ما هو البال ..؟
هل هو عضو في جسم الانسان .. ؟

كثيراً ما نسمع جملة :
- طوّل بالك
- دير بالك
- خلّي بالك
- راحة بالك
- الله يصلح بالك
وهل الكلمة عامية أم فصحى ..؟
سُئل رجل ذات مرة :
لو كانت هناك أمنية واحدة تُلبى لك فوراً الآن ماذا ستتمنى ..؟!
فقال : راحة البال .

اليوم وكأنني للمرة الأولى أقرؤها في كتاب الله :

﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ ﴾ سورة محمد.

توقفت ملياً عند كلمة (بال) فى هذه الآية الكريمة :
كلمة (بال) فصيحة وكنت أظنها عاميّة ،
أصلح الله بالكم، دعاء جميل جداً في الآية لم نكن نفطن له .
ف البال هو موضع الفكر ، والفكر موضعه العقل والقلب .
فأنت عندما تقول : أصلح الله بالك ، أي أصلح الله خاطرك ، وتفكيرك ، وقلبك ، وعقلك .

فشروط إصلاح البال ثلاثة مذكورة في كتاب الله :
١- الإيمان بالله
٢- عمل الصالحات
٣- العمل بتعاليم ما نُزِّلَ عَلَى نبيا مُحَمَّدٍ صل الله عليه وسلم بشكل فعلي.

إذا رزقك الله نعمة راحة البال، فقد رُزقت نعمةً لا تُقدّر بثمن ..!!
إذا أصلح الله لك بالك، فأبشِر والله : ستنام قرير العين، ستنام ملء جفونك .
لأنك وأنت نائم لم يتعلّق بك حق، ما آذيت إنساناً، ما ظلمت مخلوقاً، ما كنت سبب شقاء أسرة، ما بنيت مجدك على أنقاض الناس، ما بنيت غِناك على إفقارهم، ما بنيت عزَّك على إذلالهم، ما بنيت أمنك على إخافتهم، ما بثثت الرعب في قلوب الناس، ولا ابتززت أموالهم، ولا انتهكت أعراضهم، ولا فرّقت بينهم، ولا أورثت بينهم العداوة والبغضاء ..

أنت إنسان معطاء، أنت إنسان مصدر أمن للناس، أنت إنسان مصدر سلام للناس ..
لذلك يرزقك الله بأعظم نعمة في الدنيا ألا وهي : ( نعمة راحة البال )
وهذه النعمة من نِعم أهل الجنّة الذين قال الله تعالى فيهم : ﴿ سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ ﴾
فما قولكم لو أصلح الله بالكم في الدنيا ..؟!

أراح الله بالي و بالكم ،وكفّر سيئاتي وسيئاتكم ،وهداني وإياكم الى طريق الصواب

‏في كل أسفار الدنيا نصل عادة الى قاعات الوصول قبل حقائب أغراضنا فنقف لانتظارها .
أما في سفر الآخرة فإن حقائب أعمالنا تصل قبلنا وتقف هي لتنتظرنا !!!
ربِنا  نستودعك حقائب أعمالنا
ونسألك أن تعيننا لنملأها
بأعمال تثقل الميزان يارب العالمين ...

كَم هو قاسٍ ..
أن تَنهدم سَفينتك قبلَ أن تَصِل !

كَم هو قاسٍ ..
أن يَعبُرك الألمُ ؛ ولا تَضطّرب !

كَم هو قاسٍ ..
أن تقول : يَـا الله ؛ وأنتَ لا تَفهمُ مالَم تُحطْ به خُبُرَا !

كَم هو قاسٍ ..
أن تَحفظ سِـرّ قلبك ؛ في زَمنٍ تَسكنه شَهوة الرّيَـاء !

أن تَحمل أحـلامَ قلبِك ؛ ثمّ لا تَجِد لها سَبيلا ..
أن تَصمِت ؛ رغمَ أصوات الفَزع في رُوحك ..
أن تكون تنهيدةً مَخنوقة ؛ في زِنزانةٍ مَنسيّة !

أن تتَماسك ؛ رغمَ انهيار المَعاني ..
أن تَسمع الزّلزلال في قَلبك ؛ فَتُوقِدَ ما تبقّى مِن نُورِك ..
أن يظلّ الحَنين للأعالـي ؛ رغمَ الأقدام المُتعَبة ..
أن تقولَ لِلَّـهِ ؛ آمنتُ بكَ .. والطّوفان يَستبيحُ حياتَك !

أولئكَ خَلعوا قلوبَهم على أعتابِ الله ؛ وقالوا : الأمـرُ أمرك ، ونحنُ عبَيدك !

مُعبّأة أعمَارهم بِخُطىً شاهقة ..
ومُعبّأة لَهم الجنّة !.."💙

جمال الزهور بالألوان
وجمال الكلام بالإتقان
وجمال العطاء بالإحسان
وجمال الأخذ بالعرفان
وجمال التسامح بالغفران
و‏جمال العقل بالفكر
وجمال اللسان بالصمت

وجمال الوجه بالابتسامة 
  وجمال الحال بالاستقامة
وجمال الكلام بالصدق
كلها جماليات يجب أن نجعلها جزء من حياتنا

"فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَ اشْكُرُوا لِي وَ لا تَكْفُرُونِ"
قانون يشمل كلّ مراحل حياتنا:

اذكروني في لذّتكم أذكركم في شدّتكم،
اذكروني في الأرض أذكركم في السماء،
اذكروني في الدنيا أذكركم في الآخرة،
اذكروني في الغنى أذكركم في الفقر،
اذكروني في الصحة أذكركم في المرض؛
يا مَنْ ذِكْرُهُ شَرَفٌ لِلذَّاكِرِينَ..

الله يعلم شقوق قلبك و تمزق رُوحك من مرارة المواقف و الأحداث التي غاصت بك ، فـ أڪثر من المناجاة و الإلحاح في مطلبك ، فـ الله ڪريم و لا يرد يدين رُفعت لتطلبه سُبحانه ، ڪريم و حاشاه أن يرد يديك خائبه و قلبك يئن من تصدع الشقوق في داخلك ..

اذا تم فعلا وقف اطلاق النار
رح نفرح كتير كتير
بس هالفرحة شو مجبولة بـ غصات
الله يعيننا عالوجع يلي جاي لانو حيكون اصعب من كل شي عشناه ..
لما نستوعب شو صار ومين راح ..
لله حرقة قلوبنا .. لله ما فقدنا ..

اللَّهُم أدِّبني،
أدِّبني في قولي، وعملي؛
لأعبدَك بأدبٍ، وأدعوك بأدب.

أدِّبني، حتى تكمنَ في قلبي البصيرةَ؛ فأرى الحقَّ حقًّا وأتبعَهُ، والباطلَ باطلًا وأجتنبَه.

أدِّبني، حتى أُرزَقَ الفصاحةَ في لساني، والبلاغةَ في جوامعِ الكلمِ.

أدِّبني يا ربّ؛ ليهتديَ بي مَن لا يعرفُني، ويهديَ غيرَهُ بمعرفتي.

أدِّبني، لإحسانِ الغرسِ، وتركِ الأثر.

أدِّبني، وأحسِن تأديبي،
أدِّبني بأدبِ نبيِّك صلى الله عليه وسلّم

السلام عليكم يا أهل الصبر والتضحية والثبات، الذين صنعوا نصراً عظيماً بدماء الشهداء وصمود المجاهدين وإخلاص البيئة الوفية.

الحمد لله على ما أعطى وما أخذ، فقد انتصرنا بكرامتنا وبقائنا في وطننا الحبيب، مانعين العدو من تحقيق أهدافه الظالمة. هنيئاً للشهداء مقامهم الرفيع، وللجرحى شفاءهم القريب، وللصامدين هذا النصر الذي سيبقى وسام فخر.

شكرنا لكل من ساندنا من جميع الطوائف والانتماءات، فأنتم شركاء النصر وأهل الوفاء.

ختاماً، لنمضِ قدماً في البناء وجبر الجراح، حاملين أمانة الشهداء بعزم وثبات.

يا ڪميل
ندبة في قلوبنا
تقطع الأنفاس
وڪرب مقيم
وعزيز الروح طال غيابه
ودموع حرّة ما انفكت
تحفر في الوجنات
إلهي
نسألك سؤال من اشتدت فاقته
وانزل بك عند الشدائد حاجته
ارزقنا دعاء إمامنا وشفاعة وليّنا
وانصرنا على أعدائك واعدائنا
يا وليّ المؤمنين

"ليلة جمعة مبارڪة"