"الانغماس في أمر تحبّه يخفف من وطأة القلق، ويدرّبك على عيش اللحظة والتوقف عن التفكير في القادم. انغمس في صنع وجبتك بكل تفاصيلها، انغمس في حمامك الدافئ، انغمس في لحظات كوب الشاي أو القهوة.. الانغماس مخرج."
نوال القصيّر
نوال القصيّر
❤7👍3
Forwarded from ربَّة الشِّعر
لم أجد أبدًا هذا المكان
حيث يمكنني القول:
"هذا مكاني، هُنا سوف أبقى".
ولم ألتقِ ذاكَ الآخرَ المُميّز
الذي يمتلكُ حجّةً فوريّة
على كُلِّ ما أملكُ
وصولًا إلى اسمي.
فإدراكُ المكانِ يبدو دليلًا
أنكَ لا تريدُ أن تختارَ أين ستبني،
أو من سَتحبُّ
فإن تسألَهُم حُبًّا مبرمًا
فهذا لتُبرِّئ نفسكَ من الاعترافِ بالخطيئةِ
إذا ما صارت البلدةُ مُملةً
أو لم يعد الحُبّ مُناسبًا!
غير أنه إذا ما حدثَ
وغالبكَ شوقٌ إليهم
فلزامًا عليكَ إذن أن تعترفَ
أنّ ما استقررتَ لأجلهِ قد سحقكَ،
ومن الحكمةِ عندها
أن تُجافي التفكير
في تقصِّي ما لا مبرِّرَ
في استدعائهِ؛ آخركَ ومكانكَ.
-فيليب لاركن
ت: علي شمس الدين
حيث يمكنني القول:
"هذا مكاني، هُنا سوف أبقى".
ولم ألتقِ ذاكَ الآخرَ المُميّز
الذي يمتلكُ حجّةً فوريّة
على كُلِّ ما أملكُ
وصولًا إلى اسمي.
فإدراكُ المكانِ يبدو دليلًا
أنكَ لا تريدُ أن تختارَ أين ستبني،
أو من سَتحبُّ
فإن تسألَهُم حُبًّا مبرمًا
فهذا لتُبرِّئ نفسكَ من الاعترافِ بالخطيئةِ
إذا ما صارت البلدةُ مُملةً
أو لم يعد الحُبّ مُناسبًا!
غير أنه إذا ما حدثَ
وغالبكَ شوقٌ إليهم
فلزامًا عليكَ إذن أن تعترفَ
أنّ ما استقررتَ لأجلهِ قد سحقكَ،
ومن الحكمةِ عندها
أن تُجافي التفكير
في تقصِّي ما لا مبرِّرَ
في استدعائهِ؛ آخركَ ومكانكَ.
-فيليب لاركن
ت: علي شمس الدين
❤7🤔1
رسالة عذبة عن فهرس الملوك من الممثل السوري المثقف "غطفان غنوم " بطل من أبطال المسلسل السوري " ابتسم أيها الجنزال"..❤️
❤6
Forwarded from حَديث الأشجـار (مَريـم)
تسأل الطفلةُ أباها: كيفَ تكتُب؟
كانَ أعمى.
- أنظرُ في نفسي طويلًا إلى أن أرى ثقْبًا في الصفحة.
أضع على الثّقب كلمة. أنفخُ في الكلمة كي تكبر قليلًا.
هكذا أحصل أحيانًا على قصيدة.
- ثم ماذا؟
- لا شيءَ سوى أني قد أقعُ في الثّقبِ فلا أعود.
- آدم فتحي
كانَ أعمى.
- أنظرُ في نفسي طويلًا إلى أن أرى ثقْبًا في الصفحة.
أضع على الثّقب كلمة. أنفخُ في الكلمة كي تكبر قليلًا.
هكذا أحصل أحيانًا على قصيدة.
- ثم ماذا؟
- لا شيءَ سوى أني قد أقعُ في الثّقبِ فلا أعود.
- آدم فتحي
❤6👍1
https://engage.moc.gov.sa/saudi-criticism-lab/library-page/article-39/
تأثيرات الداء الفرنسي على الأدب العالمي.
أول مقالاتي في موقع مختبر السعودي للنقد..
تأثيرات الداء الفرنسي على الأدب العالمي.
أول مقالاتي في موقع مختبر السعودي للنقد..
❤7
كلمة تقولينها للناس في غزّة؟
ماذا يمكن أن نقول لغزة التي تموت كل يوم. دعني أستعير كلمات محمود درويش في نصّه لها "غزّة كل يوم":
"غزّة تواصل انفجارها، لنقول لها شكرًا!
وغزّة لا تواصل انقضاضها اليومي على الموت، لكي نكتب عنها قصيدة.
وغزّة لا تجد متّسعاً من الوقت، لكي تقرأ تحياتنا.
ولا بريد إلى غزّة، لأنها محاصرة بالأمل والأعداء.
ورغم ذلك، نقف، وكل يوم، لكي نصلي لاسمها النادر بين الأسماء".
ماذا يمكن أن نقول لغزة التي تموت كل يوم. دعني أستعير كلمات محمود درويش في نصّه لها "غزّة كل يوم":
"غزّة تواصل انفجارها، لنقول لها شكرًا!
وغزّة لا تواصل انقضاضها اليومي على الموت، لكي نكتب عنها قصيدة.
وغزّة لا تجد متّسعاً من الوقت، لكي تقرأ تحياتنا.
ولا بريد إلى غزّة، لأنها محاصرة بالأمل والأعداء.
ورغم ذلك، نقف، وكل يوم، لكي نصلي لاسمها النادر بين الأسماء".
❤7
Forwarded from Sun✨ (ضُـحى)
كل صباح
تشرق الشمس.. وكذلك أنت.
مثل النباتات، المغطاة بالندى في حديقتك،
تمسكي بالفرصة الجديدة للحياة.
صباح الخير:
بالأمس انهار عالمك
إلا أنها فرصتك لبنائه من جديد.
في اللغة السنسكريتية
إحدى أقدم لغات العالم
لا يقول المرء
"صباح الخير"
وإنما
"شوبهارمب"
وترجمتها: "بداية مباركة"
لذا، لك سوف أقول:
شوبهارمب
أتمنى لك
ألف بداية مباركة سعيدة.
•بدايات جديدة - نيكيتا جيل
- ترجمة ضي رحمي
تشرق الشمس.. وكذلك أنت.
مثل النباتات، المغطاة بالندى في حديقتك،
تمسكي بالفرصة الجديدة للحياة.
صباح الخير:
بالأمس انهار عالمك
إلا أنها فرصتك لبنائه من جديد.
في اللغة السنسكريتية
إحدى أقدم لغات العالم
لا يقول المرء
"صباح الخير"
وإنما
"شوبهارمب"
وترجمتها: "بداية مباركة"
لذا، لك سوف أقول:
شوبهارمب
أتمنى لك
ألف بداية مباركة سعيدة.
•بدايات جديدة - نيكيتا جيل
- ترجمة ضي رحمي
❤6
"لا يصنع الأعداء لنفسه من يشتغل في السياسة. بالعكس السياسي المحنك لا يصنع الا الأصدقاء لأنه كاذب رهيب. الذي يصنع الأعداء لنفسه هو الصادق، لأنه يقول للناس رأيه الصريح بهم، فكيف يحبونه؟".
مقطع من رواية (كنت أميرا)؛ لربيع جابر.
مقطع من رواية (كنت أميرا)؛ لربيع جابر.
❤3👍3👏1
حفريات تأويلية لقصص "فهرس الملوك" للروائية العمانية ليلى عبد الله
لونيس بن علي
01
قصة ذواق الملك:
كان حلم رجل فقير أن يموت بداء الملوك. الموت شبعًا.
سيتقدم إلى وظيفة في بلاط الملك، والمتمثلة في تذوق أطعمة الملك حرصا على سلامته.
وصف الذهاب إلى القصر، رغم ذلك، بأنه كمن يلقي بنفسه في بحيرة عامرة بتماسيح جائعة.
تعريف السلطة - هنا - أنها مستنقع يعج بالتماسيح الجائعة.
أي جوع كانت تقصده الشخصية؟ أغلب الظن هو الجوع إلى السلطة.
سيتحول الطعام، الذي هو مصدر للحياة إلى مصدر لتهديد الحياة نفسها. تعجب الرجل، وهو يقف أمام مائدة الملك، من كثرة الأطعمة وتنوعها، لكنه لم يبال بالموت في الأخير. كان يأكل كل ما يُقدّم له بشراهة كبيرة. على الأقل سيموت وهو شبعان، وهذا الشعور المتدفق، كما قال، يدفعه إلى الموت منتصراً.
الانتصار على الموت، يكون بعدم الخوف منه، والاستسلام لقواعد اللعبة: كل حتى تموت. لكن هل الطعام هو الذي يقتل؟ أم هو السم الذي يُدس فيه؟
كيف يمكن لأحد أن يتسلل إلى مطبخ الملك بهذه السهولة ليضع فيه السم؟ لابد أنّ العدو يوجد داخل القصر، ولن يكون إلا أحد المقربين إلى الملك. سؤال كهذا يكشف عن دهاليز الحُكم. الخطر يأتي دائما من الداخل. لكن بدل البحث عن المُجرم، فكّر الملك، ويا له من حل في توظيف فقراء المملكة ليموتوا في مكانه. وقد عثر بسهولة على هؤلاء الأبطال المُعدمين. سؤال آخر يُطرح: هل كانت نية الرجل إنقاذ الملك من موت يترصده أم أراد فقط أن يملأ بطنه بطعام الملك؟
قالت الشخصية:
"وكان همّي أن أشبع قبل أن أشهد نهايتي على يد عدوّ خفيّ أجهله تماما ويجهلني، عدو لستُ غايته!" (ص11)
كان همه أن "يشبع" لا أن يكون "بطلا". لكن لماذا وصف الذي يتربص بالملك بعدوّه؟ هل فعلا هو "عدوّه"؟ هل للفقراء أعداء؟ إنه يضيف إلى ذلك بأنه "عدو يجهلان بعضهما بعضا.
الملاحظة مهمة: تطرح القصة في هذه الجزيئة فكرة " العدو الشبح"، أي العدو بالمُطلق، دون توصيف إضافي، لكن خطورته الفتاكة في أنه "لا يأتي". لا شيء يؤكد أنّ ذلك العدو موجود أصلا، قد لا يكون إلا مجرد صورة تخيلها الملك من كثرة الارتياب المرضي بأنه مستهدف.
يشبه هذا ما يقع في الواقع. لا يخلو خطاب حاكم من ذِكر عدوّ ما يتربص به. ولما نقول به أي بالأمة. لكن لا أحد من هؤلاء الحكام قدموا عرضا تفصيليا لهوية هذا العدو. بل لابد أن يظل غامضاً ليكون خطره أعظم.
ما أثارني في هذه القصة، هي بالذات شخصية "العدو" لا شخصية الملك ولا حتى شخصية هذا الفقير الذي جاء ليموت بدلا عن الملك.
لكن كيف انتهت القصة؟
لم يمت الرجل الفقير، بل زادت شراهته إلى مائدة الملك. أما هذا الأخير، فضعف جسده ثم قضى نحبه بسبب سوء التغذية.
كان يحمي نفسه من الشبع فإذا به يقتله الجوع.
لا يُمكن أن أنهي هذا النص الصغير إلا بالسؤال التالي: هل عرفتم الآن من هو عدوّ الملك؟
........
عدوه هو نفسه.
لقد مات بسبب أنّه لم يعد يثق في أحد، لا بطباخيه، ولا بوزرائه، ولا بمستشاريه. في الحقيقة، فإنّ التعبير المناسب لهذا الموت هو الانتحار.
الأنظمة تنتحر وهي تنتظر عدوّا متخيلا.
لونيس بن علي
01
قصة ذواق الملك:
كان حلم رجل فقير أن يموت بداء الملوك. الموت شبعًا.
سيتقدم إلى وظيفة في بلاط الملك، والمتمثلة في تذوق أطعمة الملك حرصا على سلامته.
وصف الذهاب إلى القصر، رغم ذلك، بأنه كمن يلقي بنفسه في بحيرة عامرة بتماسيح جائعة.
تعريف السلطة - هنا - أنها مستنقع يعج بالتماسيح الجائعة.
أي جوع كانت تقصده الشخصية؟ أغلب الظن هو الجوع إلى السلطة.
سيتحول الطعام، الذي هو مصدر للحياة إلى مصدر لتهديد الحياة نفسها. تعجب الرجل، وهو يقف أمام مائدة الملك، من كثرة الأطعمة وتنوعها، لكنه لم يبال بالموت في الأخير. كان يأكل كل ما يُقدّم له بشراهة كبيرة. على الأقل سيموت وهو شبعان، وهذا الشعور المتدفق، كما قال، يدفعه إلى الموت منتصراً.
الانتصار على الموت، يكون بعدم الخوف منه، والاستسلام لقواعد اللعبة: كل حتى تموت. لكن هل الطعام هو الذي يقتل؟ أم هو السم الذي يُدس فيه؟
كيف يمكن لأحد أن يتسلل إلى مطبخ الملك بهذه السهولة ليضع فيه السم؟ لابد أنّ العدو يوجد داخل القصر، ولن يكون إلا أحد المقربين إلى الملك. سؤال كهذا يكشف عن دهاليز الحُكم. الخطر يأتي دائما من الداخل. لكن بدل البحث عن المُجرم، فكّر الملك، ويا له من حل في توظيف فقراء المملكة ليموتوا في مكانه. وقد عثر بسهولة على هؤلاء الأبطال المُعدمين. سؤال آخر يُطرح: هل كانت نية الرجل إنقاذ الملك من موت يترصده أم أراد فقط أن يملأ بطنه بطعام الملك؟
قالت الشخصية:
"وكان همّي أن أشبع قبل أن أشهد نهايتي على يد عدوّ خفيّ أجهله تماما ويجهلني، عدو لستُ غايته!" (ص11)
كان همه أن "يشبع" لا أن يكون "بطلا". لكن لماذا وصف الذي يتربص بالملك بعدوّه؟ هل فعلا هو "عدوّه"؟ هل للفقراء أعداء؟ إنه يضيف إلى ذلك بأنه "عدو يجهلان بعضهما بعضا.
الملاحظة مهمة: تطرح القصة في هذه الجزيئة فكرة " العدو الشبح"، أي العدو بالمُطلق، دون توصيف إضافي، لكن خطورته الفتاكة في أنه "لا يأتي". لا شيء يؤكد أنّ ذلك العدو موجود أصلا، قد لا يكون إلا مجرد صورة تخيلها الملك من كثرة الارتياب المرضي بأنه مستهدف.
يشبه هذا ما يقع في الواقع. لا يخلو خطاب حاكم من ذِكر عدوّ ما يتربص به. ولما نقول به أي بالأمة. لكن لا أحد من هؤلاء الحكام قدموا عرضا تفصيليا لهوية هذا العدو. بل لابد أن يظل غامضاً ليكون خطره أعظم.
ما أثارني في هذه القصة، هي بالذات شخصية "العدو" لا شخصية الملك ولا حتى شخصية هذا الفقير الذي جاء ليموت بدلا عن الملك.
لكن كيف انتهت القصة؟
لم يمت الرجل الفقير، بل زادت شراهته إلى مائدة الملك. أما هذا الأخير، فضعف جسده ثم قضى نحبه بسبب سوء التغذية.
كان يحمي نفسه من الشبع فإذا به يقتله الجوع.
لا يُمكن أن أنهي هذا النص الصغير إلا بالسؤال التالي: هل عرفتم الآن من هو عدوّ الملك؟
........
عدوه هو نفسه.
لقد مات بسبب أنّه لم يعد يثق في أحد، لا بطباخيه، ولا بوزرائه، ولا بمستشاريه. في الحقيقة، فإنّ التعبير المناسب لهذا الموت هو الانتحار.
الأنظمة تنتحر وهي تنتظر عدوّا متخيلا.
👍2