Telegram Web Link
تنويه: ظهر خطأ في بعض عناوين البريد، فعلى من لم يتلق رسالة رابط اللقاء اليوم أن يراسلنا على الصفحة
https://www.facebook.com/Hudud0
أو بريد
[email protected]
الإدمان عامة وليد عقدة الهروبية من الشعور بالمسؤولية، سواء المسؤولية الوجودية بالمعنى الكبير، أو المسؤوليات الجزئية في سياق كلّ فرد بحسبه، كمشاكل أسرية أو هموم عاطفية أو فراغ أو فضول أو ملل... إلخ. والإدمان وإن كان سجنًا نفسيًّا رهيبًا، إلّا أنّه يتستّر بستار ألم مُفتَعَل لا شعوريًا، يعفي من ألم الذنب الحقيقي. فكأنّ المُدمِن ينـزع من نفسه فتيل التحكّـم الشخصي حين يَخضَع لمادّة الإدمان طواعية حتى تُسَيِّره قهرًا، وبذلك لا يعود مُخيَّرًا في أمره بخَيار ولا مُطالَبًا بقرار ولا عاقلًا لمسؤولية أصلًا، وهذه الحالة تتماشى مع دور الضحية وتتسق مع مشاعر الرثاء للذات أو الغضب عليها والمظلومية وكراهة المسؤولية والسخط على نظام الوجود... إلى آخر الآفات النفسية التي تَتَوطّن نفس الميّال للإدمان. ومهما اشتكى المدمن ظاهريًّا وناح من ظلمة سجن الإدمان، يجد نفسه داخليًّا يستمرّ فيه، لأنّ الشعور الحقيقي بمسؤولية الحرية يرهبه، بينما الإدمان يُغيّب عقله ويخرجه عن الشعور بمَلْك الزمام للشعور بالتبعية القهرية.

إذا فهمنا تلك النفسيّة، استطعنا أن نقف على الشعرة الدقيقة بين أوهام المُدمن وحقيقة واقعه فيما يتعلق بالقهر والاختيار. فالتعلّق والإدمان نتيجتان اضطراريّتان نهايةً لاتباع اختياري بدايةً. مثلًا، الإقدام على شرب الخمر اختياريّ، وما يتولّد عن الشّرب من السُّكر أثر اضطراري واقع لا مَحالة. ثمّ الاستمرار على الشرب واتّخاذه عادة فيه درجة اختيار، إلى أن يتمّ التلاعب ببرمجة الدماغ والنفسيّة فتصير العادة إدمانًا، ويصير صاحبها مدفوعًا إليها قسرًا بعد أن كان هو مُبتدِئَها طواعية. وهذا قانون كلّ أبواب الفِتَن عامة: إنّك إن تفتَحها وتَلِجْهَا تُوصَد عليك وتحتجزك.

وهذا هو مفاد أبيات ابْنُ نِحْرِيرَ الْبَغْدَادِيُّ، التي ذكرها ابن الجوزي في "ذَمِّ الهَوى":
تولَّعَ بالعِشق حتى عَشِق فلما اسْتَقَلَّ به لم يُطِقْ
رأى لُجَّةً ظنّها مَوجةً
فلما تَمَكَّنَ منها غَرِق
تمنّى الإقالةَ من ذنبه فَلَمْ ** يَستَطِعْها ولم يَسْتَطِق
ولذلك فمدافعةُ الهَوِيِّ مع الهوى ابتداء أهون – مهما صعبت - من الصعود من هاويته. وعلى ذلك، فالصعود من هاوية الإدمان ليس مستحيلًا وإن كان عسيرًا؛ إذ مهما تسلّط إدمان شهوة على صاحبه، يظلّ له قدر طاقة وفي نفسه منه قلقلة واضطراب، يكون من مجموعهم دافعه لطلب التداوي منه، والصبر على مرارة التداوي حتى تمام التعافي، كما سيلي تفصيله.

من كتاب #الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
متاح للتحميل من مدوّنة المؤلفة
أي شيء يمكن أن يكون مادّة إدمان؛ لأنّ الإدمان يعني المداومة لحدّ التعوّد المَرضيّ، بحيث لا يعود المدمن قادرًا على الاستغناء عن مادة الإدمان، لشدة تسلّط أثرها عليه بدنيًّا ومعنويًّا. والعادة تعني منهجًا متسلسلًا وديدنًا متكرّرًا في المعاملة، وليس خبطات فجائية أو مرّات عارضة. مثلًا، لا إشكال في أن تتّبع نظامًا غذائيًّا مُعيّنًا، ثم تهفو نفسك لقطعة حلوى فتجيبها مرّة. لكنّ الإشكال أنك تجد نفسك مدفوعًا لمرات متتابعة من نفس الهفوات التي تكرر نفس الاستجابة لها، بما يخرجك في النهاية عن النظام بالكليّة. وكلّ صور الإدمان التي تتفجر في وجهك "فجأة" كما يبدو لك، هي في الحقيقة ثمرة نهج معين في معاملتك لها دون أن تنتبه :

بداية عوَّدت نفسكَ دوام إجابتها لهوى بِعَيْنه، فكلما اشتهيته أَتَيْتَه فورًا. وخطّك الأحمر الوحيد أنه ليس حرامًا. (مع أنّ الواحد لا يواقع الحرام بين يوم وليلة كما سَلَف البيان، بل تسبقه خطوات على مدى طويل، غالبها مبدؤه هوى "بريء"). وتكون ثمرة تلك العادة ضعف عزمك ووازعك في إيقاف نفسك عن أي داعٍ أو عند أيّ حدّ. بل يصير سلطان الهوى متحكِّمًا فيك ومسيِّرًا لك كجهاز التحكّم عن بعد. فكلّما حصًّل شيئًا وظَفَر منك بمطلوب، صاح هيّا إلى مزيد ومزيد ومزيد! وهذا مفاد مقولة "كأس الهوى لا قَعْر لها" أي لا يرتوي صاحبها أبدًا. والإشكال التالي بعدهما ضعفك وخوَرك عن كسر العادات السيئة التي تنحطّ بك، في مقابل التهشيم السريع للعادات الحسنة التي كانت تنفعك وتصلحك . وهكذا يصير نمط حياتك "تلبية الهوى واتباعه"، مع أنه معارض لما يفترض أنه وَقَر في نفسك أو أدركته بعقلك، "أن يكون تَبَعًا". ولك أن تتخيل مثلًا من عَوَّد نفسه الأكلَ بلا حساب. فأدنى نُظُم الغذاء الصحي ستبدو له عذابًا ثقيلًا، لا لثقلها هي بل لشدة تثاقله بسبب ركام الهوى الذي اعتاد طعمه. فلا عجب أن تكون الحلقة الختامية بناء على كل ما سبق، هي سهولة الانجراف الاختياري لمختلف دوامات الإدمان القهري، التي تدمّر الروح والجسد معًا.

من كتاب #الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
متاح للتحميل من مدوّنة المؤلفة
الإدمان من أخطر أشكال الاستعباد النفسي، لأنه استعباد ذاتي، غالب مبدئه الاستغراق في تلبية هوى ظاهره البراءة أو الإباحة، أو الانجـرار الأعمى والمطلق وراء عــــــادة المـزاج ومــزاج العــادة. ومن رحمة الله أنّ هذا الاستعباد مما لا تسيغه النفس السَّوِيّة بالفطرة، أو التي يظلّ فيها قَدْرٌ من السَّواء، ولا تتسق معه ولا تنسجم بحال. فالمُخدِّرات والمُسكرات المادّية والمعنوية تجرّد متعاطيها من سكينته الفطرية وإن وافقت اشتهاء هواه، لأنها لا تحلّ إشكالاته أيًّا تكُن، بل تُعَقِّدُها وتُضاعِفُها، بما تُضيف له من تحدّيات، وما تُراكمه عليه من عادات كان غَنيًّا عن إسارِها. لذلك تجد كثيرًا من المدمنين يصلون لمرحلة "القرف" من وطأة ذلك الاتباع المُخـــزي في بلادته، والاشمئزاز من فقدان زمام النفس على ذلك النّحو المُهين، والسـأم من حيــاة غايتهـا إرضــاء نـزوات الهوى.

هذا الاضطراب الفطريّ واقع لكلّ مدمن بالضرورة، بغض النظر عن درجة إيمانه أو حتى كونه مؤمنًا أم لا؛ لأنّ الحيـاة لم تُجعَل لهذا، ولا الإنسان خُلق لذلك، ولا الهـوى رُكِّــبَ فيه لذاك. ومن هنا فالمذنب المُصِرُّ على التوبة مهما تكرر منه الذنب، أقرب للسكينة الفطريّة ممن اتخذ سبيل الخَدَر والإسكار بغير كسرة التوبة. لأنّ حضور العقل وحياة القلب يظلّان نعمة كُبرى، مهما اختلّا بدرجات؛ إذ هما جُعِلا في الإنسان لتبصرته لا ليطمسهما.

من كتاب #الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
متاح للتحميل من مدوّنة المؤلفة
الفصل بين الجنسين أم الاختلاط
في السياقات العلاجية والمهنية والتعليمية؟
بقلم: أ. هدى عبد الرحمن النمر

في العدد العشرين من #مجلة_رواء
https://bit.ly/414uEek

لتصفح أو تحميل العدد:
https://bit.ly/3NK3JkH
للسائلين عما كتبت في منهج تربية الأطفال، فالمادة التي عندي بثثتها بالفعل في كتاب #الأسئلة_الأربعة، ثم #ما_بال_النسوة، وأجمعها إن شاء الله تعالى مع بعض الإضافة في مؤلف مستقل.
لكن خير ما أحيل عليه حاليًا مما ألّفت ويتصل بهذا الموضوع هو كتاب #وكان_أبوهما_صالحًا الذي سردت فيه مواقف تطبيقية من سيرة #أبي_عبد_الرحمن رحمه الله تعالى، وتأملاتي في منهج تربيته وأثره من جهة الابنة.
الكتاب نفسه لم يصدر بعد ورقيًّا، لكن غالب مادته مع كتابات أبي وجدي - رحمهما الله تعالى - منشورة على مدوّنة مخصوصة:
https://dralnimr.wordpress.com/
وقناة الساوند كلاود
https://soundcloud.com/dralnimr
ليس من التشدد أن يعتقد المسلم أن الإسلام وحده هو القائم على الحق، وأن الحق ينحصر في الإسلام، بل هذا أول مقتضيات الإسلام.

أما التشدد في كل صوره فمَرَدُّه على الحقيقة إما: للحيود عن مقتضيات الإسلام بدرجة أو شكل ما، لا الامتثال الحق لها؛ أو حَصْرُ المُسلمِ للحق في ذات شخصه لا في ذات الإسلام، وفي نمط تديّنه على عِلّاته لا في أصل الدين بكماله.

من كتاب #الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
متاح للتحميل من مدوّنة المؤلفة
صحيح أن الواقع السائد عامر بالتحديات بل راكِزٌ في الباطل رِكْزًا يُعَسِّر معاكسته بالحق في ظل المجموع. لذلك، وعلى ذلك، تظل المسؤولية قائمة على كل والدين ومربين مسلمين أن يعوا الإسلام على وجهه، فقهًا وعقيدة وتزكية، ويبذروا بذره على الوجه الصحيح وبمنهج صحيح في فكر ونفوس الناشئة؛ سواء اختاروا مسارات التعليم المنزلي الحر، أو مسارات موازية مع التعليم المدرسي لمكافحة أثرها. وفي كلا الحالين، ستتطلب التربية الحقة عناية وتركيزًا وجهدًا جادًّا مدروسًا، لا محاولات عشوائية عابرة وشذرات معرفية سطحية.

من كتاب #الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
متاح للتحميل من مدوّنة المؤلفة
مناهج غير المسلمين الفكريّة وبُناهم المعرفية وأدواتهم العلمية كلها نابتة في بيئة تَنظُر للدين - يوم تنظر - باعتباره "جانبًا" من جوانب الحياة المتعددة جدًّا، لا أنه منهج الحياة والتزامه هو مقصد الوجود. وبقدر تعدد جوانب الحياة يكون على المدى تعدد غايات الحياة، وتعدد آلهتها الصغيرة (المال والزواج والمهنة والذريّة والهوى والمزاج...) حول الإله الأكبر. وهكذا يتمدد التوحيد تلقائيًّا في شعور المسلم المتشرِّب لتلك الأجواء غير المسلمة في جذورهـا، ليَسَع مختلف صور الشرك بانسجام ووئام. فلا يعود يستشعر بينه وبين غير المسلم فارقًا في تصوّر الحياة أو معاملتها، اللهم إلا في بعض "الشعائر" الدينية!
والأدهى الذي يترتب على ذلك انحسار الشعور بخطر الكفر بالله تعالى وعِظَم خطيئة جحوده ونكرانه جلّ وعلا، لتصير المسألة ببساطة اختلافات ثقافية عادية كاختلاف نكهات قطع الحلوى! وبذلك يتبين كيف أن مطالعة التصورات العقدية من كتب الفلسفات الدينية باب فتنة لا تثقيف لكل ضعيف في العلم بالدين والعلم باللسان العربي المبين، ويؤدي بدوره لدهاليزَ من الحيرة والشك، تطيل الطريق إلى الحق الذي هو أقرب للمسلم من حبل الوريد بل هو بين يديه.

من كتاب #الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
متاح للتحميل من مدوّنة المؤلفة
من اللافت أننا نَدين ونُسَـلِّم وننقاد لمختلف ما يَرِدُ علينا من ديانات الغَير بصدر رحب، باسم الثقافة أو الانفتاح أو التحضّر أو تغيّرات العصر... إلخ. أما ديانة الإسلام التي نعلن الانتساب لها، فنحن في جدال وعناد دائمين معها! ولا بادرة جادّة لمحاولة الفهم قبل الجدال، في مقابل بوادر مُصِرّة على عدم الفهم والإمعان في العناد! ويندر أن نخضع أو ننقاد لتكاليف الشرع إلا حيث لا يتعارض ذلك مع انقيادنا لتكليفِ دينٍ آخر، من عُرف أو موضة أو هوى... إلخ. بل لم يعد مصطلح "التكليف" في مرجعيتنا يفيد "الوجوب الشرعي" على المُكَلَّفِ عند بلوغه سن التكليف الذي قرّره الشارِع! وإنما صار التكليف عندنا يفيد "تعليق الامتثال" لأمر الله تعالى حتى يحين سِنّ التكليف الفعليّ، الذي نحدّده لأنفسنا بأنفسنا عند الاقتناع أو حضور المزاج أو موافقة الأعراف، أو غير ذلك مما هو أعلى اعتبارًا لدينا في شرعنا المُلفَّق من أمر ربنا المُحقّق!

من كتاب #الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
متاح للتحميل من مدوّنة المؤلفة
لا يتم الكلام في التجديد حتى نتوقف عند اغترار الكثيرين باستباحة حمى الديانة بدعوى أن "باب الاجتهاد مفتوح"؛ فصار لكل ذي رؤية أن يرى ما يرى كيف يرى طالما ألصق برؤيته بعض الآيات أو الأحاديث كيف فهمها! وصحيح أن الاجتهاد في الدين محمود بل ومطلوب، والإرث العلمي العظيم بين أيدينا اليوم هو ثمرة اجتهادات كبار أئمة الأئمة، لكن الاجتهاد – كأي علم آخر – له معايير وشروط وأصول لا بد أن يستوفيها صاحبها ليكون من أهله المعتبرين فيه ابتداء، وليس أمرًا هيّنًا كما جرى تسطيحه على ألسنة الناس وفي أذهانهم، وهو منظومة من العلوم التي لا بد من تحصيلها بأصول وضوابط تحفظ من الإفراط والتفريط، وهو كذلك مراتب ودرجات تَفنى في تحصيله أعمار وقد لا تدركه إلا أن يشاء الله تعالى.
وليس من سلامة المنطق ولا المنهج ولا العرف العلمي أن نوكل أمرًا إلى غير أهله لعدم وجود أهله، كما لا يمكن أن نكل جراحة في القلب – مثلًا – لغير متخصص في جراحة القلب ناهيك أن يكون غير جراح أصلًا، لأنه إن عملها هلك وأهلك!
وندرة أهل العلم والإتقان في أي مجال حلّها أن ندعو للتأهل لا أن نقول لمن ليس أهلًا "هيا، اقتحم"!

من كتاب #الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
متاح للتحميل من مدوّنة المؤلفة
وأما ما يعرف باختلافات المجتهدين من أئمة علماء الأمة فلا تعني ببساطة "اختلاف وجهات نظر" كتلك التي يتبادلها قراء صحيفة الأخبار حول طاولة المقهى! بل اختلافاتهم اختلافات محدودة ومعدودة ومبنية على منهجية علمية سليمة وأدلة معتبرة شرعًا، لا على أهواء بحتة وتقديرات شخصية مجردة. وقد فصّل العلماء شروط والاعتبارات الاجتهاد ودرجات المجتهدين بما لا يدع مجالًا للخلط بين مبدأ الاجتهاد في الدين وانضباط أصوله وثبات كلياته ونزاهته من لوثات النسبية.

من كتاب #الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
متاح للتحميل من مدوّنة المؤلفة
لا يلزم احترام كلُّ رأي أو اعتقاد ليظهر المرء بمظهر علمي أو موضوعيّ، خاصة حين يكون مخالفًا لعقيدته. بل إنّ صاحب أيّة عقيدة يجب ألا "يحترم" إلا عقيدته، وإلا ما صَدَق عليها وصف العقيدة!
وإذا كانت الموضوعيّة اليوم قد غَدَت ستارًا مُنمّقًا للميوعة الفكرية، فالتعصّب والتحيز صارا الأقنعة التي تُكسَى بها قناعة الإيمان لذَمِّهِا وتلبيسها على أصحابها.
وقد سبق الكلام على تعامل المسلم في هذا الشأن في اسم الله "الحق". والخلاصة هنا أنّ الآراء والعقائد على اختلاف أنواعها "مُعتبرة" عند المسلم بحسب ما جعل لها الشرع من اعتبار، بقدره ونوع تطبيقه في سياقه. خلاف ذلك، لا "يحترم" المسلم إلا عقيدة الإسلام.

من كتاب #الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
متاح للتحميل من مدوّنة المؤلفة
هل يمكن الجمع بين الرسالية في العمل وكسب المال منه؟
وهل يستقيم كسب المال من العمل في المجالات الدعوية والخيرية؟ أم أن الأولى فيها العملَ لوجه الله تعالى وحده؟
وهل يتعارض ابتغاء مصالحَ لنفسي مع الإخلاص لوجه الله تعالى؟
وهل من الممكن أصلًا ابتغاءُ وجه الله تعالى في كل عمل؟ كيف ذلك ومن الأعمال ما هو لهو ولعب للمتعة الشخصية فحسب؟

https://hudhud0.wordpress.com/2021/04/11/sincerity/
سلسلة استشارات مهنية على مدوّنة هدهديّات:

1) ما فائدة التخصص إذا لم أعمل في مجاله؟
2) هل أختار العمل بدافع الرسالية فيه أم العائد المالي؟
3) هل الأولى أن أعمل في مجال شغفي أم مجال يدرّ مالًا أكثر؟
4) هل التنقل بين الوظائف تنوّع محمود أم تشتت مذموم؟
5) أريد أن أترك مجال عملي لكن لا بديل متضح أمامي بعد!
6) كيف أتخذ القرار في مسارات الحياة المختلفة؟
https://rb.gy/hii8b
لا يستقيم لليقين الديني الحقّ أن يكون "أعمى"، لأنّ اليقين الحقّ في الحقّ يعني بلوغ الاطمئنان القلبي المتوافق مع حركة العقل السَّوِيَّة، فهو رديف البصيرة لا العمى! وما سوى ذلك فلا يُسمَّى يقينًا وإن تلبَّس باسمه، وأشهره مظاهر وراثة العلم بالدين ضمن حُزمة الجينات الفطرية! أمّا اليقين الذي ينشده المؤمن بالله تعالى، فهو نور داخلي يَعْمُرُ نفسه فكرًا ووجدانًا، يُهدَى إليه بتوفيق إلهي، بعد بذل أسباب طلب أدلته وتعلّم أحكامه والمجاهدة في موافقته والتخلّق به، فيوافق بذلك فطرة الله تعالى التي فطره عليها، والميثاق الذي أخذه على بني آدم، والشهادة التي أشهدهم عليها.

وفي التصوّر الإلهي (بالألف واللام وليس أي تصور فيه نوع "إله")، لا يمكن أن يقع تعارض بين القلب والعقل، والبرهان واليقين، والسؤال والعلم. وما يُتَوَهَّم من تعارض سببه جهل أو سوء فهم من المُتوَهِّم.

من كتاب #الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
متاح للتحميل من مدوّنة المؤلفة
قد يحدث أن نندم على إحسان الظنّ بمن يتكشَّف سوء معدنه. وها هنا تلزم التفرقة بين الأخذ بظاهر الناس وإغفال الانتباه – عمدًا أو سهوًا – عن دلائل ذلك الظاهــر. ذلك أن كثيرًا من صفات المرء الأصيلة وأخلاقه الكامنة فيه تعلن عن نفسها في تفاصيل ولَفَتَات، هي القرائن والدلائل التي تخبرك بحقائق الجوهر. لكننا قد نختار أن نتجاهلهــا أو نتكلَّف حُسْن تأويلها لشــيء ما في نفوسنا نحــن، إلى أن يتكشّف ذاك الذي كنا نتجاهله أو نتحاشاه صريحًا آخر المطاف، فيقع منا موقع الصدمة الكاشفة، فنندم على إحسان الظنّ بمن تكشَّف سوء معدنه.

لذلك فشتّان بين من يُحْوِجُك لتأويله والتأوّل له على الدوام، ويُتعِبُك في الجمع بين حسن الظن فيه وسوء الواقع منه، وكلما حاولتَ هضمه عَسُر عليك؛ ومن يَدُلُّك عليه حَالُه قبل مَقَاله. والمعادن الأصيلة لا تُحْوِجُ المتعاملين معها لكثير تأويل، لأنها ناصعة البيان عن نفسها. ولهذا ينبغي أن يُمَرِّن المرء نفسه على التفرقة بين عدم الاشتغال بتخمين النوايا والتفتيش في البواطن في جهة الناس، والأخذ بظاهر التعامل في جهته بحكمة وتُؤَدَة. وبالتالي، لا يقع في فخ الثقة العمياء قبل الخبرة والتثبّت، أو في شباك إساءة الظن فوق ما يتطلب الحرص والحذر.

#الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة #الأسئلة_الأربعة
2024/09/30 00:36:01
Back to Top
HTML Embed Code: