Telegram Web Link
التوافق بين القرآن والكتب السابقة:

ما عند اليهود والنصارى من العلم الموافق لما جاء في القرآن، وذلك مثل بعض القصص الواردة في التوراة، خاصة مما يتعلق بآدم ونوح وإبراهيم وموسى عليهم السلام، وكذلك شيء من أخبار داود وسليمان ويونس وعيسى عليهم السلام، وكذلك أشياء من العقائد الموجودة في التوراة، كالإيمان بالله وتوحيده والملائكة والجن، ونحو ذلك،
فهذا كله دليل لنبوة النبي صلى الله عليه وسلم، لأن أولئك أنبياء، ويقر اليهود والنصارى على الجملة بنبوتهم، فما جاء في القرآن موافقاً لما ورد عند اليهود والنصارى، فذلك دليل على صدقه، وأن مصدره من نفس المصدر الذي جاء منه علم الأنبياء قبله.
وقد استدل ورقة بن نوفل على صدق النبي عليه الصلاة والسلام بهذا الدليل، أي بالتشابه بين ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وما جاء به الأنبياء قبله، كما في البخاري، أنه لما أخبره النبي صلى الله عليه وسلم خبر نزول الوحي عليه أول مرة في غار حراء، قال: هذا الناموس الذي أنزل الله على موسى، وكذلك استدل به النجاشي لما قرأ عليه جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه صدراً من سورة مريم بكى، وبكت أساقفته، حين سمعوا ما تلا عليهم، ثم قال النجاشي:"إن هذا والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة ".
ومن المهم أن نشير هنا إلى أن ورود هذه القصص في القرآن الكريم تصديق لها وتثبيت، لأن القرآن الكريم هو الكتاب الوحيد الذي لا تطاله الشبهة في مصدره وصحته، سوى ما يقوله أعداؤه بأفواههم، ولا يستطيعون أن يقيموا عليه أي دليل أو برهان.
فعلى هذا فالتوافق دليل على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنه ليس مفتر كاذب، وحاشاه، لو كان أولئك الكفرة يعقلون.
كما أنا نقول للنصارى: لو كان التشابه دليلاً على الكذب، لكان التشابه فيما عزوه إلى عيسى عليه السلام، مما يشابه التوراة دليلاً على كذب عيسى عليه السلام، وحاشاه.

#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#صحة_القرآن
#صدق_نبوة_محمد
حقيقة التعبد في الإسلام:

العبودية في الإسلام لها انعكاس جمالي يظهر أثره على المسلم، بوقوفه على ما يستشفه من حقائق من خلال تعبده وخضوعه لله -جل وعلا-. فالإسلام إنما يفهم من طريق الوقوف على حقيقة التعبد فيه، وإدراك ما يصحب الإنسان من حالة شعورية تجاه ربه حال العبادة. وانطلاقًا من هذا الفهم لصحيح التعبد، واستيعاب معانيه الوجدانية يتحصل الإنسان على صورة معرفية لمحاسن الإسلام.
يقول الشيخ “فريد الأنصاري” في فهمه للتعبد ومراحل وصوله إلى تذوق اللذة والحلاوة الإيمانية في كتابه “جمالية الدين”: “بدأت المراجعة في حياتي كليةً، واكتشفت حقيقة أن هناك شيئًا اسمه “حلاوة الإيمان”، ذوقًا لا تصورًا، وحقيقةً لا تخيلًا، ثم بدأت أعود إلى القرآن، فوجدت أني كنت بعيدًا عن بشاشته وجماله. وبدأت أعود إلى السنة، فوجدت أني كنت أجهل الناس بأخلاق محمد -عليه الصلاة والسلام-، وبدأت أعود إلى العقيدة، فوجدت صفحات مشرقة مما كتب السلف الصالح قد مررت عليها مرور الأعمى -لا مرور الكرام-. بسبب ما غطى بصري من فهوم سابقة، حتى كأني لم أقرأ قط! قلت: لم تكن مفاجأتي علمية بقدر ما كانت وجدانية، لقد كنت أقرأ عبارات {المحبة والشوق والخوف والرجاء} ولكن دون أن أجد لها شيئًا من نبض الحياة في قلبي”.

ويقول الشيخ فريد :“كلمة إله في أصل استعمالها اللغوي كلمة قلبية وجدانية، أعني أنها لفظ من الألفاظ الدالة على أحوال القلب، كالحب والبغض والفرح والحزن والأسى والشوق والرغبة… أصلها “ألِه الفصيل يأله ألها” -والفصيل ابن الناقة- إذا ناح شوقا إلى أمه، ومنه قول الشاعر: ألِهتُ إليها والرّكائِبُ وُقَّفٌ.. وهكذا فأنت ترى أن مدار المادتين “ألِهَ” و”وَلِهَ” هو على معانٍ قلبية ترجع في مجملها إلى التعلق الوجداني والامتلاء بالحب. فيكون قول المؤمن: لا إله إلا الله تعبيرًا عما يجده في قلبه من تعلق بربه تعالى، أي لا محبوب إلا الله، ولا مرهوب إلا الله، ولا يملأ عليه عمارة قلبه إلا قصد الله… إن المسلم إذ يشهد ألَّا إله إلا الله يقر شاهدًا على قلبه أنه لا يتعلق إلا بالله، رغبةً ورهبةً وشوقًا ومحبةً. وتلك لَعَمْرِيْ شهادة عظيمة وخطيرة؛ لأنها إقرار واعتراف بشعور، لا يدري أحد مصداق ما فيه من الصدق إلا الله، ثم الشاهد نفسه… ومن هنا كانت شهادة ألَّا إله إلا الله من اللطافة بمكان، بحيث كانت لا تدرك على تمام حقيقتها إلا ذوقا”.

مراجعة كتاب محاسن الإسلام،
مصطفى مبارك، بتصرف

#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#محاسن_الإسلام
#اعتز_بدينك
جمعتها حتى لا ننساها..

بمناسبة الحرب الأوكرانية الروسية تكررت تصريحات تُصنَّف على أنها "عنصرية" حسب معطياتهم.

من هذه التصريحات: قول "كيريل بيتكوف"، رئيس وزراء بلغاريا:
"اللاجئون الأوكرانيون ليسوا من اللاجئين الذين اعتدنا عليهم، لذلك سنرحب بهم، هؤلاء أوروبيون أذكياء ومتعلمون، ولا يملكون ماضيا غامضا، كأن يكونوا إرهابيين".

وقال النائب عن أفضل حزب استطلاعي عن اليمين الدنماركي: "يجب أن نفتح أذرعنا للأوكرانيين بقدر ما نتشدد ونرفض المهاجرين من أفريقيا".

وقال "ديفيد ساكفاريليدزي" نائب المدعي العام السابق في أوكرانيا على قناة BBC:
"أنا متأثر وعاطفي جدًّا لرؤيتي أوروبيين ذوي عيون زرقاء وشعر أشقر يُقتلون".

وقالت مراسلة التلفزيون البريطاني: "حدث ما لا يمكن تصوره! أوكرانيا ليست دولة نامية من العالم الثالث، هذه أوروبا".

وقال مراسل قناة cbsns الأمريكية:
"ولكن أوكرانيا ليست مكانا -مع كل الاحترام- كالعراق أو أفغانستان شهدت حروبا مستمرة لعقود، هذا بلد متحضر ومدينة أوروبية حيث لم تكن تتوقع حدوث هذا".

وقالت مراسلة NBC الأمريكية عن تدفق اللاجئين الأوكرانيين إلى بولندا:
"هؤلاء ليسوا لاجئين من سوريا، هؤلاء من أوكرانيا، إنهم مسيحيون، إنهم بيض، إنهم مثلنا".

وقالت "ستيفاني هيغارتي"، وهي صحفية في BBC:
"أخبرتني طالبة طب نيجيرية على الحدود البولندية الأوكرانية أنها كانت تنتظر 7 ساعات للعبور وتقول إن حرس الحدود (الأوكران) يوقفون "السود" ويرسلونهم إلى الجزء الخلفي من الطابور، قائلين إنهم يتعين عليهم السماح ل "الأوكرانيين" بالعبور أولًا".

أقول: يبدو أنهم يُكثِرون الحديث عمَّا يسمونه "إنسانية" و"مساواة" لتغطية أمر في أذهانهم.

لعل بعض الناس يُرجِع هذا لليمين، ولكن كما ترى الأمر يصدر من عاملين في قنوات ذات توجُّه ليبرالي.

والليبرالية الغربية هي تعصُّب بقناع، فهم يؤمنون بقيم جاءت من الرجل الأبيض على أنها أقدس من كل المقدسات ويجب أن تُحرَّف كل الأديان لأجلها.

هم لا يختلفون عن اليمين كثيرًا بل هم أبعد غورًا وأشد مكرًا.

ثم صدق بعدها هراء المساواة.

وجهة النظر هذه التي تكررت، هل يمكنك الجزم كم تمثل من الغرب وأن كل تلك المحاضرات عن الإنسانية والمساواة ما غسلت هذه القلوب من أدوائها، وذلك أن تلك عناوين حالمة لا تنجح في إذابة النوازع البشرية للكبر والطغيان والاستعلاء.

الداروينية التي يؤمنون بها تزعم أن الجينات لها السلطة العليا، وأيضًا الجينات التي في أجسادهم قد ورثوها من أجدادهم الذين فعلوا الأفاعيل في السكان الأصليين في أمريكا وأستراليا والأفارقة واليهود، غير تاريخهم مع أهل الإسلام، فينبغي أن نكفر بها حتى نصدِّق أن تغيرهم جميعًا بشكل جذري ممكن، وإن كفرنا بها كفرنا بهم أيضًا.
#أسس_تربية_النبي صلّى الله عليه وسلم

مُرَاعَاةُ مَا هُوَ مَغْرُوسٌ فِي طَبِيعَةِ الْمُخْطِئِ:
فَمَثَلًا الْغَيْرَةُ عِنْدَ الْمَرْأَةِ خُلُقٌ مَرْكُوزٌ فِي نَفْسِيَّتِهَا، فَالْوَاجِبُ التَّسَامُحُ مَعَ أَخْطَاءِ الْمَرْأَةِ النَّاتِجَةِ مِنْ غَيْرَتِهَا بِشَيْءٍ مِنَ التَّسَامُحِ وَغَضِّ الطَّرْفِ.

أَرْسَلَتْ أُمُّ سَلَمَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِطَعَامٍ فِي صَحْفَةٍ فِي يَوْمِ عَائِشَةَ، فَضَرَبَتْ عَائِشَةُ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- تِلْكَ الصَّحْفَةَ فَفَلَقَتْهَا نِصْفَيْنِ، فَجَمَعَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَيْنَ فِلْقَتَيِ الصَّحْفَةِ، وَجَعَلَ الطَّعَامَ فِيهِ وَهُوَ يَقُولُ: "كُلُوا، غَارَتْ أُمُّكُمْ"، تَمَّ أَخَذَ صَحْفَةَ عَائِشَةَ فَبَعَثَ بِهَا إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ، وَأَعْطَى عَائِشَةَ الصَّحْفَةَ الَّتِي كَسَرَتْهَا.

#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#كلكم_راع
#التربية_العقدية
معاول الهدم الخارجية

خرج المحتل الأجنبي من بلاد المسلمين بعساكره، وخلف وراءه من ثقافته وحضارته الشيء الكثير. وأخطر ما ترك: لغته التي صارت من بعده الأداة الفاعلة للارتباط الثقافي الوثيق بين الأجنبي ومستعمراته السابقة.

ولم تعان اللغة العربية قط في تاريخها الطويل من ضيم مثل هذا الذي تعاني منه بسبب هذه اللغات المتسلطة على رقاب أهل القرآن. فقد تحرفت بسببها تراكيب العربية، وتغربت ألفاظها، وذابت أفانين بلاغتها؛ بل فسدت أذواق أهلها في الأدب والشعر، وفي كل فن من فنون القول.

واتسع الخرق على الراقع حين تناسلت العلوم العصرية والتقنيات الحديثة، الوافدة من بلاد الغرب بجحافل مصطلحاتها التي لا تحصر، ووجد القائمون على اللغة العربية أنفسهم في دوامة لا تني من التعريب، الذي لا أثر له في الواقع. مما دفع أكثر المسلمين إلى التخلي أكثر عن العربية، والتشبث بلغات الغرب.

(دور العربية في البعث المنشود بين الواقع والآمال، البشير عصام)

#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#لغتنا_هويتنا
#الغزو_الفكري
هيبة ملك الملوك سبحانه ومقامات الخشية في قلوب العباد..

يهاب الناس الملوك والرؤساء ومن فوقهم بحسب عدة اعتبارات:

فإذا كان لهؤلاء المتبوعين عيون ينقلون لهم أخبار الناس فإن المرء يخشاهم بدرجة.

وإذا كان هذا المتبوع يراك بنفسه فإن الخشية تكون أعظم.

وكلما كانت مملكته أعظم وصلاحياته أعظم كانت الخشية منه أكبر.

فإذا كان مصير الإنسان عائد إلى هذا الشخص كانت الخشية منه أعظم.

وإذا كان صاحب فراسة ويعلم ببواطن الأمور ويستدل عليه كانت الخشية منه أكبر.

فإذا نظرت في أوصاف الله عز وجل في القرآن وجدت أن مقامات الخشية تترقى شيئاً فشيئاً في النفس من خلال الحديث عن أسماء الله وصفاته.

قال تعالى: {هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير (4) له ملك السماوات والأرض وإلى الله ترجع الأمور (5) يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وهو عليم بذات الصدور}[الحديد].

هنا أول مقامات الخشية أن تعلم الله عز وجل خلق كل شيء ثم استوى على عرشه سبحانه فهو بائن من خلقه.

وقد يقع في نفس الجاهل أن الله عز وجل ما دام بائناً من خلقه عالياً على خلقه فقد يوسوس له الشيطان في علم الله عز وجل فقال سبحانه: {يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أين ما كنتم}

وقد يتوهم المتوهم أنه كملوك الدنيا يعلم عن طريق العيون والأتباع فقال سبحانه: {والله بما تعملون بصير} فتأمل أن ملكا ممكنا يعلم بأحوالك عن طريق المشاهدة لا الإخبار فهذا أدعى للخشية.

ثم ذكر مقاماً آخر من مقامات الخشية {له ملك السماوات والأرض وإلى الله ترجع الأمور} فالملك يخشى إذا كان رزقك الآن بيده ومصيرك إليه، والله عز وجل ملك الملوك ما من رزق إلا بيده ثم المصير ثواباً وعقاباً بيده.

ثم ذكر مقاماً آخر من مقامات الخشية في قوله تعالى {يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وهو عليم بذات الصدور}

فعادة يسأل الملاحدة الحمقى (هل الله الذي خلق الكون يهتم بدقائق الأمور)؟ فجاء تركيب الآية راداً عليهم، وأن تصريف الله عز وجل لعظائم الأمور التي تتعلق بكل المخلوقات لا تلهيه عن دقائق الأمور حتى أنه يعلم ما في صدورهم، فهو سبحانه ليس عالماً بظواهرهم فحسب يبصرها ويسمعها كلها بل عليم بنواياهم وما تكنه أنفسهم.

فلا يخشى الناس مهيباً في الدنيا إلا والخشية لله عز وجل ينبغي أن تكون أعظم. وتأمل تدرج الآيات بمقامات الخشية فإنه أمر عجيب.
من مظاهر عظمة الله في خلقه وأمره

ثانيهما: عظمة الله المتجلية في أمره سبحانه

يقول عز وجل: {يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون} [السجدة: 5].
ويقول سبحانه: {إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يدبر الأمر ما من شفيع إلا من بعد إذنه ذلكم الله ربكم فاعبدوه أفلا تذكرون} [يونس: 3].
ويقول عز وجل: {الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون [الرعد: ۲] .
يقول السعدي رحمه الله عند هذه الآية، مبينا معنى قوله تعالى: {يدبر الأمر} وعلاقته بما قبله: «هذا جمع بين الخلق والأمر، أي: قد استوى الله العظيم على سرير الملك، يدبر الأمور في العالم العلوي والسفلي، فيخلق ويرزق ويغني ويفقر، ويرفع أقواما ويضع آخرين، ويعز ويذل، ويخفض ويرفع، ويقيل العثرات، ويفرج الكربات، وينفذ الأقدار في أوقاتها، التي سبق بها علمه، وجرى بها قلمه، ويرسل ملائكته الكرام لتدبير ما جعلهم على تدبيره، وينزل الكتب الإلهية على رسله، ويبين ما يحتاج إليه العباد من الشرائع والأوامر والنواهي، ويفصلها غاية التفصيل، ببيانها و إيضاحها وتمييزها».

#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#أفي_الله_شك
#معرفة_الله
#عن_الله_أحدثك
المدقق في المعلومات الموجودة في القرآن الكريم، والمعلومات الموافقة لها، الموجودة في التوراة والإنجيل يجد فوارق جوهرية أساسية، وفوارق مهمة، يتميز بها النص القرآني، ويعلو بها على سائر النصوص الأخرى، وفيها دلالة على عبث اليهود والنصارى بنص التوراة، وسلامة نص القرآن وصحته.
ومن المثال على ذلك:

1-أنهم وصفوا الله تعالى بالنقائص:
فمن ذلك زعمهم أن الله تبارك وتعالى استراح لما خلق السموات والأرض.
وزعموا أن الله تبارك وتعالى يبكي-تعالى الله عن قولهم، وأنه يندم، وأنه يجهل، ولا شك أن هذا كله تنقص لرب العزة والجلال، بخلاف النص القرآني في هذه ألأبواب، فيصف الله بالكمال المطلق.
بل ابتدأت كثير من السور بالتسبيح {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ}، {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ}، {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}. والتسبيح: هو التنزيه لله تعالى عن النقص.
وأثبت السلف بناءً على نصوص القرآن والسنة اتصاف الله تعالى بصفات الكمال، التي لا يشوبها نقص بوجه من الوجوه.

2-التوحيد:
اليهود زعموا في كتابههم أن الله تعالى إلههم وحدهم دون الناس، ووصفوه في مواطن كثيرة من كتابهم أنه إله بني إسرائيل دون الناس. وفي هذا قالوا في سفر التكوين "28/21" من قول يعقوب "يكون الرب لي إلهاً"، وفي سفر الخروج "24/10" ورأوا إله إسرائيل.
فهذه النصوص ونحوها كثير يصفون بها الله تعالى أنه ربهم ومعبودهم، وأنهم شعبه دون الناس، وليس لأحد حق في عبادته سواهم.
أما النصارى فشأنهم شيء آخر من الشرك والكفر، وعبادة غير الله تعالى، وادعاء الولد.
أما القرآن فلا شيء فيه أظهر من التوحيد، ولا أصفى منه، وأنه رب العالمين، والواجب على الخلق كلهم عبادته وحده، وهو أول أمر في ترتيب القرآن، موجه إلى الناس كافة.
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة:21] .

3- طعنهم في الأنبياء عليهم الصلاة والسلام:
وصف اليهود أنبياء الله تعالى بأوصاف قبيحة، ونسبوا إليهم فعل الرذائل والفواحش، فزعموا أن نوحاً عليه السلام سكر ، ووصفوا إبراهيم عليه السلام بالدياثة، وزعموا أن لوطاً زنا بابنتيه. وحاشا الأنبياء عليهم السلام.
وغير ذلك كثير من دعاويهم التي يتيقن العاقل من الناس أن هذا لا يمكن أن يقع من أولئك الصفوة من البشر، بل إن كل أصحاب ديانة ليعظمون أئمتهم ويشعرون أنهم يجب أن يكونوا على حال كاملة، أو قريبة من الكمال، من ناحية النزاهة والترفع عن الرذائل والدنايا، فضلاً عن الأنبياء الذين كملهم الله وشرفهم.
وما ذكره اليهود ووصموا به أنبياء الله تعالى يختلف تمام الاختلاف عما في القرآن الكريم، الذي جعل الرسل عليهم السلام في قمة الكمال البشري، وخصهم بالاصطفاء.
قال تعالى: {وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ} [البقرة:130] ، وقال تعالى: {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ , وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلّاً هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ , وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ ,وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكُلّاً فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ , وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ , ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ , أُولَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ , أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ} [الأنعام: 83-90] .
فهذه الآيات وغيرها كثير في أولئك الصفوة من البشر تظهر الفوارق الكبرى بين نصوص القرآن، وتحريفات اليهود في كتبهم، فكيف يمكن أن يكون القرآن مقتبساً من التوراة لو كانوا يعقلون.

دحض دعوى المستشرقين

#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#صحة_القرآن
#صدق_نبوة_محمد
#أسس_تربية_النبي صلّى الله عليه وسلم

مِنَ الْإِشَارَاتِ فِي تَصْحِيحِ الْأَخْطَاءِ وَعِلَاجِهَا:
أَنْ يُوضَعَ الْخَطَأُ فِي مَكَانِهِ الطَّبِيعِيِّ، فَلَا يُضَخَّمُ وَلَا يُهَوَّنُ، فَاللَّمَمُ وَالصَّغَائِرُ لَا يَنْبَغِي أَنْ تُجْعَلَ فِي التَّصْحِيحِ وَالْعِلَاجِ فِي مَصَافِّ الْمُوبِقَاتِ وَالْكَبَائِرِ، وَكَذَلِكَ الْأَخْطَاءُ الْمُتَعَلِّقَةُ بِالْحُدُودِ أَوِ الِاعْتِدَاءِ عَلَى الْآخَرِينَ لَا يَجُوزُ تَهْوِينُهَا أَوِ التَّسَامُحُ فِيهَا.

وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ الَّذِي خَرَّجَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ يَقُولُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَقِيلُوا ذَوِي الْهَيْئَاتِ عَثَرَاتِهِمْ إِلَّا الْحُدُودَ".

#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#كلكم_راع
#التربية_العقدية
عظمة الله المتجلية في خلقه وأمره:

فَانْظُر حِكْمَة الله عز وَجل فِي خلقه وأمره فِيمَا خلقه وَفِيمَا شَرعه تَجِد مصدر ذَلِك كُله الْحِكْمَة الْبَالِغَة الَّتِي لَا يخْتل نظامها وَلَا ينخرم أبدً وَلَا يخْتل أصلاً وَمن النَّاس من يكون حَظه من مُشَاهدَة حِكْمَة الأمر أعظم من مُشَاهدَة حِكْمَة الْخلق وَهَؤُلَاء خَواص الْعباد الَّذين عقلوا عَن الله أمْرَهْ وَدينه وَعرفُوا حكمته فِيمَا أحكمه وَشهِدت فطنهم وعقولهم أن مصدر ذَلِك حِكْمَة بَالِغَة وإحسان ومصلحة أريدت بالعباد فِي معاشهم ومعادهم وهم فِي ذَلِك دَرَجَات لَا يحصيها إلا الله وَمِنْهُم من يكون حَظه من مُشَاهدَة حِكْمَة الْخلق أوفر من حَظه من حِكْمَة الأمر وهم أَكثر الاطباء الَّذين صرفُوا أفكارهم الى اسْتِخْرَاج مَنَافِع النَّبَات وَالْحَيَوَان وقواها وَمَا تصلح لَهُ مُفْردَة ومركبة وَلَيْسَ لَهُم نصيب فِي حِكْمَة الأمر إِلَّا كَمَا للفقهاء من حِكْمَة الْخلق بل أقل من ذَلِك وَمِنْهُم من فتح عَلَيْهِ بمشاهدة الْخلق وَالْأَمر بِحَسب استعداده وقوته فَرَأى الْحِكْمَة الباهرة الَّتِي بهرت الْعُقُول فِي هَذَا وَهَذَا فَإِذا نظر إلى خلقه وَمَا فِيهِ من الحكم ازْدَادَ إِيمَانًا وَمَعْرِفَة وَتَصْدِيقًا بِمَا جَاءَت به الرسل، واذا نظر إلى أمْرَهْ وَمَا تضمنه من الحكم الباهرة ازْدَادَ ايمانا ويقينا وتسليما لا كمن حجب بالصنعة عَن الصَّانِع وبالكواكب عَن مكوكبها فَعمى بَصَره وَغلظ عَن الله حجابه وَلَو أعطى علمه حَقه لَكَانَ من أقوى النَّاس إِيمَانًا لأنه اطلع من حِكْمَة الله وباهر آيَاته وعجائب صَنعته الدَّالَّة عَلَيْهِ وعَلى علمه وَقدرته وحكمته على مَا خَفِي عَن غَيره وَلَكِن من حِكْمَة الله أيضا أن سلب كثيرا من عقول هَؤُلَاءِ خاصيتها وحجبها عَن مَعْرفَته وأوقفها عِنْد ظَاهر من الْعلم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وهم عَن الآخرة هم غافلون لدناءتها وخستها وحقارتها وَعدم أهليتها لمعرفته وَمَعْرِفَة أسمائه وَصِفَاته وأسرار دينه وشرعه وَالْفضل بيد الله يؤتيه من يَشَاء وَالله ذُو الْفضل الْعَظِيم وَهَذَا بَاب لَا يطلع الْخلق مِنْهُ على مَا له نِسْبَة الى الخافي عَنْهُم مِنْهُ ابدا بل علم الأولين والآخرين مِنْهُ كنقرة العصفور من الْبَحْر.

(مفتاح دار السعادة، ابن القيم)

#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#معرفة_الله
#عن_الله_أحدثك
لم يتوان الرسول ﷺ في تطبيق شرع الله، بلا مجاملة، مع مراعاة الرحمة التي تمثلت في قصة المرأة التي حملت من الزنا، وأرادت تطهيرها بإقامة الحد عليها أي: الرجم.
فأمرها أن تعود إلى بيتها، حتى تضع مولودها وترضعه، حتى يستغني عن رضاعتها، فلما عادت إليه والطفل يأكل الخبز أمر برجمها، ومدح توبتها.
وكانت محاكمته للمذنب عادلة، ويحاول إيجاد العذر له قبل تطبيق الشرع عليه، مثل قصة الرجل الذي زنا وجاء إليه يطلب تطهيره بإقامة الحد عليه أي: الرجم، فأخذ يسأله عما فعل بالتفصيل، ثم أمر أحد الصحابة أن يشم فمه لعله مخمور.
ثم سأل أهله: هل به مس من جنون؟.
فلما تأكد من رجاحة عقله أقام الحد عليه
وكان يطبق الشرع على علية القوم قبل الضعفاء، ولا يقبل شفاعة في حدود الله، مثلا قطع يد المرأة الشريفة ورفض شفاعة الصحابي الجليل (زید) فيها.
ولم يكن يسأل عما لا يعلم، فلم يسأل عن رفيق الزانية أو الزاني ولم يرفض من لجأ إليه للحكم، مثلما فعل مع اليهود الذين لجأوا إليه، يسألونه عن عقوبة الزاني والزانية، فرجمهما بأية الرجم من كتابهم.

أما مسیح الإنجيل (أي المسيح كما يصفه الإنجيل وليس كما نؤمن به نحن المسلمون) فيزعم النصارى أنه إلههم الذي لم يغفر لأول البشر: آدم وحواء - الذين خالفا الوصية، وهما لا يعلمان الفرق بين الخير والشر
والزانية الوحيدة التي أمسكوها في ذات الفعل رفض أن يرجمها أحد
و بدون محاكمة حكم على الشجرة الغير مثمرة بالموت، مع أنه لم يكن أوان ثمرها
وأمر بسرقة صاحب المال لإعطاء صدقات لينجو بها في الدار الآخرة، ويدخل الفردوس
ورفض أن يحكم بتقسيم الميراث، لرجل مظلوم استنجد به
وزعم هو وبولس أن (الآب)، لم يشفق على (الابن) في الحكم على خطيئة لم يرتكبها، فأعدمه مقابل ( ثمرة) لم يأكلها!!!

(ما لم أعرفه قبل إسلامي ص ١٣)

#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#بين_الإسلام_والنصرانية
#هل_يستويان
من الحكم التي نلتمسها في سنة المدافعة:

خامسا: في صراع الحق مع الباطل ومدافعته له إيقاف للفساد الذي يسعى الباطل وأهله لنشره وإغواء الناس به، وهذا ما بينه الله عز وجل من
أثر مدافعة الباطل وثمرته، حيث قال سبحانه: {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو
فضل على العالمين} [البقرة:٢٥١].
وقوله تعالى: {ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز} [الحج: ٤٠]

#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#السنن_الإلهية
#فاعتبروا
لا يخفى علينا ما في القرآن من مخالفة بينة لمعتقدات النصارى، وخلافه معهم في عقائد التثليث وما شابه ذلك من أمور -هي من الجوهر- منذ اللحظة الأولى للبعثة، وهذا أدل دليل على إلهية مصدره وتفرده عن كل محرف من الكتب والديانات الأخرى.

هذا بالإضافة لما في القرآن الكريم من العبادات والشعائر التي جاء بها على نسق لم يعهد في غيره من الكتب الأخرى بهذه الطريقة ولا تلك التفاصيل، فكيف إذن يتسنى لهؤلاء هذا القول بالاقتباس؟ ولماذا - لو صح ما زعموا - لم نجد في القرآن صدى موافقته عقائد مثل: التثليث، والصلب، والخطيئة، وألوهية المسيح؟! وإذا كان القرآن من عند النصارى فلماذا كل هذا الخلاف وكل ذاك البون بينهما؟!

(موسوعة بيان الإسلام)

#معارج_اليقين
#الوقاية_من_الشبهات
#صدق_نبوة_محمد
#براهين_النبوة
2025/07/13 17:45:36
Back to Top
HTML Embed Code: