استيقظ ، ابصق في وجه العالم ثم اعود للنوم ، لكنني أجد في منامي عجوز بعكاز غليظ تشبه -الهراوة- تطاردني في المنام محاولة ضربي ، أكيل لها بالشتائم ثم لا أجد مهرباً منها إلا أن استيقظ مفزوعاً .. و بعد استيقاظي أبصق في وجه العالم من جديد ثم أعود لأبحث عن تلك الشمطاء في النوم..!
ثم أدفع المساء كمن يدفع الحراس الذين يشدونه بقوة نحو المشنقة اصرخ بهم أرجوكم أنا بريء ، لست الفاعل !
أقسم لكم بأغلظ الأيمان لكن عبثاً أحاول عندما يرفعونني و يلفون الحبل حول عنقي ثم يطرحون الكرسي من اسفلي تتدلى جثتي و الآن ؛ بعد أن ألفظ أنفاسي الأخيرة أدخل في كومة بياض لا نهائي ادخل العدم!!!!

في هذه الأوقات ، أعجز عن فعل أي شيء ، ذهني في حالة مشوشة جداً ، و أشعر بإضطرام النيران في صدري . أستلقي طوال اليوم على ظهري و أفكر بجميع الذكريات السيئة ، أحدق بالسقف و أفكر بأن الحياة كانت ستبدو أجمل بكثير لو لم تكن هذه حياتي و هذه جثتي . أحاول تخفيف الدموع من عيني . لكنني أعجز عن البكاء أيضاً.
أنا أفسد كل شيء جميل ، هكذا أنا . مؤذي و سيئ ، أتخلى عن الكلّ ، و أواصل الهروب. لا أعلم كم الوقت الذي استغرقته في الهروب ، و لا أعلم أين هي وجهتي بالضبط ، أجدني أركض دائماً نحو المجهول ، نحو الطرق الوعرة التي تتوق لرؤيتي أسخط . قد يقال عني أناني ، لكن للأسف لا يسعني التفكير سوى بذاتي !
لا أحد يفهم. لا يمكنني مفارقة سريري ، لا أحد يفهم هذا الكسل والخمول اللذان يتخللان رئتي و يتخللان عظامي . كنت أودّ لو أنني أصنع نايّاً من رئتي على أن يتخللها الضجر. بطني تتضور جوعاً ، لكنني لا أقوى على الوقوف على قدمي حتى . فكيف لي أن أصنع طعاماً لأكله !
إنني أستصعب كل شيء ، كل شيء يرهقني.
ممتلئ بالكسل المتعفن في أجزاء أعظامي ، لا أجيد فعل شيء ، كل ما أجيده هو صنع وسادة من حزني و الخلود إلى النوم . لا أعلم إلى الآن كيف تحمّلت كُتبي أن تبقى في هذا الدولاب النتن و الكئيب ، لا أعلم لماذا لم يأتيني مرض خبيث و يخلصني من هذه الحياة ، لا أعلم لماذا أفكر هكذا بالضبط !

و شعرت بأن فـي روحي ثقباًً يتسع ويمتص كل ذكرياتي وحياتي وأحلامي وددت لو كان شخـص أعرفه بقربي أحكي له كل شـيء اقـص عليه حكاية الثقب !!!

لم انم منذ ثلاثة ايام اتشاجر مع نفسي واقتلني واعود لاصالح نفسي!! اصوات في رأسي تحرقني كـ الجحيم افكر افكر ولا اعلم بماذا افكر .. لقد تعبت انني متعب للغاية تفكير تفكير .. لا يوجد راحة ضجيج وهدوء في رأسي عقلي لم يعد يستوعب يأس يأس .. كاره لكل شيء كاره الضوء بشدة كسرت الاضواء بغرفتي انني اتعثر باشياء غير موجودة هنالك اشياء منثورة بجميع انحاء الغرفة اني اعيش بفوضى عارمة لم اعد احتمل اخشي من نفسي حين اشتهي شئ لن استطيع فعله جسمي متعب غير قادرعلى اي شئ ... لا استطيع التنفس!! اللعنة ما هذا الهراء لا تكترثون ايها السادة انني اهلوس فقط احببت ان اكتب حالتي لعلي ارتاح !!!

ربما هم يستغربون من كرهي لضجيجهم الصاخب .. ربما يكرهونني ويصفونني بالمغرور والنكدي ربما لا يستوعبون مدى حبي للعزلة وللأجواء الهادئة .. ربما سينظرون لي بعين الحقد لأنني أنعتهم دوماً بالمزعجين ولكن يا رفاق ...
هل فكرتم يوماً لماذا !!
هل التمستم العذر لي !!
حسناً ... لا أحد فعل ذلك .. سأُخبركم شيئاً صغيراً .. في داخلي ضوضاء لا تهدأ .. في جوفي حرب لا تهدأ ، في أعماقي نيران لا تنطفئ ، لطالما أردت اخمادها لكنها لا تستجيب .. يا رفاق ، لم أكره ضوضائكم عمداً ، لكنني فقط لا أستطيع تحمّل ضوضائين في الوقت نفسه ، الضجيج بداخلي كافي لتحطيمي .. يا رفاق ، أنا لست "نفسية" كما تقولون ، و لست "بالعصبي" دائماً..أنا فقط هادئ ومضطرب لما يحدث بداخلي ، داخلي الذي يغطيه لحمي ودمي لا تستطيعون رؤيته أو حتى استشعاره . أحببت الهدوء والعزلة فقط من أجل أن تخمد نيران صدري !!!

كل الناس هنا يا صديقي يحترف شيئا واحدا اسمه: الفرجة! وفرصة كقصّتك، صدّقني، لن يفوّتها أحد! سيتركون كل شيء... ليكونوا بقربك! لكن، ليس من أجلك وربّك، إنما من أجل متعة النّفس بدواخلهم، سيمجّدون جرحك، ويقدّسون ألمك، ويبكون لدمعك... حتى إذا اشتدّ الحزن وضاقت العبارة، ولّوا إلى أحزانهم، وفي أنفسهم لك كالذي فيها لمآسيهم ومشاكلهم، سيكرهونك كما يكرهون كل شيء ذكّرتهم به! ويلعنون الدنيا ويلعنونك معها وفوقها، وقبلها وبعدها! وربما لعنوا أنفسهم معك أيضا، إنما فقط: ليلعنوك معهم مرة أخرى! فطب نفسا أيها المسكين، واهنأ بغيظهم... أيها اللعين !!!

هل شعرت بهذه اللحظة التي ينطفئ فيها كل شيء أمامك ، لا تريد الكلام و لا الحركة و تتمنى وجود زرّ لكتم صوت العالم ، ترى شفاه الناس تتحرك و لا تسمعهم ، ضجيج السيارات و أعمال البناء تخترق أذنيك ، أيّ صوت قد يتسبب بتفجر رأسك حتى صوتك الداخلي لا تريد سماعه ، كل ما تريده هو العزلة والشعور بالسلام..
شعرت به مراراً .. يصاحبه خفقان و تنمل أطرافي ، الاكتئاب كالسرطان يتغلغل تدريجياً و يطفئ حواسك رغماً عنك حتى يستحيل كل شيء رمادياً بلا طعم أو لون !!!

أني كئيب أعيش الوحدة في حياتي والأرق في ليالي ، سئمت من حالتي هذه والتي تدهورت كثيرا ، صرت لا افرق بين لليل ونهار بين أمل وفشل بين الامس واليوم ،وكأني لوح خشبي منتهي الصلاحية ، الكل صار ضدي من دون سبب ، لا اعلم سبب كآبتي هذه ولا مصدرها كل ما أعرفه أن حالتي كل يوم تتدهور ، كانت لي أمنيات كثيرة منها أن أصبح كاتبا مشهورا يقرأ له العالم ، لكني اليوم أكتب فقط وراء الشاشة والكل يتجاهل كتاباتي ويمر عليها مرور الكرام
ربما بسبب منشوراتي البائسة
أو بسبب شخصيتي المجهولة
لا يهم الان كل هذا الكلام ، لي طلب منكم ان تدعوا لي بتفريج الكرب لعل احدا منكم تستجاب دعوته !!!

‏ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﺸﺒﻪ ﺃﻥ ﺗﻘﻒ ﻃﻮﺍﻝ ﻋﻤﺮﻙ ﻓﻲ منتصف ﻏﺮفة ﻻ يسمح ﻟﻚ ﺑﺎﻹﺳﺘﻨﺎﺩ ﻋﻠﻰ شيء .. أنا أعرف ماذا يعني أن تفتقد أحداً .. أن تنتظر شيئاً لن يعود .. فقدان ما ستحتمي في ظله وكأنك فقدت طريقك الى الأبد !! أنا لست بطلاً ولم أتجاوز أي شئ !! فقط كنت أستيقظ وأنام وأستيقط وأنام حتى تساقط مني الوقت والرغبة ، وتجاوزتني الأشياء ولم أتجاوزها !!!

ثقب صغير في روحي كنت أتنفس منه حين أصاب بالزكام
أحلامي كانت بسيطة وهزيلة لا تحتاج أكثر من ذلك الثقب لتهرب !! في لحدى زوايا الروح حلم قديم .. حلم عجوز وجبان ترك لي رسالة يقول فيها : آسف لا أريد أن أموت هنا !! وصار الثقب جرحا عميقا ولا شيء في الروح غير غبار أحلام هاربة ... ورسالة وداع من حلم عجوز !!!!!

لم يبقى في علبة السجائر البالغة من العمر أربعة ساعات
سوى جندي واحد ..أما بقية الجنود فقد إستشهدواْ في حرب الأعصاب..!!

ان لم يأت بك شعور غامض فلا تأت .. إن لم يدفعك للاقتراب دافع لا تفهمه فلا تقترب !! إن لم تجرفك أسئلة أقوى من هدوءك فلا تلفت انتباهي دعني امضي فحسب !!!

شيء ما حدث بداخلي .. ولكن لا يمكنني التوضيح بشكل كامل عن ما هو !! أشعر بأن عضوا بداخلي كان حيا ولست أدري ما هي مهمته ولكنه كان يعمل وبشكل يناسبني يعمل للحد الذي يجعلني أعلم بأن الحياة ما زالت تجيد ممارسة لعبة الحياة والموت !! استيقظت يوما لوحدي وبدون ذلك الشعور .. أو ربما استيقظت أنا ولم يستيقظ ذلك الشيء بداخلي وأصبح التزامن بيننا مستحيل.. أعلم جيدا بأن هذا الشعور يصعب شرحه ، ليس حزنا ولا فرحا ولا شيء يشبه المشاعر ولكنه شيء ما يشبه الاختفاء .. هل تشعرون بذلك!!!

من يذكرني فليدعو لي

@ThE8BoSs

أكبر مخاوفي هي أن تكون مخاوفي الحقيقة المؤلمة التي أهرب منها طيلة حياتي وأن أواجه حقيقتها بشكل بائس ويائس وملموس لا يمكن الفرار منه !! أن أضطر في نهاية المطاف مواجهة ما كنت أرفضه وأنكره بشدة.. هل أنا هو ما أنا عليه !!! أم أنا شيء آخر غير حقيقي !! أنا خائف من النهاية !!!!

لربما تبكي لأنك عجزت عن التغلب على كل شيء !! وربما تتوجع لأن كل شيء لن يتغير مهما فعلت !! وربما تصرخ لأن !! الألم يكبر ومساحة صدرك تضيق جداً !!!

منذ سنوات وأنا أعيش هذا الألم النفسي والخواء الروحي .. منذ سنوات وأنا ذابل وأحاول أن أعيش !! منذ سنوات وأنا على أمل المستحيل .. منذ سنوات وأنا أنتظر الموت !! لقد سئمت .. لا أتحدث عن الحب ولا عن الفقر ولا عن الظلم الذي نعيشه في هذه المدينة الكبيرة في وسط الصحراء .. أتكلم عن الإكتئاب !! المرض اللعين الذي ينهش أرواحنا ويقتات على شبابنا ويحطم كل الآمال التي نأمل أن نحققها .. هذا المرض الذي يفصلنا عن الواقع ويطفئ كل شموعنا الصغيرة .. نحن أحياء بلا حياة !!!!

ليس لدي أية أحلام أو كوابيس .. ذاكرتي فارغة تماما من المشاهد التي يتحدث عنها الأخرون عندما يخلدون الى النوم أو يستيقظون منه !! ولكنني في المرة الأخيرة التي أغمضت عيناي بها .. رأيتني مشنوقا أمام حشد هائل من الأشخاص الذين يحملون لافتات مكتوب عليها : لم يكن واحداً منا !!!

ثم تصل لمرحلة تنعزل فيها كلياً عن الجميع ..
تلقي نفسك في فضاء غرفتك وحيداً مع الأوراق التي إهترأت من شكواك لها ..وحيداً مع دخان سجائرك وموسيقاك الخاصة، وحيداً لا يأبه أحد لوجودك !! محاط بالإحباط والخيبة والألم ..تائه في الخيال هروباً من الحقيقة المميتة.. لا يسندك سوى الحائط ولا يمسح دموعك سوى الأوراق .. ولا يواسي وحدتك سوى السجائر .. تهرب خائفاً من واقعك اللعين للنوم .. ف لا يرافق منامَدك سوى الكوابيس المخيفة! وتستيقظ ثلاثون مرة هلعاً من تلك الكوابيس ..تجد أن بقائك على قيد ما يسمى بالحياة هو عذاب لك وتفني عمرك بمصارعة نفسك التي ترفضك ! وإثبات حقيقة أنكَ حي !!

أنا لا يحْزنني الثقوب التي تحدثها الأخطاء بروحي ! ما أرثى له كثيرا هو كل الوقت التي استرقته من عمري لأنجو .. وآخر الأمر أنجو ثقيلا بطيئا متحاملا على نفسي لأواجه آخر ينقض على ما تبقى مني فيلتهمني بلا مقبلات !!!