🌙🌙🌙

اليوم ستظمأ، وغدًا سترتوي بإذن الله

بقلم/ فاطمة الأمير

 

اليوم ستظمأ وغدًا سترتوي بإذن الله، يا لها من كلمات تفرح بها القلوب العطشى، وليست البطون الجوعى، فهناك فرق بين من صام رمضان ليرتوي من حسن الجزاء، فكان صيامه إيمانًا واحتسابًا، وبين من صام وامتنع عن الطعام والشراب، ولكن نفسه لم تمتنع عن المحرمات، صام النهار وامتنع عن الشهوات، وأقبل على المعصية ليلًا! فكيف يتجرأ ويفعل المعصية ليلًا وكأن ظلام الليل وسواده سيستره؟!
 

استطاع أن يتحمل العطش والجوع في أشد الأوقات حرًّا، ولكنه لم يستطع أن يمسك زمام نفسه، ويُلجمها بلجام الخوف من الله؛ لكيلا تفعل المعصية ليلًا!

فلنحذر أن يكون حظنا من صيامنا الجوع والعطش، ولنستمع لقول أشرف الخلق: عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رضي الله عنهَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ حَظٌّ مِنْ صَوْمِهِ إِلَّا الْجُوعُ وَالْعَطَشُ، وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ حَظٌّ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ وَالنَّصَبُ"؛ (رواه النسائي)،يَعْنِي إِذَا لَمْ يَكُنِ الصَّوْمُ وَالصَّلَاةُ لوَجْهِ اللَّهِ تَعَالَى فَلَا ثَوَابَ لَهُ.


واعلَم أخي وأختي في الله أن أبواب الجنة ثمانية يدخل العبد منها من أيها شاء، قال صلى الله عليه وسلم: "في الجنة ثمانيةُ أبْوابٍ، فيها بابٌ يُسمى الريَّانَ، لا يدخلُهُ إلا الصائِمُونَ"؛ (رواه البخاري).

هذا الباب لك وحدك أيها الصائم عن الطعام والشراب، هذا الباب لك وحدك يا من امتنعت وجاهدتَ نفسك عن كل ما يغضب الله طالبًا جنته.


ولك أن تتخيل كيف هي الجنة وما فيها، وما أعده الله لك من نعيم، إن الجنة تنادي وتقول: هل من مشمر لي؟ هل من مشتاقٍ لي؟

إن في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمِعت، ولا خطر على قلب بشر؛ ففيها ظلٌ ممدود، ونورٌ يتلألأ، وثمارٌ، وأنهارٌ، ترابها المسك والزعفران، وحجارتها من الياقوت والمرجان، وفي الجنة مساكن أُحيطت بالأنهار والأشجار؛ قال تعالى: ﴿ وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ ﴾ [الطور: 22]، لذا أنفق على نفسك بالخير، واغتنِم من كل أبواب العبادات في شهر رمضان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن أَنفَقَ زوجَينِ في سبيلِ اللهِ، نودِيَ من أبوابِ الجنةِ: يا عبدَ اللهِ هذا خيرٌ، فمَن كان من أهلِ الصلاةِ دُعِيَ من بابِ الصلاةِ، ومَن كان من أهلِ الجهادِ دُعِيَ من بابِ الجهادِ، ومَن كان من أهلِ الصيامِ دُعِيَ من بابِ الريَّانِ، ومَن كان من أهلِ الصدقةِ دُعِيَ من بابِ الصدقةِ)، فقال أبو بكر رضي الله عنه: (بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ما على من دعي من تلك الأبواب من ضرورةٍ، فهل يُدعى أحدٌ من تلك الأبواب كلها؟)، فقال: (نعم، وأرجو أن تكون منهم"؛ (رواه البخاري ومسلم).


كل هذا لمن أقبل على الله وجعل صيامه إيمانًا واحتسابًا، وهناك عطاء آخر وفيض كثير؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه"؛ (رواه البخاري ومسلم).


ليست فقط مكافأتك باب الريان، بل ستُغفر ذنوبك التي أثقلت كاهلك وجعلتْك تَمضي ببطء إلى طريق الله، فهل سيكون صيامنا إذًا صيامًا عن الطعام والشراب؟ هل سيكون صيامنا صيامًا بالنهار فقط؟ هل سنبيع الجنة وباب الريان ومغفرة الذنوب، أم سنكون ممن ظمأ بالليل قبل النهار فارتوى؟ انظر إلى دعائك وأنت تستمع إلى المؤذن يقول: الله أكبر، وأنت تدعو وتقول: (ذهب الظَّمَأُ وَابْتَلَّتْ الْعُرُوقُ وَثَبَتَ الأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ).


ذهب الظمأ: يا لها من كلمات تقال عند الإفطار! فكيف بك بعد أن تجتهد طيلة ثلاثين يومًا، فتقال لك وأنت على أعتاب جنتك؟! فاليوم ستظمأ وغدًا سترتوي، غدًا سترتوي من أنهار الجنة وقصورها، غدًا سترتوي عند مرافقة نبيك! غدًا سترتوي الارتواء الأعظم، وستقول: هل هناك ارتواء بعد هذا الارتواء؟! نعم إنه أعظم ارتواء، ولو أنه كان هدفنا منذ بدأنا حياتنا لما ضيعنا الثواني في البعد عن اغتنام الفرص، ولَما ضيعنا مواسم الطاعة.


إنه الارتواء الذي ليس بعده ارتواء، إنها لذة النظر لنور وجه ربك الكريم، فهذا هو عطشي وعطش مَن جدَّ وكان من عباد الله المتقين، هذا هو الذي علينا أن نحيا ونعمل له؛ لذلك علينا بالعمل والاجتهاد، فلا نترك رمضان يتسرب من بين أيدينا، فنظمأ في الدنيا ونظمأ في الآخرة.


رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/134294/#ixzz6pSEl5x7S

صفحات مضيئة من حياة الفاروق رضي الله عنه

إذا ذكر عمر ذكر العدل(4)

✍بقلم/ فاطمة الأمير

https://www.alukah.net/culture/0/167767

صفحات مضيئة من حياة الفاروق رضي الله عنه

الرحمة العمرية (5)


بقلم/ فاطمة الأمير

https://www.alukah.net/culture/0/167802

صفحات مضيئة من حياة الفاروق رضي الله عنه: الفاروق وصلح الحديبية (6)

بقلم / فاطمة الأمير

https://www.alukah.net/culture/0/167881/%d8%b5%d9%81%d8%ad%d8%a7%d8%aa-%d9%85%d8%b6%d9%8a%d8%a6%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d8%ad%d9%8a%d8%a7%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%a7%d8%b1%d9%88%d9%82-%d8%b1%d8%b6%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%b9%d9%86%d9%87-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%a7%d8%b1%d9%88%d9%82-%d9%88%d8%b5%d9%84%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%af%d9%8a%d8%a8%d9%8a%d8%a9-6/

صفحات مضيئة من حياة الفاروق رضي الله عنه: عمر بن الخطاب وموافقة القرآن له (7)
بقلم / فاطمة الأمير


https://www.alukah.net/culture/0/167868/%d8%b5%d9%81%d8%ad%d8%a7%d8%aa-%d9%85%d8%b6%d9%8a%d8%a6%d8%a9-%d9%85%d9%86-%d8%ad%d9%8a%d8%a7%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%a7%d8%b1%d9%88%d9%82-%d8%b1%d8%b6%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d8%b9%d9%86%d9%87-%d8%b9%d9%85%d8%b1-%d8%a8%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%b7%d8%a7%d8%a8-%d9%88%d9%85%d9%88%d8%a7%d9%81%d9%82%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b1%d8%a2%d9%86-%d9%84%d9%87-7/

رسالة لك💌 :

لا تيأسي من إصلاح نفسك .. فأنتِ في معركة ، ومجاهدة النفس ومكابدتها ليست بالأمر الهين ، ولكنها مع الله يسيرة .. فجاهدي نفسك واصبري وصابري ورابطي واجعلي شعارك هذه الآية :
﴿ وَٱلَّذِینَ جَـٰهَدُوا۟ فِینَا لَنَهۡدِیَنَّهُمۡ سُبُلَنَاۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلۡمُحۡسِنِینَ ﴾ [العنكبوت : ٦٩]

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما من عبدٍ مؤمنٍ يذنبُ ذنبًا فيتوضَّأ فيحسنُ الطهورَ ثم يصلي ركعتين فيستغفرُ اللهَ تعالى إلا غفرَ اللهُ له"

ولعل تخلصك من ذنوبك يخفف من حمل البلاء على إخواننا المستضعفين في بقاع العالم ويكون سبباً في نزول الرحمات عليهم

ولعله أيضاً يكون سبباً لرفع البلاء والغلاء عن الأمة
قال تعالى: ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ.{الروم:41}.

فبالتوبة والاستغفار يكشف البلاء بإذن رب الأرض والسماء، فإنه: ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة.؛ فلا تستهيني بتوبتك، واجعليها نصرة لأمتك.

إذا أذنبتِ ذنباً 😔 ، فقومي وتوضئي والجئي بقلبك منيبة إلى مصلاكِ وتوبي واستغفري وعاهدي ربك على عدم العودة ، وتذكري أن الله يفرح بتوبتكِ.

فقد قال الله جل وعلا عن نبيه سليمان عليه السلام ﴿ وَوَهَبۡنَا لِدَاوُۥدَ سُلَیۡمَـٰنَۚ نِعۡمَ ٱلۡعَبۡدُ إِنَّهُۥۤ أَوَّابٌ ﴾ [ص : ٣٠].
#طوفان_التقوى

قال عبد الصمد مردويه الصائغ : قال لي ابن المبارك : "إن الفضيل بن عياض صدق الله فأجرى الحكمة على لسانه ، فالفضيل ممن نفعه علمه" .

هذا صنيع التوبة يا أحبة أورثت الفضيل رحمه الله حكمة وعلما وأصبح من أئمة الحديث ومرجعاً لأهل الحديث في عصره !!

فالتوبة جبت ماقبلها فبعد أن كان من العاصين أصبح يلقب بعابد الحرمين!

فهيا ياحبيبة أعلنيها توبة من أعماق القلب ،
تبتُ يارب ، ندمت ُيارب ، عزمت ُألا أعود إلى ما لا يرضيك عني.

كلما أخطأتِ بادري بالتوبة فأبواب الله مفتوحة دائماَ وأبداً.
#طوفان_التقوى

قيل ﻷحد السلف: كيف أنت ودينك؟ ‏
فقال: تمزِّقهُ المعاصي، وأرقِّعهُ بالاستغفار

ما أبلغ السؤال؟

وما أعمق الإجابة .!

هيا بنا حبيبتي لنرقع ما تمزق فينا بالاستغفار ؛ فتنير قلوبنا و تهتدي❤️ ..

فالاستغفار ممحاة للذنوب ، سبب لتوسيع الارزاق، ولتكثير البركات وبه ننال رضى الله ..

هيا لنستغفر👌
لتغفر خطايانا، لتزيد حسناتنا، ويبارك الله في أعمارنا وأعمالنا وأرزاقنا

🌷الإستغفار لايكلفك جهداً ولاتعباَ

استغفري الله في كل حالاتك وعلى كل أحوالك ، وأنت تقومين بأعمالك ؛ لوني حياتك 🌈 بالاستغفار🌈

اجعلي الاستغفار عادة لا يغفل قلبك ولسانك عنها وسترين السعادة والتوفيق تلازمك في كل أمورك .

والآن بعد عشنا في أجواء التوبة في همستنا السابقة وطهرنا انفسنا بالاستغفار آن الأوان أن نكلل ذلك بالتقوى

ماهي الوسيلة لنيل التقوى

وماهو السبيل؟! 👇👇

الهمسة الثانية: ( رمضان والقرآن)

رمضان والقرآن صنوان لايفترقان

فهناك علاقة وثيقة بين رمضان والقرآن منذ بزوغ فجر الإسلام
ففي رمضان أُنزل القرآن
وفيه كان جبريل يتدارسه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولازال المؤمنون يتنافسون في رمضان في الختمات والتلاوات والتدبرات كل على قدر همته و مايسر الله له.
وأنتِ ماحال قلبكِ مع القرآن؟ أين وصل خيط مصحفكِ؟
هل لك ورد تقرئينه كل يوم تروين عطش روحك وتنهلين من معين القرآن؟
أم أنكِ من الذين تشتكي مصاحفهم من البعد والهجران؟!

🌷إن كنتِ من أهل القرآن فأبشري بالرفعة في الدنيا والآخرة
روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
أَمَا إنَّ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قدْ قالَ: إنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بهذا الكِتَابِ أَقْوَامًا، وَيَضَعُ به آخَرِينَ.

🥀وإن كنتِ من الصنف الذي علا مصاحفه الغبار؛ فإلى متى هذا الهجر والصدود؟!
رمضان جاء... وربما عليكِ لن يعود

ألاتحبين أن تكوني من أهل الله وخاصته؟
ألا وإن أهل الله وخاصته هم أهل القرآن
وأي شرف وأي منزلة أعظم من هذه المنزلة؟!
أجر كبير كل حرف بحسنة وكل حسنة بعشر امثالها !

هاهي الفرصة بين يديكِ لتلتحقي بقوافل أهل القرآن وصحبته فهل تفرطين ؟
في القرآن شفاء لعللكِ النفسية والجسدية وفي القرآن سعادتكِ الحقيقية ونجاتكِ في الدنيا والآخرة

رمضان فرصة للتائبين، المذنبين، والمقصرين للعودة إلى رحاب الله وكتابه الكريم
فيامن هجرتِ القرآن الكريم لا تيأسي من فضل الله
هيا لاتترددي ولاتسوفي من اليوم..
بل من هذه اللحظة..
توضئي وافتحي مصحفك وحلقي بروحك بين آيات ربكِ
هيا لنلتحق بركب المؤمنين المخلصين
هيا معاً لعلنا نكون في شهر رمضان من الفائزين 🍃🌸
#طوفان_التقوى