Telegram Web Link
رزقَكمُ اللهُ جميعًا زيارةَ سيِّدِ الشهداءِ قريبًا و كثيرًا.
القُبَّةُ العاليةُ لفاطِمَةَ المعصومةِ، كريمةِ آلِ مُحَمَّدٍ صلواتُ اللهِ عليهم قُبيلَ فجر الأربعاء ٢٣ صفر أحزان الآل ١٤٤٦هـ..

عَبدُ الزَّهرَاء 🌹
عَرشُ اللهِ في أرضِه .. موضعُ قبرِ الإمامِ الرَّؤوفِ الرِّضا صلواتُ اللهِ عليه، قُبيلَ فجرِ الخميس ٢٤ صفر أحزان الآل ١٤٤٦هـ.

رزقَكمُ اللهُ جميعًا الوُصولَ قريبًا و كثيرًا.

عَبدُ الزَّهرَاء 🌹
[آيةٌ مُحمَّديَّةٌ فاطِميَّةٌ]
آيةٌ مِن جُزء ٤

﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولࣱ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهِ ٱلرُّسُلُۚ أَفَإِی۟ن مَّاتَ أَوۡ قُتِلَ ٱنقَلَبۡتُمۡ عَلَىٰۤ أَعۡقَـٰبِكُمۡۚ وَمَن یَنقَلِبۡ عَلَىٰ عَقِبَیۡهِ فَلَن یَضُرَّ ٱللَّهَ شَیۡـࣰٔاۗ وَسَیَجۡزِی ٱللَّهُ ٱلشَّـٰكِرِینَ﴾ آل عمران ١٤٤

كلَّما قرأتُ هذهِ الآيةَ الشريفةَ تذكَّرتُ ما يُقرأُ على المنابرِ في ليالي استشهادِ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ و آلِه، كما جاءَ في "إعلام الورى بأعلام الهدى" ص ١٣٦:

«... ثُمَّ ثَقُلَ رَسُولُ اللَّهِ ص وَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ فَلَمَّا قَرُبَ خُرُوجُ نَفْسِهِ قَالَ لَهُ ضَعْ رَأْسِي يَا عَلِيُّ فِي حَجْرِكَ فَقَدْ جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَإِذَا فَاضَتْ نَفْسِي فَتَنَاوَلْهَا بِيَدِكَ وَ امْسَحْ بِهَا وَجْهَكَ ثُمَّ وَجِّهْنِي إِلَى الْقِبْلَةِ وَ تَوَلَّ أَمْرِي وَ صَلِّ عَلَيَّ أَوَّلَ النَّاسِ وَ لَا تُفَارِقْنِي حَتَّى تُوَارِيَنِي فِي رَمْسِي وَ اسْتَعِنْ بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَخَذَ عَلِيٌّ رَأْسَهُ فَوَضَعَهُ فِي حَجْرِهِ فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ وَ أَكَبَّتْ فَاطِمَةُ تَنْظُرُ فِي وَجْهِهِ وَ تَنْدُبُهُ وَ تَبْكِي وَ تَقُولُ‏

وَ أَبْيَضُ يُسْتَسْقَى الْغَمَامُ بِوَجْهِهِ
ثِمَالُ الْيَتَامَى عِصْمَةٌ لِلْأَرَامِلِ‏


فَفَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ ص عَيْنَيْهِ وَ قَالَ بِصَوْتٍ ضَئِيلٍ يَا بُنَيَّةِ هَذَا قَوْلُ عَمِّكَ أَبِي طَالِبٍ لَا تَقُولِيهِ وَ لَكِنْ قُولِي ﴿وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى‏ أَعْقابِكُمْ‏﴾ فَبَكَتْ طَوِيلا ...»

باسمِه تعالى: و أما تمثُّلُ مولاتِنا الزَّهرَاءِ بقولِ عَمِّها أبي طالبٍ صلواتُ اللهِ عليهم فهو من قَبيلِ التَّسليةِ و التَّنفيسِ للمريضِ، فكأنَّها تقولُ "يا أبَه لا بأسَ عليكَ، أنتَ -بحمدِ اللهِ- بحالٍ جيِّدةٍ، تقومُ مُعافىً قريبًا إن شاءَ الله"، و هذا من آدابِ الدُّخولِ على المريض، فقد وردَ عنهُ صلى اللهُ عليهِ و آلِه:

«إِذَا دَخَلْتُمْ عَلَى الْمَرِيضِ فَنَفِّسُوا لَهُ فِي الْأَجَلِ فَإِنَّ ذَلِكَ لَا يَرُدُّ شَيْئاً وَ هُوَ يُطَيِّبُ النَّفْس‏»

لكنَّهُ صلى اللهُ عليهِ و آلِه نعَى نفسَهُ الشريفةَ لها بالآيةِ الشريفةِ: ﴿وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى‏ أَعْقابِكُمْ﴾.

🔺أقول: في هذا الموقفِ مولاتُنا الزَّهرَاءُ تُنَفِّسُ لرسولِ اللهِ، و لكن ما يُحرِقُ قلبي و يُسِيلُ دَمعي على مليكةِ الدنيا و الآخرةِ، البضعةِ فاطمةَ الطَّاهرة، أنَّها في ساعةِ وصيَّتِها لأميرِ المؤمنينَ تنعَى نفسَها، إلَّا أنَّ مولايَ أميرَ المؤمنينَ -أعانَهُ اللهُ على تلكَ اللحظات- لم يُسَلِّها و لم يُنَفِّس لها راجيًا السلامةَ، و إنَّما قالَ كلماتِ نعيٍ تفطِّرُ القلوبَ، و كأنَّها -بأبي هيَ و أمِّي- قد فارقَتِ الدنيا فِعلًا!

و ها أنا عبدُها و ابنُ عبدِها و ابنُ أمَتِها، أكتبُ هذه الكلماتِ بقلبٍ محترقٍ و عينَينِ مغرورقَتينِ، و أنقلُ كلماتِ مولايَ أميرِ المؤمنين التي لمثلِها تذرفُ الدُّموع:

«قَدْ عَزَّ عَلَيَّ مُفَارَقَتُكِ وَ تَفَقُّدُكِ إِلَّا أَنَّهُ أَمْرٌ لَا بُدَّ مِنْهُ وَ اللَّهِ جَدَّدْتِ عَلَيَّ مُصِيبَةَ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ قَدْ عَظُمَتْ وَفَاتُكِ وَ فَقْدُكِ فَـ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ مِنْ مُصِيبَةٍ مَا أَفْجَعَهَا وَ آلَمَهَا وَ أَمَضَّهَا وَ أَحْزَنَهَا هَذِهِ وَ اللَّهِ مُصِيبَةٌ لَا عَزَاءَ لَهَا وَ رَزِيَّةٌ لَا خَلَفَ لَهَا ...»

🤲🏻 اللهُمَّ املأ قلبي و قلبَ من أُحِبُّ، و من يقرأ رسالتي هذهِ بحُبِّ مولاتِنا فاطِمَة و بُغضِ أعدائِها، توفَّنا و ابعثنا على ذلكَ يا ربَّ العالمِين 🤲🏻

#شهادة_النبي #النبي #أمير_المؤمنين #الزهراء #الفاطمية  #آية_من_جزء ٤ #شهر_رمضان

٥ شهر رمضان المبارك ١٤٤٢هـ
عَبدُها الرَّاجِي رِضاها
🖌 عَبدُ الزَّهرَاء🌹

🌐 «فَوائِدُ كاظِميَّة»
▪️عظَّمَ اللهُ أجورَكُم باستشهادِ سيِّدِ الأولينَ و الآخرينَ، أبي الزَّهرَاءِ فاطمةَ سيِّدةِ نساءِ العالمينَ، نبيِّنا الأعظمِ محمَّدٍ صلى اللهُ عليهِ و آلِه أجمعين، و أسألكمُ الدعاءَ و الزِّيارة▪️

٢٨ صفر أحزان الآل ١٤٤٦هـ
🖌 عَبدُ الزَّهرَاء🌹

🌐 «فَوائِدُ كاظِميَّة»
[للهِ صبرُ آلِ مُحَمَّدٍ!]

حَكِيمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَتْ:

«بَعَثَ إِلَيَّ أَبُو مُحَمَّدٍ الحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ يَا عَمَّةِ اِجْعَلِي إِفْطَارَكِ هَذِهِ اللَّيْلَةَ عِنْدَنَا فَإِنَّهَا لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى سَيُظْهِرُ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ الحُجَّةَ وَ هُوَ حُجَّتُهُ فِي أَرْضِهِ قَالَتْ فَقُلْتُ لَهُ وَ مَنْ أُمُّهُ قَالَ لِي نَرْجِسُ قُلْتُ لَهُ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ مَا بِهَا أَثَرٌ فَقَالَ هُوَ مَا أَقُولُ لَكِ ...»

📚 کمال الدين و تمام النعمة ج ۲، ص ٤٢٤

🔺أقول: نقرأُ و نسمعُ هذا الجزءَ مِنَ الروايةِ الشريفةِ ليلةَ ميلادِ الإمامِ صاحبِ الأمرِ عج، و لا ندري أنبتهِجُ عندَها و نفرحُ أم نحرنُ و نبكي؟! أمَّا مع التَّدبُّرِ فيها فيحقُّ لنا البكاءُ لحالِ إمامِنا العسكريِّ صلواتُ اللهِ عليه!

كانَ إمامُنا العسكريُّ صلواتُ الله عليه يعيشُ في أحلكِ الظروفِ و أصعبِها مع بني العبَّاس، و ذلكَ لعلمِهم اليقينيِّ بما تواترَ عن رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ و آلِه مِن أنَّ الأئمةَ أو الخلفاءَ أو الأمراءَ بعدهُ اثنا عشرَ، و لعلمِهم أنهم مِن قريشٍ، بل لعلمِهم أنَّهم مِن أهل بيتِه، إذ لا كفؤَ إلَّا هم لتحمُّلِ المسؤوليَّةِ العُظمى المُلقاةِ على عاتِقِ سيِّدِهم و إمامِهم خاتَمِ الأنبياءِ صلى اللهُ عليهِ و آلِه، و لعلمِهم أنَّ العسكريَّ ص هو الحادي عشرَ، و أنَّ مِن نسلِه يولدُ الثاني عشر، خاتمُهم و قائمُهم الذي يُزيلُ مُلكَ الجبابرةِ -و ملوكُ بني العباسِ منهم- و يملأُ الأرضَ قسطًا و عدلًا بعدَ أن تُملأَ ظلمًا و جَورًا.

و لهذا السببِ و غيرِه وُضِعَ إمامُنا كما وُضِعَ أبوهُ تحت إقامةٍ جَبريَّةٍ (بالمصطلحِ العصريِّ) في مدينةٍ عسكريَّةٍ أو قُل سجنٍ عسكريٍّ (سامرَّاء)، و تحتَ رقابةٍ دائمةٍ حتى في بيتِ الإمام، لعلَّهم ينجحون في منعِ ولادةِ الإمامِ الثاني عشر، صاحبِ الأمرِ عج أرواحُنا فِداه!

﴿وَیَأۡبَى ٱللَّهُ إِلَّاۤ أَن یُتِمَّ نُورَهُۥ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَـٰفِرُونَ﴾ التوبة ٣٢.

فاضطرَّ إمامُنا العسكريُّ صلواتُ الله عليهِ أن يعيشَ حالةً مِن التقيَّةِ و السِّرِّيَّةِ و الكتمانِ مع شيعتِه، بل معَ خُلَّصِ و صفوةِ أهلِ بيتِه، كعمَّتِه الوجيهَةِ حكيمةَ بنتِ إمامِنا الجوادِ صلواتُ الله عليهما، بحيثُ لم تعلَم -مع قُربِها و مكانتِها- بخَبرِ حَملِ مولاتِنا السيِّدةِ نَرجِسَ إلى ليلةِ ولادتِها!

«... قَالَتْ فَقُلْتُ لَهُ وَ مَنْ أُمُّهُ قَالَ لِي نَرْجِسُ قُلْتُ لَهُ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ مَا بِهَا أَثَرٌ فَقَالَ هُوَ مَا أَقُولُ لَكِ ...».

و ما عسايَ أن أقولَ إلا «للهِ صبرُ آلِ مُحَمَّدٍ!».

#شهادة_العسكري #العسكري #صاحب_الأمر #ليلة_النصف #شعبان

٨ رَبِيعُ النُّورِ المُحَمَّدِي ١٤٤٢هـ
🖌 عَبدُ الزَّهرَاء🌹

🌐 «فَوائِدُ كاظِميَّة»
[عَظَمَةُ إِحياءِ شَهادَةِ الإمامِ العَسكَريّ ص]
📝 منَ الإرشِيف

اللهم صلّ على محمد و آله الطاهرين و عجّل فرَجهم و العن من آذى فاطمة.

و نحن على أبواب ذكرى استشهاد مولانا الإمام العسكري ص يجدر بنا أن نذكّر و ننبّه أنفسنا و إخواننا المؤمنين أعزهم الله بضرورة إحياء هذه المناسبة الأليمة و تعظيمها، فنقول طالبين منه تعالى العونَ و المددَ:

⚠️ قد يتكاسل البعض و العياذ بالله في إحياء هذه الذكرى الأليمة، و ذلك لأنها وفاة صغيرة -على حدّ تعبير البعض- فعليهِ لا تحظى هذه المناسبة منهم بذلك الاهتمام المطلوب، بل و قد لا يهتمّون بحضور مجالس العزاء على حساب أغراضهم الشخصيّة، و الحال أنّ هذا منتهى الغفلة -أجارنا الله و إياكم- لأنّ الإمام العسكري ع إمامٌ معصوم عيناً كجده رسول الله ص و مفترض الطاعة عيناً كجدّه الأمير ص.

ليس فقط لا ينبغي تجاهل أو "استصغار" -إن صحّ التعبير- قدرَ هذه المناسبة، بل يُفترَض أن تكونَ هذه المصيبة أشدُّ وقعاً على قلوب المؤمنين في زمانِنا هذا و أن يكونَ لها اهتماماً خاصّاً.. لماذا؟

نُجيبُ في نقطتين:

🥇النقطة الأولى

كثيراً ما يتساءل البعض "لماذا كانَ لمصيبة الحسين ع وقعٌ خاصٌ حتى مقارنةً مع مصيبة النبي ص؟"

لهذا السؤال إجابات متعدّدة بلحاظ جوانب مختلفة، و لكن إحدى الإجابات و التي تناسبُ المقام هي:

أنّهُ في زمان رسول الله ص كان المؤمنون يتشرّفون بالنظرِ إليه و يستمعون إلى حديثه المُبارك و ينهلُ بعضهم من نَميرِ علمِه. و بعدَ أنْ أصيبَ المؤمنون بفقدِه ص كانَ لهم بأميرِ المؤمنين و الزهراء و الحسن و الحسين ص سِلوةٌ برسول الله ص.

و هكذا كانَ الحالُ إلى أنْ كانَ الحُسين ع هو البقيّة الباقية من الخمسة أصحاب الكساء الذين هم العلّة الغائية لهذا الوجود "ما خلقتُ سماءً مبنيّةً و لا .. و لا.." فكان الحسين ع هو السّلوة، فبقتلهِ قُتلَ النبيُّ و الأمير و الزهراء و الحسن صلوات الله عليهم أجمعين.

و هذه المعاني تجدها في جواب صادق آل محمد ص على سؤال عبد الله بن الفضل الهاشمي، بل و قد أشارت العقيلة فيما ينقل عنها في العاشر من المحرم:

"اليَومَ مَاتَتْ أُمّي فَاطِمةُ وَ أَبي عَليٌّ وَ أِخِي الحَسنُ يا خَلِيفَةِ الماضِين وَ ثِمالَ الباقِين"

و لعلّ المطلبَ قد اتّضحَ عندَ القارئ الكريم، فإذا كانَ المؤمنون بعدَ الحسين ع تكتحلُ نواظرهم برؤية ابنهِ زين العابدين ع -و إن لم يكن قد شهِدَ رسولَ الله ص و سمِعَ منه- و يستقونَ منهُ علومَهم و هكذا الحال إلى إمامنا العسكري ع، فالمُصيبةُ بفقده ع أصعبُ على قلوب المؤمنين لأنّه كانَ سلوةً عن جميعِ المعصومين من قبلهِ و بفقدِهِ فُقِدوا جميعاً.

و أمّا بعدَه فقد حُجِبت عن المؤمنين شمسُ الوجود بغياب ابنهِ بقيّة الله الأعظم عجّل الله تعالى فرَجَهُ الشريف. و ذلك ما يعظّم المُصاب أكثر بأن أصبحنا أيتامَ آل محمد، المنقطعين عن إمام زماننا.

🥈النقطة الثانية

لا يَخفى على المؤمنين أنّ المُعزّى في هذه المناسبة هو إمامُ زمانِنا عج الذي ندّعي له الولاء الصادقَ و المحبّة، و الذي يدعو لنا -شيعته- ليلَ نهار "إنّا غيرُ مُهمِلين لمراعاتكم و لا ناسينَ لذكرِكُم و لولا ذلكَ لنزلَ بِكمُ الّلأواءُ أو اصطلمكم الأعداء".

فهَل نستكثر على إمام زماننا أن نضحّيَ بجميعَ ارتباطاتنا الشخصيّة لأجلِ تعزيَته في مُصابِ أبيه؟! و نحنُ الذين نلهَج بـِ "يا ليتنَا كُنّا معكم" و نقولُ كلّ صباحٍ "هذه بيعةٌ له في عنقي إلى يومِ القيامة"!!!

🔺أقول: الذي يتعيّن علينا ليس إحياء هذه الذكرى فحسب، بل المُبالغة في إحياءِ مناسبةِ استشهاد إمامنا العسكري ع لنواسيَ صاحبَ الزمان عج إذ هُنا يميزُ المُحبّ المخلِص من غيرهِ. فليساهم هذا بماله و ذاك بصوته و آخر ببكائه و لطمه إلخ، متقرّبين بذلك إلى الله سبحانهَ و تعالى.

و لابُدّ أن نُذَكّرَ أنفسنا و نُلفِت انتباه المؤمنين و خصوصاً أولادنا و بناتنا على هذِه المعاني ليتوثّق ارتباطنا جميعاً بإمام زماننا عج الذي هو بابُ الله الذي منهُ يؤتى، عسى أن نحظى منهُ روحي فداهُ بنظرةٍ و أن يتلطّفَ علينا بفضلِه و يقبلَنا من أنصاره و أعوانه و الآخذين بثار أمّهِ الصدّيقة فاطمة ص و أبيها و بعلها و بنيها بينَ يديه و أن نكون معهُ في الدنيا و الآخرة.

اللهم صلّ على محمد و آله الطاهرين و عجّل فرَجهم و العن من آذى فاطمة.

#شهادة_العسكري #العسكري

رَبيعُ النُّورِ المُحَمَّدي ١٤٣٦هـ
🖌 عبدُ الزَّهرَاء🌹

🌐 «فَوائِدُ كاظِميَّة»
[جوابُ سؤالِ «الفَوائِد» العسكري]

🔗 للرجوعِ إلى السؤال: https://www.tg-me.com/kadhemiya/833

الأولى: عِلمُه بِمَا كَانَ وَ مَا يَكُونُ وَ مَا هُوَ كَائِن‏.

أ- علمُ الإمامِ صلواتُ اللهِ عليه بـ «مَا كَانَ» مِن أحوالِ الراهبِ الدقيقةِ، كعبورهِ على قبرِ نبيٍّ، و حصولِه على عظمٍ من عظامِه.

ب- و علمُه -صلواتُ اللهِ عليهِ- بـ «مَا يكونُ» كحملِ الراهبِ العظمَ بينَ إصبعَيه مع بُعدِ المسافة.

و تلكَ التفاصيلُ غيبٌ لم يكنْ ليطَّلعَ عليه بشَرٌ لم يكن حاضرًا مع الراهبِ أو لم يُطلِعهُ الراهبُ بالمباشرةِ أو بالواسطةِ، لكنَّها ليست غيبًا على مَن اصطفاهمُ اللهُ لغيبِه و أظهرَهم عليه كإمامِنا العسكريِّ صلواتُ  اللهِ عليه.

و ليس في ذلكَ غرابة! أولم يقلْ نبيُّ الله عيسى ﴿وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأۡكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِی بُیُوتِكُمۡۚ إِنَّ فِی ذَ ٰ⁠لِكَ لَـَٔایَةࣰ لَّكُمۡ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِینَ﴾ آل عمران: ٤٩؟! و أينَ عِلمُ ابنِ مَريمَ الصغرى مِن عِلمِ ابنِ مَريمَ الكبرى؟! أعنِي خازنَ علمِ اللهِ، الذي ورَّثَهُ اللهُ علمَ الكتابِ، و ألهمَهُ فصلَ الخَطاب.

ج- و علمُه بـ «مَا هُوَ كَائِنٌ» مِن غَدٍ، مِن قولِه: «إِنِّي خَارِجٌ مِنَ الْغَدِ وَ مُزِيلُ الشَّكِّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ» و في ذلكَ إشارةٌ إلى أنَّه لا حُجَّةَ للباطلٍ و أهلِه على الحقٍّ و أهلِه أبدًا، بلِ الحُجَّةُ للهِ و لأوليائِه، و أمَّا الباطلُ فـ ﴿كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً حَتَّى إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئا﴾ النور: ٣٩، و ضعافُ اليقينِ و «مَنْ دَخَلَ فِي هَذَا الدِّينِ بِالرِّجَال‏ِ» كالظَّمآنِ يحسبُ اللا شيءَ شيئًا.

عِبرة: و إنَّها لمِن سُننِ اللهِ تعالى أن يفتَتِنَ النَّاسَ فتُلقَى عليهمُ الحُجَج ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا ءَامَنَّا وَ هُمْ لَايُفْتَنُونَ﴾ العنكبوت: ٢، و فشِلَ في هذهِ الفتنةِ أكثرُ الناسِ كما تعبِّرُ الروايةُ «فَشَكَّ أَكْثَرُ النَّاسِ وَ تَعَجَّبُوا وَ صَبَوْا إِلَى دِينِ النَّصْرَانِيَّةِ»، و إنَّ في هذهِ لعِبرةً لأولِي الألبابِ!

الثانية: علمُ الإمامِ صلواتُ اللهِ عليه بعلاقةِ الأسبابِ و المسبباتِ التي جعلها اللهُ سبحانَه في هذا الكونِ، و ذلك قولُه و هو العالِمُ لا عنِ اكتسابٍ: «وَ مَا كُشِفَ عَنْ عَظْمِ نَبِيٍّ إِلَّا هَطَلَتِ السَّمَاءُ بِالْمَطَرِ»، و هل يخفى مِن ذلك شيءٌ على مَن أشهدَهمُ اللهُ خَلقَ الخَلقِ؟! لا، فَقَد وقفوا على أسرارِ الخلقِ، و علموا ما ينفعُه و ما يضرُّه، و ما يُسبِّبُ هذا و ما يُسبِّبُ ذاك.

فائدة: و لهذا السببِ لا يموتُ منهم واحدٌ حتفَ أنفِه؛ كيفَ و هُم العالمونَ بما يضرُّ أبدانَهم و ما ينفعُها، و بما يؤدِّي إلى الموتَ و ما يمنَعُ مِنه؟! و يمكنُ أن يستفادَ مِن ذلك أمور، منها:

١. أنَّ مولاتَنا الزهراءَ صلواتُ اللهِ عليها لم تمُت، بَل قُتِلت و انتُهِبَت روحها الطاهرة، حتى و لو لم يوجَد ما يصرِّح بذلك، كيف و قَد دلَّتِ عليها الأدلَّة الصريحةُ القطعيَّةُ مِن طرقِ المؤالِف و المخالِف؟! و كفاكَ بتعبيرِ أميرِ المؤمنين المؤلِم الموجِع: «وَ اخْتُلِسَتِ الزَّهْرَاء» دليلًا!

٢. أنَّ طولَ عمر إمامِنا صاحبِ الأمرِ عجَّلَ اللهُ تعالى فرَجَهُ الشريف ليسَ إعجازًا، و إنَّما هو مِن شأنِه صلواتُ اللهِ عليه، فلا يموتُ حتفَ أنفِه بَل يُسَمُّ أو يُقتلُ، و يعضِّدُ ذلكَ أيضًا ما جاءَ عنِ الإمامِ الحسنِ كريمِ آلِ محمدٍ ص: «مَا مِنَّا إِلَّا مَسْمُومٌ أَوْ مَقْتُول‏».

الثالثة: احتياجُ الخَلقِ إليهِ في أمورِ دينِهم و دنياهُم، و غِناهُ عنهم في جميعِ ذلك.

و إنَّ هذه لَمِن أعظمِ دلائلِ إمامتِه صلواتُ اللهِ عليه لِمَن لهُ قلبٌ! و تصرُّفُ الحاكمِ العباسيِّ و قولُه «الْحَقْ أُمَّةَ جَدِّكَ فَقَدْ هَلَكَتْ» و هو ألدُّ أعداءِ الإمامِ خيرُ دليلٍ على أحقِّيةِ الإمامِ بالخلافةِ الإلهيَّة، و أن لا أهلَ لها إلا هو، بل و على علمِ الحاكمِ بهذهِ الحقيقةِ، لكن ﴿وَ جَحَدُوا بِها وَ اسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُم﴾ النمل: ١٤، و في قولِه إقرارٌ منهُ بأمورٍ أخرى،‏ للمتأمِّل!

نعم، لقد كانَ الإمامُ جِلوَةً لجدِّه أميرِ المؤمنينَ صلواتُ اللهِ عليهما، حيثُ كانَ مفزعَ "الخليفةِ" حتى روى البلاذريُّ في أنسابِ الأشرافِ قولَه: «لا أَبقَانِيَ اللهُ لِمُعضِلَةٍ ليسَ لها أبو الحَسَن‏»، و الإمامُ كبيتِ اللهِ الحرامِ يؤتَى و لا يأتِي، كما جاءَ عنهم صلواتُ اللهِ عليهم، فأينَ المأمومُ مِن الإمام؟! و المشتكَى لله!

هذا بعضُ ما في الروايةِ، و هناكَ مزيدٌ أعرضُ عنهُ هنا رجاءَ الاختصار، و أسألُ اللهَ تباركَ و تعالى أن يتقبَّلَ هذا القليلَ و يجعلَه عندَه كثيرًا بجودِه و كرمِه، و ببركةِ الصلاةِ على محمدٍ و آلِه الطاهرين.

#العسكري

٨ رَبيعٌ الثَّاني ١٤٤٢هـ
عَبدُ الزَّهرَاء

🌐 «فَوائِدُ كاظِميَّة»
الإمام_العسكريّ_عليه_السّلام_والإصلاح_الفكريّ_أبو_زهراء_العاملي.pdf
316.4 KB
[جوابُ سؤالِ «الفَوائِد» العَسكرِي]

من جهودِ إمامِنا الزكيِّ العسكريِّ صلواتُ اللهِ عليه في تصحيحِ الاعتقاداتِ الفاسدةِ موقفُه المعروفُ مع الفيلسوفِ إسحاق الكندي.

حبَّذا البحثُ عن نصِّ الروايةِ، و التدبُّرُ فيها، ثمَّ إرسالُ بعضِ ما تجدونَ فيها من كراماتٍ و فوائد، و لو مختصرًا.

📎 #الجواب: بقلم الأخ الكريم الفاضل "أبو زهراء العاملي" دام موفَّقًا.

🔺أقول: و توجَدُ لطائفُ أخرى أرجو أن أوفَّقَ لتحريرِها، و كذا وصلني منَ الإخوةِ و الأخواتِ الأفاضل إجابات نافعة، شكرَ اللهُ سعيهم.

🎁 تحفتي للمشاركينَ في هذا السؤال:

أشركتهم في ثوابِ مجلسِ ولادةِ الإمام العسكري، و زيارةِ صاحبِ الأمر، و ما وفقتُ له من ذكر الصلاة على محمد و آل محمد يومَ الجمعة.

#العسكري

١٤ ربيع الثاني ١٤٤٣هـ
🖌 عَبدُ الزَّهرَاء🌹

🌐 «فَوائِدُ كاظِميَّة»
2024/10/02 18:20:37
Back to Top
HTML Embed Code: