ما حصل ويحصل في محطات الوقود يشير الى مدى الأزمة الأخلاقية والافلاس القيمي التي نعانيه، أو بصورة أصح يعانيه البعض.
أتفهم عند الصراع من أجل البقاء أن يتخلى الإنسان عن كثير من قيمه الإنسانية وإن لم يكن مبررا، لكن في الضفة لم نصل إلى هذه الحالة، فكيف لا قدر الله سيكون سلوكنا اذا وصلنا إلى تلك الحالة.
ومن صور الأزمة الأخلاقية أيضا، من يحتفلون على وسائل التواصل لأي سبب كان في ظل ما يحصل لأخوتنا في المحافظات الجنوبية.
- صايل أمارة.
أتفهم عند الصراع من أجل البقاء أن يتخلى الإنسان عن كثير من قيمه الإنسانية وإن لم يكن مبررا، لكن في الضفة لم نصل إلى هذه الحالة، فكيف لا قدر الله سيكون سلوكنا اذا وصلنا إلى تلك الحالة.
ومن صور الأزمة الأخلاقية أيضا، من يحتفلون على وسائل التواصل لأي سبب كان في ظل ما يحصل لأخوتنا في المحافظات الجنوبية.
- صايل أمارة.
في الوطن العربي- حيث يطغى الفساد والاستبداد- يتجلى احترام الناس للمنصب لا لصاحبه، فإذا نزع منه منصبه نبذ في العراء وهو ذميم.
- معين رفيق.
- معين رفيق.
أينما رأيتَ امْرَأً (وإنّ المرْء عند السّلف يُراد به الرّجل) ينسب إلى فُلانٍ أنّه (دراما) حينما يراه يُعبّر عن ألمٍ وبوًى يقتات من قلبه ويلمج منه مهما تبدّى لنا أنّه أمرٌ لا يستحقّ الحَزَن، فاعلم أنّه مقصور العقل فيه ثُلمة واضحة وبعَوَزٍ إلى أن (يصفع!) على قفاه حتّى يعاد تثقيفه وتعليمه، وإنَّ أمَرًا مثل هذا فيه (تألّهٌ!) على اللّه (وتوغّل!) في قلوب النّاس ومعرفة طواياهم ونجواهم، إن قاصدًا وإنْ غير قاصد، وما علمنا أنّ شيئًا غيره سبحانه (يُحيطُ!) بالسّرائر إلّا إن كان هنالك آلهة أخرى معه، وقل لا نشهد، وما قد يُكدّر صفو قلبك أنت ويكويه قد لا يرفع فيه شعرة ولا (يُموّر!) فيه حسًّا ولا اكتراثًا إذا ما لحق به، فكانت همومك ليست بهمومٍ عنده، وإنّك إن كنتَ تستقلّ قلبًا (جلمودًا) لا يعرف معنى الحسّ والضّمير والأنفة، فإنّ غيرك يستقل، وإنّ الصّمت في حرم أوجاع غيرك وأشجانهم ورعٌ ووقار. بيدَ أنّها معادلة (يسيرةٌ!) غير معصوصبةٍ ولا كؤودة حتّى على (الطّفل!) الّذي لم يظهر على عورات النّساء أو الصّبيّ الّذي لم (يبلغ!) الحُلم من اكتَنفها وفقهها صار في يمين قلبه خلقًا من خلق محمّد وصحابته ودينهم دين الحقّ المبين، فصلّوا على خير الورى وسلّموا تسليمًا.
وللّه، من بعدُ، المُشتكى وهو خير المُجيرين.
وللّه، من بعدُ، المُشتكى وهو خير المُجيرين.
نموذج لسوء توظيف القواعد الصحيحة.
(المشرك الوثني أشد من الكتابي، بدليل أن الشريعة أباحت الزواج من أهل الكتاب وأكل ذبائحهم، ولم يبح ذلك من المشركين).
هذا الكلام صحيح من الناحية العقدية، لكن من الناحية السياسية ليس على إطلاقه، فالذي يحدد الأشد خطرا هو حركة التناقضات، فهب أن هناك دولة وثنية أو ملحدة، وحصل بينها وبين المسلمين تقاطع مصالح في لحظة معينة كأن يتحالفوا سياسيا ضد عدو - كتابي - مشترك، فهذا مما لا اشكال فيه أبدا.
إسقاط الاطلاق في القواعد العقدية على البعد السياسي فيه سوء توظيف لمعلومات صحيحة، لكنها وظفت بصورة خاطئة، فتوصلنا الى نتائج مجافية لمقاصد التشريع.
- صايل أمارة.
(المشرك الوثني أشد من الكتابي، بدليل أن الشريعة أباحت الزواج من أهل الكتاب وأكل ذبائحهم، ولم يبح ذلك من المشركين).
هذا الكلام صحيح من الناحية العقدية، لكن من الناحية السياسية ليس على إطلاقه، فالذي يحدد الأشد خطرا هو حركة التناقضات، فهب أن هناك دولة وثنية أو ملحدة، وحصل بينها وبين المسلمين تقاطع مصالح في لحظة معينة كأن يتحالفوا سياسيا ضد عدو - كتابي - مشترك، فهذا مما لا اشكال فيه أبدا.
إسقاط الاطلاق في القواعد العقدية على البعد السياسي فيه سوء توظيف لمعلومات صحيحة، لكنها وظفت بصورة خاطئة، فتوصلنا الى نتائج مجافية لمقاصد التشريع.
- صايل أمارة.
يُسمح لك، بأحقّية الكلام في الموضوع (لا عنه) بعد أن تعرّج بل تُحقّق، أصنافَ الأقوال التي وردت فيه وتُحرّك عقلك في كلِّ قولٍ تحريكًا ليس غرضَه الخلاصُ بالرُّكون إلى رأي لإراحة النّفس، وإنما لتتبيّن لك فُضلى المسالك وأولاها بالتّبني والتأييد بعد النّظر في كافّة الإمكانات والاعتبارات.
- مقتطف.
- مقتطف.
العلمانيّة في أردئ تعريفاتها هي فصل الدّين عن السّياسة.
ويساويه أو هو أردأ منه على الجهة المقابلة جعل الدّين هو السّياسة.
ومصيبة المصائب أن يصير الدّين بعض السّياسة.
- منقول.
ويساويه أو هو أردأ منه على الجهة المقابلة جعل الدّين هو السّياسة.
ومصيبة المصائب أن يصير الدّين بعض السّياسة.
- منقول.
إنّما أكثر سيماء (البرافيكيشن) وطأةً وبأسًا ما كان ليس متعمّدًا، في حين أنّ (البرافيكيشن) المُتعمّد، فإنّ المعرفة (بعمدِيّته) يُضَعْضعه، ويُضعِّفه، ويسْحَجه، وينزله من على بكرة أبيه نطيحًا !!
ربّ يسّر وأعن.
ربّ يسّر وأعن.
لا أحسب أنّ الأثرياء المؤمنين بأنّهم يستطيعون أن يظفروا بكلّ أمرٍ يرومون إليه (بدراهمهم) (ودولاراتهم) (وروبلاتهم) يظلّون على مَكِنةٍ على الحبّ، بل إنّهم غير قادرين على الإيمان بأنّ هِنّاك أحدًا يحبّهم حينما يُشاهدون، وبمقلةِ يمينهم، عدّاد القلوب الفارغة المذعنة الّتي يستطيع (البيزو) أن يستحوذ عليها شريًا ويتأبّقها ويتملّكها تملّكا عسيفًا.
القلوب الّتي -هي عينها- لا تؤمن أنّ (الدّينار) لا يجترح كلّ شيء ولا يتملّك كل أمرٍ وهي تشاهد من فوّهة سريرتها أنّها متجهّزة لاجتراح أيّ أمر من أجله.
إنّهم حينما يشاهدون ذلك، فأنّى في مُكْنتهم أنّ يؤمنوا أنّ هِنّاك من يرغب فيهم من أجلهم لا من أجل ريالاتهم وليراتهم ؟
ومتى أضعت البِدّة على الإيمان أنّ هِنّاك من يصبو إليك بحقّ، فإنّك تُضيّع، بعدئذٍ، في الضّرورة القابليّة على حبّ أيّ إنسانٍ أو التّولّه فيه.
إنّما هذا، مؤكدًّا، ليس تأزيرًا (للكليشيه) المعطوب عن بؤس المترفين وبشاشة المحرومين واستخدام مغلطة الاستمالة لترسيخ ذلك وتوطيده، بل إنّها رؤى المعظم تستوجِبها عريكة انقلابنا لمؤتلفاتٍ إنفاقيّة همجيّة يستصحبها اجتياح فكريّ مادّي فظيع أثّر في الطّينة الخلقيّة المؤتلفيّة كلّها.
القلوب الّتي -هي عينها- لا تؤمن أنّ (الدّينار) لا يجترح كلّ شيء ولا يتملّك كل أمرٍ وهي تشاهد من فوّهة سريرتها أنّها متجهّزة لاجتراح أيّ أمر من أجله.
إنّهم حينما يشاهدون ذلك، فأنّى في مُكْنتهم أنّ يؤمنوا أنّ هِنّاك من يرغب فيهم من أجلهم لا من أجل ريالاتهم وليراتهم ؟
ومتى أضعت البِدّة على الإيمان أنّ هِنّاك من يصبو إليك بحقّ، فإنّك تُضيّع، بعدئذٍ، في الضّرورة القابليّة على حبّ أيّ إنسانٍ أو التّولّه فيه.
إنّما هذا، مؤكدًّا، ليس تأزيرًا (للكليشيه) المعطوب عن بؤس المترفين وبشاشة المحرومين واستخدام مغلطة الاستمالة لترسيخ ذلك وتوطيده، بل إنّها رؤى المعظم تستوجِبها عريكة انقلابنا لمؤتلفاتٍ إنفاقيّة همجيّة يستصحبها اجتياح فكريّ مادّي فظيع أثّر في الطّينة الخلقيّة المؤتلفيّة كلّها.
Forwarded from جَمْهَرَة المَوْعِظَة.
أسألك بربّك:
هل أنت على يقينٍ أنّك تعلّمت، حقًّا، أن تَسْبَح ؟
إنّما (السّويمنج) ليست، يا بنيّ، العَوم، وإنّ الّذي أحسبه أنّك تدرّبت كيف لا تغرق، وإنّ الشّيء الّذي أتقنته وفَلحت فيه أنّك تغيّرت من جلمودٍ صلبٍ إلى شريحة من (تيمبر).
وإنّك على حذو ذلك لو بقيت سنين عمرك كلّها ترصُد المريات والشّبهات وأجوبتها، بيدَ أنّك لو كنت فِطَحلًا وأتقنتها كلّها فستفلح، عندئذٍ، في عدم الغرق وأن تصبح قطعةً من (التّيمبر) أو (البلاستيك) فقط، ثمّ ربّ يسّر وأعن !!
هل أنت على يقينٍ أنّك تعلّمت، حقًّا، أن تَسْبَح ؟
إنّما (السّويمنج) ليست، يا بنيّ، العَوم، وإنّ الّذي أحسبه أنّك تدرّبت كيف لا تغرق، وإنّ الشّيء الّذي أتقنته وفَلحت فيه أنّك تغيّرت من جلمودٍ صلبٍ إلى شريحة من (تيمبر).
وإنّك على حذو ذلك لو بقيت سنين عمرك كلّها ترصُد المريات والشّبهات وأجوبتها، بيدَ أنّك لو كنت فِطَحلًا وأتقنتها كلّها فستفلح، عندئذٍ، في عدم الغرق وأن تصبح قطعةً من (التّيمبر) أو (البلاستيك) فقط، ثمّ ربّ يسّر وأعن !!
Forwarded from جَمْهَرَة المَوْعِظَة.
إنّ من لأواء مثقّفي هذا العَشيّ اللّبك أنّهم يستجلبون (على الدّيمومة) أقوال الأدباء، والعلماء، والمفكّرين، والفلاسفة، والسّفسطائيين، والحكماء، لكنّهم في الوقت عينه لا يظفرون بقول مخصوصٍ بهم، ولا يمتلكون رأيًا مستندين فيه على القرينة والمعتمد، يعني مفلسفون أيّما إفلاسٍ من القول ولا يستطيعون إلّا النّقل والاستستقاء والإخبار، فهم صاروا كما الرّبورت من حيث الوظيفة، وإنّما هذه اللّأواء تتأتّى حينما تكون المطالعة داحيةٍ نفوذها عليهم ومسيطرة على أعناق عقولهم المزجاة، وإنّما هي تجري حينما تكون البيانات (والإنفورميشن) أكبر من حجاهم، صدّق أو اطعن، وإنّما هذه هي العقبولة الحقيقيّة، فإنّهم حينئذٍ ينزّلون البيانات دونما يقظةٍ ومن غير أن تكون في موطنها التّليد.
Forwarded from جَمْهَرَة المَوْعِظَة.
لا وجود لرزيّة في أن تكون (سقيمًا!) نفسيًّا، ولا وجود لعقبة جسيمة في أن تكون سقيمًا نفسيًّا (لا يُدرى!) أنّه كذلك، لكنّ المعضلة أن تصير (مبشِّرًا!) بسقمك هذا وتطلب من الآخرين أن يكونوا (كلّهم!) على غرارك. ومعضلة أكبر من ذلك حينما تغدو غير (مكتفٍ!) بالدّعوة لسقمك فحسب، بل لجحد سلامة من ظلّ مشافيًا ممّا (ابتليت!) به أنت، فتعالجوا يا عباد اللّه، وله المشتكى.
Forwarded from جَمْهَرَة المَوْعِظَة.
أرعن هردبّة مرفوع بدلًا من الجرّ نصبه التّصلُف والاختيال بصفق أحيمر في محل اللّط بتشاجع دونما أجير ولا مأجور، ضميره إفلاس فكريّ تقديره تاه أو توّه في المتجاوز المتعدي.
أيْ بُنيّ، إنّ الأريب واللّوذعيّ إذا تشاقق معك أناف بك وزانك، وإنّ البُوهة والمعتوه إذا انسجم معك بخّس منك وجلب لك عارًا مستديمًا، وللّه المشتكى.
أيْ بُنيّ، إنّ لكلّ إنسيٍّ الحقّ في العُته والبلادة، وإنّما هو حقّ عليه أوراق الكفالة، وهو دونما مقابل، بيدَ أنّ الأناسيّ في هذا العشيّ الوحشيّ مولّهةٌ بالانتهاز والبَطر والبَذخ في كلّ شيءٍ يتأتّى دونما مقابل.
أيْ بُنيّ، أوما تدرك أنّنا إلى نزيرٍ من الأدب والأخلاق الدّمثة أشدّ عَوَزًا منه إلى وفيرٍ من العلم ؟
مع تقاطع الغسق رقَّشتُ نصًّا، لكنّني، كما ديدَني، حِرتُ من إفشائه؛ أحسستُ أنَّ فيه لكنةَ شجنٍ متلعثِمة في حُنجور المفردات. مع أوّل تنهيدة ظهرَ يُرِيق الدّموع، فما عساي أن أفعلَ (ومحارِمي) الورقيّة مُخضَّلةٌ بالذِّكريات. بلى، أتفهَّمُ أنَّ الغمَّة فاتحة الارتواء، وأنّ القلم إذا لم يُنقَع أو يُغمَّس في دواة المناحةِ سيَهْتِكُ به العطش، وأنّ الكلمات المُنتَزعة منه عرضيّة وغثّة. حسنًا، الابتِكار علامتنا الفارقة الموغلةُ في الاكتراب، والاكتراب إشارة السَّرد النّثريّ الغارق في البُروء والإبداع، ليس من السَّلِس أن نسطِّر دون تأوّهاتٍ مرّة، وليس من المهارة والإتقان أن يفرُغَ النّصُّ من دمعة.
الدّمعةُ هي نفطُ الحياة... وشَطّ الإخلاص والوفاء، وهي جادَّة العبور إلى القلوب المُقفرة. المألوفون يتجاوَزون اليُمُوم على متن زورَق، والمنهكون يتعدَّون المحيطات، كما القفار، على مَتْنِ دمعة، والدّمعةُ ابتِئاسٌ وبهجة، والدّمعةُ أرقٌ وسُكنى، والدّمعةُ أَرْيٌ وحنظل. هِنِّاك حاجات لا تُلهْوِقها الحروف ولا تزركِشها، ولا تنهضُ بآهاتها كدمعةِ رقّةٍ درُّ الدّموع ما أشدّ أمانتها.
- من الذّاكرة.
الدّمعةُ هي نفطُ الحياة... وشَطّ الإخلاص والوفاء، وهي جادَّة العبور إلى القلوب المُقفرة. المألوفون يتجاوَزون اليُمُوم على متن زورَق، والمنهكون يتعدَّون المحيطات، كما القفار، على مَتْنِ دمعة، والدّمعةُ ابتِئاسٌ وبهجة، والدّمعةُ أرقٌ وسُكنى، والدّمعةُ أَرْيٌ وحنظل. هِنِّاك حاجات لا تُلهْوِقها الحروف ولا تزركِشها، ولا تنهضُ بآهاتها كدمعةِ رقّةٍ درُّ الدّموع ما أشدّ أمانتها.
- من الذّاكرة.
أيْ بُنيّ، لا تكن مثل كثيرٍ ممّن أعرف، فإنّك إن تمكّنت من أن تروّض نفسك وتلجمها عن الحكم على الأمور بالكُلّية، والنّاس بخاصّة، حتّى تفقه بالفعل لا بالسّليقة أنّى تكون الأحكام، ربحت وزادت موازينك وربّ محمّد.