Telegram Web Link
بشارتُه صلى الله عليه وسلم بالفتوح الإسلامية:

بشّر بها النبي صلى الله عليه وسلم، فتحقق بعده كما أخبر، بشارتُه بفتوح اليمن والشام والعراق واستيطان المسلمين بهذه البلاد، حيث قال صلى الله عليه وسلم: (( تُفتَح اليمن فيأتي قوم يُبِسُّون فيتحملون بأهلهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، وتُفتح الشام فيأتي قومٌ يُبِسُّون، فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، وتُفتح العراق فيأتي قومٌ يُبِسُّون، فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون)).

قال النووي: "قال العلماء: في هذا الحديث معجزاتٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنه أخبر بفتح هذه الأقاليم، وأن الناس يتحملون بأهليهم إليها ويتركون المدينة، وأن هذه الأقاليم تفتح على هذا الترتيب [اليمن ثم الشام ثم العراق]، ووجِد جميعُ ذلك كذلك بحمد الله وفضله"

ويؤكد الإمام ابن حجر تحقق هذه النبوءات النبوية، فينقل عن ابن عبد البر وغيره قولهم: "افتتحت اليمن في أيام النبي صلى الله عليه وسلم وفي أيام أبي بكر, وافتتحت الشام بعدها, والعراق بعدها، وفي هذا الحديث عَلم من أعلام النبوة, فقد وقع على وفق ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم وعلى ترتيبه, ووقع تفرق الناس في البلاد لما فيها من السعة والرخاء, ولو صبروا على الإقامة بالمدينة لكان خيرًا لهم"

وأما فتح فارس، فقد بشر به رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه، فقال: ((لتفتحن عصابة من المسلمين كنز آل كسرى الذي في الأبيض)).

وتحقق الوعد زمنَ خلافة عمر بن الخطاب، ففتحه الصحابة فكان أول من رأى القصر الأبيض ضرار بن الخطاب، فجعل الصحابة يكبرون ويقولون: هذا ما وعدنا الله ورسوله.

وكذا أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بفتح مصر؛ ودعا إلى الإحسان إلى أهلها إكراماً لهاجر أم إسماعيل، فقد كانت من أرض مصر، كما أخبر بدخول أهلها في الإسلام واشتراكهم مع إخوانهم في التمكين له، قال صلى الله عليه وسلم: ((إنكم ستفتحون مصر .. فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها؛ فإن لهم ذِمة ورحِماً))، في رواية لابن حبان: (( فاستوصوا بهم خيرًا، فإنهم قوة لكم، وبلاغ إلى عدوكم بإذن الله)).

والتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي ذر فقال: ((فإذا رأيتَ رجلين يختصمان فيها في موضع لَبِنة فاخرج منها)).

 وتحقق ذلك زمنَ خلفائه الراشدين، فكان أبو ذر رضي الله عنه ممن فتح مصر وسكنها، يقول رضي الله عنه: فرأيت عبدَ الرحمنِ بنَ شرحبيلَ بنِ حسنة وأخاه ربيعة يختصمان في موضع لَبِنة، فخرجت منها.

قال النووي: "وفيه معجزة ظاهرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، منها إخباره بأن الأمةَ تكون لهم قوة وشوكة بعده، بحيث يقهرون العجم والجبابرة، ومنها أنهم يفتحون مِصر، ومنها تنازع الرجلين في موضع اللَبِنة، ووقع كلُ ذلك ولله الحمد"

(د. منقذ السقار، دلائل النبوة بتصرف)

#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#صدق_نبوة_محمد
#براهين_النبوة
اللهم كن لإخواننا في غزة عوناً ونصيرا، اللهم صبرهم وثبتهم وانصرهم على أعدائهم، اللهم عليك بأعداء الدين اللهم احصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحدا
الثمرة الرابعة من ثمرات تعظيم الله: الهيبة والحياء منه سبحانه.

الحياء خلق عظیم، يبعثه معرفة الله عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته العلا، ومن أبرز هذه الأسماء اسمه سبحانه العظيم والكريـم، والبر، والرحيـم، واللطيـف، والغفور، والمنـان والودود، والوهـاب والعليم، والسميع والبصير، فبقدر ما تتمكن هذه الأسماء وأمثالها من قلب العبد، إلا وتظهر آثارهـا على أحواله وأخلاقه وسمته وهديه، ومن أبرز هذه الأخلاق خلق الحياء من الله عز وجل العظيم الحليم الرحيم الودود السميع البصير، فيستحي العبد من ربه الذي له هذه الصفات ويهابه، ومثل هذا الحيـاء هو الذي يحجز العبد عن الآثام الباطنة والظاهرة. ويجعله سـاعيًا في مرضاة الله وطاعته، والحياء ثمرة من ثمار التعظيم والمحبة الله عز وجل.
عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنها قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «استحيوا من الله حق الحياء» قال قلنا: يا نبي الله إنا لنستحي والحمد لله، قال: «ليس ذلك، ولكن الاستحياء من الله حق الحياء، أن تحفظ الرأس وما وعى، وتحفظ البطن ومـا حوى، ولتذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء» (حسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (٢٦٣٨))

(وما قدروا الله حق قدره، عبد العزيز الجليل)

#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#معرفة_الله
#عن_الله_أحدثك
للعقيدة الإسلامية – عقيدة أهل السنة والجماعة – خصائص عديدة، لا توجد في أي عقيدة أخرى، ولا غرور في ذلك؛ إذ إن تلك العقيدة تُستمَد من الوحي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. ومن تلك الخصائص ما يلي:

1 – سلامة مصدر التلقي: وذلك باعتمادها على الكتاب والسنة، وإجماع السلف الصالح، فهي مستقاة من ذلك النبع الصافي، بعيداً عن كدر الأهواء والشبهات، وهذه الخصيصة لا توجد في شتى المذاهب والملل والنحل غير العقيدة الإسلامية – عقيدة أهل السنة والجماعة-.

2 – أنها تقوم على التسليم لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم، وذلك لأنها غيب، والغيب يقوم على التسليم، فالتسليم بالغيب من أعظم صفات المؤمنين التي مدحهم الله بها، كما في قوله تعالى: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} [البقرة:2-3].
ذلك أن العقول لا تدرك الغيب، ولا تستقل بمعرفة الشرائع؛ لعجزها وقصورها، فكما أن سمع الإنسان قاصر، وبصره كليل، وقوَّته محدودة فكذلك عقله؛ فتعيَّن الإيمان بالغيب والتسليم لله عز وجل.

3 – موافقتها للفطرة القويمة، والعقل السليم: فعقيدة أهل السنة والجماعة ملائمة للفطرة السليمة، موافقة للعقل الصريح، الخالي من الشهوات والشبهات.

4 – اتصال سندها بالرسول، والسلف الصالح قولاً، وعملاً، واعتقاداً: وهذه الخصيصة قد اعترف بها كثير من خصومها؛ فلا يوجد – بحمد الله – أصل من أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ليس له أصل أو مستند من الكتاب والسنة، أو عن السلف الصالح، بخلاف العقائد الأخرى المبتدعة.

5 – الوضوح والسهولة والبيان: فهي عقيدة سهلة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، فلا لبس فيها، ولا غموض، ولا تعقيد؛ فألفاظها واضحة، ومعانيها بينة، يفهمها العالم والعامي، والصغير والكبير، فهي تستمد من الكتاب والسنة، وأدلة الكتاب والسنة كالغذاء ينتفع به كل إنسان، بل كالماء الذي ينتفع به الرضيع، والصبي، والقوي، والضعيف.

6 – السلامة من الاضطراب والتناقض واللبس: فلا مكان فيها لشيء من ذلك مطلقاً، كيف لا وهي وحي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؟ فالحق لا يضطرب ولا يتناقض، ولا يلتبس، بل يشبه بعضُه بعضاً، ويصدِّق بعضُه بعضاً {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا} [النساء:82].

7 – أنها قد تأتي بالمحار، ولكن لا تأتي بالمحال: ففي العقيدة الإسلامية ما يبهر العقول، وما قد تحار فيه الأفهام، كسائر أمور الغيب من عذاب القبر ونعيمه، والصراط، والحوض، والجنة والنار، وكيفية صفات الله عز وجل.
فالعقول تحار في فهم حقيقة هذه الأمور، بل تعجز عن إدراك كيفياتها، ولكنها لا تحيلها، بل تسلّلم لذلك، وتنقاد وتذعن؛ لأن ذلك صدر عن الوحي المنزل، الذي لا ينطق عن الهوى.

8 – العموم والشمول والصلاح: فهي عامة، شاملة، صالحة لكل زمان ومكان، وحال، وأمة، بل إن الحياة لا تستقيم إلا بها.

(عقيدتنا الإسلامية فرائد وخصائص، د. محمد بن إبراهيم الحمد)

#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#محاسن_الإسلام
#سمات_الشريعة
مهما كثرت آلام المستضعفين من المسلمين فلن يتعاطف معهم ويحمل قضيتهم سوى من ينتمي حقيقةً إلى جسد الأمة وبنيانها، ومن لم يفهم ذلك مع كثرة الأحداث المثبتة لها فليراجع نفسه.
غير أن هذا التعاطف لن يجدي كبيرَ نفعٍ؛ لأن المتعاطِف ليس أحسن حالاً من المتعاطَف معه، فالكل عاجز عن تقديم الحلّ المباشر، وذلك لأسباب كثيرة؛
١- فالمشكلات اتسعت خارطتها، وتنوّعت صورها، وتكاثرت أشكالها؛ حتى صار فهمها يحتاج إلى زمن فضلا عن الإسهام في حلها.
٢- والعاملون والمصلحون ومن يؤمل فيهم أن يحملوا هذا الدين وقضاياه ما بين عجز اختياري (بالتفرق، وقلة الوعي، والانشغال بالدنيا، وغياب المنهج الإصلاحي) -إلا من رحم الله- أو عجزٍ اضطراري لا يد لهم فيه.
والواجب ابتداءً: رفعُ العجز الاختياري وإزالتُه: (بجمع الكلمة، ورفع مستوى الوعي، وإيثار الآخرة حقّاً، والانطلاق من منهج إصلاحي محكم)
وكذلك بصناعة المصلحين الذين يُبنَون على معايير تجديدية مُتجاوزة لمشكلات العجز الاختياري.
فإذا رُفع هذا العجز الاختياري فإن الله سيرفع العجز القهري ويزيله بقوته، ويُعلي بالمصلحين كلمته ويعز بهم دينه.
فعاد الأمرُ كله إلى إصلاح صفوف العاملين، فإن صلحوا وإلا جرت عليهم سنة الاستبدال؛ لأن الله لا يرضى أن تظل كلمة المفسدين عالية وإلا تفسد الأرض، وهذا يتعارض مع سننه، ويمتنع في قانونه: (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض)
فإذا وعى المؤمنون ذلك تعرّضوا لسنن الله بإصلاح أحوالهم، وحمْل دينه، ومدافعة الفساد بما يمكن؛ فعندها تجري عليهم سنن الله في تأييدهم بمعيته ومدده.
الثمرة الخامسة من ثمرات تعظيم الله تعالى: التوكل على الله عز وجل وحسن الظن به سبحانه والثبات أمام الشدائد

والتوكل على الله عز وجل يقوم على أمرين: غايـة الاعتماد مع غاية الثقـة. وعندما يمتلأ قلب المؤمن مـن عظمة الله عز وجل وعظمة قدرته وقوته، وكفايته يحصل الاعتماد التام على من هذه صفاته، فإذا اقترن هـذا التعظيم بعظمـة رحمته وبره ولطفه وإحسـانه حصـل غاية الثقة مـن توفيق الله وعونه ومدده. ومن غايـة الاعتماد وغاية الثقة بتحقيق التوكل على الله عز وجل، والتوكل الصادق على الله عز وجل ينشأ عنه أيضا حسن الظن بالله عز وجل واليقين بنصره وكفايته وسقوط عظمـة المخلوق وخشيته، قال الله عز وجل: {الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل} [آل عمران: 173]، وهـذا يثمـر الثبات على الحق وعدم اضـطـراب صاحبه أمام الشدائد والتهديد.

كما أن حسن الظن بالله عز وجل يثمر في قلب المؤمـن المعظم لربه المحـب لـه الصـبر والرضا با يكتبـه ويقدره سبحانه على عبده من المكروهات، حيث إن حسن الظن بالله عز وجل يجعله يرى فيما يقضيه الله عز وجل مـن المكروهات رحمة وخيرا للعبد المؤمن، فظاهرها مكروه
ومزعج، ولكن في أعطافها الرحمة والخير والإحسان. وهذا مصداق قوله صلى الله عليه وسلم: «عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير. وليس ذلك إلا للمؤمن. إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له» (رواه مسلم) .

كما أن تعظيم العبد لربه فيما يقضيه من أحكامه القدرية وحسـن ظنه به سبحانه، يجعله يعود باللائمة في نزول البلاء على نفسه، ويعلم أنه الظالم لنفسه، المستحق للعقوبة على ذنوبه، وأن الله عز وجل منزه عن الظلـم والعبث، وأن هذا مـن رحمة الله به حتى يتدارك أمره، ويصلح شأنه ويتوب إلى ربه.

(وما قدروا الله حق قدره، عبد العزيز الجليل)

#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#معرفة_الله
#عن_الله_أحدثك
ما هدف الإعلام الأسمى، وغايته القصوى؟

قبل الجواب لا بدَّ أن نعلمَ أنَّ أي شيء في الوُجُود إذا انْحَرَفَ عنِ الهدف المقصود مِنْ وُجُودِه وإنشائه، فسوف يُصبح عاملَ هدْمٍ لا بناء، وعلى أقل الأحوال يُصبحُ عائقًا عنْ تحقيق الآمال والطموحات، وعبْئًا على الأمَّة والأفراد.
والجواب المتبادَر هنا: هو ما جاء في كتاب ربِّنا في بيان الهدَف الذي خَلَق مِنْ أَجْلِه كلَّ الكَوْن، ومن أجْلِه أُنزلت كلُّ الرسائل السماوية؛ {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: 36]، إنَّ هذا الهدَف هو الذي يجب أن نسعَى إليه جميعًا، أنْ نجعل الناس عبيدًا لله، أن تكون حياتُهم كلها لله؛ كما قال ربُّنا - جلَّ وعلا -: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام: 162].

مَن يَنْظُر بعَيْن العدل والإنصاف، يجد أن إعلامنا يُعَزِّز التبعيَّة والهزيمة الفكرية والنفسية، يُرَسِّخ في قلوبِنا وعقولنا عادات وتقاليد غَيْرنا، والإعجاب والانبهار، ليس بمنجزات الغرْب الحضارية، ولا مخترعاته التقنيَّة، ولكن الإعجاب بِمُجُونه واختلاطه، وعُرْيه وبَهِيميَّته، وهكذا فلْتَكُنْ الأمانة يا إعلام المسلمين!

(إنها صولة الإعلام الجديد
سارة السويعد)

#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#تكوين_وعي_المسلم
#تضليل_الإعلام
قواعد مهمة في سنة الهداية

إضلال الله تعالى للإنسان على وجهين:
📌الأول: جزاء إعراض، ما كان جزاءً على إعراض، فلما أعرض العبد عن الحق، وصراط الله المستقيم، وآثر طريق عدو الله الشيطان، ووافقه، وتنكر لهدى ربه، فإن الله خذله، وتخلى عنه، فأضله.

📌الثاني: أن لا يشاء ذلك له ابتداءً لما يعلم منه أنه لا يعرف قدر نعمة الهداية، ولا يشكره عليها، ولا يثني عليه بها، ولا يحبه، فلا يشاءها له، لعدم صلاحية المحل لذلك، قال تعالى: {وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ} [الأنعام: 53].
وقال: {وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ} [الأنفال: 23].
فإذا قضى على هذه النفوس بالضلال والمعصية، كان ذلك محض العدل.
فإذاً، قد لا يشاء له الهداية ابتداءً؛ لأن الإنسان هذا غير قابل، يعلم تعالى حاله وحقيقته، وقد يكون عقاباً على صدٍ وإعراض.
ولما قال الله تعالى : {وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ} [الأنعام: 53] يعني: فَتَنَّا الكفار بالمسلمين، فيقول الكفار: يعني هؤلاء المسلمون هؤلاء يستحقون، هؤلاء سينجون، يعني: هؤلاء أهل الجنة، يعني: هؤلاء على الحق، هؤلاء فقراء، سفهاء، إلى آخره.
فإذاً، هم يرون -مستهزئين- أن هؤلاء المؤمنين ليسوا أهلاً للجنة.
وفي الحقيقة: أن هؤلاء الكفار ليسوا أهلاً للجنة: وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ [الأنفال: 23] يعني: هو ابتداءً تعالى يعلم من الذي يستحق، ومن الذي لا يستحق.
فإذاً، إضلال الله منه ما يكون جزاءً للعبد على إعراضه بعد ما عرف الحق وعاند واستكبر.
والنوع الثاني: أن لا يشاء له الهداية ابتداءً؛ لأنه تعالى يعلم أن هذا العبد لا يعرف قدرها، ولا يشكره عليها، وأن محله وقلبه غير صالح لها، وإذا قضى على هذه النفوس بالضلال والمعصية كان ذلك محض العدل.

متى يمكن أن يأتي اعتراض؟
لما يكون الإنسان مستحق للهداية، قابل لها لو عرضت عليه أخذها وقلبها، فيضله، علماً أنه حتى في هذه الحالة، الخلق ملك له، يفعل بهم ما يشاء، لكن تنزلاً نقول هذا.

يمكن يأتي الإنسان يقول: أنا عندي قابلية، وعندي أهلية، وكنت مستعد، لو أريتني طريق الحق أن أتبعه، لكن هؤلاء الذين يضلهم الله لا يصدقون في هذا الكلام، غير صادقين حتى لو قالوه، ولذلك يحاولون في النار محاولات، كلها فاشلة: {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ} [الأنعام: 28].
بعد ما يروا جهنم لو رأوا جهنم، وعذبوا فيها، ودخلوها، واحترقوا، لو رجعوا للدنيا، لسلكوا نفس المسلك، الشرك والكفر والضلال.
ولذلك ما يدخل الواحد النار إلا وهو مستحق لدخولها حقاً، ولو في أمل ما أدخله الله، ولذلك يدخلونها، وهم مقتنعون بدخولها.

(سنة الهداية والإضلال بتصرف بسيط، الشيخ محمد صالح المنجد)

#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#السنن_الإلهية
#فاعتبروا
لم يكن مقتنعا بأشياء كثيرة في دينه السابق ( النصرانية ) على الرغم من أنه كان ملتزما بتعاليم الكنيسة، كانت حياته في تخبط وفي حيرة، ولم يكن سعيدا في حياته وكان دائما ما يبحث عن كثير من الحقائق الإيمانية العقائدية ولم يجد تفسيرات مقنعة لها.

إنه تويسول دينيس جوكيم (البلجيكي) الذي أطلق على نفسه اسم حكيم، لقد هداه الله للإسلام وشرح صدره للإيمان، وأنار له طريق الحق واليقين،

قبل أن أعتنق الإسلام، لم أكن أعلم شيئا عن هذا الدين، لم أكن أعلم أي شيء عن تعاليمه أو مبادئه أو أركانه أو عقيدته أو أي شيء من هذا القبيل، علاوة على ذلك فإنني لم أتعامل مع المسلمين من قبل، ولكنني كنت أسمع عن الإسلام من وسائل الإعلام الغربية حيث وجدت أنها تشن هجوما شديدا على الإسلام والمسلمين، وتوضح أنه دين إرهاب، والمسلمون أناس إرهابيون يهوون القتل وسفك الدماء، وأن الإسلام يسلب المرأة حقوقها وأشياء كثيرة كلها افتراءات واتهامات للإسلام ما أنزل الله بها من سلطان كنت أظن أن تلك هي الحقيقة، ولكنني اكتشفت بعد دخولي الإسلام عكس ذلك تماما، وجدت أن هذا الدين دين أمن وأمان وسلام بنيت مبادئه على الإنسانية والرحمة والتكافل الاجتماعي والحرية والعدل والمساواة بين البشر جميعا، لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى والعمل الصالح.
لقد غير الإسلام مجرى حياتي من النقيض إلى النقيض، نعم لقد تغيرت حياتي بمقدار 360 درجة، فالإسلام ساعدني على التخلص من كل السلبيات التي كانت في حياتي، بل خلصني من ظلمات الشرك ومن أدناس المعاصي ومن أدران الباطل والضلال، كنت على باطل وأصبحت على حق، كنت عاصيا لله والآن أصبحت مطيعا له، كنت ضالا والآن اهتديت والحمد الله، كانت حياتي مبعثرة والآن أصبحت منتظمة مرتبة، لقد أضفى الإسلام على حياتي سعادة منقطعة النظير.

#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#محاسن_الإسلام #اعتز_بدينك
قال ابن القيم رحمه الله:

"من تمام رحمة أرحم الراحمين تسليط أنواع البلاء على العبد، فإنه أعلم بمصلحته، فابتلاؤه له وامتحانه ومنعه من كثير من أغراضه وشهواته - من رحمته به، ولكن العبد لجهله وظُلمه يتَّهم ربَّه بابتلائه، ولا يعلم إحسانه إليه بابتلائه وامتحانه، فهذا من تمام رحمته به، لا من بُخله عليه، كيف؟! وهو الجواد الماجد، الذي له الجود كله، ووجود جميع الخلائق في جنب جوده أقل من ذرة في جبال الدنيا ورمالها.

ومن رحمته سبحانه بعباده أن نغَّص عليهم الدنيا وكدرها؛ لئلا يسكنوا إليها ولا يطمئنوا إليها، ويرغبوا في النعيم المقيم في داره وجواره، فساقهم إلى ذلك بسياط الابتلاء والامتحان، فمنعهم ليُعطيهم، وابتلاهم ليُعافيهم، وأماتهم ليُحييهم"؛ (إغاثة اللهفان: 2/174).

#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#مشكلة_الشر
#المصائب_والمحن
2024/11/18 14:46:44
Back to Top
HTML Embed Code: