Telegram Web Link
وجهان يلتَقيان بوجوم... لا شيء غير الوجوم... والقصص ملتَزِقَة بالشِّفاه ومرتَعِدة !
الوجوم يبطِش بالمشهد بالكُلِّيّة... يجذّ الحروف، ويُخلِّي للمُقَلِ أن تحكي كلّ شيء... كل شيء، لكن بوجومٍ مروِّع، وبرجاءات مُؤخَّرة.
كان لا مجالَ للاكتراب ما دامت ذراع الوَجد منصوبَة.
إنّ من دَلُولات الإنسيّ غير النّاضِج أنّه لو طُرِحَت عليه مسألة بصيغتين مختَلِفين كانت إجابته متناقضة.
***
والأمر نفسه أن يقول لكَ أحدهم (أنا وأنت مختلفان كثيرًا) لكنّك تجده يحبّ تفكير غيرِك ممّن تراه أنتَ يُشبِهك، حتّى إنّكَ لتَجِده يتِّخذه قدوة.
إنّ التّفكير لم يختلف، لكنّ الأشخاص اختلفوا، فاختلفَ، وقتئذٍ، قَبول الرّأي من عدمه، وهذا إنّما هو دَلولة على ضمور العقل واختلاف معاييره.
ربّ يسّر وأعن.
العلم، يا خليلي، أن تُمسي أكثر الأشياء عُسرًا يسيرة الفهم، ثمّ تُضحي أكثر الأشياء سلاسَةً مستعصية على الفهم كثيرًا.
هو، يا صديقي، أن تمقتَ سلوكات النّاس لرداءَة عقلهم وخَوره، ولست بقادرٍ على أن تستقبلَ منهم أمرًا، ثمّ ترفق بهم حتّى ترتَضي منهم كلّ شيء.
العلم، يا أُخَيَّ، أن تعرفَ العِلم وتعْقِله، ولن تعرفه حتّى تعلمه.
هو، يا رفيقي، ذلك الّذي إن أحَقتَ به ففقهته قوّضت به سفهًا أدبَر، ثمّ ذاك الّذي إذا اكتَنَفته ففقهته عمّرتَ فيه غباوة قادمة.
هِنِّاك إرغامٍ يقلقل كلّ يقين ويرجّه، ويقلِّع جذورَ الفطرة الأولى حينما يصطَرخُ المضطر في عُباب النّكال: يا رحمان !
وتواظِب الرّاجمات في غرسِ نصالها الحادّة في جثثِ الضّحايا، وتُكوّمهم كما القمامة، فكم يحتاج الإنسان من الإيمان ليحتملَ الدّنيا بين هذا المنون كلّه ؟ وكم يمكن للإيمان أن يستوصِب مستتبًّا في القلوبِ العاريةِ إلا من الارتِياع الغليظ ؟
وكيف يمكن للنّبوغ أن يُفسّر كلّ ذلك الابتهال المجلجل الّذي لم يحقّقه اللّه ؟رقعةٌ تركت للدّعاة هذا الحطام الجسيم، فهل يمكن لأيّ داعيةٍ أن يتصدّر مشهد مدّ جسور الإيمان بين تِيْك القلوبِ وبين دينها من جديد بعدما نجح دعاة الأحزاب ونجوم الإعلامِ الدّيني في بناءِ سدودٍ تحولُ بين النّاس وبين الثّقة بأيّ رمزٍ دينيّ ؟
ويتركنا قُبالة سؤالٍ بَدِيْن: كيف يمكن للشّعوب المُسلمة أن تتعامل مع هذا الكفر المستشري كلّه في البلادِ كما البطالة، والفقر والأميّة والكآبة واليأس ؟
وكيف يمكن للمنطقِ أو الكلمةِ أن ترتِق قروح الفقد والخذلان والسّجن والنّكال والإعدام ؟
وأنّى للعبرةِ أن تجدَ طريقًا إلى الألباب، ليدركَ هؤلاء اللّوّامون للّه أنّ هذه سنته في الكون، وأنّ هذا الإلهاد والجور المقيت ما هو إلّا سوء استعمال الإنسانِ لحريّةِ الإرادة الّتي وهبها الحَكَمُ العدلُ لكلّ البشرِ على السّواء، وأنّ لكلّ فردٍ محنته وامتحانه ؟
أنّى لأحدٍ أن يعيدَ تصفيف الأفكارِ في وعيِ أولاءِ النّاس ليعقلوا أنّ اللّه ليس قوّةً عمياءَ مُسخّرة لكَلْئهم لمجرّد أنّهم ضعفاء أو مؤمنون، بل هي رسالتهم وجادّتهم ومسؤوليّتهم أن يُسخّروا أنفسهم لحفظ الرّسالة الّتي يؤمنون بها، وأنّ الإيمان هو المستقر، وأنّ الأحزاب والدّعاة ليسوا سوى منافذَ إليه، وكلّ يولج فيما يلي قلبه قربًا، وعقله فهمًا، ونفسه ميلًا، وأنّها ليست سوى خياراتنا ونجاحاتنا وإخفاقاتنا ونقصنا وضعفنا جميعًا بصفتنا أمّة وأحزابًا وأفكارًا ؟
وكم مِن مريضٍ بالصّمت وهو لا ينفكّ عن الحديث ؟
أينما عرَّجتُ وَسَطِي، فهِنِّاكَ صورتك، فأنّى يغطّيني الطَّسم، وقد كَمُلَ في مُقلَتَيَّ بدْرُك.
ثمانيةٌ وعشرون حرفًا يُرتّلُ في ساعة اللّغوب اكتراباته بعدك، ويجري وراء خيلك زموعًا. لا شيءَ... لا شيءَ يتجاوَز حظوَتَك.
كنا نعيش في عالمٍ آخر قبل هذا العالم.
رَنَوْتُ علامة خطاي وتلَأتُ أثري... إلى أيّ الجوانِب أمشي والسُّبُل معصوصبةٌ أو زائغة ؟
محلِّي خطَوتُ، فخطا المَدى، لكنّني من حيث استهلَلتُ يا سيِّدي رجعت، ولم أترك محلِّي.
إنّ الإضراب فكرة اعتِباطيَّة لا تذرّ بعائدة، ولقد جرّبنا الإضراب من قبلُ لم يفد في شيء، بل إنّ كثيرًا منهم يذهب إلى المنتزهات والمطاعم ويقيم حفلات شواء، والأصل أن يكون الفعل تمرّدًا مدنيًّا ومظاهرات عريضة، وما دون ذلك فهو فعلٌ طائشٌ فيه خللٌ فكريٌّ بيِّن.
غريبٌ هذا اللّيل، يعتَصِمُ به التّعِبُون من الدّنيا، فيغدق عليهم (كنبةً) من كمد، ولِحافًا من دُهمة !!
أيّتها الأقمارُ المبثوثة كباقةِ وردٍ، أيّتها الجداولُ الّتي تمرّ بمحاذاة روحي، ليس في قلبي مكانٌ للعابرين، وليس في عينيّ فسحةٌ للنّظر.
أترقَّب، في كلِّ فرقان، المطرودين والصّعاليك في زقاق الطّيسل، والرّاجِعين من الكدر، والهاربين من قيلولةٍ عرَضيّة، والمتملِّصين من زوبعةِ الجنون.
أذكِّي، في كلِّ صبحٍ، نار القرى، وأطهو للسّاغبين والطّاوين على الجوع ما تسنّى من قمح الفؤاد، ليُخرِسوا به ضوَرَهم، ويألفوا من كنفِ الفؤاد أُوارًا.
أستَفيقُ، في كلّ فلق، باكِرًا لأسرِّحهم من قضبان الدّهمة، وأشعل لهم قناديل اللّغة مشاعل من ودٍّ ومن كلمات.
أغيثُهم كلّهم، وأعرفُ من هجسَ بكلِّ كمده، وطوّح رحله في وَسَطِي، وأدرك من لم يأتِ وقلبهٌ متشبّثٌ بالنّصوص، وأعلم من أجلسته الرّزايا، فأبعث إليه قلبي رسائلَ من جوًى وإخلاص.
عند كلّ إشراق أجعل مع الشَّمس جداول من برٍّ ووفاء، وأحبك من خيوطها أغطيةً، ليتزيَّا بها الهاربون من زمهرير الحياة، وتثبئجّ صدورهم بالسّكينة والقَبول.
هاؤم، يا أصحاب، لأجبّ لكم من خبز الضّحى ما أُتيح من توقٍ ورجاء، عسى أن نستجير وإيّاكم من نصَب الحياة ونفسها المموِّرة للنّكبات.
في هذه السّاعة بالذّات، إنّ القلب مبلّلٌ بالدّموع، ولا سبيل إلى المناص.
هِنَّاك عند (معَّاطة) معبر الرّجا، ثمَّ قلبٌ مبتور السّاق والخاطِر موقوفٌ منذ لَيلَتين وغَيهَبٍ لا يملكُ صكّ عبور...
هَنَّاك... هَنَّاك بين السُّطور، ثمّ حرفٌ سقيمٌ ما انفكّ يتمطَّى منذُ أيّامٍ وغصّة ينبش في زحام الغربة عن قلبٍ يرخي عليه ليله، ليهجع طاويًا على الكمد والاكتراب.
جَمْهَرَة المَوْعِظَة.
هِنَّاك عند (معَّاطة) معبر الرّجا، ثمَّ قلبٌ مبتور السّاق والخاطِر موقوفٌ منذ لَيلَتين وغَيهَبٍ لا يملكُ صكّ عبور... هَنَّاك... هَنَّاك بين السُّطور، ثمّ حرفٌ سقيمٌ ما انفكّ يتمطَّى منذُ أيّامٍ وغصّة ينبش في زحام الغربة عن قلبٍ يرخي عليه ليله، ليهجع طاويًا…
بعد دقائقَ تستيقظُ الفواصلُ من نصوصها، وعلامات الاستفهامِ والتّعجّب، فتنصب فوق رأسي حواجزها، وتُشهر في وجهِ أحلامي ابتِسامتها.
يا إلهي، أتسخرُ منّي هذه النتوءات اللّغويّة، أم تتعمّد إثارتي؛ لأرصفها على قارِعة الكتابة ؟
مَن يهزّ جذوع الليل، لتَسّاقَطَ النّجومُ في راحتي ؟
- وما تِيْك بفؤادِك "يا صاحبي في الحياة" ؟
- هما نجمتان أهتَدي بهما؛ لئلّا أعثرَ (بِبَدرومات) اللّيل، ويخبُط الفؤاد بجُدُر الحياة.
2025/04/11 09:48:47
Back to Top
HTML Embed Code: