ماذا بِك ؟
لا شئ أنا بخير،فقط أتعمَّد البُعد وفي القُرب روحي ساقطة، أتغافل وأدَّعي اللامُبالاة وأنا أغلِّي مِن داخلي كالبراكين، أقُل مرحبًا وأنا كاره لذلك، أتجاهل مَن يحاربون من أجل سلامي، أنا ألف شخصٍ ونقيضهُم بآنٍ واحد، الصادق منهُم يكذب حين يقولُ بخير، والبقيةُ منهُ يسخرون!!!

ثم إياك ان تظن ان الحياة ستتوقف بغيابك، لا تراهن على مكانتك في حياة اي شخص، انت معرض دائمًا للهجر، للنسيان، بالتأكيد انت شخص عابر في حياة أحد وذكرى سيئة لأخر، لا تتعشم كثيرًا فـ يمكن استبادلك دائمًا بأشياء اخرى قد لا تستوعبها لكنها الحقيقة، عندما يقرر أحد الرحيل عنك لا تنتظر ان يتذكر كل التضحيات التي قدمتها له، لا تنتظر ان يتذكر غفرانك المعتاد له واللحظات التي كنت على حافة الهاوية ومن بؤسك وهشاشتك زرعت بداخله الطمأنينة والسلام، لا تضع امالآ كبيرة في فكرة البقاء الأبدي، تلك الفكرة لم تعد الا في الأفلام والروايات فقط، الجميع بلا استثناء يمكنه الرحيل في اي وقت لا تتعشم .. لا تتعشم !!!

لا يغرنك ثباتي، أنا قليل من الصبر ومزيج من الصدمات وكمٌّ هائل من الخذلان، وابتسامات مفتعلة محاطة بالزيف والكذب لأتدارك بها المواقف البائسة والأشخاص الباردة،لا أحد يعلم كم أخذ مني هذا الثبات كي أبدو به ، بينما يراني الجميع من الخارج متزنًا، أكون وقتها من الداخل أدعو ربي أن يلهمني ثباتًا أكثر، كي لا أنكشف أو يفتضح أمري ، فأنا أكره أن يراني أحد ضعيفًا ولو كلّفني هذا الكثير !!!

أحاول ألا أبقى ضحية للتعب، لكنني لا أستطيع التمرد، أنا عاجز للغاية وهذه حقيقة تواجه كل كلمات الأمل وأوهام الثورة، كلما نويت أن أثور ارتكب التعب في صدري مذبحة فأعياني لأيام، وألقاني في زنزانة لا خروج منها !!!

لم أجد أقسى من شعور أني عبء على الذين أحبهم، حتى عندما عرفوا ما أشعر به لم يهتم أحدًا باثبات العكس، لم يخبرني أحدًا أن هذا الشعور خاطئ أو أنني أتوهم، حتى عندما ابتعدت عنهم، لم يتصل بي أحد، لم يسألني أي شخص عن سبب غيابي، لم يلاحظ أحدًا غيابي، كنت أبحث عن رسالة عابرة أو مكالمة هاتفية من شخص يفتقدني، كنت آمل في تكذيب هذا الشعور ولو بالكذب ومع ذلك لم يحدث، هل تفهم معنى أن تشعر أنك عبء على أقرب الناس لقلبك ومع ذلك لا تجد من يُكَذِّب ما تشعر به؟!!

أيقنت أن ما يحدث بداخلي لن يدركه أحد، وبهذا المبدأ بدأت التمس العذر للجميع، لكل الذين حاولوا مساعدتي وفشلوا، أشفق عليهم كيف أطالبهم بالتشبث بي، وأنا لا أتحملني !!!

لم أتذوق حتى الآن معنى السقوط المدوي، أعرف أن الاستمرار وأنت مُهشَّم ومحطم تمامًا أشدُّ قسوة من الانهيار والسقوط نفسه، الأمر أشبه بـ أن تكون مبتور القدمين ومستمر في الركض رغمًا عنك؛

نحتاج للانهيار لفترة حتى نعود أقوى؟
- ربَّما، لكن المؤسف أن انهيارنا في هذا الوقت يعني نهاية كل شيء بلا عودة.

هل حدث ونبهك أحدهم أنك تبكي دون أن تلاحظ؟
- حدث .
وماذا قلت؟
- أنا لا أبكي. فقط عيناي ملتهبة من فرط الالام أقصد السهر !!

لم يعد يبهرني ذلك النجم الساطع في الليل بقدر ما يرعبني حقيقة كونه وحيد بين كل تلك العتمة ..أصبح شعور الوحدة بداخلي يكبر كلما تواجدت بين الناس ، كأنني جزء مبتور من جسد أو جزء مفصول من شيءٍ ما .. لم تعد الكلمات كافية بالشكل الذي تتناسب فيه مع بشاعة شعوري !! شيء ما بداخلي يلفظ أنفاسه الأخيره ومحرم عليه الموت !
إنني أرفض تلك الفكرة ، ذلك الاحتياج ، تلك الرغبة في أن يتواجد أحد بجانبي لأشعر بوجوده ، فـ تكف الوحده عن ممارسة طقوسها عليّ ، في بعض الأحيان أفقد شيئاً ما بداخلي عندما أكون بين الناس ، ربما اعتادت روحي على الوحدة !!!

يا له من شعور أن تعيش حياتك بدون هدف ولاشعور ولا شي ولا تريد التغير ولاتبحث عن السعادة ولا امل ولاتهم لشيئ تريد ان تموت وتسقط في الهاوية وينتهي كل شي !!!!

الموت هو النبيذ الأرقى .. به ننام ونضحك برفقة الأصدقاء ..
أنه النسيان .. واللاشعور .. لن نصرخ مجددا من أجل محو الذاكرة ، سيأخذنا الموت نحو السعادة سنتوقف في سن العاشرة .
الحياة مريضة ، تدور بنا .. يستمر الهباء . نحن دمى تحركنا خيوط حمراء، لولا ضوء القمر ما بدونا أحياء !!!

الخذلان لا يتوقف عند الحب ..ولكن تحطم الاحلام خذلان عدم القدرة على التمني خذلان الامنيات التي تمنيناها ثم اكتشفنا انها تنزلق من بين ايدينا ..خذلان ايضا ان يحاول تحطيمك اولئك الذين ومن المفترض ان يكونو مصدر طاقة وقوة لك ان يتسببوا في جراح عميقة بداخلك اولئك الذين ومن المفترض ان يكونوا هم الدواء لك ان تتعرى بين ذراعي من يغطي ويحمي وجعك ان تجد من يسخر من حزنك واكتئآبك ويتهمك بالتعاسة في الوقت الذي كنت تظن فيه انه اول من سيبقى بجوارك ويتفهم اسباب حزنك ان تبكي وحدك لانك لا تمتلك صديقا واحدا تستطيع البكاء امامه بلا مناسبة رغم كثرة معارفك ان يتخلى عنك الجميع في وقت كنت تحتاج من يربت على كتفك اليس هذا خذلان؟!!!
خذلان الحياة سبب كافيا للانتحار !!!!!!

بدأت بمعاناة الاكتئاب منذ أن كنت صغيراً ، كان الجميع يمر بعمر الزهور إلا أنا !! عبرت مرحلة عمر الشيب والموت البطيء ..كنت بلا أصدقاء ولا زلت ولا أريد العثور على صديق .. فالظل أصبح صديقي والظلام رفيق دربي ..وليس هناك من هو أوفى منهم عندما تعاني الاكتئاب !!!

إلى مأساتي ، التي تعثرت بها وحدي ، اتكأت على كتفها لوقتٍ طويل ، أو هي من أثقل كتفي حتى تبادلنا الأدوار من غير أن أشعر بذلك ! الأمر أشبه بأحلام الفقراء التي لا تتحقق ..
بالهرب من دائرة مؤصدة ، بالركض فيها حتى أُصاب بالدوار و الاصطدام بحائطها الفولاذي ، توقفتُ قليلاً ، استلقيتُ على ظهري ، نظرت إلى السقف و أمعنت النظر إلى نقاطٍ معينة ، قصصي التي انتهت و أنا وحدي الذي هُزمت ، ملاحظاتي التي كتبتُها لأحدهم ، أفكار رأسي التي يغلُب عليها الإنتحار .. رسائل الناس المؤلمة ..
قضيتُ الوقت وحدي بل قضيت عُمري كله في الفراغ ، لا أحد يشعر بي ، إنني هش بالرغم من أنني أحمل مظهراً صلباً ، مُريب ، يجعل الناس الذين من حولي يعتقدون أن لا شيء يغلبني ، و اللاشيء ذاتها هي التي تغلبت عليّ ، ليس لي مأوى ، أبدو كفزاعة معلقة منذ الأزل على سور المقبرة ، قضيتُ حياتي كلها في الهروب و لم أتوقف حتى الآن !! هههههه دعوني احتفل مع ظلي فهذا اليوم هو يوم ولادتي!!!!

أشعر بشيء ثقيل داخل صدري لا أعلم ماهو هذا الشيء لكنه يؤذيني كثيراً . هذا الشيء ثقيلٌ على صدري لدرجة أنني أصبحت عاجزاً عن الحركة غالب وقتي بسببه .. هذا الشيء الملعون حطّم أملي وشغفي و رغبتي حطم أشياء كثيرة لا يمكنني أن أحصيها برسالة !!
هذا الشيء يسألني دوماً عن الغاية .. الغاية من استمراري بالحياة ، يسألني ، و في كل مرة اسكت ، يزيد ثقله على صدري ، و يجذبني بشدة نحو الأرض ، و الأسوأ من كل ذلك .. أنه لا يسكت أبداً و يصرخ بمليء وجهه الغاضب .لماذا لا تزال على قيد الحياة ؟ لماذا يا هذا ؟ أعطني سبباً واحداً يجعلك مُتمسكاً بحياتك ، و أعدك بأن اسكت إلى الأبد ..أحاول اخراسه بالموسيقى و بأكثر من طريقة و لكن ، لا فائدة ، انه صوتي أنا ... أنا ذلك الشيء ، أنا من كان يؤذيني ، أنا من كان يُحطمني . و أيضاً ... أنا الذي كان يسأل و أنا الذي كان لا يجيب !!!

كثيرون هم من يحاولون أن يعرفوا تفاصيل قصتي من حروفي !!
ينبشون بين السطور ..تارة يجدوني عاشق متيم ..تارة أخرى يجدون رجل سيطر عليه حزنه ..وأحياناً يجدون شخصاً غير مؤمن بترهات الحب ..وقد يعتقدون أحياناً أنني انسان ظالم ..في حين ينسون الكم الهائل من نصوص مدحي لهم ..مهما قرأوا .. مهما حاولوا .. مازلت أخفي الكثير عن الكثير !!!

عندما يؤلمك شئ ، تصحو الأوجاع القديمة جميعها ، يقيمون حفلة صاخبه على اعصابك .. يأكلون قلبك ، ليسيل دمع عينك أنهارا ..!!!

من أنتم ؟
نحن الباحثون عن اللاشئ ..
وما اللاشئ ؟
هو الحب الكامن في وحي خيالنا الذي صنفوه على أنه مرض !! هو السلام الداخلي الذي حاربنا لأجله .
وهل حصلتم عليه ؟
انتهى بنا المطاف في احدي العنابر !! واتضح مؤخرا ان الحب والسلام هم مجرد خرافات قصها السالفين , ولكن هل تعلم ؟
أعلم ماذا ؟
الحب والسلام ليست خرافات هي حقيقه ... نعم حقيقه .. حقيقه كامنه بين جدار ذلك المكان فقط , انت هنا تتمتع بالحب والسلام .. لذا أسموه هم عنبر الموتى !!!

قَلَ مُعدل تفكيري للرُبع لم اعد اُجيد التصرف !
مُعدل قوتي و الحيوية انعدم !
لم اعد امتلك القدرة على الكلام !
عقلي مشتت بين الواقع و الهُراء !
قدمي لم تعد تستطيع الوقوف !
قدرتي على قراءة الافكار و الجسد مُحيت !
اصدقائي من كانوا يأخذونني قدوة انقلبوا علي !
اسئلة الوجودية و الالهية تقتحم عقلي بدون توقف !
مُحاطٌ بأرواح ترقص في حلقات ذكرٍ طلباً للثأر في غرفتي !
صوت المزامير و البوق في غرفتي اصبح لا يُطاق !
مرارة حلقي غطت على مرارة من حولي !
قل معدل شوقي للموسيقي !

على اية حال انا بخير فقط اعطني قداحة اشعل التبغ و كأساً اصب به بعض مضادات الغضب !!!!

أُعاني مؤخرا من وجع اخرس جسدي !! لا يسمع ولا يحس بشيء يشق طريقه الى عنقي !! حنجرته مذبوحة الصوت !! صداعه يكتسحني بهدوووء .. ملامحه ماطخه بالحزن والمرض .. والاكثر خطوره ان دمه يفسخ وضوئي ! ربما هي حمى نهاية حياتي ولفحات الموت .. او ربما هي صرخة اشتياق لشخص اتعبني غيابه !! يسكن اوردتي وتتنفسه رئتي بعيدا عني بعد السماء عن عالمي !!! اكره هذا الالم .. رحماك يارب .. هل تعلم ما اعاني !! هل تشعر ب المي !!!!