بين الأمس واليوم...
في زمن التتار، كانت سيوف العدو تمزق الجسد، لكن الروح كانت حية في الصدور، تصرخ بالحق، وتشتاق للنهوض. سقطت بغداد، وغرقت في الدماء، لكن من قلب المحنة بزغت إرادة، فهبّت الأمة بقيادة قطز، ودوّى صوته يوم عين جالوت:
"واإسلاماه!"
صرخة واحدة وحدت القلوب، فأعادت للأمة هيبتها، وللكرامة اسمها.
أما اليوم، فالمسلمون كُثُر، وأصواتهم عالية، لكنهم كالغثاء، بلا وزن ولا أثر. لا تتار يحيطون بهم، بل تتارٌ خرجوا من بينهم، يخونون، ويصمتون، ويبررون. القدس تنادي، وغزة تستغيث، لكن اليد المرتجفة لا تنصر، واللسان المكسور لا يصدح.
كان العدو في زمن التتار على الأبواب، واليوم العدو في القلوب والعقول، يتسلل عبر الشاشات والعقود، يسرق الهوية، ويطمس الوعي.
فشتّان بين أمة سقطت عسكريًا ونهضت بالإيمان، وأمة اليوم التي سقطت أخلاقيًا وإنسانيًا، ولم تجد بعد طريق القيام.
#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#الانهزامية
#الأقصى_عقيدة
في زمن التتار، كانت سيوف العدو تمزق الجسد، لكن الروح كانت حية في الصدور، تصرخ بالحق، وتشتاق للنهوض. سقطت بغداد، وغرقت في الدماء، لكن من قلب المحنة بزغت إرادة، فهبّت الأمة بقيادة قطز، ودوّى صوته يوم عين جالوت:
"واإسلاماه!"
صرخة واحدة وحدت القلوب، فأعادت للأمة هيبتها، وللكرامة اسمها.
أما اليوم، فالمسلمون كُثُر، وأصواتهم عالية، لكنهم كالغثاء، بلا وزن ولا أثر. لا تتار يحيطون بهم، بل تتارٌ خرجوا من بينهم، يخونون، ويصمتون، ويبررون. القدس تنادي، وغزة تستغيث، لكن اليد المرتجفة لا تنصر، واللسان المكسور لا يصدح.
كان العدو في زمن التتار على الأبواب، واليوم العدو في القلوب والعقول، يتسلل عبر الشاشات والعقود، يسرق الهوية، ويطمس الوعي.
فشتّان بين أمة سقطت عسكريًا ونهضت بالإيمان، وأمة اليوم التي سقطت أخلاقيًا وإنسانيًا، ولم تجد بعد طريق القيام.
يا أمّةً نامت على مجدٍ تولّى
هل تستفيقُ وقد تهاوى ما بنتهُ؟
لا السيفُ يُجدي، لا البكاءُ ولا المنى
إن لم تُعِدْ للإيمانِ روحهُ وصمتهُ.
#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#الانهزامية
#الأقصى_عقيدة
❤1
Forwarded from د. أبو البراء وائل بن أحمد الهمص (Dr. Wael)
ثوابت لا متغيرات في جهاد غزة
1- جهاد غزة وأهلها أفضل الجهاد وأقدسه وأطهره ذلك أنهم يحاربون أنجس الخلق إخوان القردة والخنازير الذين لم تعرف البشرية أكثر فسادا وإفسادا منهم في العصر الحديث والذين لا يألون جهدا في إثارة الفتن ونشر الشبهات والشهوات.
2- جهاد أهل غزة جهاد مظلوم ضد ظالمه، جهاد صاحب حق ضد مغتصبه، جهاد دفع، جهاد حماية للمقدسات، جهاد حراسة للأمة من مشاريع الفساد والإفساد، جهاد حفاظ على مقدرات الأمة ومكتسباتها، جهاد عز ضد ذل، جهاد إيمان ضد كفر ونفاق، جهاد ابتغاء رضا الرحمن ومراغمة الشيطان.
3- حق على كل مسلم أن ينصر إخوانه في غزة بما يستطيع من مال وكلمة وفعل، وهذا ليس فيه لأحد منة بل هو أمر مفروض وواجب شرعي.
4- ما يجب على أهل الضفة و الأردن ومصر أوجب من غيرهم من الشعوب لأنهم أقرب الشعوب إلى أهل غزة ونصرة أهل غزة عليهم آكد من غيرهم.
5- كلاب الحراسة من الأنظمة الخائنة يجب تعريتهم وفضحهم لأنهم شركاء مع الصهاينة المجرمين في حرب أهل غزة.
6- غزة كاشفة فاضحة، وغربال يميز الصادق من الكاذب في الأمة، وهذا إن دل فإنما يدل على أن أحداثا عظيمة كبرى قادمة على المنطقة برمتها، ولا عاصم لأحد إلا من رحمه الله بالإيمان الصادق الذي لا نفاق فيه.
7- التجويع الحاصل في غزة هو ديدن الظالمين في السابق واللاحق، وهو رغم قسوته ظاهره الألم والمعاناة وقلة ذات اليد وباطنه رحمة من الله لعباده وتربية لهم لما هو قادم وتمحيص وتمييز وأجر عظيم لمن صبر وابتغى الرزق من الله...
8- ما حدث ويحدث في غزة من ألم ومعاناة ليس سببه جهاد الصادقين، بل سببه عتو الصهاينة المجرمين وتواطؤ المنافقين والمرجفين..
9- ليس كل من حمل علما هو أهل للكلام عن جهاد الصفوة المتقين، فمن أهل العلم من هو بوق للظالمين، ومنهم من يضعف عن تحمل تبعات نصرة الحق المبين، ومنهم من يتأول تأويلات فاسدة لا يرتضيها عقل سوي ولا دين قويم...
10- الله لطيف رحيم بعباده، وعلى قدر المشقة يكون العطاء... وما ينتظر فلسطين وأهلها بل العالم أجمع من عطاء وعاقبة في الدنيا هو خلافة راشدة على منهاج النبوة، فأنعم به من عطاء وعاقبة دنيوية فيها نصرة لدين رب البرية تستحق البذل والتضحية والصبر والمصابرة والجهاد والمرابطة، وفي الآخرة بإذن الله رضا رب البرية ومن الملائكة الكرام سلام وتحية والفوز بدار الخلد والنعم الدائمة السرمدية...
فهذه يا إخواني وأخواتي في الله عشر ثوابت في جهاد أهل غزة عليكم أن تعوها جيدا، اسمعوها واقرؤوها وانشروها....
أسأل الله عز وجل أن يجعلنا وإياكم من أهل مرضاته، وأن يستعملنا في طاعته ونصرة دينه، وأن يقر أعيننا وأعينكم بما فيه عز الاسلام والمسلمين ورفعتهم وذل أعداء الدين وهلاكهم...
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، والحمد لله رب العالمين...
د. أبو البراء وائل بن أحمد الهمص.
1- جهاد غزة وأهلها أفضل الجهاد وأقدسه وأطهره ذلك أنهم يحاربون أنجس الخلق إخوان القردة والخنازير الذين لم تعرف البشرية أكثر فسادا وإفسادا منهم في العصر الحديث والذين لا يألون جهدا في إثارة الفتن ونشر الشبهات والشهوات.
2- جهاد أهل غزة جهاد مظلوم ضد ظالمه، جهاد صاحب حق ضد مغتصبه، جهاد دفع، جهاد حماية للمقدسات، جهاد حراسة للأمة من مشاريع الفساد والإفساد، جهاد حفاظ على مقدرات الأمة ومكتسباتها، جهاد عز ضد ذل، جهاد إيمان ضد كفر ونفاق، جهاد ابتغاء رضا الرحمن ومراغمة الشيطان.
3- حق على كل مسلم أن ينصر إخوانه في غزة بما يستطيع من مال وكلمة وفعل، وهذا ليس فيه لأحد منة بل هو أمر مفروض وواجب شرعي.
4- ما يجب على أهل الضفة و الأردن ومصر أوجب من غيرهم من الشعوب لأنهم أقرب الشعوب إلى أهل غزة ونصرة أهل غزة عليهم آكد من غيرهم.
5- كلاب الحراسة من الأنظمة الخائنة يجب تعريتهم وفضحهم لأنهم شركاء مع الصهاينة المجرمين في حرب أهل غزة.
6- غزة كاشفة فاضحة، وغربال يميز الصادق من الكاذب في الأمة، وهذا إن دل فإنما يدل على أن أحداثا عظيمة كبرى قادمة على المنطقة برمتها، ولا عاصم لأحد إلا من رحمه الله بالإيمان الصادق الذي لا نفاق فيه.
7- التجويع الحاصل في غزة هو ديدن الظالمين في السابق واللاحق، وهو رغم قسوته ظاهره الألم والمعاناة وقلة ذات اليد وباطنه رحمة من الله لعباده وتربية لهم لما هو قادم وتمحيص وتمييز وأجر عظيم لمن صبر وابتغى الرزق من الله...
8- ما حدث ويحدث في غزة من ألم ومعاناة ليس سببه جهاد الصادقين، بل سببه عتو الصهاينة المجرمين وتواطؤ المنافقين والمرجفين..
9- ليس كل من حمل علما هو أهل للكلام عن جهاد الصفوة المتقين، فمن أهل العلم من هو بوق للظالمين، ومنهم من يضعف عن تحمل تبعات نصرة الحق المبين، ومنهم من يتأول تأويلات فاسدة لا يرتضيها عقل سوي ولا دين قويم...
10- الله لطيف رحيم بعباده، وعلى قدر المشقة يكون العطاء... وما ينتظر فلسطين وأهلها بل العالم أجمع من عطاء وعاقبة في الدنيا هو خلافة راشدة على منهاج النبوة، فأنعم به من عطاء وعاقبة دنيوية فيها نصرة لدين رب البرية تستحق البذل والتضحية والصبر والمصابرة والجهاد والمرابطة، وفي الآخرة بإذن الله رضا رب البرية ومن الملائكة الكرام سلام وتحية والفوز بدار الخلد والنعم الدائمة السرمدية...
فهذه يا إخواني وأخواتي في الله عشر ثوابت في جهاد أهل غزة عليكم أن تعوها جيدا، اسمعوها واقرؤوها وانشروها....
أسأل الله عز وجل أن يجعلنا وإياكم من أهل مرضاته، وأن يستعملنا في طاعته ونصرة دينه، وأن يقر أعيننا وأعينكم بما فيه عز الاسلام والمسلمين ورفعتهم وذل أعداء الدين وهلاكهم...
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، والحمد لله رب العالمين...
د. أبو البراء وائل بن أحمد الهمص.
❤1
Forwarded from مجلة أنصار النبي ﷺ
وقد يسأل سائل: هل تعطلت فاعلية الآيات والسنن الإلهية في هذه المعركة؟ وأين سنة الله في نصرة المظلوم؟ وأين سنته في الانتقام من الظالم؟
فالجواب بالقطع: كلا؛ لم تتخلف سنة الله ولا فاعلية الآيات، بل إن الآيات فاعلةٌ على بابها، والسنن الإلهية ماضيةٌ على بابها دون أن تختلف، بل إنها لتكاد تُحَسُّ وتُرَى وتتشخص ماثلةً كأن لها أقدامًا تمشي بها على الأرض.
ولكن من الإشكاليات في التعامل مع هذا الأمر عدم التيقظ لأمرين من جملة أمورٍ لا بد من استحضارها في التعامل مع فقه السنن:
الأول: إغفال العامل الزمني
فالذي يقرأ منا أخبار الأقوام وأصحاب التجارب سواء كانوا من الأمم السابقة أو من المتقدمين أو من المعاصرين لا ينتبه للزمن؛ لأنه ليس جزءًا منه، فالمشاعر باردة، ويمكن أن تقرأ في بعض السور خبر نشأة قوم وهلاكهم في أسطر معدودة، وإن كانوا حضارةً ممتدةً، فالنظر دائمًا مسلطٌ على الخواتيم.
فمثلًا: روى ابن عساكر بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : "كلمتان قالهما فرعون: ﴿مَا عَلِمتُ لَكُم مِن إِلَه غَيْري﴾، إلى قوله: ﴿أَنَا رَبّكُمُ الْأَعْلَى﴾ كان بينهما أربعون عامًا، فأخذه الله بنكال الآخرة والأولى".
وهذا الحديث ضعفه الشيخ الألباني رحمه الله، وبغض النظر عن عدد السنوات بالتحديد إلا أن هناك مدةً طويلة بينهما، أو على الأقل فإن المدة التي قضاها موسى في دعوة فرعون وما تخلل ذلك من أحداث كانت طويلة، لكن الآيات تطوي ذلك.
والموقف الذي ذكرته في مطلع الجواب نقلًا عن الملا عبد السلام ضعيف -وفقه الله- من حضور الأسئلة العقدية لدى الناس لما حصلت هزيمة طالبان سنة 2001 لم يكن من شأننا التفاعل معه يومئذٍ ولو كنا متابعين للحدث ومهتمين به؛ لأنه ببساطةٍ لسنا جزءًا من المشهد، فالغلبة في قراءة المشهد للخارج عنه إنما هي للعقول لا للمشاعر.
ولو قيل لأحدنا يومها: لماذا لم تنتصر طالبان خلال أشهر؟ ربما قال: وهل الحروب مع الدول الكبرى نزهة! لا بد من الصبر، وإن الله عدلٌ وقد وعد بالنصر ولن يخلف الله وعده، وربما قال في الجواب: وهذا هو النبي قد عانى التكذيب والتعذيب هو وأصحابه ثلاث عشرة سنة بمكة، وكان الله قادرًا أن ينصره من أول يوم لكنها سنة الله.
وحين انتصرت طالبان سنة 2021، واستطاعت أن تُخرِجَ الولايات المتحدة الأمريكية حاكمة هذا العصر وهي ذليلة تفر بعد أن زادت تكلفة بقائها عن المصالح التي تُحَصِّلُها فرح المسلمون بنصر الله المبين، وقالوا: لقد صدق الله وعده، وبدأوا يتداولون كلمة للملا محمد عمر يقول فيها: "إن أمريكا وعدتنا بالهزيمة والله وعدنا بالنصر فسننظر أي الوعدين ينجز أولًا"!
فحين يكتمل المشهد تصبح الآيات أكثر اتضاحًا، ولكن من يعيش داخل فرن البلاء يكون يومه كأنه سنة، فلا يحسن أن يقرأ الآيات إلا أن تنتهي فينظر إليها وشفتاه تسبحان بحمد الله.
وإني لا أذكر هذا لأسقِط ما حصل في الساحة الأفغانية على ما يجري الآن في الساحة الفلسطينية من أن المعركة ستمكث عشرين سنة!
كلا؛ فلكل معركةٍ ظروفُهَا وحساباتُها، ولكن المعركة التي نحن فيها حصل فيها مواجهة للنظام العالمي بأدواته فإن العاقبة فيها وإن كانت ستكون للمتقين قطعًا بإذن الله ولكن كيف يمكن أن تكون المعركة نزهةً؟!
ومن العجيب فيما يتعلق بفقه السنن في خصوص معركتنا مع العدو أنه لم يقف عند حدود السنن الإلهية العامة؛ بل جاءت كثيرٌ من النصوص تنزل إلى مستوى التفاصيل فيما يتعلق بالمدافعة بين المسلمين وبين كفرة بني إسرائيل في نطاق هذه الأمة خاصة، من مثل:
- أن علو بني إسرائيل سيكون كبيرًا كما في قوله سبحانه: ﴿وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا﴾ [الإسراء: 4].
- وأنهم سيجتمعون في فلسطين بعد أن كانوا مشتتين طيلة التاريخ الإسلامي كما قال سبحانه: ﴿وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا﴾ [الإسراء: 104].
- وأن إمدادهم سيكون من خارج على مستوى الأموال والجنود والإعلام كما قال سبحانه: ﴿وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا﴾ [الإسراء: 6]، ولعل الإعلام داخلٌ في النفير كما ذكر الشيخ الشعراوي رحمه الله، ووجهه -كما يقول-: أن النفير هو الصوت العالي الذي يجذب الانتباه، ونحن نرى الآن أن إسرائيل تسيطر على وسائل الإعلام والدعاية في العالم، وأن صوتها عالٍ ومسموع.
- وأنهم سيُكثِرُون من الجُدُر والتحصينات كما قال سبحانه: ﴿لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ﴾ [الحشر: 14].
واعتمادهم على الدبابات لا يخرج عن هذه العقلية؛ فإنها كالقرية الصغيرة المحصنة، ومثل ذلك ما نراه من كمية الجدر الفاصلة في الضفة والسواتر الإسمنتية والرملية حول المواقع والمناطق السكنية.
فالجواب بالقطع: كلا؛ لم تتخلف سنة الله ولا فاعلية الآيات، بل إن الآيات فاعلةٌ على بابها، والسنن الإلهية ماضيةٌ على بابها دون أن تختلف، بل إنها لتكاد تُحَسُّ وتُرَى وتتشخص ماثلةً كأن لها أقدامًا تمشي بها على الأرض.
ولكن من الإشكاليات في التعامل مع هذا الأمر عدم التيقظ لأمرين من جملة أمورٍ لا بد من استحضارها في التعامل مع فقه السنن:
الأول: إغفال العامل الزمني
فالذي يقرأ منا أخبار الأقوام وأصحاب التجارب سواء كانوا من الأمم السابقة أو من المتقدمين أو من المعاصرين لا ينتبه للزمن؛ لأنه ليس جزءًا منه، فالمشاعر باردة، ويمكن أن تقرأ في بعض السور خبر نشأة قوم وهلاكهم في أسطر معدودة، وإن كانوا حضارةً ممتدةً، فالنظر دائمًا مسلطٌ على الخواتيم.
فمثلًا: روى ابن عساكر بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : "كلمتان قالهما فرعون: ﴿مَا عَلِمتُ لَكُم مِن إِلَه غَيْري﴾، إلى قوله: ﴿أَنَا رَبّكُمُ الْأَعْلَى﴾ كان بينهما أربعون عامًا، فأخذه الله بنكال الآخرة والأولى".
وهذا الحديث ضعفه الشيخ الألباني رحمه الله، وبغض النظر عن عدد السنوات بالتحديد إلا أن هناك مدةً طويلة بينهما، أو على الأقل فإن المدة التي قضاها موسى في دعوة فرعون وما تخلل ذلك من أحداث كانت طويلة، لكن الآيات تطوي ذلك.
والموقف الذي ذكرته في مطلع الجواب نقلًا عن الملا عبد السلام ضعيف -وفقه الله- من حضور الأسئلة العقدية لدى الناس لما حصلت هزيمة طالبان سنة 2001 لم يكن من شأننا التفاعل معه يومئذٍ ولو كنا متابعين للحدث ومهتمين به؛ لأنه ببساطةٍ لسنا جزءًا من المشهد، فالغلبة في قراءة المشهد للخارج عنه إنما هي للعقول لا للمشاعر.
ولو قيل لأحدنا يومها: لماذا لم تنتصر طالبان خلال أشهر؟ ربما قال: وهل الحروب مع الدول الكبرى نزهة! لا بد من الصبر، وإن الله عدلٌ وقد وعد بالنصر ولن يخلف الله وعده، وربما قال في الجواب: وهذا هو النبي قد عانى التكذيب والتعذيب هو وأصحابه ثلاث عشرة سنة بمكة، وكان الله قادرًا أن ينصره من أول يوم لكنها سنة الله.
وحين انتصرت طالبان سنة 2021، واستطاعت أن تُخرِجَ الولايات المتحدة الأمريكية حاكمة هذا العصر وهي ذليلة تفر بعد أن زادت تكلفة بقائها عن المصالح التي تُحَصِّلُها فرح المسلمون بنصر الله المبين، وقالوا: لقد صدق الله وعده، وبدأوا يتداولون كلمة للملا محمد عمر يقول فيها: "إن أمريكا وعدتنا بالهزيمة والله وعدنا بالنصر فسننظر أي الوعدين ينجز أولًا"!
فحين يكتمل المشهد تصبح الآيات أكثر اتضاحًا، ولكن من يعيش داخل فرن البلاء يكون يومه كأنه سنة، فلا يحسن أن يقرأ الآيات إلا أن تنتهي فينظر إليها وشفتاه تسبحان بحمد الله.
وإني لا أذكر هذا لأسقِط ما حصل في الساحة الأفغانية على ما يجري الآن في الساحة الفلسطينية من أن المعركة ستمكث عشرين سنة!
كلا؛ فلكل معركةٍ ظروفُهَا وحساباتُها، ولكن المعركة التي نحن فيها حصل فيها مواجهة للنظام العالمي بأدواته فإن العاقبة فيها وإن كانت ستكون للمتقين قطعًا بإذن الله ولكن كيف يمكن أن تكون المعركة نزهةً؟!
ومن العجيب فيما يتعلق بفقه السنن في خصوص معركتنا مع العدو أنه لم يقف عند حدود السنن الإلهية العامة؛ بل جاءت كثيرٌ من النصوص تنزل إلى مستوى التفاصيل فيما يتعلق بالمدافعة بين المسلمين وبين كفرة بني إسرائيل في نطاق هذه الأمة خاصة، من مثل:
- أن علو بني إسرائيل سيكون كبيرًا كما في قوله سبحانه: ﴿وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا﴾ [الإسراء: 4].
- وأنهم سيجتمعون في فلسطين بعد أن كانوا مشتتين طيلة التاريخ الإسلامي كما قال سبحانه: ﴿وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا﴾ [الإسراء: 104].
- وأن إمدادهم سيكون من خارج على مستوى الأموال والجنود والإعلام كما قال سبحانه: ﴿وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا﴾ [الإسراء: 6]، ولعل الإعلام داخلٌ في النفير كما ذكر الشيخ الشعراوي رحمه الله، ووجهه -كما يقول-: أن النفير هو الصوت العالي الذي يجذب الانتباه، ونحن نرى الآن أن إسرائيل تسيطر على وسائل الإعلام والدعاية في العالم، وأن صوتها عالٍ ومسموع.
- وأنهم سيُكثِرُون من الجُدُر والتحصينات كما قال سبحانه: ﴿لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ﴾ [الحشر: 14].
واعتمادهم على الدبابات لا يخرج عن هذه العقلية؛ فإنها كالقرية الصغيرة المحصنة، ومثل ذلك ما نراه من كمية الجدر الفاصلة في الضفة والسواتر الإسمنتية والرملية حول المواقع والمناطق السكنية.
Forwarded from مجلة أنصار النبي ﷺ
ثم إن الله أخبرنا أنه سيبعث عليهم من يسومهم سوء العذاب، فأخاطب ابن هذا البلد أقول له:
هل خطر ببالك يومًا أنك من القوم الذين يُسلَّطون على اليهود وسمع بهم الصحابة وما زالوا يتقلبون في أصلاب الرجال حتى شهدتهم أو كنت واحدًا منهم؟ صدق الله إذ يقول: ﴿وَإِذۡ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَیَبۡعَثَنَّ عَلَیۡهِمۡ إِلَىٰ یَوۡمِ ٱلۡقِیَـٰمَةِ مَن یَسُومُهُمۡ سُوۤءَ ٱلۡعَذَابِۗ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِیعُ ٱلۡعِقَابِ وَإِنَّهُۥ لَغَفُورࣱ رَّحِیمࣱ﴾ [الأعراف: ١٦٧].
العامل الثاني: تداخل السنن
وهذه قضيةٌ ممتدةٌ لا تكفيها هذه الإشارة، ولكني أكتفي بالقول: إنَّ جملةَ السنن تسير معًا من غير تنافر، فثمة تكامل بينها.
ففي يوم أحدٍ مثلًا انتصر المسلمون أول الأمر جريًا على سنة الله في نصرة المؤمنين متى كانوا على أهلية وأخذوا بالأسباب، ثم حصلت الوعكة العسكرية لما حصلت المخالفة، فالمعركة واحدة لكن كل سنةٍ صارت في مسارها.
وفي اتجاهٍ ثالثٍ كان بعض الصحابة قد ألحوا على الله في الشهادة، وكان من تقدير الله في حصول المخالفة والخطأ أن يُصطفى هؤلاء شهداء، فجاءت المخالفة بما أنتجته من واقعٍ عسكريٍّ جديدٍ تضع الأسباب التي يُصطفى في سياقها هذا المقدار الكبير من العدد.
وفي اتجاه رابعٍ كانت الجولة يوم بدر للمسلمين ويوم أحد للكافرين، فحصلت سنة التداول كما قال سبحانه: ﴿وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ﴾ [آل عمران: 140].
إلى غير ذلك من جوانب التداخل.
وفي هذه المعركة -أعني طوفان الأقصى- كثيرة هي السنن التي حصلت ليخرج مشهدٌ متكاملٌ تنتظم فيه عامة السنن الإلهية من غير أن تتنافر.
ومن أعجب ذلك أنَّ الحفلَ الموسيقي الذي داهمه المجاهدون في عملية السابع من أكتوبر كان متعلقًا بالمثليين، فسلط الله المجاهدين عليهم من غير تخطيطٍ مسبق من المجاهدين، وتعلم ما الذي حصل لقوم لوطٍ لما بدلوا فطرة الله.
ومن رسالة هذه المعاني: أنَّ دراسةَ الحقائق القرآنية لا تتجلى على وجه التمام إلا في الميدان، وهو ما حظي به الصحابة الذين عاينوا التنزيل ورأوا الآيات ماثلةً أمامهم فكانوا فقهاء الدنيا.
إنَّ حقائقَ هذا الدين لا يكفي فيها أن تؤخذ من الكتب، بل ولا حتى من أفواه العلماء؛ لأن هذا الدين نزل ليكون فاعلًا في الحياة، فإذا اشتبك النص بالواقع استطاع أن يفهمه الناظر بما لم يكن يفهمه من قبل، مع أن النص واضحٌ أمامه وربما كان يحفظه ويرتله.
وقد ذكرت عند الحديث عن ثمار المعركة أني لم أكن أعي جيدًا معنى قوله تعالى: ﴿وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ﴾ [الأحزاب: 10] مع أني كنت قد قرأت تفسيرها من قبل، فلما جاءت المعركة في أيام شدتها الأولى صار الذهن معتقلًا لها لا يكاد يفكر في غيرها قط، وكثيرًا ما كان يحصل السهو في الصلاة في معرفة عدد الركعات أو السجدات، وليس هذا عن غفلةٍ وسرحان؛ إنما كان يأتي مع شدة التفكر فيما أنت فيه من آيات.
ولما قرأت تفسير الآية من جديد وأنا في المعركة وأن تفسيرها هو أن الأبصار زاغت عن كل شيء إلا عن المعركة.. فهمتها فهمًا عميقًا؛ لأنها كانت تُوصِّفُ الحالَ الذي كنت عليه!
وفي نفس الآية جاء الختام بقوله سبحانه: ﴿وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا﴾ [الأحزاب: 10]، ويعلم الله أني كنت مع قراءتي لتفسيرها يحوك في صدري شيءٌ إزاء الآية، وأقول: كيف يمكن أن يظن المؤمن بالله الظنون؟!
وجاءت المعركة وكانت تأتي لحظات من التوجس والخوف حتى إنك لتأخذ في الصلاة والسجود لتخرج مما أنت فيه، ثم تأتي لحظات تكون فيها في غاية السكينة مع ضخامة الأحداث التي تأتي لحظتها، فقرأت في تفسير الآية: مرة تظنون النصر ومرة تظنون اليأس، فشعرت من جديدٍ أن الآية ليست إلا عملية توصيف لما نحن فيه.
وصدق الإمام الجصاص حين قال: "القرآن لا تتفتق معانيه إلا لمن يعانيه".
وبقي قوله بين الجملتين: ﴿وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ﴾ [الأحزاب: 10] لا يتجلى لي معناه على وجهه، وإن كان ظاهرًا أنَّ المعنى: أن القلوب من شدة الخوف لكأنها انتقلت مكان الحناجر.
وقبل مدة ليست بالبعيدة كان أحد المجاهدين يحدثني عما جرى لهم عند مواجهة جنود العدو، ويذكر مواطن الخوف ومواطن السكينة، وإذ به يقول أثناء حديثه في إحدى محطات الخوف: في هذا الموقف خرج قلبي من مكانه وصار في حنجرتي ووضع أصبعه على مكان الحنجرة!
هل خطر ببالك يومًا أنك من القوم الذين يُسلَّطون على اليهود وسمع بهم الصحابة وما زالوا يتقلبون في أصلاب الرجال حتى شهدتهم أو كنت واحدًا منهم؟ صدق الله إذ يقول: ﴿وَإِذۡ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَیَبۡعَثَنَّ عَلَیۡهِمۡ إِلَىٰ یَوۡمِ ٱلۡقِیَـٰمَةِ مَن یَسُومُهُمۡ سُوۤءَ ٱلۡعَذَابِۗ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِیعُ ٱلۡعِقَابِ وَإِنَّهُۥ لَغَفُورࣱ رَّحِیمࣱ﴾ [الأعراف: ١٦٧].
العامل الثاني: تداخل السنن
وهذه قضيةٌ ممتدةٌ لا تكفيها هذه الإشارة، ولكني أكتفي بالقول: إنَّ جملةَ السنن تسير معًا من غير تنافر، فثمة تكامل بينها.
ففي يوم أحدٍ مثلًا انتصر المسلمون أول الأمر جريًا على سنة الله في نصرة المؤمنين متى كانوا على أهلية وأخذوا بالأسباب، ثم حصلت الوعكة العسكرية لما حصلت المخالفة، فالمعركة واحدة لكن كل سنةٍ صارت في مسارها.
وفي اتجاهٍ ثالثٍ كان بعض الصحابة قد ألحوا على الله في الشهادة، وكان من تقدير الله في حصول المخالفة والخطأ أن يُصطفى هؤلاء شهداء، فجاءت المخالفة بما أنتجته من واقعٍ عسكريٍّ جديدٍ تضع الأسباب التي يُصطفى في سياقها هذا المقدار الكبير من العدد.
وفي اتجاه رابعٍ كانت الجولة يوم بدر للمسلمين ويوم أحد للكافرين، فحصلت سنة التداول كما قال سبحانه: ﴿وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ﴾ [آل عمران: 140].
إلى غير ذلك من جوانب التداخل.
وفي هذه المعركة -أعني طوفان الأقصى- كثيرة هي السنن التي حصلت ليخرج مشهدٌ متكاملٌ تنتظم فيه عامة السنن الإلهية من غير أن تتنافر.
ومن أعجب ذلك أنَّ الحفلَ الموسيقي الذي داهمه المجاهدون في عملية السابع من أكتوبر كان متعلقًا بالمثليين، فسلط الله المجاهدين عليهم من غير تخطيطٍ مسبق من المجاهدين، وتعلم ما الذي حصل لقوم لوطٍ لما بدلوا فطرة الله.
ومن رسالة هذه المعاني: أنَّ دراسةَ الحقائق القرآنية لا تتجلى على وجه التمام إلا في الميدان، وهو ما حظي به الصحابة الذين عاينوا التنزيل ورأوا الآيات ماثلةً أمامهم فكانوا فقهاء الدنيا.
إنَّ حقائقَ هذا الدين لا يكفي فيها أن تؤخذ من الكتب، بل ولا حتى من أفواه العلماء؛ لأن هذا الدين نزل ليكون فاعلًا في الحياة، فإذا اشتبك النص بالواقع استطاع أن يفهمه الناظر بما لم يكن يفهمه من قبل، مع أن النص واضحٌ أمامه وربما كان يحفظه ويرتله.
وقد ذكرت عند الحديث عن ثمار المعركة أني لم أكن أعي جيدًا معنى قوله تعالى: ﴿وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ﴾ [الأحزاب: 10] مع أني كنت قد قرأت تفسيرها من قبل، فلما جاءت المعركة في أيام شدتها الأولى صار الذهن معتقلًا لها لا يكاد يفكر في غيرها قط، وكثيرًا ما كان يحصل السهو في الصلاة في معرفة عدد الركعات أو السجدات، وليس هذا عن غفلةٍ وسرحان؛ إنما كان يأتي مع شدة التفكر فيما أنت فيه من آيات.
ولما قرأت تفسير الآية من جديد وأنا في المعركة وأن تفسيرها هو أن الأبصار زاغت عن كل شيء إلا عن المعركة.. فهمتها فهمًا عميقًا؛ لأنها كانت تُوصِّفُ الحالَ الذي كنت عليه!
وفي نفس الآية جاء الختام بقوله سبحانه: ﴿وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا﴾ [الأحزاب: 10]، ويعلم الله أني كنت مع قراءتي لتفسيرها يحوك في صدري شيءٌ إزاء الآية، وأقول: كيف يمكن أن يظن المؤمن بالله الظنون؟!
وجاءت المعركة وكانت تأتي لحظات من التوجس والخوف حتى إنك لتأخذ في الصلاة والسجود لتخرج مما أنت فيه، ثم تأتي لحظات تكون فيها في غاية السكينة مع ضخامة الأحداث التي تأتي لحظتها، فقرأت في تفسير الآية: مرة تظنون النصر ومرة تظنون اليأس، فشعرت من جديدٍ أن الآية ليست إلا عملية توصيف لما نحن فيه.
وصدق الإمام الجصاص حين قال: "القرآن لا تتفتق معانيه إلا لمن يعانيه".
وبقي قوله بين الجملتين: ﴿وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ﴾ [الأحزاب: 10] لا يتجلى لي معناه على وجهه، وإن كان ظاهرًا أنَّ المعنى: أن القلوب من شدة الخوف لكأنها انتقلت مكان الحناجر.
وقبل مدة ليست بالبعيدة كان أحد المجاهدين يحدثني عما جرى لهم عند مواجهة جنود العدو، ويذكر مواطن الخوف ومواطن السكينة، وإذ به يقول أثناء حديثه في إحدى محطات الخوف: في هذا الموقف خرج قلبي من مكانه وصار في حنجرتي ووضع أصبعه على مكان الحنجرة!
❤2
Forwarded from أدهم شرقاوي
أكفرتَ بهذا العالم أم ليس بعد؟!
1. أُعيذكَ باللهِ أن تكون ما زلتَ مؤمناً بكلامهم عن حقوق الطّفل وقد رأيتَ أطفالَ غزَّة يُنتشلون قِطَعاً من تحت الأنقاض!
وأعيذكَ باللهِ أن تكون قد انطلتْ عليك دموعهم الباردة، ما هي إلا دموع التّماسيح بعد الفراغ من التهامِ فرائسها!
هؤلاء لا يعنيهم أطفالنا إلا حين يضعون لهم مناهجَ لتدجينهم، وحين يبثون فيهم سموم المثليّة وحريّة اختيار الجنس، ما عدا ذلك فإنَّ ابنكَ وابني ليسوا إلا أرقاماً، موت الواحد منهم والألف عندهم سواء!
2. أعيذكَ باللهِ أن تكون ما زلتَ مؤمناً بكلامهم عن حقوق المرأة وقد رأيتَ نساء غزَّة تطايرتْ أشلاءهُنَّ فأداروا وجوهم عن المشهد!
هؤلاء لا تعنيهم المرأة إلا إذا كانت قضيَّتُها خلع الحجاب، واتخاذ الأخدان، ومزاحمة الرّجال!
ما عدا ذلك فهُنَّ مصانع للإرهاب!
إنَّ امرأة واحدة تهربُ إليهم خالعة حجابها يحتفون بها كأنّها اخترعت دواءً للسرطان، أو قضتْ على المجاعة وأوقفت الحروب في هذا العالم!
أما نساؤنا فليُقصفنَ وليمُتنَ، لن تتحدث عنهنَّ النّسويات، ولن تُذرفَ عليهنَّ الدُّموع، يا صاحبي هم لا يريدون حريّة المرأة وإنما حرّية الوصول إليها!
3. أُعيذكَ بالله أن تكون ما زلتَ مؤمناً بمجلس الأمن الذي يُرفع فيه الفيتو ضدّ وقف الحرب، هذا العالم الذي يُدين فيه روسيا في أوكرانيا في ثانيّة، ويصلي استخارةً منذ عامين ليُقرر إن كان سيدين جرائم الاحتلال، ثمّ يتبيّن له بعد خشوعٍ طويل، أنه دفاع مشروع عن النّفس!
4. أعيذكَ باللهِ أن تكون ما زلتَ مؤمناً بالأمم المتّحدة ومواثيقها، فهي ليستْ إلا حبراً على ورقٍ، وليست أكثر من أصنام العرب المصنوعة من تمرٍ في الجاهليّة، يعبدونها حيناً ويأكلونها حيناً!
إنهم يعبدون قوانينهم إذا تعلّق الأمر بهم، أما إذا تعلّقَ الأمر بنا، خرجوا علينا ليخبرونا أنَّ النّاس في هذا العالم ليسوا سواسية، وإنما مقامات، فيهم الشُّقر نُخبة البشرية وخلاصتها وفيهم أولاد الكلب نحن!
5. أعيذكَ باللهِ أن تكون ما زلتَ مؤمناً بمحكمة العدل الدُّوليّة، مطارقهم القضائية لا تُطرقُ إلا في وجوهنا نحن، وبسالة القانون لا تطالُ جرائمهم، بل ويتمُّ تكريم قادتهم بجوائز نوبل للسّلام، يعتلون المنصات وأيديهم تقطرُ من دمائنا، وبين أسنانهم بقايا لحومنا، ولكنّه السّلام، أما أنتَ فمُتْ بسلامٍ!
6. أُعيذكَ باللهِ أن تكون ما زلتَ مؤمناً بحرِّيةِ التّعبير وقد رأيتهم ينهشون بعضهم كالكلاب المسعورة! أما رأيتَ فضّ الاعتصامات في جامعات أمريكا أمّ الديمقراطيات؟!
أما طُردَ الذين عبروا عن الآراء التي لا تُعجبهم من وظائفهم؟
أما جرحروهم إلى المحاكم بتهمة معاداة السّاميّة؟
وأنتَ أما قيّدوا حساباتك وحذفوا منشوراتك، يا صديقي الحرّية عندهم ليستْ إلا تمثالاً!
7. أُعيذكَ باللهِ أن تكون ما زلتَ مؤمناً أن هناك أشياء عبثيّة في هذا العالم!
هل سمعتَ شيئاً عن كورونا ومتحوراته ومتحولاته منذ بدء الحرب على غزّة؟!
هل سمعتَ شيئاً عن سُعار الشذوذ وترويج المثلية والمخنثة؟!
هل سمعتَ شيئاً عن القلق من انخفاض سقف الحريات في مكان ما في هذا العالم؟!
هل سمعتَ شيئاً عن تعديل المناهج؟!
هل سمعتَ شيئاً عن حوار الأديان، والتعايش المائع، وتلك الحكمة الباردة؟!
المُعلّمُ الذي يقفُ وراء كلّ هذا واحد، قد شغلته غزّة عما كان فيه!
في اليوم التالي لنهاية الحرب، سيظهر المتحور الفتاك، وحملات الشذوذ، وكل تلك السمفونية المشروخة!
وإني أعيذك بالله أن تكون ما زلتَ مؤمناً بهذا العالم!
أدهم شرقاوي
1. أُعيذكَ باللهِ أن تكون ما زلتَ مؤمناً بكلامهم عن حقوق الطّفل وقد رأيتَ أطفالَ غزَّة يُنتشلون قِطَعاً من تحت الأنقاض!
وأعيذكَ باللهِ أن تكون قد انطلتْ عليك دموعهم الباردة، ما هي إلا دموع التّماسيح بعد الفراغ من التهامِ فرائسها!
هؤلاء لا يعنيهم أطفالنا إلا حين يضعون لهم مناهجَ لتدجينهم، وحين يبثون فيهم سموم المثليّة وحريّة اختيار الجنس، ما عدا ذلك فإنَّ ابنكَ وابني ليسوا إلا أرقاماً، موت الواحد منهم والألف عندهم سواء!
2. أعيذكَ باللهِ أن تكون ما زلتَ مؤمناً بكلامهم عن حقوق المرأة وقد رأيتَ نساء غزَّة تطايرتْ أشلاءهُنَّ فأداروا وجوهم عن المشهد!
هؤلاء لا تعنيهم المرأة إلا إذا كانت قضيَّتُها خلع الحجاب، واتخاذ الأخدان، ومزاحمة الرّجال!
ما عدا ذلك فهُنَّ مصانع للإرهاب!
إنَّ امرأة واحدة تهربُ إليهم خالعة حجابها يحتفون بها كأنّها اخترعت دواءً للسرطان، أو قضتْ على المجاعة وأوقفت الحروب في هذا العالم!
أما نساؤنا فليُقصفنَ وليمُتنَ، لن تتحدث عنهنَّ النّسويات، ولن تُذرفَ عليهنَّ الدُّموع، يا صاحبي هم لا يريدون حريّة المرأة وإنما حرّية الوصول إليها!
3. أُعيذكَ بالله أن تكون ما زلتَ مؤمناً بمجلس الأمن الذي يُرفع فيه الفيتو ضدّ وقف الحرب، هذا العالم الذي يُدين فيه روسيا في أوكرانيا في ثانيّة، ويصلي استخارةً منذ عامين ليُقرر إن كان سيدين جرائم الاحتلال، ثمّ يتبيّن له بعد خشوعٍ طويل، أنه دفاع مشروع عن النّفس!
4. أعيذكَ باللهِ أن تكون ما زلتَ مؤمناً بالأمم المتّحدة ومواثيقها، فهي ليستْ إلا حبراً على ورقٍ، وليست أكثر من أصنام العرب المصنوعة من تمرٍ في الجاهليّة، يعبدونها حيناً ويأكلونها حيناً!
إنهم يعبدون قوانينهم إذا تعلّق الأمر بهم، أما إذا تعلّقَ الأمر بنا، خرجوا علينا ليخبرونا أنَّ النّاس في هذا العالم ليسوا سواسية، وإنما مقامات، فيهم الشُّقر نُخبة البشرية وخلاصتها وفيهم أولاد الكلب نحن!
5. أعيذكَ باللهِ أن تكون ما زلتَ مؤمناً بمحكمة العدل الدُّوليّة، مطارقهم القضائية لا تُطرقُ إلا في وجوهنا نحن، وبسالة القانون لا تطالُ جرائمهم، بل ويتمُّ تكريم قادتهم بجوائز نوبل للسّلام، يعتلون المنصات وأيديهم تقطرُ من دمائنا، وبين أسنانهم بقايا لحومنا، ولكنّه السّلام، أما أنتَ فمُتْ بسلامٍ!
6. أُعيذكَ باللهِ أن تكون ما زلتَ مؤمناً بحرِّيةِ التّعبير وقد رأيتهم ينهشون بعضهم كالكلاب المسعورة! أما رأيتَ فضّ الاعتصامات في جامعات أمريكا أمّ الديمقراطيات؟!
أما طُردَ الذين عبروا عن الآراء التي لا تُعجبهم من وظائفهم؟
أما جرحروهم إلى المحاكم بتهمة معاداة السّاميّة؟
وأنتَ أما قيّدوا حساباتك وحذفوا منشوراتك، يا صديقي الحرّية عندهم ليستْ إلا تمثالاً!
7. أُعيذكَ باللهِ أن تكون ما زلتَ مؤمناً أن هناك أشياء عبثيّة في هذا العالم!
هل سمعتَ شيئاً عن كورونا ومتحوراته ومتحولاته منذ بدء الحرب على غزّة؟!
هل سمعتَ شيئاً عن سُعار الشذوذ وترويج المثلية والمخنثة؟!
هل سمعتَ شيئاً عن القلق من انخفاض سقف الحريات في مكان ما في هذا العالم؟!
هل سمعتَ شيئاً عن تعديل المناهج؟!
هل سمعتَ شيئاً عن حوار الأديان، والتعايش المائع، وتلك الحكمة الباردة؟!
المُعلّمُ الذي يقفُ وراء كلّ هذا واحد، قد شغلته غزّة عما كان فيه!
في اليوم التالي لنهاية الحرب، سيظهر المتحور الفتاك، وحملات الشذوذ، وكل تلك السمفونية المشروخة!
وإني أعيذك بالله أن تكون ما زلتَ مؤمناً بهذا العالم!
أدهم شرقاوي
❤1
إن العلماء هم في كل أمةٍ ميزان ومرآة، فإن نهضوا نهضت، وإن سكتوا أو خانوا، هوت في وادي التيه والخذلان.
🔹 في زمن التتار:
حين اشتد البلاء، لم يكن العلماء في الظل، بل كانوا في مقدمة الصفوف، يُضيئون الطريق، ويشحنون القلوب بالإيمان والثبات.
1. العز بن عبد السلام – سلطان العلماء، وقف في وجه السلاطين، لا يخشى في الله لومة لائم.
حين تاجر الحكام بالدم، وفرضوا الضرائب ظلماً باسم الجهاد، قال كلمته الشهيرة:
"ينبغي أن يُباع سلاح الأمراء وأملاكهم أولاً، فإن لم يكفِ جاز فرض الضرائب."
فانتصر للحق، وأحرج السلطان، وأحيا فقه العدل في زمن الظلمة.
2. ابن تيمية – حين غزا التتار الشام، لم يكتفِ بالتدريس والفتيا، بل خرج بنفسه إلى ساحات الجهاد، يحرض الناس، ويثبت الجنود، ويواجه الطغيان الفكري والسياسي.
وفي سجنه كتب ما أضاء للأمة قرونًا من الوعي.
3. الإمام النووي – في ظل فساد الدولة، رفض تولي القضاء رغم الإلحاح، كي لا يكون شاهد زور في منظومة ظالمة، وقال:
"من ظن بي خيرًا فليدعني في ديني."
🔹 أما اليوم:
العلماء كُثُر، لكن الكلمة غائبة، أو مسجونة، أو مُباعة.
منهم من جلس على موائد السلطان، يبارك الظلم، ويفتي بسحق الأبرياء.
ومنهم من اختار السلامة بالصمت، وقد باع بذلك أعظم أمانة: "تبليغ الحق".
نرى مجازر ومجاعات ومآسي في بلاد المسلمين، وقلما نسمع صوتًا يصدح بالحقيقة.
أصبحت بعض المنابر تبرر الاحتلال، وتدين المقاومة، وتنكر الجهاد، وتقدّس الحدود التي رسمها الاستعمار.
في الماضي، كان العالم يقف أمام السلطان،
أما اليوم، فالعالم يقف مع السلطان، أو خلفه، أو تحت قدميه.
وقل للذي يفتـي بـهواه ساكنًا
أما خفتَ ربًّا فوق كل سلطةِ؟
إذا سكتَ العلماء في زمن الدجى
فمن للحقّ؟ من يُجلي ظلمَ غمامةِ؟
الفرق ليس في العدو، بل في المواقف:
علماء الأمس واجهوا الملوك، وعلماء اليوم يخافون من تغريدة، أو فتوى، أو قَطع راتب.
العِلمُ سيفٌ إن سمت نيةُ الحامل
وإن هبطَت، صار طعنة في خاصرة الأمة.
#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#الانهزامية
#أمة_واحدة
🔹 في زمن التتار:
حين اشتد البلاء، لم يكن العلماء في الظل، بل كانوا في مقدمة الصفوف، يُضيئون الطريق، ويشحنون القلوب بالإيمان والثبات.
1. العز بن عبد السلام – سلطان العلماء، وقف في وجه السلاطين، لا يخشى في الله لومة لائم.
حين تاجر الحكام بالدم، وفرضوا الضرائب ظلماً باسم الجهاد، قال كلمته الشهيرة:
"ينبغي أن يُباع سلاح الأمراء وأملاكهم أولاً، فإن لم يكفِ جاز فرض الضرائب."
فانتصر للحق، وأحرج السلطان، وأحيا فقه العدل في زمن الظلمة.
2. ابن تيمية – حين غزا التتار الشام، لم يكتفِ بالتدريس والفتيا، بل خرج بنفسه إلى ساحات الجهاد، يحرض الناس، ويثبت الجنود، ويواجه الطغيان الفكري والسياسي.
وفي سجنه كتب ما أضاء للأمة قرونًا من الوعي.
3. الإمام النووي – في ظل فساد الدولة، رفض تولي القضاء رغم الإلحاح، كي لا يكون شاهد زور في منظومة ظالمة، وقال:
"من ظن بي خيرًا فليدعني في ديني."
🔹 أما اليوم:
العلماء كُثُر، لكن الكلمة غائبة، أو مسجونة، أو مُباعة.
منهم من جلس على موائد السلطان، يبارك الظلم، ويفتي بسحق الأبرياء.
ومنهم من اختار السلامة بالصمت، وقد باع بذلك أعظم أمانة: "تبليغ الحق".
نرى مجازر ومجاعات ومآسي في بلاد المسلمين، وقلما نسمع صوتًا يصدح بالحقيقة.
أصبحت بعض المنابر تبرر الاحتلال، وتدين المقاومة، وتنكر الجهاد، وتقدّس الحدود التي رسمها الاستعمار.
في الماضي، كان العالم يقف أمام السلطان،
أما اليوم، فالعالم يقف مع السلطان، أو خلفه، أو تحت قدميه.
وقل للذي يفتـي بـهواه ساكنًا
أما خفتَ ربًّا فوق كل سلطةِ؟
إذا سكتَ العلماء في زمن الدجى
فمن للحقّ؟ من يُجلي ظلمَ غمامةِ؟
الفرق ليس في العدو، بل في المواقف:
علماء الأمس واجهوا الملوك، وعلماء اليوم يخافون من تغريدة، أو فتوى، أو قَطع راتب.
العِلمُ سيفٌ إن سمت نيةُ الحامل
وإن هبطَت، صار طعنة في خاصرة الأمة.
#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#الانهزامية
#أمة_واحدة
خبران في نفس اليوم!!
وبعض الناس يحسبون أنه لا يغلق المعبر، وأنه حريص فعلا على إنهاء الحرب، وأنه رافض فعلا للتهجير!!
وصدق الله تعالى، وصف بعض الناس بأنهم {استحبوا العمى على الهدى}
وبعض الناس يحسبون أنه لا يغلق المعبر، وأنه حريص فعلا على إنهاء الحرب، وأنه رافض فعلا للتهجير!!
وصدق الله تعالى، وصف بعض الناس بأنهم {استحبوا العمى على الهدى}
لقد نظرنا في تاريخ الحركات الدينية ، وتاريخ الرسالات الاصلاحية ، ونظرنا في تاريخ الدول الناشئة وتاريخ الدعوات الجديدة .. ، فما رأينا كرسالة الإسلام، لافي تمكنها واستقرارها حيث بلغت من أقطارها، ولا في عمق نفوذها وبعد آثارها . .
لقد قام الإسكندر بفتوحاته الخاطفة قبل ميلاد المسيح فهل كانت تلك الفتوحات إلا نار الهشيم سرعان ما اشتعلت وسرعان ما انطفأت؟ وهل اقتبست البلاد المفتوحة عقائد الفاتحين وموائدهم ونظمهم وآدابهم؟ ألم يكن الأمر على العكس أن اعتنق الفاتحون أنفسهم ديانة البلاد التي فتحوها؟
ولقد جرب الاستعمار الأوروبي الحديث حيله الواسعـة وأساليبه الجبارة في بلاد الشرق لكي يغزو عقول أهليها وقلوبهم كما غزا أرضهم وديارهم، فهل ظفر منهم إلا بالقشرة السطحية من صور الحياة؟ ثم هو ذا يجلو عن ديارهم واحدة بعد واحدة
في آماد مديدة أو غير مديدة، فيخرج منها كما دخلها أول مرة لم يغير شيئا من جوهرهـا، لا في عقائدهـا ولا في لغتها ولا في أسلوب تفكيرها.
أما رسالة الإسلام فإنهـا حين بسطت جناحيها في أقل من قرن على نصف المعمور، كانت كأنها أنشأته خلقا آخر ... لقد بدلته من أوطانه المتفرقة وطنا واحدا، ومن قوانينه المختلفة قانونا واحدا ، ومن آلهته المتعددة إلها واحدا. . . لقد نفذت إلى نفسه فحولته تحويلا وبدلت أسلوب تفكيره تبديلا، بل عمدت إلى لغته فأضافت لغة القرآن لسانا إلى جانب لسانـه وكثيراً ما أنسته لسانه الأصيل وجعلت لسان الاسلام هو لسانه الوحيد ، ثم هي لا تزال في كل عصر، تتلقى معاول الهدم من أعدائهـا فتكسر هذه الصدمات على صخرتها ، وهي قائمة تتحدى الدهر وتنتقل من نصر إلى نصر...
فليحاول الباحثون ما شاءوا أن يعرفوا مصدر هذه القوة الغلابة وهذا الانتصار الباهر...
إن هذا النجاح ليس مرده في نظرنا إلى سبب واحد من الأسباب ، ولا إلى فضيلة واحدة من الفضائل . . لقد تضافرت عليه شخصية الداعي ومنهاج دعوته، وشخصية الأمة التي تلقت تلك الدعوة وطبيعة الدعوة نفسها ومن وراء ذلك كله كلاءة الله ورعايته لهذه الرسالة حتى بلغت كمالها.
نظرات في الإسلام، محمد دراز
#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#محاسن_الإسلام
#اعتز_بدينك
لقد قام الإسكندر بفتوحاته الخاطفة قبل ميلاد المسيح فهل كانت تلك الفتوحات إلا نار الهشيم سرعان ما اشتعلت وسرعان ما انطفأت؟ وهل اقتبست البلاد المفتوحة عقائد الفاتحين وموائدهم ونظمهم وآدابهم؟ ألم يكن الأمر على العكس أن اعتنق الفاتحون أنفسهم ديانة البلاد التي فتحوها؟
ولقد جرب الاستعمار الأوروبي الحديث حيله الواسعـة وأساليبه الجبارة في بلاد الشرق لكي يغزو عقول أهليها وقلوبهم كما غزا أرضهم وديارهم، فهل ظفر منهم إلا بالقشرة السطحية من صور الحياة؟ ثم هو ذا يجلو عن ديارهم واحدة بعد واحدة
في آماد مديدة أو غير مديدة، فيخرج منها كما دخلها أول مرة لم يغير شيئا من جوهرهـا، لا في عقائدهـا ولا في لغتها ولا في أسلوب تفكيرها.
أما رسالة الإسلام فإنهـا حين بسطت جناحيها في أقل من قرن على نصف المعمور، كانت كأنها أنشأته خلقا آخر ... لقد بدلته من أوطانه المتفرقة وطنا واحدا، ومن قوانينه المختلفة قانونا واحدا ، ومن آلهته المتعددة إلها واحدا. . . لقد نفذت إلى نفسه فحولته تحويلا وبدلت أسلوب تفكيره تبديلا، بل عمدت إلى لغته فأضافت لغة القرآن لسانا إلى جانب لسانـه وكثيراً ما أنسته لسانه الأصيل وجعلت لسان الاسلام هو لسانه الوحيد ، ثم هي لا تزال في كل عصر، تتلقى معاول الهدم من أعدائهـا فتكسر هذه الصدمات على صخرتها ، وهي قائمة تتحدى الدهر وتنتقل من نصر إلى نصر...
فليحاول الباحثون ما شاءوا أن يعرفوا مصدر هذه القوة الغلابة وهذا الانتصار الباهر...
إن هذا النجاح ليس مرده في نظرنا إلى سبب واحد من الأسباب ، ولا إلى فضيلة واحدة من الفضائل . . لقد تضافرت عليه شخصية الداعي ومنهاج دعوته، وشخصية الأمة التي تلقت تلك الدعوة وطبيعة الدعوة نفسها ومن وراء ذلك كله كلاءة الله ورعايته لهذه الرسالة حتى بلغت كمالها.
نظرات في الإسلام، محمد دراز
#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#محاسن_الإسلام
#اعتز_بدينك
Forwarded from قناة أحمد بن يوسف السيد
قد تكون الأيام القادمة محمّلة بالشدائد والمصاعب؛ فلا تفقدوا يقينكم بالله تعالى ولا ثقتكم ولا حسن ظنكم به سبحانه.
وقدموا بين يديها كثرة الذكر والتسبيح والاستغفار، ونصرة إخوانكم بما يمكنكم.
وهنيئاً لمن يعبر كل هذه الأزمات وقد زاد إيمانه ويقينه وصدقه وتعلقه بالله وحده.
وإن لِأعداء الله موعداً لن يخلفوه (فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو انتقام).
وآزروا إخوانكم الذين يقفون اليوم في خط الدفاع الأول عن الأمة ويجاهدون في سبيل الله من بعدما أصابهم القرح.
وقدموا بين يديها كثرة الذكر والتسبيح والاستغفار، ونصرة إخوانكم بما يمكنكم.
وهنيئاً لمن يعبر كل هذه الأزمات وقد زاد إيمانه ويقينه وصدقه وتعلقه بالله وحده.
وإن لِأعداء الله موعداً لن يخلفوه (فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو انتقام).
وآزروا إخوانكم الذين يقفون اليوم في خط الدفاع الأول عن الأمة ويجاهدون في سبيل الله من بعدما أصابهم القرح.
👍1
في زمن الحملة الصليبية الأولى (1096–1099م) لم تكن جموع المسلمين مهزومة لقلة العدد أو ضعف السلاح، بل لأن قلوب الحكام كانت ممزقة بين أطماعهم الخاصة وحساباتهم الضيقة. فالسلاجقة انشغلوا بصراعاتهم الداخلية، والفاطميون – بدل أن يوحدوا الصف – تفاوضوا مع الصليبيين وسلموهم مفاتيح مدن الشام، بل استعادوا بيت المقدس من السلاجقة سنة 1098م لا ليحرروه، بل ليحتفظوا به فترة وجيزة قبل أن يتركوه للصليبيين دون قتال عام 1099م.
كان بعض الحكام يهادن العدو ويقايضه بالأراضي مقابل الأمان لعرشه، وكأن القدس ليست أمانة في عنقه، إنما ورقة في لعبة السياسة.
واليوم، وبعد قرون، تتكرر القصة ذاتها ولكن بأسماء جديدة وأعلام مختلفة. فحكام العرب والمسلمين يفتحون الأجواء والموانئ للصهاينة، ويبرمون معهم اتفاقات التجارة والأمن، ويطبعون العار على جبين الأمة. نرى من ينسق عسكريًا مع الاحتلال وهو يذبح غزة، ومن يشارك في حصارها حتى تجوع وتستسلم، ومن يستقبل قتلة الأطفال في عواصمه بالمصافحات والابتسامات، بينما دماء المسلمين لم تجف بعد على رمال فلسطين.
هي ذات الخيانة وإن اختلف الزمان:
بالأمس، الوزير الفاطمي يقايض الصليبيين ببيت المقدس.
واليوم، وزير معاصر يقايض الصهاينة بالقدس وفلسطين.
بالأمس،كان الأمراء يتقاتلون على السلطان ويتركون العدو يعيث فسادًا.
واليوم، أصبح الحكام يتنازعون على النفوذ والرضا الأمريكي، بينما العدو يتمدد ويبتلع الأارضي.
"تغيّرت الرايات وبقيت الخيانة،
وتبدّلت الأسماء وبقي العار واحدًا."
#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#الانهزامية
#الأقصى_عقيدة
كان بعض الحكام يهادن العدو ويقايضه بالأراضي مقابل الأمان لعرشه، وكأن القدس ليست أمانة في عنقه، إنما ورقة في لعبة السياسة.
واليوم، وبعد قرون، تتكرر القصة ذاتها ولكن بأسماء جديدة وأعلام مختلفة. فحكام العرب والمسلمين يفتحون الأجواء والموانئ للصهاينة، ويبرمون معهم اتفاقات التجارة والأمن، ويطبعون العار على جبين الأمة. نرى من ينسق عسكريًا مع الاحتلال وهو يذبح غزة، ومن يشارك في حصارها حتى تجوع وتستسلم، ومن يستقبل قتلة الأطفال في عواصمه بالمصافحات والابتسامات، بينما دماء المسلمين لم تجف بعد على رمال فلسطين.
هي ذات الخيانة وإن اختلف الزمان:
بالأمس، الوزير الفاطمي يقايض الصليبيين ببيت المقدس.
واليوم، وزير معاصر يقايض الصهاينة بالقدس وفلسطين.
بالأمس،كان الأمراء يتقاتلون على السلطان ويتركون العدو يعيث فسادًا.
واليوم، أصبح الحكام يتنازعون على النفوذ والرضا الأمريكي، بينما العدو يتمدد ويبتلع الأارضي.
"تغيّرت الرايات وبقيت الخيانة،
وتبدّلت الأسماء وبقي العار واحدًا."
#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#الانهزامية
#الأقصى_عقيدة
Forwarded from مركز بينات
يسر #مركز_بينات التابع لـ #جمعية_مرتقى_العليمة دعوتكم للتسجيل في دورة مشـــارق
لتعزيز اليقين بأصول الدين
✨ بإشراف د. مطلق الجاسر
🗓 لمدة ٣ أشهر ابتداءً من 2025/8/31م
💡 على قناة بينات على التلقلرام
https://www.tg-me.com/bayyenat_q8
📜 شهادة لمن يجتاز البرنامج
✏️ رابط التسجيل
https://forms.gle/v8EcqcYbcTEg2Ymn9
📚 آلية الدراسة
https://bit.ly/masharq3
🗓️ الخطة الدراسية للبرنامج
https://bit.ly/masharq3_Studyplan
✨ التسجيل مجاناً للرجال والنساء
لتعزيز اليقين بأصول الدين
✨ بإشراف د. مطلق الجاسر
🗓 لمدة ٣ أشهر ابتداءً من 2025/8/31م
💡 على قناة بينات على التلقلرام
https://www.tg-me.com/bayyenat_q8
📜 شهادة لمن يجتاز البرنامج
✏️ رابط التسجيل
https://forms.gle/v8EcqcYbcTEg2Ymn9
📚 آلية الدراسة
https://bit.ly/masharq3
🗓️ الخطة الدراسية للبرنامج
https://bit.ly/masharq3_Studyplan
✨ التسجيل مجاناً للرجال والنساء
Forwarded from قناة: محمد إلهامي (محمد إلهامي)
من أعظم دلائل الألوهية أنه يقلب القلوب ويصرف الأبصار.. فالقلوب والأبصار لا سلطان عليها لأحد..
وهذا مما يعذب الله به الطغاة.. أولئك الذين يظنون أنفسهم قد ملكوا الدنيا.. لا يأمن الواحدُ منهم أن يتغير عليه قلب حارسه أو قلب ولده أو قلب زوجه!!
وقد أخبرنا ربنا تبارك وتعالى كيف أن فرعون -أطغى طغاة البشر عبر كل التاريخ- كان في نظامه وفي المقربين منه من كان عدوًّا له:
1. ابنه بالتبني (موسى)، وعلى يد هذا زال ملك فرعون كله!
2. زوجته (آسية)
3. ماشطة ابنته
4. مؤمن آل فرعون الذي سبب إرباكا داخل بلاط فرعون
5. الرجل الذي جاء مهرولا إلى موسى ليخبره أنه مطلوب، فخرج قبل أن يدركوه
6. والسحرة.. أولئك الذين جاء بهم فرعون ليحقق نصرا عظيما أمام الجماهير، فإذا بهم ينقلبون عليه في أشد أوقات حاجته ويؤمنون بموسى!!
ما من نظام ولا طاغية إلا وفيه أمثال هؤلاء، في قلبه، وفي أشد الأماكن حساسية وخطورة..
فهؤلاء وأمثالهم يصطفيهم الله تبارك وتعالى للمواقف العظيمة.. وبهم وبأمثالهم يعذب الله الطغاة المتمكنين حتى لا يأمنون لأحد، فيطول عذابهم وقلقهم وحيرتهم، في الدنيا.. قبل أن يذهبوا إلى دار الخوف والعذاب والشقاء في الآخرة.
وكم من ملك وطاغية كان ممكنا، فجاءه مصرعه من حيث لم يحتسب!!
إن التأمل في أمثال هؤلاء يزيد المؤمن إيمانا بالله.. ويقينا في قدرته.. وبهم -وبأمثالهم- يعلم المرء أن الله قادر على قلب الأحداث في لحظة واحدة.. ولكن الحياة ابتلاء واختبار.. ولا بد للمؤمن فيها من صبر وتحمل.. فبهذا يكون الثواب والجزاء!
نعم، يملك الله تعالى أن يُحَوِّل قلب عبدٍ في حاشية أحدهم في لحظة، فإذا به ينتقل من حال إلى حال.. وتنتقل به العباد والبلاد من حال إلى حال!!.. ولكن الله يختبر عباده، ويستخرج حقيقة نفوسهم، ويبتليهم، كما قال تعالى {ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين، ونبلو أخباركم}
تأمل وتفكر في حال سحرة فرعون.. كيف انقلبوا في لحظة واحدة من "جُنْد فرعون" إلى أعدائه.. وكيف ثبتوا للعذاب الرهيب!!
وتأمل في قصة أصحاب الأخدود؛ كيف كانوا شعبا خاضعا مطيعا، فجاءت حادثة واحدة، فنقلتهم إلى الإيمان فجأة، حتى لم يعد يخيفهم ولا يُرجعهم إلى ما كانوا فيه العذاب الشديد: شق الأخدود وإلقاؤهم في النار!!
ويعرف المسلمون صحابيا دخل الجنة دون أن يسجد لله سجدة، وهو عمرو بن ثابت.. أسلم، ونهض إلى الجهاد، وقُتِل فيه.. وأخبر النبي أنه دخل الجنة!
ويعرفون صحابيا أسلم في غزوة الأحزاب، نعيم بن مسعود، فوضع خطة فكَّك بها تحالف الأحزاب على المسلمين، وأوقع بينهم الخلاف، فكان هذا من أسباب الفرج والنصر!
وفي فتوح الروم، جاء قائد روميٌّ اسمه "جَرَجة"، وقبل أن يبدأ المعركة نادى أنه يريد لقاءًا خاصا بخالد بن الوليد.. فخرج إليه خالد، فقال جرجة: اصدقني؛ هل أنزل الله على نبيكم سيفا فأعطاك إياه، فلا تسله على قوم إلا هزمتهم؟!.. فشرح له خالد مختصر تاريخ الإسلام ومختصر تعاليمه، فأسلم جرجه، وانتقل من فوره إلى جيش المسلمين، وقاتل معهم، ثم قُتِل في المعركة شهيدا!!
وفي قصة استشهاد الحسين رضي الله عنه، خرج إليه الحر بن يزيد قائد طليعة من جيش الكوفة، فكان الحر بن يزيد حريصا على الحسين. فلما رأى الحسين أن أهل الكوفة خذلوه، عرض أن يرجع إلى المدينة أو يذهب إلى يزيد في الشام أو يخرج إلى الثغور مجاهدا، فتأبّى عليه ابن زياد وكان صلفا جلفا.. فلما رأى الحر بن يزيد ما حصل، انضم من فوره إلى الحسين وجيشه وقاتل معه حتى قُتِل شهيدا مظلوما!
والقصص كثيرة.. ولكن الفائدة الواضحة الساطعة التي نحتاج أن نتذكرها دائما، هي:
1. أن القلوب بيد الله، يصرفها ويقلبها كيف يشاء.. ويتوب على من يشاء! وما شدة الأحوال وطول الأمد إلا لحكمة يعلمها، والفرج من الله قريب قريب.. أمره إذا أراد شيئا أن يقول له: كن. فيكون!
2. أن باب التوبة مفتوح للجميع.. وأعظم التائبين وأسرعهم إلى مقام الفضائل العلا والمراتب الرفيعة أولئك الذين كانوا في جوار الظالمين وفي حاشيتهم.. هؤلاء أناس يملكون في اليوم الواحد، ويملكون بالفِعْل الواحد أن يحوزوا أعلى مراتب الجنة التي لا يحوزها من ظل طوال عمره يركع ويسجد ويعبد الله!!
ما أقل أن يحقق العابد الزاهد مرتبة سيد الشهداء بعد طول العبادة والزهد.. وما أقرب أن يحققها تائبٌ في جيش فرعون وفي نظامه!
وهؤلاء الذين خلَّدهم الله في كتابه، إنما قام أغلبهم بفعل واحد في لحظة فاصلة ثم ثبتوا على إيمانهم: سحرة فرعون، مؤمن آل فرعون، زوجة فرعون، مؤمن آل ياسين.. وهكذا!
3. أن لله عقابا خفيا للطغاة والمجرمين، يخيفهم من أنفسهم وأبنائهم وخاصتهم.. فمهما ظهر بين الناس آمنا متمكنا، كان في حقيقة نفسه خائفا متحيرا، لا يدري من أين يأتيه الله.. وقد وعده الله وأمثالهم بأنه يأتيهم "من حيث لم يحتسبوا"، فلذلك تراهم وقد "قذف الله في قلوبهم الرعب"، وإن اجتهدوا أن يظهروا ثابتين!
وهذا مما يعذب الله به الطغاة.. أولئك الذين يظنون أنفسهم قد ملكوا الدنيا.. لا يأمن الواحدُ منهم أن يتغير عليه قلب حارسه أو قلب ولده أو قلب زوجه!!
وقد أخبرنا ربنا تبارك وتعالى كيف أن فرعون -أطغى طغاة البشر عبر كل التاريخ- كان في نظامه وفي المقربين منه من كان عدوًّا له:
1. ابنه بالتبني (موسى)، وعلى يد هذا زال ملك فرعون كله!
2. زوجته (آسية)
3. ماشطة ابنته
4. مؤمن آل فرعون الذي سبب إرباكا داخل بلاط فرعون
5. الرجل الذي جاء مهرولا إلى موسى ليخبره أنه مطلوب، فخرج قبل أن يدركوه
6. والسحرة.. أولئك الذين جاء بهم فرعون ليحقق نصرا عظيما أمام الجماهير، فإذا بهم ينقلبون عليه في أشد أوقات حاجته ويؤمنون بموسى!!
ما من نظام ولا طاغية إلا وفيه أمثال هؤلاء، في قلبه، وفي أشد الأماكن حساسية وخطورة..
فهؤلاء وأمثالهم يصطفيهم الله تبارك وتعالى للمواقف العظيمة.. وبهم وبأمثالهم يعذب الله الطغاة المتمكنين حتى لا يأمنون لأحد، فيطول عذابهم وقلقهم وحيرتهم، في الدنيا.. قبل أن يذهبوا إلى دار الخوف والعذاب والشقاء في الآخرة.
وكم من ملك وطاغية كان ممكنا، فجاءه مصرعه من حيث لم يحتسب!!
إن التأمل في أمثال هؤلاء يزيد المؤمن إيمانا بالله.. ويقينا في قدرته.. وبهم -وبأمثالهم- يعلم المرء أن الله قادر على قلب الأحداث في لحظة واحدة.. ولكن الحياة ابتلاء واختبار.. ولا بد للمؤمن فيها من صبر وتحمل.. فبهذا يكون الثواب والجزاء!
نعم، يملك الله تعالى أن يُحَوِّل قلب عبدٍ في حاشية أحدهم في لحظة، فإذا به ينتقل من حال إلى حال.. وتنتقل به العباد والبلاد من حال إلى حال!!.. ولكن الله يختبر عباده، ويستخرج حقيقة نفوسهم، ويبتليهم، كما قال تعالى {ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين، ونبلو أخباركم}
تأمل وتفكر في حال سحرة فرعون.. كيف انقلبوا في لحظة واحدة من "جُنْد فرعون" إلى أعدائه.. وكيف ثبتوا للعذاب الرهيب!!
وتأمل في قصة أصحاب الأخدود؛ كيف كانوا شعبا خاضعا مطيعا، فجاءت حادثة واحدة، فنقلتهم إلى الإيمان فجأة، حتى لم يعد يخيفهم ولا يُرجعهم إلى ما كانوا فيه العذاب الشديد: شق الأخدود وإلقاؤهم في النار!!
ويعرف المسلمون صحابيا دخل الجنة دون أن يسجد لله سجدة، وهو عمرو بن ثابت.. أسلم، ونهض إلى الجهاد، وقُتِل فيه.. وأخبر النبي أنه دخل الجنة!
ويعرفون صحابيا أسلم في غزوة الأحزاب، نعيم بن مسعود، فوضع خطة فكَّك بها تحالف الأحزاب على المسلمين، وأوقع بينهم الخلاف، فكان هذا من أسباب الفرج والنصر!
وفي فتوح الروم، جاء قائد روميٌّ اسمه "جَرَجة"، وقبل أن يبدأ المعركة نادى أنه يريد لقاءًا خاصا بخالد بن الوليد.. فخرج إليه خالد، فقال جرجة: اصدقني؛ هل أنزل الله على نبيكم سيفا فأعطاك إياه، فلا تسله على قوم إلا هزمتهم؟!.. فشرح له خالد مختصر تاريخ الإسلام ومختصر تعاليمه، فأسلم جرجه، وانتقل من فوره إلى جيش المسلمين، وقاتل معهم، ثم قُتِل في المعركة شهيدا!!
وفي قصة استشهاد الحسين رضي الله عنه، خرج إليه الحر بن يزيد قائد طليعة من جيش الكوفة، فكان الحر بن يزيد حريصا على الحسين. فلما رأى الحسين أن أهل الكوفة خذلوه، عرض أن يرجع إلى المدينة أو يذهب إلى يزيد في الشام أو يخرج إلى الثغور مجاهدا، فتأبّى عليه ابن زياد وكان صلفا جلفا.. فلما رأى الحر بن يزيد ما حصل، انضم من فوره إلى الحسين وجيشه وقاتل معه حتى قُتِل شهيدا مظلوما!
والقصص كثيرة.. ولكن الفائدة الواضحة الساطعة التي نحتاج أن نتذكرها دائما، هي:
1. أن القلوب بيد الله، يصرفها ويقلبها كيف يشاء.. ويتوب على من يشاء! وما شدة الأحوال وطول الأمد إلا لحكمة يعلمها، والفرج من الله قريب قريب.. أمره إذا أراد شيئا أن يقول له: كن. فيكون!
2. أن باب التوبة مفتوح للجميع.. وأعظم التائبين وأسرعهم إلى مقام الفضائل العلا والمراتب الرفيعة أولئك الذين كانوا في جوار الظالمين وفي حاشيتهم.. هؤلاء أناس يملكون في اليوم الواحد، ويملكون بالفِعْل الواحد أن يحوزوا أعلى مراتب الجنة التي لا يحوزها من ظل طوال عمره يركع ويسجد ويعبد الله!!
ما أقل أن يحقق العابد الزاهد مرتبة سيد الشهداء بعد طول العبادة والزهد.. وما أقرب أن يحققها تائبٌ في جيش فرعون وفي نظامه!
وهؤلاء الذين خلَّدهم الله في كتابه، إنما قام أغلبهم بفعل واحد في لحظة فاصلة ثم ثبتوا على إيمانهم: سحرة فرعون، مؤمن آل فرعون، زوجة فرعون، مؤمن آل ياسين.. وهكذا!
3. أن لله عقابا خفيا للطغاة والمجرمين، يخيفهم من أنفسهم وأبنائهم وخاصتهم.. فمهما ظهر بين الناس آمنا متمكنا، كان في حقيقة نفسه خائفا متحيرا، لا يدري من أين يأتيه الله.. وقد وعده الله وأمثالهم بأنه يأتيهم "من حيث لم يحتسبوا"، فلذلك تراهم وقد "قذف الله في قلوبهم الرعب"، وإن اجتهدوا أن يظهروا ثابتين!
❤1
Forwarded from قناة: محمد إلهامي (محمد إلهامي)
4. أن المسلم يجب أن يثبت ويصبر، فهو يؤمن ويعلم أن الله عليم حكيم، مطلع على الأمور، لا شيء في هذا الكون يفلت من علمه، ولا شيء في هذا الوجود يُعْجِزه.. رحيم ودود، لطيف خبير، يبتلي عباده بأصناف البلاء ليجزيهم بذلك خير الجزاء.. وقد صدق القائل: الله عوَّدك الجميل، فقِسْ على ما تعوَّدت!
وإنها لغمسة في الجنة تُنسي كل عذاب.. كما أن الغمسة في النار تُنسي كل نعيم!!
ولكن الإنسان يتعجل ويجزع.. فاللهم اجعلنا من الراضين بقضائك، الصابرين على بلائك، الشاكرين لنعمائك..
وإنها لغمسة في الجنة تُنسي كل عذاب.. كما أن الغمسة في النار تُنسي كل نعيم!!
ولكن الإنسان يتعجل ويجزع.. فاللهم اجعلنا من الراضين بقضائك، الصابرين على بلائك، الشاكرين لنعمائك..
Forwarded from أدهم شرقاوي
من الفُراتِ إلى النِّيل!
الطُّغاة على مرِّ العُصور عقلياتهم واحدة، ولسانُهم واحد!
نُسَخٌ رتيبةٌ ممجوجة، لا ابتكارَ ولا تجديد، وحدهم السُّذج من يعتقدون أنَّ الطَّاغية في بدلة رسمية وربطة عُنق، يختلف عن الطاغية بسيفٍ وخوذة، أو على كُرسيِّه والعبيدُ تُعمِلُ مراوحها فوق رأسه!
شاهدتُ مقابلة نتنياهو الأخيرة مع القناة الرَّابعة والعشرين، كنتُ أسمعُ كلامه، وصُور الطُّغاة الذين حدَّثنا الله تعالى عنهم في القرآن الكريم، أو وردتْ أحداثهم في السِّيرة النَّبويَّة، تمرُّ أمامي، وذُهلتُ من حدِّ التطابق!
عن الاستمرار في الحرب رغم المعارضة الداخلية، قال: إنَّه ذاهبٌ حتى النهاية!
لسان حال فرعون وهو يقول: ما أريكم إلا ما أرى!
وعن الهُدنة مرَّةً بعد مرَّةٍ، لسان حاله لسان النَّمرود وهو يقول: أنا أُحيي وأميتُ!
وعن استمرار الحرب رغم زوال خطر التهديد، لسان حاله لسان أبي جهلٍ يوم بدرٍ بعد أن نجت القافلة: أبداً، حتى نرد ماء بدرٍ، فننحرَ الجُزر، وتعزفُ القيان، ونشرب الخمر، فتسمع بنا العرب!
وعن دولة إسرائيل الكبرى، هو في مهمَّة تاريخيةٍ وروحية، ومرتبطٌ بالفكرة بشدَّة!
هازئاً بالعالم كله، مستصغراً ردود الأفعال، لسان حاله لسان فرعون: أنا ربكم الأعلى!
معضلة نتنياهو لخَّصتها جدَّتي رحمها الله في المثل الذي كانت تُردده دائماً: يا فرعون مين فرعنك؟
قال: ما لاقيت حدا يردني!
واللهِ إنه ليس بقوته ولكن بتخاذلنا!
في كتابِ الكاملِ في التَّاريخِ لابنِ الأثير:
عندما هاجمَ المغول مدينة "بُخارى" بقيادة "جنكيز خان" عجزوا عن اقتحامها.
فكتبَ "جنكيز خان" لأهل "بُخارى" يقول: ﻣﻦ وقفَ ﻓﻲ صفِّنا ﻓﻬﻮ ﺁﻣﻦ!
فانقسمَ أهلُ المدينةِ ﺇﻟﻰ صَفَّينِ ﺍﺛﻨﻴﻦ:
ﺍلصَّفُّ ﺍﻷﻭَّلُ رفضَ، وأصرَّ على القتالِ دفاعاً عن الدِّماء، وذوداً عن الأعراض!
ﺃﻣﺎ ﺍلصَّفُّ ﺍلثَّاني فوافقَ على عرضِ الأمان خوفاً من بطش المغول!
عندها كتبَ "ﺟﻨﻜﻴﺰ ﺧﺎﻥ" إلى الصَّفِّ الثَّاني يقول لهم: إن أنتم ﺃﻋﻨﺘﻤﻮﻧﺎ ﻋﻠﻰ قتالِ ﻣﻦ ﺭﻓﺾ ﻣﻨﻜﻢ، ﻧﻮلِّكم ﺃﻣﺮ ﺑﻠﺪﻛﻢ، ونُمكِّنكُم من الحكم والسلطان!
فتواجه الفريقان، وجيش المغول على أبوابها، فكانت الغلبة لمن خانَ!
فلما انتصروا فتحوا للمغول الأبواب!
وكان أوَّل ما فعله "جنكيز خان" حين دخل المدينة أن سحبَ منهم السِّلاح، ثمَّ أمرَ جيشه بذبحهم، وقال قولته المشهورة: ﻟﻮ ﻛﺎﻥ يُؤمنُ ﺟﺎﻧﺒﻬﻢ ما ﻏﺪﺭﻭﺍ ﺑﺈﺧﻮﺍﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻨﺎ نحنﺍﻟﻐﺮﺑﺎﺀ!
إن لم تنصُروا هذه المقاومة عقيدةً وديناً، فانصروها مصلحةً وسياسةً فإنها تُشغلُ عدوَّكم عنكم، فإنَّ العاقلَ إذا أرادَ أن يأمنَ شرَّ عدوِّه قوَّى من يُعاديه، أليس من البداهة أن يكون عدوّ عدوِّي صديقي؟! فما بالك لو كان عدوُّ عدوِّكَ بالأصلِ أخاكَ، وابنَ دينكَ وعقيدتكَ، ونصرتُه واجبةٌ عليكَ بلا مقابلٍ؟! فواللهِ لئن كُسِرتْ هذه المقاومة لا قدَّرَ الله فستذوقون على أيديهم ما ذاقه أهل غزَّة، وقد رأيتم الذي ذاقوه!
لا تلهثوا خلفَ سرابِ التَّطبيع، ووهم السَّلام، فإنَّهم أهل غدرٍ، يشحذون سكاكينهم وهم يُوقِّعون بالأقلام على وثائق السَّلام! وما أنتم في أعينهم إلا الذبيحة القادمة، والغنيمة التَّالية، ولن يتوقَّفوا عن العمل لأجلِ حلم دولتهم الكبرى التي تدخل ضمن حدودها بيوتكم وأوطانكم جميعاً!
من تأمنون؟!
القوم الذين فاوضوا اللهَ عزَّ وجلَّ في بقرة؟!
أم القوم الذين كانوا يذبحون النَّبيَّ الذي يُرسله اللهُ إليهم ثم يذهبون إلى أسواقهم ودكاكينهم كأنهم ما فعلوا شيئاً؟!
أتأمنون الذين نشروا زكريا عليه السَّلام بالمنشار، وقدَّموا رأس السَّيد الحصور يحيى عليه السَّلام مهراً لبغيٍّ؟!
أتأمنون الذين أوقدوا نار الفتن بين الأوس والخزرج أبد الدَّهر؟!
أتأمنون بني قينقاع الغادرين، أم بني النَّضير الماكرين، أم أهل خيبرٍ ناقضي العهود وحانثي الأيمان؟!
أتأمنون الذين أخبركم ربُّكم عنهم أنهم أشدُّ النَّاسِ عداوةً لكم؟!
أتأمنون الذين أخبركم قرآنكم عنهم أنهم ينقضون عهدهم في كلِّ مرَّةٍ؟!
قاتِلُوا بأيدي إخوانكم وإلا ستُقاتلون يوماً بأيديكم!
واحقِنوا دماء أهل غزَّة وإلا ستستيقظون يوماً لتجدوا دماءكم هي التي تُسفك!
اللهُمَّ إنِّي قد بلَّغتُ فاشهد!
أدهم شرقاوي / سُطور
الطُّغاة على مرِّ العُصور عقلياتهم واحدة، ولسانُهم واحد!
نُسَخٌ رتيبةٌ ممجوجة، لا ابتكارَ ولا تجديد، وحدهم السُّذج من يعتقدون أنَّ الطَّاغية في بدلة رسمية وربطة عُنق، يختلف عن الطاغية بسيفٍ وخوذة، أو على كُرسيِّه والعبيدُ تُعمِلُ مراوحها فوق رأسه!
شاهدتُ مقابلة نتنياهو الأخيرة مع القناة الرَّابعة والعشرين، كنتُ أسمعُ كلامه، وصُور الطُّغاة الذين حدَّثنا الله تعالى عنهم في القرآن الكريم، أو وردتْ أحداثهم في السِّيرة النَّبويَّة، تمرُّ أمامي، وذُهلتُ من حدِّ التطابق!
عن الاستمرار في الحرب رغم المعارضة الداخلية، قال: إنَّه ذاهبٌ حتى النهاية!
لسان حال فرعون وهو يقول: ما أريكم إلا ما أرى!
وعن الهُدنة مرَّةً بعد مرَّةٍ، لسان حاله لسان النَّمرود وهو يقول: أنا أُحيي وأميتُ!
وعن استمرار الحرب رغم زوال خطر التهديد، لسان حاله لسان أبي جهلٍ يوم بدرٍ بعد أن نجت القافلة: أبداً، حتى نرد ماء بدرٍ، فننحرَ الجُزر، وتعزفُ القيان، ونشرب الخمر، فتسمع بنا العرب!
وعن دولة إسرائيل الكبرى، هو في مهمَّة تاريخيةٍ وروحية، ومرتبطٌ بالفكرة بشدَّة!
هازئاً بالعالم كله، مستصغراً ردود الأفعال، لسان حاله لسان فرعون: أنا ربكم الأعلى!
معضلة نتنياهو لخَّصتها جدَّتي رحمها الله في المثل الذي كانت تُردده دائماً: يا فرعون مين فرعنك؟
قال: ما لاقيت حدا يردني!
واللهِ إنه ليس بقوته ولكن بتخاذلنا!
في كتابِ الكاملِ في التَّاريخِ لابنِ الأثير:
عندما هاجمَ المغول مدينة "بُخارى" بقيادة "جنكيز خان" عجزوا عن اقتحامها.
فكتبَ "جنكيز خان" لأهل "بُخارى" يقول: ﻣﻦ وقفَ ﻓﻲ صفِّنا ﻓﻬﻮ ﺁﻣﻦ!
فانقسمَ أهلُ المدينةِ ﺇﻟﻰ صَفَّينِ ﺍﺛﻨﻴﻦ:
ﺍلصَّفُّ ﺍﻷﻭَّلُ رفضَ، وأصرَّ على القتالِ دفاعاً عن الدِّماء، وذوداً عن الأعراض!
ﺃﻣﺎ ﺍلصَّفُّ ﺍلثَّاني فوافقَ على عرضِ الأمان خوفاً من بطش المغول!
عندها كتبَ "ﺟﻨﻜﻴﺰ ﺧﺎﻥ" إلى الصَّفِّ الثَّاني يقول لهم: إن أنتم ﺃﻋﻨﺘﻤﻮﻧﺎ ﻋﻠﻰ قتالِ ﻣﻦ ﺭﻓﺾ ﻣﻨﻜﻢ، ﻧﻮلِّكم ﺃﻣﺮ ﺑﻠﺪﻛﻢ، ونُمكِّنكُم من الحكم والسلطان!
فتواجه الفريقان، وجيش المغول على أبوابها، فكانت الغلبة لمن خانَ!
فلما انتصروا فتحوا للمغول الأبواب!
وكان أوَّل ما فعله "جنكيز خان" حين دخل المدينة أن سحبَ منهم السِّلاح، ثمَّ أمرَ جيشه بذبحهم، وقال قولته المشهورة: ﻟﻮ ﻛﺎﻥ يُؤمنُ ﺟﺎﻧﺒﻬﻢ ما ﻏﺪﺭﻭﺍ ﺑﺈﺧﻮﺍﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻨﺎ نحنﺍﻟﻐﺮﺑﺎﺀ!
إن لم تنصُروا هذه المقاومة عقيدةً وديناً، فانصروها مصلحةً وسياسةً فإنها تُشغلُ عدوَّكم عنكم، فإنَّ العاقلَ إذا أرادَ أن يأمنَ شرَّ عدوِّه قوَّى من يُعاديه، أليس من البداهة أن يكون عدوّ عدوِّي صديقي؟! فما بالك لو كان عدوُّ عدوِّكَ بالأصلِ أخاكَ، وابنَ دينكَ وعقيدتكَ، ونصرتُه واجبةٌ عليكَ بلا مقابلٍ؟! فواللهِ لئن كُسِرتْ هذه المقاومة لا قدَّرَ الله فستذوقون على أيديهم ما ذاقه أهل غزَّة، وقد رأيتم الذي ذاقوه!
لا تلهثوا خلفَ سرابِ التَّطبيع، ووهم السَّلام، فإنَّهم أهل غدرٍ، يشحذون سكاكينهم وهم يُوقِّعون بالأقلام على وثائق السَّلام! وما أنتم في أعينهم إلا الذبيحة القادمة، والغنيمة التَّالية، ولن يتوقَّفوا عن العمل لأجلِ حلم دولتهم الكبرى التي تدخل ضمن حدودها بيوتكم وأوطانكم جميعاً!
من تأمنون؟!
القوم الذين فاوضوا اللهَ عزَّ وجلَّ في بقرة؟!
أم القوم الذين كانوا يذبحون النَّبيَّ الذي يُرسله اللهُ إليهم ثم يذهبون إلى أسواقهم ودكاكينهم كأنهم ما فعلوا شيئاً؟!
أتأمنون الذين نشروا زكريا عليه السَّلام بالمنشار، وقدَّموا رأس السَّيد الحصور يحيى عليه السَّلام مهراً لبغيٍّ؟!
أتأمنون الذين أوقدوا نار الفتن بين الأوس والخزرج أبد الدَّهر؟!
أتأمنون بني قينقاع الغادرين، أم بني النَّضير الماكرين، أم أهل خيبرٍ ناقضي العهود وحانثي الأيمان؟!
أتأمنون الذين أخبركم ربُّكم عنهم أنهم أشدُّ النَّاسِ عداوةً لكم؟!
أتأمنون الذين أخبركم قرآنكم عنهم أنهم ينقضون عهدهم في كلِّ مرَّةٍ؟!
قاتِلُوا بأيدي إخوانكم وإلا ستُقاتلون يوماً بأيديكم!
واحقِنوا دماء أهل غزَّة وإلا ستستيقظون يوماً لتجدوا دماءكم هي التي تُسفك!
اللهُمَّ إنِّي قد بلَّغتُ فاشهد!
أدهم شرقاوي / سُطور
❤2
يقول السائل:
إننا نؤمن بالقضاء والقدر، ولكن دوام المجازر والإبادة وكثرة الشهداء والمعتقلين وشدة الجوع والعطش تجعلنا نسأل: أين لطف الله مما يجري؟
والجواب:
الحمد لله، وبعد:
فإنَّ قدرَ الله مهما اشتد إلا أنه لا ينفكُّ عن لطف.
ولطفُ الله في ظل الشدائد قد لا تراه لما تُشكِّلُه الأحداث الضخام من ضبابيةٍ على العيون، لكن من ركز في بواطن الأحداث ولاحظ الكليات والجزئيات رأى لطف الله حاضرًا في كل مكان، ولهذا من كان خارج الحدث يكون أكثر رؤيةً لمظاهر لطف الله بالعباد لعدم خضوعه للمؤثرات التي يجدها القابع في جوف الحدث.
خذ عيِّنةً مما تعيشه ويدور حولك:
- لطف الله تجده حين يدك العدو مكانًا ويتفتت كل حجرٍ فيه ولا يخرج سالمًا من المكان إلا الشخص المستهدف!
- لطف الله تجده في أن أهل غزة والشمال ما زالوا ثابتين في مواقعهم، قد أفشل الله بهم مخطط التهجير، ولا يمكن في العادة لقدرة بشريةٍ أن تقف في وجه الأحزمة النارية وبركانية القصف المجنون مطلع المعركة، وذلك من أجل إجبار الناس على الهجرة، لكنه لطف الله.
- لطف الله تجده حين تُصطَفى عائلات بأكملها ليكونوا شهداء وما كانت شهادتهم تخطر لأحدٍ ببال على هذا النحو المجتمع.
- لطف الله تجده حين تستشهد عجوز وهي في سكرات الموت تحتضر ليُختم لها بالشهادة لا بالميتة العادية.
- لطف الله تجده حين سخَّر الله الإعلام الدولي لتغطية المعركة وما زالت التغطية مستمرة حتى أحدثت ما أحدثت في العالمين.
- لطف الله تجده حين يدخل مجاهدٌ إلى بيتٍ يستتر به من العدو ولا يجد ما يأكله أو يشربه بعد أن أحاط به العدو، وإذ بهم يدخلون البيت فانزوى في ناحيةٍ منه ولم يأتوا للمكان الذي هو فيه، ثم إنهم اتخذوا هذا البيت مثابةً فكانوا يأتون ومعهم أصناف الطعام والشراب، وبقي شهرًا ونصفًا والذي يمده بالطعام والشراب هم أعداؤه.
- لطف الله تجده حين يتولى طيران العدو توثيق مشاهد الخاتمة الفاخرة لعددٍ من المجاهدين ليعمل عمله من التربية والتحريض والوعي؛ كما الحال في خبر الشهيد الساجد، وكما الحال فيمن أخذ سلاح صاحبه الذي قضى نحبه وانقض كالأسد يطلق النار على أعدائه يكمل المشوار، والكاميرا التي توثق ذلك وتنشره هي كاميرا العدو!
- لطف الله تجده حين يخطط العدو عبر عملية ضخمة لاعتقال مجاهدٍ عنده ما عنده من المعلومات، وقد وصلوا إلى خيمته بالفعل وأحاطوا بها من كل جانب، ثم ضربهم بالنار فانشغلوا ثانيتين أو ثلاثًا مكَّنته من الفرار.
- لطف الله تجده فيمن يسعى في التجنيد ضمن القوات المجاهدة في الوقت الذي تحصل فيه المجازر، وربما فكر بعض المجاهدين في التقهقر تحت وطأة الأحداث.
- لطف الله تجده حين ترك كثيرٌ من الناس مواقعهم الأصلية وانشغلوا بواجب الوقت من الإغاثة والإيواء والنصرة؛ لتتكون بذلك جبهةٌ داخليةٌ مساندةٌ للجبهة المقاتلة، فيجتمع لأهل البلد أوفر الحظ من الملحمة والمرحمة، والرجاء أن يعمهم ما وصف به ربنا أصحاب نبيه : ﴿أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾ [الفتح: 29].
- لطف الله تجده حين ترى الأمة بأسرها تنتفض في هذه المعركة، تتألم لألم إخوانهم، ويحصل هذا في زمن المادية والفردانية والدولة القطرية.
- لطف الله تجده حين ترى العلماء والدعاة والمحرضين وأصحاب المال ورجال الإعلام يتحركون لنصرة هذا الثغر، فالمقاتل هنا يقاتل وخلفه أمة يستند إليها، ولئن كانت مكبلةً بقيود الأنظمة الخائنة إلا أن القيد لا يدوم.
وقد استمعت إلى عددٍ من حلقات البودكاست مع نخبةٍ من مشايخ الأمة وأساتذتها ومفكريها وسرني ما فيها من عمقٍ وحُسنِ نظرٍ مع أهليةٍ وشعور بالمسؤولية، وبمجموعه يمثل وجبةً فكريةً حسنةً لشباب هذا الجيل.
- لطف الله تجده حين يدخل العدو منطقةً ويبيد فيها كل شيء، ويحولها كومةً من حجارة ومن وسط الحجارة يخرج مجاهد يكبر ويضرب آليات العدو ويثخن في الجنود ويعود سالمًا، وترى الأمة ذلك موثقًا بالصوت والصورة.
- لطف الله تجده حين يتمكن العدو من الوصول لبعض المجاهدين حتى إذا لم يبق بينهم إلا مترٌ واحدٌ فقط أنزل الله غشاوته على العيون فيعودون دون أن يروهم.
- لطف الله تجده حين ترى المدارس وحلقات التحفيظ ومجالس سرد القرآن قد عادت إلى العمل في الأشهر الأولى من النزوح، بل عادت الجامعة الإسلامية لتفعيل برنامج الماجستير في هذا الظرف الذي يعانيه البلد.
- لطف الله تجده حين اجتمع علينا الأحزاب في هذا العصر بدءًا بالدول الكبرى مع تواطأ عددٍ من الدول العربية، وإحكام الحصار وتجويع الناس وقطع الإمدادات عن البلد، ومجيء الطائرات الأمريكية والبريطانية إلى جانب الطائرات الصهيونية، والتي تحلق على مدار الساعة حتى إني عددت مرة نحوًا من عشرِ طائراتٍ في آنٍ واحد، بعضها عسكري وبعضها أمني استخباري، مع تفوقٍ تقنيٍّ مرعب.
والبلد ليس فيها تضاريس قتالية من جبالٍ أو مغاراتٍ أو وديان، وأي مجاهد يظهر على وجه الأرض يقصف.
إننا نؤمن بالقضاء والقدر، ولكن دوام المجازر والإبادة وكثرة الشهداء والمعتقلين وشدة الجوع والعطش تجعلنا نسأل: أين لطف الله مما يجري؟
والجواب:
الحمد لله، وبعد:
فإنَّ قدرَ الله مهما اشتد إلا أنه لا ينفكُّ عن لطف.
ولطفُ الله في ظل الشدائد قد لا تراه لما تُشكِّلُه الأحداث الضخام من ضبابيةٍ على العيون، لكن من ركز في بواطن الأحداث ولاحظ الكليات والجزئيات رأى لطف الله حاضرًا في كل مكان، ولهذا من كان خارج الحدث يكون أكثر رؤيةً لمظاهر لطف الله بالعباد لعدم خضوعه للمؤثرات التي يجدها القابع في جوف الحدث.
خذ عيِّنةً مما تعيشه ويدور حولك:
- لطف الله تجده حين يدك العدو مكانًا ويتفتت كل حجرٍ فيه ولا يخرج سالمًا من المكان إلا الشخص المستهدف!
- لطف الله تجده في أن أهل غزة والشمال ما زالوا ثابتين في مواقعهم، قد أفشل الله بهم مخطط التهجير، ولا يمكن في العادة لقدرة بشريةٍ أن تقف في وجه الأحزمة النارية وبركانية القصف المجنون مطلع المعركة، وذلك من أجل إجبار الناس على الهجرة، لكنه لطف الله.
- لطف الله تجده حين تُصطَفى عائلات بأكملها ليكونوا شهداء وما كانت شهادتهم تخطر لأحدٍ ببال على هذا النحو المجتمع.
- لطف الله تجده حين تستشهد عجوز وهي في سكرات الموت تحتضر ليُختم لها بالشهادة لا بالميتة العادية.
- لطف الله تجده حين سخَّر الله الإعلام الدولي لتغطية المعركة وما زالت التغطية مستمرة حتى أحدثت ما أحدثت في العالمين.
- لطف الله تجده حين يدخل مجاهدٌ إلى بيتٍ يستتر به من العدو ولا يجد ما يأكله أو يشربه بعد أن أحاط به العدو، وإذ بهم يدخلون البيت فانزوى في ناحيةٍ منه ولم يأتوا للمكان الذي هو فيه، ثم إنهم اتخذوا هذا البيت مثابةً فكانوا يأتون ومعهم أصناف الطعام والشراب، وبقي شهرًا ونصفًا والذي يمده بالطعام والشراب هم أعداؤه.
- لطف الله تجده حين يتولى طيران العدو توثيق مشاهد الخاتمة الفاخرة لعددٍ من المجاهدين ليعمل عمله من التربية والتحريض والوعي؛ كما الحال في خبر الشهيد الساجد، وكما الحال فيمن أخذ سلاح صاحبه الذي قضى نحبه وانقض كالأسد يطلق النار على أعدائه يكمل المشوار، والكاميرا التي توثق ذلك وتنشره هي كاميرا العدو!
- لطف الله تجده حين يخطط العدو عبر عملية ضخمة لاعتقال مجاهدٍ عنده ما عنده من المعلومات، وقد وصلوا إلى خيمته بالفعل وأحاطوا بها من كل جانب، ثم ضربهم بالنار فانشغلوا ثانيتين أو ثلاثًا مكَّنته من الفرار.
- لطف الله تجده فيمن يسعى في التجنيد ضمن القوات المجاهدة في الوقت الذي تحصل فيه المجازر، وربما فكر بعض المجاهدين في التقهقر تحت وطأة الأحداث.
- لطف الله تجده حين ترك كثيرٌ من الناس مواقعهم الأصلية وانشغلوا بواجب الوقت من الإغاثة والإيواء والنصرة؛ لتتكون بذلك جبهةٌ داخليةٌ مساندةٌ للجبهة المقاتلة، فيجتمع لأهل البلد أوفر الحظ من الملحمة والمرحمة، والرجاء أن يعمهم ما وصف به ربنا أصحاب نبيه : ﴿أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾ [الفتح: 29].
- لطف الله تجده حين ترى الأمة بأسرها تنتفض في هذه المعركة، تتألم لألم إخوانهم، ويحصل هذا في زمن المادية والفردانية والدولة القطرية.
- لطف الله تجده حين ترى العلماء والدعاة والمحرضين وأصحاب المال ورجال الإعلام يتحركون لنصرة هذا الثغر، فالمقاتل هنا يقاتل وخلفه أمة يستند إليها، ولئن كانت مكبلةً بقيود الأنظمة الخائنة إلا أن القيد لا يدوم.
وقد استمعت إلى عددٍ من حلقات البودكاست مع نخبةٍ من مشايخ الأمة وأساتذتها ومفكريها وسرني ما فيها من عمقٍ وحُسنِ نظرٍ مع أهليةٍ وشعور بالمسؤولية، وبمجموعه يمثل وجبةً فكريةً حسنةً لشباب هذا الجيل.
- لطف الله تجده حين يدخل العدو منطقةً ويبيد فيها كل شيء، ويحولها كومةً من حجارة ومن وسط الحجارة يخرج مجاهد يكبر ويضرب آليات العدو ويثخن في الجنود ويعود سالمًا، وترى الأمة ذلك موثقًا بالصوت والصورة.
- لطف الله تجده حين يتمكن العدو من الوصول لبعض المجاهدين حتى إذا لم يبق بينهم إلا مترٌ واحدٌ فقط أنزل الله غشاوته على العيون فيعودون دون أن يروهم.
- لطف الله تجده حين ترى المدارس وحلقات التحفيظ ومجالس سرد القرآن قد عادت إلى العمل في الأشهر الأولى من النزوح، بل عادت الجامعة الإسلامية لتفعيل برنامج الماجستير في هذا الظرف الذي يعانيه البلد.
- لطف الله تجده حين اجتمع علينا الأحزاب في هذا العصر بدءًا بالدول الكبرى مع تواطأ عددٍ من الدول العربية، وإحكام الحصار وتجويع الناس وقطع الإمدادات عن البلد، ومجيء الطائرات الأمريكية والبريطانية إلى جانب الطائرات الصهيونية، والتي تحلق على مدار الساعة حتى إني عددت مرة نحوًا من عشرِ طائراتٍ في آنٍ واحد، بعضها عسكري وبعضها أمني استخباري، مع تفوقٍ تقنيٍّ مرعب.
والبلد ليس فيها تضاريس قتالية من جبالٍ أو مغاراتٍ أو وديان، وأي مجاهد يظهر على وجه الأرض يقصف.
❤2
وإذا دخل العدو منطقةً أبادها بالأحزمة النارية والقصف البركاني المجنون حتى إن الدقيقة الوحدة كانت تشهد أحيانًا أكثر من مائة قذيفة كما حدثني بذلك بعض من شهد ذلك.
ثم إن العدو فاجأنا في هذه الحرب بفتنةٍ جديدة تمثلت في طائرة "الِكْوَاد كابتر"، والتي تبقى تطوف في الأجواء، وهي ذات أحجام شتى، ومنها ما يمكن أن يدخل البيوت، ويقف يتنصت على البيوت والأشجار والخيام، وفي بعضها سماعة تُمَكِّن الجندي الذي يتحكم بها عن بعد أن يكلم من في المكان، وتقوم بإطلاق النار، وهي بالجملة كانت مما يخطر لنا بالخيال حين نتصور طبيعة المعارك حتى رأيناها تعمل عملها ضدنا في هذه الحرب.
وأمام هذا كله، ومن غير وجود أي دولةٍ مجاورة مناصرة.. فإن الله ثبَّت أبناء هذا البلد ثباتًا أسطوريًّا على مدار سنة كاملة، فإذا تصورت ما ذكرته مجتمعًا ورأيت هذا الثبات فهل تتوقع أن ذلك كان من قدرة أهل هذا البلد؟! كلا والله؛ وليس ثمة تفسير لهذا إلا أنه لطف الله.
وصدق ربنا إذ يقول: ﴿اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ﴾ [الشورى: 19].
وصلى الله وسلم على نبي الله يوسف الذي بعد أن مرَّ فيما مرَّ به من الشدائد حتى مَكَّنَ الله له أخذ يقول: ﴿إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ﴾ [يوسف: 100].
بقلم: محمد محمد الأسطل
من علماء غزة
ثم إن العدو فاجأنا في هذه الحرب بفتنةٍ جديدة تمثلت في طائرة "الِكْوَاد كابتر"، والتي تبقى تطوف في الأجواء، وهي ذات أحجام شتى، ومنها ما يمكن أن يدخل البيوت، ويقف يتنصت على البيوت والأشجار والخيام، وفي بعضها سماعة تُمَكِّن الجندي الذي يتحكم بها عن بعد أن يكلم من في المكان، وتقوم بإطلاق النار، وهي بالجملة كانت مما يخطر لنا بالخيال حين نتصور طبيعة المعارك حتى رأيناها تعمل عملها ضدنا في هذه الحرب.
وأمام هذا كله، ومن غير وجود أي دولةٍ مجاورة مناصرة.. فإن الله ثبَّت أبناء هذا البلد ثباتًا أسطوريًّا على مدار سنة كاملة، فإذا تصورت ما ذكرته مجتمعًا ورأيت هذا الثبات فهل تتوقع أن ذلك كان من قدرة أهل هذا البلد؟! كلا والله؛ وليس ثمة تفسير لهذا إلا أنه لطف الله.
وصدق ربنا إذ يقول: ﴿اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ﴾ [الشورى: 19].
وصلى الله وسلم على نبي الله يوسف الذي بعد أن مرَّ فيما مرَّ به من الشدائد حتى مَكَّنَ الله له أخذ يقول: ﴿إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ﴾ [يوسف: 100].
بقلم: محمد محمد الأسطل
من علماء غزة
Forwarded from قناة أحمد بن يوسف السيد
الحجة قائمة على أهل زماننا بوجوب نصرة الدين والسعي في نصرة الأمة بقدر المستطاع،
فلم يحصل منذ قرون أن جاهر أعداء الأمة بهذا العداء لأصولنا وجذورنا وديننا ووجودنا كما يحصل اليوم -وآخر ذلك التصريح علناً بإسرائيل الكبرى-.
كما لم يحصل ارتفاع صوت المنافقين الإعلامي بحرب المجاهدين في سبيل الله والدعاة إلى الله صراحة جهارا نهارا كما يحصل اليوم،
ولم يحصل هذا القدر من تشتيت العقول وتفريق الصفوف وإرهاب نفوس أبناء الأمة أمنيّاً وفكرياً واقتصادياً كما هو حاصل اليوم.
وأقولها وبكل وضوح: لعل الأعداء لم يشعروا يوماً بقربهم الحقيقي من اجتثاث الجذور المتينة للإسلام كشعورهم اليوم،
وكذلك المنافقون يرون أنهم حققوا إنجازات هائلة في اجتثاث جذوة العمل لنصرة الإسلام من ساحة الأمة وظنوا كما ظن أسلافهم من قبل "بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبداً"
فهم يظنون أن العالم بات أكثر ملاءمة لهم بعيداً عن حَمَلَة الإسلام وأنصار الملّة، وأنهم قضوا عليهم تماماً، وهم يرون بأعينهم أنه لا مانع لهم بالفعل، وهذه سنة أهل الباطل على مر التاريخ "فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا"
فحين تضيق الأحوال ويُقبل اليأس ويُدبر الأمل يأتي الله بالفرَج،
وسيرى هؤلاء المستعلون المستكبرون كيف يُنبت الله في الأرض الطيبة أشجارها من جديد، ويصطفي من عباده من يُنِيْلُه شرف الدفاع عن دينه وإعلاء كلمته، حتى تقوم الساعة.
والحمد لله رب العالمين
فلم يحصل منذ قرون أن جاهر أعداء الأمة بهذا العداء لأصولنا وجذورنا وديننا ووجودنا كما يحصل اليوم -وآخر ذلك التصريح علناً بإسرائيل الكبرى-.
كما لم يحصل ارتفاع صوت المنافقين الإعلامي بحرب المجاهدين في سبيل الله والدعاة إلى الله صراحة جهارا نهارا كما يحصل اليوم،
ولم يحصل هذا القدر من تشتيت العقول وتفريق الصفوف وإرهاب نفوس أبناء الأمة أمنيّاً وفكرياً واقتصادياً كما هو حاصل اليوم.
وأقولها وبكل وضوح: لعل الأعداء لم يشعروا يوماً بقربهم الحقيقي من اجتثاث الجذور المتينة للإسلام كشعورهم اليوم،
وكذلك المنافقون يرون أنهم حققوا إنجازات هائلة في اجتثاث جذوة العمل لنصرة الإسلام من ساحة الأمة وظنوا كما ظن أسلافهم من قبل "بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبداً"
فهم يظنون أن العالم بات أكثر ملاءمة لهم بعيداً عن حَمَلَة الإسلام وأنصار الملّة، وأنهم قضوا عليهم تماماً، وهم يرون بأعينهم أنه لا مانع لهم بالفعل، وهذه سنة أهل الباطل على مر التاريخ "فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا"
فحين تضيق الأحوال ويُقبل اليأس ويُدبر الأمل يأتي الله بالفرَج،
وسيرى هؤلاء المستعلون المستكبرون كيف يُنبت الله في الأرض الطيبة أشجارها من جديد، ويصطفي من عباده من يُنِيْلُه شرف الدفاع عن دينه وإعلاء كلمته، حتى تقوم الساعة.
والحمد لله رب العالمين