صَلَّى اللَّهُ عَلِيْهِ وَسَلَّمْ

الذي لا يصبرُ على استماع وقراءة ما ينفعُه ويحتاج إليه
كيف يصبرُ على تطبيقِه والعمل به؟!
******
أصدقُ تحقُّق لمعنى (التفاعُل) مع أي منشور أو فيديو او كتاب أو غيره
هو العمل بما فيه والانتفاع منه:
- أن يُحركك لأمرٍ ما، ويُحدِث فيك تغييرا ما
- أو يُعطيك معلومة نافعة أو خبر مهم صادق.. ونحو ذلك
-وليس مجرد أن تضع (أعجبني، أو أحببتُه أو 😥) أو مُشاركة المنشور.. بل :أن تشعر بفائدة ما حصلت لك
وتفاعُلك معه ليس مجرد (👍)

ثم إن التأثير في الناس:
لا يرجع فقط لقوة المتكلم وحُجته
ولكن إلى استعدادك انت للتغيير والحركة
ببساطة :المنشور مش هيكون جوّاه عفريت يحركك
لازم انت اللي تتحرك
#لكن المشكلة الكبيرة هي في الوقوف اللحظي مع المنشور أو الفيديو وسرعة الانتقال عنه إلى غيره
وسرعة الملل وقلة الصبر
والاكتفاء بالاعحاب أو المشاركة أو التشجيع لغيرك
فيُعطيك شعور بأنك تفاعَلت مع المنشور
وأنت في الواقع لما تفعل شيء
#لازم تفهم إن جزء كبير جدا من مشكلتك هو:
1- بذل مجهود عظيم ووقت كبير في التنظير والتبشير بالشيء
والحث عليه دون القيام بجزء من أجزائه
وهذا بالتحديد ما ذكره الحسن البصري رحمه الله لما وجد جماعة عاشوا على الكلام فقط
فقال ( هؤلاء قلَّ ورعُهم وخَفَّ عليهم الكلام فتكلموا.) .!
2-والحل: ببساطة جدا : لا تمر بأي فكرة حلوة أو نصيحة أو اقتراح أو سبب فيه خير لك إلا وتكتبُه وتضعه أمامك وتبدأ فورا في العمل به. قال الله عز وجل ﴿وَلَو أَنَّهُم فَعَلوا ما يوعَظونَ بِهِ لَكانَ خَيرًا لَهُم وَأَشَدَّ تَثبيتًا﴾
3-ولا تفتح على نفسك أبواب كثيرا بكثرة ما يُعرض عليك من المنشورات والنُّشطاء
4-ولا تستهلك وقتك في الجدل وإقناع غيرك.. وقلّل من ذلك إلا للحاجة
5-وأن تُغلق على نفسك الأبواب التي تجعلك تتعصّب وتغضب وتُذهِب نومَك أو تُسوِّد قلبك ما استطعت
فإنّ راحة النفس جزء أساسي في الاستعداد للانجاز
6-ولا تنشغل بكثرة ما تعمل بل بجودته
7-ولا تهتم بأن يكون لك قول أو موقف من كل حدَث
8-ولا تعمل ألتراس لأي ناشط تغلو فيه وتعيش لتُنافح عنه (إلا ما يجب للمُسلم على المسلم)
9-الفوضى تحدُث في يومِك حينما تترك الوقت للظروف، فحدّد لنفسك أعمالا وكُن حازما مع نفسك
10-لا تكن نسخةً من أحد لا في الاهتمامات ولا في الأهداف واختر لنفسك ما يُناسبك
وأخيرا : العُمر أغلى بكثير من أن تسعى للتخلُص منه!
بل هو فُرصتُك الأخيرة لتعويض ما فات
فلا تنتظر من يُنبهُك ولا من يُراقبك ويُلزمُك.. كنتَ أنت ذلك لنفسك
واستعن بالله..

برنامُجك اليومي يُشبه الاقتراحات التي تأتيك في يوتيوب أو أصدقاء الفيس بوك أو جوجل
بمعنى أن هذه البرامج اذا وجدتْك تبحثُ عن شيءٍ ما وتَتتبعُه فإنها ستجعلُ لك تلقائيا عند كل بحث اقتراحاتٍ مشابهةً لتنتهي من طلبِك فتدخل في شبيهه
وهكذا أنت في يومك وحياتك
فمن بحثَ عن شيءٍ وتحرّاه هُدِي إليه وأدخلَه إلى نظيره وشبيهه من العمل
فمن يتحرّى الخَيرَ يُعطه ويُوفّق إلى خيرٍ جديد
ومن يتحرى المُلهيات والتّسالي سيُهدَى إليها وينتقل منها إلى غيرها تلقائيا فالعملُ يُسلِّم لأخيه =حتى يجد ساعتَه ويومَه وشهرَه وسنتَه وعمرَه كلَّه قد ضاع منه.. ولم يشبع بعدُ
لأنّ تلك المُلهيات بحرٌ مالحٌ كلما شربتَ منه ازددتَ عطشًا
ووَحلٌ كلما بقيتَ عليه غرزتْ رجلُك أكثر
ولا يظلم ربُك أحدا
وكلُّ وقتٍ تتأخر فيه عن ترك ذلك الطريق ستتحسرُ عليه
وربما تُفيق منه ولكن بعد ألا يبقى لك قلبٌ ولا جسدٌ يحمِلانِك على تعويض ما فات
فالعاقلُ من انتبَه لنفسه وادّخر قوته ووقتَه فيما ينفعُ
فهذا هو المُتبقي لك من هذه الحياة الدنيا
(( وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى
وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى
ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى
وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى )) سورة النّجم

ولهم علي ذنب فأخاف أن يقتلون * قال: كلا ! ... [ سُورة الشعراء ]

المقطع -على صغر حجمه- رهيب جدا !..ومع أننا نمر عليه بسهولة، إلا أنه عجيب حقا !
[قال: كلا ] = قال الله تعالى لموسى عليه السلام: كلا؛ يعني لا يتمكنون من قتلك ! ..

خاف موسى إذا واجه فرعون بعد فراره من مصر أن يقتله فرعون إذا التقى به
بسبب قتله ذلك الرجل، وكان فرعون وقومه جميعا بالفعل يبحثون عنه ليقتلوه !
فكيف إذا رجع موسى -عليه السلام- بقدميه إلى مصر مختارا ؟!..

حسنا ..
لا ليس حسنا ! ..

ليس فقط رجوعه إلى مصر ! ..
بل إنه مكلف أن يذهب فيواجه فرعون ويقف أمامه ويعلن أمام الناس أنه ليس إلها
ولكنه بشر كذاب، ثم يطلب منه أن يسلمه بني اسرائيل - وكانوا قطاعا كبيرا في مصر -
كان يستخدمهم فرعون كما يحب، فيذبح منهم من يشاء، ويستعبد من يشاء !..

ثم إعلان موسى عصيان فرعون وهامان وجميع جنوده، حتى وصل الأمر للتحدي !
ثم تحدث أشياء كثيرة معلومة من تحدي يوم الزينة، وظهور كذب وضعف فرعون
وإيمان كثير من السحرة، كل هذا على بلاط فرعون وفي عقر داره وسط أهله !

إلى غير ذلك من آيات كإرسال الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم
مما عكّر عيش فرعون وقومه ! .. ووضع فرعون في عدة مواقف حرجة جدا !

أقصى ما استطاع أن يفعله فرعون أنه هدده بالسجن - مجرد تهديد- فقال:
[ لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين ! ] سورة الشعراء
ومع ذلك ثبت موسى على موقفه، وتراجع فرعون عن تهديده ! ..
حتى مجرد الحبس لم يقدر عليه فرعون ! .. فما السبب ؟!

الأعجب من كل هذا ماورد في سورة الأعراف
[ وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وآلهتك
قال: سنقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون ! ]
= عندما اشتكى اليه قومه ما يفعله موسى وقومه، كأنهم أرادوا رد فعل من فرعون
فكان رد فعله: أنه سيقتل الأطفال الصغار ويترك البنات !! ..
ثم سمى هذا قهرا ! .. فلم لم يقهر موسى شخصيا ؟!..

التساؤل: هل كان فرعون فعلا لا يستطيع قتل موسى ؟!
أليس كان في متناول يده ليلا ونهارا في مصر يجاهر بمخالفته وتسفيه رأيه ؟!
أليس فرعون هذا الذي كان لا يسمع بطفل صغير يولد إلا ويذبحه ذبحا أمام أمه ؟!
هل كان ذلك الطفل البريء بالنسبة لفرعون أكثر أذى أم موسى عليه السلام ؟! ..

إنّ أصغر موقف حصل من موسى كان كفيلا بقتله على يد فرعون بلا تردد !

إنها الحقيقة الناصعة: فرعون كان لا يقدر على قتل موسى مع كل ما فعل !

وصدق وعد الله لما قال: [ كلا ! ] = لن يتمكنوا من قتلك يا موسى لأنك في حفظي!

حتى موسى عليه السلام قبل أن يذهب لفرعون كان يعلم أنه طاغية جبار سفاك للدماء
وأي انسان عاقل لا شك كان سيفكر بنفس الطريقة العقلية من معطيات ونتائج واقعية !
فقال لربه عز وجل كما في الآية: ولهم علي ذنب فأخاف أن يقتلون !

لكن جاء الرد الإلهي المهيب: [ قال كلا ! ..] لن يحدث هذا أبدا يا موسى !..
هنا تتوقف الحسابات الأرضية وتبدأ طلاقة القدرة الإلهية ! ..

ولما بلغ الأمر ذروته، وبالفعل خرج فرعون وقومه في النهاية للقضاء على موسى
ومن معه وأدركوهم بجيوشهم وحصروهم أمام البحر وظن فرعون أخيرا أنه سيقضي
على موسى... هنا حصل ما لم يكن في حسبان أحد،
فانشق البحر وعبر موسى ومن معه، ثم غرق فرعون ذاته ! ..

كل هذه الأحداث العجيبة بسبب كلمة وحيدة [ كلا ! ] لكنها كلمة القوي العزيز !

قال الشيخ السعدي-رحمه الله- في تفسير الآية:
أي لا يتمكنون من قتلك .. ولهذا لم يتمكن فرعون من قتل موسى، مع منابذته له غاية المنابذة، وتسفيه رأيه، وتضليله وقومه ! ..
[ تفسير الشيخ السعدي ]

خلاصة الدرس = كن مع الله ولا تبالي ! ..
#نسمات_من_الوحي.