Telegram Web Link
نشر أبي - رحمه الله تعالى - مقالًا في مجلة "أهلًا وسهلًا" السعودية ، سنة 1985 ، بعنوان "لعنة الفراعنة" . فكتب الشيخ سلمان العودة رسالة انتقاد واعتراض على ذلك المقال ، وبعثت رئاسة التحرير الرسالة لأبي ليردّ عليه ، فجاء ردّ أبي كما يلي : https://hmisk.wordpress.com/2021/06/08/correspondence/
وهذه صورة مقتطف من رسالة كلٍّ بخط يده .

(تنويه) : استعمل أبي رحمه الله تعالى اختصار صيغة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم (صلعم) وقت انتشارها حينًا ، ثم امتنع عنها بعد ذلك تمامًا وكان ينهانا عنها أدبًا وتوقيرًا لذكر المصطفى عليه الصلاة والسلام كما أمر ربنا تبارك وتعالى ، وطلبًا للبركة في تكرارها بصيغتها كاملة ، وللثواب بعدد من يرددها عند قراءتها .

#أبي_عبد_الرحمن
#وكان_أبوهما #وكان_أبوهما_صالحا
يجب ألا يؤاخذ الدين بجرائر التدين . وليس ثمّة إسلام وسطيّ وإسلام متطرّف وغير ذلك ، بل الإسلام واحد والحقّ واحد ، وإنما الأفهام هي التي تصيب فترشُد بِهَدْيِه ، أو تخطئ فتحيد عن هَدْيِه . والذي يوصف بالوسطية أو التشدد أو التطرّف وما أشبه هو خطاب الدعوة ومنهج الفهم ونهج التديّن ، وليس الدّين .
لا أنسى أبدًا أول نص ترجمة تدريبي راجعته مع أبي رحمه الله تعالى . كان نصًّا أدبيًّا أترجمه من الإنجليزية للعربية ، وكنت في أول سنة دراسية في كلية الألسن ، وقد ثقب أساتذة الترجمة آذاننا بمفاهيم أمانة الترجمة وعدم التلاعب بالنص والتقيد بمقصد الكاتب ... إلخ ، حتى أثمر ذلك عند غالبيتنا التزامًا حرفيًّا بالنص الأصلي تنتج عنه ترجمة حروفها عربية لكن أسلوبها وصياغتها لا يكاد يمتّ للعربية بصلة! وكنتُ ممن التبس عليه في البداية التوفيق بين أمانة النقل من لغة وأمانة النقل إلى لغة . فكان أن استاء أبي لحد كبير من ترجمتي حين اطلع عليها ، وتعجّب ممن تؤلف القصص والقصائد وتكتب المقالات كيف يصدر عنها مثل هذا النصّ في ركاكته ونشاز أسلوبه الذي يَشي بمبتدئة في تعلم العربية أصلًا لا الإنجليزية! ووقعت في حيرة من أمري وأنا لا أستطيع استيعاب التعديلات التي يوجّهني أبي إليها أو يوجّهها لي ، والتي بدت لي وقتها إخلالًا بحرفية الالتزام بما ورد في النص الأصلي!

وهكذا مضت عدة صولات ترجمة وأنا لا أنفك أناقش أبي وأدرس كل ما يحضره أو أقع عليه من مناهج تعليم الترجمة والدقائق اللغوية والمُلَح البلاغية ، لاستيعاب كيفية صقل عقلية وأسلوب المترجم الأمين معنىً والأصيل مبنىً معًا ، بالتمكن المتكافئ من اللغتين قلبًا وقالبًا . وكان أبي يجابه الأخذ والردّ مني بحِلْم وصبر ، إلّا أن يغلبه أحيانًا استياء وإحباط ينعكس في كثرة العلامات الحمراء التي تهطل على الأوراق مِدرارًا ، وكمّ التعليقات الناقدة بقوة على الهامش (وكنت في بادئ التعلم أترك مساحة نصف الصفحة تقريبًا للهامش تحسّبًا لكثرة التصحيح!).

ثم أكرمني الله تعالى بتخطي تلك المرحلة ، للدخول في المرحلة المناقضة لها ، وهي بحبوحة التصرف في الترجمة بعد سَعَة التمكن من اللغة وتلاشي الرهبة الأولى ، كما لو أني أقوم بالتأليف الأصلي في اللغة المنقول لها! وكنت أعرض "الترجمة" النهائية على أبي فخورة بصنيعي ، فيعجبه إحكام الصياغة ويستحسن جمال الأسلوب لكنه لا يُقرّ الترجمة بسبب التحوير في المعنى! فوقعت في حيرة من نوع جديد ، ودخلنا في مرحلة أخذ وردّ جديدة للتفرقة بين بحبوحة التصرف اللغوي والأسلوبي في النص باعتبار المتصرّف مترجمًا ناقلًا عن غيره تعبير ذلك الغير ومعانيه إلى لغته هو بأسلوبه هو ، وباعتباره كاتبًا يعبر مباشرة عن نفسه هو بأسلوبه هو في لغته هو .

وما انقضت السنة الدراسية الأولى حتى منّ الله تعالى عليّ بشهود أوراق الترجمات تعود إلي بعد عرضها على أبي ، وهي تكاد تخلو من الشطب والتعديل ، وتفوح بعبير الإشادة والثناء! وكانت ذروة سروري وسعادتي وفخري على مدى سنوات عملي في الترجمة والتعريب حين شهدت ابتسامة الرضا ولمعة الاستحسان والإعجاب في عيني أبي العسليتين وإشادته الطويلة بأول مجموعة قصصية ترجمتها ونُشرت بعنوان "البعيد والقريب" . وقد اخترت للمجموعة عنوان قصة "البعيد والقريب The Far and the Near" للكاتب الأمريكي توماس وولف Thomas Wolfe ، لأنها كانت من القصص القصيرة المقررة علينا دراسيًّا ، وأعجبت أبي حين درستُها معه واستحسن أسلوبها ومغزاها ، فقررت ترجمتها باتباع توجيهاته وإرشاداته ، ثم أضفت لها بعد ذلك ما راق لي من قصص طالعتها واستحسنتُ رسالتها .

وكان الأساتذة والزملاء من الطلبة يتعجبون حين يعلمون أن المشرف على توجيهنا في دراستنا طبيب بشري لا معلم لغة أو أدب . وحق لهم أن يعجبوا عَجَبَ من لا يفرّق بين طلب العلم واجتياز المراحل الدراسية . فكان أبي ينتهج في كل شأنه القاعدة النبوية "إِنّ اللَّهَ تَعَالى يُحِبّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ" [الطبراني] ، والعلم الذي يتعلمه المرء من عمله الذي يجب أن يتقنه . ومعلوم أن دراسة الطب تستلزم معرفة باللغة الإنجليزية ، فكان أن أقبل أبي على تعلمها وإتقانها كتابة وحديثًا ، ولم يكتف بالمعرفة السطحية والنطق العامي الخاطئ المنتشر بين الأطباء . ولذلك انفرد أبي – رحمه الله ورضي عنه - في كل جهة طبية عمل فيها بأنه الطبيب الذي يجمع بين إتقانه علوم الطب وعلوم الفقه والعقيدة وتفسير القرآن وحفظه ، بالإضافة لتمكّنه في العربية والإنجليزية ومعرفته بالألمانية والفرنسية ، فضلًا عن جمال خطّه وهندامه وإتقانه لقواعد خطوط النسخ والرقعة . وتكاملت كل تلك المعارف والعلوم وتمازجت بانسجام في شخصه الكريم فكان ممن آتاه الله بسطة في العلم والجسم ، حتى إنه كان قادرًا على شرح أيّة مسألة مما يعلمه في علوم الطب أو اللغة أو الدين بمختلف الأساليب والمستويات بحسب من يشرح له ، فيفهمه السامع ولو لم تكن المسألة في نطاق اختصاصه ، ولو كان عاميًّا أمّيًّا .

نقلًا عن صفحة أ. هدى على الفيسبوك
https://www.facebook.com/hoda.alnimr
كان نهج أبي عامة في تعليمه لنا ودراسته معنا يجمع بين الِحلْم والانفعال ، ويتسع للمناقشة بقدر ما يضيق عن الجدل ، ويصرّح بالمحاسن كما يصارح بالمعايب دون مبالغة ولا مواربة . ومن أبي تعلمت منهج التعلم الجاد المثابر الساعي للإتقان ، ومنهج التعليم الصادق القائم على رفق النقد والتوجيه مع صراحتهما ، وحِلم التفهم والصبر على المتعلم مع حزم الضبط وتنمية حسّ المسؤولية الذاتية فيه .
رحم الله #أبي_عبد_الرحمن ورضي عنه وأرضاه .
الحق بين الناس هو النّصيب الواجب لفرد أو جماعة . فمِن أين يمكن لمخلوق أن يستوجب حقًّا من بين المخلوقات الأخرى أو دونها أو عليها؟ ومن المُخَوّل أن يُحقّ بين المخلوقات حقوقًا بحسبها؟ الجواب في الحالين هو : الله تعالى ، الخالق المالك الحقّ . فالأشياء والكائنات لا حقّ لها إلا ما قرّره صانعها جلّ وعلا ، والله تعالى هو الحق الذي منه يكون توزيع النصيب الحقّ وتقرير درجته واجبًا كان أو مندوبًا . وبهذا المنطلق الاعتقادي تفهم وجهًا من وجوه منطق الشارع في أنك لا تقتل مخلوقًا من مخلوقات الله ولا تؤذيه حتى تعلم حكم الله فيه ، ولا تعذِّب أو تحرق بالنار ، وللذبح والصيد هيئة شرعية ... إلخ . كل مثل هذه الأحكام والضوابط مُنطلقها أنّ الخلق خلق الله ، والسيادة سيادته تعالى ، فلا حركة تتمّ ولا سلطان يمضي ولا حق يمُنع أو يمُنح إلا وفق حكمه سبحانه في ملكوته .

وإذا كان الكلام على المرأة خصّيصًا ، فخلقة المرأة ومكانتها ودورها في التصور الشرعي للوجود كلهم من مشكاة واحدة ، وكلهم في اتساق وانسجام طالما ابتعدنا عن نفسية المقارنة الجنسانية التي لا معنى لها ولا أساس من الصحة أو المنطق . والله تعالى لا يخلق مثقال ذرَّة عبثًا فكيف بجنس كامل؟!

لذلك عندما يُنبِئُنا الله ورسوله بما جعل بين الخلائق من مراتب فضل وتفاضل ، وما قَسَم للمرأة والرجل من حقوق وواجبات ، يجب ألا تأخذ المسلم حميّة عصبية ، وألا تنشأ في نفسه عقدة نقص أو تفور فيه صَوْلَة عظمة ، وألا يستقبل القسمة والتشريع إلا بنفسية العبودية التي تقتضي : التأدب والإذعان لأمر الله ، ثم فهمه ، فالامتثال له . وإذا كان ربنا تعالى قد ركَّبَنا كُلٌّ على هيئة ، فله سبحانه الأمر ابتداء وانتهاء إذ هو {الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} ، وهو سبحانه {لَهُ كُلُّ شَيْءٍ} وليس لنا من الأمر شيء . فما وجه منازعة العبد للرب؟!
#قضايا_المرأة_بين_سجالات_النسوية_والشريعة_الإسلامية
قد أنبأنا الله تعالى بنعمة إكمال وإتمام هذا الدين وتشريعه إلى يوم الدين : {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة : 3] . فإذا كان الوجود من الله ، والخلقة من الله ، والتكليف من الله ، والتشريع من الله ، والحساب على الله ، وكله من مشكاة واحدة مُحكَمًا متّسقًا ، فمن أين إذن تتنافر أفهام المسلمين وتتضارب تصوراتهم؟! هذا التنافر وذلك التضارب هما أثر المعرفة السطحية والجزئية ببعض أحكام متناثرة وجوانب متفرقة من تشريع الله تعالى ، وانتزاع النصوص من سياقاتها وإسقاطها على غير وجهها والاستشهاد بها في غير محلّها ، وسلخ بعض المفاهيم والأحكام عن بقية الأحكام والتشريعات المتعلّقة والمكمّلة ، والتي بها جميعًا يتحقق مراد الشارع من خلقه .
#الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة #قضايا_المرأة_بين_سجالات_النسوية_والشريعة_الإسلامية
نعي أبي لجدي في مذكراته .. وسبحان من آتاه نور البصيرة ووفقه لحُسن البيان ..
#أبي_عبد_الرحمن
#وكان_أبوهما
#وكان_أبوهما_صالحا
#هذا_أبي
كم من حب وُلد من رَحِم ظُنَّ أنه عقيم ، ونما متئدًا بحسن عشرة وكريم معاملة . ولا يُشترط أن يسبق حب شخص ما الإحسان إليه ، بل لربما استعبد الإحسان قلب إنسان .
#قلب_مصون #قضايا_المرأة
كلّ تكليف من الله هو في وُسع الإنسان ، أي في طاقته الإتيان به من حيث الأصل . بل لم يُكلِّف الله الخلق إلا وُسْعَهم ، وآتاهم وُسْعَهم وفاق ما كلَّفهم ، فكلٌّ مِن عند الله تعالى . ثم تتفاوت طاقات القيام بالتكليف بحسب طبيعة الخِلْقة من جهة ، ومنازعات الهوى وعوارض الشهوات من جهة أخرى . وقد تختلف هيئة التكليف – وليس أصله - بحسب طبيعة الخِلقة ، ما دام صاحبها في دائرة المُكلَّفين شرعًا . فالعاجز عن القيام في الصلاة - مثلًا - يسقط عنه وجوب القيام في الصلاة فيصلي جالسًا ، لكن لا تسقط عنه الصلاة ذاتها . وهكذا تتدرج هيئات الصلاة بحسب وُسْع المُكلَّف الخِلْقِي ، ويظلّ أصل التكليف - الصلاة - واجبًا عليه . أما الذي يَضعُف أمام فتنة معصية أو غِواية شهوة فهو مُؤاخَذ شرعًا حتى يتوب . ومَكمن المؤاخذة أنّ في وُسْعِه من حيث الأصل طاقة الصبر عن المحرمات والمناهي ، خاصة بحسب مدى ما في قلبه من إيمان وتقوى . ولا يتعارض أصل وُسعه ذاك مع إمكان انجرافه وراء هوى طارئ وضعفه أمام إغواء مَلَذّات عاجلة ، فكلاهما في جِبِلّته ؛ لذلك يُؤاخَذ من جهة الأول – أصل الوُسْع - ويُعطَى فُسحة التوبة من جهة الثاني – ضعف العزم وتفريط العصيان .
وليسَ غيرُ تشريع الله تعالى يجمع خطابَ مختلفِ جوانب الخِلْقة والخَلق ، ولا عَجَب فإنّه من عند ربنا الذي خلق!

#الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
إذا كان سبب الهضم في شأن المرأة عند غير المؤمنين بالله هو اعتناقهم لدين الإنسانية الذي يجعل الإنسان الحاكم والمحكوم معًا ، فسبب الهضم الواقع عندنا هو جهلنا بالدين الحق الذي نعلن اعتناقه والانتساب له ، وبالتالي سوء تطبيقنا له أو بالأحرى توّهم تطبيقنا له! وحتى في فترات غبن وتهميش النساء عندنا في تاريخنا الحديث ، بدل أن نراجع صحة أفهامنا والتزامنا بالدين الذي ننتسب له ، رحنا نستورد من الخارج حلولًا أجنبية الجذور عقيمة الإنبات ، فنضيف لنا همومًا وقضايا ليست منا ولسنا منها . ومن ضعف العقل وسذاجة الفهم أن نستورد نفس اصطلاحاتهم معتقدين أنها لا تجرُّ معها في أذيالها تاريخها ودلالاتها . فاحترام وتقدير وتشريع حقوق المرأة ليست مصطلحات بريئة ولا مطالب إنسانية عامة ، بل وراءها تاريخ وهي حمَّالة أوجه ، فإن لم نعرف فحوى ما نقتبسه اصطلاح ولا نتفق مع تفاصيل ما يندرج تحته من تطبيق ، فلماذا نستورده إذن بدل أن نؤصّل بأنفسنا لأنفسنا ما يحل إشكالاتنا نحن ويخاطب همومنا نحن وينفع مصالحنا نحن؟! وما تعمر به مختلف اللوائح الحقوقية لا حاجة حقيقية إلينا بها جملة أو تفصيلًا وعندنا تشريع لا ينقصنا إلا أن نلتزمه .
#قضايا_المرأة_بين_سجالات
خصم خاص على جميع مؤلفات هدى عبد الرحمن النمر ، مع دار المعرفة في معرض الكتاب ، صالة 1 جناح ب28
لم يَعُد العمل الوظيفي والمستقبل المهني بالذات في خطاب النسوية المعاصر مسألة إتاحة حق مشروع للمرأة بالعمل والتكسب ، بل صارا مسألة شرف وميدان حرب لإثبات ذاتها بالعمل كالرجل والإنتاج كالرجل والتفكير كالرجل والإحساس كالرجل! فتأمل تناقض المعادلة تفهم لماذا لم تنجح تيارات النسوية الأجنبية ونظيراتها العربية حتى الآن في تخليص النساء من العقد الذكورية ، بل عمَّقتها وإن بلمسة نسائية هذه المرة ، لأنها وقعت في نفس المنظور الخاطئ الذي كان ينظر به الرجال لقضيتها ، وهو وضع المرأة والرجل موضع المقارنة واعتبار أحدهما منافسًا للآخر في أحقية الوجود وأدواره ، لا معاملة كل كيان بحسبه .

#قضايا_المرأة #النسوية #تحقيق_الذات #التعصب_الجنسي
إنما مقامك حيث أقامك ربّك ، ومرادك ما يريد منك في حينه ، والله تعالى يُعبَد بالمسؤولية لا بالبطولة . فأن تؤدي الواجب ولو لم يكن فيه هواك ، وتقوم بما تعلق بك من حقوق على خير ما تستطيع ولو لم تكن مُغرمًا بمن تعلَّقتْ بهم الحقوق ، وتتحمل مسؤولية أُقِمتَ فيها حتى حين لا يحضر مزاجك ولا يشهد الجمهور صنعك ، هذا هو السمو الحق الذي ينبغي أن يُحترم ويُقدّر ، وهذه الديانة العالية التي ينبغي أن تسود .
أما في عصر اليوم فالميزان ميزان الجماهيرية والإعجابات والمتابعات ، كأنّ حسابنا على الناس ، في حين أننا لم نكلَّف إلا حسابًا واحدًا هو على الله تعالى وحده ، ومع ذلك لا نلتفت لذلك الحساب إلا على شفا حفرة يكون الوقت فيها تأخر لمراجعة الحسابات .. وضاع العمر يا ولدي!

#الأسئلة_الأربعة #الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة في معرض القاهرة الدولي للكتاب مع دار المعرفة للنشر والتوزيع
حين نتحدث عن تربية الذات يبدأ التملّص من المسؤولية بأسطوانات وجع القلب وضيق الوقت وتقصير الوالدين في حق تربيتهما من قبل ، وكثير من الأسطوانات المشروخة ليس هنا مجال تفنيدها أو تأييدها . وإنما منشأ الخلل المشترك في كل ذلك يكمن في أننا نترك الظروف والحياة تسيّرنا ، ونرتاح إلى ما يُهدِيه لنا هذا الطبع المتخاذل الخائر من رفع للشعور بالمسؤولية أو إحساس بالذنب أو التقصير ؛ فضحية ظروفه لا يمكن بحال لَوْمه على ما آل إليه حاله ولو بقدر صغير! ولأن هذا الوضع في نفس الوقت غير مُرْضٍ ولا مُجزٍ لصاحبه نفسيًّا أو روحيًّا أو عقليًّا الذي يعي في قرارة نفسه أنه ما يزال مسؤولًا عن نفسه وعمله في عمره ، تكون ردة الفعل الوحيدة الباقية كثرة التذمر والشكوى والاكتئاب وكافة أشكال التفريغ العاطفي السلبي بين الحين والآخر .

وتظل ثمّة مأساة تتطلب حلًا ، وتقصير وتفريط لا بد لأحد ما عند مرحلة ما أن يتداركه . والحق أن هنالك ساعات مهدرة في اليوم يمكن الإفادة منها ، وأننا نُوجِد – حين نريد – الوقت لمتابعة مسلسل أو زيارة صديقة ، وأننا نركَن إلى المألوف من العادات الرتيبة ونخشى مسؤولية أكثر من "المتعارف عليها" ولو كنا سنحاسب عليها وقت لا ينفع قول {ربِّ ارْجِعُون}! والحق أن كل من بلغ سنَّ العقل والرشد مسؤول عن تربية نفسها وتهذيبها في عصر العلوم والمعارف والوسائل مفتوحة على مصراعيها تدعو السالكين ، وأنّ ثمّة تاريخ انتهاء صلاحية للوم الوالدين والظروف والمجتمع ، وأنّ كلُّ محرومٍ إذا لم يجتهد في رفع الحرمان عن نفسه بنفسه عند مرحلة معينة ينقلب هو الحارم لنفسه والمؤاخَذ بهذا ، ولا يغني عنه في ميزان الحساب أن يقول إنا وجدنا أقرانَنا كذلك يفعلون!

وقد استوفى كتابا #إضاءات_على_طريق_بناء_الذات ومن بعده #الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة من تأليف هدى عبد الرحمن النمر تفاصيل المنهجية العامة لكل مسلم ليعيد ترتيب نفسه وعلاقاته وحياته ، وهما منشوران مع دار المعرفة للنشر والتوزيع ومتاحان في معرض القاهرة الدولي للكتب .
لقاء المؤلفة هدى عبد الرحمن النمر في معرض الكتاب إن شاء الله تعالى يوم الخميس 8 يوليو من 2 ظهرًا حتى 5 مساءً .
جناح دار المعرفة ، صالة1 B28
من قال إن "استثمار" الوقت يعني الإلقاء بكل التزاماتك من النافذة؟! هذا مطلب غير واقعي البتة ، لأن المرء في عالم اليوم قلّما يكون فارغًا بالكليّة!
ببساطة ، التفرغ المحمود هو "الانقطاع لكل عمل تعمله وقت عمله" ، أي صرف الانتباه والتركيز له حال عمله بعيدًا عن أيّة مشتتات أو مؤثرات . جرب قراءة صفحة والتلفاز مفتوح أمامك أو رسائل الواتس أو إشعارات الفيسبوك والتويتر تلاحقك وانظر كمَّ الوقت الذي يستغرقه التشتت لا القراءة! نفس الصفحة يمكنك أن تُتمَّها بقراءة واعية في نصف الوقت أو أقل .
استثمار الوقت يعني أن تُحسِن استعمال ما هو بالفعل فارغ في يومك مهما قل أو كثر مقداره ، وأن تركّز في إعطاء كل ذي قدر قدره وكل ذي حق حقه في وقته المخصص له ، دون تداخل أو تشويش مع غيره مما أو ممّن لم يَحِن وقته .

#إضاءات_على_طريق_بناء_الذات
#الأسئلة_الأربعة_لضبط_بوصلتك_في_الحياة
2025/07/06 17:26:47
Back to Top
HTML Embed Code: