Telegram Web Link
جَمَالـُ الْعَلَمَـ️️
Photo
#شرح_الحديث

حرَصَ الإسْلامُ علىٰ مُعالجةِ النَّزَعاتِ الإنْسانيَّةِ السَّيِّئةِ في المُعامَلاتِ، كما حرَصَ علىٰ حلِّ الخلافاتِ بينَ النَّاسِ بالسَّماحةِ والتَّيسيرِ في قَضاءِ الحُقوقِ الماليَّةِ.

وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ التَّابِعيُّ عَبدُ اللهِ بنُ أَبي قَتادةَ أنَّ أَباه أَبا قَتادةَ الأنْصاريَّ رَضيَ اللهُ عنه «طَلَبَ غَريمًا لَه»، والغَريمُ هو الشَّخصُ المَدينُ لغيرِه، فلمَّا بحثَ عنه أبو قَتادةَ اخْتَبأَ عَنه الغَريمُ، ولمَّا وَجَدَه أبو قَتادةَ رَضيَ اللهُ عنه، قال له الغَريمُ: «إنِّي مُعسِرٌ»، وليس عِندي مالٌ لأرُدَّ لكَ دَينَكَ، فاستَحلَفَه أبو قَتادةَ رَضيَ اللهُ عنه باللهِ أنَّه ليس عندَه مالٌ، فحلَفَ له باللهِ أنَّه صادقٌ فيما يقولُه.

فأخْبَرَه أبو قَتادةَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه سَمِعَ رَسولَ اللهِ صلَّىٰ اللهُ عَليه وسلَّمَ يَقولُ: «مَنْ سَرَّهُ»، أي: أفرَحَه، «أَنْ يُنجيَهُ اللهُ مِن كَربِ يَومِ القِيامةِ» والكَربُ هو الشِّدَّةُ والفاقةُ، وكَربُ يومِ القِيامةِ: شَدائدُها وأهْوالُها، «فَلْيُنَفِّسْ عَن مُعسِرٍ»، أَي: يمُدَّ ويُؤخِّرِ المُطالَبةَ بالدَّيْنِ لمَن لم يَستطِعِ الوَفاءَ به في وَقتِ حُلولِه، «أو يَضَعْ عَنهُ»، أي: يُسقِطْ بَعضَ الدَّيْنِ أو كُلَّه،

كما جاء في قولِ اللهِ تعالىٰ: ﴿وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ ۝٢٨٠﴾ س؛البقرة

وفي الحَديثِ: الحَثُّ على إنْظارِ المُعسِرِ أو إسْقاطِ الدَّيْنِ عَنه.

@jamalaleilm
جَمَالـُ الْعَلَمَـ️️
Photo
#شرح_الحديث

الدُّنيا هيِّنةٌ عِندَ اللهِ عزَّ وجلَّ وضَئيلةٌ، ولا تَعدِلُ عندَ اللهِ تعالَىٰ مِثقالَ ذرَّةٍ ولا تُساوِي شَيئًا، فهيَ دارُ عَملٍ واختِبارٍ، وَليس عُمرَ الإنسانِ الحَقيقيَّ، فذاك في الآخرَةِ.

وفي هذا الحديثِ يُقسِمُ النَّبيُّ صلَّىٰ اللهُ عليه وسلَّمَ باللهِ -للمُبالَغةِ في التَّحقيقِ والتَّأكيدِ- أنَّ مَثَل الدُّنيا بالنِّسبةِ للآخرَةِ، والنَّظرِ إليها؛ مَثَلُ ما يَضَعُ أَحدُ النَّاس إِصبعَه في البَحرِ، فلْيَنْظرِ الَّذي تَعلَّقَ في يَدِه مِن مائِه؛ فإنَّه لا يَعلَقُ بإصبَعِه كثيرُ شيءٍ منَ الماءِ، وَمعنى الحَديثِ: ما الدُّنيا بالنِّسبةِ إلى الآخرَةِ في قِصَرِ مُدَّتِها، وفَناءِ لَذَّاتها، ودوامِ الآخرةِ، ودوامِ لذَّاتِها ونعيمِها؛ إلَّا كنِسبةِ الماءِ الَّذي يَعلَقُ بالإصبَعِ إلى باقي البَحرِ.
وهذا التَّمثيلُ للتَّقريبِ إلى الأفهامِ؛ وإلَّا فالآخرةُ أعظَمُ وأجَلُّ مِن البحرِ؛ لأنَّ البحْرَ مهْما كان واسعًا فإنَّه مُتناهٍ، ونَعيمُ الآخرةِ باقٍ غيرُ مُتَناهٍ، ونَعيمُ الجنَّةِ للمؤمنينَ، وكذلكَ عَذابُ الكافرينَ.


وفي الحَديثِ: تَحقيرُ الدُّنيا وشأْنِها.

وفيه: تَوضيحُ المَعاني بتَقريبِها لِما في الواقعِ.


@jamalaleilm
جَمَالـُ الْعَلَمَـ️️
Photo
#شرح_الحديث

يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّىٰ اللهُ عليه وسلَّمَ بإحدىٰ الطَّوائفِ والأَصنافِ الَّتي ستَدخُلُ الجنَّةَ؛ فيَقولُ: «يَدخلُ الجنَّةَ أَقوامٌ أَفئدتُهم مِثلُ أَفئدةِ الطَّيرِ»، يَعني: مِثلُها في رِقَّتِها وضَعفِها.

وَقيلَ: في الخَوفِ والهَيبةِ، والطَّيرُ أَكثرُ الحَيوانِ خَوفًا وفزَعًا، وكأنَّ المرادَ قوْمٌ غَلَب عليهم الخوْفُ ممَّا حلَّ بها مِن هَيبةِ الحقِّ، وخَوفِ جَلالِ اللهِ وسُلطانِه،

أوِ المُرادُ: أنَّهم مُتوكِّلونَ علىٰ اللهِ كالطَّيرِ؛ تَغدو خِماصًا وتَروحُ بِطانًا، وفي ذلٰكَ مَدحٌ لأَهلِ هَذه الصِّفاتِ، وقد يُحمَلُ الحديثُ علىٰ الاحتمالاتِ المَذكورة كلِّها، ولا منافاة بينها.


@jamalaleilm
2025/10/04 19:37:59
Back to Top
HTML Embed Code: