الرُّؤيا الصَّالحةُ جزءٌ مِن ستَّةٍ وأربَعين جزءًا من النُّبوَّةِ، وقدْ جعَلها اللهُ تعالى بُشْرى لِصاحبِها في الدُّنْيا والآخِرةِ، وهي علامةٌ على صلاحِ العبدِ.
وفي هذا الحديثِ: أنَّ رجُلًا مِن أهلِ مِصرِ سألَ أبا الدَّرداءِ، وهو الصَّحابيُّ عويمرُ بنُ زيدِ بنِ قيسٍ الأنصاريُّ، "عن" معنى "قولِ اللهِ عزَّ وجلَّ: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [يونس: 64]، فقال" أبو الدَّرداءِ: "ما سأَلني عنها أحدٌ غيرُك"، أي: قبلَك، "إلَّا رجلٌ واحدٌ"، سأَلني عن معنى هذه الآيةِ، "منذ سأَلتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم" عنها، "سألتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم" عن معنى هذه الآيةِ، "فقال: ما سألَني عنها"، أي: عن هذه الآيةِ "أحدٌ" من النَّاسِ، "غيرُك"، أي: قبلَك، "مُنذ أُنزِلَت"، أي: مِن يومِ ما أنزَلها اللهُ تعالى، فمَعْنى الآيةِ هي "الرُّؤيا الصَّالحةُ" مِن اللهِ تعالى بُشْرى لعَبدِه المؤمنِ، "يَراها المسلِمُ" لنَفسِه، أو "تُرَى" بصيغةِ المجهولِ أي: يَراها رجلٌ آخرُ، "له"، أي: لأجلِه.(الدرر السنية)
وفي هذا الحديثِ: أنَّ رجُلًا مِن أهلِ مِصرِ سألَ أبا الدَّرداءِ، وهو الصَّحابيُّ عويمرُ بنُ زيدِ بنِ قيسٍ الأنصاريُّ، "عن" معنى "قولِ اللهِ عزَّ وجلَّ: {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [يونس: 64]، فقال" أبو الدَّرداءِ: "ما سأَلني عنها أحدٌ غيرُك"، أي: قبلَك، "إلَّا رجلٌ واحدٌ"، سأَلني عن معنى هذه الآيةِ، "منذ سأَلتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم" عنها، "سألتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم" عن معنى هذه الآيةِ، "فقال: ما سألَني عنها"، أي: عن هذه الآيةِ "أحدٌ" من النَّاسِ، "غيرُك"، أي: قبلَك، "مُنذ أُنزِلَت"، أي: مِن يومِ ما أنزَلها اللهُ تعالى، فمَعْنى الآيةِ هي "الرُّؤيا الصَّالحةُ" مِن اللهِ تعالى بُشْرى لعَبدِه المؤمنِ، "يَراها المسلِمُ" لنَفسِه، أو "تُرَى" بصيغةِ المجهولِ أي: يَراها رجلٌ آخرُ، "له"، أي: لأجلِه.(الدرر السنية)
شُكرُ اللهِ سبحانه وتعالى على نِعَمِه مِن آكَدِ المهمَّاتِ على المسلِمِ؛ فكلُّ أمورِ العَبدِ تدورُ بينَ النِّعمةِ الَّتي تُشكَرُ، والبَلاءِ الَّذي فيه الصَّبرُ ابتغاءَ مَرضاةِ اللهِ سبحانه وتعالى.
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "الطَّاعمُ الشَّاكرُ"، أي: الَّذي يأكُلُ الأَكْلةَ، فيَشكُرُ اللهَ ويَحمَدُه، "بِمَنزلةِ الصَّائمِ الصَّابرِ"، أي: كلٌّ مِنهما مأجورٌ، والمقصودُ بالمنزلةِ: أنَّ كلًّا مِنهما في طاعةٍ، وقيل: المعنى: أنَّ كلًّا مِنهما مُساوٍ للآخَرِ في الأجرِ، والصَّائمُ الصَّابرُ، هو الَّذي يَكُفُّ نفْسَه عن الأكلِ والشُّربِ والشَّهواتِ، ويَصبِرُ عن المباحاتِ مُدَّةَ الصِّيامِ ابتغاءَ مَرضاةِ اللهِ.
وفي الحديثِ: بيانُ فضلِ الشُّكرِ والصَّبرِ.(الدرر السنية)
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "الطَّاعمُ الشَّاكرُ"، أي: الَّذي يأكُلُ الأَكْلةَ، فيَشكُرُ اللهَ ويَحمَدُه، "بِمَنزلةِ الصَّائمِ الصَّابرِ"، أي: كلٌّ مِنهما مأجورٌ، والمقصودُ بالمنزلةِ: أنَّ كلًّا مِنهما في طاعةٍ، وقيل: المعنى: أنَّ كلًّا مِنهما مُساوٍ للآخَرِ في الأجرِ، والصَّائمُ الصَّابرُ، هو الَّذي يَكُفُّ نفْسَه عن الأكلِ والشُّربِ والشَّهواتِ، ويَصبِرُ عن المباحاتِ مُدَّةَ الصِّيامِ ابتغاءَ مَرضاةِ اللهِ.
وفي الحديثِ: بيانُ فضلِ الشُّكرِ والصَّبرِ.(الدرر السنية)
في هذا الحَديثِ يُخبِرُ أبو أيُّوبَ رَضيَ اللهُ عنه عَنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قالَ: لا يَحِلُّ لِمُسلمٍ أنْ يَهجُرَ أخاهُ، أيْ: في الإسلامِ، فَوقَ ثَلاثٍ، أيْ: ثَلاثِ لَيالٍ قاصِدًا لِقَطعِ مُواصلَتِه عازِمًا عَليها، وهذا إذا لم يُخَف مِن مُكالِمتِه وصِلتِه ما يُفسِد عليه دِينَه، أو يُولِّد به على نفْسِه مَضرَّةً في دِينه أو دُنياه؛ فإنْ كان ذلك فله مُجانَبتُه والبُعدُ عنه، ورُبَّ هَجْرٍ جميلٍ خيرٌ مِن مُخالطةٍ مُؤذية. يَلتقِيَانِ: فيَصُدُّ هذا ويَصُدُّ هذا، أيْ: يُعرِضُ هذا ويُعْرِضُ هذا، وخَيرُهُما الَّذي يَبدَأُ بالسَّلامِ، أيْ: خَيرُهُما وأفضَلُهُما الَّذي يَبدَأُ بالسَّلامِ، وَالسَّلامُ يَقطَعُ الهِجرَةَ، ويُزيلُ الحَرَجَ.
وقدْ ذَكَر سُفيانُ بنُ عُيينةَ أنَّه سَمِعَه منه، أي: من الزُّهريِّ ثلاثَ مرَّاتٍ.
في الحَديثِ: ذَمُّ هَجرِ المُسلمِ أخاهُ فَوقَ ثَلاثِ لَيالٍ، إذا لم يَكُن لمصلحةٍ شرعيَّةٍ أو لدَفْعِ مَضرَّةٍ.
وقدْ ذَكَر سُفيانُ بنُ عُيينةَ أنَّه سَمِعَه منه، أي: من الزُّهريِّ ثلاثَ مرَّاتٍ.
في الحَديثِ: ذَمُّ هَجرِ المُسلمِ أخاهُ فَوقَ ثَلاثِ لَيالٍ، إذا لم يَكُن لمصلحةٍ شرعيَّةٍ أو لدَفْعِ مَضرَّةٍ.
يَحكي أبو موسى الأشْعَرِيُّ رضي اللَّه عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قالَ: مَثَلُ الَّذي يَقرَأُ القُرآنَ وَيَعمَلُ به كالأُتْرُجَّة، وهوَ ثَمَرٌ مَعروفٌ يُقالُ له تُرُنْجٌ، جامِعٌ لِطِيبِ الطَّعْمِ والرَّائِحةِ وحُسْنِ اللَّونِ، وَمَنافِعُه كَثيرةٌ. والَّذي لا يَقرَأُ القُرآنَ كالتَّمرةِ طَعمُها طَيِّبٌ، وَلا رِيحَ لَها، وَمَثَلُ الفاجِرِ، أي: المُنافِقِ الَّذي يَقرَأُ القُرآنَ كَمَثَلِ الرَّيْحانةِ ريحُها طَيِّبٌ وَطَعمُها مُرٌّ، وَمَثَلُ الفاجِرِ، أي: المُنافِقِ الَّذي لا يَقرَأُ القُرآنَ كَمَثَلِ الحَنْظَلةِ طَعمُها مُرَّ، وَلا ريحَ لَها.
في الحَديثِ: فَضيلةُ حامِلِ القُرآنِ.(الدرر السنية)
في الحَديثِ: فَضيلةُ حامِلِ القُرآنِ.(الدرر السنية)
في هذا الحديثِ بيانُ فَضلِ هذا الذِّكر بعدَ الأَذان الَّذِي أَخبَر به النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم، وهو: «أَشهَدُ-وفي رواية: وَأنا أَشْهَدُ- أنْ لا إلهَ إلَّا الله، وحدَه لا شريكَ له، وأنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، رَضِيتُ بالله ربًّا» أي: رَضِيتُ بِرُبوبِيَّتِه وبجَميعِ قَضائِه وقَدَرِه، «وبِمُحَمَّدٍ رسولًا» أي: بجميعِ ما أُرسِلَ به وبلَّغه إلينا من الأمورِ الاعتقاديَّةِ وغيرِها، «وبالإسلامِ» أي: بجميعِ أحكامِ الإسلامِ من الأوامِرِ والنواهِي، «دِينًا» أي: اعتِقادًا أو انقِيادًا؛ فإنَّ مَن قال ذلك حينَ يَسمعُ الأذانَ غُفِرَ له ذنبُه، أي: من الصَّغائِر.
◼ الراوي: عبدالله بن عباس ◼ المحدث: البخاري ◼ المصدر: صحيح البخاري - 5885 ◼ خلاصة حكم المحدث: صحيح
شرح الحديث
جَبلَ اللهُ الرِّجالَ على خِلقةٍ وطِباعٍ تَتَمايَزُ عَنْ جِبِلَّةِ وخِلْقَةِ النِّساءِ، وهذه خِلقةُ اللهِ لا تَبديلَ لِخِلْقَتِه تعالى؛ ولذلكَ ورَدَ النَّهْيُ- كما في هذا الحديثِ- عَن محاولةِ الخُروجِ عَنْ هذه الْخِلْقَةِ بأنْ يَتشَبَّهَ الرَّجُلُ بِالمرأةِ أو تَتشبَّهَ المرأةُ بِالرَّجُلِ، بَل إنَّ ذلكَ مِنَ المعاصي الَّتي تَستوجِبُ اللَّعْنَةَ، وهي الطَّرْدُ مِن رحمةِ الله تعالى؛ فلا ينبغي لِلرِّجالِ التَّشبُّهُ بِالنِّساءِ في اللِّباسِ والزِّينَةِ الَّتي هي لِلنِّساءِ خاصَّةً، ولا يجوزُ لِلنِّساءِ التَّشبُّهُ بِالرِّجالِ فيما كان ذلك لِلرِّجالِ خاصَّةً.
شرح الحديث
جَبلَ اللهُ الرِّجالَ على خِلقةٍ وطِباعٍ تَتَمايَزُ عَنْ جِبِلَّةِ وخِلْقَةِ النِّساءِ، وهذه خِلقةُ اللهِ لا تَبديلَ لِخِلْقَتِه تعالى؛ ولذلكَ ورَدَ النَّهْيُ- كما في هذا الحديثِ- عَن محاولةِ الخُروجِ عَنْ هذه الْخِلْقَةِ بأنْ يَتشَبَّهَ الرَّجُلُ بِالمرأةِ أو تَتشبَّهَ المرأةُ بِالرَّجُلِ، بَل إنَّ ذلكَ مِنَ المعاصي الَّتي تَستوجِبُ اللَّعْنَةَ، وهي الطَّرْدُ مِن رحمةِ الله تعالى؛ فلا ينبغي لِلرِّجالِ التَّشبُّهُ بِالنِّساءِ في اللِّباسِ والزِّينَةِ الَّتي هي لِلنِّساءِ خاصَّةً، ولا يجوزُ لِلنِّساءِ التَّشبُّهُ بِالرِّجالِ فيما كان ذلك لِلرِّجالِ خاصَّةً.
الإسلامُ دينُ العَدْلِ والرَّحمَةِ، وقد قام على أُسُسٍ مَتِينَةٍ من شأنِها تَقْوِيَةُ الرَّوَابِط والعلاقاتِ بين أفرَادِ المجتمَعِ المسلِمِ؛ بما يُحقِّق التَّآخِي والتَّآلُف، ويَحفظُ المجتمَعَ مِن عوامِلِ التَّفَكُّكِ والانشِقاقِ.
وفي هذا الحديثِ تَتجَلَّى تعالِيمُ الإسلامِ العالِيةُ حيثُ يُحذِّر النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم مَن يُوقِعَ العَداوةَ بين النَّاسِ في العلاقاتِ الاجتِمَاعيَّةِ فيقول: (ليس مِنَّا مَن خبَّبَ امرأةً على زَوْجِها)، أي: ليس على طَريقتِنا وسُنَّتِنا وأحكامِ شَرْعِنا، و"خبَّب امرأةً"، أي: أفْسَدَها وخَدَعَها بحيثُ يُزَيِّنُ لها عَداوةَ الزَّوْجِ بذِكْرِ مَساوِئِه أو يَذْكُرُ محاسَن رجُلٍ أجنَبِيٍّ عنها فتُقارِنُه بزَوْجِها، أو يُحسِّن إليها الطَّلاقَ؛ ليتَزَوَّجَها أو يُزَوِّجَها لغَيْرِه.
أو (خبَّبَ عبدًا على سَيِّدِه)، أي: أفسَدَه بأيِّ نَوعٍ من الإفسَادِ، كأنْ يُزيِّن له الإِبَاقَ، أي: الهَرَبَ مِن سيِّدِه، أو طلَب البيْعِ، أو يُهيِّجه على سُوء معاملَتِه، وغيْر ذلك مِن أنواعِ إيقَاعِ العَدَاوة بينهما
وفيه تَّحذِيرُ مِن إيقَاعِ العَدَاوةِ بين النَّاسِ، وأنَّه من الظُّلْمِ البيِّنِ
وفي هذا الحديثِ تَتجَلَّى تعالِيمُ الإسلامِ العالِيةُ حيثُ يُحذِّر النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم مَن يُوقِعَ العَداوةَ بين النَّاسِ في العلاقاتِ الاجتِمَاعيَّةِ فيقول: (ليس مِنَّا مَن خبَّبَ امرأةً على زَوْجِها)، أي: ليس على طَريقتِنا وسُنَّتِنا وأحكامِ شَرْعِنا، و"خبَّب امرأةً"، أي: أفْسَدَها وخَدَعَها بحيثُ يُزَيِّنُ لها عَداوةَ الزَّوْجِ بذِكْرِ مَساوِئِه أو يَذْكُرُ محاسَن رجُلٍ أجنَبِيٍّ عنها فتُقارِنُه بزَوْجِها، أو يُحسِّن إليها الطَّلاقَ؛ ليتَزَوَّجَها أو يُزَوِّجَها لغَيْرِه.
أو (خبَّبَ عبدًا على سَيِّدِه)، أي: أفسَدَه بأيِّ نَوعٍ من الإفسَادِ، كأنْ يُزيِّن له الإِبَاقَ، أي: الهَرَبَ مِن سيِّدِه، أو طلَب البيْعِ، أو يُهيِّجه على سُوء معاملَتِه، وغيْر ذلك مِن أنواعِ إيقَاعِ العَدَاوة بينهما
وفيه تَّحذِيرُ مِن إيقَاعِ العَدَاوةِ بين النَّاسِ، وأنَّه من الظُّلْمِ البيِّنِ
يَحكي أبو هريرةَ رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: لا يدخُل أحد الجنَّة إلَّا أُرِيَ مقعده من النَّار لو أساء؛ أي: لو عَمِل في الدُّنيا عملًا سيِّئًا بأنْ كفَر. ليزداد شُكرًا لله وفرحًا ورضًى. ولا يدخُل النَّارَ أحدٌ إلَّا أُري مقعده من الجنَّة لو أحسَنَ؛ أي: لو عمِل عملًا حسنًا، وهو الإسلام. ليكون عليه حسرة زيادة على تعذيبه.
في الحديث: أنَّ المنعَم عليه إذا بُولِغ في الإحسان إليه، فإنَّ مِن تمام الإحسان أن يَشعُر قدْر السُّوء الذي خلَص منه، وأنَّ الكافرَ إذا اشتدَّ به العذابُ، أُري مقامَ الفوز الذي فاتَه؛ ليَتضاعَف حَسرةً وندامةً على ما فاته من الخير.
وفيه: إخبارُه صلَّى الله عليه وسلَّم عن الغيب، وهو من علامات النُّبوَّة.(الدرر السنية)
في الحديث: أنَّ المنعَم عليه إذا بُولِغ في الإحسان إليه، فإنَّ مِن تمام الإحسان أن يَشعُر قدْر السُّوء الذي خلَص منه، وأنَّ الكافرَ إذا اشتدَّ به العذابُ، أُري مقامَ الفوز الذي فاتَه؛ ليَتضاعَف حَسرةً وندامةً على ما فاته من الخير.
وفيه: إخبارُه صلَّى الله عليه وسلَّم عن الغيب، وهو من علامات النُّبوَّة.(الدرر السنية)
من أعظم الأركان، ومن أجلّ الطاعات، وهي خير موضوع، وأزكى مشروع وضعه الله في الشرائع، وكتبه على عباده، وجعله محل اختبارهم وصلاحهم، فقد جاء في الحديث عند الطبراني وأحمد عن أبي ذَر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( الصلاة خير موضوع، فمن شاء استقلّ، ومن شاء استثكر ) فهي خير عبادة وضعت واستقرت، جعلها الله بهيّة في شرعتها، وطيّبة في هيئتها، ومباركة في آثارها وأجورها، ومن وعى ذاك استكثر منها وتزايد، وحسّنها واعتنى بها، لأنها رأس مال العبد، ومنبع سعادته، وبوابة راحته الطيبة، ( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين ) سورة البقرة. وكان صلى الله عليه وسلم يردد( أرحنا بها يا بلال ). مصدر الشرح ( صيد الفوائد )
لَا أَحَدَ أشدُّ غَيْرَةً مِن الله سبحانه وتعالى على عِبادِه؛ ولذلك حرَّم الفواحِشَ، أي: أنَّه حرَّم الفواحشَ غَيْرَةً على عبادِه وحِفظًا لِمَصالِحِهم. ولا أَحَدَ أحبُّ إليه المَدْحَةُ مِن الله، أي: لا أَحَدَ أشدُّ حُبًّا للمَدْحِ والثَّناءِ الصَّادِق الصَّحيحِ مِن الله تعالى؛ ولذلك مَدَح نفسَه، أي: أَثْنَى على نفسِه بنفسِه؛ لِيُعلِّمَ عبادَه كيفيَّةَ الثَّناءِ عليه.
وفي الحديث: إثباتُ صِفتَيِ الغَيرةِ والمحبَّةِ للهِ عزَّ وجلَّ على ما يَليق بكَمالِه وجلالِه .( الدرر السنية )
وفي الحديث: إثباتُ صِفتَيِ الغَيرةِ والمحبَّةِ للهِ عزَّ وجلَّ على ما يَليق بكَمالِه وجلالِه .( الدرر السنية )
الدُّعاءُ هو العِبادةُ، وقد علَّم النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أُمَّتَه كثيرًا من الأدعيةِ وبيَّن فَضلَها وثوابَها. وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم عن دُعاءٍ من الأدعيةِ له فضلٌ كبيرٌ، حيثُ يقول: "من قالَ: رضِيتُ باللهِ ربًّا"، أي: قَنعتُ بأنَّ اللهَ تعالى هو الخالقُ والسيِّدُ والمالكُ والمُصلِحُ والمربِّي لخلقِه والمدبِّر أُمورَهم، ولستُ بِمُكرَهٍ على ذلكَ بل أنا راضٍ به، "وبالإسلامِ دينًا"، أي: وكذلكَ رَضيتُ أن أدِينَ بدينِ الإسلامِ عمَّا سواهُ من الأديانِ، "وبمُحمدٍ رَسولًا"، أي وكذلِكَ رضيتُ بِمحمدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم رَسولًا مِن اللهِ مخالِفًا مَن عاندَ وكفرَ بهِ؛ "وجَبتْ لهُ الجنَّة"، أي: إنَّ مَن يقولُ هذا الدُّعاءَ، كانَ حقًّا على اللهِ أن يُدخِلَه الجنَّةَ.(الدرر السنية)
أتاني جِبريلُ ، فقالَ : يا مُحمَّدُ ! قُل ، قلتُ : وما أقولُ ؟ قالَ : قُلْ : أَعوذُ بكلِماتِ اللهِ التامَّاتِ ، الَّتي لا يُجاوِزُهُنَّ بَرٌّ ولا فاجرٌ ، مِن شرِّ ما خلقَ ، وذرأَ ، وبرأَ ، و مِن شرِّ ما ينزِلُ مِن السَّماءِ و مِن شرِّ ما يعرُجُ فيها و مِن شرِّ ما ذرأَ في الأرضِ وبرأَ ومِن شرِّ ما يَخرجُ مِنها ، ومِن شرِّ فِتَنِ اللَّيلِ والنَّهارِ ، ومِن شرِّ كلِّ طارقٍ يطرُقُ ، إلَّا طارقًا يطرقُ بِخَيرٍ ، يا رَحمنُ !
الراوي : عبدالرحمن بن خنبش | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 74 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
التخريج : أخرجه أحمد (15499)
الراوي : عبدالرحمن بن خنبش | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 74 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
التخريج : أخرجه أحمد (15499)
ذِكرُ اللهِ تعالى له فضلٌ عظيمٌ، وهو يُقرِّبُ العَبْدَ من ربِّهِ، ويَحْفظُه منَ الشَّيطانِ والبَلاءِ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ الرَّسولُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أنَّ: "مَن قال: بسم اللهِ"، أي: ألتِجِئُ وأعْتصِمُ باللهِ، "الَّذي لا يضُرُّ مع اسمِهِ"، أي: مع ذِكْرِ اسمِهِ العَظيمِ؛ اعتقادًا وإيمانًا بذلك، "شيْءٌ في الأرْضِ"؛ من المكْروهاتِ والمؤذياتِ، "ولا في السَّماءِ"؛ منَ البَلايا النَّازِلاتِ، "وهو السَّميعُ العَليمُ"؛ سَميعٌ لكلِّ شيْءٍ وعَليمٌ بكلِّ شيءٍ، "ثلاثَ مرَّاتٍ"، أي: يقولُ هذا الدُّعاءِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ "لم تُصِبْهُ فجْأَةُ بَلاءٍ"، أي: بَلاءٍ يأْتي بَغْتةً بلا سبَبٍ، "حتَّى يُصبِحَ"؛ وذلِك إذا قالَها باللَّيلِ، "ومَن قالَها حينَ يُصبِحُ"، أي: في الصَّباحِ بعدَ طُلوعِ الفَجْرِ، "ثلاثَ مرَّاتٍ لم تُصِبْهُ فجْأَةُ بلاءٍ حتَّى يُمْسي"، أي: إلى المَساءِ بعد غُروبِ الشَّمسِ
وفيه: بيانُ ما كان عندَ التَّابِعينَ مِن الإيمانِ بالقدَرِ.(الدرر السنية)
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ الرَّسولُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أنَّ: "مَن قال: بسم اللهِ"، أي: ألتِجِئُ وأعْتصِمُ باللهِ، "الَّذي لا يضُرُّ مع اسمِهِ"، أي: مع ذِكْرِ اسمِهِ العَظيمِ؛ اعتقادًا وإيمانًا بذلك، "شيْءٌ في الأرْضِ"؛ من المكْروهاتِ والمؤذياتِ، "ولا في السَّماءِ"؛ منَ البَلايا النَّازِلاتِ، "وهو السَّميعُ العَليمُ"؛ سَميعٌ لكلِّ شيْءٍ وعَليمٌ بكلِّ شيءٍ، "ثلاثَ مرَّاتٍ"، أي: يقولُ هذا الدُّعاءِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ "لم تُصِبْهُ فجْأَةُ بَلاءٍ"، أي: بَلاءٍ يأْتي بَغْتةً بلا سبَبٍ، "حتَّى يُصبِحَ"؛ وذلِك إذا قالَها باللَّيلِ، "ومَن قالَها حينَ يُصبِحُ"، أي: في الصَّباحِ بعدَ طُلوعِ الفَجْرِ، "ثلاثَ مرَّاتٍ لم تُصِبْهُ فجْأَةُ بلاءٍ حتَّى يُمْسي"، أي: إلى المَساءِ بعد غُروبِ الشَّمسِ
وفيه: بيانُ ما كان عندَ التَّابِعينَ مِن الإيمانِ بالقدَرِ.(الدرر السنية)
في هذا الحديثِ يَقولُ أبو هُريْرةَ رَضيَ اللهُ عنه: إنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم قالَ: بادِروا بالأعمالِ، أيْ: سارِعوا بالأعمالِ الصَّالِحةِ قَبلَ الانشِغالِ عَنها بوُقوعِ الفِتَنِ الَّتي تُثبِّطُ العامِلَ عَن عَملِه. فِتنًا كَقِطَعِ اللَّيلِ المُظلِمِ، يَعني: أنَّ شِدَّةَ الفِتَنِ يَكونُ المَرءُ في الْتِباسٍ مِنها؛ لأنَّها تَكونُ كَقِطَعِ اللَّيلِ المُظلِمِ لا يَتميَّزُ بَعضُها مِن بَعضٍ. يُصبِحُ الرَّجلُ مُؤمِنًا وَيُمسي كافِرًا، أو يُمْسي مُؤمِنًا ويُصبِحُ كافِرًا، أي: يَأتيهِ مِنَ الفِتنِ ما تَزِلُّ به قَدمُه عَن صِفَةِ الإيمانِ؛ وَهذا لِعِظَمِ الفِتنِ يَنقَلِبُ الْإنسانُ في الْيومِ الواحِدِ هذا الانقِلابَ. يَبيعُ دِينَهُ، أي: يَترُكُه بعَرَضٍ مِنَ الدُّنيا، أيْ: يَترُكُ دِينَه مِنْ أجلِ مَتاعٍ دَنيءٍ وَثَمنٍ رَديءٍ.
في الحَديثِ: الحَثُّ عَلى المُبادَرةِ إلَى الأعمالِ الصَّالِحةِ قَبلَ الانشِغالِ عَنها بوَقْعِ الفِتنِ.(الدرر السنية(
في الحَديثِ: الحَثُّ عَلى المُبادَرةِ إلَى الأعمالِ الصَّالِحةِ قَبلَ الانشِغالِ عَنها بوَقْعِ الفِتنِ.(الدرر السنية(
لو وُضِعَت في كِفَّةٍ، ووُضِعَت (لا إلهَ إلَّا اللهُ) في كِفَّةٍ، رَجَحَت بهنَّ (لا إلهَ إلَّا اللهُ)"؛ وذلك لِثِقَلِها في الميزانِ عندَ اللهِ، "ولو أنَّ السَّمواتِ السَّبعَ والأرَضينَ السَّبعَ كنَّ حلْقةً مُبْهمةً"، أي: غيرَ معلومةِ المدخلِ والطَّرفِ، "قَصَمَتْهُنَّ"، أي: قَطَعَتْهُنَّ وكسَرَتْهُنَّ، "لا إلهَ إلَّا اللهُ".
ثمَّ بيَّن له الأمْرَ الثَّانيَ: "وسُبحانَ اللهِ وبحمْدِه"، أي: تنزَّهَ اللهُ عن كلِّ نقْصٍ، وله الحمْدُ والثَّناءُ الحَسنُ؛ "فإنَّها صلاةُ كلِّ شيءٍ"، أي: هذا التَّسبيحُ والحمْدُ هما الطَّريقُ المُوصِلُ إلى كلِّ شيءٍ عندَ اللهِ، وهما الدُّعاءُ الواصلُ إلى اللهِ سُبحانه، "وبها يُرْزَقُ الخلْقُ"، أي: ببَركةِ هذا الذِّكْرِ. منقول بتصرف
ثمَّ بيَّن له الأمْرَ الثَّانيَ: "وسُبحانَ اللهِ وبحمْدِه"، أي: تنزَّهَ اللهُ عن كلِّ نقْصٍ، وله الحمْدُ والثَّناءُ الحَسنُ؛ "فإنَّها صلاةُ كلِّ شيءٍ"، أي: هذا التَّسبيحُ والحمْدُ هما الطَّريقُ المُوصِلُ إلى كلِّ شيءٍ عندَ اللهِ، وهما الدُّعاءُ الواصلُ إلى اللهِ سُبحانه، "وبها يُرْزَقُ الخلْقُ"، أي: ببَركةِ هذا الذِّكْرِ. منقول بتصرف
إذا كانت نِيَّةُ العبدِ في عَمَلِه ابتِغاءَ مَرْضاةِ اللهِ، وفي سَبيلِه طلبًا لِما عِنْدَه مِن الأَجْرِ والمثوبةِ، فإنَّ أعمالَه تَكونُ مَقْبولةً بإذْنِ اللهِ تعالى. وفي هذا الحَديثِ يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "لا أجْرَ إلَّا عن حِسْبةٍ، ولا عَمَلَ إلَّا بِنيَّةٍ"، فاحتِسابُ الأجْرِ لا يكونُ إلَّا بإخْلاصِ النيَّةِ للهِ عزَّ وجلَّ؛ فإذا دخَلَ على العمَلِ ما يُفسِدُه كالرياءِ ونَحوِه حُرِمَ الإنْسانُ من أجْرِ الآخِرةِ، وقَبولِه عندَ اللهِ عزَّ وجلَّ، فكلُّ عمَلٍ لا بُدَّ له من أمرَيْنِ: النيَّةِ، بأنَّه يُريدُ بها وَجْهَ اللهِ، والاحْتِسابِ عندَه تَعالى والاعْتدادِ. وفي الحَديثِ: الحضُّ على إخْلاصِ العمَلِ، والنيَّةِ للهِ عزَّ وجلَّ.(الدرر السنية)
بمَعْنى أنَّها تظَلُّ مَفْتوحةً بعدَ وَقتِ زَوالِ الشَّمسِ، ولا تُغلَقُ حتَّى صَلاةِ الظُّهرِ، وهذا أدْعى لِقَبولِ الأعْمالِ فيها، والمُصلِّي يُناجي ربَّهُ، فيَنبَغي أنْ يَتَحرَّى بصَلاتِهِ أوْقاتِ الرِّضا والرَّحْمةِ "فأُحِبُّ أنْ يَصعَدَ لي في تِلْكَ السَّاعةِ خَيرٌ" مِنَ العَمَلِ الصَّالِحِ والصَّلاةُ أفضَلُ ؛ وقيلَ: المَقْصودُ بِهِنَّ سُنَّةُ الظُّهرِ القَبْليَّةُ، أو تكونُ أربَعًا أُخرى غَيرَها، وسمَّاها البَعضُ سُنَّةَ الزَّوالِ( منقول بتصرف)
في هذا الحديثِ يُبيِّن النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ الإسلامَ بدَأَ غريبًا؛ حيثُ خرَجَ وَسْطَ الجَهلِ، وطرَحَ عاداتِ الجاهليَّةِ، فاسْتَغرَبَه الناسُ، "وسيَعودُ غريبًا كما بدَأَ"؛ حيثُ انتِشارُ الجَهلِ، ورجوعُ الناسُ إلى عاداتِ الجاهليَّةِ، "وهوَ يَأرِزُ"، أي: يَنضمُّ ويَجتمِعُ ويَرجِعُ، "بينَ المَسجِدَينِ"، أي: بينَ المَسجِدِ الحَرامِ والمَسجدِ النَّبويِّ، "كما تَأرِزُ الحيَّةُ في جُحرِها"، أي: كَما تَعودُ الحيَّةُ إلى جُحرِها إذا راعَها شيءٌ، فكذلكَ يَعودُ الإسلامُ- كما بدَأ مِن مكَّةَ والمَدينةِ- إلَيهِما مرةً أُخرى.
وفي الحديثِ: فضلُ مَسْجِدَيْ مكَّةَ والمدينةِ، وأنَّ الدِّينَ يَنضمُّ ويجتمعُ بَيْنهُما ويعودُ إليهما، وهو إشارةٌ إلى أنَّ المؤمنينَ يَفرُّون إليهما؛ وقايةً مِن الفِتن، وخوفًا على الدِّينِ.(الدرر السنية)
وفي الحديثِ: فضلُ مَسْجِدَيْ مكَّةَ والمدينةِ، وأنَّ الدِّينَ يَنضمُّ ويجتمعُ بَيْنهُما ويعودُ إليهما، وهو إشارةٌ إلى أنَّ المؤمنينَ يَفرُّون إليهما؛ وقايةً مِن الفِتن، وخوفًا على الدِّينِ.(الدرر السنية)