Telegram Web Link
يا صاحب زماننا.

اننا اذا اشتقنا الى شيء تطلع كل شيء فينا له، وربطنا كل شيء في حياتنا به، وتعلقت كل جوارحنا بذكره، وتغلغل في أحشائنا وأعماقنا وقلوبنا.
بل نحب الكلام عنه أيضاً، نحب من يتكلم عنه، ومن يحبه، ومن يشتاق اليه، ونشتاق الى من يشتاق اليه.
وكلنا استعداد للمجازفة والقيام بامور شاقة وعسيرة لرؤيته ولو للحظة واحدة، لأننا نحبه كثيراً ونشتاق له…

ترى ما حال المشتاقين لك سيدي؟
يا بقية الأنجم الزاهرة..

نذكرك قليلاً، فنتألم لفراقك، ونبكي لغيابك، فتتطهر نفوسنا وأرواحنا وقلوبنا بذكرك والبكاء عليك، لكننا سرعان ما نعود لدنيانا فنلوث أرواحنا ونفسد طهارتها التي حلت فيها بذكرك.


لكن سيدي، اذا كان ذكرك واسمك يطهر أرواحنا ويجلي نفوسنا، فكيف برؤية نور وجهك سيدي!
كيف برؤيتك؟ ماذا سيصلح نور عينيك من قلوبنا وأرواحنا !
يا صاحب زماننا.

لقد انعقدت قلوبنا وأرواحنا ودمائنا وضمائرنا على نداء "يا صاحب الزمان" في السراء والضراء.
ففي كل ضراء ننادي "يا صاحب الزمان".
وعند الغم والهم ننادي " يا صاحب الزمان".
وعند الضيق والبلوى ننادي "يا صاحب الزمان".
واذا اشتدت بي سكرات الموت سأنادي " يا صاحب الزمان".
واذا نزع ملك الموت روحي سأنادي " يا صاحب الزمان".
واذا أفرعني منكر ونكير في قبري سأنادي " يا صاحب الزمان".
واذا خف ميزان أعمالي سأنادي " يا صاحب الزمان".
واذا ملت عن الصراط سأنادي " يا صاحب الزمان".

واذا أمر الله بي الى النار سأنادي " يا صاحب الزمان".


فهذا ما انعقد عليه قلبي وجوارحي في كل آن وحين، وليس فقط في الضراء والشدة.

ففي السراء والفرح كذلك قلوبنا وألسنتنا تلهج ب " يا صاحب الزمان".

لكن عفواً عفواً سيدي، اعذرني لجهلي، فانه لا وجود للسراء والفرح في غيبتك، وكيف نفرح ومهدينا غائب.

لذلك، يا مهدي أرواحنا، أيام غيبتك كلها أيام ضراء وضيق وشدة وعسر، وقلوبنا وضمائرنا كلها تلهج دائماً ب "يا صاحب الزمان".
تذكر الرواية ان المهدي بعد أن يدخل الكوفة يخطب في الناس ساعة، ولا يدري الناس ما سيقول بسبب البكاء 💔

ترى سيدي على أي شيء بكائك وبكائنا في هذه الساعة؟
هل هي كافية لشرح ما في نفوسنا؟
هل هي كافية للتعبير عن شوقنا ولهفتنا؟
هل هي كافية لنشكوا لك فيها ما في صدورنا؟
هل هي كافية لتعبر لك عن حالنا برؤيتك بعد طول الفراق؟
هل هي كافية لتفرغ لك هموم والآم صدورنا؟

هل هي كافية سيدي؟
أم اننا سنحتاج لبحر من الدموع ليشرح لك حالنا عند لقائنا بأبينا وغائبنا الذي حجبتنا دونه قرون من الزمن..!!؟
سيدي.. يا مهجة قلب الزهراء.

تجوب الأرض غريباً وحيداً، وأنت سيدها.
تواسي المريض منا بمرضه، وأنت الذي بك تشفى كل الجروح.
وتواسي الفقير منا بفقره، وأنت الذي يملك الأرض وما فيها.
وتشتاق الينا، وتشفق علينا، وتتلطف بنا، وأنت الذي معك الله ولا فاقة بك الى غيره.
ترعانا بلطفك، وتتصدق علينا بعطفك، وأنت الذي بفضلك استقرت الأرض والسماء.

مع كل هذا، فأنت تعاني وحيداً في سجن الغيبة، ونحن قد طاب وهنأ لنا العيش بفراقك وبعدك عنا، يا أبانا الرؤوف.
يا صاحب الزمان، أنت الأمان لأهل الأرض، وبوجودك إستقرت الأرض والسماء، وبك نزل الغيث، وبيمنك رزق الورى، وبلطفك سلمتنا من المكائد والشرور، وأنت الذي أحسنت، أنت الذي تلطفت، أنت الذي أقبلت، أنت الذي أغثت.

أما أنا يا غائبي، فأنا الذي أذنبت، أنا الذي أسرفت، أنا الذي ظلمت، أنا الذي أبتعدت، أنا الذي هجرت، أنا الذي اقترفت وأسات..
من ألطف ما جاء في وصف أنصار الإمام المهدي في الروايات:

" ويحفون به يقونه بأنفسهم في الحروب، ويكفونه ما يريد فيهم.".


يعني الحرب مشتعلة والصواريخ والقاذفات والطائرات والدبابات وكل الأسلحة موجهة نحوهم، لكن، كل هذا ما يهمهم بل ما يشوفونه أساساً.

كل اللي يهمهم انه خاف مهديهم يصيبه أذى أو ضرر من الحرب، فضالين يفترون حوله ويرحون ويردون عليه وعينهم دائماً نحوه..

حتى خاف يجي أذى يمه فيصير بيهم مو بيه، خل يصير بيهم أي أذى خطر اصابة او حتى اذا يموتون دونه كله عادي، المهم أن يبقى مهديهم سالماً غانماً.
لقد كان شيعة الإمام الكاظم ينتظرون الفرج لحظة بلحظة، يترقبون في كل لحظة خروج إمامهم من السجن، كيف وقد تصدعت قلوبهم وتمزقت أحشاءهم وذبلت أرواحهم لفراقهم اياه 15 سنة!
فراقهم إمامهم ل 15 سنة ليس هيناً عليهم، ونحن الوحيدون الذين نفهمه لأننا فارقنا إمامنا أكثر من ألف سنة..!

لكن، في اللحظة المرتقبة، عاد لهم إمامهم محمولاً على الأكتاف، قد قضى نحبه شهيداً مسموماً ..!

اللهم رد لنا إمامنا سالماً غانماً وأحرسه من كل سوء وأذى وأحفظه من بين يديه ومن خلفه ومن فوقه ومن تحته وعن يمينه وعن شماله.
سيدي يا بقية الله.

ألم ينهكك وينهكنا الغياب؟
ألم يتعبك ويتعبنا الفراق؟
ألم يؤذيك ويوذينا ذنوب العباد؟
ألم يرهقك ويرهقنا ظلم العباد؟

سيدي، ألم تتفطر القلوب لبعدك؟
ألم تتمزق الأحشاء جزعاً لغيبتك؟
ألم تحز الرقاب، وترض الضلوع، وتتمزق الأكباد في إنتظارك؟
نسمع أحياناً عن البعض قول:
فلان لا يستطيع العيش من دون الحاجة الكذائية، اذا كان مدمناً على شيء.
أو اذا كان متعلقاً بشخص يقال:
فلان لا يستطيع العيش من دون فلان.

لكن الحقيقة أنه يعيش من دون أي أحد، حتى ان تألم أو حزن، لكنه يمكنه العيش من دونه.

الشيء والشخص الوحيد الذي لا يمكن لأحد العيش من دونه هو:

… نعم، هو مولانا بقية الله، فكل الوجود وما فيه مستقر بفضله وبواسطته، ولولاه، لما تأخر الله في أن يخسف بالأرض ومن عليها.
لقد قُدر للشيعة أن لا تكون لهم راحة وسعادة حقيقية قبل ظهور الحجة، وكما قال الله تعالى في حديث اللوح عن الإمام الحجة:
"سيذل أوليائي في زمانه وتتهادى رؤوسهم كما تتهادى رؤوس الترك والديلم فيقتلون ويحرقون ويكونون خائفين مرعوبين وجلين، تصبغ الأرض بدمائهم ويفشو الويل والرنة في نسائهم، أولئك أوليائي حقا… ".

فلم تقدر لنا راحة ولا سعادة حقيقية في الغيبة بشيء من الدنيا وما فيها، بل أنها ستكون فترة مؤلمة ومليئة بالمحن والبلاءات والآلآم.

وكل ذلك، لن ينجلي إلا بظهور الحجة، وما سواه، هي مجرد أفراح وهمية زائلة لا واقع لها.
سيدي يا بقية الله.

بحجم جروحك نفتقدك.
بقدر آلامك نترقبك.
بمدى البعد عنك ننتظرك.
وبشدة قسوة فراقك نئن إليك!


سيدي، لقد طالت الأيام والسنين، وطال البعد والفراق، وبعد الأمد وقست القلوب، وأمتلئت الصدور حزناً، والعيون شوقاً، وأزدادت غربتنا ألماً ووحدة، ولا زلت عنا بعيد!
ولا زلت عنا غريب!
ولا زلت عنا غائب الى أمد مجهول!
لا ندري، أندركه، أم يدركنا الموت؟
أتتكحل عيوننا برؤيتك؟ أم سيسبقك التراب اليها؟
بوت تذكرة مهدوية - النسخة الثانية -


بوت تذكرة مهدوية كما يعرفه أغلبكم هو بوت خاص بالنشر المهدوي في القنوات والكروبات، يمكن تفعيله عن طريق رفعه كمشرف في القناة أو الكروب وإعطاءه صلاحية النشر.

لكن، المشكلة في البوت (النسخة الأولى) أنه مضاف في 2000 قناة وحوالي 6000 مستخدم.
لذلك أصبح البوت يواجه مشاكل في النشر في بعض القنوات، لأجل ذلك أنشانا بوت ثاني باسم تذكرة مهدوية أيضاً.

ويرجى الإنتباه: أن كلا البوتين سننشر فيهما نفس النشر تماماً بلا فرق.
فاذا كان بوت تذكرة مهدوية القديم مرفوع بقناتك وينشر بشكل طبيعي بدون مشكلة، فتكدر تكتفي بيه وما يحتاج ترفع البوت الثاني.


أما اذا كان البوت يواجه مشاكل بقناتك، يعني ما ينشر بيهة، أو يوم ينشر ويوم لا، أو انت أصلا ما رافعه وتريد ترفعه، فتفضل برفع النسخة الثانية كمشرف مع إعطائه صلاحية النشر.
- البوت خال من الإعلانات تماماً.

رابط البوت:

@Alnashirmahdawi2bot
جاء في بعض الروايات أن رسول الله وأمير المؤمنين والأئمة يحضرون المؤمن قبل وفاته، وأن امام زمانه يسير في تشييعه.

فيا إلهي وسيدي، إن كنت قد قدرت لي لحظة ما في الحياة الدنيا، تجمعني مع إمام زماني، فسأعيش كل العمر انتظاراً وترقباً لهذه اللحظة، وكل الهموم والغموم والبلايا قبل هذه اللحظة ستكون أحلى من العسل.

وأن لم أكن من سعيدي الحظ الذين تكتب لهم هذه اللحظة، فأن كنت راضياً عني فعجل بقبض روحي ورحيلي عن هذه الحياة، فان لحظة واحدة في الإحتضار تجمعني ببقية الله، أفضل من عمر كامل في البعد عنه.
سيدي وإلهي

إن جئتك بأيدي خالية الوفاض، وبصحيفة سوداء بأعمالي، وقد خفت موازيني، وضاق وسعي، وأمرت بي إلى النار.
فأني أرجو منك شيئاً واحداً، أن لا تذهب بعقلي، ولا تشّل لساني، كي أنادي:

يا صاحب الزمان.

فأني على يقين أنه لن يتركني، وأنك لا ترفض له شفاعة في آبق مثلي.
إلهي، قد جمعت شمل يوسف بيعقوب بعد إن أبيضت عيناه من الحزن لفراقه.

إلهي، قد رددت ادريس الى قومه بعد أن ضجوا وجزعوا اليك لفراقه وما لاقوه في غيبته.

إلهي، قد عفوت عن قوم يونس ورردت يونس إليهم بعد أن فرقوا الإم عن ولدها وضجوا لك بالبكاء والأنين.

إلهي، قد رد موسى الى قومه من الميقات بعد أن تفرق وتاه قومه لغيبته.


إلهي، إن لم تبيض بالحزن عيوننا، فقد احمرت الأرض بدمائنا!

إلهي، إن كان قوم إدريس قد جزعوا لك لغيبة إدريس، فقد جزع الجزع من جزعنا!

إلهي، إن كان قوم يونس قد فرقوا بين الام وولدها وضجوا لك بالبكاء والأنين، فقد فرقت رؤوسنا عن أجسادنا، وقد أنّت الأرض لأنيننا، وبكت السماء لغربتنا!

إلهي، إن تفرق وتاه قوم موسى لغيبته عنهم أربعين يوماً وأخيه هارون بينهم، فنحن لألف من السنين بلا إمام هدى ولا علم يرى!

إلهي، قد رددت إليهم أوليائهم بعد الذي جرى لهم، وها نحن ترى ما ترى فينا، وتسمع ما تسمع!
سيدي، يا بقية.


ليت شعري بأي حال أنت في ولادة جدك الحسين؟
أتفرح بمجيئه إلى الدنيا وتبتهج بقدومه؟!
أم تبكي وتنتحب لما سيصيبه من أمته كما كان رسول الله باكياً!
أتبتسم عينيك الباكية عليه!
أم سيتهيج حزنها لأنك تتذكر مصابه وما جرى عليه!
سيدي وإبن سيدي، فدتك روحي وأرواح العالمين أجمع، أما آن لحزنك أن ينقضي؟
أما آن لجروحك وآلامك أن تنتهي، أما أن لعينيك أن ترتسم بالبسمة!!
سيدي وإلهي.

قد بلوتنا وعاقبتنا بحجب وليك عن أعيننا، جزاءً لما أقترفته وجنته أيدينا، فأصبحنا بلا علم يرى، ولا إمام هدى.
سيدي، قد تراكم علينا الظلام لذلك، قد تراكمت علينا الظلامات لذلك، قد تراكمت علينا الفتن، وازدادت بنا المحن، واشتدت بنا الأحن، وزدنا حيرة وتيهاً، وبلاءً وضّيماً.

سيدي، لا أقول أننا أدركنا خطأنا واعترفنا بذنبنا وأصلحنا حالنا لتظهر لنا ولينا.
بل يا سيدي، وأنت الذي تعطي من سألك ومن لم يسألك ولم يعرفك، هلا تعطفت علينا برحمتك، وتفضلت علينا بكرمك، فأعدت لنا ولينا، واستنقذتنا به من الظلم والمحن، والحيرة والفتن!
سيدي، يا إمام الإنس والجان.
قسماً بمن خلق الإنس والجان.
نفقتدك ونحتاجك بقدر أنفاس الإنس والجان.

سيدي، يا من لولاك لما نزلت النعم ولا جرت الأنهار.
قسماً بمن أنزل النعم وأجرى الأنهار.
أرواحنا في غيابك بحزن ودمار.

سيدي، يا من ولايتك للإيمان ميزان.
قسماً بمن جعل ولايتك شرط للإيمان.
الحياة بغيابك مَّجمَع للفتن وألآلآم.
سيدي يا بقية الله.

قد بلغ الظلم حده.
وقد تمادى الطغيان في غيه.
وازداد الجور في بغيه.
وتعالى العدوان في رأيه.

فمتى يا سيدي تقطع مَّدَه!
وتفني من الوجود ركنه!
وتقطع في الظلم حبله!
وتبيد من الجور أمده!
2024/09/29 08:18:53
Back to Top
HTML Embed Code: