Telegram Web Link
" فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر".

قد قضوا نحبهم على حبك يا صاحب الزمان.
وما زلنا ننتظر دورنا كقرابين لأجلك.

وبين ذا وذا، تتطلع أعيننا وتمتد رقابنا لصولة حق بصمام عزيز منتقم.
فبما عداه، لن ينجبر الألم، ولن يبرد القلب، ولن تشفى الصدور.
يا بقية الله.

إنا لنعلم شدة رأفتك بنا وحبك لنا، ورعايتك لنا، ولطفك بنا، وغوثك المستمر لنا.
ونعلم أيضاً بإن إياب الخلق إليكم، وحسابهم عليكم، وان كل امة ستدعى بامام زمانها.

لذلك يا سيدي، فإنا أحوج ما نكون إلى رأفتك ورعايتك اذا جمعنا الله للحساب تحت لوائك.
نحن أحوج ما نكون للطفتك ورعايتك إذا مالت أقدامنا عن الصراط.
نحن أحوج ما نكون للطفتك ورعايتك إذا خفت موازيننا.
نحن أحوج ما نكون للطفتك ورعايتك إذا تطايرت صحفنا.
نحن أحوج ما نكون للطفتك ورعايتك إذا ضاق بنا الحشر وساء حالنا وأمرنا.
نحن أحوج ما نكون للطفتك ورعايتك إذا ثقلت ذنوبنا وسيئاتنا.
نحن أحوج ما نكون للطفتك ورعايتك إذا لم نجد لنا من شافعين، ولا صديق حميم.
نحن أحوج ما نكون للطفتك ورعايتك إذا بقي بيننا وبين عذاب الله مسافة قليلة.
نحن أحوج ما نكون للطفتك ورعايتك إذا سُئلنا عن ذنوبنا وكل لساننا عن الجواب.
ان لصاحب الزمان رجال، يفضلون نصرته والحياة معه على الجنة!
حيث روي أنه اذا قام القائم يُخاطَّب المؤمنين في قبورهم بأن القائم قد ظهر، فان شئت الخروج معه ونصرته، وأن شئت البقاء في كرامة ربك (أي في الجنة).
وسيختار العديد منهم الخروج من الجنة والعودة مع صاحب الزمان ونصرته، كما دلت مئات الروايات عندنا على الرجعة.

أقول: فما لنا اخترنا دنيانا بكل سقمها وهمومها عليه!!
وآثرنا العيش فيها عليه لدرجة أنا نسيناه وغفلنا عنه!
سيدي، يا من أراق دموع محبيه لغيبته.
متى تقر عيونهم برؤيتك؟

سيدي، يا من تصدعت قلوب محبيه لفراقه.
متى تسكن قلوبهم بعودتك؟

سيدي، يا من نفوس محبيه مضطربة لفقده.
متى تريح نفوسهم بطلتك؟

سيدي، يا من صدور محبيه وغرة لبعده.
متى تشفي صدورهم بسيفك؟
سيدي يا بقية الله.

يا من جعله الله نور الأرض، وقد أظلمت الدنيا علينا بغيابه.
يا من جعله الله عزاً للمؤمنين، وقد أستضعفوا وأستقلوا بَعده.
يا من جعله الله علماً ومناراً للمسترشدين، وتاهوا وحاروا بفقده.
يا من جعله الله شفاءً لصدور المؤمنين، وقد أوغرت صدورهم لبعده.
يا من جعله الله هادماً وقاصماً للمعتدين والضالين، وقد أستحفلوا وأستكبروا بغيابه.

سيدي، أما آن لنورك أن يشرق علينا؟
أما أن للمؤمنين أن يستعزوا بك؟
أما أن لصدورهم أن تشفى بسيفك؟
أما أن للمسترشدين أن يرشدوا بهداك؟
أما آن للظالمين أن يردعوا بسلطانك؟
سيدي، يا ابن الحسن، الى متى قلوبنا تهتف " الى متى الغياب يا ابن الحسن".

سيدي، يا بقية الله، قد طال الأمد ونحن نقول " طال الغياب يا بقية الله".

سيدي، أيها الطالب بدم الحسين، قد طال الأمد ونحن ننادي " أين الطالب بدم المقتول بكربلاء".

سيدي، يا معز المؤمنين ومذل المستكبرين، قد طال طغيان المستكبرين، واستضعاف المؤمنين.

سيدي، يا مدرك ثأر الصالحين، قد تلطخت الأرض بدماء الصالحين.

سيدي، يا فرج المؤمنين، قد أشتد الضيق والكرب بالمؤمنين.
قد تمر في حياتنا الكثير من الأحداث والأمور التي نتحسر عليها ونحزن لها.
وقد تضيع منا أمور نراها مهمة فترهقنا الحسرة عليها.

لكن، أكثر وأشد وأعظم حسرة، والحسرة الحقيقية هي أن تضيع السنين من أعمارنا ونحن في البعد عن بقية الله صاحب زماننا.

لو كان معنا فحالنا لا يصبح أفضل، بل سينقلب من حال الى حال.
فحالنا الأن وحال قلوبنا كالأرض القاحلة التي أنقطع عنها الماء المعين، فاذا عاد سيدها عاد لها الماء المعين..

أترون ما أعظمها من حسرة؟
في الرواية ان النظر الى وجه علي عبادة.
ولذلك كان بعض أصحابه يطيل النظر الى وجهه رغبة في أجر العبادة العظيمة عبادة النظر لوجهه.
وان ما يثبت لأحد الأئمة يثبت لجميعهم.

فالنظر لوجه الحسن عبادة، والنظر لوجه الحسين، والنظر لوجه السجاد…. والنظر لوجه المهدي..!

نعم، النظر لوجه المهدي عبادة عظيمة وتقرب المؤمن لله تعالى!
لكن، حرمنا منها أيضاً، ولم يبق لنا سوى تمني هذه العبادة، والحسرة عليها، والبكاء شوقاً لها!

فيا رب، بحق من جعلت النظر لوجهه عبادة، لا تطل علينا الحرمان من هذه العبادة، فقد تقطعت قلوبنا حسرات شوقاْ لها، وقد تجرعنا الغصات تلو الغصات، لحرماننا منها
سيدي يا بقية الله..


لأجل حبكم وولايتكم، أتعلم كم دماء زكية سفكت؟
وكم من أجساد طاهرة مزقت؟
وكم من نفوس طيبة ازهقت؟
وكن من أرواح نقية اختلست؟



لكن سيدي يا بقية، أتعلم في انتظارك كم ان قلوبنا قد يبست؟
وأرواحنا قد اشحبت؟
ونفوسنا قد ذبلت؟

أتعلم يا ابن الحسن كم من قلب قد تقطع شوقاً لك؟
وكم من فؤاد قد ضنأ لفراقك؟

أتعلم كم من بسمة قد غيبها عنا غيابك؟
وكم من فرحة قد أفسدها فراقك؟

أتعلم كم من أمل معلق بطلعتك؟
وكم من أمل ينتظر اشراقتك؟

أتعلم كم من جرح ينتظر دوائك؟
وكم من علة ترتقب مسحة يدك؟

أتعلم كم من ظلع لا زال متكسراً بانتظارك؟
وكم من قلب لا زال مقطعاً لفراقك؟
يا صاحب قلوبنا..

أتعلم اننا في ترقبنا لك، صرنا نتمنى حتى خروج السفياني..
السفياني، الذي سيروي سيفه بدمائنا، والذي سيعمل بنا المجازر، صرنا نتمنى خروجه..
لأننا نعلم ان بعد خروجه ستشرق شمس مهدينا، لذلك، فلتذهب أرواحنا ودماءً فداءً، إن كان ثمنها طلعة مهدينا.
هل صدر منه ما يستحق الهجران؟

هل أخطا بحقنا يوماً؟
هل أساء لنا؟
هل خذلنا في شيء؟
هل اعتمدنا عليه في شيء ولم يعيننا؟
هل استغثناه بشيء ولم يغيثنا؟

إذاً لماذا نهجر مهدينا !؟

هل وجدنا بديلاً عنه!؟
هل وجدنا من يرعانا أكثر منه!؟
هل وجدنا من يحبنا أكثر منه؟
هل وجدنا من يعرف مصلحتنا أكثر منه؟
هل وجدنا من يقربنا لله أكثر منه!؟
هل وجدنا واسطة لله أقرب منه في الدنيا والآخرة !؟

سبحان الله إذاً لماذا نهجره؟
لماذا نبتعد عنه؟
لماذا نتركه ونلجأ لغيره !؟
لماذا لا نذهب اليه في كل مشكلة وفي كل هم!؟
يا صاحب زماننا..
اذا قدر الله لنا الاجتماع بعد طول الفراق، وجمع شملنا بك بعد كل الغياب..

فبأي شيء سنبدأ حديثنا؟

هل سنتحدث عن الأرواح التي ذبلت لانقطاع الماء المعين عنها لأكثر من ألف عام؟
أو هل سنتحدث عن الجروح التي تراكمت ولا مشافي لها بغيابك؟
او سنتحدث عن الأوجاع التي نشأت فينا ولا مهدئ لها بغياب عينيك!؟
أو سنتحدث عن ألم الفراق الذي يزداد يوماً بعد يوم بغيابك ؟

فعن ماذا نتحدث؟
هل نتحدث عن كل هذا؟
أو سنتحدث عن مصائبنا ومآسينا وما مر بنا في غيبتك؟
هل سنتحدث عن القتل والتشريد والتنكيل الذي حصل لنا بسبب جريمة حبكم والثبات على موالاتكم؟
أم سنتحدث عن كثرة الفتن والتحديات التي واجهتنا للثبات على محبتكم؟


أم ان كل هذا سيختفي فوراً وسننسى كل شيء عند رؤيتك؟
ونقول لك حينها فقط كلمة واحدة وهي "مشتاقيلك".
يا صاحب زماننا.

اننا اذا اشتقنا الى شيء تطلع كل شيء فينا له، وربطنا كل شيء في حياتنا به، وتعلقت كل جوارحنا بذكره، وتغلغل في أحشائنا وأعماقنا وقلوبنا.
بل نحب الكلام عنه أيضاً، نحب من يتكلم عنه، ومن يحبه، ومن يشتاق اليه، ونشتاق الى من يشتاق اليه.
وكلنا استعداد للمجازفة والقيام بامور شاقة وعسيرة لرؤيته ولو للحظة واحدة، لأننا نحبه كثيراً ونشتاق له…

ترى ما حال المشتاقين لك سيدي؟
سيدي يا صاحب الروح..

نعلم ان حنينا اليك وشوقنا للقائك وحزننا لغيابك وألمنا لفراقك كله يصل اليك وتعلم به.

ونعلم انك تبادلنا نفس الشعور بل أكثر، فشوقك وحنينك وحبك لنا أكثر من شوقنا وحنينا وحبنا.

لكن سيدي، ماذا تفعل اذا وصلتك ذنوبنا وأنت المعصوم؟
وماذا تفعل اذا وصلتك معاصينا وأنت المطهر من الله؟
ماذا اذا وصلك اسرافنا وأنت المنقى من كل دنس؟
ماذا اذا وصلك تقصيرنا وأنت الجامع لكل الكمالات؟
يا بقية الأنجم الزاهرة..

نذكرك قليلاً، فنتألم لفراقك، ونبكي لغيابك، فتتطهر نفوسنا وأرواحنا وقلوبنا بذكرك والبكاء عليك، لكننا سرعان ما نعود لدنيانا فنلوث أرواحنا ونفسد طهارتها التي حلت فيها بذكرك.


لكن سيدي، اذا كان ذكرك واسمك يطهر أرواحنا ويجلي نفوسنا، فكيف برؤية نور وجهك سيدي!
كيف برؤيتك؟ ماذا سيصلح نور عينيك من قلوبنا وأرواحنا !
يا أمل المستضعفين والمحرومين.

بعد أن يمن الله علينا برفع حجاب الغيبة بينك وبيننا، ويجمع شملنا بك.
ترى هل ستعاتبنا عن أيام الغيبة؟
وان عاتبتنا فعن ماذا ستعاتبنا؟
هل ستعاتبنا لتفرقنا وتشتتنا عنك؟
هل ستعاتبنا لرضانا وآنسنا بالبعد عنك؟
هل ستعاتبنا لأيامنا التي استطبناها بفراقك؟
هل ستعاتبنا لهجراننا ونسياننا لك؟
هل ستعاتبنا لرضانا بغيرك كبديلاً لك مع انك لا نظير لك؟
هل ستعاتبنا لأنك تقبل الينا ونحن نعرض عنك؟

أم عن ماذا ستعاتبنا سيدي؟

حتى ان عفوت عنا ولم تعاتبنا، الا اني أخشى اذا قلنا لك "مشتاقيلك"، أخشى أن تسألنا "اذا كنتم مشتاقين لي فلماذا تفرقتم عني وطاب لكم العيش بفراقي" !؟
تذكر الرواية ان المهدي بعد أن يدخل الكوفة يخطب في الناس ساعة، ولا يدري الناس ما سيقول بسبب البكاء 💔

ترى سيدي على أي شيء بكائك وبكائنا في هذه الساعة؟
هل هي كافية لشرح ما في نفوسنا؟
هل هي كافية للتعبير عن شوقنا ولهفتنا؟
هل هي كافية لنشكوا لك فيها ما في صدورنا؟
هل هي كافية لتعبر لك عن حالنا برؤيتك بعد طول الفراق؟
هل هي كافية لتفرغ لك هموم والآم صدورنا؟

هل هي كافية سيدي؟
أم اننا سنحتاج لبحر من الدموع ليشرح لك حالنا عند لقائنا بأبينا وغائبنا الذي حجبتنا دونه قرون من الزمن..!!؟
يا بقية الله..

بولادة جدك أمير المؤمنين:
أتعلم كم دماء زكية سفكت؟
وكم من أجساد طاهرة مزقت؟
وكم من نفوس طيبة ازهقت؟
وكن من أرواح نقية اختلست؟
كلها سيدي لأجل ولايتكم ومودتكم والثبات عليكم…


لكن سيدي يا بقية، أتعلم في انتظارك كم ان قلوبنا قد يبست؟
وأرواحنا قد اشحبت؟
ونفوسنا قد ذبلت؟

أتعلم يا ابن الحسن كم من قلب قد تقطع شوقاً لك؟
وكم من فؤاد قد ضنأ لفراقك؟

أتعلم كم من بسمة قد غيبها عنا غيابك؟
وكم من فرحة قد أفسدها فراقك؟

أتعلم كم من أمل معلق بطلعتك؟
وكم من أمل ينتظر اشراقتك؟

أتعلم كم من جرح ينتظر دوائك؟
وكم من علة ترتقب مسحة يدك؟

أتعلم كم من ظلع لا زال متكسراً بانتظارك؟
وكم من قلب لا زال مقطعاً لفراقك؟
Forwarded from التمهيد للظهور واجبنا المقدس (علي هاشم الركابي)
الإمامة_الإلهية_بين_الأدلة_والشبهات.pdf
1.9 MB
بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم.


نقدم لكم كتاب (الإمامة الإلهية بين الأدلة والشبهات).
الذي شرح عقيدة الإمامة عند الشيعة بالأدلة، في 125 صفحة فقط، وبإسلوب واضح وبسيط جداً.

حيث تكون الكتاب من بابين:

باب مختص بالأدلة: وتكلمنا فيه عن أدلة كل ما يخص الإمامة، فأثبتنا منزلة الإمامة، وأنها بالنص لا بالشورى، وبينا ضرورة أن يكون الإمام معصوماً، وكذا بينا أن الأرض لا تخلو من حجة، وتكلمنا بالتفصيل عن أدلة إمامة أهل البيت.

وفي الباب الثاني تطرقنا لأهم الشبهات المثارة على الإمامة مع أجوبتها.

وتكلمنا كذلك عن معرفة الإمام، وعلامات معرفة الإمام.


الكتاب ضروري جداً لتقوية العقيدة والبصيرة بالإمامة، خصوصاً للأخوة الذين لم يدرسوا العقائد أو درسوا القليل من الكتب العقائدية.
اذا كان عمرك 20 سنة، فهذا يعني انك عشت لغاية الان قرآبة 630 مليون لحظة.
واذا كان عمرك 25 سنة، فانت عشت قرابة 800 مليون لحظة.
واذا كان 30 سنة، فانت عشت قرابة 950 مليون لحظة.


فكلنا عشنا مئات الملايين من اللحظات لحد الان،

لكن، ولا لحظة واحدة منها جمعتنا مع بقية الله..

فمن يكون أسوا حالاً من حالي..!
2024/09/29 14:17:32
Back to Top
HTML Embed Code: