وفي شعوري تَوقٌ لأن أعيد العمر وأرجّح كل احتمالٍ يبدأ بوجودك، وكما يأنس نازحٌ بوطن، ويتطلّع الساري لنجمة .. يُطِلّ وجهك في عيوني كوجهةٍ أنتمي إليها .
عصمنا الله وإيّاكم من الحيرة، ولا حمّلنا ما لا طاقة لنا به، وقيّض لنا من جميل عونه دليلًا هاديًا إلى طاعته، ووهبنا من توفيقه أدبًا صارفًا عن معاصيه، ولا وكلنا إلى ضعف عزائمنا، وخور قوانا، ووهاء بنيتنا، وتلدّد آرائنا، وسوء اختيارنا، وقلّة تمييزنا، وفساد أهوائنا.
"أتصالح مع خياراتي العجولة، وأتقبّل تبعات إخفاقي، وأعطف على الندبة في روحي، وأفهم كيف يستغرق الوصول أحيانًا بضعة فخاخٍ ومنعطفات خاطئة، وأعيش بفكرة أنّ كل ما مرّ بي هيّأني لقادمٍ مختلف."
"أرفض أن تشكلني صنائع الأذى؛ لذا لا أقف عند القرب الزائف، وأصمّ سمعي عن الكلمة المواربة، وأصبّ الحدّ الأدنى من الانفعال، وأدفن داخلي شهيّة الرد، وأغلق عوالمي في وجه تراشق السوء والنقاش الأبتر، وأثق أن النقيصة وإن وقفت على أعتابي فلن تعنيني بقدر ما تمسّ قلب صاحبها".
ونسألك دوافع المضيّ لمن يصارع فتور العزم، والرحمة لمن ينظر في عيون الوجع بإصرار التعافي، والجبر لمن يتهشّم أمله في سُبُل الترقّب، والقبول لقلوبٍ تتشفّع برحمتك، وتركَن لتفضّلك، كثيرون نحن بهِبَاتك رغم افتقارنا، وراسخون برعايتك وإن طوّقتنا النوازل، وقادرون لأنك أنتَ الله ربّنا.