Telegram Web Link
سيدي، يا بقية الله.

اذا حرم أحدنا من زيارة قبور آبائك لشهور أو سنين، سيتصدع قلبه بالشوق للضريح، واذا دخله سيدخل بكل لهفة لشباك أحاط بقبر أحد الأئمة!

سيدي، هذا شوقنا لشباك أحاط بقبر إمام إن حرمنا منه لبضع سنين!

فكيف نطيق الشوق لك وأنت إمامنا الحي الحاضر بيننا وقد حرمنا منك ألفاً من السنين!
في الرواية ان النظر الى وجه علي عبادة.
ولذلك كان بعض أصحابه يطيل النظر الى وجهه رغبة في أجر العبادة العظيمة عبادة النظر لوجهه.
وان ما يثبت لأحد الأئمة يثبت لجميعهم.

فالنظر لوجه الحسن عبادة، والنظر لوجه الحسين، والنظر لوجه السجاد…. والنظر لوجه المهدي..!

نعم، النظر لوجه المهدي عبادة عظيمة وتقرب المؤمن لله تعالى!
لكن، حرمنا منها أيضاً، ولم يبق لنا سوى تمني هذه العبادة، والحسرة عليها، والبكاء شوقاً لها!

فيا رب، بحق من جعلت النظر لوجهه عبادة، لا تطل علينا الحرمان من هذه العبادة، فقد تقطعت قلوبنا حسرات شوقاْ لها، وقد تجرعنا الغصات تلو الغصات، لحرماننا منها
سيدي، أيها الطالب بدم المقتول بكربلاء.


لا زالت جمرة كربلاء تُلهِب قلبك وقلوبنا.
ولا زالت حرارة المصاب تهيج نار صدرك وصدورنا.
ولا زالت الرؤوس على الرماح تؤرق عينيك وأعيننا.
ولا زالت السيوف والسهام تمزق جسدك ألماً.

سيدي، فمتى تهيج سيفك لتدرك ثأرك؟
متى سيدي تشفي قلبك وقلوبنا؟
متى تطفئ جمرة المصاب في قلبك وقلوبنا؟
متى تبرد نار الأسى في صدرك وصدورنا؟
متى يا أمل المنتظرين، متى يا أمل المفجوعين، متى يا منية الصابرين، متى يا صاحب زماننا.
يا بقية الله، انتهى كل الكلام بعد ال 1189 عام.

لم يبق من كلامنا شيء نندبك فيه ونأسى لطول فقدك.
ولم يبق لقلوبنا شيء نسكنها به عن بعدك.

فقد ذقنا كل المرارات في غيبتك، وعشنا جميع الآلآم بفقدك، وصبرنا على كل البلاءات بفراقك.
ولا زلنا على العهد نقول:

متى يا ابن الحسن؟
يا بقية الله.


لا هو يوم ولا يومين، أنه 1189 عاماً !
أي ذنب وبلاء حتم علينا أن نفارقك كل هذه السنين!
أي قلب يطيق ويحتمل هذا الفراق العظيم!
هل قلوبنا من حديد أو حجر حتى تطيق هذا الصبر على فراقك؟
سيدي، وإن قست قلوبنا، لكن، ليس لها الطاقة على إحتمال فراقكم الطويل!
فمهما أسئنا وبعدنا، فتحن منكم وإليكم لا إلى غيركم!
سيدي يا بقية.

ماذا يصبرنا عن فراقك؟
نور وجهك الذي لم نراه؟
أم صوتك الذي لم نسمعه؟
أم جمال عينك التي ترانا ولا نراها؟
أم ابتسامة شفتيك التي غيبها دمع عينيك؟

فماذا يصبرنا عن غيابك سيدي؟
سيدي يا بقية الله.


ان كانت غيبتك مصيبة، فغيبتك عن قلوبنا مصيبة أعظم.

وان كان بعدك عن ديارنا بلية، فبعدك عن قلوبنا أشد بلية.

وان كان فقدنا لك مأساة، فنسيانك في قلوبنا أشد وأقسى.

وان كان فراقك مر، ففراقنا لذكرك أقسى وأمر.
يا بقية الله.

تولمك ذنوبنا شفقة منك علينا.
وتسوؤك أعمالنا، رحمة منك بنا.

سيدي، ان الله معك ولا فاقة بك لغيره.
ونحن، لا أحد معنا ان تركتنا أو غضبت علينا!

سيدي، نرسل السكاكين تلو السكاكين الى قلبك بأعمالنا!
ثم تمسح بيدك على قلوبنا رأفة بنا!
دائماً يثير البعض شبهة على السيد السيستاني بأن السيد يفتي بأن صلاة المخالفين مقبولة كصلاة الشيعة، ويستنتجوا منها إن السيد لا يرى الولاية أصلاً في الإسلام بل لا أهمية لها عنده.

فما حقيقة ذلك؟


الإجابة في الفيديو:

https://youtu.be/OFYraAygqe0
سيدي يا بقية الله.

يا من جعله الله نور الأرض، وقد أظلمت الدنيا علينا بغيابه.
يا من جعله الله عزاً للمؤمنين، وقد أستضعفوا وأستقلوا بَعده.
يا من جعله الله علماً ومناراً للمسترشدين، وتاهوا وحاروا بفقده.
يا من جعله الله شفاءً لصدور المؤمنين، وقد أوغرت صدورهم لبعده.
يا من جعله الله هادماً وقاصماً للمعتدين والضالين، وقد أستحفلوا وأستكبروا بغيابه.

سيدي، أما آن لنورك أن يشرق علينا؟
أما أن للمؤمنين أن يستعزوا بك؟
أما أن لصدورهم أن تشفى بسيفك؟
أما أن للمسترشدين أن يرشدوا بهداك؟
أما آن للظالمين أن يردعوا بسلطانك؟
الهي.

إنك تبتلي العبد لتعوضه بجميل عوضك.
فان صبر عوضته عوضاً عظيماً من حيث لا يحتسب وأكثر مما يرجو.

الهي.

بماذا ستعوضنا عن سنين غيبة قائمنا؟
بماذا ستعوضنا عن أعمارنا التي فنيت بألم الفراق!
بماذا ستعوضنا عن أرواحنا التي ذبلت لجزع الغيبة!
بماذا ستعوضنا عن قلوبنا التي ذابت في الإنتظار!

الهي.

لو ملكتنا الدنيا بأسرها ورزقتنا ما نشاء في الجنان، لما كان هذا عوضاً كافياً عن سنين الغيبة…!
فلا يكفينا الا أن تشبع عيوننا من نور وليك وحجتك..!
سيدي يا بقية الله

لأننا أردناك وحدك دون سواك.
فتحت لنا أبواب الخير كلها،
وأغلقت عنا أبواب الشر والبلايا.
وسيرت حياتنا بما تراه صلاحاً لنا.
وسهلت من امورنا ما فيه خير لنا.

فشكراً لك سيدي، لكن.
وحقك هذا ليس ما أردناه.
فرغم كل ما قدمته لنا، لكن،
لا زلنا نريدك وحدك دون سواك.
وحدك دون سواك.
سيدي يا بقية الله

اني لأشفق على من يغفل عن وجودك أو يشك فيه..!
عجباً سيدي، هل وجودك الذي يحتاج الى دليل واثبات؟
أو عدم وجودك؟
كيف لأحد أن يطلب دليل على وجودك وأنت الحاضر معنا في كل شيء؟
عمي ومات قلب لا يراك معه رقيباً وحاضراً.
سيدي يا بقية.

لأجل عينك، ودموعها.
لأجل قلبك، وجروحه.
لأجل روحك، وآلامها.
لأجل جسدك، وأتعابه.
لأجل عترتك، وكرباتها.
لأجل جدك، وسبياته.
لأجل امك، وأضلاعها.
لأجل عمك، وكبده.
لأجلك أنت سيدي..

عجل بالفرج.
Forwarded from التمهيد للظهور واجبنا المقدس (علي هاشم الركابي)
أصحاب الحسين أسوة للمنتظرين.pdf
666.2 KB
كتاب (أصحاب الحسين أسوة للمنتظرين).


يضم الكتيب قصة 11 ناصراً من أنصار الحسين، مع بيان تأسي المنتظرين بهم في نصرة صاحب الزمان.
سيدي يا ابن العترة المضطهدين.

نحن وإن كنا قد أسرفنا في بعدنا وتقصيرنا وإسرافنا.
وإن شغلتنا دنيانا عنك.
وإن أخذتنا أهوائنا بعيداً عنك..

لكن، قسماً بعينيك، وجمال نظريك.
إن أقبلت إلينا يا غائبنا.
واجتمع شملنا بك يا عزيزنا.
ستجد أرواحاً تتشوق للزهوق بين يديك.
وقلوباً، تعتصر للطحن دونك.
ورقاباً ، تتلهف للقطع أمامك.
وضلوعاً، تتمنى الرض دونك.

وستجد أحشاءنا، ممزقة ذابلة منكسرة لفراقك، وشوقاً للقائك.
سيدي يا بقية الله.

ان لحظة بلقائك تستحق أن ننثر لها الأرواح قبل الورود.
وأن نفرش لها القلوب قبل الزهور.
وأن نضحي لأجلها بالأجساد والرؤوس.

لكن سيدي، بأي حال أطلب لقائك؟
بسمعي أم ببصري أم بفؤادي؟
أليس كلها نعم الله علي وبكلها عصيته؟
ألم أشبعها وألوثها بالمحرمات وأنت النور المطلق؟
فبأي حال وأي لسان لمثلي أن يطلب لقائك؟
إقبل يا ابن فاطمة، فإنا بحاجة إليك.
إقبل يا ابن فاطمة، فالرقاب طوع يديك.
إقبل يا ابن فاطمة، فالطاعة رهن شفتيك.
إقبل يا ابن فاطمة، فالأرواح قربان بين يديك.
إقبل يا ابن فاطمة، فالنفوس تائقة اليك.
إقبل يا ابن فاطمة، فالعيون متشوقة لسيفك.
إقبل يا ابن فاطمة، فلا شأن لنا بغيرك.
إقبل يا ابن فاطمة، فقد تحطمت الأرواح ترقباً لطلعتك.
إقبل يا ابن فاطمة، فقد تمزقت القلوب شوقاً لمقدمك.
إقبل إقبل، إقبل …  يا ابن فاطمة.
يا بقية الله.

تولمك ذنوبنا شفقة منك علينا.
وتسوؤك أعمالنا، رحمة منك بنا.

سيدي، ان الله معك ولا فاقة بك لغيره.
ونحن، لا أحد معنا ان تركتنا أو غضبت علينا!

سيدي، نرسل السكاكين تلو السكاكين الى قلبك بأعمالنا!
ثم تمسح بيدك على قلوبنا رأفة بنا!
أيها السبب المتصل بين الأرض والسماء..

حتى وان نسيتك..
حتى وان هجرتك..
حتى وان خذلتك..
حتى وان جفوتك..
حتى وان ابتعدت عنك..

فاني أعلم يقيناً ان كل خير أصابني انما بسببك، كل معروف حصل لي انما هو بلطفك، وكل شر دفع عني انما بعنايتك، وكل توفيق حصل لي انما برعايتك، وكل مكروه رفع عني انما بدعائك..

لكن، اعلم ان أعظم خير يمكن أن يصيبني هو لقاءك، وان أعظم معروف يمكن أن تسديه لي هو رؤيتك، وان أعظم شر يمكن أن تدفعه عني هو البعد عنك، وان أعظم توفيق قد يحصل لي هو التشرف بغرتك الحميدة..

فكما تلطفت علي بمعروفك واحسانك وخيرك ورعايتك دائماً، رغم عدم استحقاقي، تلطف علي باللطف والمعروف الأكبر الذي طال انتظاره.
2024/09/30 10:37:42
Back to Top
HTML Embed Code: