Telegram Web Link
إنّ مسؤولية استنهاض النفس من رقدتها، ودفعها بصبر ودأب من قاع الاختناق لسعة النفس، مسؤولية كل فرد تجاه نفسه وبنفسه.
مَن شاء وِصالًا كريمًا بقلب كريم عنده، فلن يذل كرامته بل سيصونها، ويأتيه على نور الله تعالىٰ وسنّة رسوله ﷺ. وما سوى ذلك من سُنَن وسُبُل فمهما أُلْبِس ألف حلّة من الجمال والخيال والأماني فهو عارٍ من كل خير على الحقيقة.
أنت ذاك الذى يمكن أن يُخطئ دون أن يستحيل شيطانًا بالضرورة، ويمكن أن يُحسن دون أن يكون ملاكًا على الدوام. ويمكن أن يجرح أو يؤلم أحدًا من حيث قصد أن يضمّد ويرأف بآخرين أو بنفسه. فتقبّل نفسك وضعفها، وواجه حياتك بقوة.
كم ممّن يظن أنه يفهم الوجود من حوله، وحقيقة الأمر أنه يعلم ولا يفهم! يعلم قواعد وقوانين ومعادلات علمًا تقريريًا مُصْمتًا، بلا إدراك مقتضاها ولا استشعار لحياتها أو إمكان الحياة بها.
إنّ كثيرًا من خِلال المرء الأصيلةِ وأخلاقه الكامنة فيه تُعلِن عن نفسها فى تفاصيل ولفتات؛ هى القرائن والدلائل التى تخبرك بحقائق الجوهر.
حريّة الإنسان ليست مرهونة بمشيئته بل بمشيئة الله تعالى؛ فهي ليست حرية مطلقة بل محدّدة بحدود ما أمْكَنَه الله من طاقات، وما جَعَل له فيه خيارًا.
بقدر وعي المرء بذاته ويقظته لدواخلها وقدرته على حوارها بصراحه وتسمية مشاعره وحاجاته باسمها، تعلو أو تنخفض قدرته على تمييز الأوهام من الحقائق وتزداد أو تقل فرص وقوعه فريسة سهلة لحبائل التعلق والإدمان.
المكاشفة الصادقة في حوار جادّ بين قلبين متألمين، خير ألف مرة من ادِّعاء صفاء وتمرير، تتراكم من ورائه الطوايا حتى تنفجر في تقارُع لاذع موجِع بين وحشين جريحين صارا متباغضين.
شتان بين مكاشفة صادقة في حوار قلبين متألمين، وبين تقارُع لاذع في تصارع وحشين جرحين. الأول يجلو النفس ويطهر القلب مهما كان موجعًا، والثاني يُخلِّف ندوبًا ويرسّب ضغائن حتى النهاية.
ممّا يزيد عُقَد النفس استعصاءً والطين بِلّة، أنّنا مهما ازدَدْنا علمًا بحبائل النّفْس وعواقب الانجرار ورائها، زدنا تسليمًا لها، تسليم خوفٍ من المواجهة، لا تسليم راضٍ حقيقةً وقانعٍ فعلًا بترْكِ الحبلِ على الغارب.
الخلافات تهيئ للعلّة الفرصة لتظهر، لكنها لا تخلُقها بداية. فمن كثرت خلافاته فليراجع علّة قلبه وكوامن نفسه، فإنما هي نذير بأن العلاقة ليست سليمة الجذور ولا سوية التربة، ولا يُصلحها مجرد إقامة ساقها الظاهرية.
2024/12/24 03:35:05
Back to Top
HTML Embed Code: