Telegram Web Link
إنّنا نتعامل مع جماعات منهمكين كلّهم في أشغالهم، وأنّ أوقاتهم مضغوطة ومعسرة، وأعمالهم جمّة كثيرًا، وإنّك تستشعر معهم أنّك آخر الأوغابِ والصّاغرين على متن هذه الغبراء المهيعة الّذين مالهم كدح ولا عمل ولا وظيفة سوى تنفيذ المواعيد وإمضائها !!
أيْ بُنيّ، أأنت ملتزمٌ بمواعيدك وإتمامها أيّما إتمام ؟
رخِّص لي، إذًا، أن أقول إنّك (فاضي)، فلو أنّك كنت مهمًّا وعندك أشغال ومشروعات لكنتَ تحنِث الموعد كالنّقيبين الرّفيعين !!!
وإنّني أحسّن الظّنّ، على الدّيمومة، وأحسب أنّ من أتعامل معهم أوغابًا وصاغرين، فيتجلّى لي أنّهم مهمّون هم كذلكم، ذلك وللّه المشتكى.
إنّما الصّداقة الصّافية بين النّوعين البشريين المختلفين تقدر أن تُقدّم فسحة من (السّيرك) مثل صداقة ابن آوى وهر، وظبٍّ وحيّة، وسِنّور وجرذ، ودغفلٍ وريم… فهل ذلك يحصل ؟
نعم، يحصل، لكن هل حصوله يُميط شنآن الضّيّون للدّرص والقسورة للمها ؟
لا، عند الكيّسين وحدهم.
إنّ الرّجل والمرأة عملسٌ وضأن، وإنّما هذه هي الصّلة الحقيقيّة.
(رحم اللّه شهداء التّفجير في الكنيسة من النّصارى الأبرياء!)
إنّ ديننا ليس دين مجاملة ومداراة على الباطل، فلا يصح إطلاق كلمة شهيد إلّا على من مات وظاهره أنّه على دين الإسلام، ولا يصح التّرحم على غير المسلم، فإنّ التّرحم سحنة من سحنات العبادة ليميز بها المنقاد لأوامر ربّه من المميّع الّذي لا شأن له بدينه، وقليلٌ من يعرف ذلك، فواللّه لو ترحّم أهل الأرض كلّهم وما أراد اللّه أن يرحمه، ما رحمه، ولو ارعوى أهل الغبراء كلّهم عن التّرحّم، وكان شخصًا يستحقّ الرّحمة والمغفرة لغفر له، وما ربّك بظلّامٍ للعبيد، لكنّ بعضهم يرى أنّ الكفر لا يستحقّ حتّى مخالفة مروريّة !
ربّ يسّر وأعن.
كتبت إحدى الأخوات الميمونات عن قناتنا:
في زمنٍ ضجَّ فيه الباطلُ حتى خُيّل للناس أنه الحقُّ، وخفَت فيه صوت الحكمة تحت ركام الثرثرة، تتقدّم هذه القناة (جمهرة الموعظة) كجذوة فكرٍ لا تُطفأ، وراية بصيرة لا تنحني.
تخوضُ في السياسة وشؤون الأمّة لا متهافتةً على موجات الرواج، ولا مائلةً مع الريح، بل بقلمٍ يُحسن الموازنة، ويزن الكلمةَ بميزانٍ من عقلٍ ونور.
لا تركض خلف السطحيات، ولا تبيع المعنى بثمن الظهور، بل تنفذُ إلى لبّ الحدث، بأسلوبٍ تُشمّ فيه رائحة الخطب الجوامع، كأنّه يُلقى من صدرٍ عامرٍ بالحكمة، لا من لسانٍ فقط.
كلُّ منشورٍ فيها شهادةُ صدقٍ، وكلُّ حرفٍ مقامُ رأيٍ لا يخضع، ولا يُداهن، ولا يحني رأسَه أمام طوفان الجهل أو تزييف الإدراك.
هي مرفأٌ للباحثين عن وعيٍ لا ينام، ومأوى للقلوب التي ملّت الابتذال، وسئمت من الفكر المعلّب، فابتغت نورًا يدلُّ لا يُضلُّ، ويوقظُ لا يُخدّر.
في المعتركات، تكون الحقيقة، على الأرجح، أكبر الضّحايا، ويتبدّى أنّ هذا يترسّخ، أيضًا، في الصّراع الأخير بين إيران والكِيان الأثيم.
هل كان الشّباب الفِلسطينيّ يحسب أنّ التبديل في غبراء العُروبيّة سيُمخّض صِحافيين يطعنون على كفاحه وجهاده، ويشدون على رضوضه وقروحه، ويُعندلون على دمائه، ويُلهِبون الخطيئة التّعنّتيّة عليه، وتُمسي شناءَة الفِلسطينيّ مراءً ( يتبويض) في ألسنة النّاس ؟

يا أيتّها العِير، يا كلّ المحاريّات الثقافيّة، والطّفيليات الصّحافيّة، والبعوض الفكريّ، احذروا احتدام الشّعب؛ لأنّه الملوحة الّتي، حتمًا، ستُيبّسكم.
رأسك مربّع، ورأسك مُعيّن، ورأسه مثلث.
إنّما هذه كلمات حداثيّة يلفظها عليك من رأسه يُشبه الرّسوم الهندسيّة كلّها أجمع، ومخروطي محدودب أو مسطّح، لأنّك تشاققت معه في الرّأي فقط !!!
إنّ كلّ ما خمّنه العميد فتحي الشّقاقي رحمه اللّه منذ انتعاشته العقليّة والنّهجيّة حدث، بيد أنّه في هذا المعترك الأخير تمّ، وما كان هذا العميد خليل أحلامٍ بنفسجيّة ناعمة، ولا متبّّئًا، ولا قارئ كوب، ولا ضاربًا بالمَندل، ولا مستخدمًا للأزلام، ولا كاهنًا، ولا متطيِّرًا، لكنّه كان يُبصر الأشياء بمقلة يمينه على سليقتها دونما حسابات، ويُسدّد الثّمن -مهما أناف وارتفع- إزّاء هذه الرّؤى.
غير أنّنا نشاهد اليوم ازدهارًا شكسًا وجريئًا في موقف الإخوان المسلمين وحزب التّحرير، ومفتي عُمان وليبيا والأزهر، وربّما الدّوسري والشنقيطي وغيرهم ما يُنذر أنّ العروة أضحت تتبدّل، في حين أنّ السّلفيين المعاصرين والمداخلة والحداديّة وأجيري الكِيان لن يتبدّل (على الأرجح) موضعهم من ذلكم، لأنّهم يفكّرون -ودون درايةٍ منهم- بماكينة الكيان الإعلاميّة، ويخدمون أجنداته الّتي يسعى إلى اجتراحها.
فيَّ عَوَزٌ إلى تنهيدةٍ أعمقَ مِنَ الآه، لابتسامة تذيبُ مرارةَ الحنظل.
بي حاجةٌ إليّ، إلى الحضور رغمَ الغياب، وإلى الغياب خارجَ التُّخوم الضيّقة.
لا يطلبنّ منّي أحدٌ منكم أن أكفِّر أحدًا يقول إنّني من المسلمين ألبتّة بعينه، فإنّني لستُ على جدارة بالتّكفير، وإنّه متروكٌ لأهل الاختصاص الورعين والطّاهرين وحدهم ممّن يمتلكون من الذّخيرة الدّينيّة ما يمكّنهم من إنزال حكم التّكفير على الأفراد، وإنّ تكفير نهج فرقةٍ شيء، وتكفير الإنسان عينه شيء آخر، وشتّان ما هما، ولا أكفّر إلّا ما علم كفره بالضّرورة مثل فرعون وأبي لهبٍ، أمّا تكفير حسن نصر اللّه وابن سلمان وابن الحسين وابن زايد وفلان وعلّان وغيرهم، فلستُ أملك فيهم أمرًا ألبتّة، وسامحوني.
جَمْهَرَة المَوْعِظَة.
لا يطلبنّ منّي أحدٌ منكم أن أكفِّر أحدًا يقول إنّني من المسلمين ألبتّة بعينه، فإنّني لستُ على جدارة بالتّكفير، وإنّه متروكٌ لأهل الاختصاص الورعين والطّاهرين وحدهم ممّن يمتلكون من الذّخيرة الدّينيّة ما يمكّنهم من إنزال حكم التّكفير على الأفراد، وإنّ تكفير نهج…
- طيّب هل علي الكيّالي الّذي يقول إنّني من المسلمين لا تكفّره ؟
- إنّ الكيّالي يُنكر السّنة الصّحيحة المكتوبة، وإنّ مرد ذلك عند العلماء كفرٌ مجمع عليه لا مراء فيه، ولقد ردّ عليه أهل الاختصاص المعاصرون بالحجّة والقرينة واستتابوه، أي إنّ البيّنة أُقيمت عليه مرّات كثيرات، لكنّه قابل ذلك بالسُّخريّة والطّنز، وإنّما حكم ذلك كفرٌ عند العلماء مخرج من الملّة، فهذا قول وشيجة الاختصاص، وأقول إنّه إن لم يكن خارجًا من ملّة محمّد عندي، فلا جرم في ضلاله وغيّه وجنوحه، وأنّه ليس مرجعًا ولا معتمدًا ولا يصحّ الصّلاة خلفه ولا اتّباعه.
لقد زجره عن تقليد الكافرين وعدم الاحتذاء حذوهم بفظاظة الأعراب وجُشرة ديدنهم وجبلّتهم الأولى، ثمّ جاءا عندي ليتحاكما، فقلت: إنّما الفقه يردع أن يكون هذا تشبُّهًا وإن كان شَبَهًا، وأمّا الطّرفة فإنّا استنكرنا محاكاة الأعراب كما استنكرنا من قبلُ محاكاة الكافرين، وللّه المشتكى.
يلعب السّياسيّون لعبا قذرا جدّا لأجل أهداف نظيفة وغايات نبيلة.
فاحتاجوا لمن يغطي تلك القذارة كي لا تنكشف، فمن هنا وقع اختراع من يخدعون الناس بلعب شريف جدا وعالي الأخلاق لأجل غايات وسخة جدا وأشد قذارة.
وتم الاصطلاح على تسميته: مسّاحة القذر الشّريفة.
هذه المسّاحة الشريفة قد تكون لحية شيخ وعمامته أو شاربا كثا أو وجها أمرد أو ملابس داخليّة لمثقّف يمينيّ أو يساريّ بحسب الرّغبة والغرض.
في النّهاية ليس لون الاختراع ما يهمّ، بل كفاءته العمليّة.
- مقتطف.
المشكلة المنهجية في التعامل مع الدين ومن ثَمّ التدين النظر إليه على أنّه اتجاه أو طريق يصعّد فيه إما رقياً أو سفولاً، وليس هو كذلك إنّما الدين مساحة لها حدود مسيجة بسوري الرخصة والعزيمة وكل ما بينها دين صحيح.
فالنّظر إليه على أنّه اتّجاه يفرض على صاحبه أنّ باب السير فيه مشرع فإما أن يسير بعد مصعّدا إلى أن يصل للغلو فيخرج كما يخرج السهم من الرّميّة ولا يعود، أو منسفلا إلى أن يبلغ التساهل والتلاعب بالدين حتّى يخلع ربقته من عنقه.
وأما الدين فهو مساحة من تربات ثلاثة مختلفة:
فتربة طينيّة صالحة للزّراعة هيّنة وطيئة
وتربة حمراء صلبة صالحة للبناء على ربوة
وتربة نورانية لؤلئية ثلجية بيضاء على قمة جبل.. وخارج السور المحيط بهذه التّرب الثلاثة أرض سبخة منتنة بور.
- منقول.
بعض الأساتذة يختبرونك في المعرفة التي تراكمت لديهم بمرور العقود .. في ساعتين ! كأنه يختبر نفسه، فإن لم يجد في نفسه تحديا وهو يضع الإختبار لا يرضى. هذه معضلة الأستاذ التلميذ، والخلط الواعي أو اللاواعي بين المستويات.
- إيمان حسباوي.
مواقف اصحاب الشأن لا تتقيد بما يطلبه المستمعون، لا سيما أولئك الذين أصابهم الخرس على امتداد المحنة.
الرضا أو الغضب من حق الأحرار وحدهم، أما الباقون فيكفيهم الاستمرار في العجز الذي تقنعوا به.
- منقول.
ليس كلّ المثالب والمذمّات الّتي تتبدّى دَلولة على وفرتها أو ضخامتها عند فاعل المذمّة إن استقام أنّه مذموم حقًّا، بل إنّ رزمة منها شاهد على الإعياء الجسيم في النّبش لبعض الآركيولوجيين الخبيرين الّذين بعض أحافيرهم ارتوازيّة، واللّه المُستجار.
حينما تبتغي ألّا تفهم، فستفعل، وإنّما هذا من طريف العزائم الّتي تحصل دون عَوَزْ إلى الاستطاعة، فإنّ العدم ليس موجودًا !!!
إنَّ من دَلُولات الخَور العقليِّ المقيت، والجهلِ المُسْتشري دُونما ارتداعٍ أن ينعتَ المَرءُ إنسيًّا، وبكلِّ ما فيه من شططٍ وزيغٍ، بالخُرق والبلادة من بعد اختلافه معه في رأيٍ معيَّن، ولو كان الأمر مقضيًّا بذلك، لكان النَّاس كلّهم، إذن، رُعْنٌ ومُغفّلون، فيُمسي الرَّأيُ النّحريرُ، وقتئذٍ، في نظر جهولٍ أو هِلْباجة رأيًا غبيًّا ومَعتوهًا، وهذا في أصله، ولا ارتياب، بعيدٌ من جادَّة الحكمة والنّبوغ، وفيه التكاكٌ مبينٌ لا يقف على بِنية فكرٍ قويم، لكنّني لا أُجهِض بذلك، مؤكّدًا، حقيقةَ أنّ هناك آراء لا تجحظ إلّا بسببِ بلاهةٍ مُدقعة، وإنَّ الرّأي المُنبثق لا يُحترم ولا يُقدَّر إلّا إن كان حاذقًا ولبيبًا مُشيَّدًا على الحُجج والقرائن فيه من الصِّحة ما يجعل النّاس له ينتَطِقون ويُقدِّرون، أمّا (طلبُ!) احترام الرّأي بسبب أنّه رأيٌ آخرُ فحسب، ذلك المبدأ الّذي يترجَّل عليه(بسماجةٍ!) المُثقَّفون عمومهم، فإنّما هذا نابعٌ من شخصيّةٍ فيها خُيَلاءٌ فظيعٌ تلتَمِسُ تقدير كلِّ ما يتدفّق من بين شفتيها البقّاقتين، وفيها منهجيَّةٌ ضيْزَى لا تقدر على شيءٍ عدا تهريجٍ وطنطنة، وإنّ للتّهريجِ (الرّشيد!) منافع وعطايا، وثمَّ بُعدٌ منبسطٌ بين احترام الشَّخص نفسه واحترام رأيه، وشتَّان ما هما.
ربِّ يسِّر وأعن !
- كُتب قبل عامين.
إنّك حالَما تُعْرِض عن الكلفة وتشقّ الطّريق في (مداواة!) نفسك منها، فإنّ أوّل ارتِكاسةٍ وتقهقر سيكون من وجعكَ ممّن (يكِيلُونك!) بالمتكلّفين ويساون بينك وبينهم.
إنّك تكدح لتتبدّى كما أنت وتُكال بمن يكدح ليُبدي أحسن ما فيه. وكن على يقين أنّك تمرح بدمية الإعصار فيها خصمك في الجولتين والحكم مرتشى والجمهور أعمى.
إنّك في (كورت) وقاضيها غاشم راغ عن الحق، وإنّ شهودها مفتئتون مدلّسون، في حين أنّ قرائن تجريمك مُبتدعة محبوكة، فإنّك إن ابتغيت أن تتذمّر من هذا فبطآن ما ستتدهور وتنكص على عقبيك، فدع عنك هؤلاء القمّل، لكن دونك أن تفقه أنّها بطولة لا كأس، وأنّ تعداد (الأبوينت) ليس للمتفرّجين، وأنّ أشواطًا أخرى ستكون لك في ملعبك، وأن ثمّ محكمة قسطٍ ستُعمّر لا مظلمة فيها ولا شطط ولا امتداخ، وحده النّظر لذلك اليوم المجموع له النّاس، وذلك يوم الآزفة يشدد من أزرك ويُوطّدك، فلا تسهَ عنه.
2025/07/06 23:20:22
Back to Top
HTML Embed Code: