صلّى عليك الله يا علم الهدى
ما قاومَ الأحرارُ ظلمَ الظالمِ🌿.

فاصبِر لربِّكَ لا تيأس فرحمتُهُ للخلقِ ظلٌّ وللأيَّامِ إِصباحُ🌟.

قد يتركك اللّٰه بدون إجابة ، لأنه يَعلم مدى حَلاوة الجَبر بعد اليَأس ، فيكتب لك أجر الصبر ، ثم يُذيقك حلاوة الجبر🌿.

تذكر يا إنسان أن من سلَّم أمرهُ لله ، أغناه بغير سبب ، وأعزّه بغير عشيرة ، وآنسه بغير صاحب♥️.

باب المُناجاة يُذهب ما في القلب من علائق التعلّق بأهل الأرض؛ لأنّ المُناجي لربّه والمستغيث به، توجّه قصده وإرادته لوجهٍ واحد، وجمع بمناجاته تلك باب التذلل، وباب الانكسار، فهو يلج هذا الباب وفتوحات الافتقار تتوالى إليه كلّما خضع قلبه وارتمى بين يدي ربّه🌟.

تعلمنا، أنّ كلّ ليل يعقبه صباح، وأنّ بهجة الطريق تكون بالرفقة لا بالوجهة، وأنّ العائلة هي من ستبقى في نهاية الأمر، وأنّ الوقت الذي نقضيه لأنفسنا هو ما سيثمر، وأنّ الفقد علمنا أكثر ممّا علمتنا إياه لحظات الاجتماع، وأنّ هذه المصاعب إلى نهايتها ستحيل، وأنّ الله مع الصابرين🤍.

‏لا تفسد فرحتك بالقلق , ولا عقلك بالتشاؤم , ولا تفسد يومك بالنظر الى الأمس , ولا علاقاتك بالظن السئ , وثق ان الله الذي اعطاك الكثير من غير مسألة , لن يمنعك من امنياتك الا وفي المنع خير لك , الفرج قريب والفرح قادم, فلا تفتر من الدعاء ولا يراودك اليأس🌿.

‏﴿فمَا ظَنُّكمْ بِرَبِّ العَالَمِين﴾
والله ما ظننا إلا خيراً ولم نرى إلا لطفه كان بنا حفيًّا ما خاب من طرق بابه بـ الدعاء ولم نعد بعد الدعاء إلا ببرد اليقين الذي يشفي الصدور، سيعطيك الله أمنيتك ومعها جزاء صبرك ومعها تعويض انتظارك ومعها مكافأة حسن ظنك أمنيتك ستأتيك مغلفه فقط اصبر🩵.

لاتزال بركات الخلوة بالله تتنزّل على العبد حتّى يصل إلى نعيمها ولذّتها، يختلي بالله عزّ وجلّ فيُرزق نعمة السّلامة، ثم تأتيه غنيمَةُ القُرب، ثم يغمرُهُ غيثُ الفهم عنه، ثم يأتيه نعيم الأنس به؛ فلا يعرفُ نعيمًا ولا لذّةً إلا في الخلوة به سبحانه🌿.

‏أجمل ما يُمكنه أن يعتريك كإنسان في هذه الحياة هو شعور السّعادة بالله؛ استشعار نعمه وعطاءاته، الاستغناءُ به عن أدواتك جميعها في مواجهة العالم، الاكتفاء به عن كلّ الخلق، الاتكاء عليه وحده، اليقين به، والاستسلام له، وجمع القلب بكليّته عليه🤍.

‏أنت في نعمة من الله إن كنت تملك همة لاتفتر، ونفس تواقة للأفضل، وفي خير لو أن سعيك طيب ويُرى؛ يراه الله فييسر لك بفضله ويُسخر لك بقوته، ويراه الناس فتنال الثناء الحسن، وتُلهم وتُرشد🌟.

اللهم صلّ وسلّم وبارك على سيد الأولين والآخرين، الذي أنرتَ ببعثته الوجود، ووضعتَ عن الإنسان الآصار والأغلال، ورحمتَ بهديه العالمين. لك الحمد أن نسبتنا إليه، وشرّفتنا بمعرفته ومحبته، ولولا ذلك لكنا كالعصف المأكول🩵.

من أراد أن يلتمس فضل الله ورحمته وأن يكون هاديًا مهديّا؛ فليلزم عتبة قيام الليل في الثُلث الأخير من الليل، أكثر وقت تُنال به الهبات، وتُستجاب به الدّعوات، وتُقال به العثرات، ويهب الله لعبده ما لايهبه له في سائر الأوقات🌿.

من كمال الرعاية الربانية أنه تعالى إذا علم من قلب عبده ميلًا إلى اللين والإغضاء والمغالطة مع من في قربه هلاكه، عاود له أسباب القطيعة كأشد ما تكون، ليقوى عزمه عليها وتمسكه بها. فحماه منه ابتداءً بالنفرة، ثم أمدّه بحبال إلهية يعتصم بها منه بقية عمره🤍.

لو نظرت للابتلاءات بنظرة سامية،لوجدت أن هذه الابتلاءات هي التي قادتك لله وزادتك قُربًا منه، هي التي هذّبتك فأصبحت لاتأنس ولا تطمئن إلا بالقرب منه، هنا تدرك يقينًا أن الله أراد بك خيرًا بهذا البلاء وأنت الذي تظن أن حياتك سيئة، وما علمت أن من أثمن النعم، ألا تفقد الطريق إلى الله🌟.

‏نحنُ المؤمنون.. لا نعرف النهايات المسدودة ولا الطرق المقطوعة ولا الضياع الطويل؛ دائمًا تشير بوصلة قلوبنا إلى السماء، هنالك الاتجاه الحقيقي الذي لا يُمكن الضلال عنه، لا نيأس ولا نحزن ولنا ﺭﺏٌ يقول "هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ "🩵.

‏وإن عُقّدت وتشابكت فإنَّ ربّك مُصرفها ومُنجزها🌿.

‏حتى الجبال ينسفُ الله شُموخها بغمضةِ عين، فما بالُكَ بهمّك الصغير🌟.

عطاء الله مُدهِش, وعوض الله عزيز! لا حدَّ له ولا مُنتهى, فلا أحد ييأس ويستصعب شيء أمام قدرة الله, إذا جعلك تصبر كثيرًا تأكَّد أنَّك ستنال ضعف ما كنت تتمنَّى, وستندهش من كرمه🤍.

والله لو فُتحت لك حجب الغيب لما اخترت إلا ما اختاره الله، ولو علِمت عناية الله بك في كل حين لما قلقت على شؤون حياتك، ولو علِمت ما ينتظرك من الخير والعوض والأجور العظيمة لما حزنت، ولو علِمت كم من الشرور التي صرفها الله عنك بهذه الابتلاءات.. لبكيت حبًا لله ولسجدت شكرًا له🌟.