Telegram Web Link
لا يملأ القلب امتلاءً حقيقيًّا وشافيًا شأنٌ كالاشتغال بالله تعالىٰ. إن نور القلب وروحه أن تشغله بأمر الله تعالىٰ، أن يكون الله تعالى ورضاه همّك وقِبلة قَلبك. ضع هذه القاعدة نَصب عَينيْ قلبك صادقًا، ثم امضِ وراء تجليّاتها أيًّا يكن ما تمليه عليك. 
فأصول أمر الله تعالىٰ ستظل دائمًا واحدة، لكن طلبها ومداخلها هي التي تتجدد، وعُمقها لا يَبْلَى على كثرة الرد. فلعلها تدفعك لقمة جبل تتأمل النجوم، أو تغوص بك في أعماق البحار بين الشعب، أو تحملك على أجنحة الخيال وتغمسك في بطون الكتب، وتشدو في أذنيك بموشّحات الجمال وقصائد الجلال؛ أو تَحدُوك لمجلس علم أو تعليم، أو جَمْعِ تَسامُرٍ وتصاحب؛ أو تَسُوقَك لنزهة صباحية خاليًا تناجي الزهور والشجر أو تخاطب ذات مساء وجه القمر، معتقدًا حقًّا أنّ الكون كله ناطق مُسبِّح بحمد مولاك ومولاه، وأنه يسمع منك ويعلم ما بك؛ ولعلها تنتقل بك بين المعامل والمختبرات والتجارب، فتَسبَح بين الأفلاك والأحياء، مُستشعرًا أنك لستَ وحدك في هذا الملكوت، وأنّ ربًّا هو الحي القيوم، الذي وسع كرسيّه السماوات والأرض ولا يَؤوده حفظهما، قد وسع كل هذا رحمة وعلمًا، فأيّ ركن شديد تأوي إليه أعظم منه سبحانه ﷻ؟ 
إنّ نظام التعليم الحالى فى بلادنا أدَّى إلى إبعاد الغالبية العظمى من شبابنا عن الإسلام. فهم لا يتلقّون فى المدارس والجامعات إلا النَّزْر اليسير من التعليم الدينى الذى لا يُعطِي للطالب المسلم ما يكفى ليكون على معرفة صحيحة بالإسلام.
قبل أن ننادي بتقبّل من حولنا في مختلف العلاقات على ما فيهم من ضعف أو أخطاء، ينبغي أن نتقبّل ذلك من أنفسنا بداية. أو بالأحرى نُسلّم لكونه حقيقة لا مَفرّ منها. نُسلّم بأننا في قمّة تَمثُّلنا لمبادئنا قد نخطئ في ذلك التمثّل.
لا تتكلّم لأنه ينبغي أن تقول شيئًا، بل لأنّ لديك شيئًا تقوله. فليست العبرة بالسكوت أو الكلام بذاتهما، بل بمقصود كلٍّ منهما. وهناك فرق بين الصمت خشية الكلام، والصمت لعدم وجود ما يستحق القول، أو يفيد إذا ما قيل.
من حقائق الوجود وطبائع البشر أنّ ما يُرى عن بُعد ليس مطابقًا بالتمام لما يُرى عن قُرب. إدراك هذه الحقيقة وتذكير النفس بها يساعد على التحرر من متلازمة اعتقاد كمال ومثالية الطرف المرغوب فيه، وتعليق معنى الوجود وقيمة الحياة بالظَّفر به، كأنّ الأرض لم تنشق عن شقيقه أو كأنّ الأرحام عجزت أن تنجب مثله!
2024/09/29 18:22:17
Back to Top
HTML Embed Code: