Telegram Web Link
لا إشكال في ذات الإعجاب الإنساني بما حَسُن من أخلاق غير المسلمين والإقرار لهم بذلك، لكن الإشكال في الشحن الدرامي المستمر والسائد الذي يسعى ويؤدي لا شعوريًّا بالفعل على المدى البعيد لتمييع الفرق بين عقيدة الحق وبقية العقائد، وتهوين شأن اختلافهم وخلافاتهم، حتى تصير المسألة مجرد تباين ثقافي، مع أن العقيدة هي أخطر قضايا الوجود بل هي القضية التي أقام الله تعالى لأجلها الوجود!
ومن ثم فكونك إنسانًا وإن سبق كونك مسلمًا إلا أنّ إنسانيتك ينبغي أن تنضبط في ركابه بانسجام وبلا تعقيد ، لأن الإسلام إنما جاء ليتمم إنسانيتك الأولى ويهيمن عليها، وكلاهما من عند الله تعالى. فالأمر لله تعالى أولًا وآخرًا وليس لمخلوق من الأمر شيء، ولا على المؤمن من الأمر إلا السمع لله تعالى والطاعة، وإن بدا لمن بدا باستحسان عقلي أو فهم سطحي غير ذلك.

#الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك
بسبب حرص الثقافة والإعلام على تأليه الإنسانية المجردة بذاتها وفصمها عن أي سياقات دينية ، أسهم ذلك في إخماد حمية المؤمن الدينية التي تدفعه للحرص على هداية خلق الله وغيرته على حق الخالق على خلقه أن يعبدوا غيره . فصارت "لكم دينكم ولي دين" شعارًا لترييح الرأس وإعفاء الضمير من مسؤوليته . وإنما نزلت الآية لمنع الإكراه على الدين أو فيه لا لإبطال الدعوة لله من المؤمن به أو إسقاط مسؤوليتها عنه . ومُنِع الإكراه في الدين لأن الله غني عن عبادة المحب قبل المبغض والراغب قبل المكره ، وإنما أحب الله من صنعته أن تعبده محبة فمن لم يرغب فيه ربه فالله غني عنه وعن العالمين . ومن هنا فمشيئة الله تعالى في وجود الكفرة يمكن أن نفهمه من باب الاستغناء والعزة لا الرضا والإقرار (والعادي) .
وهمود هذه النخوة أظهر ما يكون في صلات النسب والرحم، حيث يسود التفريط دون عناية بين الأفراد بتذكرة بعضهم بالمعروف باعتباره من حقوق تلك الصلات، بل من واجباتها أحيانًا كما في قيام الوالدين على الأبناء . وصار المسلم يتزوج الكتابية بنفسية "احترام" عقيدتها وتبجيل مُفتعل لحرية الرأي "الشخصية" إرضاء لها ، فكأنه يشجعها ضمنيًّا على ديانة يعلم فسادها وبُغض ربه لها، دون أدنى اعتبار لكونها في النار إذا ماتت على كفرها، وللبلبلة التي لا ريب سيربّى عليها أطفال ينشؤون في بيئة هجينة على الحقيقة وإن تم تسطيحها بأنه "مجرد اختلاف وجهات نظر"! ولو صدقت المحبة أو صح فهم تطبيقاتها لكان أحرص عليها في الآخرة الخالدة قبل الدنيا الفانية!

#الأسئلة_الأربعة #الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة #الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك
المفتاحَ الذي به تُفتَحُ لك أبوابُ نفسك ، أو تُوصدُ دونَك أن تقيم عالمك في نفسك أولًا ، قبل أن تُقبِل على العالم القائم بالفعل وتخالط عوالم الآخرين أو تسمحَ لها بمخالطتك ..
أن تنشئ بين ضلوعك جنتك التي بها تعبر الدنيا لجنة الله تعالى .

#الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
وهكذا أوهموا المرأة فتوهّمت أنها تترقى وتتطور بانخراطها فيما طرأ على المجتمع من صور تحضر وحداثة، وبمحاذاة أو مقارعة الرجال في مختلف مجالات الحياة العامة، وبتبني خطاب النسوية ومصطلحاته القنبلية، وبالاستماتة في الفرار من جدران البيت والتحرر من الانتساب لنظام أسري (أي العزوف عن الزواج) حتى تحقق ذاتها (وصورته أن تتعين في وظيفة لفترة من الزمن حتى تتفوق فيها أو تملّ منها!) ... وكذلكم ما انفكّت أزمات المرأة تنفرج أزمة تلو الأخرى ظاهريًّا، وتتراكم في مقابلها أزمات وعقد في نفسها داخليًّا، ولا عجب!

والنتيجة الختامية كما نشهد آثارها اليوم: تفكك على مستوى الجبهتين، فلا الداخل متفرغ لداخله ولا الخارج متقن لما خرج له. وطال الظلم قداسة التربية المنزلية وقدرها، فالوالدان مشغولان عن أصول الوالدية في التهاء بتحقيق الذات أو الشكوى من عدم العثور على الذات أو غير ذلك من مصطلحات الذات المستوردة بسطحية والمُتناقلة ببلادة! والناشئة مهملون روحًا وإن كانوا مُتخمين بدنًا، تتشكل شخصياتهم اتفاقًا مما يُتركون أمامه من وسائط أوما يُقذفون فيه من مدارس... إلخ.

#قضايا_المرأة #النسوية #ما_بال_النسوة
تَعرَّض دور الزوجة والأم خاصة للكثير من التحدّيات والهجمات، أشهرها ارتباطه بأزمة هُويّة المرأة وتحقيق ذاتها. فمتطلبات التماهي والذوبان التي يفرضها الدور الزوجي والأمومي على المرأة تَقبُرها في بيتها وتجور على حقّ نفسها – كذا يُقال. ويتفرّع عن ذلك المأخذ تهميش قدر ربّة المنزل والتهوين من خَطَر دورها، في مقابل تعظيم قدر ربّة الوظيفة وتهويل دورها المجتمعي والكوني! ومع أن مشكلة تحقيق الذات تعاني منها كل النساء في مختلف الأعمار والثقافات، بل والرجال أيضًا، إلا أنها صارت بأثر مستوردات النسوية لصيقة إما بنموذج الأمّ فحسب، نظرًا لما سبق بيانه من عداوة النسوية للتصور الأسري وطبيعة دور المرأة فيه الذي يكبّلها ويستعبدها ويحدّ من آفاقها! أو لصيقة بمبدأ الوقر في البيت الذي يكبّل صاحبته ويستعبدها ويحدّ من آفاقها! والحق أن كل هذه الآفات مرهونة بتكوين الشخصية وتربيتها وتعاملها مع موارد بيئتها وتفاعلها مع سياقات حياتها، لا بربابة الأسرة ورعاية الأطفال، ولا بجدران البيت أو أرضية الشارع أو حوائط المكتب بحد ذاتهم!

#ما_بال_النسوة
العمل المهني جانب من جوانب الحياة التي لها أحكامها في شرع الله تعالى كغيرها من الجوانب. ومن أحكامها عدم جواز تولي المرأة وظائف معينة برمّتها، كالإمامة الكبرى (حكم الدولة)، أو إمامة المسجد والأذان فيه، والقضاء . وثمة مجالات أخرى لا يجب عليها الانخراط فيها كالعسكرية، فإذا فعلت يباح اشتغالها في ظل حيثيات معينة لا على الإطلاق، كأن تكون بمنأى من الأسر والتنكيل، ولا تتصدى للرجال إلا في حالة جهاد فرض العين ... وتفصيل ذلك كله في مواطنه الفقهية. وإنما الخلاصة هنا أن أحكام الله تعالى بيّنة في هذه القضية كغيرها من القضايا، ومنشأ اللبس فيها إما: الجهل المَعيب بتلك الأحكام، أو الاستكبار الأرعن على حكم الله تعالى في خلقه، أو الغفلة المغرورة عن معيارية أفضلية القرون الأولى الذي قرره من لا ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام: "خَيْرُكُمْ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ. ثُمَّ يَجِيءُ قَوْمٌ، يَنْذِرُونَ ولا يَفُونَ، ويَخُونُونَ ولا يُؤْتَمَنُونَ، ويَشْهَدُونَ ولا يُسْتَشْهَدُونَ، ويَظْهَرُ فِيهِمُ السِّمَنُ" [البخاري].

فقد مضت تلك القرون الثلاثة الفاضلة (300 عام كامل) لم يسجل التاريخ فيها واقعة ولّى فيها النبي صلى الله عليه وسلم أو خلفاؤه الراشدون أو أمراء المؤمنين من بعدهم امرأة مناصب لم يجزها الشرع. وكانت تلك القرون هي الأفضل من كل وجه، بما في ذلك شخصيات النساء ووفرة حظهن من رجاحة العقل وفصاحة اللسان وحسن الخلق والتقوى وعلو كعب الحسب والنسب والتمكن العلمي ... إلخ، وبلغن في ذلك مستويات لم تبلغها نساء أمة قبلهن ولا نساء زمن بعدهن! لم تشهد 300 عام فاضلة في معايير الدين والدنيا وشخصيات الرجال والنساء صور تصدّر مثل كثير مما تم ابتداعه اليوم، فأنى يكون خيرًا ولم يسبقنا إليه خير منا؟! وأنى تُرجى الإصابة لمن لا يحتذي بهدي الهُداة المهديين؟! أم أن نبي الله عليه الصلاة والسلام وخلفاءه الراشدين وأئمة الأمة في قرونها الفاضلة غفلوا عن مثل تلك "التفاصيل الصغيرة" التي انتبه لها الألمعيون في القرون المفضولة بعدهم؟! أم أن نساء تلك الأزمان كنّ كاسدات النفوس وخائرات الهمة فلم يفكرن في الثورة والتمرد والمطالبة بحقهن في كل وجهة والمشاركة في كل مهنة مقارنة بنساء اليوم ذوات العزائم والإحاطة بالعلم من أطرافه؟! أم أن الدين الذي أتمه الله تعالى والشرع الذي أكمله سبحانه لم يضع في الاعتبار "مستجدات" الظروف والعصور التي هي من عند الله تعالى كذلك وعلمه بها سبحانه محيط وسابق؟! (فالجديد جديد من جهتنا نحن، لا من جهة الرب تبارك وتعالى الذي أحاط بكل شيء علمًا وأحكَمَ كل شيء خَلَقَه!).

#قضايا_المرأة #ما_بال_النسوة #النسوية
حتى المهن التي قُصِرت على الرجال، فليس كل رجل أو أي رجل يمكن أن يتولاها، بل الذكورة شرط من شروط الأهلية التي تصاحبها شروط أخرى مفصّلة في مواضعها. وفي الحديث الذي حكاه أبو ذرّ الغِفاري رضي الله عنه، عندما طلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يستعمله في ولاية أو إمارة: "قلتُ: يا رسولَ اللهِ ألا تستعمِلُني؟ فضرب بيدِه على مَنكِبي ثمَّ قال: يا أبا ذرٍّ إنَّك امرؤٌ ضعيفٌ، وإنَّها أمانةٌ وإنَّها يومَ القيامةِ خِزيٌ وندامةٌ، إلَّا من أخذها بحقِّها وأدَّى الَّذي عليه فيها" [مسلم]، وسواء كان الضَّعف المقصود ضَعْف الرَّأيِ والتَّدبيرِ أو ضعف البدن الفيزيائي، فالمعنى أنه يضعف عن تحمّل ثقل الولاية وتكاليفها. فتفّكر لو أن مثل هذه الوقعة ستؤول من منظور ذكوري كما يؤول غيرها من منظور نسوي، لتبين جليًّا أنه ليس لأي من المنظورين مساغ ولا داعٍ ولا وجه صحة. ومما ثبت من وقائع كذلك ما أخبر سيدنا حسان بن ثابت عن نفسه فيما ترويه السيدة صَفِيَّةَ بِنْتِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: "قَالَتْ: لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أُحُدٍ، أَوِ الْخَنْدَقِ جَعَلَ نِسَاءَهُ فِي أُطُمٍ يُقَالُ لَهُ: الْفَارِعُ عِنْدَ الْمَسْجِدِ، وَجَعَلَ مَعَهُنَّ حَسَّانَ بْنَ ثَابِتٍ، فَجَاءَ الْيَهُودُ يَبْتَغُونَ غِرَّةَ نِسَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: فَرَقَى يَهُودِيٌّ مِنْهُمْ فِي الْأُطُمِ حَتَّى أَظَلَّ عَلَيْنَا فِيهِ، فَقُلْنَا لِحَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ: قُمْ إِلَيْهِ فَاقْتُلْهُ، قَالَ: وَمَا ذَلِكَ فِيَّ، لَوْ كَانَ ذَلِكَ فِيَّ كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، (أي لو كان فيه من الشدة والبأس ما يقدر به على مثل تلك الأعمال لكان يقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على أرض المعركة) ...

#قضايا_المرأة #ما_بال_النسوة #النسوية
وقوع حالات استثناء منضبطة في تلك الأزمان الفاضلة، لا يعني اتخاذها أصلًا مطلقًا في زمننا اليوم، خاصة وصور التطبيق اليوم لا تخلو من محاذير، إن لم تكن تتعمد استثارة تلك المحاذير. فصحيح أن من النساء من خرجن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مختلف المعارك، ومنهن معدودات اضطررن لمقاتلة رجال، لكنهن لم يخرجن ابتداء بوصفهن رجالًا يقمن بنفس أدوار الرجال، بل خرجن بالأساس لمداواة الحرجى وسقاية الماء، وكن مصونات في حمى خارج نطاق الحرب الدائرة حتى لا يكنّ عرضة للاستباحة. وبالتالي فالاتكاء على تلك النماذج لاستلهام الشكل المعاصر لتصدر المرأة الحربي قياس فاسد. فمن أين يُفهم من تاريخ المسلمين وتطبيقاتهم انضمام المرأة اليوم للعسكرية بوصفها مجنّدة كالرجل، وارتداؤها نفس زيّ الرجل، ومقاتلتها في مختلف الحروب والمعارك كالرجل، وتعرضها للأسر والتنكيل كالرجل! وإذا لم تكن مهنة العسكرية من المهن الممنوعة على المرأة بإطلاق، فإنها كغيرها من المهن لها أطر وضوابط شرعية يتحقق بها مقصد المهنة وآدابها وتوزيع أدوار الأفراد فيها. أما من يرون القصد من المهنة أن يكون الذكر كالأنثى، وأن تتطابق أدوار الأفراد فيها دون اعتداد بفروق أو اعتراف بها أصلًا، فهم يحكمون بشرع غير شرع الله تعالى، وهم وشأنهم.

#قضايا_المرأة #ما_بال_النسوة #النسوية
رغم حرارة الخطاب النسوي المستورد واستماتته على "تمدين" النساء عندنا باستثارتهن لاختراق كل المجالات واقتحام كل المهن، لم يحقق الانخراط النسائي المجتمعي عندنا المدى الواسع الذي حققته النسائية الغربية عامة. ذلك أن نساءنا لم تعهدن نفسية النسوية في مناقرة الرجل ولا قام لديهن دافع حقيقي لمنازعته ولا شعور أصيل بتحديه. والعائد الوحيد علينا من ذلك الخطاب تخاذل نسائنا في الجبهة المنزلية التي كنّ متمكنات فيها، باعتبار أنها لن تثبت قيمتهن كفاية في مواجهة الرجل أو معايير المجتمع، فذبذبتهن النسوية المستوردة فيما كنّ يُحسنّ ولم تهدهن لأحسن منه!
ونال الرجل نصيبه من تلك الذبذبة في المقابل، إذ تشتتت وجهات طاقاته، فلم تعد ثمة مجالات يختص بها، ولا ولاية يتأهل لمسؤولياتها تجاه من حوله من نساء، ولا صار تركيزه على تأسيس جبهة خارجية قوية ليتكامل بها مع رفيقة دربه حين يجتمعان، بل طالما سيتشاركان كل شيء بنصف جهد ففيم التمكن من شيء بجهد كامل؟! والمحصلة النهائية لكل هذا العجين الفكري والنفسي ما نشهد آثاره اليوم من: تفشي خواء العقول والنفوس، وندرة التمكن والإتقان في كل مجالات المهن والعلوم، وتضارب الموازين والأهواء، وسوء إدارة الجبهة الداخلية والخارجية على السواء!

#قضايا_المرأة #ما_بال_النسوة #النسوية
من أخطر واسوا آثار الوعظيات الدعوية غير المدروسة إيهام المسلم "العادي" أن الله تعالى بعيد!

فهي تحلق بالمُخاطب في سماوات تزكية ومدارج ترقٍّ وقصص أحوال تهدف لترقيق قلبه وشحذ همته، وهذا يتحقق آنيًّا، لكن الأثر الذي يتشكل على المدى الطويل في نفوس السامعين أن الوصول لله تعالى بعيد المنال، ودونه درجات ومقامات لا يبلغها العبد "العادي" بحال أو لن يبلغها على حاله الآن على الأقل. فصارت لفظة "الأنس" بالله تعالى عزيزة التداول على اللسان العادي لأنها تفيد مقامًا مقصورًا على الخواص والأولياء. وكذلك مخاطبة الله تعالى بذكر الله أو دعاء تتطلب نفسًا مُزكاة متطهرة، وتلاوة القرآن تستلزم حضور قلب خاشع خالٍ من العلائق، وأين المسلم "العادي" من كل هذا وهو الغارق في أهواء أو المقترف لأخطاء؟ وهكذا يضطر العبد العادي أن يؤجل كل باب صلة بالله تعالى إلى حين يتطهر ويتزكى ويعتدل منهج حياته، وحتى ذلك الحين لا يؤدي غالبًا إلا المفروضات أداء من يتخلص من واجب أكثر منه يتقرب بطاعة، لأن التقرب والقربى مفاهيم "عالية" على المسلم "العادي".

وفي المقابل، في خضم الحاجة الفورية والعاجلة للأنس والعون والغوث والمدد، لا يجد العبد العادي مفرًّا من أن يفزع لغيره من العباد، فيهرع للاتصال بفلان والاستغاثة بفلان والبكاء على كتف فلان، ويملأ الأرض – أو الساحة الافتراضية – نحيبًا وعويلًا وحالات حزينة وإشعارات درامية؛ ولا يخطر له وسط كل ذلك الاستنزاف أن يفزع لربه أصلًا، لأنه في تقدير نفسه ليس جاهزًا بعد لـ "درجة" اللجوء لله تعالى أولًا، أو لعله يجعله مضطرًا آخر ملاذه إذا نفدت الخيارات السابقة، باعتباره الملاذ الأصعب والأشق الوصول له! ثم إذا لجأ آخرًا وأخيرًا، فبنفس مقلقلة غير موقنة بالإجابة، إما لأنه يعلم أنه ليس حقيقًا بالإجابة ولا مستحقًّا لفضل الله تعالى، أو لأسباب أخرى سبق بيانها.

والحق وسط كل ذلك الاشتباك أن الله تعالى عزيز، والصلة بالله تبارك وتعالى عزيزة، ومن العزة أن الله سبحانه تفضّل وقرّبها لعباده.

وأنه لا عبد يبلغ أن يدعي في نفسه الاستحقاق على الله تعالى، ولو بلغ لكان الأنبياء أحق بها وأهلها، ومعلوم ما ورد عن المصطفى عليه الصلاة والسلام سيد الأنبياء والمرسلين: "... لَنْ يُدْخِلَ الجَنَّةَ أحَدًا عَمَلُهُ قالوا: ولا أنْتَ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: ولا أنا، إلَّا أنْ يَتَغَمَّدَنِيَ اللَّهُ منه برَحْمَةٍ..." [مسلم]. وإنما يدخل العبد على ربه مدخل الموقن بجهة الرب تبارك وتعالى، أي الموقن بالله تعالى وما هو سبحانه أهله وما أخبر سبحانه عن الدعاء الذي يجيبه.

وأن الصلة بالله تعالى مقامات ودرجات لا ريب، لكن أولها التي نغفل قدرها وقيمتها بوصفنا مسلمين، هي أن الله تعالى أدخلنا في حمى الإسلام. وكل مسلم يُقتح له بإسلامه باب الصلة بالله تعالى ولو كان على ما كان عليه من جهالة وتفريط. وكما أن من علوم الشرع ما لا يسع مسلمًا الجهل به بغض النظر عن اختصاصه العلمي واشتغاله في الحياة، كذلك من العبادات ما لا يسع مسلمًا تركها ولو لم تكن مفروضة من حيث إنه لا غنى له عن باب مثوبة يطرقه متى استطاع على حاله، ثم يترقى في طرقه بحسب ما يتزكى، أما أن يُغَلّق على نفسه الأبواب بانتظار ما لا يدري أيمهله الأجل حتى يبلغه أم لا فهو حرمان خائب وتحجير لواسع!

ولا يستقيم منطق تأجيل بناء الصلة بالله تعالى حتى تتطهر النفس وتتزكى، ذلك أن النفس لن تتطهر ولن تتزكى إلا بالصلة بالله تعالى. وهذا مفاد الآية التي نكررها في سورة الفاتحة في كل صلاة: {إياك نعبد وإياك نستعين}. فالله تعالى هو المعبود، والله تعالى هو المعين على عبادته، وهو الهادي للضال، والتوّاب على الخطاء، والموفق للمُستعين.

ويبقى رأس الأمر أن نؤمن بالله تعالى وما أخبرنا به سبحانه، فنُقبل على أمر الله تعالى كيف أمر سبحانه، ونكف عن توهم اشتراطات واختلاق شروط ليست إلا صورًا من صور التسويف المزاجي واتباع الهوى المُقنّع.

وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي
فَإِنِّي قَرِيبٌ
أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ
إِذَا دَعَانِ
فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي
وَلْيُؤْمِنُوا بِي
لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ.

#الأسئلة_الأربعة #الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
البحر .. تَجَلٍّ عظيم من تجليات الجمال والجلال في بديع صنع الله تبارك وتعالى.
فهو ذلك المعلوم المجهول في آن، بما انبسط على سطحه من عالم شهادة أخَّاذ، وبما انطوى في أعماقه من عالم غيب مَهيب. ومع أنه لا ناظر يغتر ببراءة جمال ظاهره عن مكامن خطر باطنه، إلا أن اليقين بما خفي فيه لا يمنع من التمتع بما بان منه!

وهو صديق كل أحد وإن لم يرافق أحدًا.. ويفهم عن كل متكلم وإن لم ينبس بحرف .. ويجيب كل سائل وإن لم ينطق بكلام .. فلا ينظر له ناظر ولا يتأمل فيه متأمل إلا رأى فيه صورة نفسه أو تصوير ما يعتمل ما في نفسه ..

فيتأمله المحزون ليرى بعيني انكساره في لألأة انعكاس الأنوار على تموجاته دمعات تتحدّر في وضح النهار أو جوف الليل سيّان!

وينظر فيه المسرور فتُخيِّل له هناءته الموجَات تتهادى كعرائس سابحة في دلال، أو تتدافع حاملة كركرة أطفال لاعبين في حبور.

ويطالعه المُحِب العاشق فيَخال لُجَّته المنبسطة في الأفق ستارًا يواري شمس غادة حسناء، أربكها طول تحديقه فراحت تلملم على استحياء خيوط أشعتها، حتى إذا همّت بالتواري أومأت له إيماء ظريفًا وغطست في الموج فضحك بدوره وتلونت صفحاته بألون الشفق!

وينظر له المَشوق المُستهام فيهوّن من تباريحه مرأى تعانق أواخر أذيال الموج مع أولى أطراف السحاب في العنان، فكأنما تلاحم متحابان أخيرًا بعد طول لهفة وتطاول غياب.

ويستلهمه الأديب فتُصَوَّر له ضجعة الكون في حضن الموج رضيعًا وديعًا، نام على صدر أمّه الرَّؤوم بعد يَسِير هَدْهَدة.
وسبحان من ضرب بالبحر الذي خلقه مثلًا، فقال تبارك وتعالى: {قُل لَّوْ كَانَ ٱلْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَٰتِ رَبِّى لَنَفِدَ ٱلْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَٰتُ رَبِّى وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِۦ مَدَدًا} [الكهف: 109]. فسبحان من وسع سمعه الأصوات، ووسع حِلمه الخطايا، ووسعت قدرته الخلائق، ووسع كل شيء رحمة وعلمًا. وسبحان من أحسن كل شيء خلقه، فلا ينفك عن مخلوق بديع صنعته، ولا تَبلى أخذة التأمل في إعجازه، ولا يتقادم أثر التفكر في دقائقه.
وكما في أية علاقة يتعدد فيها المحبوبون، يمكن أن تقع الغيرة من أطرافها فيما بينهم، كما يكون – مثلًا - بين الأبناء. ولا يكون الحل وقتها في منع الوالدين من تعديد الأبناء بحسب ما يرزقهم الله تعالى، ولا في مطالبتهم بالتسوية في ذات الحب، بل تكمن مسؤوليتهما في عدالة المعاملة لكل الأبناء وإن فاضلوا بينهم قلبيًّا، والتسوية الظاهرية بينهم حيث وجبت التسوية أو لم يكن ثمة داع للتفرقة تأليفًا للقلوب ومنعًا للضغائن، وإشعار كل طرف أنه محبوب حبًّا مختلفًا عن غيره من إخوته من حيث إنه حب مخصوص به لا بالضرورة أقل أو أكثر ... وهكذا.
إن المِحَك في انضباط واستقرار أية علاقة هي تقوى الله تعالى في أطرافها ومعاملتهم بأحكام شرعه تعالى وآدابه، ووقتها تصفو أكثر العلاقات تعدّدًا. أما إذا غابت التقوى فستفسد العلاقة ولو كان طرفها فردًا، وتضيق النفوس لا عن الغير فحسب بل حتى عن ذاتها!

#ما_بال_النسوة #قضايا_المرأة #النسوية #التعدد
لا يستقيم أن يكون مكمن الإشكال في مسألة التعدد مبدأ التعدد بحد ذاته؛ إذ هو ممارسة حاضرة بالفعل في كل الثقافات منذ الأزل، وله صلة بطبائع الرجال منذ بدء الخليقة. كذلك لا يستقيم أن يكمن الإشكال في إباحة شرع الله تعالى للرجل أن يعدّد حتى أربع: فمن جهة الشَّارِع هو نفسه الخالق جلّ وعلا، فهو أعلم بمن خلق وما قرر بين خلقه؛ ومن جهة ثانية فحتى التشريعات التي حرّمت التعدد من طريق الزواج لم تستطع منع التعدد في واقع الأمر وإن جعلته يتخذ صورًا محرّمة أو غير أخلاقية - في شرعنا وعرفنا نحن - كما سبق بيانه، ناهيك عن أنها قد تتجاوز الأربع بكثير!

وإنّما مكامن الإشكال الحقيقية عند من يُشْكِل عليه جواز التعدد ستكون في واحدة من هذه الجوانب:

- الجهل بفوارق طبائع الرجال والنساء في الحاجات المعنوية والبدنية؛ على ما سبق بيانه.

- تلوث تصوراتنا ومفاهيمنا للحب وتطبيقاته بأخلاط الثقافات الأعجمية الأجنبية؛ كما سبق بيانه.

- الجهل بالتصور الشرعي المتكامل لإدارة الحياة الزوجية، أحكامًا وآدابًا وسننًا. ويضاف لذلك الجهل وينبني عليه سوء تربية أجيال على تصورات وتوقعات مضطربة من الزواج، وانعدام فقه موازين الحقوق والمسؤوليات وفنون العشرة. وبقدر الجهل والاضطراب تكون فوضى التطبيق والخلل في الإدارة؛ كما سبق بيانه.

- سوء تصوّر مفهوم الفطرة، وبالتالي توهّم التعارض بين التشريع (إباحة التعدد) والفطرة (ما جُبِلت عليه النساء من الغيرة)، وتوهّم تكليف العبد فوق طاقته، على ما يلي بيانه.

#قضايا_المرأة #ما_بال_النسوة #النسوية #التعدد
فطرة الله تعالى لا تُترك على هيئتها الجِبِلّية منذ أولى اللحظات بعد الولادة، ولا تَسْلَم من شوائب تشوبها وعوراض تَعرُض لها على مدار سنوات العمر الأولى خاصة. فتؤثّر فيها تلك العوارض والشوائب بالضرورة بدرجات متفاوتة وعمق متباين، إما تأثيرًا نافعًا مُقوّيًا لأصلها، أو تأثيرًا ضارًّا هدَّامًا له، وذلك بحسب مدى موافقة ظروف البيئة المحيطة لشرع الله تعالى. والغالب السائد أنّ ظروف التربية والتنشئة المسلمة مضطّربة كل مُضطَّرَب، بما يؤدي لاضطراب فطرة النشء بدورهم، وانطمارها بدرجات تحت طبقات من رُكام إشكالات نفسية وأمراض فكرية وعقد اجتماعية، تتضافر جميعًا لتُشَوِّهها وتُحَوِّر فيها.

وبالتالي لا يتيح هذا الركام بحال التحاكم للفطرة – أي الطبائع السائدة - من حيث كونها هي "الفطرة" – أي الطبيعة الأصلية -، ولا اتخاذ النمط الموجود معيار الوجود، ولا القياس على ما استَجدَّ على طبيعة المولود واصطُنع فيها باعتباره هو الأصل الخالص. لذلك حين يبدو لنا تعارض بين ما هو مركّب في جِبِلّة الإنسان وما يَرِد به الشرع من أحكام، تعارضًا يكاد يجعل الالتزام بالشرع أو التوافق معه عسيرًا إن لم يكن مستحيلًا، لا بد أن نستحضر أوّلًا حقيقة الرّكـام الذي عَلَا الفطرة، بما يجعلنا نحترز في اعتبار معياريّتها، لأننا نقيس على ما نظنّه أصلًا وقد تغيّر في أصله.

#ما_بال_النسوة #قضايا_المرأة #النسوية #التعدد
إذا اتفقنا على ما جُبِلت عليه المرأة من غَيْرة يستثيرها سياق التعدد الخاصة، فالسؤال المطروح هو: إلى أي مدى يمكننا في عصر الفوضى الفكرية والعُقَد النفسية والتشوّهات التربوية أن نُسَلِّم بأن الغيرة التي تفور في نفوس النساء ما تزال بقدرها الطبيعي حقًا، ولم تُضَف لها طبقات تراكمية وتوابل بهارية من ثقافات مشحونة جاهزة بالفعل، رَضَعنها مع لبن الأعراف السائدة وتأثير الدراميات المرئية والمقروءة؟! إننا نقيس على هيئة الغيرة السائدة اليوم باعتبارها هي "الـ"فطرة التي فطر الله عليها معشر النساء، والحقّ أنّ ما فطر الله عليه النساء من الغَيْرة مُغاير لتلك الهيئة في القَدْر والأثَر. فالغيرة التي يُقاس عليها اليوم غذَّاها في تصور النساء وشعورهن عجين هجين من: الجهل المُركَّب، والأعراف الرديئة، ودراما المسلسلات والأفلام المستوردة أو المصطبغة بصبغات أجنبية الفِكر وإن كانت عربية اللغة. ولم يَطغَ ذلك الركام المتراكم على فطرة "الغيرة" الطبيعية فحسب، بل طغى بها فوق قدرها الطبيعي كذلك، حتى تَطرّف بالنساء لأفعال دنيئة ومكائد خبيثة وسلوكيّات آثمة، عارية عن خشية الله تعالى ومراعاة حرماته ومتخذة من مقولة "الغاية تبرر الوسيلة" شعارًا ومطيّة. وإذا لم يَدُرْ في بال كلّ ضَرّة من الدواهي الداهية والدسائس المَهولة ضدّ ضَرَّتِها ما يصوّره عجين الأعراف ودراما المرئيات، فهي شاذّة محرومة من "فطرة الغيرة"! كلّ هذه المظاهر والأفهام الرديئة جِبلّة الغيرة في أصلها منه بريئة، ولا تؤدي بذاتها في حقيقتها لكل تلك المساوئ والمصائب.

#النسوية #ما_بال_النسوة #قضايا_المرأة #التعدد
سِيَر صالح السلف عامرة بوقائع غَيْرة الضرائر وكيدهنّ وقت أن كان التعدد ممارسة مجتمعية ذائعة، ولا تجد فيها الغيرة تصل بصاحبتها لما تصل له بنساء اليوم من تطرف وتهويل، اللهم إلا أن يكون في صاحبة الغيرة نفسها خلل من نوع ما: نفسي، بدني، فكري، تديّني... إلخ. وهو نفس الخلل الذي قد يجعل صفحات الحوادث تُصدَّر بصورة أب أو أم مفطورين في الأصل على الوالدية ورعاية الأولاد، يؤذيان أبناءهما إيذاءً حقيقيًّا عدوانيًّا (معنويًّا أو جسديًّا)، وقد يقتلانهما بأيديهما! فمثل تلك النماذج لا نقول إنها محرومة من فطرة الأمومة أو الأبوة في الأصل، بل إنّ تلك الفطرة تعرّضت فيهما لعوامل تعرية وتحوير حتى انطمست بقَدْر أو انطمرت تمامًا.

#قضايا_المرأة #ما_بال_النسوة #التعدد #النسوية #الحب_و_الهوى #العشق
وقد سمَّى النبي صلى الله عليه وسلم الضرائر في أحاديثه "أخـوات"، تنبيهًا على أصل أخوة المؤمنين في الشرع، وإن نشأ بينهم ما يستفزّ فيهم أسباب الشِّقاق في العُرف. فعَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "لَا تَسْأَلُ الْمَرْأَةُ طَلَاقَ أُخْتِهَا لِتَكْتَفِئَ صَحْفَتَهَا وَلْتَنْكِح، فَإِنَّمَا لَهَا مَا كَتَبَ اللهُ لَهَا" [مسلم]، أي "لا تسأل المرأة زوجها أن يطلّق ضَرّتها لتنفرد به، فإنما هي أختها في الدين، فمهما سألت وألحّت في ذلك لن ينالها من النصيب من زوجها إلا ما قدَّره الله لها" . ولمّا تزوج النبي عليه الصلاة والسلام السيدة أم سَلَمة عليها الرضوان، قـــال لها: "أَمَـا إِنِّي لَا أَنْقُصُكِ مِمَّا أَعْطَيْتُ أُخْتَكِ فُلَانَةً: جَرَّتَيْنِ، وَرَحًى، وَوِسَادَةً مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ" [أحمد].

#قضايا_المرأة #ما_بال_النسوة #التعدد #النسوية #الحب_و_الهوى #العشق
الغيرة فرع من فروع الغضب والحَمِيّة، وأصل من أصول حب التملك والتسلّط، لأنها "كراهة شراكة الغير فيما هو حقه" . فكلما قوي استشعار المرء (رجلًا أو امرأة) أنه يملك ما عنده ملكًا حقيقيًّا (كما ظنّ قارون وصاحب الجَنّتين)، ولا يُذَكِّر نفسه أن المُلك كله لله المَلِكِ الحقّ وإنما هو في يديه إعارة مؤقتة، سيشتدّ غضبه وتفور أنَفَتُه لمن يشاركه فيه وينتقص من حظّ نفسه فيه. ولا تُحمَد الغيرة وكافة الأخلاق الحارّة أو الباردة إلا أن تكون في مواضعها بقدرها كما تُعلّمنا الآداب النبوية والتربية التزكوية؛ فتكون في حالة الغَيْرة – مثلًا - كرامة ونخوة من الرجل في صيانة أهله وعرضه والحرص على تعليمهم أمر الله تعالى والتزامهم به، ودلالًا لطيفًا وغُنْجًا ظريفًا من المرأة وهي تتفنّن في بسط شباك فتنتها حول رجلها لتذهب بلُبِّه وإن كان حازمًا!

#قضايا_المرأة #ما_بال_النسوة #التعدد #النسوية #الحب_و_الهوى #العشق
حين يتعذر الزواج وإرواء حب بالحلال لأي سبب كان، لم يبق أمام المتحابين من خَيار واقعي وقتها سوى تحكيم العقلانية فوق العاطفية، وعَقل شهوتهما ومجاهدة نفسهما في مدافعة خواطر الهيام وحِبال التعلق الوجداني وعدم الاسترسال معها، والاستعانة بالله تعالى واسترجاعه واستخلافه خيرًا مما فاتهما. ذلك أن الانجرار وراء تلك الخواطر والحبال بعد أن انعدمت سبل التنفيس الحلال لن يعود على أصحابها إلا بالاستنزاف المعنوي في غير طائل، والتهييج الحسّي الذي يقود أصحابه قودًا لمقاربة أسباب المحظورات ثمّ الوقوع فيها، في تخبّط يائس وبائس لتسكين ذلك الهيجان وإرواء ذاك الغليل! ولا يعني ذلك أن المحب مأمور بذبح حب وقع في قلبه، ولا يقدر على ذلك حقيقة؛ وإنما هو مأمور أن يرضى بما قسم الله تعالى في منحه ومنعه، وأن يستعين بالله تعالى مقلب القلوب ويتصبر ويوقن بفرجه، فالله تعالى هو الذي يحول بين المرء وقلبه، وهو الذي يهديه من بعد شَعَث. فلا يَعجِز ولا ييأس ولا يقنَط أو يَنبِذ الحياة، فإنه "مَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ، وَمَنْ يَصْبِرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ. وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ مِنْ عَطَاءٍ خَيْرٌ وَأَوْسَعُ مِنْ الصَّبْرِ" [متّفق عليه].

#قضايا_المرأة #ما_بال_النسوة #النسوية #الحب_و_الهوى #العشق
ما في الحب بحد ذاته بأس، ولا على المُحبّ تثريب، إلا على من يُضيع في الحب دينَه ويُهدِر خُلُقه، ويريق مسؤولية وجوده على أعتاب وَجْدِه، فلا أرضًا قطَع ولا ظَهرًا أبقى. ذلك ولن تموت نفس حتى تستوفي رزقها، والحب رزق، والله الرازق، ومن يتق الله يرزقه من حيث لا يحتسب.

#ما_بال_النسوة
#الحب_و_الهوى #العشق
2024/09/30 18:24:42
Back to Top
HTML Embed Code: