أقبل أقدام الليل متوسلاً لهُ أن يتركني هذهِ الليل فقط ، أن أموت بسلام حتى الصباح !!!

نفس السيناريو من جديد !!!

‏أنا الآن بلا أحلام ولا طموح .. بقايا لرجلٍ سكير ، وكلمات متطايرة من كاتب فاشل ، وأشلآء من عاشقٍ قديم وضع نفسه في مظرف الرسالة
الأخيرة ومات ..! !!!

لا أحد يعرف تلك اللحظة التي ماتت فيها روحكَ ! ولا أحد يعرف متى عادت ولا كيف عادت ! لا أحد يعرف لماذا تبتسم بهذا الإتساع!! وأنت وحدك تماما !!!!!

أبدو كمن دخل إلى الحياة متأخراً !! فكل الأشياء التي أحببتها وجدتها مستهلكة أو بحوزة أشخاص آخرين !!!

لا أعرف كيف أخفي فائض الحزن بداخلي.. ولا أعرف كيف أبتسم حين يكون قلبي منكسرا .. أنا لا أعرف كيف أكذب.. وهذه أيضاً احدى مشاكلي !!!

يكفيني شرف أنها تركت الجميع واختارتني أنا..
من هي ؟
- إنها اللعنة !!!

باهت هو لون السماء والشمس اشرقت بصعوبة وكأنه يوم مختنق.. تتلاشى منه ملامح الفرح شاحب الوجه قبيح الصفات ملعون الف لعنة ولعنة .. المح نظراته وكأنه مشمئز مني!! يحضر كفني منتظرا ليله !!وها انا اترقب موعد الدفن !!!

أحب البقاء بمسافة آمنة عن الجميع. لست بالقريب المُلام ولا البعيد المنسي، موجود وغير مرئي مثل شمس الغروب، راحل ومريح في آن واحد!!!

ماذا بِك ؟
لا شئ أنا بخير،فقط أتعمَّد البُعد وفي القُرب روحي ساقطة، أتغافل وأدَّعي اللامُبالاة وأنا أغلِّي مِن داخلي كالبراكين، أقُل مرحبًا وأنا كاره لذلك، أتجاهل مَن يحاربون من أجل سلامي، أنا ألف شخصٍ ونقيضهُم بآنٍ واحد، الصادق منهُم يكذب حين يقولُ بخير، والبقيةُ منهُ يسخرون!!!

ثم إياك ان تظن ان الحياة ستتوقف بغيابك، لا تراهن على مكانتك في حياة اي شخص، انت معرض دائمًا للهجر، للنسيان، بالتأكيد انت شخص عابر في حياة أحد وذكرى سيئة لأخر، لا تتعشم كثيرًا فـ يمكن استبادلك دائمًا بأشياء اخرى قد لا تستوعبها لكنها الحقيقة، عندما يقرر أحد الرحيل عنك لا تنتظر ان يتذكر كل التضحيات التي قدمتها له، لا تنتظر ان يتذكر غفرانك المعتاد له واللحظات التي كنت على حافة الهاوية ومن بؤسك وهشاشتك زرعت بداخله الطمأنينة والسلام، لا تضع امالآ كبيرة في فكرة البقاء الأبدي، تلك الفكرة لم تعد الا في الأفلام والروايات فقط، الجميع بلا استثناء يمكنه الرحيل في اي وقت لا تتعشم .. لا تتعشم !!!

لا يغرنك ثباتي، أنا قليل من الصبر ومزيج من الصدمات وكمٌّ هائل من الخذلان، وابتسامات مفتعلة محاطة بالزيف والكذب لأتدارك بها المواقف البائسة والأشخاص الباردة،لا أحد يعلم كم أخذ مني هذا الثبات كي أبدو به ، بينما يراني الجميع من الخارج متزنًا، أكون وقتها من الداخل أدعو ربي أن يلهمني ثباتًا أكثر، كي لا أنكشف أو يفتضح أمري ، فأنا أكره أن يراني أحد ضعيفًا ولو كلّفني هذا الكثير !!!

أحاول ألا أبقى ضحية للتعب، لكنني لا أستطيع التمرد، أنا عاجز للغاية وهذه حقيقة تواجه كل كلمات الأمل وأوهام الثورة، كلما نويت أن أثور ارتكب التعب في صدري مذبحة فأعياني لأيام، وألقاني في زنزانة لا خروج منها !!!

لم أجد أقسى من شعور أني عبء على الذين أحبهم، حتى عندما عرفوا ما أشعر به لم يهتم أحدًا باثبات العكس، لم يخبرني أحدًا أن هذا الشعور خاطئ أو أنني أتوهم، حتى عندما ابتعدت عنهم، لم يتصل بي أحد، لم يسألني أي شخص عن سبب غيابي، لم يلاحظ أحدًا غيابي، كنت أبحث عن رسالة عابرة أو مكالمة هاتفية من شخص يفتقدني، كنت آمل في تكذيب هذا الشعور ولو بالكذب ومع ذلك لم يحدث، هل تفهم معنى أن تشعر أنك عبء على أقرب الناس لقلبك ومع ذلك لا تجد من يُكَذِّب ما تشعر به؟!!

أيقنت أن ما يحدث بداخلي لن يدركه أحد، وبهذا المبدأ بدأت التمس العذر للجميع، لكل الذين حاولوا مساعدتي وفشلوا، أشفق عليهم كيف أطالبهم بالتشبث بي، وأنا لا أتحملني !!!

لم أتذوق حتى الآن معنى السقوط المدوي، أعرف أن الاستمرار وأنت مُهشَّم ومحطم تمامًا أشدُّ قسوة من الانهيار والسقوط نفسه، الأمر أشبه بـ أن تكون مبتور القدمين ومستمر في الركض رغمًا عنك؛

نحتاج للانهيار لفترة حتى نعود أقوى؟
- ربَّما، لكن المؤسف أن انهيارنا في هذا الوقت يعني نهاية كل شيء بلا عودة.

هل حدث ونبهك أحدهم أنك تبكي دون أن تلاحظ؟
- حدث .
وماذا قلت؟
- أنا لا أبكي. فقط عيناي ملتهبة من فرط الالام أقصد السهر !!

لم يعد يبهرني ذلك النجم الساطع في الليل بقدر ما يرعبني حقيقة كونه وحيد بين كل تلك العتمة ..أصبح شعور الوحدة بداخلي يكبر كلما تواجدت بين الناس ، كأنني جزء مبتور من جسد أو جزء مفصول من شيءٍ ما .. لم تعد الكلمات كافية بالشكل الذي تتناسب فيه مع بشاعة شعوري !! شيء ما بداخلي يلفظ أنفاسه الأخيره ومحرم عليه الموت !
إنني أرفض تلك الفكرة ، ذلك الاحتياج ، تلك الرغبة في أن يتواجد أحد بجانبي لأشعر بوجوده ، فـ تكف الوحده عن ممارسة طقوسها عليّ ، في بعض الأحيان أفقد شيئاً ما بداخلي عندما أكون بين الناس ، ربما اعتادت روحي على الوحدة !!!

يا له من شعور أن تعيش حياتك بدون هدف ولاشعور ولا شي ولا تريد التغير ولاتبحث عن السعادة ولا امل ولاتهم لشيئ تريد ان تموت وتسقط في الهاوية وينتهي كل شي !!!!

الموت هو النبيذ الأرقى .. به ننام ونضحك برفقة الأصدقاء ..
أنه النسيان .. واللاشعور .. لن نصرخ مجددا من أجل محو الذاكرة ، سيأخذنا الموت نحو السعادة سنتوقف في سن العاشرة .
الحياة مريضة ، تدور بنا .. يستمر الهباء . نحن دمى تحركنا خيوط حمراء، لولا ضوء القمر ما بدونا أحياء !!!