Telegram Web Link
لا أحد يخبرنا

لا أحد يخبرنا كيف
نديرُ وجوهنا للحائط
ونموت ببساطة،
كما فعل القطُّ
أو الكلبُ في المنزل،
أو الفيلُ
الذي سار باحثًا عن معاناته
كمن يذهب
إلى مناسبةٍ طارئة،
يرفرفُ بأذنيه
لنبضاتِ النَفَس الإيقاعية
بخرطومه.

فقط في المملكةِ الحيوانية
توجد أمثلة على مثل هذا السلوك.
قُمْ بتغييرِ الخطوة،
واشتمَّ ما تمّ اختباره سابقا،
واستدر،
ببساطة
استدر.

الشاعرة البيروفية: بلانكا فاريلا
ت: ناصر الكندي
لم أنل شفقة الآخرين
إلا وأنا بين نابي المقصلة
رغم أنني أحرقتُ خطىً كثيرة
قبل أن أصل إلى هنا،
لا أحد يصدق الحكايات يا عزيزي
طالما كانت ضحكاتنا
تسبح فوق الفوتوغرافيا
وبكاؤنا لا يعبر غرف النوم.


الشاعرة المصرية آلاء فودة
٢٠٢٢/الرياض.
87 رسّام كاريكاتور وقصص مصوّرة إيطالي رسموا شخصياتهم الكارتونية وقد أدارت ظهرها تضامُناً مع حنظلة ناجي العلي للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار.
‏"لا يوجد لقاءات عبثية في الحياة ، كل انسان تصادفه هو : إما اختبار أو عقوبة أو هدية من السماء.."

*فيلم / The Shawshank Redemption (1994)
الوجود مقاومة عائلة تجتمع أمام أنقاض منزلها في غزة.
‏"من داخل هذا الوحل البشري، نشأت الأغاني الإلهية، والأفكار العظيمة، والحب العنيف،والهجوم الدائم المليء بالغموض، بلا بداية أو نهاية، بلا هدف، وأبعد من كل غرض.
الإنسانية كتلة من الطين كل واحد منا هو كتلة من الطين. ما هو واجبنا ؟
- أن نكافح حتى تتفتح زهرة صغيرة من زغب لحمنا وعقلنا"
Forwarded from حَديث الأشجـار (مَريـم)
دع الأشياء التي تنتهي... تنتهي
دع السيول التي تجرف البيوت المجاورة
تأخذ أريكتك القديمة أيضاً.
دع القصائد الثلاثين على الطاولة
من دون تنقيح
فالمياه الموحلة لا تعرف، على أية حال، هذه اللغة التي تكتب بها.
اترك هذا المعبد المليء بروائح الراحلين وأغراضهم ومقتنياتهم
ينهار
محمولاً على مياه السيل الى حيث لا تعلم.
توقّف عن هذه الطقوس التي تسحبك إليها كلّ يوم
مثل مخدّر بالآلام
دع السّيل يُنشيء لك عبادةً جديدة.
عبادةٌ جوهرها؛ أن تدع ما ينتهي.. ينتهي.

دع القصائد الثلاثين تسقط من يدك خلال ركض الراكضين الى باب المترو
أو هربًا من مسلّحين مجهولين اقتحموا الشارع المليء بالمقاهي ومحال التسوّق
دع الأقدام تمرّغها في النسيان.

لا تنحني لتلتقط أي شيء.
ولا تعصر ذهنك لاحقاً كي تتذكّر.
أنظر من نافذة المترو أو الحافلة أو باص الكيا الصغير
وتأمل منظر الخسارات وهي تتحرّك خلف النافذة
واكتب قصيدةً جديدةً عنها
وعن لا جدوى التذكّر.
.
دع الأشياء التي تنتهي.. تنتهي.
أنت شيءٌ آخر ينتهي كلّ يوم
بنظرِ أشياء أخرى.
أنت تنتهي وأنت واقف ها هنا تتأمل الطاولات
والعصائر وأكواب القهوة وقطع الكيك
وهي تمرق على صفحة الذاكرة،
تتأمل صور الملابس والقبّعات
وأحمر الشفاه
الابتسامات والفم الذي يلّمها خجلاً.
الوردة التي وصفتها بأنها شكلٌ مبتذل
لتبادل الحبّ
ها أنت تعتصر الذاكرة كي تُحصي وريقاتها الآن.

دع الأشياء تقوم بعملها فتنتهي حين يحين أوان ذلك
لا تقاوم هذا المجرى العنيف
وكأنك ملّاحٌ ماهر في مياه الزمن.
فأنت مجردُ أريكة أخرى على سطح السّيل
بجوار الأسرّة والطاولات
ودببة الأطفال وأفرشة البيوت وأوانيها.
.
دع ما ينتهي.. ينتهي
وأطلقْ سَراح هذه الصور الألف
من رأسكَ
من قلبكَ.
عُد فارغاً مثل كيس يعبث به الهواء
فيُلقيه على حديقةِ بيتٍ مجاور.
عُد "شيئاً"
لا ضريحاً لـ"أشياء".
كُن محمولاً على مياه الزمن
لا حاملاً لقطعةٍ منه.
دع الأشياء التي تنتهي.. تنتهي.




- أحمد سعداوي
أبي في حالة الكتابة يكون سيء الخلق، يستيقظ عابسًا ولا يرغب في محادثة أحد، وأحيانا ما يتحدث مع الآلات، مثل الحديث مع السخان، مع البوتجاز، مع الستارة، وأحيانا ما يغسل الأطباق ويكنس البيت، لكنه في كل الأحوال يكون معتل المزاج، وأفضل وسيلة للتعامل معه في تلك الحالة هي تجنبه".

وانت السبب يابا| نوّارة نجم
" يمكن لأبي أن يكتب أجمل القصائد وبجواره شخص يغني وشخصان يتشاجران وخمسة أشخاص يلعبون الورق وشخص يغط في النوم. ما داموا لا يطالبونه بالتفاعل معهم فهو في أمان، الرُّهاب كل الرُّهاب حين يُطالب بالتفاعل والرد واتخاذ القرارات".

وانت السبب يابا| نوّارة نجم
" الصداقات في حياة أبي تعتمد في الأساس على " خفة الظل" هو لا يشترط في صداقاته الانتماء إلى تيار سياسي معين، أو الاتفاق معه في آراء معينة، أو مشاركته في طبقة اجتماعية، بل إنه لا يشترط الالتزام بكود أخلاقي معين. هو لم يصادق غير خفيفي الظل فقط".

وانت السبب يابا| نوّارة نجم
‏"الشّهيدُ يحذّرني،
لا تصدّقْ زغاريدهنَّ؛
وصدّقْ أبي
حينَ ينظرُ في صورتي باكياً قائلاً:
"كيف بدّلتَ أدوارَنا يا بُنيّ وسِرت أمامي؟
أنا أوّلاً … وأنا أوّلاً".

محمود درويش
الكتابة بعد طرزان أخو ألمى.

لا شهية عندي لكتابة أي شيء، أو حتى الحلم بكتاب قادم، حتى كتبي السابقة، لن أفكر فيها، وسأحاول أن أقطع صلتي الوجدانية معها، أريد فقط أن أمشي في المسار الرياضي حول ضريح محمود درويش، اشتري قهوة من كشك (نتالي) اللطيفة، ابنة صاحبي أسامة، أقعد على مقعد خشبي تجاه الشمس، أصفن في الريح الخفيفة والقدس القريبة، وأفاجِئ كمعتوه أطفالا يمشون مع أمهاتهم بسؤال غير متوقع: طب قديش مساحة فلسطين؟. قبل الحرب كنا نتفذلك نحن الكتّاب ونمارس دلعا مبتذلا ونعلن بأن لا جدوى من الكتابة، وكان الدافع غالبا يأسا وجوديا مفتعلا ومللا من رتابة يومنا وخوفا طبيعيا من المجهول المعروف، أو استعراضا لسحر موضة الإعلان الاحتفالي عن العزلة أو التوقف عن الكتابة (كما فعل مرة محمد القيسي وفيليب روث) أو الحديث عن لا جدوى الفنون في مواجهة القبح، القبح؟ وهل رأينا قبحا كما نراه الآن، من عالم مقزز لكن سؤال عبثية الكتابة بعد حرب غزة يبدو حقيقيا، اذ ما الذي ستفعله الكتابة أمام دموع ونظرة (سيلا) السعيدة والمحاطة بالألعاب والشوكولاتة وهي تتذكر فجأة أنها بلا عائلة، وأمام صوت طفلة تستأذن الطبيب في سؤال: عمي ممكن سؤال: أنا في حلم ولاّ في واقع؟، احكيلي عن جد يا عمي اللي بصير حلم ولا واقع؟، وصوت أطفال جرحى يحملهم مسعفون فوق خشبة مائلة وهم يصيحون: (شكرا يا إسعاف شكرا يا إسعاف بنحبكم والله)، أكتب الآن هذه الترهات، لأملأ جوع فراغ زاوية تفتح فيها كل أسبوع، لثلاثمائة وخمسين لقمة – كلمة، خذي يا زاويتي عجزي وركاكتي، ولغتي الهبلة.
صمتا أيها المسرح، ابقي مسدلة يا ستائر، يا مقاعد القاعات نامي، وانت يا حارس السينما، عد إلى البيت، أيها الخيال في الرواية، اخرس، وأنت يا اتجاهات الشعر القادمة خففي من ثقتك، واختبئي.
لا شهية عندي لكتابة أي شيء، صوت ألمى يتجول في قلبي: أنا ألمى، طلعوا أهلي قبلي، هاي أمي هون وأبوي هون وطرزان هون، مين طرزان يا ألمى؟ يسأل منقذ، طرزان أخوي الصغير، عمره سنة. ثم تغير ألمى رأيها فجأة: ولا أقلكم غيّرت رأيي، طلعوني قبل أهلي عشان أدلكم وين هم بالضبط. من أين أتيت بكل هذا التركيز والدقة في التفكير يا ألمى؟، أنت تحت الأنقاض وأهلك قربك جرحى أو ش هداء، وتفكرين بوضوح، دون خوف، دون تشوش، دون ارتباك.
من أنت يا ألمى؟؟.
هل شبعت يا زاويتي؟ بضع لقيمات - كلمات وأشبع، ماذا سأكتب بعد طرزان أخو ألمى؟ حتى تشبعي وتتركيني قرب الأطفال ونتالي والقدس ومحمود درويش، صافنا في الريح الخفيفة؟
هل شبعت يا زاويتي؟
نعم، شبعت.
قديش مساحة فلسطين يا أطفال فلسطين؟؟


الكاتب والقاص الفلسطيني زياد خداش
2024/10/01 19:19:15
Back to Top
HTML Embed Code: