Telegram Web Link
👆🏻👆🏻👆🏻👆🏻👆🏻👆🏻👆🏻👆🏻👆🏻🔺 الظن

الظن نتيجة للمعرفة، فأي ظنون تقع في القلب إنما هي نتيجة معرفتك، وأي معرفة ليس وراءها انعكاس على الظن فهي مجرد معلومات، كأنها ثقافة، وبهذا تعلم أنك إن عرفت عن الله علوما فإنها لا تكون علوما حقيقية إلا إذا انعكست على ظنونك التي في فؤادك.

مثال:  ظنك الحسن بالله يأتي بعد معرفتك بأنه بكل شيء عليم، ومعرفتك بأنه على كل شيء قدير، فهاتان الصفتان هما اللتان تأتيان بحسن الظن المطلق بالله، ولهذا  أخبرنا سبحانه بأنه خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن لنعلم أنه على كل شيء قدير، وأنه قد أحاط بكل شيء علما: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا}، فإذا علمنا ذلك أحسنا الظن به ولا بد.

وليتضح لك ذلك انظر إلى ظنك بنفسك حين تعرف أن هناك غارقا في بحر أو تائها في صحراء وعندك قدرة على مساعدته، ماذا تظن بنفسك حينها؟
ألا تظن بأنك ستعينه، ولن تتخلى عنه؟ فإن كان هذا ظنك بنفسك فما ظنك برب العالمين الذي هو بكل شيء عليم، وهو على كل شيء قدير؟

هذه المعرفة ستورثك حسن الظن به تعالى مهما حصلت أحداث واقعية تساءل فيها عقلك عن سببها أو سبب تأخرها، فهذا الذي يقوله لك عقلك إنما هو كلام الشيطان وكلام الجاهلين الذين أمرنا الله تعالى بالإعراض عنه، فقال عز وجل:  {وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}، فالجاهلون بالله يخوفونك بشتى أنواع المخاوف فتخرج من تخويفهم بسوء الظن بالله، والله لايريد لك ذلك أبدا.

أنت عندك معرفة برب العالمين تؤهلك لحسن الظن به، فإن خوفك الجاهلون بالله فقل: أنا محسن الظن بربي العليم القدير، الله تعالى لا يتركنا، ولا يؤخر مافيه مصالحنا، إنما يفعل مايوافق الحكمة، وإن حصل نقص في الدنيا فسيقابله عند رب العالمين خير كثير.
من أخلاق محمود شاكر ..!

كانَ شَيخُ العربيَّة العلَّامة الأستاذ مَحمُود شَاكِر:
إذا فرغَ مِن لذَّتهِ الوَحيدة في الحياةِ وهي القِراءة، يقوم فيأوي إلى سريرهِ ليرتاحَ عليه، وكانَ عندَهم في البيتِ قِط تأتيه نوبات مِن الصَّرع تدهمه ثُمَّ تقلع عنه، فيؤوب إلى حالهِ التي كانَ عليها هادِئًا وادعًا، وللقِط في بيتِ شَيخِنَا مكان ومكانة، لاسِيما عندَ أمِّ فِهر!
وفي ليلةٍ داهمَ الصَّرعُ ذلكَ القِطَّ وهو مُمَدَّدٌ على سريرِ شَيخِنَا ثُمَّ هدأ وذهبَ عنهُ ما غشيه فنامَ مكانهُ، فلمَّا أقبلَ شَيخُنَا لينامَ وجدَ القِطَّ, فهمَّت أمُّ فِهر بتنحيتهِ عن سريرهِ, فنهَاها نهيًا عَن ذلك، وقالَ: دعيه لا تُزعِجيه، سَأنامُ على الأرضِ!"

ظِلُّ النديم ص٣٧. //// عرفان
من منبر الجمعة 👆🏻👆🏻👆🏻👆🏻👆🏻

لم يخلقنا الله تعالى عبثا، و لم يتركنا سدى، و لم يوجدنا سبحانه لمجرد إشباع بطوننا، و لا لمجرد إتيان شهواتنا، و إنما خلقنا سبحانه لعبادته.... نعم عبادته و لكن لا باعتبارنا ملائكة، و إنما باعتبارنا بشرا نخطىء فنستأنف التوبة في عمارة الأرض و في إصلاحها....

و أفضل العبادة مراقبة الإنسان لخالقه جل و علا ...
معنى المراقبة أن تعبد أيها الإنسان الله تعالى كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.....
المؤمن يعلم علم يقينيا أن الله يراه و يسمعه و يطلع على ظاهره و على باطنه، و أن كل شيء مكشوف له سبحانه ، لا تخفى عليه خافية: يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور...

يترتب منطقيا على هذا العلم الاعتقادي أن هاجس المؤمن الذي يملك عليه أطراف كيانه هو نشدان الإتقان في العمل الذي يمارسه فضلا عن تشوفه الصدق و الإخلاص في أي هدف يرومه....

بذلك يضفي المعنى المقصود و المراد على حياته و على وجوده في هذه الدنيا، بل و بذلك أيضا يكون مرحوما و محبوبا و يكتب له الود و القبول لقوله تعالى : " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا"
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عام غزوة تبوك قام من الليل يصلي فاجتمع رجال من أصحابه يحرسونه حتى إذا صلى وانصرف إليهم فقال لهم:

لقد أعطيت الليلة خمسا ما أعطيهن أحد قبلي:

أما أنا فأرسلت إلى الناس كلهم عامة وكان من قبلي إنما يرسل إلى قومه

ونصرت على العدو بالرعب ولو كان بيني وبينه مسيرة شهر لملىء منه

وأحلت لي الغنائم أكلها وكان من قبلي يعظمون أكلها وكانوا يحرقونها

وجعلت لي الأرض مساجد وطهورا أينما أدركتني الصلاة تمسحت وصليت وكان من قبلي يعظمون ذلك إنما كانوا يصلون في كنائسهم وبيعهم

والخامسة هي ما هي قيل لي سل فإن كل نبي قد سأل فأخرت مسألتي إلى يوم القيامة فهي لكم ولمن شهد أن لا إله إلا الله

رواه أحمد بإسناد صحيح

الالباني (حسن)
.
.
🌹🌹🌹
2024/10/01 22:03:58
Back to Top
HTML Embed Code: