Forwarded from أدهم شرقاوي
مُتْ وأنتَ تُؤذِّنْ!
يُحكى أنّ ديكاً كان يُؤذّنُ للفجر كلّ يوم، فقال له صاحبه: أيها الدّيك لا تُؤذن وإلا ذبحتُك!
قال مولانا الدّيكُ في نفسه: الضروراتُ تبيح المحظورات، ومن السياسة الشّرعيّة أن أتنازل قليلاً حتى أحافظ على نفسي، وعلى كلّ حال هناك ديوك غيري سوف ترفعُ الأذان!
وبعد أسبوع جاء صاحبُ الدّيك وقال له: لا يكفي أن لا تُؤذن، إن لم «تُقاقي» كالدجاج، ذبحتُك!
فعاد الدّيكُ وقال في نفسه: الضرورات تبيحُ المحظورات، ومن السياسة الشرعيّة أن أنحني قليلاً حتى تمرّ العاصفة، ولا بأس ببعض «المقاقاة»!
وبالفعل بدأ مولانا الدّيكُ «يُقاقي»!
وبعد أسبوع جاء صاحبُ الدّيك وقال له: الآن إما أن تبيض كالدجاج أو ذبحتُك!
عندها بكى الدّيكُ وقال: يا ليتني متُّ وأنا أُؤذّنُ ولا عشتُ وأنا أحاولُ أن أبيض!
التنازل يبدأ بخطوة، ثم بعد ذلك يستحيل الرجوع! عليك أن تكمل الطريق مطأطئاً رأسك، لأنك انحنيتَ حيث كان يجب أن تنتصب كالجبل وتغرس قدميك في التّراب! وكلما عظُمتْ مسؤولياتك كان وقوفك واجباً، وثباتك فريضة! وما يُقبل من العوام لا يُقبل من العلماء والمفكرين والأدباء، لأنهم قُدوات، والناس ينظرون إليهم بعين الإجلال، والعلماء في الرّخاء سواء، لا يفضُل أحدهم الآخر إلا بمقدار ما يحفظ ويستنبط ويجتهد، فإذا جاءت المِحَنُ تباينوا!
لم يُرد المأمون من أحمد بن حنبل سوى أن يكفّ عن الأذان، أي يقول بخلق القرآن، كما مذهب المعتزلة، والكفُّ عن الأذان له في كل عصر صورة ووجه! ولكن الإمام كان يعرفُ أنه متى كفّ عن الأذان، فلا بُد أن تأتي الخطوة التالية التي سيُطلب منه أن «يُقاقي»! أو لعلّ المأمون لن يكتفي بهذا، بل سيطلب منه أن يحاول أن يبيض! وكان يعرفُ أنه لا يُمثّل نفسه، وأنّ ديناً كاملاً، وخَلقاً كثيراً في رقبته، وأن في هذه المواقف لا يأخذ العالم بالرّخصة ولا يعمل بالتّقية! فقرر أن يصدح بالأذان وليفعل المأمون ما يرى، وهكذا اقتادوه إلى الساحة العامة في بغداد وجلدوه، ولم يكفّ عن الأذان، حتى قيل فيه: أبوبكر يوم الرّدة وأحمد يوم الفتنة!
في أيام الطقس الجميل لا يحتاج الناس معطفاً، ولكن إذا ما تداعت العواصف هرعوا إلى معاطفهم، والعلماء معاطف الناس! ومسؤوليتهم أن يُدثّروهم ولا يتركوهم عرضةً للارتجاف مهما كلّف الأمر!
فيا أيها العلماء الأجلاء: نحن نعرف أحكام الوضوء والصلاة والحيض والنفاس، وليس هذا ما نريد منكم وإن كان الفقه من أجلّ العلوم، إنما نريد أن نحتمي بكم، ألا نرتجف لأن أحدكم قرر أن يكفّ عن الأذان لينجو بنفسه، وعلّق الأمل على ديك آخر!
يا أيها الفضلاء، يقول لكم عمر المختار الذي وقف في وجه إيطاليا كلها من المهد حتى حبل المشنقة: إياك أن تنحني مهما كان الأمر ضروريا، فربما لا تؤاتيك اللحظة لترفع رأسك مجدداً!
أدهم شرقاوي / صحيفة الوطن القطرية
يُحكى أنّ ديكاً كان يُؤذّنُ للفجر كلّ يوم، فقال له صاحبه: أيها الدّيك لا تُؤذن وإلا ذبحتُك!
قال مولانا الدّيكُ في نفسه: الضروراتُ تبيح المحظورات، ومن السياسة الشّرعيّة أن أتنازل قليلاً حتى أحافظ على نفسي، وعلى كلّ حال هناك ديوك غيري سوف ترفعُ الأذان!
وبعد أسبوع جاء صاحبُ الدّيك وقال له: لا يكفي أن لا تُؤذن، إن لم «تُقاقي» كالدجاج، ذبحتُك!
فعاد الدّيكُ وقال في نفسه: الضرورات تبيحُ المحظورات، ومن السياسة الشرعيّة أن أنحني قليلاً حتى تمرّ العاصفة، ولا بأس ببعض «المقاقاة»!
وبالفعل بدأ مولانا الدّيكُ «يُقاقي»!
وبعد أسبوع جاء صاحبُ الدّيك وقال له: الآن إما أن تبيض كالدجاج أو ذبحتُك!
عندها بكى الدّيكُ وقال: يا ليتني متُّ وأنا أُؤذّنُ ولا عشتُ وأنا أحاولُ أن أبيض!
التنازل يبدأ بخطوة، ثم بعد ذلك يستحيل الرجوع! عليك أن تكمل الطريق مطأطئاً رأسك، لأنك انحنيتَ حيث كان يجب أن تنتصب كالجبل وتغرس قدميك في التّراب! وكلما عظُمتْ مسؤولياتك كان وقوفك واجباً، وثباتك فريضة! وما يُقبل من العوام لا يُقبل من العلماء والمفكرين والأدباء، لأنهم قُدوات، والناس ينظرون إليهم بعين الإجلال، والعلماء في الرّخاء سواء، لا يفضُل أحدهم الآخر إلا بمقدار ما يحفظ ويستنبط ويجتهد، فإذا جاءت المِحَنُ تباينوا!
لم يُرد المأمون من أحمد بن حنبل سوى أن يكفّ عن الأذان، أي يقول بخلق القرآن، كما مذهب المعتزلة، والكفُّ عن الأذان له في كل عصر صورة ووجه! ولكن الإمام كان يعرفُ أنه متى كفّ عن الأذان، فلا بُد أن تأتي الخطوة التالية التي سيُطلب منه أن «يُقاقي»! أو لعلّ المأمون لن يكتفي بهذا، بل سيطلب منه أن يحاول أن يبيض! وكان يعرفُ أنه لا يُمثّل نفسه، وأنّ ديناً كاملاً، وخَلقاً كثيراً في رقبته، وأن في هذه المواقف لا يأخذ العالم بالرّخصة ولا يعمل بالتّقية! فقرر أن يصدح بالأذان وليفعل المأمون ما يرى، وهكذا اقتادوه إلى الساحة العامة في بغداد وجلدوه، ولم يكفّ عن الأذان، حتى قيل فيه: أبوبكر يوم الرّدة وأحمد يوم الفتنة!
في أيام الطقس الجميل لا يحتاج الناس معطفاً، ولكن إذا ما تداعت العواصف هرعوا إلى معاطفهم، والعلماء معاطف الناس! ومسؤوليتهم أن يُدثّروهم ولا يتركوهم عرضةً للارتجاف مهما كلّف الأمر!
فيا أيها العلماء الأجلاء: نحن نعرف أحكام الوضوء والصلاة والحيض والنفاس، وليس هذا ما نريد منكم وإن كان الفقه من أجلّ العلوم، إنما نريد أن نحتمي بكم، ألا نرتجف لأن أحدكم قرر أن يكفّ عن الأذان لينجو بنفسه، وعلّق الأمل على ديك آخر!
يا أيها الفضلاء، يقول لكم عمر المختار الذي وقف في وجه إيطاليا كلها من المهد حتى حبل المشنقة: إياك أن تنحني مهما كان الأمر ضروريا، فربما لا تؤاتيك اللحظة لترفع رأسك مجدداً!
أدهم شرقاوي / صحيفة الوطن القطرية
قصة الميركافا والمواجهة:
يقول جنرال صهيوني واكب الحرب المفتوحة على غزة منذ ساعاتها الأولى:
عندما تأملت الحرب في الأيام الأولى، قدرت أن حماس ستركع
وستستجدي وقف إطلاق النار، فلقد حشدنا سبعة ألوية، على رأسها أقوى لوائين لم يهزما في أي حرب مع العرب، وهما حربة الجيش الإسرائيلي لواء جفعاتي، ولواء جولاني، وجندنا سلاح الطيران بأكمله، وهو من أقوى أسلحة الطيران في العالم، بعد الولايات المتحدة الأمريكية.
وضعنا ثلاثة أسراب خفيفة ومتوسطة من البحرية قبالة غزة.
وحشدنا أفضل كتائب سلاح المدرعات، على رأسها كتيبة 401، المكونة بأكملها من دبابات ميركافا 4، فخر صناعة جيش الدفاع، وتعد من أقوى دبابات العالم، وأكثرها تدريعاً.
وفوق كل ذلك، جبهة عربية موحدة ضدهم.
أما حماس، فهي تعيش في حصار خانق، فُرض عليها منذ عشرين عاماً!!
حماس في الأيام الأخيره عاشت في أزمة من انقطاع الرواتب على الموظفين، من قبل سلطة رام الله، دفعتها إلى المصالحة مع محمود عباس، الذي أراد إذلال حماس وتركيعها!!
*تأملت المستوى السياسي بهذا الوضع فخرجت بتقديرات تفيد باستسلام حماس في عملية عسكرية واسعة، بل و نزع سلاحها أيضا، بغطاء عربي وأممي.
بدأت المواجهة........
وكان الرئيس الأمريكي بنفسه يرأس مجلس الحرب الإسرائيلي، من تل أبيب، وفتح مخازن الجيش الامريكي، لتزويد إسرائيل بجسور جوية وبحرية، كان اليوم الثاني للقتال من أجل اجتثاث حماس من على وجه الأرض.
تصورنا أن خطاب قادة حماس نوع من المكابرة السياسية، وعدم تقدير قوة التحالف، الذي لا يقف خلف إسرائيل فحسب، بل يقف معها جنباً إلى جنب!
ولكن صمودهم في القصف الجوي، واستمرار إطلاق الصواريخ، طيلة الأسابيع الأولى من الحرب بوتيرة عالية، غيّر ميزان المعركة، وموازين الردع تماماً. وكان لزاماً التدخل البري الكاسح المدعوم من الجو والبحر .
وعند العمليه البرية
واجهنا مخربوا حماس بصلابة أربكت كل مستويات جيش الدفاع، ودمرت صورة الجيش وقوة الردع التي أردنا ترميمها !!
مخربو حماس بعتاد متواضع مضحك، مصنوع محلياً، صمدوا بشكل غريب، يستحق الدراسة والتحليل في المدارس العسكرية الشرقية والغربية ..
مخرب حماس يعتقد أنه عندما يموت فإنه يحيا ويذهب فوراً الى الجنة، كما جاء في قرآنهم، وأن أفضل طريق للموت هو الجهاد ، وأن تقاتل اليهود وتموت على أيديهم..
مخربو حماس مستعدون لتفجير أنفسهم دون تردد، والقيام بأعمال خيالية حطمت كل النظريات العسكرية المعروفة، في ظروف قتال تكاد تكون مستحيلة..
*إنهم يواجهون أرتال الدبابات والوحدات الخاصة والقوات الجوية بلا شيء !
لا شيء بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فتسليحهم قليل، ومع ذلك فقد استطاعوا التصدي والصمود، وعدم الانكسار، والقتال بصورة صلبة ومدهشة.
*إنها أيديولوجيتهم المبنيه على التجرد من الشهوات والسمو الروحي واحتقار العدو الكافر.
إنهم يقاتلون بعزة نفس واستعلاء نفسي، معتبرين أنفسهم متفوقين فكرياً على عدو كافر.
أيديولوجيتهم تدفعهم للعمل 24 ساعة في سبيل دينهم، وتحقيق المستحيل، لأنهم بهذا يعتقدون أنهم يخدمون دينهم وأمتهم، وأنهم سيدخلون الجنة.
*إنها أيديولوجية مدمرة ديناميكية لا تستكين، ولا تهدأ، يعرفون من خلالها هدفهم جيداً.
أيديولوجية تمسكوا بها في الضفة رغم حملة الاجتثاث المسعورة التي تشنها عليهم إسرائيل، بالتعاون مع الأمن الفلسطيني المدرب، والممول أمريكياً، وإسرائيلياً.
تمسكوا بأيديلوجية الجهاد الإسلامي، رغم التنكيل والقمع، ليعودوا الآن إلى واجهة العمل بالضفه الغربيه بقوة، وكأن شيئاً لم يكن.
عندما أرى مخربا يندفع صوب الميركافا 4، التي تشبه وحشاً فولاذياٌ أسطورياً، حاملاً عبوته مفجراً نفسه فيها، دون أدنى ذرة تردد، أرتعب خوفاً، كيف لهؤلاء لو امتلكوا أسلحة أقوى، ولو اقتدى بهم الشباب المسلم، في الدول العربية والإسلامية؟!
أعترف أن هذه الأيديولوجيا هزمت الميركافا!
*وأنها ستكون الخطر الأكبر على وجود دولة إسرائيل.*
د. حذيفة عبدالله عزام
يقول جنرال صهيوني واكب الحرب المفتوحة على غزة منذ ساعاتها الأولى:
عندما تأملت الحرب في الأيام الأولى، قدرت أن حماس ستركع
وستستجدي وقف إطلاق النار، فلقد حشدنا سبعة ألوية، على رأسها أقوى لوائين لم يهزما في أي حرب مع العرب، وهما حربة الجيش الإسرائيلي لواء جفعاتي، ولواء جولاني، وجندنا سلاح الطيران بأكمله، وهو من أقوى أسلحة الطيران في العالم، بعد الولايات المتحدة الأمريكية.
وضعنا ثلاثة أسراب خفيفة ومتوسطة من البحرية قبالة غزة.
وحشدنا أفضل كتائب سلاح المدرعات، على رأسها كتيبة 401، المكونة بأكملها من دبابات ميركافا 4، فخر صناعة جيش الدفاع، وتعد من أقوى دبابات العالم، وأكثرها تدريعاً.
وفوق كل ذلك، جبهة عربية موحدة ضدهم.
أما حماس، فهي تعيش في حصار خانق، فُرض عليها منذ عشرين عاماً!!
حماس في الأيام الأخيره عاشت في أزمة من انقطاع الرواتب على الموظفين، من قبل سلطة رام الله، دفعتها إلى المصالحة مع محمود عباس، الذي أراد إذلال حماس وتركيعها!!
*تأملت المستوى السياسي بهذا الوضع فخرجت بتقديرات تفيد باستسلام حماس في عملية عسكرية واسعة، بل و نزع سلاحها أيضا، بغطاء عربي وأممي.
بدأت المواجهة........
وكان الرئيس الأمريكي بنفسه يرأس مجلس الحرب الإسرائيلي، من تل أبيب، وفتح مخازن الجيش الامريكي، لتزويد إسرائيل بجسور جوية وبحرية، كان اليوم الثاني للقتال من أجل اجتثاث حماس من على وجه الأرض.
تصورنا أن خطاب قادة حماس نوع من المكابرة السياسية، وعدم تقدير قوة التحالف، الذي لا يقف خلف إسرائيل فحسب، بل يقف معها جنباً إلى جنب!
ولكن صمودهم في القصف الجوي، واستمرار إطلاق الصواريخ، طيلة الأسابيع الأولى من الحرب بوتيرة عالية، غيّر ميزان المعركة، وموازين الردع تماماً. وكان لزاماً التدخل البري الكاسح المدعوم من الجو والبحر .
وعند العمليه البرية
واجهنا مخربوا حماس بصلابة أربكت كل مستويات جيش الدفاع، ودمرت صورة الجيش وقوة الردع التي أردنا ترميمها !!
مخربو حماس بعتاد متواضع مضحك، مصنوع محلياً، صمدوا بشكل غريب، يستحق الدراسة والتحليل في المدارس العسكرية الشرقية والغربية ..
مخرب حماس يعتقد أنه عندما يموت فإنه يحيا ويذهب فوراً الى الجنة، كما جاء في قرآنهم، وأن أفضل طريق للموت هو الجهاد ، وأن تقاتل اليهود وتموت على أيديهم..
مخربو حماس مستعدون لتفجير أنفسهم دون تردد، والقيام بأعمال خيالية حطمت كل النظريات العسكرية المعروفة، في ظروف قتال تكاد تكون مستحيلة..
*إنهم يواجهون أرتال الدبابات والوحدات الخاصة والقوات الجوية بلا شيء !
لا شيء بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فتسليحهم قليل، ومع ذلك فقد استطاعوا التصدي والصمود، وعدم الانكسار، والقتال بصورة صلبة ومدهشة.
*إنها أيديولوجيتهم المبنيه على التجرد من الشهوات والسمو الروحي واحتقار العدو الكافر.
إنهم يقاتلون بعزة نفس واستعلاء نفسي، معتبرين أنفسهم متفوقين فكرياً على عدو كافر.
أيديولوجيتهم تدفعهم للعمل 24 ساعة في سبيل دينهم، وتحقيق المستحيل، لأنهم بهذا يعتقدون أنهم يخدمون دينهم وأمتهم، وأنهم سيدخلون الجنة.
*إنها أيديولوجية مدمرة ديناميكية لا تستكين، ولا تهدأ، يعرفون من خلالها هدفهم جيداً.
أيديولوجية تمسكوا بها في الضفة رغم حملة الاجتثاث المسعورة التي تشنها عليهم إسرائيل، بالتعاون مع الأمن الفلسطيني المدرب، والممول أمريكياً، وإسرائيلياً.
تمسكوا بأيديلوجية الجهاد الإسلامي، رغم التنكيل والقمع، ليعودوا الآن إلى واجهة العمل بالضفه الغربيه بقوة، وكأن شيئاً لم يكن.
عندما أرى مخربا يندفع صوب الميركافا 4، التي تشبه وحشاً فولاذياٌ أسطورياً، حاملاً عبوته مفجراً نفسه فيها، دون أدنى ذرة تردد، أرتعب خوفاً، كيف لهؤلاء لو امتلكوا أسلحة أقوى، ولو اقتدى بهم الشباب المسلم، في الدول العربية والإسلامية؟!
أعترف أن هذه الأيديولوجيا هزمت الميركافا!
*وأنها ستكون الخطر الأكبر على وجود دولة إسرائيل.*
د. حذيفة عبدالله عزام
Forwarded from أدهم شرقاوي
لمن يسأل: أينَ الله؟ ولماذا لا ينتقمُ لغزَّة؟!
روى مسلمٌ، وأحمدُ، والنّسائيُّ، وأبو داود، من حديث أبي هريرة:
أنَّ النبيَّ ﷺجاءَه ناسٌ من أصحابه فقالوا : يا رسولَ اللهِ، نجدُ في أنفسِنا الشيءَ نُعَظِّمُ أن نتكلَّمَ به، ما نحبُّ أنَّ لنا الدُّنيا وأنَّا تكلمْنا به!
فقال لهم النَّبيُّ ﷺ: أوَ قَدْ وجدتموه؟
قالوا: نعم!
فقال لهم النّبيُّ ﷺ: ذاك صريحُ الإيمانِ!
الأزماتُ والفِتنُ ملعبُ الشّيطان، وفُرصتُه السّانحة ليُفسدَ على المُؤمنِ إيمانه، ويعبثُ بمقامِ اللهِ في قلبه، ونحن بشرٌ نهاية المطاف، تخفى علينا حكمة الله جلَّ في علاه في بعض الأمور، وليس لنا من الأمر إلا ما نُشاهده، وتدور في العقل أسئلة، يخاف المرءُ أن يتحدّث بها، ويدفعها بالاستغفار، وهذا ليس من نواقض الإيمان بل من كماله، فكلما غابتْ عنكَ الحكمة فسلِّمِ الأمرَ لصاحب الأمر، هو أعدل وأرحم من أن يُراجع في قضائه، أو أن يُسأل عمّا قدَّره في ملكه، وكُلنَّا عبيدٌ في مُلكه!
سيقولُ لكَ الشيطانُ: أين اللهُ عمّا يجري في غزّة، ألا يغضبُ للأطفال يُنتشلون أشلاءً من تحت الأنقاض؟
ألا ينتقمُ للنساء تُبعثر الصواريخ أجسادهُنَّ؟
ما ذنبُ العجائز أن يُقتلنَ، وما ذنبُ الشُّيوخ أن يُسْحلنَ؟
أليس قادراً على أن يُعطّل الطائرات، ويُلجمَ المدافع؟
أوّلاً: هذه الدُّنيا دار امتحانٍ لا دار جزاء، واللهُ هو الذي يسألُ عبده عمّا فعلَ فيما امتحنه به، لا العبدُ هو الذي يسألُ ربّه: لِمَ امتحنتني في هذا؟ فلنتأدّبْ!
ثانياً: إنَّ الأشياء تُؤخذُ بمحصّلتها النهائية وليس بظرفها الحالي، فلو شهدتَ فرعون يُلقي أبناء الماشطة في الزيت المغلي حتى تطفو عظامهم، ثم يُلقيها معهم حتى تطفو عظامها أيضاً، لسألتَ سُؤال العبد المُتلهّف للانتقام: أين الله؟ ما ذنبُ الأطفال أن يُقتلوا بهذه البشاعة؟ ولمَ لا يدفعُ عن هذه المسكينة؟
ثم ما الذي حدثَ بعدها؟
فرعون أطبقَ الله تعالى عليه البحر وهو خالدٌ مُخلّد في النّار، والماشطة وأولادها شمَّ النبيُّ ﷺ ريحهم في الجنة ليلة المعراج!
ثالثاً: إنَّ الله سبحانه يُملي للظالم ثم يأخذه أخذ عزيز مقتدر، ولكن من قال لكَ أن كلّ الظلم موعده الدُّنيا، فلمَ كان يومُ القيامة إذاً، ولأيِّ شيءٍ كان السراط والميزان والحساب، ولأيِّ شيءٍ خُلقتِ الجنّة والنّار!
أصحاب الأخدود أُحرقوا جميعاً في الدُّنيا، وأنطقَ اللهُ تعالى الرّضيع ليقول لأمه: اثبتي فإنّكِ على الحق! فخاضت غمار النّار!
ولم يُحدّثنا اللهُ تعالى أنه انتقمَ لهم في الدُّنيا، ولكنّه سيفعلُ هذا يوم القيامة!
المعاركُ ليست بنتائجها الظّاهرة، فإن ربحتَ كلّ الصراعات ثمّ أُلقيتَ في النّار فإنّك خاسر، وإن سُحقتَ وأُحرقتَ وأنتَ على الحقّ فأنتَ فائز!
رابعاً: لو أنفذَ اللهُ تعالى انتقامه عند كلّ ظلمٍ لانتفى مبدأ الامتحان في الدُّنيا من أساسه!
ولو ربحَ الحقُّ كلّ جولةٍ في صراعه مع الباطل لامتلأتْ صفوفه بعُبَّاد النّتائج!
ولكنَّ الله تعالى أراد هذه الدُّنيا زلزالاً للقلوب، وصاعقةً للمبادىء!
فإنْ لم يكُنْ عدوانٌ وإجرامٌ فكيفَ سيُمتحنُ العبادُ بفريضة الجهاد، ثمّ ينقسمون إلى مجاهدين ومتخلّفين، وإلى مُناصرين ومُخذّلين، وإلى مُنفقين في سبيل اللهِ وباخلين في سبيل الشّيطان!
خامساً: إنَّ مخاضَ امرأة واحدة يصحبه طلقٌ وألم ودم، هذا والميلاد طفل! فكيف بمخاض أُمّة كاملة والميلاد ميلاد عزٍّ ودولة!
إنّكَ لو كنتَ في قريشٍ حين أوتدَ أبو جهلٍ لسُميّة في الأرض وربطها ثمّ أنفذَ فيها حربتَه لقلتَ كما تقول الآن: أين الله؟
وإني أسألكُ : فأين سُميّة الآن وأين أبو جهل؟!
وإنكَ وقتذاك لو رأيتَ بلالاً على رمضاء مكّة والصخرة على صدره، وأميّة بن خلفٍ يطلبُ يأمره أن يذكر اللاتَ وهُبل، وهو يُرددُّ بما بقي فيه من نفسٍ: أحدٌ، أحد!
لقلتَ : أين الله الأحد؟!
وإني أسألكَ الآن: فأين بلالٌ الآن وأين أُميّة!
ثمَّ وإن كنتَ لا ترى من النّصر إلا ما يكون في الدُّنيا، فأنتَ وقتذاك ما كنتَ تحسبُ أن نصراً سيأتي! ولكنك تعلمُ الآن أنّ مكّة قد فُتحت، دخلها الذين كانوا يُعذّبون فيها من أبوابها الأربعة في وضح النّهار!
إنَّ للرّب الحكيم توقيته في الحوادث، فإن فهمتَ فالزَمْ، وإن لم تفهَمْ فسلِّمْ!
أدهم شرقاوي / صحيفة الوطن القطرية
روى مسلمٌ، وأحمدُ، والنّسائيُّ، وأبو داود، من حديث أبي هريرة:
أنَّ النبيَّ ﷺجاءَه ناسٌ من أصحابه فقالوا : يا رسولَ اللهِ، نجدُ في أنفسِنا الشيءَ نُعَظِّمُ أن نتكلَّمَ به، ما نحبُّ أنَّ لنا الدُّنيا وأنَّا تكلمْنا به!
فقال لهم النَّبيُّ ﷺ: أوَ قَدْ وجدتموه؟
قالوا: نعم!
فقال لهم النّبيُّ ﷺ: ذاك صريحُ الإيمانِ!
الأزماتُ والفِتنُ ملعبُ الشّيطان، وفُرصتُه السّانحة ليُفسدَ على المُؤمنِ إيمانه، ويعبثُ بمقامِ اللهِ في قلبه، ونحن بشرٌ نهاية المطاف، تخفى علينا حكمة الله جلَّ في علاه في بعض الأمور، وليس لنا من الأمر إلا ما نُشاهده، وتدور في العقل أسئلة، يخاف المرءُ أن يتحدّث بها، ويدفعها بالاستغفار، وهذا ليس من نواقض الإيمان بل من كماله، فكلما غابتْ عنكَ الحكمة فسلِّمِ الأمرَ لصاحب الأمر، هو أعدل وأرحم من أن يُراجع في قضائه، أو أن يُسأل عمّا قدَّره في ملكه، وكُلنَّا عبيدٌ في مُلكه!
سيقولُ لكَ الشيطانُ: أين اللهُ عمّا يجري في غزّة، ألا يغضبُ للأطفال يُنتشلون أشلاءً من تحت الأنقاض؟
ألا ينتقمُ للنساء تُبعثر الصواريخ أجسادهُنَّ؟
ما ذنبُ العجائز أن يُقتلنَ، وما ذنبُ الشُّيوخ أن يُسْحلنَ؟
أليس قادراً على أن يُعطّل الطائرات، ويُلجمَ المدافع؟
أوّلاً: هذه الدُّنيا دار امتحانٍ لا دار جزاء، واللهُ هو الذي يسألُ عبده عمّا فعلَ فيما امتحنه به، لا العبدُ هو الذي يسألُ ربّه: لِمَ امتحنتني في هذا؟ فلنتأدّبْ!
ثانياً: إنَّ الأشياء تُؤخذُ بمحصّلتها النهائية وليس بظرفها الحالي، فلو شهدتَ فرعون يُلقي أبناء الماشطة في الزيت المغلي حتى تطفو عظامهم، ثم يُلقيها معهم حتى تطفو عظامها أيضاً، لسألتَ سُؤال العبد المُتلهّف للانتقام: أين الله؟ ما ذنبُ الأطفال أن يُقتلوا بهذه البشاعة؟ ولمَ لا يدفعُ عن هذه المسكينة؟
ثم ما الذي حدثَ بعدها؟
فرعون أطبقَ الله تعالى عليه البحر وهو خالدٌ مُخلّد في النّار، والماشطة وأولادها شمَّ النبيُّ ﷺ ريحهم في الجنة ليلة المعراج!
ثالثاً: إنَّ الله سبحانه يُملي للظالم ثم يأخذه أخذ عزيز مقتدر، ولكن من قال لكَ أن كلّ الظلم موعده الدُّنيا، فلمَ كان يومُ القيامة إذاً، ولأيِّ شيءٍ كان السراط والميزان والحساب، ولأيِّ شيءٍ خُلقتِ الجنّة والنّار!
أصحاب الأخدود أُحرقوا جميعاً في الدُّنيا، وأنطقَ اللهُ تعالى الرّضيع ليقول لأمه: اثبتي فإنّكِ على الحق! فخاضت غمار النّار!
ولم يُحدّثنا اللهُ تعالى أنه انتقمَ لهم في الدُّنيا، ولكنّه سيفعلُ هذا يوم القيامة!
المعاركُ ليست بنتائجها الظّاهرة، فإن ربحتَ كلّ الصراعات ثمّ أُلقيتَ في النّار فإنّك خاسر، وإن سُحقتَ وأُحرقتَ وأنتَ على الحقّ فأنتَ فائز!
رابعاً: لو أنفذَ اللهُ تعالى انتقامه عند كلّ ظلمٍ لانتفى مبدأ الامتحان في الدُّنيا من أساسه!
ولو ربحَ الحقُّ كلّ جولةٍ في صراعه مع الباطل لامتلأتْ صفوفه بعُبَّاد النّتائج!
ولكنَّ الله تعالى أراد هذه الدُّنيا زلزالاً للقلوب، وصاعقةً للمبادىء!
فإنْ لم يكُنْ عدوانٌ وإجرامٌ فكيفَ سيُمتحنُ العبادُ بفريضة الجهاد، ثمّ ينقسمون إلى مجاهدين ومتخلّفين، وإلى مُناصرين ومُخذّلين، وإلى مُنفقين في سبيل اللهِ وباخلين في سبيل الشّيطان!
خامساً: إنَّ مخاضَ امرأة واحدة يصحبه طلقٌ وألم ودم، هذا والميلاد طفل! فكيف بمخاض أُمّة كاملة والميلاد ميلاد عزٍّ ودولة!
إنّكَ لو كنتَ في قريشٍ حين أوتدَ أبو جهلٍ لسُميّة في الأرض وربطها ثمّ أنفذَ فيها حربتَه لقلتَ كما تقول الآن: أين الله؟
وإني أسألكُ : فأين سُميّة الآن وأين أبو جهل؟!
وإنكَ وقتذاك لو رأيتَ بلالاً على رمضاء مكّة والصخرة على صدره، وأميّة بن خلفٍ يطلبُ يأمره أن يذكر اللاتَ وهُبل، وهو يُرددُّ بما بقي فيه من نفسٍ: أحدٌ، أحد!
لقلتَ : أين الله الأحد؟!
وإني أسألكَ الآن: فأين بلالٌ الآن وأين أُميّة!
ثمَّ وإن كنتَ لا ترى من النّصر إلا ما يكون في الدُّنيا، فأنتَ وقتذاك ما كنتَ تحسبُ أن نصراً سيأتي! ولكنك تعلمُ الآن أنّ مكّة قد فُتحت، دخلها الذين كانوا يُعذّبون فيها من أبوابها الأربعة في وضح النّهار!
إنَّ للرّب الحكيم توقيته في الحوادث، فإن فهمتَ فالزَمْ، وإن لم تفهَمْ فسلِّمْ!
أدهم شرقاوي / صحيفة الوطن القطرية
دورة جديده شرح كتاب الداء والدواء
*لـ للمهندس علاء حامد*
حتي لو مش هتدخل الدورة ف انشرها وخد أجرين
*الأول أجر إنك نشرت شيء مفيد*
*الثاني انه هيتم اخراج صدقه عنك*
*لو عايز تحارب الشيطان وتصرعه جيدا يبقي الدورة دي علشانك*
📌تبدأ الدورة يوم 20/9
📌 حلقة كل يوم جمعة واثنين
📌يوجد مشرف متابعة
*رابط الدورة للنساء *
https://chat.whatsapp.com/KP0dBiJ1Uky7QrtjEwBkrv
*رابط الدورة للرجال *
https://chat.whatsapp.com/HktjGHN1bFH063CmsqrF1Y
فرسان وفارسات الدعوة
كم احد سيشارك في هذه الدورة بسببك 🫵!
انشرووو بقدر ما تريدون من الأجر!💚
*لـ للمهندس علاء حامد*
ڪل اللي هينشر المنشور دا سيتم اخراج صدقه عنه لأهلنا فِ غزة
حتي لو مش هتدخل الدورة ف انشرها وخد أجرين
*الأول أجر إنك نشرت شيء مفيد*
*الثاني انه هيتم اخراج صدقه عنك*
*لو عايز تحارب الشيطان وتصرعه جيدا يبقي الدورة دي علشانك*
📌تبدأ الدورة يوم 20/9
📌 حلقة كل يوم جمعة واثنين
📌يوجد مشرف متابعة
*رابط الدورة للنساء *
https://chat.whatsapp.com/KP0dBiJ1Uky7QrtjEwBkrv
*رابط الدورة للرجال *
https://chat.whatsapp.com/HktjGHN1bFH063CmsqrF1Y
فرسان وفارسات الدعوة
كم احد سيشارك في هذه الدورة بسببك 🫵!
انشرووو بقدر ما تريدون من الأجر!💚
WhatsApp.com
WhatsApp Group Invite
Forwarded from أدهم شرقاوي
الإنسان بلا كرامة لا شيء!
في زمن الاستعمار البريطاني للهند، صفعَ ضابطٌ بريطاني رجلًا هنديًا على وجهه، فما كان من الهندي إلا أن لكمه فأوقعه أرضًا!
عاد الضابط إلى الجنرال وقص عليه الخبر، ثم قال له: قم بإعدامه يا حضرة الجنرال، لقد اعتدى على جيش صاحب الجلالة!
ولكن الجنرال قال له: خُذ خمسين ألف روبية وأعطها للهندي عربون اعتذار!
قبل الهندي الهدية التي شكّلت له رأس مال ليبدأ به تجارة طالما حلم بها، وعندما كثر ماله، وأصبح يُشار إليه بالبنان، قال الجنرال للضابط: الآن اذهب إلى بيته واصفعه أمام حرسه وخدمه!
امتثل الضابط لأمر الجنرال، وذهب إلى بيت الهندي وصفعه أمام، حرسه وخدمه، فابتسم الهندي ولم يفعل شيئًا!
عاد الضابط وأخبر الجنرال بما كان من صاحبه الهندي!
عندها قال الجنرال للضابط: في المرة الأولى لم يكن الهندي يملك إلا كرامته فدافع عنها، أما عندما باعنا كرامته وأصبح لديه تجارته ومصالحه التي يدافع عنها بعيدًا عن حكايات الكرامة!
شأن الحياة دومًا أن تراود الإنسان عن كرامته، وما أكثر بائعيها، وما أقل ممسكيها بإحسان، الذين يقولون لكل من ساوم وفاوض وزيّن وأغرى: «معاذ الله»!
نادرًا ما يكون الأمر صارخًا مكشوفًا كحالة المحتل مع صاحب الدار، رغم أني لا أصنف التنازل هنا في باب هدر الكرامة، وإنما في باب الخيانة العظمى، في الغالب تكون كرامتنا على المحك في أغلب ممارساتنا اليومية، وأدق تفاصيلنا الحياتية!
باسم الحُبّ، تجد أحدهم قد ارتضى أن يكون ممسحة، ثم يعزي نفسه قائلًا: لا كرامة بين المحبين!
نسي مدعي الحب هذا أن الذين يُخيرون بين قلوبهم وكراماتهم، فيختارون قلوبهم لا يستحقون أن يكونوا عشاقًا، ونسي ما هو أهم من ذلك، وهو أن الذين يحبوننا حقًا لا يضعوننا أمام هذا الخيار أبدًا، لأن كرامتنا من كرامتهم!
باسم تحصيل الرزق، تجد أحدهم يريق ماء وجهه، ثم يعزي نفسه قائلًا، رغيف العيش صعب!
تبًا للخبز المعجون بالذل، للرغيف الذي يحولنا إلى عبيد، وكأن الرزق بيد الناس لا بيد الله!
باسم الترقِّي في الوظيفة يعمل أحدهم جاسوسًا على زملائه عند ربّ العمل!
باسم معرفة عليَّة القوم يكثر المطبلون وماسحو الجوخ!
باسم فقه المصلحة تُباع اللحى والعمائم بدراهم معدودة، يتعلمون كلام الله ويمشون به في طريق إبليس!
في بعض المواقف يكون التجاهل فضيلة، والتغاضي قيمة أخلاقية عليا، وغض الطرف خلقًا نبيلًا يُندب إليه، كل هذا محمودٌ إن كان الهدف من ورائه محاولة الاحتفاظ بالآخرين حتى الرمق الأخير طلبًا للأجر من الله، ولكن متى ما كان هذا طلبًا للأجر من الناس فاعلم أن الكرامة قد تمرغت عند أقدامهم!
إن كرامتك أهم من حبيبك، وأهم من رغيف خبزك، وأهم منك أنتَ، إن الإنسان بلا كرامة لا شيء!
أدهم شرقاوي / صحيفة الوطن القطرية
في زمن الاستعمار البريطاني للهند، صفعَ ضابطٌ بريطاني رجلًا هنديًا على وجهه، فما كان من الهندي إلا أن لكمه فأوقعه أرضًا!
عاد الضابط إلى الجنرال وقص عليه الخبر، ثم قال له: قم بإعدامه يا حضرة الجنرال، لقد اعتدى على جيش صاحب الجلالة!
ولكن الجنرال قال له: خُذ خمسين ألف روبية وأعطها للهندي عربون اعتذار!
قبل الهندي الهدية التي شكّلت له رأس مال ليبدأ به تجارة طالما حلم بها، وعندما كثر ماله، وأصبح يُشار إليه بالبنان، قال الجنرال للضابط: الآن اذهب إلى بيته واصفعه أمام حرسه وخدمه!
امتثل الضابط لأمر الجنرال، وذهب إلى بيت الهندي وصفعه أمام، حرسه وخدمه، فابتسم الهندي ولم يفعل شيئًا!
عاد الضابط وأخبر الجنرال بما كان من صاحبه الهندي!
عندها قال الجنرال للضابط: في المرة الأولى لم يكن الهندي يملك إلا كرامته فدافع عنها، أما عندما باعنا كرامته وأصبح لديه تجارته ومصالحه التي يدافع عنها بعيدًا عن حكايات الكرامة!
شأن الحياة دومًا أن تراود الإنسان عن كرامته، وما أكثر بائعيها، وما أقل ممسكيها بإحسان، الذين يقولون لكل من ساوم وفاوض وزيّن وأغرى: «معاذ الله»!
نادرًا ما يكون الأمر صارخًا مكشوفًا كحالة المحتل مع صاحب الدار، رغم أني لا أصنف التنازل هنا في باب هدر الكرامة، وإنما في باب الخيانة العظمى، في الغالب تكون كرامتنا على المحك في أغلب ممارساتنا اليومية، وأدق تفاصيلنا الحياتية!
باسم الحُبّ، تجد أحدهم قد ارتضى أن يكون ممسحة، ثم يعزي نفسه قائلًا: لا كرامة بين المحبين!
نسي مدعي الحب هذا أن الذين يُخيرون بين قلوبهم وكراماتهم، فيختارون قلوبهم لا يستحقون أن يكونوا عشاقًا، ونسي ما هو أهم من ذلك، وهو أن الذين يحبوننا حقًا لا يضعوننا أمام هذا الخيار أبدًا، لأن كرامتنا من كرامتهم!
باسم تحصيل الرزق، تجد أحدهم يريق ماء وجهه، ثم يعزي نفسه قائلًا، رغيف العيش صعب!
تبًا للخبز المعجون بالذل، للرغيف الذي يحولنا إلى عبيد، وكأن الرزق بيد الناس لا بيد الله!
باسم الترقِّي في الوظيفة يعمل أحدهم جاسوسًا على زملائه عند ربّ العمل!
باسم معرفة عليَّة القوم يكثر المطبلون وماسحو الجوخ!
باسم فقه المصلحة تُباع اللحى والعمائم بدراهم معدودة، يتعلمون كلام الله ويمشون به في طريق إبليس!
في بعض المواقف يكون التجاهل فضيلة، والتغاضي قيمة أخلاقية عليا، وغض الطرف خلقًا نبيلًا يُندب إليه، كل هذا محمودٌ إن كان الهدف من ورائه محاولة الاحتفاظ بالآخرين حتى الرمق الأخير طلبًا للأجر من الله، ولكن متى ما كان هذا طلبًا للأجر من الناس فاعلم أن الكرامة قد تمرغت عند أقدامهم!
إن كرامتك أهم من حبيبك، وأهم من رغيف خبزك، وأهم منك أنتَ، إن الإنسان بلا كرامة لا شيء!
أدهم شرقاوي / صحيفة الوطن القطرية
Decades from now, people of the next generation will read about this horrific genocide being committed by the US and Israel in Palestine in the history books. They will see the pictures of Sidra hanging from the wall with her legs blown off and naturally ask: "How was this allowed to happen?! Why didn't Muslim leaders intervene?! Who were the Muslim leaders at the time?!"
And they will want to know who those leaders were and they will find:
Mohamed Bin Salman of Saudi Arabia
Mohamed Bin Zayed of United Arab Emirates
Receb Tayyeb Erdogan of Turkiye
Abdel-Fattah al-Sisi of Egypt
King Abdullah of Jordan
King Mohamed VI of Morocco
AbdelMajid Tebboune of Algeria
Kais Saied of Tunisia
Asim Munir of Pakistan (a nuclear power)
Anwar Ibrahim of Malaysia
Joko Widodo of Indonesia
... and many more...
And no matter how historians try to insist on "nuance" that "some leaders did what they could", every rational human being of that generation will respond sharply: "you are trying to tell me that all of these leaders of all of these nations did not have the power to stop a genocide of their own brothers and sisters?!"
Sami hamdi
And they will want to know who those leaders were and they will find:
Mohamed Bin Salman of Saudi Arabia
Mohamed Bin Zayed of United Arab Emirates
Receb Tayyeb Erdogan of Turkiye
Abdel-Fattah al-Sisi of Egypt
King Abdullah of Jordan
King Mohamed VI of Morocco
AbdelMajid Tebboune of Algeria
Kais Saied of Tunisia
Asim Munir of Pakistan (a nuclear power)
Anwar Ibrahim of Malaysia
Joko Widodo of Indonesia
... and many more...
And no matter how historians try to insist on "nuance" that "some leaders did what they could", every rational human being of that generation will respond sharply: "you are trying to tell me that all of these leaders of all of these nations did not have the power to stop a genocide of their own brothers and sisters?!"
Sami hamdi
Forwarded from قناة أحمد بن يوسف السيد
ما يجري على غزّة اليوم قد يجري على غيرها غداً،
وما نشاهده من عجز وتخاذل عنها اليوم قد يحصل مثله لغيرها غداً؛
فالظروف هي الظروف، والعجز هو العجز،
والعدوّ يعمل ليل نهار، وشهيته مفتوحة لمزيد من التمدد والتدمير والتقسيم.
والمنافقون بيننا يؤيدونه ويحرضونه،
والمصلحون الصادقون القادرون على التأثير في الأمة يُحَيَّدون ويُبعَدون ويُسجَنون في ظل العجز عن نصرتهم أو الخذلان لهم.
والصادقون من أبناء الأمة تائهون حائرون وكثير منهم يائس محبط،
والتافهون الغثاء هم التافهون سيستمرون في لهوهم وغفلتهم كما هم اليوم في ظروف غزة والسودان،
والمنشغلون بدنياهم وظروف معيشتهم سيظلون هكذا،
والمنحرفون الذين يشتغلون بالطعن في المصلحين والصادقين ويثيرون المعارك الصغيرة في ظل هذه الظروف هم المنحرفون مهما احترقت الأمة،
ثم بعد ذلك نطلب نتائج مختلفة؟
إذا لم تتغير المعادلات من وسط الأمة وقلبها،
ويُعَزَّز الوعي،
وتصنع الأمة مصلحيها ورموزها، وتسمع لهم وتدافع عنهم، وتنصرهم،
وتستعد للبذل والتضحية ولو بالوقت والمال،
وتنبذ سفهاءها ومنحرفيها،
فما الذي سيتغير؟
على أننا حين نقول ذلك لا نغلق أبواب الأمل ولا نقول إنه يجب البدء من الصفر بل إن كثيرا من أبناء الأمة بدؤوا فعلا بالسير في الطريق الصحيح لصناعة نماذج مختلفة تكون على قدر المرحلة.
ومنهم من بدأ باليقظة المثمرة مع أحداث غزة،
ومنهم من بدأ يعيد النظر في حاله وحياته والواقع من حوله،
وأن ذلك كله سيثمر بإذن الله تعالى يقظة وصلاحاً وأثراً مختلفاً في السنوات القادمة.
وما نشاهده من عجز وتخاذل عنها اليوم قد يحصل مثله لغيرها غداً؛
فالظروف هي الظروف، والعجز هو العجز،
والعدوّ يعمل ليل نهار، وشهيته مفتوحة لمزيد من التمدد والتدمير والتقسيم.
والمنافقون بيننا يؤيدونه ويحرضونه،
والمصلحون الصادقون القادرون على التأثير في الأمة يُحَيَّدون ويُبعَدون ويُسجَنون في ظل العجز عن نصرتهم أو الخذلان لهم.
والصادقون من أبناء الأمة تائهون حائرون وكثير منهم يائس محبط،
والتافهون الغثاء هم التافهون سيستمرون في لهوهم وغفلتهم كما هم اليوم في ظروف غزة والسودان،
والمنشغلون بدنياهم وظروف معيشتهم سيظلون هكذا،
والمنحرفون الذين يشتغلون بالطعن في المصلحين والصادقين ويثيرون المعارك الصغيرة في ظل هذه الظروف هم المنحرفون مهما احترقت الأمة،
ثم بعد ذلك نطلب نتائج مختلفة؟
إذا لم تتغير المعادلات من وسط الأمة وقلبها،
ويُعَزَّز الوعي،
وتصنع الأمة مصلحيها ورموزها، وتسمع لهم وتدافع عنهم، وتنصرهم،
وتستعد للبذل والتضحية ولو بالوقت والمال،
وتنبذ سفهاءها ومنحرفيها،
فما الذي سيتغير؟
على أننا حين نقول ذلك لا نغلق أبواب الأمل ولا نقول إنه يجب البدء من الصفر بل إن كثيرا من أبناء الأمة بدؤوا فعلا بالسير في الطريق الصحيح لصناعة نماذج مختلفة تكون على قدر المرحلة.
ومنهم من بدأ باليقظة المثمرة مع أحداث غزة،
ومنهم من بدأ يعيد النظر في حاله وحياته والواقع من حوله،
وأن ذلك كله سيثمر بإذن الله تعالى يقظة وصلاحاً وأثراً مختلفاً في السنوات القادمة.
قال اللّٰـه تعالى: { لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللّٰـهَ مَعَنَا }.
في أوقات الضيق، تذكر أن الله معك
دائمًا. هو الرفيق في كل خطوة،
والقريب في كل لحظة.
صباح السكينة والرضا
#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#صباحيات
في أوقات الضيق، تذكر أن الله معك
دائمًا. هو الرفيق في كل خطوة،
والقريب في كل لحظة.
صباح السكينة والرضا
#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#صباحيات
قال اللّٰـه تعالى: { وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ }.
قد يكون الخير مخفيًا في تفاصيل اليوم
الصعبة، فقط تذكر أن الله لا يقدر إلا
الأفضل لك، فاصبر وابتسم.
صباح الصبر والأمل
#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#صباحيات
قد يكون الخير مخفيًا في تفاصيل اليوم
الصعبة، فقط تذكر أن الله لا يقدر إلا
الأفضل لك، فاصبر وابتسم.
صباح الصبر والأمل
#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#صباحيات
Forwarded from قناة: محمد إلهامي (محمد إلهامي)
حين ظنّ الخوارج أنهم أعرف بالإسلام وأحرص عليه من صحابة رسول الله، قاتلوهم وقتلوا منهم.. فكانوا نموذجا مبكرا وفاضحا وكاشفا للحدّ الذي يمكن أن يبلغه غبي العقل ضيق النفس إذا تصدّى لأمر الدين بنفسه! لا هو تبع أهل العلم والفهم، ولا هو ترك الأمر ولم يحشر نفسه فيه، ولا هو تورّع عن الجرائم الكبرى.. فماذا كانت النتيجة؟!
كانوا سلما على الكافرين وحربا على الصحابة الأولين.. كما وصفهم نبينا: يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان!
وقد كان من نعمة الله على هذه الأمة أن كان التصدي لهم، وأستاذ الأمة في قضيتهم: الصحابي الكبير الذي جمع بين العلم والحرب، علي بن أبي طالب رضي الله عنه.. فبه عرفت الأمة كيف يكون التعامل مع الغلو والغلاة.
أتذكر هذا الأمر مع كل مشهد تأتينا به الفتنتان الكبيرتان اللتان تأكلان في الشباب الجاهلين هذه الأيام.. فتنة النواصب الجدد، وفتنة الحدادية الجدد!
وما في هاتين الطائفتين أحدٌ يعرف بالعلم، ولا قد برز فيه، بل زعماء الفتنة جهلاء، ضربوا المثل في الغباء وفي ضيق النفس معه!
وأظهر ما يبين جهلهم أنهم ينحرفون في مسائل لطالما مرَّت عليها عقول أهل العلم، فجاء هؤلاء المبتدعة فيها بما لم يأت به الأولون! كأن الأمة كلها انحرفت عن الحق جهلا، أو جُبْنًا!! ثم جاء هؤلاء فعرفوه من بعد جهالة! أو صرحوا به من بعد خيانة!
لقد ظن هؤلاء النواصب الجدد أنهم كانوا أفهم للقرآن والسنة وأعلم بالتاريخ من سائر علماء المسلمين في سائر عصورهم، أو أنهم أشجع منهم جميعا في النطق بالحق وبيانه وإظهاره.. فلا يتورع الواحد منهم على أن يُضَعِّف الأحاديث المتواترة والصحيحة، وأن يُسَفِّه سائر علماء المسلمين عبر الأعصار والأقطار، ليجعل معاوية -رضي الله عنه- مُحِقًّا، ويجعل عليا -رضي الله عنه- هو المخطئ!
ثم تكرّ السلسلة العفنة النتنة، ويتلقفها الشباب الجاهل الغبي، الذي لم يتربَّ على يد أهل العلم والخلق والتزكية، فيطردون الكلام ويلتزمون لوازمه حتى يسبون -صراحة وبالفحش- عليا وفاطمة والحسن والحسين.. حتى لقد رأيت بعيني هاتين رسَّامًا جعل مهمته سبَّ علي، حتى وصفه بأنه أسوأ من هتلر!!
فليهنأ النواصب الجدد وشيوخهم بالخطايا والآثام التي سيجدونها في ميزانهم!
على أنه يجب أن أقول تفسيرا لهذه الظاهرة، أنها ظاهرة تعصب وغلو مقابل، في مقابل الغلو الشيعي وإجرامه، لا سيما في العراق والشام واليمن، فلذا وجد الضالون بيئة مستعدة ومتقبلة لكل ما يضادّ قول الشيعة ومذهبهم، ثم أوغلوا في المقابلة والمناقضة والتعصب حتى جاوزوا غلو الشيعة إلى تضليل الأمة كلها.
ومثل أولئك: هؤلاء الحدادية الجدد..
ولقد فزعت حين رأيت جملة من شبابهم، يسارعون بالإبلاغ لمنصات اليوتيوب وغيرها عن القنوات التي ترد عليهم.. يشنون الحملات على هذه القنوات لإغلاقها بأخبث طريقة يمكن تصورها.. يبلغون عنها بالمقاطع التي ينشرونها في دعم غزة وفلسطين..
مثال نموذجي صارخ لوصف النبي لهم بترك أهل الأوثان ومقاتلة أهل الإيمان.
فليهنأ أعداء الإسلام بهؤلاء الذين تطوعوا من أنفسهم للصد عن سبيل الله، والصد عن نصرة المسلمين، والعمل متطوعين في نصرة الكافرين والصهاينة والصليبيين.
وتأمل كيف أن القوم الذين يزعمون الحفاظ على جناب التوحيد، قد حملهم هذا الغلو في "التوحيد" إلى أن يكونوا في خدمة الكافرين، على إخوانهم المسلمين المخالفين لهم.. بل حتى لو كان هؤلاء المخالفين كفارا -في رأيهم- فإن كافرا ينصر المسلمين وينشر قضيتهم أولى من كافر يحارب المسلمين ويسعى في طمس قضيتهم وفي نصرة الأعداء عليهم.
ولكن.. هذا هو مصير من لم يأخذ العلم عن أهله، ثم لم يأخذه في إهاب التقوى والتزكية والتربية.. هذا هو مصير الذي لم يتعلم ولم يتربّ حين يدخل معركة، فهو يظن شأن الدين كشأن معارك الشوارع، حيث لا أخلاق ولا أدب ولا إنصاف!
لا هو يعرف مراتب المسائل وما يقدم منها وما يؤخر، ولا هو يعرف حجم الجريمة التي يقترفها.. ويظن نفسه ينصر التوحيد!! وما ينصر إلا نفسه وهواه ورأيه الفاسد!
وهم في هذا امتداد للمداخلة.. هؤلاء القوم الذين ارتدوا اللحى وتلفعوا بالسنة وأطالوا الكلام في الجرح والتعديل، وفي التبديع والتضليل.. ثم هم عمليا ليسوا إلا أنصار الحكام الذين هم عملاء الصهاينة والصليبيين.. فهم في النهاية خدم للكفار على المسلمين.
ولعلنا لم ننس المقال الشهير الذي نشرته تايمز أوف إسرائيل: هل المداخلة أصدقاء لإسرائيل؟
لم يحمل المداخلة السلاح ولم يقاتلوا إلا في ليبيا، مع حفتر، عميل الأمريكان!! هذا هو "جهادهم" الوحيد!! جهاد في خدمة الصليبيين على المسلمين!!
إلى كل من يريد الهداية: طريق العلم الذي ينجي في الآخرة معروف، عند أهل العلم، يؤخذ منهم على طريقة معروفة مشهورة عريقة، تمزجه بالدين والأدب والخلق والتقوى..
كانوا سلما على الكافرين وحربا على الصحابة الأولين.. كما وصفهم نبينا: يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان!
وقد كان من نعمة الله على هذه الأمة أن كان التصدي لهم، وأستاذ الأمة في قضيتهم: الصحابي الكبير الذي جمع بين العلم والحرب، علي بن أبي طالب رضي الله عنه.. فبه عرفت الأمة كيف يكون التعامل مع الغلو والغلاة.
أتذكر هذا الأمر مع كل مشهد تأتينا به الفتنتان الكبيرتان اللتان تأكلان في الشباب الجاهلين هذه الأيام.. فتنة النواصب الجدد، وفتنة الحدادية الجدد!
وما في هاتين الطائفتين أحدٌ يعرف بالعلم، ولا قد برز فيه، بل زعماء الفتنة جهلاء، ضربوا المثل في الغباء وفي ضيق النفس معه!
وأظهر ما يبين جهلهم أنهم ينحرفون في مسائل لطالما مرَّت عليها عقول أهل العلم، فجاء هؤلاء المبتدعة فيها بما لم يأت به الأولون! كأن الأمة كلها انحرفت عن الحق جهلا، أو جُبْنًا!! ثم جاء هؤلاء فعرفوه من بعد جهالة! أو صرحوا به من بعد خيانة!
لقد ظن هؤلاء النواصب الجدد أنهم كانوا أفهم للقرآن والسنة وأعلم بالتاريخ من سائر علماء المسلمين في سائر عصورهم، أو أنهم أشجع منهم جميعا في النطق بالحق وبيانه وإظهاره.. فلا يتورع الواحد منهم على أن يُضَعِّف الأحاديث المتواترة والصحيحة، وأن يُسَفِّه سائر علماء المسلمين عبر الأعصار والأقطار، ليجعل معاوية -رضي الله عنه- مُحِقًّا، ويجعل عليا -رضي الله عنه- هو المخطئ!
ثم تكرّ السلسلة العفنة النتنة، ويتلقفها الشباب الجاهل الغبي، الذي لم يتربَّ على يد أهل العلم والخلق والتزكية، فيطردون الكلام ويلتزمون لوازمه حتى يسبون -صراحة وبالفحش- عليا وفاطمة والحسن والحسين.. حتى لقد رأيت بعيني هاتين رسَّامًا جعل مهمته سبَّ علي، حتى وصفه بأنه أسوأ من هتلر!!
فليهنأ النواصب الجدد وشيوخهم بالخطايا والآثام التي سيجدونها في ميزانهم!
على أنه يجب أن أقول تفسيرا لهذه الظاهرة، أنها ظاهرة تعصب وغلو مقابل، في مقابل الغلو الشيعي وإجرامه، لا سيما في العراق والشام واليمن، فلذا وجد الضالون بيئة مستعدة ومتقبلة لكل ما يضادّ قول الشيعة ومذهبهم، ثم أوغلوا في المقابلة والمناقضة والتعصب حتى جاوزوا غلو الشيعة إلى تضليل الأمة كلها.
ومثل أولئك: هؤلاء الحدادية الجدد..
ولقد فزعت حين رأيت جملة من شبابهم، يسارعون بالإبلاغ لمنصات اليوتيوب وغيرها عن القنوات التي ترد عليهم.. يشنون الحملات على هذه القنوات لإغلاقها بأخبث طريقة يمكن تصورها.. يبلغون عنها بالمقاطع التي ينشرونها في دعم غزة وفلسطين..
مثال نموذجي صارخ لوصف النبي لهم بترك أهل الأوثان ومقاتلة أهل الإيمان.
فليهنأ أعداء الإسلام بهؤلاء الذين تطوعوا من أنفسهم للصد عن سبيل الله، والصد عن نصرة المسلمين، والعمل متطوعين في نصرة الكافرين والصهاينة والصليبيين.
وتأمل كيف أن القوم الذين يزعمون الحفاظ على جناب التوحيد، قد حملهم هذا الغلو في "التوحيد" إلى أن يكونوا في خدمة الكافرين، على إخوانهم المسلمين المخالفين لهم.. بل حتى لو كان هؤلاء المخالفين كفارا -في رأيهم- فإن كافرا ينصر المسلمين وينشر قضيتهم أولى من كافر يحارب المسلمين ويسعى في طمس قضيتهم وفي نصرة الأعداء عليهم.
ولكن.. هذا هو مصير من لم يأخذ العلم عن أهله، ثم لم يأخذه في إهاب التقوى والتزكية والتربية.. هذا هو مصير الذي لم يتعلم ولم يتربّ حين يدخل معركة، فهو يظن شأن الدين كشأن معارك الشوارع، حيث لا أخلاق ولا أدب ولا إنصاف!
لا هو يعرف مراتب المسائل وما يقدم منها وما يؤخر، ولا هو يعرف حجم الجريمة التي يقترفها.. ويظن نفسه ينصر التوحيد!! وما ينصر إلا نفسه وهواه ورأيه الفاسد!
وهم في هذا امتداد للمداخلة.. هؤلاء القوم الذين ارتدوا اللحى وتلفعوا بالسنة وأطالوا الكلام في الجرح والتعديل، وفي التبديع والتضليل.. ثم هم عمليا ليسوا إلا أنصار الحكام الذين هم عملاء الصهاينة والصليبيين.. فهم في النهاية خدم للكفار على المسلمين.
ولعلنا لم ننس المقال الشهير الذي نشرته تايمز أوف إسرائيل: هل المداخلة أصدقاء لإسرائيل؟
لم يحمل المداخلة السلاح ولم يقاتلوا إلا في ليبيا، مع حفتر، عميل الأمريكان!! هذا هو "جهادهم" الوحيد!! جهاد في خدمة الصليبيين على المسلمين!!
إلى كل من يريد الهداية: طريق العلم الذي ينجي في الآخرة معروف، عند أهل العلم، يؤخذ منهم على طريقة معروفة مشهورة عريقة، تمزجه بالدين والأدب والخلق والتقوى..
Forwarded from قناة أحمد بن يوسف السيد
لئن كان جيش الاحتلال يسعى جاهداً لإنهاء وجود المقاومة في غزة فإن من ورائه رؤساء وقادة وجيوشاً يدعمونه سرّاً وجهراً، ومؤسسات عالمية وإقليمية تدعمه بأجهزتها وإعلامها وقواها الناعمة والخشنة؛
فالذين حاربوا العمل الإسلامي المؤثر في المنطقة منذ عشرين سنة بمختلف الوسائل، وسعوا لتجفيف منابع التدين، وجدوا في هذه الحرب فرصة عظيمة لاجتثاث ما بقي من الوجود الإسلامي الذي لم تطله أيديهم قبل ذلك؛ فهذه حرب مصيرية لهم كما هي مصيرية لنتنياهو ومن معه.
ومشاركتهم في هذه الحرب لا تقتصر على الدعم المباشر لجيش الاحتلال لوجستيا وإعلاميا، بل إن أعظم مشاركة لهم كانت قبل الحرب، وذلك بإبعاد الأصوات المؤثرة اجتماعياً وتحييدها مبكراً للحيلولة دون تحريك الأمة في مثل هذه الأحداث -ونجحوا في ذلك-
فجاءت أحداث غزة على أمة قد قُصت أجنحتها، وأبعِد مصلحوها، وحُيّد كثير من العاملين والمؤثرين فيها، واستُهدِفَت السياقات الفاعلة فيها؛
ولمثل هذا اليوم مكر الماكرون وكادوا.
والمقصود من ذلك كله: إنهاء ما بقي في الأمة من آثار الصحوة ومكامن الفاعلية القابلة لاستعادة نهضتها، وسحق بقية الروح التي يمكن أن تُحيي كرامتها وعزتها من جديد؛ وإحلال الروابط الوطنية والإنسانية مكان الروابط الإسلامية، مع فرض حالة من الفجور المنظَّم والتفاهة المقصودة؛ وإنه لكيد -لو تعلمون- شديد، وحرب عظيمة وافقت مرحلة غفلة ويأس وشتات.
ولذلك فقد ذكرتُ من بداية أحداث غزة أن من أهم ما ينبغي أن نخرج به من الأحداث: حالة اليقظة العامة، التي يعود شباب الأمة فيها للالتفات إلى أنفسهم التفاتا حقيقيا يدركون به خطورة المرحلة وواجب الوقت، ويسعون فيه لتقوية أمتهم والعناية بقضاياها، وخاصة المناطق التي تتمتع بقدر من الحرية بعد تحررها وتُعَد عُمقاً سنياً استراتيجياً للأمة؛ فهذه المناطق لا يجوز لأصحابها الانشغال بصراعات جزئية ولا ضياع شيء من الأوقات دون استثمار حقيقي لطاقات أبنائها للمستقبل.
هذا؛ وإنّنا نؤمن بالله العلي العظيم الذي لا ينقطع تدبيره عن الكون ولا للحظة واحدة، ونثق بوعده ولا نيأس من رَوحه، ونرى بوادر يقظة تتنامى في الأمة وتسري في نخب شبابها، ويوشك أن تستعيد الأمة عافيتها من جديد بإذن الله تعالى، بعيدا عن استعجال المستعجلين الذين لا يريدون إلا الحلول المفاجئة ولا يفهمون سياقات الواقع وماجريات العقدين الأخيرين، ولا يفقهون سنن الله في الأمم والمجتمعات، والنصر والهزيمة.
"والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون"
فالذين حاربوا العمل الإسلامي المؤثر في المنطقة منذ عشرين سنة بمختلف الوسائل، وسعوا لتجفيف منابع التدين، وجدوا في هذه الحرب فرصة عظيمة لاجتثاث ما بقي من الوجود الإسلامي الذي لم تطله أيديهم قبل ذلك؛ فهذه حرب مصيرية لهم كما هي مصيرية لنتنياهو ومن معه.
ومشاركتهم في هذه الحرب لا تقتصر على الدعم المباشر لجيش الاحتلال لوجستيا وإعلاميا، بل إن أعظم مشاركة لهم كانت قبل الحرب، وذلك بإبعاد الأصوات المؤثرة اجتماعياً وتحييدها مبكراً للحيلولة دون تحريك الأمة في مثل هذه الأحداث -ونجحوا في ذلك-
فجاءت أحداث غزة على أمة قد قُصت أجنحتها، وأبعِد مصلحوها، وحُيّد كثير من العاملين والمؤثرين فيها، واستُهدِفَت السياقات الفاعلة فيها؛
ولمثل هذا اليوم مكر الماكرون وكادوا.
والمقصود من ذلك كله: إنهاء ما بقي في الأمة من آثار الصحوة ومكامن الفاعلية القابلة لاستعادة نهضتها، وسحق بقية الروح التي يمكن أن تُحيي كرامتها وعزتها من جديد؛ وإحلال الروابط الوطنية والإنسانية مكان الروابط الإسلامية، مع فرض حالة من الفجور المنظَّم والتفاهة المقصودة؛ وإنه لكيد -لو تعلمون- شديد، وحرب عظيمة وافقت مرحلة غفلة ويأس وشتات.
ولذلك فقد ذكرتُ من بداية أحداث غزة أن من أهم ما ينبغي أن نخرج به من الأحداث: حالة اليقظة العامة، التي يعود شباب الأمة فيها للالتفات إلى أنفسهم التفاتا حقيقيا يدركون به خطورة المرحلة وواجب الوقت، ويسعون فيه لتقوية أمتهم والعناية بقضاياها، وخاصة المناطق التي تتمتع بقدر من الحرية بعد تحررها وتُعَد عُمقاً سنياً استراتيجياً للأمة؛ فهذه المناطق لا يجوز لأصحابها الانشغال بصراعات جزئية ولا ضياع شيء من الأوقات دون استثمار حقيقي لطاقات أبنائها للمستقبل.
هذا؛ وإنّنا نؤمن بالله العلي العظيم الذي لا ينقطع تدبيره عن الكون ولا للحظة واحدة، ونثق بوعده ولا نيأس من رَوحه، ونرى بوادر يقظة تتنامى في الأمة وتسري في نخب شبابها، ويوشك أن تستعيد الأمة عافيتها من جديد بإذن الله تعالى، بعيدا عن استعجال المستعجلين الذين لا يريدون إلا الحلول المفاجئة ولا يفهمون سياقات الواقع وماجريات العقدين الأخيرين، ولا يفقهون سنن الله في الأمم والمجتمعات، والنصر والهزيمة.
"والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون"
Forwarded from د. إياد قنيبي
في الوقت الذي ظهر أن العالم لا يعرف إلا منطق القوة..
وأننا كمسلمين عرضة -جميعاً- للسحق دون أن يطرف للنظام الدولي جفن..
ويظهر فيه متحدثون صهاينة وقد وضعوا الأردن ضمن حدود دولتهم المرتقبة..
ويتكلم ترمب عن توسيع "دولة إسرائيل" لأنها "صغيرة جدا"..
ويتعلم فيه أبناء الصهاينة الاستمتاع بالقتل بعقيدة دينية..
ويعطى المستوطنون عشرات آلاف قطع الأسلحة، والتي يدبرون عليها أبناءهم وبناتهم..
تطلع علينا الدفعة الجديدة من الكتب المدرسية لتعلم أبناءنا كيف يعزفون الدُّم والتَّك!!
بل وامتلأت الكتب الجديدة بفصل "أَعزِف وأُغني"، "أتعرف إلى عازفين من بلادي"، تعريف بـ"الفنان من بلدي من العازفين على التشيللو"، "امسح الرمز لحضور اللقاء الخاص بالفنانة جولييت عواد"، تعريف بـ مغنية لبنانية من أغانيها أسمر خفيف الروح" !!!
سؤال: لصالح من هذا؟
من يضع هذه المناهج؟
ماذا يريدون بها؟
وأننا كمسلمين عرضة -جميعاً- للسحق دون أن يطرف للنظام الدولي جفن..
ويظهر فيه متحدثون صهاينة وقد وضعوا الأردن ضمن حدود دولتهم المرتقبة..
ويتكلم ترمب عن توسيع "دولة إسرائيل" لأنها "صغيرة جدا"..
ويتعلم فيه أبناء الصهاينة الاستمتاع بالقتل بعقيدة دينية..
ويعطى المستوطنون عشرات آلاف قطع الأسلحة، والتي يدبرون عليها أبناءهم وبناتهم..
تطلع علينا الدفعة الجديدة من الكتب المدرسية لتعلم أبناءنا كيف يعزفون الدُّم والتَّك!!
بل وامتلأت الكتب الجديدة بفصل "أَعزِف وأُغني"، "أتعرف إلى عازفين من بلادي"، تعريف بـ"الفنان من بلدي من العازفين على التشيللو"، "امسح الرمز لحضور اللقاء الخاص بالفنانة جولييت عواد"، تعريف بـ مغنية لبنانية من أغانيها أسمر خفيف الروح" !!!
سؤال: لصالح من هذا؟
من يضع هذه المناهج؟
ماذا يريدون بها؟
قال اللّٰـه تعالى: { قُلْ يَـٰعِبَادِىَ ٱلَّذِينَ أَسْرَفُوا۟ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا۟ مِن رَّحْمَةِ ٱللَّهِ }.
مهما كان ما فات، فإن رحمة الله أوسع
وأعمق. ابدأ يومك بتوبة وتفاؤل،
واعلم أن الله كريم بعباده.
صباح الرحمة والمغفرة
#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#صباحيات
مهما كان ما فات، فإن رحمة الله أوسع
وأعمق. ابدأ يومك بتوبة وتفاؤل،
واعلم أن الله كريم بعباده.
صباح الرحمة والمغفرة
#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#صباحيات
Forwarded from أدهم شرقاوي
"إسرائيل" تسيرُ على الطَّريق الصحيح!
1. "إسرائيل" تسيرُ على الطَّريق الصحيح، طريق فرعون إذ قتلَ آلاف الأطفال كي لا يأتي موسى عليه السَّلام، ولكنَّه حين جاء ربَّاه في قصره رغماً عن أنفه!
إنَّ الأسلحة التي يريدها الله ليهلك بها الباطل لا يمكن للباطل القضاء عليها بعمليَّةٍ استباقيَّة!
إنَّ للهِ مواعيد لا تُؤجَّلُ!
2. "إسرائيل" على الطَّريق الصحيح، طريق فرعون إذ يُنادي بكلِّ جبروته: ما علمتُ لكم من إلهٍ غيري!
ولكنَّ الإله الذي حقًّا لا إله غيره، كان قد أعدَّ له مصرعه قبل أن يخلقه!
وإسرائيل على خُطاه، تُحرِّمُ وتُحلِّلُ، تقتلُ هنا وتبريرها موجود، وتُبيد هناك ومسوِّغاتها حاضرة! ولكنَّ الإله الذي حقًّا لا إله غيره، قد كتبَ في لوحه المحفوظ وعدَ الآخرة، ودخول المسجد، وإساءة الوجوه!
3. "إسرائيل" تسيرُ على الطَّريق الصَّحيح، طريق فرعون إذ يُنادى بغروره: أنا ربكم الأعلى!
لا تسري عليه القوانين لأنّه من وضعها، ولا تجري عليه الأعراف لأنَّ مقاليد الدُّنيا بيده! ولكنَّ ربَّنا الأعلى أراه نهاية المطاف من هو الأعلى!
وإسرائيل على خطاه، تتصرَّفُ كأنّها ربّ هذا الكوكب الأعلى، قرارات مجلس الأمن كنعالها، ومطرقة محكمة العدل الدولية أضحوكتها، ولكنَّ الزَّمان لن يطول بإذن الله، فإنها آخذة في سُنن الهلاك بامتياز!
4. "إسرائيل" تسيرُ على الطَّريق الصحيح، طريق فرعون إذ يقول عن موسى عليه السَّلام: إني أخاف أن يُبدّل دينكم أو أن يُظهر في الأرض الفساد!
قتلَ موسى عليه السَّلام رجلاً بالخطأ فصار عند فرعون مفسداً، وقتل فرعون آلاف الأطفال وهو يرى نفسه مصلحاً!
وإنَّ الحكاية القديمة اليوم تُعاد، حين يحملُ المظلوم بندقيته في إرهابي، وحين يُبيد الاحتلال شعباً كاملاً فهو دفاع عن النَّفس!
ولكنَّ كل الإعلام المسموم هذا ينطلي على النَّاس لا على الله، اللهُ حكمَ أيُّ الفريقين على حقٍّ وإن كان لقناة العربيّة رأيٌ آخر، وأعدَّ مهلكَ الظالمين وإن قيل إنَّ كتابه يُعادي السَّاميّة!
5. "إسرائيل" تسيرُ على الطَّريق الصحيح، طريق فرعون إذ يُنادي: أليس لي ملك مصر!
كان فرعونُ يحسبُ أنَّ صراع الحقِّ والباطل صراع أرضٍ، أو مشكلة عقاريَّة، من يملكُ الأرض يملكُ الحقَّ!
ولكنَّ الذي له ملكُ الكون أخبره نهاية المطاف، أن مالكَ الأرضِ ظلماً لن يبقى مالكها، وأنَّه في صراع العقيدة، ينتصرُ الحقُّ آخر الأمر ولو علا عليه الباطل بُرهةً من الزَّمان!
وهكذا "إسرائيل" اليوم، تقيسُ الحقَّ بمن يملكُ الأرض، ألا إنَّ الأرض للهِ يورثها من يشاءُ من عباده الصَّالحين!
6. "إسرائيل" تسيرُ على الطَّريق الصحيح، طريق فرعون إذ يقولُ متبجِّحاً: وهذه الأنهار تجري من تحتي!
تغنّى بالماء فأهلكه الله تعالى به!
وإسرائيل كذلك، إنَّ الأرض التي تدَّعي أنها أرض الميعاد، تلعنُها صباح مساء، وسيأتي اليوم الذي يتكلَّمُ فيها الشَّجر والحجر، فليصمت النَّاس ما شاؤوا، يكفينا أنَّ وعد الله آتٍ، فأخِّروا مواعيد الله إن استطعتم!
أدهم شرقاوي / مدونة العرب
1. "إسرائيل" تسيرُ على الطَّريق الصحيح، طريق فرعون إذ قتلَ آلاف الأطفال كي لا يأتي موسى عليه السَّلام، ولكنَّه حين جاء ربَّاه في قصره رغماً عن أنفه!
إنَّ الأسلحة التي يريدها الله ليهلك بها الباطل لا يمكن للباطل القضاء عليها بعمليَّةٍ استباقيَّة!
إنَّ للهِ مواعيد لا تُؤجَّلُ!
2. "إسرائيل" على الطَّريق الصحيح، طريق فرعون إذ يُنادي بكلِّ جبروته: ما علمتُ لكم من إلهٍ غيري!
ولكنَّ الإله الذي حقًّا لا إله غيره، كان قد أعدَّ له مصرعه قبل أن يخلقه!
وإسرائيل على خُطاه، تُحرِّمُ وتُحلِّلُ، تقتلُ هنا وتبريرها موجود، وتُبيد هناك ومسوِّغاتها حاضرة! ولكنَّ الإله الذي حقًّا لا إله غيره، قد كتبَ في لوحه المحفوظ وعدَ الآخرة، ودخول المسجد، وإساءة الوجوه!
3. "إسرائيل" تسيرُ على الطَّريق الصَّحيح، طريق فرعون إذ يُنادى بغروره: أنا ربكم الأعلى!
لا تسري عليه القوانين لأنّه من وضعها، ولا تجري عليه الأعراف لأنَّ مقاليد الدُّنيا بيده! ولكنَّ ربَّنا الأعلى أراه نهاية المطاف من هو الأعلى!
وإسرائيل على خطاه، تتصرَّفُ كأنّها ربّ هذا الكوكب الأعلى، قرارات مجلس الأمن كنعالها، ومطرقة محكمة العدل الدولية أضحوكتها، ولكنَّ الزَّمان لن يطول بإذن الله، فإنها آخذة في سُنن الهلاك بامتياز!
4. "إسرائيل" تسيرُ على الطَّريق الصحيح، طريق فرعون إذ يقول عن موسى عليه السَّلام: إني أخاف أن يُبدّل دينكم أو أن يُظهر في الأرض الفساد!
قتلَ موسى عليه السَّلام رجلاً بالخطأ فصار عند فرعون مفسداً، وقتل فرعون آلاف الأطفال وهو يرى نفسه مصلحاً!
وإنَّ الحكاية القديمة اليوم تُعاد، حين يحملُ المظلوم بندقيته في إرهابي، وحين يُبيد الاحتلال شعباً كاملاً فهو دفاع عن النَّفس!
ولكنَّ كل الإعلام المسموم هذا ينطلي على النَّاس لا على الله، اللهُ حكمَ أيُّ الفريقين على حقٍّ وإن كان لقناة العربيّة رأيٌ آخر، وأعدَّ مهلكَ الظالمين وإن قيل إنَّ كتابه يُعادي السَّاميّة!
5. "إسرائيل" تسيرُ على الطَّريق الصحيح، طريق فرعون إذ يُنادي: أليس لي ملك مصر!
كان فرعونُ يحسبُ أنَّ صراع الحقِّ والباطل صراع أرضٍ، أو مشكلة عقاريَّة، من يملكُ الأرض يملكُ الحقَّ!
ولكنَّ الذي له ملكُ الكون أخبره نهاية المطاف، أن مالكَ الأرضِ ظلماً لن يبقى مالكها، وأنَّه في صراع العقيدة، ينتصرُ الحقُّ آخر الأمر ولو علا عليه الباطل بُرهةً من الزَّمان!
وهكذا "إسرائيل" اليوم، تقيسُ الحقَّ بمن يملكُ الأرض، ألا إنَّ الأرض للهِ يورثها من يشاءُ من عباده الصَّالحين!
6. "إسرائيل" تسيرُ على الطَّريق الصحيح، طريق فرعون إذ يقولُ متبجِّحاً: وهذه الأنهار تجري من تحتي!
تغنّى بالماء فأهلكه الله تعالى به!
وإسرائيل كذلك، إنَّ الأرض التي تدَّعي أنها أرض الميعاد، تلعنُها صباح مساء، وسيأتي اليوم الذي يتكلَّمُ فيها الشَّجر والحجر، فليصمت النَّاس ما شاؤوا، يكفينا أنَّ وعد الله آتٍ، فأخِّروا مواعيد الله إن استطعتم!
أدهم شرقاوي / مدونة العرب