Telegram Web Link
أيها السبب المتصل بين الأرض والسماء..

حتى وان نسيتك..
حتى وان هجرتك..
حتى وان خذلتك..
حتى وان جفوتك..
حتى وان ابتعدت عنك..

فاني أعلم يقيناً ان كل خير أصابني انما بسببك، كل معروف حصل لي انما هو بلطفك، وكل شر دفع عني انما بعنايتك، وكل توفيق حصل لي انما برعايتك، وكل مكروه رفع عني انما بدعائك..

لكن، اعلم ان أعظم خير يمكن أن يصيبني هو لقاءك، وان أعظم معروف يمكن أن تسديه لي هو رؤيتك، وان أعظم شر يمكن أن تدفعه عني هو البعد عنك، وان أعظم توفيق قد يحصل لي هو التشرف بغرتك الحميدة..

فكما تلطفت علي بمعروفك واحسانك وخيرك ورعايتك دائماً، رغم عدم استحقاقي، تلطف علي باللطف والمعروف الأكبر الذي طال انتظاره.
سيدي يا بقية الله.

لو سألنا عن أغرب قصة حب في التاريخ، فبلا شك أنه حبك.
فقد أحببنا شخصاً لم تره العيون، لكنها دمعت لفراقه.
وأحببنا شخصاً لم تحط به الجفون، لكن هامت به القلوب.
سيدي، من يغيب عنه حبيبه سيطيل النظر في صوره، أو يستذكر شكله ويتخيله، وقد يصل به الحال لأن يرسم وجهه لشدة شوقه له.
الا نحن سيدي، فلا نملك صورة لك، ولم نر وجهك لنستذكره، رغم هذا فقد تقطعت القلوب شوقاً لنور وجهك!


فيا سيدي، ألم يحن الوقت لتقر عيوننا، وتسكن قلوبنا، برؤية حبيبنا الذي سكن قلوبنا وغاب عن عيوننا.
سيدي، يا من أراق دموع محبيه لغيبته.
متى تقر عيونهم برؤيتك؟

سيدي، يا من تصدعت قلوب محبيه لفراقه.
متى تسكن قلوبهم بعودتك؟

سيدي، يا من نفوس محبيه مضطربة لفقده.
متى تريح نفوسهم بطلتك؟

سيدي، يا من صدور محبيه وغرة لبعده.
متى تشفي صدورهم بسيفك؟
في الرواية ان النظر الى وجه علي عبادة.
ولذلك كان بعض أصحابه يطيل النظر الى وجهه رغبة في أجر العبادة العظيمة عبادة النظر لوجهه.
وان ما يثبت لأحد الأئمة يثبت لجميعهم.

فالنظر لوجه الحسن عبادة، والنظر لوجه الحسين، والنظر لوجه السجاد…. والنظر لوجه المهدي..!

نعم، النظر لوجه المهدي عبادة عظيمة وتقرب المؤمن لله تعالى!
لكن، حرمنا منها أيضاً، ولم يبق لنا سوى تمني هذه العبادة، والحسرة عليها، والبكاء شوقاً لها!

فيا رب، بحق من جعلت النظر لوجهه عبادة، لا تطل علينا الحرمان من هذه العبادة، فقد تقطعت قلوبنا حسرات شوقاْ لها، وقد تجرعنا الغصات تلو الغصات، لحرماننا منها
سيدي، أيها الطالب بدم المقتول بكربلاء.


لا زالت جمرة كربلاء تُلهِب قلبك وقلوبنا.
ولا زالت حرارة المصاب تهيج نار صدرك وصدورنا.
ولا زالت الرؤوس على الرماح تؤرق عينيك وأعيننا.
ولا زالت السيوف والسهام تمزق جسدك ألماً.

سيدي، فمتى تهيج سيفك لتدرك ثأرك؟
متى سيدي تشفي قلبك وقلوبنا؟
متى تطفئ جمرة المصاب في قلبك وقلوبنا؟
متى تبرد نار الأسى في صدرك وصدورنا؟
متى يا أمل المنتظرين، متى يا أمل المفجوعين، متى يا منية الصابرين، متى يا صاحب زماننا.
يا بقية الله.


لا هو يوم ولا يومين، أنه 1189 عاماً !
أي ذنب وبلاء حتم علينا أن نفارقك كل هذه السنين!
أي قلب يطيق ويحتمل هذا الفراق العظيم!
هل قلوبنا من حديد أو حجر حتى تطيق هذا الصبر على فراقك؟
سيدي، وإن قست قلوبنا، لكن، ليس لها الطاقة على إحتمال فراقكم الطويل!
فمهما أسئنا وبعدنا، فتحن منكم وإليكم لا إلى غيركم!
لم أجد عبارة تجمع ندبات المنتظرين وأشواقهم ولهفاتهم وحنينهم أكثر من عبارة:

مات التصبر بإنتظارك أيها المحيي الشريعة!

نعم، فقد عجز الصبر، وملّ الصبر في انتظارك!
هل قلوبنا من حديد أو حجر حتى تطيق كل هذا الصبر على فراقك؟
كيف لأرواحنا الهشة أن لا تتصدع لبعدك!

أما آن الأوان يا محيي الشريعة! ؟
فتحيي شريعة جدك، وتحيي قلوبنا المنكسرة لغيبتك!
سيدي يا بقية الله.

اذا كان التعب معك راحة، فكيف بالراحة معك؟
واذا كان الألم معك سعادة، فكيف بالسعادة معك؟
واذا كان الحزن معك خير من الفرح مع غيرك، فكيف بالفرح معك؟

واذا كان الموت معك خير من الحياة مع غيرك، فكيف بالحياة معك؟

عجباً ! فما لنا اخترنا الحياة مع غيرك على الحياة معك!
سيدي، يا ابن الحسن، الى متى قلوبنا تهتف " الى متى الغياب يا ابن الحسن".

سيدي، يا بقية الله، قد طال الأمد ونحن نقول " طال الغياب يا بقية الله".

سيدي، أيها الطالب بدم الحسين، قد طال الأمد ونحن ننادي " أين الطالب بدم المقتول بكربلاء".

سيدي، يا معز المؤمنين ومذل المستكبرين، قد طال طغيان المستكبرين، واستضعاف المؤمنين.

سيدي، يا مدرك ثأر الصالحين، قد امتلئت الأرض من دماء الصالحين.

سيدي، يا فرج المؤمنين، قد أشتد الضيق والكرب بالمؤمنين.
سيدي يا بقية الله.

لو عرفناك كما يجب أن نعرفك، وأدركنا نعمة وجودك كما أنعم الله علينا بها.

لأستكثرنا الدقيقة الواحدة في غيابك.
وأستثقلنا اللحظة في فراقك.
ولصعب علينا كل آن في بعدك.
ولمتنا جزعاً وشوقاً لك.

فكيف وقد حجبك الله عنا لألف من السنين؟
في دعاء الإفتتاح نقرأ " اللهم إنا نشكو إليك فقد نبينا وغيبة ولينا.. ".

من هذه العبارة نفهم ان أعظم مصيبة بلي بها المسلمون بعد استشهاد النبي، هي غيبة الإمام الحجة..
مصيبة إستشهاد رسول الله، أعظم وأكرم الخلق على الله، والذي بإستشهاده بدأ الإنقلاب على الدين وأهله، بدأ الظلم والتشريد على عترته وأهل بيته، بدأ التحريف والتلاعب بالدين، بدأ التزوير والكذب يدخل في الدين..
هل ترون عظمة هذه المصيبة؟

هذه المصيبة رغم عظمتها وشدتها، لا تظاهيها إلا مصيبة غيبة الإمام الحجة…

فهل أنتم ملتفتين لعظم المصيبة المبتلين بها وشدتها وخطرها؟
مولاي يا أمل المستضعفين.

نجوب الأرض طولاً وعرضاً بحثاً عن منقذ، مخلص، مفرج، مغيث لنا فلا نجد أحداً..

وأنت تجوب الأرض طولاً وعرضاً، بحثاً عن أنصار لك ولدينك، فتجد شيعتك منشغلين عنك بغيرك.

ان الله معك، ولا حاجة بك لغيره، وتعلم أن خلاصنا بك.
وأما نحن فليس لنا أحد غيرك، لكننا نتركك ونلجأ لغيرك، مع ان خلاصنا ونجاتنا بك وحدك.
سيدي يا بقية الله..

تلطف على من أقصى آماله تقبيل قدميك.
تحنن على من أعظم سعادته رؤيتك.
اشفق على من أعظم مصيبته غيبتك.
إرأف بمن أقسى آلامه فراقك.
إرحم من يتمنى التمسح بترابك.
اعطف بمن فارق حلاوة الحياة لبعدك.

فهلا أقبلت إلينا سيدي؟
من أصعب الأزمنة التي واجهت الأئمة وشيعتهم، وأشدها تقية وخوفاً، هو زمن الإمام العسكري عليه السلام، حيث وصل الحال لشدة مراقبة السلطات للإمام وتتبعهم له إنه أمرهم بعدم السلام عليه والإشارة له إذ رأوه.

حقاً إنه بلاء عسير قد مر بهم، حيث إنهم يرون إمامهم ولا يستطيعون حتى السلام عليه، كان الله في عونهم.
وكان الله في عوننا، فنحن أصبحنا نغبطهم على هذا الحال الذي كانوا فيه.
فعلى أقل تقدير إنهم يستطيعون رؤيته، يستطيعون الإستنارة بنور وجهه، يستطيعون مداواة جروحهم وقلوبهم بالنظر إليه..

لكن ماذا عنا؟
مما روي عن الإمام الحجة "بي يدفع الله البلاء عن أهل بيتي وشيعتي".

سيدي، يا بقية أهل بيتك، يا من بك يدفع الله البلاء عن أهل بيتك وشيعتك.
إن البلاء لصعب، والصبر عليه صعب، لكن الصبر على غيبتك أصعب.
سيدي، إن البلاء ليطاق، لكن فراقك لا يطاق.
سيدي، إن طعم البلاء ليس بجميل، لكن طعم غيابك عسير مرير.

سيدي، يا من بك يدفع الله البلاء عنا، إدفع عنا البلاء الأكبر، والأمر، والأشد والأصعب، بلاء فراقك لنا وغيبتك عنا.
سيدي، يا صاحب الغيبة الطويلة.

بأي حال وأي لسان نخبرك بشوقنا لك؟
هل بقلوبنا المحطمة لفراقك؟
أم بأعيننا الباكية للقائك؟
أم بألسنتنا اللاهجة بانتظارك؟
أم بأجسامنا التائقة لطلعتك؟
أم بأرواحنا الذابلة لبعدك؟

الا ترى أن أثرك غيابك ظاهراً في كل جوارحنا؟

لكن، ما هو أثر غيابك فيك؟
عينيك؟ قلبك؟ بدنك؟ روحك؟
هل أتعبها الغياب؟
حسناً، خذ اللهم جسمي لجسمه وعيني لعينه وقاء، وقلبي لقلبه وروحي لروحه فداء.
في آخر توقيع عن الإمام المهدي قال "فلا ظهور إلا بعد إذن الله، وذلك بعد طول الأمد، وقسوة القلوب.. "

سيدي، قد قست القلوب لطول غيبتك.
قد تفتت القلوب شوقاً لك.
قد تحطمت القلوب لفراقك.
قد تمزقت القلوب لبعدها عنك.
قد تقطعت القلوب تلهفاً لك.
قد ذبلت القلوب ترقباً لك.

سيدي، قد طال أمد الغياب.
قد بعد اجل الفراق.
قد اشتد ألم الانقطاع.
قد تكاثر حزن الابتعاد.
قد اشتاقت الأرض والسماوات ومن فيهن لطلعتك.
سيدي، يا ابن السادة المقربين.
يا ابن العترة المضطهدين.
يا ابن الأطايب المهتضمين.
يا ابن الأنوار المختلسين.
يا ابن القادة المشردين.
يا ابن الهداة المخضبين.

أما آن الأوان؟
أما حل الأجل؟
أما نفذ الأمد؟
أما طال الغياب؟
أما طال الفراق؟
أما طال العذاب؟
أما طال البعد والألم؟
أما طال الصبر والأمل؟
سيدي يا بقية الله.


كان جدك أمير المؤمنين يتأوه شوقاً لرؤيتك وأنصارك.
وكان جدك الصادق يبكي بكاء الواله الثكلى لغيبتك، متمنياً أن يقضي حياته في خدمتك.

سيدي، وقد رحل أبيك العسكري وجدك الجواد في عشرينيات عمرهم الشريف، مضحين لأجلك، بعد ان أحكم الطغاة ظلمهم لقرب ولادتك.

سيدي، ان كانت هذه تضحيات وأشواق ودموع آبائك المعصومين، فماذا عنا؟
بماذا نضحي لك اذا كان الأئمة المعصومين قد ضحوا بأرواحهم الزكية!
ما قيمة أرواحنا أمام أرواحهم؟
بل، على ماذا نبكي وماذا نتمنى اذا كان صادق العترة يتمنى خدمتك؟

سيدي، لو قضينا أيام وساعات ولحظات عمرنا في خدمتك، والبكاء لغيبتك، والتضحية لأجلك، فهل سنوفي جزء من حقك وحق عترتك؟
حديث مع الشيعة في زمن الإمام العسكري

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا مُنتظِر وأنا أُحدثكم من القرن الخامس عشر الهجري.

لقد قرأت عنكم في بعض الكتب
لقد أعجبت بإيمانكم وصبركم وملازمتكم لإمامكم وعدم تفرقكم، وتكافلكم أدهشني حقاً تكافلكم.

يؤسفني أن أخبركم أننا الآن وبعد كل جهود الأئمة وبعد جهودكم أنتم وسابقيكم وملاحقيكم من الصالحين نحن الآن غير متكافلين! نعم نحن الآن مفرقين شيعٌ! قلوبنا غير متحدة!

نحن بأشد الحاجة لأن يكون إمامنا ظاهر بيننا يعيد توحدنا ويجمع كلمتنا على التقوى.

نحن مثلكم نُقتل لأجل هذا المذهب ويُمثّل بنا ولكن في زمنكم ربما كان عدوكم سلطانا واحداً أو اثنين، نحن الآن العالم بأكمله يريد أن ينقض علينا!
ولو تركنا محاربة هذا ومهادنة ذاك لانقض الاثنان علينا كالذئاب.
نحن بأشد الحاجة إلى سيدنا وإمامنا ورأس كرامتنا ليظهر نوره فينطفأ وهج الباطل وينمحي ويندثر المستكبرون.

لقد رأيت بعين قلبي حدقات عيونكم وأنتم تنتظرون وتنظرون على الطريق الآن سيخرج الإمام الحسن العسكري لدار الخلافة وسترونه، وأخيراً ثورة صاحب الزنج سببت لكم سبباً ليخرج الإمام مع الموكب الحكومي فقط لتروه وتقر أعينكم وتطمئن قلوبكم ويهدأ روعكم.

لقد رأيت بعين قلبي التلهف في قلوبكم تريدون أن تتحركوا نحو إمامكم تحيطون به كالقمر وسط النجوم تحفون به وتفدونه بأنفسكم وتبثون له همومكم أو ربما تنيرون أسماعكم برد سلامه عليكم أو فقط تشيرون عليه لكن وصيته توقفكم: ألا لا يسلمن عليّ أحدا، ولا يشير إلي بيده ولا يومئ فإنكم لا تؤمنون على أنفسكم.

تبقى الحسرة في قلوبكم لكن طاعة إمامكم هي الأولى عندكم.
حسناً لم نكن مثلكم لأننا لم نر إمامنا لقد عوقبنا بغيبته، عيوننا لا تستطيع النظر إليه حتى مثلكم
عيونكم شاخصة نحو نور آل محمد
لكن عيوننا غائرة لا يوجد حولنا إلا الظلام من كل جانب
نحن بحاجة للنور أشد حاجة.
قلوبكم يعصف بها القلق لكنكم تطمئنون عند رؤية أبي محمد.

لكن قلوبنا منفطرة لفراق إمامنا على الدوام
ولا نعلم هل سنكون من المطمئنين؟
أم سيحول بيننا وبينه ذلك الموت الذي جعله الله على عباده حتما مقضياً.
يا أبا بكر الفهفكي ويا إسماعيل بن محمد ويا محمد بن عبد العزيز البلخي.
لا بُد أنكم في يوم ما ذهبتم إلى الإمام سألتموه عما تريدون.
لا بُد أنه يوم حدّثكم نظر إليكم سماكم بأسمائكم
لكننا مُنذ إن وِلدنا ولا نعلم حتى متى نبقى لا نسمع له حسيساً ولا نجوى!

حين تحتارون يخرج لكم كتاب منه أو بخط يده،
حين نحتار نحنُ لا نعلم أين هو !وبأي حال!،

نرجع لما في أيدينا من كلامه وكلام  آبائه نأنس بها ساعة ثم نعود إلى حيرة لن يجلي ظلمتها غيره.

تعلمون قد أراكم وجها لوجه في دولته
وعندها سأخبركم بأوجاعي هذه.

أنا مُنتظِر
وأنا نسخة موحدة عن آلاف مؤلفة من كل مؤمن ومؤمنة ذكرا فحنا.

وهذه رسالتي لكم، ورسالتي (لأخواني وأخواتي الشيعة) لننظر في حالنا.
2024/09/29 22:23:01
Back to Top
HTML Embed Code: