رأيت الناس قد أنعم الله عليهم أن يكونوا أباء فنسأ بالولد في آثارهم، ومد بالنسل في وجودهم، وزاد منه في أرواحهم أرواحا، وضم إلى قلوبهم قلوبا وملأ أعينهم من ذلك بما تقر به قرة عين كانت لم تجد ثم وجدت، فهم بهؤلاء يملكون القوة التي ترجعهم أطفالا مثلهم في كل ما يسرهم، فيكبر الفرح في أنفسهم وإن كان في ذات نفسه ضئيلا صغيرا، ويعظم الأصل في أشيائهم وإن كان هو من شيء صغير لا يؤبه له، وتلك حقيقة من حقائق السعادة لا أسمى ولا أعظم منها إلا الحقيقة الأخرى وهي القوى التي تحول بها الكون في قلب الوالدين إلى كنز من الحب والرحمة، وجمال العاطفة بسحر من ابتسامة طفل أو طفلة، أو بكلمة منهما أو حركة على حين لا يتحول مثل ذلك ولا قريبا منه بمال الدنيا ولا يملك الدنيا.
#الرافعي
#الرافعي
"
أروح وقد ختمتَ على فُؤادي
بحبكَ أن يحل بِه سواكَ
وقد حملتني شكرا طويلا
ثقيلا لا أطيقُ بِه حراكَ
أُحاذر أن يشقَّ على المطايا
فلا تمشي بنا إلا سواكَ
ولو أني استطعتُ خفضتُ طرفي
فلم أُبصر بِه حتى أراكَ
وكيف الصبر عنك وقد كفاني
نداك المستفيض وما كفاكَ
وفي الأَحباب مختصٌّ بوجدٍ
وآخرُ يدَّعي معه اشتراكَ
إذا اشتبهت دموعٌ في خدودٍ
تَبيَّن من بكى ممّن تباكى "
أروح وقد ختمتَ على فُؤادي
بحبكَ أن يحل بِه سواكَ
وقد حملتني شكرا طويلا
ثقيلا لا أطيقُ بِه حراكَ
أُحاذر أن يشقَّ على المطايا
فلا تمشي بنا إلا سواكَ
ولو أني استطعتُ خفضتُ طرفي
فلم أُبصر بِه حتى أراكَ
وكيف الصبر عنك وقد كفاني
نداك المستفيض وما كفاكَ
وفي الأَحباب مختصٌّ بوجدٍ
وآخرُ يدَّعي معه اشتراكَ
إذا اشتبهت دموعٌ في خدودٍ
تَبيَّن من بكى ممّن تباكى "
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في قوله تعالى: ومن أوفى بما عاهد عليهُ الله. لماذا جاء على غير ما نعلم؟
الأصل في هذا الضمير هو البناء على الضم: كما في لهُ، ومعهُ، ويكرمهُ، ولكنه إذا كان في موضع جرِّ بني على الكسر، ليكون هناك توافق بين الموضع الإعرابي للجر، وكسرة الجر، كما في إليهِ، وفيهِ، وعليهِ، وذهبت إلى بيتهِ.
فلما جاء في الآية مبنيا على الضم بعد (على) في قوله تعالى: عليهُ، فقد جاء على أصله وما جاء على الأصل لا يسأل عنه لأنه أحجى بذلك.
والسبب الثاني - والله أعلم - أنه لو بني على الكسر لرققت لام اسم الجلالة؛ لأنها ترقق إذا كسر ما قبلها، وقد أريد للام التفخيم، في سياق الوفاء بالعهد، الذي يقتضي التفخيم الذي يدل على التعظيم، فقدم لذلك البناء على الضم بدلا من البناء على الكسر، للحفاظ على تفخيم اللام في اسم الجلالة.
قال الإمام المقدَّم أبو محمد عبد الحق بنُ غالبِ بنِ عبد الرحمن بنِ تمامِ بنِ عطيةَ الغَرناطي:
《إعراب القرآن أصلٌ في الشريعة، لأنّ بذلك تقوم معانيه التي هي الشرع》
انتهى من مقدمة تفسيره "المحرَّر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز".
قاله فريد عبد الصمد
في قوله تعالى: ومن أوفى بما عاهد عليهُ الله. لماذا جاء على غير ما نعلم؟
الأصل في هذا الضمير هو البناء على الضم: كما في لهُ، ومعهُ، ويكرمهُ، ولكنه إذا كان في موضع جرِّ بني على الكسر، ليكون هناك توافق بين الموضع الإعرابي للجر، وكسرة الجر، كما في إليهِ، وفيهِ، وعليهِ، وذهبت إلى بيتهِ.
فلما جاء في الآية مبنيا على الضم بعد (على) في قوله تعالى: عليهُ، فقد جاء على أصله وما جاء على الأصل لا يسأل عنه لأنه أحجى بذلك.
والسبب الثاني - والله أعلم - أنه لو بني على الكسر لرققت لام اسم الجلالة؛ لأنها ترقق إذا كسر ما قبلها، وقد أريد للام التفخيم، في سياق الوفاء بالعهد، الذي يقتضي التفخيم الذي يدل على التعظيم، فقدم لذلك البناء على الضم بدلا من البناء على الكسر، للحفاظ على تفخيم اللام في اسم الجلالة.
قال الإمام المقدَّم أبو محمد عبد الحق بنُ غالبِ بنِ عبد الرحمن بنِ تمامِ بنِ عطيةَ الغَرناطي:
《إعراب القرآن أصلٌ في الشريعة، لأنّ بذلك تقوم معانيه التي هي الشرع》
انتهى من مقدمة تفسيره "المحرَّر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز".
قاله فريد عبد الصمد
🌸 ما أروعها ! 🌸
من دقيق فهم السّلف!!
ما هي الحكمة مِن كون (عرفة) خارج حدود الحرم، و(مِنَى ومزدلفة) داخِلا حدود الحرم؟
- قَالَ الخَلِيْلُ بنُ أَحْمَدَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُوْلُ:
قَدِمْتُ مَكَّةَ، فَإِذَا أَنَا بِأَبِي عَبْدِ اللهِ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ قَدْ أَنَاخَ بِالأَبْطَحِ، فَقُلْتُ: يَا ابْنَ رَسُوْلِ اللهِ ﷺ.. لِمَ جُعِلَ المَوْقِفُ مِنْ وَرَاءِ الحَرَمِ، وَلَمْ يُصَيَّرْ فِي المَشْعَرِ الحَرَامِ؟
فَقَالَ: الكَعْبَةُ بَيْتُ اللهِ، وَالحَرَمُ حِجَابُه، وَالمَوْقِفُ بَابُه
فَلَمَّا قَصَدَه الوَافِدُوْنَ، أَوْقَفَهَم بِالبَابِ يَتَضَرَّعُوْنَ، فَلَمَّا أَذِنَ لَهُم فِي الدُّخُولِ، أَدْنَاهُم مِنَ البَابِ الثَّانِي وَهُوَ المُزْدَلِفَةُ
فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى كَثْرَةِ تَضَرُّعِهِم، وَطُولِ اجْتِهَادِهِم، رَحِمَهُم، أَمَرَهُم بِتَقْرِيْبِ قُربَانِهم
فَلَمَّا قَرَّبُوا قُربَانَهم، وَقَضَوْا تَفَثَهُم، وَتَطَهَّرُوا مِنَ الذُّنُوْبِ الَّتِي كَانَتْ حِجَاباً بَيْنَهُ وَبَيْنَهُم، أَمَرَهُم بِزِيَارَةِ بَيْتِه عَلَى طَهَارَةٍ.
قَالَ: فَلِمَ كُرِهَ الصَّومُ أَيَّامَ التَّشرِيْقِ؟
قَالَ: لأَنَّهم فِي ضِيَافَةِ اللهِ، وَلاَ يَجِبُ عَلَى الضَّيفِ أَنْ يَصُوْمَ عِنْدَ مَنْ أَضَافَه. أ.هـ
-
سير أعلام النُّبلاء | 6 / 264
#منقول
من دقيق فهم السّلف!!
ما هي الحكمة مِن كون (عرفة) خارج حدود الحرم، و(مِنَى ومزدلفة) داخِلا حدود الحرم؟
- قَالَ الخَلِيْلُ بنُ أَحْمَدَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ يَقُوْلُ:
قَدِمْتُ مَكَّةَ، فَإِذَا أَنَا بِأَبِي عَبْدِ اللهِ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ قَدْ أَنَاخَ بِالأَبْطَحِ، فَقُلْتُ: يَا ابْنَ رَسُوْلِ اللهِ ﷺ.. لِمَ جُعِلَ المَوْقِفُ مِنْ وَرَاءِ الحَرَمِ، وَلَمْ يُصَيَّرْ فِي المَشْعَرِ الحَرَامِ؟
فَقَالَ: الكَعْبَةُ بَيْتُ اللهِ، وَالحَرَمُ حِجَابُه، وَالمَوْقِفُ بَابُه
فَلَمَّا قَصَدَه الوَافِدُوْنَ، أَوْقَفَهَم بِالبَابِ يَتَضَرَّعُوْنَ، فَلَمَّا أَذِنَ لَهُم فِي الدُّخُولِ، أَدْنَاهُم مِنَ البَابِ الثَّانِي وَهُوَ المُزْدَلِفَةُ
فَلَمَّا نَظَرَ إِلَى كَثْرَةِ تَضَرُّعِهِم، وَطُولِ اجْتِهَادِهِم، رَحِمَهُم، أَمَرَهُم بِتَقْرِيْبِ قُربَانِهم
فَلَمَّا قَرَّبُوا قُربَانَهم، وَقَضَوْا تَفَثَهُم، وَتَطَهَّرُوا مِنَ الذُّنُوْبِ الَّتِي كَانَتْ حِجَاباً بَيْنَهُ وَبَيْنَهُم، أَمَرَهُم بِزِيَارَةِ بَيْتِه عَلَى طَهَارَةٍ.
قَالَ: فَلِمَ كُرِهَ الصَّومُ أَيَّامَ التَّشرِيْقِ؟
قَالَ: لأَنَّهم فِي ضِيَافَةِ اللهِ، وَلاَ يَجِبُ عَلَى الضَّيفِ أَنْ يَصُوْمَ عِنْدَ مَنْ أَضَافَه. أ.هـ
-
سير أعلام النُّبلاء | 6 / 264
#منقول
ولقد أرى أن البكاء سفاهة
ولسوف يولع بالبكا من يفجعُ
وليأتين عليك يوم مرة
يُبكى عليك مقنَّعا لا تسمع
وتجلدي للشامتين أريهمُ
أني لريب الدهر لا أتضعضعُ
_أبو ذؤيب الهذلي
ولسوف يولع بالبكا من يفجعُ
وليأتين عليك يوم مرة
يُبكى عليك مقنَّعا لا تسمع
وتجلدي للشامتين أريهمُ
أني لريب الدهر لا أتضعضعُ
_أبو ذؤيب الهذلي
الحمد لله على كرمه ومنته وفضله.
رزقنا الله "أنس" اللهم بارك فيه واجعله ذخرا لنا وللإسلام 🌷
رزقنا الله "أنس" اللهم بارك فيه واجعله ذخرا لنا وللإسلام 🌷
"كيف المريض الّذي تحمى عيادتهُ
إِني عليه لذو خوفٍ وإشفاقِ
يُرقى لِيَسكُنَ ما يلقى وبي سَقمٌ
من حبهِ لازمٌ ما إن له راقِ
يا ليت ما بكَ من سقمٍ تحَوّل بي
إِني إلى ذاك يا سؤلي بأشواقِ "
إِني عليه لذو خوفٍ وإشفاقِ
يُرقى لِيَسكُنَ ما يلقى وبي سَقمٌ
من حبهِ لازمٌ ما إن له راقِ
يا ليت ما بكَ من سقمٍ تحَوّل بي
إِني إلى ذاك يا سؤلي بأشواقِ "
"
ومن البلاء وللبلاء علامةٌ
أن لا يُرى لك عن هواك نزوعُ
العبدُ عبدُ النفس في شهواتها
والحرُّ يشبعُ تارةً ويجوعُ
"
ومن البلاء وللبلاء علامةٌ
أن لا يُرى لك عن هواك نزوعُ
العبدُ عبدُ النفس في شهواتها
والحرُّ يشبعُ تارةً ويجوعُ
"
"
شهامة الطبع قادتني إلى الأدب
وعزة النفس رقتني إلى الرتب
والحمد لله لم أحقد على أحد
العفو طبعي وذا من جودة النسب
ولي معاهد صدق في العهود ولي
عزم لأجل الوفا جلد على النصب
ولا افتخرت على قومي بمرتبة
ولا تركت حماهم حالة الكرب
ولا رأيت بعيني للوجود بقاء
ولا شغلت بزهو اللهو واللعب
وقد تجرد قلبي إن يمر به
شهود نفسي كحال السادة النجب
وإن أكن غبت جسما عن ملاحظتي
فإن قلبي بفضل الله لم يغب
"
شهامة الطبع قادتني إلى الأدب
وعزة النفس رقتني إلى الرتب
والحمد لله لم أحقد على أحد
العفو طبعي وذا من جودة النسب
ولي معاهد صدق في العهود ولي
عزم لأجل الوفا جلد على النصب
ولا افتخرت على قومي بمرتبة
ولا تركت حماهم حالة الكرب
ولا رأيت بعيني للوجود بقاء
ولا شغلت بزهو اللهو واللعب
وقد تجرد قلبي إن يمر به
شهود نفسي كحال السادة النجب
وإن أكن غبت جسما عن ملاحظتي
فإن قلبي بفضل الله لم يغب
"
سبحان الله!
" تُبدي لك العينُ ما في نفس صاحبها
من الشناءة والود الذي كانا
إن البغيضَ له عين يصد بها
لا يستطيع لما في القلب كتمانا
وعين ذي الود لا تنفك مقبلة
ترى لها محجراً بشاً وإنسانا
والعين تنطق والأفواه صامتة
حتى ترى من ضمير القلب تبيانا "
" تُبدي لك العينُ ما في نفس صاحبها
من الشناءة والود الذي كانا
إن البغيضَ له عين يصد بها
لا يستطيع لما في القلب كتمانا
وعين ذي الود لا تنفك مقبلة
ترى لها محجراً بشاً وإنسانا
والعين تنطق والأفواه صامتة
حتى ترى من ضمير القلب تبيانا "
"فما أنا إن ساء الزمان بساخطٍ
ولا أنا إن سر الزمان بمُغتَر
إذا ما سفيهٌ نالني منه قادحٌ
من الذم لم يحرج بموقفه صدري
أعود إلى نفسي فإن كان صادقاً
عتبتُ على نفسي وأصلحت من أمري
وإلا فما ذنبي إلى الناس إن طغى
هواها فما ترضى بخيرٍ ولا شر..
"
ولا أنا إن سر الزمان بمُغتَر
إذا ما سفيهٌ نالني منه قادحٌ
من الذم لم يحرج بموقفه صدري
أعود إلى نفسي فإن كان صادقاً
عتبتُ على نفسي وأصلحت من أمري
وإلا فما ذنبي إلى الناس إن طغى
هواها فما ترضى بخيرٍ ولا شر..
"