لا تنتهي سلسلة الجرائم التي اقترفتها الولايات المتحدة الأمريكية بحق شعوب العالم. ولكن مذبحة إندونيسيا التي قام بها الجنرالات الذين دعمتهم أمريكا وبالسلاح الأمريكي ثم ما ارتبط بها من مجزرة في جزيرة تيمور الشرقية على أيدي الجنرالات أنفسهم هو حدث مروّع ينبغي الإستمرار في التذكير به ولا يجوز نسيانه أو طي صفحاته من السجل التاريخي لجرائم الولايات المتحدة التي تكشف زيف ما تدّعيه من مزاعم كاذبة عن نصرة الديمقراطية والدفاع عن الحرية وحمل لوائها المقدّس.
في عام 1958، نفّذت الولايات المتحدة، عبر وكالة المخابرات المركزية (CIA)، عمليات سرية في إندونيسيا بهدف دعم المتمردين المناهضين للشيوعية الذين كانوا يسعون للإطاحة بحكومة الرئيس سوكارنو. جاء هذا التدخل نتيجة مخاوف الولايات المتحدة من تنامي نفوذ الحزب الشيوعي الإندونيسي داخل الحكومة الإندونيسية.
بدأت وكالة المخابرات المركزية في يناير 1958 بتطوير شبكات دعم سرية للمتمردين في جزر سومطرة وسولاويسي. شمل هذا الدعم تزويد المتمردين بالأسلحة والتمويل، بالإضافة إلى إنشاء محطات إذاعية لبث دعاية مناهضة لسوكارنو. كما قامت الوكالة بتوفير طائرات وأفراد أجانب، بما في ذلك طيارين وميكانيكيين، لدعم العمليات العسكرية للمتمردين.
إلا أن هذا التدخل السري كُشف عندما تم إسقاط طائرة يقودها الطيار الأمريكي ألين بوب في مايو 1958، مما أدى إلى فضح الدور الأمريكي في دعم المتمردين. بعد هذا الكشف، تراجعت الولايات المتحدة عن دعمها للمتمردين، وتحولت لدعم الجيش الإندونيسي كقوة موازنة ضد النفوذ الشيوعي المتزايد.
بعد الإدعاء بوجود محاولة انقلابية أعدّها الشيوعيون في 30 أيلول 1965، وقَتْل ستة جنرالات أندونيسيين، تولى الجنرال سوهارتو الموالي لأمريكا السلطة .. وبدأ حمّاماً من الدم ذبح فيه ألوفا من الناس كانوا بمعظمهم من الفلاحين الذين لا يملكون أرضا ً.. وقد قال في شهادته المكتوبة أن “الجثث تُركت مُمدة كشكل من صدمة علاج”. لم يُعرف حجم المجزرة بالضبط . قدّرت المخابرات المركزية عدد القتلى بـ 250,000، لكن رئيس جهاز أمن الدولة الأندونيسي قدرهم لاحقا بنصف مليون. أما منظمة العفو الدولية فقد أعطت رقما “أكثر بكثير من مليون”. كانت مذبحة لا تُصدق. وتم اعتقال 750,000 ألف آخرين تبعا للارقام الرسمية لسنوات طويلة ودون محاكمة. أطيح بسوكارنو وحكم العسكريون دون منازع .. وفُتحت البلاد أمام الإستغلال الغربي الذي لا ينافسه سوى شراهة الحكّام.
وقد أشار خبراء – منهم مدير سابق لوكالة المخابرات هو (رالف مالك غيهي) – إلى أن وكالة المخابرات هي التي دبرت القصص المُلفقة للفظائع التي صارت اساسا للعنف الموجه ضد الشيوعيين، ولم تثبت صلة الحزب الشيوعي بالمحاولة الانقلابية. وقد أرسل وزير الخارجية الأمريكي رسالة إلى السفير الأميركي في أندونيسيا يطلب فيها استمرار الحملة ضد الشيوعيين وتعزيز حكم العسكر لشن حملة كبرى ضد الشيوعيين. بدأ إرسال أسلحة وطائرات أمريكية وأجهزة اتصال إلى جنرالات إندونيسيا. ظهر أن تشجيع الولايات المتحدة للجيش للقيام بهذه المذبحة يعود إلى عام 1964 . كانت برقيات السفارة تشير إلى أن إبادة الشيوعيين مستمرة بنشاط .. في بداية شباط 1966 أُعلم الرئيس جونسون بذبح 100 ألف شيوعي . بدأ الفرح بالمذبحة في أمريكا. وعند مثوله أمام مجلس الشيوخ سُئل وزير الدفاع روبرت ماكنمارا ما إذا كانت المعونة العسكرية الأمريكية لأندونيسيا قد أتت أُكُلها، فأجاب نعم أتت أكلها فعلا، أما أكلها فكانت أكواما من الجثث. وفي اتصال لمكانمارا مع الرئيس جونسون قال إن المعونة الأميركية للجيش الأندونيسي شجعته على التحرك ضد الحزب الشيوعي. والأهم – كما قال – استقدام العناصر العسكرية الأندونيسية لتدريبها في واشنطن. لم يدن الكونغرس المذبحة.. وصارت أندونيسيا تحت رحمة البنك الدولي وأصبحت ثالث أكبر مقترض في العالم. (تشومسكي: الغزو مستمر، طموحات امبريالية، الدولة الفاشلة).
اعتبرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية الديمقراطية ما حصل في إندونيسيا من مجازر رهيبة: “شعاع من الضوء في آسيا”.
#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#جرائم_لا_تنسى
#تكوين_وعي_المسلم
في عام 1958، نفّذت الولايات المتحدة، عبر وكالة المخابرات المركزية (CIA)، عمليات سرية في إندونيسيا بهدف دعم المتمردين المناهضين للشيوعية الذين كانوا يسعون للإطاحة بحكومة الرئيس سوكارنو. جاء هذا التدخل نتيجة مخاوف الولايات المتحدة من تنامي نفوذ الحزب الشيوعي الإندونيسي داخل الحكومة الإندونيسية.
بدأت وكالة المخابرات المركزية في يناير 1958 بتطوير شبكات دعم سرية للمتمردين في جزر سومطرة وسولاويسي. شمل هذا الدعم تزويد المتمردين بالأسلحة والتمويل، بالإضافة إلى إنشاء محطات إذاعية لبث دعاية مناهضة لسوكارنو. كما قامت الوكالة بتوفير طائرات وأفراد أجانب، بما في ذلك طيارين وميكانيكيين، لدعم العمليات العسكرية للمتمردين.
إلا أن هذا التدخل السري كُشف عندما تم إسقاط طائرة يقودها الطيار الأمريكي ألين بوب في مايو 1958، مما أدى إلى فضح الدور الأمريكي في دعم المتمردين. بعد هذا الكشف، تراجعت الولايات المتحدة عن دعمها للمتمردين، وتحولت لدعم الجيش الإندونيسي كقوة موازنة ضد النفوذ الشيوعي المتزايد.
بعد الإدعاء بوجود محاولة انقلابية أعدّها الشيوعيون في 30 أيلول 1965، وقَتْل ستة جنرالات أندونيسيين، تولى الجنرال سوهارتو الموالي لأمريكا السلطة .. وبدأ حمّاماً من الدم ذبح فيه ألوفا من الناس كانوا بمعظمهم من الفلاحين الذين لا يملكون أرضا ً.. وقد قال في شهادته المكتوبة أن “الجثث تُركت مُمدة كشكل من صدمة علاج”. لم يُعرف حجم المجزرة بالضبط . قدّرت المخابرات المركزية عدد القتلى بـ 250,000، لكن رئيس جهاز أمن الدولة الأندونيسي قدرهم لاحقا بنصف مليون. أما منظمة العفو الدولية فقد أعطت رقما “أكثر بكثير من مليون”. كانت مذبحة لا تُصدق. وتم اعتقال 750,000 ألف آخرين تبعا للارقام الرسمية لسنوات طويلة ودون محاكمة. أطيح بسوكارنو وحكم العسكريون دون منازع .. وفُتحت البلاد أمام الإستغلال الغربي الذي لا ينافسه سوى شراهة الحكّام.
وقد أشار خبراء – منهم مدير سابق لوكالة المخابرات هو (رالف مالك غيهي) – إلى أن وكالة المخابرات هي التي دبرت القصص المُلفقة للفظائع التي صارت اساسا للعنف الموجه ضد الشيوعيين، ولم تثبت صلة الحزب الشيوعي بالمحاولة الانقلابية. وقد أرسل وزير الخارجية الأمريكي رسالة إلى السفير الأميركي في أندونيسيا يطلب فيها استمرار الحملة ضد الشيوعيين وتعزيز حكم العسكر لشن حملة كبرى ضد الشيوعيين. بدأ إرسال أسلحة وطائرات أمريكية وأجهزة اتصال إلى جنرالات إندونيسيا. ظهر أن تشجيع الولايات المتحدة للجيش للقيام بهذه المذبحة يعود إلى عام 1964 . كانت برقيات السفارة تشير إلى أن إبادة الشيوعيين مستمرة بنشاط .. في بداية شباط 1966 أُعلم الرئيس جونسون بذبح 100 ألف شيوعي . بدأ الفرح بالمذبحة في أمريكا. وعند مثوله أمام مجلس الشيوخ سُئل وزير الدفاع روبرت ماكنمارا ما إذا كانت المعونة العسكرية الأمريكية لأندونيسيا قد أتت أُكُلها، فأجاب نعم أتت أكلها فعلا، أما أكلها فكانت أكواما من الجثث. وفي اتصال لمكانمارا مع الرئيس جونسون قال إن المعونة الأميركية للجيش الأندونيسي شجعته على التحرك ضد الحزب الشيوعي. والأهم – كما قال – استقدام العناصر العسكرية الأندونيسية لتدريبها في واشنطن. لم يدن الكونغرس المذبحة.. وصارت أندونيسيا تحت رحمة البنك الدولي وأصبحت ثالث أكبر مقترض في العالم. (تشومسكي: الغزو مستمر، طموحات امبريالية، الدولة الفاشلة).
اعتبرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية الديمقراطية ما حصل في إندونيسيا من مجازر رهيبة: “شعاع من الضوء في آسيا”.
#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#جرائم_لا_تنسى
#تكوين_وعي_المسلم
Forwarded from أدهم شرقاوي
أنتم الذَّبيحَةُ القادمة!
روى ابنُ الأثيرِ في كتابه الكاملِ في التَّاريخ:
عندما هاجمَ المغول مدينة "بُخارى" بقيادة "جنكيز خان" عجزوا عن اقتحامها.
فكتبَ "جنكيز خان" لأهل "بُخارى" يقول: ﻣﻦ وقفَ ﻓﻲ صفِّنا ﻓﻬﻮ ﺁﻣﻦ!
فانقسمَ أهلُ المدينةِ ﺇﻟﻰ صَفَّينِ ﺍﺛﻨﻴﻦ:
ﺍلصَّفُّ ﺍﻷﻭَّلُ رفضَ، وأصرَّ على القتالِ دفاعاً عن الدِّماء، وذوداً عن الأعراض!
ﺃﻣﺎ ﺍلصَّفُّ ﺍلثَّاني فوافقَ على عرضِ الأمان خوفاً من بطش المغول!
عندها كتبَ "ﺟﻨﻜﻴﺰ ﺧﺎﻥ" إلى الصَّفِّ الثَّاني يقول لهم: إن أنتم ﺃﻋﻨﺘﻤﻮﻧﺎ ﻋﻠﻰ قتالِ ﻣﻦ ﺭﻓﺾ ﻣﻨﻜﻢ، ﻧﻮلِّكم ﺃﻣﺮ ﺑﻠﺪﻛﻢ، ونُمكِّنكُم من الحكم والسلطان!
فتواجه الفريقان، وجيش المغول على أبوابها، فكانت الغلبة لمن خانَ!
فلما انتصروا فتحوا للمغول الأبواب!
وكان أوَّل ما فعله "جنكيز خان" حين دخل المدينة أن سحبَ منهم السِّلاح، ثمَّ أمرَ جيشه بذبحهم، وقال قولته المشهورة: ﻟﻮ ﻛﺎﻥ يُؤمنُ ﺟﺎﻧﺒﻬﻢ ما ﻏﺪﺭﻭﺍ ﺑﺈﺧﻮﺍﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻨﺎ نحنﺍﻟﻐﺮﺑﺎﺀ!
إن لم تنصُروا هذه المقاومة عقيدةً وديناً، فانصروها مصلحةً وسياسةً فإنها تُشغلُ عدوَّكم عنكم، فإنَّ العاقلَ إذا أرادَ أن يأمنَ شرَّ عدوِّه قوَّى من يُعاديه، أليس من البداهة أن يكون عدوّ عدوِّي صديقي؟! فما بالك لو كان عدوُّ عدوِّكَ بالأصلِ أخاكَ، وابنَ دينكَ وعقيدتكَ، ونصرتُه واجبةٌ عليكَ بلا مقابلٍ؟! فواللهِ لئن كُسِرتْ هذه المقاومة لا قدَّرَ الله فستذوقون على أيديهم ما ذاقه أهل غزَّة، وقد رأيتم الذي ذاقوه!
لا تلهثوا خلفَ سرابِ التَّطبيع، ووهم السَّلام، فإنَّهم أهل غدرٍ، يشحذون سكاكينهم وهم يُوقِّعون بالأقلام على وثائق السَّلام! وما أنتم في أعينهم إلا الذبيحة القادمة، والغنيمة التَّالية، ولن يتوقَّفوا عن العمل لأجلِ حلم دولتهم الكبرى التي تدخل ضمن حدودها بيوتكم وأوطانكم جميعاً!
من تأمنون؟!
القوم الذين فاوضوا اللهَ عزَّ وجلَّ في بقرة؟!
أم القوم الذين كانوا يذبحون النَّبيَّ الذي يُرسله اللهُ إليهم ثم يذهبون إلى أسواقهم ودكاكينهم كأنهم ما فعلوا شيئاً؟!
أتأمنون الذين نشروا زكريا عليه السَّلام بالمنشار، وقدَّموا رأس السَّيد الحصور يحيى عليه السَّلام مهراً لبغيٍّ؟!
أتأمنون الذين أوقدوا نار الفتن بين الأوس والخزرج أبد الدَّهر؟!
أتأمنون بني قينقاع الغادرين، أم بني النَّضير الماكرين، أم أهل خيبرٍ ناقضي العهود وحانثي الأيمان؟!
أتأمنون الذين أخبركم ربُّكم عنهم أنهم أشدُّ النَّاسِ عداوةً لكم؟!
أتأمنون الذين أخبركم قرآنكم عنهم أنهم ينقضون عهدهم في كلِّ مرَّةٍ؟!
قاتِلُوا بأيدي إخوانكم وإلا ستُقاتلون يوماً بأيديكم!
واحقِنوا دماء أهل غزَّة وإلا ستستيقظون يوماً لتجدوا دماءكم هي التي تُسفك!
اللهُمَّ إنِّي قد بلَّغتُ فاشهد!
أدهم شرقاوي / سُطور
روى ابنُ الأثيرِ في كتابه الكاملِ في التَّاريخ:
عندما هاجمَ المغول مدينة "بُخارى" بقيادة "جنكيز خان" عجزوا عن اقتحامها.
فكتبَ "جنكيز خان" لأهل "بُخارى" يقول: ﻣﻦ وقفَ ﻓﻲ صفِّنا ﻓﻬﻮ ﺁﻣﻦ!
فانقسمَ أهلُ المدينةِ ﺇﻟﻰ صَفَّينِ ﺍﺛﻨﻴﻦ:
ﺍلصَّفُّ ﺍﻷﻭَّلُ رفضَ، وأصرَّ على القتالِ دفاعاً عن الدِّماء، وذوداً عن الأعراض!
ﺃﻣﺎ ﺍلصَّفُّ ﺍلثَّاني فوافقَ على عرضِ الأمان خوفاً من بطش المغول!
عندها كتبَ "ﺟﻨﻜﻴﺰ ﺧﺎﻥ" إلى الصَّفِّ الثَّاني يقول لهم: إن أنتم ﺃﻋﻨﺘﻤﻮﻧﺎ ﻋﻠﻰ قتالِ ﻣﻦ ﺭﻓﺾ ﻣﻨﻜﻢ، ﻧﻮلِّكم ﺃﻣﺮ ﺑﻠﺪﻛﻢ، ونُمكِّنكُم من الحكم والسلطان!
فتواجه الفريقان، وجيش المغول على أبوابها، فكانت الغلبة لمن خانَ!
فلما انتصروا فتحوا للمغول الأبواب!
وكان أوَّل ما فعله "جنكيز خان" حين دخل المدينة أن سحبَ منهم السِّلاح، ثمَّ أمرَ جيشه بذبحهم، وقال قولته المشهورة: ﻟﻮ ﻛﺎﻥ يُؤمنُ ﺟﺎﻧﺒﻬﻢ ما ﻏﺪﺭﻭﺍ ﺑﺈﺧﻮﺍﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻨﺎ نحنﺍﻟﻐﺮﺑﺎﺀ!
إن لم تنصُروا هذه المقاومة عقيدةً وديناً، فانصروها مصلحةً وسياسةً فإنها تُشغلُ عدوَّكم عنكم، فإنَّ العاقلَ إذا أرادَ أن يأمنَ شرَّ عدوِّه قوَّى من يُعاديه، أليس من البداهة أن يكون عدوّ عدوِّي صديقي؟! فما بالك لو كان عدوُّ عدوِّكَ بالأصلِ أخاكَ، وابنَ دينكَ وعقيدتكَ، ونصرتُه واجبةٌ عليكَ بلا مقابلٍ؟! فواللهِ لئن كُسِرتْ هذه المقاومة لا قدَّرَ الله فستذوقون على أيديهم ما ذاقه أهل غزَّة، وقد رأيتم الذي ذاقوه!
لا تلهثوا خلفَ سرابِ التَّطبيع، ووهم السَّلام، فإنَّهم أهل غدرٍ، يشحذون سكاكينهم وهم يُوقِّعون بالأقلام على وثائق السَّلام! وما أنتم في أعينهم إلا الذبيحة القادمة، والغنيمة التَّالية، ولن يتوقَّفوا عن العمل لأجلِ حلم دولتهم الكبرى التي تدخل ضمن حدودها بيوتكم وأوطانكم جميعاً!
من تأمنون؟!
القوم الذين فاوضوا اللهَ عزَّ وجلَّ في بقرة؟!
أم القوم الذين كانوا يذبحون النَّبيَّ الذي يُرسله اللهُ إليهم ثم يذهبون إلى أسواقهم ودكاكينهم كأنهم ما فعلوا شيئاً؟!
أتأمنون الذين نشروا زكريا عليه السَّلام بالمنشار، وقدَّموا رأس السَّيد الحصور يحيى عليه السَّلام مهراً لبغيٍّ؟!
أتأمنون الذين أوقدوا نار الفتن بين الأوس والخزرج أبد الدَّهر؟!
أتأمنون بني قينقاع الغادرين، أم بني النَّضير الماكرين، أم أهل خيبرٍ ناقضي العهود وحانثي الأيمان؟!
أتأمنون الذين أخبركم ربُّكم عنهم أنهم أشدُّ النَّاسِ عداوةً لكم؟!
أتأمنون الذين أخبركم قرآنكم عنهم أنهم ينقضون عهدهم في كلِّ مرَّةٍ؟!
قاتِلُوا بأيدي إخوانكم وإلا ستُقاتلون يوماً بأيديكم!
واحقِنوا دماء أهل غزَّة وإلا ستستيقظون يوماً لتجدوا دماءكم هي التي تُسفك!
اللهُمَّ إنِّي قد بلَّغتُ فاشهد!
أدهم شرقاوي / سُطور
اختلف الصحابة وتنوعت أفهامهم، وما تفرَّقت منهم القلوب:
لقد اختلف الصدر الأول رضي الله عنهم في المسائل الفقهية والخلافات الفرعية المذهبية، ولكن لم يتركوا الوئام، وتنوعت أفهامهم وفتاواهم وما تفرقت منهم القلوب وما مسهم من الخلاف سقام، وكان كلٌ من كبارهم يمثل اتجاهاً في الاستنباط والتفكير تحوَّل فيما بعد إلى مدرسة لها أتباع وتنظير، فابن عباس له اتجاه، وابن عمر له مسلك آخر، وابن مسعود له طريق ثالثة، وغيرهم رضي الله عنهم سلك مسالك أخرى، ولم يعب واحد منهم الآخر، ورضي كلٌ بما قُسِمَ له من الفهم والاستنباط، وهذا هو المسلك الحميد والرأي السديد، لأنهم يعلمون أنهم يرجعون إلى أصل واحد، ويستمسكون بعروة وثيقة.
بل إن الصحابة رضوان الله عليهم اختلفوا في بعض مسائل العقيدة، مع بقاء الجماعة والألفة: "كسماع الميت صوت الحيّ، وتعذيب الميت ببكاء أهله، ورؤية محمد صلى الله عليه وسلم ربَّه قبل الموت"
والمسائل الفقهية التي اختلفوا فيها منها ما يكون أحد القولين فيها خطأ قطعاً، ومنها ما يكون فيه المصيبُ واحدٌ عند الجمهور، والآخرُ مؤَدٍّ لما وجب عليه بحسب قوة إدراكه، بل ويكون فيه مأجوراً.
ومع هذا ما عاب بعضهم على بعض، وما استبعده ولا أقصاه، وإنما قدَّموا النصح في جوٍّ من الألفة ليحافظوا على الاجتماع.
هكذا كان سلف الأمة، وهكذا كان كثيرٌ ممن تبعهم بإحسان كالإمام الشافعي رحمه الله.
فعن يونس الصدفي، قال:
"ما رأيت أعقل من الشافعي، ناظرته يوماً في مسألة ثم افترقنا، ولقيني فأخذ بيدي، ثم قال يا أبا موسى: ألا يستقيم أن نكون إخواناً وإن لم نتفق في مسألة".
#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#أمة_واحدة
لقد اختلف الصدر الأول رضي الله عنهم في المسائل الفقهية والخلافات الفرعية المذهبية، ولكن لم يتركوا الوئام، وتنوعت أفهامهم وفتاواهم وما تفرقت منهم القلوب وما مسهم من الخلاف سقام، وكان كلٌ من كبارهم يمثل اتجاهاً في الاستنباط والتفكير تحوَّل فيما بعد إلى مدرسة لها أتباع وتنظير، فابن عباس له اتجاه، وابن عمر له مسلك آخر، وابن مسعود له طريق ثالثة، وغيرهم رضي الله عنهم سلك مسالك أخرى، ولم يعب واحد منهم الآخر، ورضي كلٌ بما قُسِمَ له من الفهم والاستنباط، وهذا هو المسلك الحميد والرأي السديد، لأنهم يعلمون أنهم يرجعون إلى أصل واحد، ويستمسكون بعروة وثيقة.
بل إن الصحابة رضوان الله عليهم اختلفوا في بعض مسائل العقيدة، مع بقاء الجماعة والألفة: "كسماع الميت صوت الحيّ، وتعذيب الميت ببكاء أهله، ورؤية محمد صلى الله عليه وسلم ربَّه قبل الموت"
والمسائل الفقهية التي اختلفوا فيها منها ما يكون أحد القولين فيها خطأ قطعاً، ومنها ما يكون فيه المصيبُ واحدٌ عند الجمهور، والآخرُ مؤَدٍّ لما وجب عليه بحسب قوة إدراكه، بل ويكون فيه مأجوراً.
ومع هذا ما عاب بعضهم على بعض، وما استبعده ولا أقصاه، وإنما قدَّموا النصح في جوٍّ من الألفة ليحافظوا على الاجتماع.
هكذا كان سلف الأمة، وهكذا كان كثيرٌ ممن تبعهم بإحسان كالإمام الشافعي رحمه الله.
فعن يونس الصدفي، قال:
"ما رأيت أعقل من الشافعي، ناظرته يوماً في مسألة ثم افترقنا، ولقيني فأخذ بيدي، ثم قال يا أبا موسى: ألا يستقيم أن نكون إخواناً وإن لم نتفق في مسألة".
#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#أمة_واحدة
Forwarded from بلال جميل مطاوع
عقيدة الإبادة: من دير ياسين إلى الشجاعية
بعد الإنجاز الذي حققته قوات "الهاغاناه" باحتلال قرية القسطل الإستراتيجية، قررت منظمتا "الإرغون" و "شتيرن" الهجوم على دير ياسين في 9 أبريل / نيسان 1948. تعددت دوافع الهجوم على دير ياسين، منها: الانتقام لمعركتي كفار عتصيون وعطروت، مع أن دير ياسين لم تشترك في أي منهما؛ السلب والنهب كون دير ياسين من القرى العربية الغنية؛ والتنفيس عما في الصدور من كراهية عنصرية دفينة.
وعلاوة على هذه الدوافع، يشير رئيس استخبارات "الهاغاناه" في القدس في حينه، يتسحاق ليفي، إلى سبب رئيس في اختيار قرية دير ياسين دون غيرها، وهو قلة موارد المنظمتين (الإرغون وشتيرن) نسبيًّا، وعجزهما عن القيام بعملية واسعة النطاق على غرار عمليات "الهاغاناه"، وخشية أن يتم عزلهما لدى الرأي العام اليهودي. إضافة إلى الرغبة في تسجيل انتصارات.
في الذكرى السابعة والسبعين لمجزرة دير ياسين، وإبان حرب الإبادة المستمرة على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، ارتكب العدو مجزرة جديدة في حي الشجاعية شرق مدينة غزة. خرج السكان من بيوتهم التي صُنفت ضمن منطقة الخطر، وتجمعوا في منازل متهالكة ظنوا أنها أكثر أمنًا، فقصفهم الاحتلال دفعة واحدة، مدمّرًا مربعًا سكنيًّا بالكامل على رؤوس ساكنيه.
الشهداء كانوا بين أشلاء وقطع متناثرة، والحصيلة بالعشرات منذ اللحظة الأولى. ولأن المجزرة هذه المرة وقعت في زمن التقدم والانحطاط، تقدم التقنية وانحطاط الإنسانية، كان الأخ يتواصل مع شقيقته من تحت الركام، على بعد دقائق من الموت، يسمع صوت شقيقاته وأخواته وهن يلفظن آخر الكلمات ومعها الروح. وكان رجال الدفاع المدني يحدثون الشهداء تحت الأنقاض وهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة.
لكن لم كانت مجزرة الشجاعية أمس؟ شكوك لا أكثر، إذ بمنتهى البساطة تقول القناة ١٤ العبرية أن جيش العدو اكتشف أن المستهدف من الهجوم لم يكن موجودًا في المكان لحظة الغارة.
ليس ثمة مبررات منطقية لهذا التوحش، سوى أن هذه هي حقيقة العدو -عقيدة وممارسة-، غير أنه كان قديما يمارس توحشه بعيدًا عن الكاميرا، واليوم يمارسه على الهواء مباشرة، فيجمع بين تقدم التقنية وبدائية الإبادة، بين دقة القصف وعشوائية الدم. منذ دير ياسين لم يتغير شيء، وحش لا يشبع، وضحية تستمسك بحقها، وما سوى ذلك هوامش.
بعد الإنجاز الذي حققته قوات "الهاغاناه" باحتلال قرية القسطل الإستراتيجية، قررت منظمتا "الإرغون" و "شتيرن" الهجوم على دير ياسين في 9 أبريل / نيسان 1948. تعددت دوافع الهجوم على دير ياسين، منها: الانتقام لمعركتي كفار عتصيون وعطروت، مع أن دير ياسين لم تشترك في أي منهما؛ السلب والنهب كون دير ياسين من القرى العربية الغنية؛ والتنفيس عما في الصدور من كراهية عنصرية دفينة.
وعلاوة على هذه الدوافع، يشير رئيس استخبارات "الهاغاناه" في القدس في حينه، يتسحاق ليفي، إلى سبب رئيس في اختيار قرية دير ياسين دون غيرها، وهو قلة موارد المنظمتين (الإرغون وشتيرن) نسبيًّا، وعجزهما عن القيام بعملية واسعة النطاق على غرار عمليات "الهاغاناه"، وخشية أن يتم عزلهما لدى الرأي العام اليهودي. إضافة إلى الرغبة في تسجيل انتصارات.
في الذكرى السابعة والسبعين لمجزرة دير ياسين، وإبان حرب الإبادة المستمرة على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، ارتكب العدو مجزرة جديدة في حي الشجاعية شرق مدينة غزة. خرج السكان من بيوتهم التي صُنفت ضمن منطقة الخطر، وتجمعوا في منازل متهالكة ظنوا أنها أكثر أمنًا، فقصفهم الاحتلال دفعة واحدة، مدمّرًا مربعًا سكنيًّا بالكامل على رؤوس ساكنيه.
الشهداء كانوا بين أشلاء وقطع متناثرة، والحصيلة بالعشرات منذ اللحظة الأولى. ولأن المجزرة هذه المرة وقعت في زمن التقدم والانحطاط، تقدم التقنية وانحطاط الإنسانية، كان الأخ يتواصل مع شقيقته من تحت الركام، على بعد دقائق من الموت، يسمع صوت شقيقاته وأخواته وهن يلفظن آخر الكلمات ومعها الروح. وكان رجال الدفاع المدني يحدثون الشهداء تحت الأنقاض وهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة.
لكن لم كانت مجزرة الشجاعية أمس؟ شكوك لا أكثر، إذ بمنتهى البساطة تقول القناة ١٤ العبرية أن جيش العدو اكتشف أن المستهدف من الهجوم لم يكن موجودًا في المكان لحظة الغارة.
ليس ثمة مبررات منطقية لهذا التوحش، سوى أن هذه هي حقيقة العدو -عقيدة وممارسة-، غير أنه كان قديما يمارس توحشه بعيدًا عن الكاميرا، واليوم يمارسه على الهواء مباشرة، فيجمع بين تقدم التقنية وبدائية الإبادة، بين دقة القصف وعشوائية الدم. منذ دير ياسين لم يتغير شيء، وحش لا يشبع، وضحية تستمسك بحقها، وما سوى ذلك هوامش.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
نصرة المسلمين / الشيخ عبد العزيز الطريفي