لا أعتقد أن هناك أكثر جماليّة من لحظة مسالمة يعيشها المرء مع نفسه دون أن يرتبط بأي شيء
حين أدركتُ أنّ بعض الغرور في حقيقته خوف من الرفض وبعض الهجوم في مضمونه شعور بالعجز وكثير من العدائية دافعها الأول مخزونٌ من الألم.. استبدلتُ اللوم بالتفهّم والمجابهة بالاحتواء، والثأر بالرحمة
وأخذت اسأل كل شيء حولنا ونظرت للصمت الحزين لعلني أجد الجواب أتُرى يعود الطير من بعد إغتراب؟
كأن ترغب في الشكوى ولا تجد الكلام المناسب كأن ترغب في البكاء فلا تجد الذريعة كأن ترغب في أي شيء ولا تستطيعه، لأن الأشياء كلها حائلة..
مع مرور الزمن يتخلى المرء عن محبة الناس يتوقف عن تبديد العاطفة، ويصبح أكثر حذرًا وأشد انتقائية.
خوفًا من تشظّي الكلمة دون أن تبلغ مداها ومن توهان التلويحة بعيدًا عن غايتها ومن موت القبلة قبل أن تبدأ رحلتها خوفًا من انكسار اليد، ومن عجز الأمنية ومن خلود النظرة، ومن شعور الأغنيات بقلّة الحيلة ومن استحالة العودة ممّا بعد الوصول.. أنا لا أُجازف.
قد نصل لمرحلة فعل عكس ما نرغب فعله أن نقسى رغم الحنان نؤصد أبوابٌ مشرعة نقف بعد كثرة المحاولة وأن نمشي رغم رغبتنا المتكاثرة بالبقاء في ذاتِ المكان
الأمور التي كانت تزعجني لم تعد تُزعجني والطرقات التي كنتُ أراها طويلة تعلّمت اختصارها والأشخاص الذّين رحلوا لم أعد أفكر في رحيلهم ومشقة الأمنيات علمتني معنى التحمل ولحظات النجاة الأخيرة علمتني معنى الأمل وحِكمة الأيام علمتني أنه لا يهم عدد منْ حولك بِقدر عدد الصادقين منهم