للهِ قلمي ✒ 5947

"يا ابن آدم لقد بورك لك في حاجة أكثرت فيها من قرع باب سيدك" - قالها بعض السلف

1.56K views02:59

تقبل الله صيامكم وقيامكم.

ونحن على مشارف أيام العيد، وقلوبنا عامرة بالفرحة، من الناس من قد يكون جارا أو قريبا لك وليس له ما يفرح به...

فأحببت أن أذكر هذه القصة الجميلة لرجل لم يجد لبناته ما يفرحن به يوم العيد، لما فيها من المعاني الجميلة لعل أحدكم يتفقد جيرانه وأقرباءه.

((كان بالقيروان رجل خياط‍، له بنات، وكان به مرض فلا يقدر على العمل إلا بصعوبة،

فلما كان ليلة عيد الفطر دخل على بناته، فوجدهن في الظلام، وليس في البيت شيء، فخرج من بيته هائما محزونا، وشق عليه أن يرى بناته منكسرات القلوب بين بنات الجيران، اللاتي يلبسن يوم العيد الثياب الحسان والزينة مع ما عند آبائهن من كفاية العيش.

فسولت له نفسه الخروج من القيروان حتى ينقضي العيد (لئلا يكسر قلب بناته)،

فمر بمسجد إسماعيل المعروف ب"تاجر الله" وقد حضرت صلاة العشاء.

فلما انصرف الناس ولم يبق في المسجد إلا هو، رآه إسماعيل، فسأله عن قصته، فذكرها له، فتوجع إسماعيل لذلك وبكى، وقال له:

«كم عندك من البنات؟ »
فقال: «خمس»؛
فقال إسماعيل لزوجاته: «ايتينني بحلى بناتكن وما صنعتن لهن في هذا العيد من الثياب والزينة». (طلب من زوجاته أن يحضرن له زينة بناته، وكان يمكنه أن يشتري لبنات الخياط شيئا يسيرا، لكنه أتى له بما كان لبناته ولم يبخل عليهن بشيء)

وقال لهن: «ايتينني بمائدة العيد»
فأتينه بها وفيها أنواع الأطعمة والحلوى،

وقال لهن: «ايتينني بما عندكن من الطيب والحناء» فدفع جميع ذلك إلى الخياط‍، ودفع إليه دنانير كثيرة،

وقال له: «اكسُ بناتك من هذه الثياب والحلى، وطيبهن بهذا الطيب وكل معهن هذه المائدة، وأوسع على نفسك وعليهن بهذه الدنانير».

ثم أمر عبيده، فحملوا ذلك إلى دار الخياط‍، فضرب الباب عليهن ففتحن الباب، فوجدهن في الظلام على حالهن.

فأدخل العبيد جميع ذلك إلى داره وذهبوا، ففرح بناته بذلك فرحا شديدا، وكان في داره سرور كثير ، ولبس بناته الحلى النفيس والثياب الجليلة واجتمعن حول المائدة ووسع عليهن في النفقة))

#ربات_الخدور

1.88K views04:05