Telegram Web Link
لا تجعل قلبك يعتاد الأرقام والاحصائيات، هم ليسوا ارقاما، بل حيوات.
دمُ الشُّهداءِ مُنتَشرٌ على الكلماتِ ,
لا نثرٌ ولا شِعرٌ يرتِبُهُ
.
يُحدِّقُ في ملائكةٍ , تُسبِّحُ
باسمِ هذا العطرِ ,
مادامتْ تُقلِّبُهُ
.
تَصَاعدَ للمدى العُلْويِّ
في مَهَلٍ ,
وحدسُ الكونِ ينتبهُ
.
فقالت نجمةٌ فيهِ :
" شهيدُ الأرضِ ما أحلاهُ ! ,
يا اللهُ هل يوماً سأشبِهُهُ !؟ "

[هبة أبو ندى]
(1)
أُعيذُكِ
في الفروضِ
والاستخارة
وأَرقي كلَّ مأذنة
وحارةْ

.
من الصاروخِ لحظَةَ
كانَ أمرًا
من الجيْنِرالِ
حتَّى صارَ غارةْ

.
أعيذكِ، والصغار
قبيلَ يهوي
تغيرُ بابتسامتها
مسارَه

.
(2)
أعيذكُ، والصغار هنا
نيامٌ
كما نامَ الفراخُ بحضنِ
عشِّ

.
ولا يمشونَ للأحلامِ ليلًا
لأنَّ الموتَ
نحوَ البيتِ
يمشي

.
ودمعُ الأمهات غدا يمامًا
ليتبعهم بهِ
في كلِّ نعشِ

.
(3)
أعيذُ أبَ الصغار وبعد قصفٍ
يشدُّ البرجَ حتَّى لا يميلا

.
يقولُ: للحظِة الموتِ
ارحميني
"فماذا لو تأخرتِ
قليلا؟"

.
يقولُ: "لأجلهم أحببتُ
عمري،
هَبيهِم مثلَهم
موتًا جميلا"

.
(4)
أعيذكِ أن تصابي
أو تموتي
بعزِّ حصارنا
وببطنِ حوتِ

.
شوارعنا تسبِّحُ كلَّ
قصفٍ
وتدعو للمساجدِ
والبيوت

.
فحينَ القصفُ يبدأُ
من شمالٍ
ستبدأ من جنوبٍ
بالقنوتِ

.
(5)
أعيذكِ أن تصابي
أو تعاني
فقد حوطتُ بالسبعِ
المثاني

.
من الفسفورِ طعمَ البرتقالِ
وألوانَ السحابِ
من الدخانِ

.
أعيذكِ
إنَّ من عشِقا وماتا
سينقشعُ الغبارُ
ويضحكانِ


اسم الله عليك يا غزة من مجيء الليل.

[هبة أبو ندى]
عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ..
بالله ما الدنيا!؟
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
نحنُ ننجو باللحظة هنا مسافة وضعك للايك على منشور ما، مسافة إغلاقك للمنبه، مسافة مناداتك لابنك قد تناديه ولا يجيب، الموت أسرع بكثير!
[هبة أبو ندى رحمها الله]

بالمناسبة صاحب الفيديو استشهد.. نجى من القصف فقام بتصوير فيديو (لايف) يحكي نجاته ولم يعلم ان لن يسعه الوقت لهذا فاتاه القصف ثانية ومات وإنا لله!
Forwarded from إسماعيل عرفة
من ضمن خطابات التخذيل التي بدأت في الانتشار حاليًا هي خطاب (صحتك النفسية حول غزة) التي يروج لها بعض اللايف كوتشز ومقدمي خدمات الصحة النفسية.

فبحسب هؤلاء "المتخصصين" فإنه على الإنسان أن يتخلص من عبء متابعة الأخبار وألا يشاهد شيئاً مما يجري في غزة وأن ينقطع عنها، بدعوى الحفاظ على صحته النفسية وعدم سيطرة الحزن على مشاعره.

والحقيقة أن هذا خطاب سفيه وأبله، وقاصر أيضًا .. فمن جهة فهو يزيح ثقل المسؤولية تجاه إخواننا من على كواهلنا ومن جهة أخرى يزهد الناس في متابعة ما يحدث حتى تصير عندهم فلسطين مشكلة نفسية لا قضية دينية.

وبدوري فأنا أتعجب ممن يقول أنه غلبه الحزن في تلك الأيام على ما يحدث..
فلو لم ينفطر كبدك الآن فعلامَ ينفطر؟

ولو لم تجف أدمعك الآن من كثرة البكاء فمتى تجف؟

نعم نحن نعارض الحزن المقعد الذي وصفه العلماء في تراثنا، وهو الحزن الذي يعطلك عن السير إلى الله، وهو الحزن المذموم في الشريعة.

لكننا في الوقت نفسه نريد أن نجعل هذه المشاهد تأكل أعماق نفوسنا وتحفر طريقها بداخلنا لتستقر في أعمق نقطة داخل ذاكرتنا، حتى نهضمها ونحفظها وتصير جزءًا منا يثير نخوتنا وغيرتنا وثأرنا على المدى الطويل حتى يقبض الله أرواحنا.

نريد أن تكون هذه المشاعر زادًا للتعلق بالقضية وطريقاً للتثقف وإشعالًا لنار الثأر بداخلنا، حتى يصبح هذا الزخم وقودًا لنا لاستنهاض الهمم وتحريك الطاقات نحو الأقصى وفلسطين.

أما التحسس من الأخبار والانفكاك الشعوري عن غزة بدعوى أن هذا أسلم لصحتي النفسية، فلا بارك الله فيك ولا في صحتك.
وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِى ٱلْأَرْضِ وَنُرِىَ فِرْعَوْنَ وَهَٰمَٰنَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُواْ يَحْذَرُونَ
Forwarded from أميرة محمد
بانسيابية تامة يسأل أمل دنقل في قصيدة لا تصالح أشد الأسئلة بداهة وبساطة.
أسئلة لا يكاد يختلف أحد على إجابتها، هل يمكن لإنسان أن ينكر حقيقة:
أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟ أقلب الغريب كقلب أخيك؟! أعيناه عينا أخيك؟! وهل تتساوى يدٌ، سيفها كان لك، بيدٍ سيفها أثْكَلك؟

وهذه الأسئلة على بداهتها وشمولها إلا إنه يرى عدم كفايتها، فيتابع باهتمام وجداني صادق:
كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ..؟ وكيف تصير المليكَ.. على أوجهِ البهجة المستعارة؟
كيف تنظر في يد من صافحوك.. فلا تبصر الدم.. في كل كف؟


ويبدو أن معنى دم الأخ وعِظَم التوغل فيه لم يتضح كفاية فيسأل في موضع آخر منتفضا:
هل يصير دمي بين عينيك ماءً؟
أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء.. تلبس فوق دمائي ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟


حتى في مطلع القصيدة حين أراد أن ينقل مدى تفاهة صفقة البيع المدججة بالخيانة، ومدى فداحة المبيع الذي لا يُقَدَر بثمن، يسأل بِحيّرة من لا يصدق أن هناك من يستصوب ارتكاب مثل هذه الحماقة المجرمة:
أترى حين أفقأ عينيك ثم أثبت جوهرتين مكانهما..
هل ترى..؟
هي أشياء لا تشترى..

……………….

ولأن أسئلة أمل بديهية، فإجاباتها أيضا بديهية.
نعم أنت لن تفعل هذا بأخيك، لن ترتكب هذه الخيانات الصريحة في حق أخيك،
لكن ستفعلها رائق البال في حق من تراه عبئا جاثما على صدرك، حملا ثقيلا على حدودك الشرقية.
عبء تود لو استيقظت فجرا ووجدته محض كابوسا تبخر.

أنت لن تقف باردا، متململا أمام هدر دم أخيك، لكن سيشملك الجمود طوعا أمام استغاثات من تراهم "عرب الشمال"، مجموعات بشرية طفيلية لا يشكرون النعمة، ولا يحمدون ربهم أنك تلقي إليهم فتات موائدك في عمليات إعادة إعمار تتكلفها فقط إخراسا لهم.

نعم أنت لن تبيع أرض أخيك المنزوعة منه غصبا وقهرا، لكن ستبيع مخلصا أرض قطيع بشري معدوم القيمة، يقف عائقا ضد أحلامك في محو ذاكرة منطقة بأكملها وتحويلها إلى فندق حيث يُباع كل شئ فيه ويشترى حتى العِرض والأرض والتاريخ والذاكرة.
أفغير الله أبتغي حكما ؟
[الحُلم أقوى من المنطق]
Forwarded from أميرة محمد
والله لا يضرهم من خذلهم.

ما ضر المخذول إلا نفسه وعرشه.
الله!
Forwarded from الغازي محمد
1- لاحظ الأدميرال الأمريكي جيمس ستوكديل (قائد أمريكي أُسر في حرب فيتنام لدى المقاومة) ما اصطلح عليه فيما بعد باسم "معضلة ستوكديل — The Stockdale Paradox" وهي أن الذين نجوا من الحرب لم يكونوا المتفائلين .. لكنهم كذلك لم يكونوا المتشائمين ..
فالمتفائل كان يستسلم ويفتر عزمه عندما لا يتوافق الواقع الأليم مع توقعاته الحالمة في الأمد القريب ..
والمتشائم كان يستسلم فور أن تكون الحقائق الفعلية على الأرض قاحلة ولا تعطيه أي أمل في القريب ..
أما الذين نجوا، وظلّت عزائمهم حيّة، فقد كانوا الذين لم يفقدوا إيمانهم بأن لهم الغلبة في النهاية (في الأمد البعيد) لكنهم مع ذلك واجهوا الحقائق الأليمة لوقتهم الحاضر بواقعية تامة ..
قال جيمس: "لا ينبغي أبدًا أن تخلط بين إيمانك بأنك لك الغلبة في النهاية - وهو إيمان لا يجب أن تخسره أبدًا في المعركة - والتزامك وواجبك بأن تواجه الحقائق المرّة كما هي في الواقع، مهما كانت"

2- كتب هنري كيسنجر - بلغ المائة عام عن قريب، أمد الله في عمره حتّى يرى هندساته وهي تنهار واحدة تلو أخرى - عن نفس هذه الحرب، حرب فيتنام، في مقال نشر عام 1969م:
"كانت حربنا حربًا عسكرية، بينما كانت حرب خصومنا حربًا سياسية، كان هدفنا هو تحقيق التدمير الفيزيقي، بينما كان هدف خصومنا هو إنهاكنا النفسي، في خضم هذه المعمعة، نسينا مبدءًا أساسيًا لحروب العصابات [guerrilla war]: تنتصر العصابات بمجرد صمودها (عدم هزيمتها)، بينما ينهزم الجيش التقليدي مالم يحقق نصرًا حاسمًا. [the guerrilla wins if he does not lose. The conventional army loses if it does not win.]
"لا سمحَ الله!"

كيف يمكن لجملة اعتراضية قصيرة، بنبرة تهكمية مريرة، أن تسكبَ فوقَ رأسِك أطنانًا من الثلج؟!
Forwarded from أميرة محمد
منذ خبر وفاه ماثيو بيري "تشاندلر بينج في مسلسل فريندز" وهناك هوة فارغة من الأسى وانعدام الجدوى معلقة فوق رأسي.

كيف لارتقاء ما يقرب من ثمانية آلاف نفس من أهلنا هناك، لم يثر ولو للحظة أي تساؤل أو شك عن معنى صمودهم، وعدالة مصيرهم.
وأنهم رغم ما يحدث لهم، رغم القهر والعجز والحزن، رغم أننا لا نعلم أسمائهم، ولا ندري عن قصصهم الصغيرة سوى إنها دُفنت معهم، إلا أننا في أتم اليقين أنهم وقصصهم محفوظين بالأعلى، لم يذهبوا أدراج الرياح.

بينما وفاة إنسان واحد، غريبا، وحيدا، تفتح عليك كل الاحتمالات المؤلمة لفداحة الاغتراب في هذه الحياة.
………………..
لم يكن ماثيو بيري يمثل تشاندلر.
كان هو تشاندلر، قناع المهرج الذكي الرابض على ركام من الهشاشة، الخوف من الفقد، اللهفة إلى الحب، الصراع الأبدي بين خشية الظهور للناس بوجهك الحقيقي فينفضوا عنك، وبين الاختباء عنهم بقناعك الملون فتغترب عن نفسك.

مذكراته التي صدرت مؤخرا، فجيعتها في كونها الواقع المعاش للمسار المتخيل الذي كان يمكن أن يحدث لتشاندلر لو لم يجد أصدقائه ولم يجد الحب والسكن والاستقرار.
واقع مرهق من الإدمان، والانغماس في الخدر أملا في تخفيف وطأة العيش، اللجوء إلى غيابات التيه كي يستطيع مواجهة حاضر لا يتماهى معه، الهرب من الذات، والأحلام المؤجلة بيده لا يد غيره.

في المسلسل بيعت لنا النهاية السعيدة، حبل الإنقاذ انتشل الضاحك التائه وأضفى على حياته معنى وهدف وحميمية لطيفة.
وتُرك سؤال "ماذا لو" مفتوحا للتخمين، ولم يدرك أحد إلا متأخرا أن حياة المهرج الحقيقية هي سؤال التخمين المستبعد في المسلسل.
……………………………
كتب ماركس في نص أدبي بديع الحزن، لا يعرف الناس منه إلا الاكليشيه المجتزأ "الدين أفيون الشعوب":
"الدين زفرة الإنسان المسحوق، روح عالم لا قلب له، كما أنه روح الظروف الاجتماعية التي طرد منها الروح. إنه أفيون الشعب.
إن إلغاء الدين، من حيث هو سعادة وهمية للشعب، هو ما يتطلبه صنع سعادته الفعلية".

ظن ماركس أن إلغاء الدين "ربما صورة الدين عنده كانت الكهنوت المسيحي وهذا في ذاته شكّل تصوراته عن معنى الدين، فهل لو كان اطّلع على الإسلام بعمق أكبر لتغير شئ من هذا، لا أعرف"، سيكشف السحر عن عقل الإنسان، سيصرفه عن التسلية "الوهمية" التي يلجأ إليها لتخفيف قسوة واقعه، سيعالج الإنسان من خوفه واختبائه، سيصالحه على نفسه وحقائق حياته وينزع أقنعة "المهرج" التي يحتمي بها ويدفعه دفعا شجاعا لمواجهة الناس والعالم والتاريخ.

ما لم يحسب ماركس حسابه أن نزع الدين والإيمان "نظائر الافيون الروحية" عن الإنسان، لم يكن بديله العقل والحقيقة والرؤية الناصعة، بل ذات الافيون الفعلية.
………………………..
يارب هي رحمة في القلوب من منبع فيوض رحمتك، لا نملك حيالها شيئا.
وداعا تشاندلر.
…………………………
هذه حياة فاحشة، موحشة لولا فرجة من نور الله..
2025/02/25 06:59:25
Back to Top
HTML Embed Code: