Telegram Web Link
Audio
رقية: (فيها عين جارية) اللهم أبطل عين العجوز و نظرتها و نفسها
Audio
رقية:(يفرقون به بين المرء و زوجه) اللهم أبطل ما أقنعها بالطلاق من سحر و حسد و نفس و عقد
Audio
رقية:(نقضت غزلها) اللهم انقض غزل الساحرة الخبيثة و احلل عقدها و فك مرابطها و اقلع مساميرها
Audio
رقية:(اخرج منها) اللهم أخرج شيطان البنكرياس سبب السكر و الخوف و الهزال و الخوف
Audio
رقية: اللهم أبطل الأحساد و العيون على رجولته و شجاعته و قوته و حكمته و بلاغته و فصاحته
Audio
رقية:(الآن خفف الله عنكم) اللهم أبطل ضيمها و سحرها و حسدها و سكن ألمها و وجعها
Audio
رقية: اللهم احلل عقدة في البنكرياس سحرية و حسدية و من آثار عيون قوية سببت السكر
الحكم الصحيح في الإستعانة بالجن لشيخ رحمه الله.

هل أجاز الشيخ الإستعانة بالجن ؟ أم أنه فقط تحدث عن احوال المستعينين من الكهنة بهم
هل تصح الاستعانة بالجن المسلم من قِبَل الرقاة ؟
وهل أجاز شيخ الاسلام رحمه الله الاستعانة بالجن ؟
هل تصح الاستعانة بالجنِّ المسلم من قِبَل الرقاة ؟
وهل أجاز شيخ الاسلام رحمه الله الاستعانة بالجن ؟

قبل البدء في سرد قولي المسألة يجب أن يكون مدار التحكيم لكل قول ورأي , كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم , فما كان موافقا لهما قبلناه وعملنا به , وما كان مخالفا رددناه على قائله كائنا من كان ولم نعمل به , لأن الله تعالى لم يتعبدنا إلا بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم , قال تعالى لرسوله : " وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ " .

وقال تبارك وتعالى : " فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا " . وقال جل ذكره " وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ "

قال ابن باز رحمه الله : والعبد يجب عليه الانقياد التام لقول الله تعالى ، وقول رسوله ، وتقديمهما على قول كل أحد ، وهذا أمر معلوم من الدين بالضرورة . أ هـ .
ومسألة الاستعانة بالجن المسلم من المسائل التي كثر حولها الكلام في هذا الوقت وكانت لوقت قريب منكرة من العالِم والعامي على حد سواء , حتى تكلم فيها بعض الفضلاء من الرقاة وطلبة العلم , وليس لمن يقول بالجواز أصل شرعي يعتمد عليه سوى كلام عام لشيخ الإسلام رحمه الله فُهم منه تجويز ذلك وهو قوله كما في مجموع فتاواه : والمقصود هنا أن الجن مع الإنس على أحوال :

1. فمن كان من الإنس يأمر الجن بما أمر الله به ورسوله من عبادة الله وحده وطاعة نبيه , ويأمر الإنس بذلك فهذا من أفضل أولياء الله تعالى , وهو في ذلك من خلفاء الرسول ونوابه .

2. ومن كان يستعمل الجن في أمور مباحة له فهو كمن استعمل الإنس في أمور مباحة له , وهذا كأن يأمرهم بما يجب عليهم وينهاهم عما حرم عليهم , ويستعملهم في مباحات له فيكون بمنزلة الملوك الذين يفعلون مثل ذلك , وهذا إذا قدر أنه من أولياء الله تعالى فغايته أن يكون في عموم أولياء الله , مثل النبي الملك مع العبد الرسول : كسليمان ويوسف مع إبراهيم , وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين .

3. ومن كان يستعمل الجن فيما ينهى الله عنه ورسوله إما في الشرك , وإما في قتل معصوم الدم , أو في العدوان عليهم بغير القتل كتمريضه وإنسائه العلم , وغير ذلك من الظلم , وإما في فاحشة كجلب من يطلب منه الفاحشة , فهذا قد استعان بهم على الإثم والعدوان , ثم إن استعان بهم على الكفر فهو كافر , وإن استعان بهم على المعاصي فهو عاص : إما فاسق وإما مذنب غير فاسق , وإن لم يكن تام العلم بالشريعة فاستعان بهم فيما يظن أنه من الكرامات , مثل أن يستعين بهم على الحج , أو أن يطيروا به عند السماع البدعي , أو أن يحملوه إلى عرفات , ولا يحج الحج الشرعي الذي أمره الله به ورسوله , وأن يحملوه من مدينة إلى مدينة ونحو ذلك فهذا مغرور قد مكروا به . وكثير من هؤلاء قد لا يعرف أن ذلك من الجن بل قد سمع أن أولياء الله لهم كرامات وخوارق للعادات , وليس عنده من حقائق الإيمان ومعرفة القرآن ما يفرق به بين الكرامات الرحمانية وبين التلبيسات الشيطانية , فيمكرون به بحسب اعتقاده فإن كان مشركا يعبد الكواكب والأوثان أوهموه أنه ينتفع بتلك العبادة , ويكون قصده الاستشفاع والتوسل ممن صور ذلك الصنم على صورته من ملك أو نبي أو شيخ صالح فيظن أنه صالح , وتكون عبادته في الحقيقة للشيطان قال الله تعالى : { ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون () قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون } .

فُهم من هذا الكلام تجويز الاستعانة بالجن المسلم بزعم قائليه . وقبل الإجابة على بعض المسائل المتعلقة بهذا النقل لابد أن يتقرر أن شيخ الإسلام وغيره من علماء الملة صب الله على قبورهم شآبيب الرحمة والرضوان بشر , يصيبون ويخطئون وليسوا بمعصومين , وهم أقرب وأحرى للحق من غيرهم .

وهنا وقفات مع النص الذي تمسك به المجيزون للاستعانة بالجن المسلم :
الوقفة الأولى :
أن كلام شيخ الإسلام عام ولم يأت بتفصيل في المسألة , وإنما جاء التفصيل ممن فهم هذا العموم , وقال بأنه مقصد شيخ الإسلام رحمه الله .

الوقفة الثانية :
قد مثّـل رحمه الله بما أراد وقصد بكلامه فقال : كأن يأمرهم بما يجب عليهم , وينهاهم عما حرم عليهم ... , والذين يدعون العون من الجن المسلم لم يُسمع عن أحدهم أنه كان يدعو الجن لعبادة الله وينهاهم عن الشرك به , بل على العكس كثيرا ما يقال أن الراقي فلانا رقى أحد المرضى وتحدث مع الجن المتلبس به ثم أسلم هذا الجني أو ترك الظلم إن كان مسلما , ثم عرض على الراقي أن يعينه على هذا الأمر فوافق الراقي , وبدأ الأمر يتسع حتى سُمع أن بعضهم يدَّعي أن مملكة من الجن تعينه على الرقية , نسأل الله السلامة والعافية .

الوقفة الثالثة :
أنه رحمه الله مثَّل للمغرور بالجن والذي وقع في مكرهم بالمستعين بهم على الحج , أو أن يطيروا به عند السماع البدعي , أو أن يحملوه إلى عرفات , ولا يحج الحج الشرعي الذي أمره الله به ورسوله , وأن يحملوه من مدينة إلى مدينة ونحو ذلك , فهذا مغرور قد مكروا به , وقد عد هذا الشخص أنه ممن غره الجن ومكروا به , فماذا سيقول رحمه الله فيمن يستعين بهم في تطبيب الناس وكشف بعض أمراضهم ؟

هذا إذا سُلّم جدلا أن شيخ الإسلام رحمه الله يجيز الاستعانة بهم في معرفة أحوال الناس كما يقوله المجيزون للاستعانة بالجن , وإلا فمقصد شيخ الإسلام الاستعانة بهم بما فيه مصالح للشخص لا لغيره كما تقدم مع ملاحظة شيء هام أن الذي سيستعين بالجن وهو عالم غيبي هو كاهن أو عرَّاف أو مستخدم لطرقهما ولا يخفى ما فيها من المحرمات والبدع والشركيات كما سيأتي ذكره .
وعليه يحمل كلام ابن تيمية رحمه الله على فعل هذا الكاهن أو من يقلده من قاريء كتب السحر ومطبقها بنفسه رغم خطورة ذلك عليه وعلى غيره فقد تؤذيه الشياطين حينها وتؤذي غيره من المجاورين له أو أقرباءه
كما يحمل كلامه على الحالات التي كانت في عهود ما قبل سيدنا سليمان عليه السلام حيث كان يظهر الجن فإن افترضنا وهذا نادر الحدوث أن الجن خدم ابن آدم دون تحضير بطرق شركية أو وما شابه وهذا نادر الحدوث فسيكون التفصيل كما أوضحه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فهو يقصد بيان كل ما يقع من الناس عموما وليس في ذلك بيان لجواز استعانة المسلمين بالجن لأن تحضير الجن في حد ذاته يتطلب الخوض في محرمات أولا وبفرض حضوره بدون قصد فهذا لا يؤمن معه الضرر لأن غالب حال الجن المختلط ببني آدم أنهم شياطين وليسو جن مؤمن فالجن المؤمن لا يخالط الناس بل يسكن في مناطق نائية كالجزر والأماكن الخربة فكما يحب البشر العيش بعيدا عن الخراب والجان كذلك الجن المسلم يحب العيش بعيدا عنهم مع خصوصية للمدينة النبوية حيث سكن بعض الجن المسلم فيها ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم
وقد بين رحمه الله مثل هذا في مواضع أخرى من فتاويه
وهنا يتبين أن الأمر تابع لفعل قد يكون فيه معصية أو فسق وليس حتما أن كل ما يطلبه الكاهن أو مقلد الكاهن من الجني والذي يكون غالبا شيطان هو شرك محض فقد يطلب منه بعض الأمور الجائزة المباحة وهذا منتهى التفصيل والإنصاف في كلام الشيخ رحمه الله ويدل على رزانة عقله وسعة علمه وأفقه.

قال شيخ الإسلام : ومنهم من يستخدمهم ( أي الجن ) في أمور مباحة , إما إحضار ماله أو دلالة على مكان فيه مال ليس له مالك معصوم , أو دفع من يؤذيه , ونحو ذلك فهذا كإستعانة الإنس بعضهم ببعض في ذلك .

فإحضار مال الشخص , أو دلالته على مكان فيه مال ليس له مالك , أو دفع من يؤذيه في نفسه هو ما قصده شيخ الإسلام من تجويزه الاستعانة بالجن , لا أن تخبره الجن بأن فلانا معيون , وفلانا ممسوس , وفلانا مسحور سحره فلان ومكان سحره في مكان كذا , فهذا من التجني على شيخ الإسلام , وكلامه يفسر بعضه بعضا لا أن يؤخذ متشابهه , ويُحمل على أن قوله في هذه المسألة كذا وهو رحمه الله قد نص في مكان آخر بمقصوده , فليتنبه لهذا مع كل علماء الملة رحمهم الله لئلا يُقوّلوه ما لم يَقله .

وهذه المناقشة صحيحة إذا قيل إن الأمر ليس فيه نص شرعي , وأنه من عداد المسكوت عنه , وأنه في دائرة المباحات , فكيف إذا كان الأمر قد جاء بعمومه في الكتاب والسنة , وقد تكلم فيه بعض العلماء , فيجب هنا إذعان المؤمن لكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ولابد .

وفي المسألة عمومات من الآيات والأحاديث فمن الآيات :
قول الله تعالى : " وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا " .
وقال جل في علاه : " وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ " .

قال ابن كثير رحمه الله : أي يلقي بعضهم إلى بعض القول المزين المزخرف ، وهو المزوق الذي يغتر سامعه من الجهلة بأمره .
وأي تزيين وتزويق أعظم من قول الجني للمستعين به : إن فلانا معيون , وفلانا ممسوس , وفلانا مسحور, فيجد أن كلامه مطابق للواقع فيحسب أنه من كرامة الله له !

وقال جل جلاله : "وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ " .
ذكر البغوي رحمه الله أن من استمتاع الإنس بالجن : تزيينهم لهم الأمور التي يهوونها , وتسهيل سبيلها عليهم .

وقال شيخ الإسلام رحمه الله : ومن استمتاع الإنس بالجن استخدامهم في الإخبار بالأمور الغائبة .

وهذا النقل عن شيخ الإسلام يبطل من زعم أنه يذهب إلى تجويز الاستعانة بالجن في الرقية وغيرها, فالكشف عن بواطن العلل الروحية من الأمور الغائبة يقينا .

وقال العيني رحمه الله : وما نهي عنه هو رقية العزامين ومن يدعي تسخير الجن .

وقد سُحر النبي صلى الله عليه وسلم , واحتاج للمخبرين في غزواته وتحركات أعدائه , ولم يستعن بالجن مع أنه قد ثبت أن بعض الجن اجتمع به صلى الله عليه وسلم وآمنوا به , وولوا إلى قومهم منذرين كما في سورة الجن , وهذا من الدلائل على حرمة هذا الفعل .

قال شيخ الإسلام رحمه الله : والنبي صلى الله عليه وسلم لم يستخدم الجن أصلا لكن دعاهم إلى الإيمان بالله , وقرأ عليهم القرآن , وبلغهم الرسالة , وبايعهم كما فعل بالإنس .

أضف إلى ذلك أن هذا العمل فيه من التشبه بالسحرة والكهان وأهل الضلال , وأهل العلم يقررون أن الحق إذا اختلط بالباطل وجب منع الجميع !

فكيف يقال عن أمر مثل هذا بأنه جائز بحجج ضعيفة , أو دعوى المنفعة ؟!

وقد قال الشيخ عبد الله ابابطين رحمه الله : والشيء إذا كان محرماً في الشرع ، فلا يبيحه دعوى نفعه بالتجربة .

وهذا من كيد الشيطان لبعض الناس خاصة أهل الصلاح والخير , وقد تقدم فصل في كيد الشيطان , وأنه ماض في إغواء بني آدم بكل الطرق , وأنه يدخل من مدخل الطاعة ويدخل بالشبهة والشهوة , والله عز وجل حذرنا مكر الشيطان وخديعته في أكثر من موضع من كتابه , ومن ذلك قول خالقنا وخالقه تعالى وتقدس : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168) إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ " .

قال الألباني رحمه الله في هذه المسألة: فهي عندي نوع من الدجل والوساوس يوحي بها الشيطان إلى عدوه الإنسان { وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا } ، وهو نوع من الاستعاذة بالجن التي كان عليها المشركون في الجاهلية المذكورة في قوله تعالى : { وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا } , فمن استعان بهم على فك سحر زعموا أو معرفة هوية الجني المتلبس بالإنسي أذكر هو أم أنثى ؟ مسلم أم كافر ؟ وصدقه المستعين به ثم صدق هذا الحاضرون عنده ، فقد شملهم جميعا وعيد قوله صلى الله عليه وسلم : من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول ، فقد كفر بما أنزل على محمد ، وفي حديث آخر : لم تقبل له صلاة أربعين ليلة , فينبغي الانتباه لهذا ، فقد علمت أن كثيرا ممن ابتُلُوا بهذه المهنة هم من الغافلين عن هذه الحقيقة ، فأنصحهم إن استمروا في مهنتهم أن لَا يزيدوا في مخاطبتهم على قول النبي صلى الله عليه وسلم : اخرج عدو الله ، مذكرا لهم بقوله تعالى { فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم } , والله المستعان , ولا حول ولا قوة إِلَّا بالله .

ومع هذه النقول فإن الراقي الذي يدعي الاستعانة بالجن يزعم أنه لا يستعين إلا بالمسلم فقط , وأن ما تقدم من نصوص إنما هو في حق الاستعانة بالكفار منهم أو العصاة , والجواب عن هذه الشبهة :

§ أن الجن عالم غيبي مجهول لنا فكيف يقال بأن فلانا الجني مسلم !

§ وإن سُلّم أنه مسلم مع كثرة كذبهم وادعائهم الإسلام , فمن أين يُعرف أنه ثقة يوثق به في أمور الناس وأعراضهم الصحية .

§ وإن سُلّم تنزلا أنه مسلم ثقة , فمن أين يُعرف أن عمله هذا لله , وأنه غير مُجبر من قبل الشياطين على استدراج هذا الراقي إلى المعاصي , ثم البدع ثم الشرك , وقد وقع هذا مع بعض الرقاة .

قال الألباني رحمه الله: وادعاء بعض المبتلين بالاستعانة بهم ( أي الجن ) أنهم إنما يستعينون بالصالحين منهم , دعوى كاذبة لأنهم مما لا يمكن عادة مخالطتهم و معاشرتهم , التي تكشف عن صلاحهم أو طلاحهم , ونحن نعلم بالتجربة أن كثيرا ممن تصاحبهم أشد المصاحبة من الإنس , يتبين لك أنهم لا يصلحون , قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم و أولادكم عدوا لكم فاحذروهم ) , هذا في الإنس الظاهر , فما بالك بالجن
الذين قال الله تعالى فيهم : ( إنه يراكم هو و قبيله من حيث لا ترونهم ) .

والذي يُخلص إليه في هذه المسألة أن الاستعانة بالجن محرم شرعا , وأن المستعينين بهم على درجات , فإن أوقعوه في الشرك فهو مشرك , وإن أوقعوه في البدع والضلال فهو مبتدع , وإلا فهو عاص آثم .
وقد أفتت اللجنة الدائمة بحرمة هذا الفعل في عدة فتاوى .
هدى الله عموم المسلمين للخير وجنبهم خطوات الشيطان إنه خير مسئول ومرجو .

_____
ثانيا: مقالة للشيخ الدكتور :عبد العزيز آل عبد اللطيف

يقول فيها :

ساق القاضي عياض ترجمة لأبي خارجة عنبسة الغافقي ( ت 210 هـ ) ، و حكى عجائبه وأخباره ، ومنها أنه قيل عن عنبسة : « كان عنده عِلْم الزجر1، وبعضهم يقول : بل من خدمة الجن ، ومنهم من يزعم أنه كان صالحاً يُجري الله الحق على لسانه ؛ فينطق به »2 ثم تعقَّب ذلك القاضي قائلاً : « وأنا بريء من عُهدة هذه التأويلات إلا الأخيرة ؛ فالحديث الصريح يحتج لها »3؛ فالقاضي عياض يبرأ من عِلْم بخدمة الجان ، كما يبرأ من زَجْر الطير على سبيل التشاؤم .

ولما ترجم الحافظ ابن رجب لأحمد بن عبد الرحمن المقدسي ( ت 697 هـ ) وما لديه من غرائب ، فقال : « برع في معرفة تعبير الرؤيا ، وانفرد بذلك ؛ بحيث لم يشارَك فيه ، وكان الناس يتحيَّرون منه إذا عَبَر الرؤيا ، وله في ذلك حكايات كثيرة غريبة مشهورة ، وهي من أعجب العجب ، وكان جماعة من العلماء يقولون : إن له رئيّاً من الجن ، وكان مع ذلك كثير العبادة ، لكن يقال : إنه كان يتعبَّد على وجوه غير مشروعة ، كالصلاة في وقت النهي ! وذكر عنه بعض أقاربه أنه رأى عنده شيئاً من آثار الجن »4.

وأورد الشوكاني عجائب العباس المغربي الذي قَدِم صنعاء اليمن سنة 1200 هـ ؛ فكان إذا احتاج إلى دراهم ، أخذ بياضاً ، وقطَّعه على حجم تلك الدراهم ، ثم يجعلها في وعاء ، ويتلو عليها ( ! ) فتنقلب دراهم ! وذلك بواسطة « خادم من الجن »5.

هذه الغرائب لو علم بها بعض الرقاة لتشبثوا بها فـــي هذا التوسع المريب في الاستعانة بالجن في التداوي وحَلِّ السحر والعين وأشباهه ، إضافة إلى تعويلهم على بعض فتاوى للمعاصرين ، وما قد يفهمونه من كلام لابن تيمية في كتابه : « النبوات » وغيره .

إن هذه النازلة تستدعي جملة من الوقفات ، منها :

- أن الاستعانة بالجـن لم تكـن مـن هـدي النبـي – صلى الله عليه وسلم - ، ولا سـبيل السابقين الأولين من المهـاجرين والأنصـار ، - رضـي الله عنهم - .

قال ابن تيمية : « لم يستخدم ( النبي - صلى الله عليه وسلم - ) الجن أصلاً ، لكن دعاهم إلى الإيمان بالله ، وقرأ عليهم القرآن ، وبلَّغهم الرسالة ، وبايعهم ، كما فعل بالإنس »6.

كما أنه لم يُنقل عن جمهور الصحابة ( الاستعانة بالجن في التداوي وحَلِّ السحر والعين ) وهم أدرى الناس وأعمق هذه الأمة علماً وأتمِّها إيماناً ؛ ولو أنهم فعلوا ذلك أو قالوه لنُقِل عنهم ؛ إذ إن ذلك مما تتوفر الدواعي لنقله ؛ فدلَّ ذلك على أن مجانبة الاستعانة بالجن هو السُّنة والصراط المستقيم .

- أن نبينا محمداً - صلى الله عليه وسلم - كان يتصرف في الجن كتصرفه في الإنس ، تصرُّف عبــدٍ رسولٍ ، والواجب على المسلم أن يستعمل في الجن ما يستعمله في الإنس : من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والدعوة إلى الله كما شرع الله ورسوله ... ولم يتصرَّف فيهم كتصرف سليمان بن داود - عليهما السلام - إذ تصرُّف سليمان بالجن هو تصرف ملكي ؛ إذ كان رسولاً مَلِكاً ، وكان نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - عبداً رسولاً ؛ والعبد الرسول أفضل من الملِك الرسول7

والجن لا تخضع بإطلاق لأحد من الناس ، ولو خدمتْ أحداً ؛ فلا يكون إلا بمعاوضة واستمتاع ، كما بيَّنه ابن تيمية بقوله : « وليس أحد من الناس تطيعه الجن طاعة مطلقة ، كما كانت تطيع سليمان بتسخير من الله وأَمْرٍ منه من غير معاوضة. قال - تعالى - : { وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ{12} يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ{13} } سبأ .

والذي أعطاه الله لسليمان - عليه السلام - خارج عن قدرة الجن والإنس ؛ فإنه لا يستطيع أحد أن يُسخِّر الجن مطلقاً لطاعته ، ولا يستخدم أحداً منهم ؛ إلا بمعاوضة : إما عمل مذموم تحبُّه الجن ، وإما قول تخضع له الشياطين ، كالعزائم8 ؛ فإن كل جني فوقه من هو أعلى منه ؛ فقد يخدمون بعض الناس طاعة لمن فوقهم »9.

والمقصود أن الاستعانة بالجن واستخدامهم مطلقاً ليست من الشرع المحمدي ، ولا من التصرف القدري الذي كان آية لسليمان ، عليه السلام ؛ فلا هي مشروعة ولا مقدورة .
- إذا كان الأصل في سؤال الناس التحريم ، والأحاديث في النهي عن ذلك متواترة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؛ لما فيه من التفات إلى غير الله - تعالى - وافتقار إلى البشر ، وهذا نوع شرك 10 ؛ فكيف بسؤال الجن الذي لا ينفك عن مفاسد متحققة ومتوقَّعة ؟ ولا سيما أن للجن من القدرات والتصرفات ما ليس للبشر ، وهو ما يزيد البلاء ، ويُعظِم الفتنة ، « والجن أعظم شيطنة ، وأقل عقلاً ، وأكثر جهلاً »11 و « والإنس أعقل وأصدق وأعدل وأوفى بالعهد ، والجن أجهل وأكذب وأظلم وأغدر »12.

- أن الاستعانة بالجن ليست سبباً ظاهراً في حصول المطلوب ؛ ولذا أمر الإمام أحمد بن حنبل بترك ذلك ، كما جاء في آخر كتاب الأحكام السلطانية للقاضي أبي يعلي : « وقد قال أحمد في رواية الفرج بن علي الصباح البرزاطي : في الرجل يزعم أنه يعالج المجنون من الصراع بالرقى والعزائم ، ويزعم أنه يخاطب الجن ويكلِّمهم ، ومنهم من يخدمه ويحدِّثه ، فقال أحمد : « ما أحبُّ لأحد أن يفعله ، وتَرْكه أحبُّ إليَّ »13.

ولو كان سبباً ، فإن مفاسده تربو على مصالحه ، ومضرته أعظم من نفعه .

والاستعانة بهم هي التفات إلـى من لا تُعـرَف أحـوالهم ، ولا تُعرف أشخاصهم ولا عدالتهم ؛ فهم مجهولو العين والحال ، كما أن الاستعانة بالجن تفتح أبواباً من الشرور والبلايا ، والشريعة قد جاءت بسدِّ الذرائع وحماية جَنَاب التوحيد ، ومَنْع كل طريق يوصل إلى الشرك .

وقد جاءت فتوى اللجنة الدائمة بالسعودية بمنع الاستعانة بالجن مطلقاً14 ، وكذا منعه الشيخ ابن باز - رحمه الله - والشيخ صالح الفوزان ، وغيرهما .

كما أن الاستعانة بالجن هي استعانة بالغائبين ، والاستعانة الجائزة إنما تكون بحاضر حي قادر ، بل إن هذه الاستعانة تحاكي الاستعاذة بالجن ، وخاصة أن الاستعاذة والاستعانة متقاربة المعنى .

أورد الحافظ ابن كثير حكاية كروم الأنصار - رضي الله عنه – وفيها : أنه خرج مع أبيه من المدينة في حاجةٍ ، وذلك أول ما ذُكِر رسول الله - صلى الله عليه وسلم – بمكة ، فآوانا المبيت إلى راعي غنم ، فلما انتصف الليل جاء ذئب ، فأخذ حَمَلاً من الغنم ، فوثب الراعي ، فقال: يا عامر الـــوادي جارك! فنــادى منــادٍ لا نــراه يقول : يا سِرْحان15 أرسله ! فأتى الحَمَلُ يشتد16 حتى دخل في الغنم لم تُصِبه كدمة ؛ فأنزل الله على رسوله - صلى الله عليه وسلم – بمكة : { وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الإنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْـجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا } [ الجن : 6 ] .

قال ابن كثير : « وقد يكون هذا الذئب الذي أخذ الحَمَلَ ( وهو ولد الشاة ) كان جنيّاً حتى يُرْهب الإنسي ويخاف منه ، ثم ردَّه عليه لما استجار به ؛ ليضلَّه ويهينه ويخرجه عن دينه ، والله أعلم »17 .

ونخلص إلى أنَّ الاســتعانة بالجن ليسـت سُــنة مأثورة ، ولا سبيل سلف الأمة الأوائل ؛ فهي لا تنفك عن تعلُّقٍ والتفاتٍ ينافي تحقيق التوحيد ، بل ربما أفضى إلى الشرك الصراح ، إضافة إلى أن الاستعانة بالجن ليست سبباً ظاهراً معقولاً ، وإنما هي تعويل على مجهول ، وتشبث بمن لا يدري عن عدالته وصدقه ؛ فهل بعد هذا يسوغ تقرير الاستعانة بالجن ؟

_____

إنَّ الاستعانة بالجن قد تدخل في قول سليمان عليه السلام: (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) سورة ص الآية 35
فهذا الفعل لا ينبغي لانه مما اختص به سليمان عليه السلام بجانب صعوبته واستحالته بطريق ليس فيه شرك ولا خطر
والله يقول يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر الآية 185 سورة البقرة
وديننا جاء بسد الذرائع لذا ترك النبي صلى الله عليه وسلم ربط الشيطان في سارية المسجد بسبب هذه الايه
وعلى أقل تقدير فهذا من الأمور المشتبهة التي يجب تركها
فالحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه ولعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام
لذا ترك النبي عليه الصلاة والسلام توثيق الشيطان الذي أمسكه حتى لا يفعل شيئا كان خاصا بنبي الله سيلمان عليه السلام
فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف بمن سواه ؟!

ومِن المشاهد أنَّ من دخل هذا الباب لم يخرج منه سالمًا الى من رحم الله

______

1 الزجر: هو ضرب من التطير والتشاؤم.

2 ترتيب المدارك: 1/282.

3 ترتيب المدارك: 1/282.

4 ذيل طبقات الحنابلة: 2/336، 337 = باختصار.

5 انظر البدر الطالع: 1/314.

6 الفرقان بين الحق والباطل، (مجموع الفتاوى: 13/89).

7 انظر إيضاح الدلالة لابن تيمية، (مجموع الفتاوى: 19/39، 51).

8 العزائم: من أنواع السحر.

9 النبوات: 2/1014.

10 انظر: قاعدة جليلة لابن تيمية، ص 51، 66، ومجموع الفتاوى: 8/538، 10/182، والرد على البكري لابن تيمية، ص 341.

11 إيضاح الدلالة، (مجموع الفتاوى: 19/46).

12 النبوات: 2/1015.

13 الأحكام السلطانية، ص 308

14 انظر مجلة البيان، عدد (141).
15 السِرْحان: الذئب.

16 يشتد: يُسرِع.

17 تفسير ابن كثير: 8/267، (ط دار الشعب).
_____

المصدر: موقع أهل الحديث مع تصرف بسيط
إقطعالإتصال بينك وبين ا...
شفاءٌ للناس
إقطعالإتصال بينك وبين التابع الذي يؤذيك من الجن والإنس ومنع التسلط بهذه الرقية إسمعها فورا سترتاح

👤 ابو مجاهد
🕒 28:49
شريط رقية آيات التمتع - ...
amr-ia com
شريط رقية آيات التمتع - للمس العاشق وعلاج تعطيل المتعة في الحياة
👤 د. عماد النهار
🕒 31:26
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
رقية امراض القلب من أعصا...
راق وترياق1 - الشيخ ناصر ال زيدان الغامدي
رقية امراض القلب من أعصاب و شرايين و اوردة  و العرق النعار - 

👤 الشيخ ناصر ال زيدان الغامدي
🕒 48:13
رقية { فهو يشفين} اللهم أبطل ما سبب الجروح والقروح والحروق والأسقام…
قناة الشيخ عمر العاطفي للقرآن والرقية الشرعية
قناة الشيخ عمر العاطفي للقرآن والرقية الشرعية: رقية { فهو يشفين} اللهم أبطل ما سبب الجروح والقروح والحروق والأسقام والأخطار
👤 عمر العاطفي
🕑 50:04
رقية ( سحر التخيل ) ( قر...
عزيـز بــــك eaziz bik
رقية ( سحر التخيل ) ( قرأة سريعة ) نافعة بَإذن اللـــــــٌہ

👤 الشيخ أحمد العجمي
🕒 01:10:47
2024/09/27 11:24:41
Back to Top
HTML Embed Code: