Telegram Web Link
​وإنَّ الحكمةَ ..

لتَخفى على العبدِ كُليةً حتى لم يعد أمامَهُ سبيلٌ إلا التسليم، وإنَّ الدنيا لتضيقُ بالعبدِ على رحابتِهَا حتى لم يعد فيهَا سَعَةٌ إلا بالله، وإنَّ ما كُتِبَ في اللوحِ واقعٌ بالرضا أو بغيرِهِ واللهُ وحدَه هو المعين، مَا شاءَ اللهُ كانَ ولا رادَّ لأمرِه ؛

وإنَّ لحظةَ السَخطِ لتُعَكِّرُ سنواتٍ من الصبرِ كما يُعَكِّرُ الترابُ كأسَ الماءِ، وإنَّ صفوَ القلبِ ليسَ يُدركُ إلا بالرضا، فإنْ كانَ قَدَرُ اللهِ واقعًا لا محالةَ فالأجر بالرضا بالحكم، واللطفُ في حسنِ الظنِّ، والنَّجاةُ في التضرعِ والدعاء!.
-
عشت فترات طويلة مع مفهوم الرِّضا، أظُنه الشعور الذي اختُبرت به في أغلب مراحل حياتي، وكنت طوال الوقت أحاول التعرُّف عليه ومصادقته وتطبيع قلبي عليه والصِّدق فيه ؛

اليوم أقول بملء فمي أني بتُّ أدرك مفهوم الرِّضا جيدًا، وذلك بعد صراعٍ طويل مع التساؤلات معدومة الإجابات التي طحنت عقلي ومشاعر الغضب التي لطالما عذَّبت قلبي ؛

اليوم أعيش لحظات يُعنونها التسليم التام لله، لكل أمرِه ومشيئته والرِّضا الذي لا يشوبه أي فكرة أو شعور يعارض فكرة أن الذي قُضِيَ ما هو إلا خير.. خير فقط مهما بدا ذلك مُعقدًا أو غير منطقيّ!.
-
عِندمَا تَمتَلك القُدرة علىٰ فِعل الخَير فَافعَل ..

وعِندمَا يَضع اللّٰه فِي يَدك عَطاءً قَد يَنفع غَيرك فلا تبخَل، وعِندما يكُون بإمكَانك إضَاءة طَريق، أو تَشييد بُنيان، أو بِناء رُوح، أو إقالَة عَثرة، أو بَذل إحسَان، فكُن مُبادِرًا ولا تجفَل ؛

واعلَم بأن كُل شَيء يفنَى إلا
الفِعل النَّبيل، والأثَـر الجَميل!.
-
_

"إنَّ في دوام الذِّكر في الطَّريق والبيت، والحضر والسَّفر، والبقاع، تكثيرًا لشهود العبد يوم القيامة؛ فإنَّ البقعة والدَّار، والجبل والأرض، تشهد للذَّاكر يوم القيامة."

• ابنُ القيِّم رحمه اللّٰـه ~ الوابل الصَّيِّب
ونَفسُ الشّريف لهَا غايتَان
ورودُ المنَايا ونيلُ المُنىٰ.
2024/09/29 06:22:38
Back to Top
HTML Embed Code: