Telegram Web Link
ونجد في نهاية القصة أو الحكاية- ارتباطا بالمعرفة- أن هذه الفتاة تتحوّل إلى شهر زاد، حيث تهدهد حكاياتها ومعرفتها سلطة الأب، كما هدهدت شهر زاد سلطة الزوج. ويتجلى النسق ذاته في قصة (حاملو اللواء) حيث ينتقد وزير الملك الجديد توجه الوزير السابق الذي وضع في السجن بسسب انفتاحه على المعرفة والتعليم اللذين أنتجا مثقفين خارج التنميط، وفي ذلك خطر كبير على السلطة الباحثة عن السكون.

تشتغل بعض قصص أو حكايات المجموعة على انتقام مبطن تمثيلي، تقوم به الطبقات الهامشية والمهمشة ضد السلطة، ويبدو أن ارتباط الحكايات بالنسق التراثي الشعبي يمكن أن يكون سببا رئيسا في تجلي هذا الانتقام أو التمثيل المبطن لكل أشكال السلطة. وتتعدد صور هذا الانتقام، ربما يعدّ أولها واضحا في إسدال المشابهة بين السلطة وممثليها والآخرين من الشعب والمهمشين. ففي قصة (المرايا) تذوب المغايرة أو التراتب بين طبقة الحاكم والمحكوم، في ميلاد الأميرة بنت الملكة بوجه مشوّه به ثآليل، وتقوم السلطة بتغييب هذا التشويه، من خلال وسائل عديدة، ولا يتمّ الكشف عنه إلا في إطار مساحة من التشابه. فحضور المشابهة بين الحاكم والمحكوم غياب للاختلاف، وغياب للتقديس المفترض أو المصنوع. واعتماد القصة على استعارة المرايا بوصفها رؤية للتمثيل ولرؤية الآخر، يفضي إلى كون القداسة أو الهالة لا يصنعان إلا في مساحة غياب المعرفة، فالسلطة ظلت محافظة على تغييب التشويه، لتحطيم أية قدرة على التمثيل.

ويأتي في سياق التمثيل أو الانتقام المبطن مرتبطا في أحيان أخرى بالإشارة إلى تارخ سابق يكون فيه الحاكم داخل نسق الجريمة، كما في قصة (الناطق الرسمي)، أو يكون اختيار الحاكم قائما على الصدفة، فتنتفي معها كل الصفات اللافتة التي تدفع الاستحقاق للقداسة التي تصنع بعد ذلك، ويبلغ هذا التوجه درجته الأعلى في القصة ذاتها، بتحول بقايا المنطاد الجماد إلى حاكم. وقد يجيء الانتقام من نسق البسطاء والمهمشين واضحا غير مبطّن، كما تجلى في قصة (ليلة سقوط شهريار). ففي القصة انتقام مباشر للهامش من السلطة، فشخصيات حكايات شهر زاد في ألف ليلة وليلة، تأتي في لحظة الصمت، أو انتفاء سبب الإبقاء على شهر زاد بعد أن نفدت حكاياتها.

نفاد الحكايات يمثل معادلا للصمت الذي يفضي إلى الموت أو القتل، الموت المشابه لموت كثيرات مثلها، قتلهن شهريار قبل قدوم شهر زاد، ونجاتها من خلال اعتمادها على الحكايات. في لحظة الصمت هذه، وانتفاء جدوى وجودها أخذ شهريار قرارا بالتخلص من وجودها، فلم تعد تقوم بوظيفة الحكي. في مقابل ذلك نجد في هذه القصة حضورا للشخصيات المتخيلة في نص (ألف ليلة وليلة)، وهي كلها شخصيات هامشية، (فعلي بابا) ومعه أربعون حراميا، و(معروف الإسكافي)، و(بدر البدور)، وقاموا بحمل شهر زاد من ساحة القتل والإعدام، وأحاطوا بقصر شهريار، وقتلوه وجعلوها ملكة، وفي ذلك نقل للفاعلية من الذكورة إلى الأنوثة، ونقل للفاعلية من الملك إلى المهمشين. فالانتقام في هذه القصة انتقام وخلاص مزدوج في إطارين، الإطار الأول يرتبط بانتقام الهامش من السلطة، والإطار الأخير يتمثل في الانتصار للنسوي في مقابل السلطة الذكورية المؤسسة. لكن في قصص أخرى يبدو أن الانتقام أو القدرة في إحلال قسيم محل الآخر، غالبا لا يتحقق إلا بفعل قوة القدر، أو طبيعة الحياة.
1
سكة طويلة والبراري قفار
والدار تشكي من جفى الزوار
والليل عتمة والأماني قصار

تدفقت كلمات أغنية " سكة طويلة" للفنان " عبادي الحوهر" في رأسي طوال مشاهدتي لهذا الفيلم الياباني الآسر في تتبّع رحلة امرأة يابانية تعيش في العاصمة طوكيو لحضور مراسم جنازة والدها في منطقة تبعد 658 كيلو.
تجسد البطلة " يوكو" أنموذجًا لحالة الوحدة والعزلة التي يحياها المرء في زمن الذكاء الاصطناعي.
10🥰1
مكتباتي في بيت أمي. يا ريت لو عندي مارد يشحنهم لي على البساط السحري 😭
12🤩2👍1🤯1
أريكة وكتاب وكوب من القهوة 🌱

شكرًا شكرًا🥰
3🥰1
2025/07/12 19:25:15
Back to Top
HTML Embed Code: