Telegram Web Link
وتظنُّ أنّك فهمتَ وتَحسَبُ أنّك قادر!
.
.
لكم حدّثك الأدب عن لواعِج شوق لا تفتر ، ودمع محزون لا يَرقَأ ، ووجع فراق لا يندمل ..

وفؤادٍ منفطر لا يسلو ، وقلبٍ مُستَطار كلما مسّه طائف ذكرى ، ونفسٍ تذهب حَسَرات أو تطير شُعاعًا ..

ووَرْقاءَ هتوفٍ ذات شَجْو صدَحَت بفَنَن فعرفتها بالجَوَى وعرفتك ..

ومُستهامٍ رُمي بسهم لا سلم منه الحَشَا ولا أجهز عليه .. فهو بين ذبح الألم وألم الذبح ..

ومَشوقٍ كسير البال يناجي سماء بات نهارها ليلًا وأصبح ليلها نهارًا فالشمس والقمر في عيني قلبه سيّان ..

وراهبٍ في الضلوع كلّما مرّت عليه الليالي رقّ .. وإن كان العهد في الليالي تُقسّي ..

وكذا يحدّثك الأدب ويحدّثك ويحدّثك .. وأنت تسمع له نشوانَ مُستزيدًا ..

وتروق لك بسذاجة بدائع التعبيرات الأدبية ، وتعجبك دقائق وصفها الذي يُخيَّل إليك أنه أحاط بمجامع الشعور الإنساني إحاطة السّوار بالمعصم ، وأجاد غاية الإجادة في بيان أحوال الإنسانية في الإنسان ، وصياغة أطوار نفسه ظاهرة وباطنة ..

وتتأثر تأثّرًا تحسب معه أن قد فهمتَ المعنى ووقفت على حقيقة الشعور ..

حتى إذا نزل بساحتك ما يذيقك تلك المعاني بغير وسيط يصوّرها لك ..

وتناهى لسمعك صوت عصف وجدانك وأنين كيانك وانتحاب عينيك ونشيج صدرك .. وكل تلك الأصوات التي لم تمرّ عليها إلا مُسَمَّيات تعرّفها المعاجم تعريفًا صامتًا لا تسمع له رِكْزًا ..

أدركتَ حينها أنه لا يفهم المعنى إلا مُعانِيه ، وأنّ المعاناة والدة المعنى .. والاسم وَسْمُ المُسمَّى بعد أن اكتوت به الروح فجَأَر به اللسان ..

وأدركتَ من بعد أنك لم تخبُر الشعور قبلًا إلا مجازًا ..

وأن الحقيقة غير المجاز .. وأشدّ .. وأعتى ..

وأنّ شعورك بعواطف نفسك غير التعاطف مع شعور غيرك .. وأشقّ .. وأخفى ..

وأنّ بيان الأدب مهما علا ودَقّ وأجاد ، ما أحاط بمجامع شعور قَطّ .. ولا احتوى ما حوى وجدان إلا بمقدار ما وَسِعَت حروفه .. وهي على تلك السَّعَة ضيقة عنك ..

وكم ستودّ على ذلك لو كان بيان الوجدان مثل بيان البَنَان ينتهي – مهما طال وأبعد – بنقطة في آخر السطر .. لكن هيهات!

والناس حولك – على كل ذلك – لا يرون تَقلُّب وجهك في صفحات الكون تقلّب المكلوم الأََسِف المستوحش ..

ولا ينفعونك إذ يرون إلا بقدر ما كُتِب لهم أن ينفعوا .. ثمّ ينفضّون .. وتبقى ..

ثمّ تدرك آخر المطاف – أو أوّله إذا كنتَ موفّقًا – أنه لا طاقة لنفس بشريّة بجهاد الصبر ومعاركة ذاتها على الرضا وحسن التسليم .. ولا قِبَل لقلب إنسان بقبول تقلّبات الدّهر قبولًا حسنًا ..

إلا بالله وحده ..

وبالله وحده ..

وبالله وحده ..

“ولا يثقلُ معَ اسمِ اللَّهِ شيءٌ” .
*******
رابط المقالة كاملة على مدوّنة هدهديات

https://hudhud0.wordpress.com/2021/01/30/illusion/
ما بالك تفكّر في كل أمر من أمور معاشك، وكل شأن من شؤون حياتك تفكيرًا لا يهدأ لك معه بال، ولا يستريح لك خاطر، حتى تقف على دقائق الحكمة أو تشقى من دونها سعيًا؟

أفما انتهى علمك إلى أنّ الله جلّ وعلا يُجري ما يشاء في الكون بأمره، وإن أعْيَا الناسَ فهمُه والوصول إلى كُنْهِه؟

فما لك تَجِـدّ في طلب ما تَعيَا به وتزهد في الاشتغال بما في طوقك؟

ما لك ألا تستريح وتُريــح، فتَقبَل الكائن على ما هو عليه، وتُقبِل على ما يمكنك أنت أن تكون عليه، دونما إعنات فكر أو إشقاء خاطر؟!

من مذكّرات #أبي_عبد_الرحمن سنة 1975، وعمره 24 عامًا
من وصايا #جدي_عبد_اللطيف في إحدى رسائله إلى #أبي_عبد_الرحمن :

وصية: رجائي ألا تفتح الباب لأي قادم عليك حتى تقول قبل أن تفتح الباب: "اللهم إنّا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شروهم" فإنك لا تدري إذا كان القادم عائنًا أو حاسدًا أو عدوًّا.
وعن أَبي موسى الأشعرِيِّ : أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ إِذَا خَافَ قَومًا قَالَ: "اللَّهُمَّ إِنَّا نجعلُكَ في نحورِهِمْ، ونعُوذُ بِكَ مِنْ شرُورِهمْ" [أبو داود والنسائي]. وفي الاقتداء به عليه السلام خيرات كثيرة ونِعَم عظيمة.
وحبذا لو أرشدتَ القادم بابتسامة رقيقة: "هلّا قلتَ: ما شاء الله، لا قوة إلا بالله، تبارك الله أحسن الخالقين".
وأرجو ألا تطأ قدمك أي أرض حتى تستعيذ بهذه الاستعاذة الجامعة، ألا وهي: "أعوذ بكلمات الله التّامّاتِ من شَرّ ما خلق"، موقنًا أنه لا يضرّك شيء في هذا المكان حتى ترتحل منه. ورجائي أن تعلّم أطفالك هذه الاستعاذة، ونطقها نطقًا صحيحًا، فإنها من أيسر الاستعاذات وأجمعها.
.
سُئلتُ كثيرًا عن أول الطريق لبناء الذات وتربيتها، وقد ذكرته بتفصيله ومنهجيته فيما كتبت وسجّلت، ثم فكّرت إذا كنت سألخصه في خطوات معدودة فستكون:

(1)
أن تعي وتدرك أنك المسؤول الأول عن نفسك وما يصدر عنها ويعتمل فيها: أفعالك وكلامك ومشاعرك وقراراتك، والمكانة التي تُنزِل نفسَك إياها في نفسِك وفي نفوس الناس، والمكانة التي تجعل الناس ينزلونك إياها في العلاقات التي تختار أن تبنيها معهم أو تكون جزءًا مقدورًا فيها، فكما عليك – مثلًا - أن تكفّ عن غيرك أذاك وضررك المادي والمعنوي، كذلك عليك مسؤولية صون نفسك عمن وعما يؤذيها ولا ينفعها ماديًّا ومعنويًّا... وهكذا.
(2)
ثم تقرر قرارًا واعيًا وصريحًا مع نفسك أن تكون واحدًا من ثلاث: أن تتحمل تلك المسؤولية وما يترتب عليها من تربية نفسك وإنضاجها وتأهليها؛ أو أن "تطنش" تلك المسؤولية وتستمر بالعشوائية في الحياة كيفما اتفق وتلقي باللوم دائمًا على كل من وما حولك: فالأقدار ظالمة والظروف تعيسة والناس خبيثو النوايا والوقت يجري والشغل دوامة والأهل مملّون... إلخ؛ أو أن تكون بين بين، فحينًا أنت مسؤول عن نفسك وحينًا أنت مُعفىً من أية مسؤولية وعلى الغير تحمّل تبعاتك، وفي بعض الأمور تواجه نفسك بنضج وصراحة لتقوّم المعوجّ من شأنك ثم في أمور غيرها تترك الحبل على الغارب فأنت مفعول به، معمول عليه، مضروب فيه، ميئوس منه!
فإما أن تقرر ما تريد أو تريد ما تقرر، وإما أن تعني ما تقول أو تقول ما تعني، وإما أن تكون على قدر تطلّعاتك أو تُفصّل أهدافك على مقاسك، فتريح وتستريح من العبث بين بين!
(3)
وأيًّا ما يكن من شأنك في هذه الحياة، وأيًّا ما تكن ظروفك، اعلم علم اليقين أنك لست المبتلى الوحيد في هذا الكون، ولست المختبر الوحيد بهذه الحياة، ولست المسؤول الوحيد عن نفسه؛
وأنك قد تخرج من هذه الدنيا لا يَدين لك أحد بشيء مهما عشت تظنّ غير ذلك؛ لكنك قطعًا – شئت أو أبيت - تخرج منها مدينًا لربك تبارك وتعالى بالحساب عمرك فيمَ أفنيته، وعن شبابك فيمَ أبليْتَه، وعن مالك من أين اكتسبته وفيمَ أنفقته، وعن علمك ماذا عملت فيه.

(4)
فأَسْلِم حقيقة تَسلم أبدًا؛
واستعن بالله ولا تعجز؛
وابتغِ فيما آتاك الله الدار الآخرة؛
ولتسعك نفسك؛
واحرص على ما ينفعك؛
وخذ العفو من الناس وأعطِ العفو من نفسك (ما تطيب به النفس من أعمال وأخلاق دون تحسس أو منّ أو أذى)؛
واعمل صالحًا وادعُ إلى صالح؛
وأعرض عن الجاهلين؛
واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين.

والله تعالى الموفق إلى كل خير، والمستعان على كل أمر، والمُجيب في كل حين، والوليّ لكل مؤمن.
من رسائل #جدي_عبد_اللطيف إلى #أبي_عبد_الرحمن :

مرة أخرى أقول كما قال الشاعر :
ولستُ أرى السعادة جمع مال* ولكن التّقيّ هو السعيد
وتقوى الله خير زاد ذُخرًا
* وعند الله للأتقى مزيد

فاهنأ بهذه السعادة واملأ نفسك ثقة ويقينًا بوعد الله عزّ وجلّ الذي لا يتخلّف ، واستنجز موعوده باللجأ إليه بكثرة الدعاء والفزع إلى الصلاة . وقد استنجز رسول الله صلى الله عليه وسلم موعود الله عزّ وجلّ في غزوة بدر بالصلاة والدعاء والابتهال إلى الله عزّ وجلّ ، فاستجاب الله له ، وسجّل ذلك في كتابه : {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (9) وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ ۚ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (10) إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ (11)}
أكتفي الآن بهذا القدر من البُشريات الإلهية ، والسلام عليكم ..
.
مدوّنة #أبي_عبد_الرحمن رحمه الله تعالى، وستجمع إن شاء الله تعالى ما كَتَبَه وكُتِب عنه هو و #جدي_عبد_اللطيف رحمهما الله تعالى.

وعسى ربي أن يبارك فيها ويجعل أثرها ثوابًا جاريًا في ميزانهما؛ اللهم آمين.

https://dralnimr.wordpress.com/
الكتاب متاح مع دار المعرفة للنشر والتوزيع
www.facebook.com/DarElmarefah/
[email protected]
https://wa.me/201008584820
https://wa.me/201551229364
ومكتبة القيروان عين
https://www.facebook.com/Ein.KnowledgeStore/
https://wa.me/201123836798
منافذ التوزيع داخل وخارج مصر
https://www.tg-me.com/hudhud_0/342
التعريف بالكتب واقتباسات منها
https://www.goodreads.com/hoda-alnimr
كتب أ. هدى النمر بأسعار مدعومة، والتوصيل في نطاق مدينة نصر فحسب (مجانًا). للحجز على الاستمارة التالية:
https://forms.gle/m7eqtGx5PwNogNAv7
2024/10/01 02:28:41
Back to Top
HTML Embed Code: