" يقع الانسان المهدور في حالة من الأَّسر الذاتي، وتُدخل المرء فيم يسمى بالصيغ الناقصة، ويقصد بها تلك القضايا التي ظلت خارج الاستيعاب ولم تحل، وبالتالي فإنها تولد أزمة ذاتية تعصف بكيان صاحبها. يتثبت المرء عندها ويجتر ردود الفعل والانفعالات الخاصة بها ( أي يكررها )، بدلًا من أن ينمو ويتقدم، ويعيش خبرات جديدة. يحول هذا التكرار دون التعامل مع الجديد من مثيرات المحيط، مما يعطل الإثراء الذاتي والنماء الوجودي. وهو فخ آخر من فخاخ الاكتئاب الوجودي الناتج عن الهدر، وقد يكون من أكثر أوجه الاكتئاب توليد للخطورة هو الاسترسال في هذا الاكتئاب. يأخذ الاكتئاب المرء على حين غرة، ويشفطه إلى عالمه ويغرقه في دوامته بدون أن يدري أنه قد غرق. لا يظهر من ذلك إلا طغيان حالة الاكتئاب التي تكمن خطورتها تحديدًا في الاستعذاب الخفي للمعاناة والتلذذ بالآلام المصاحبة له. هناك استعذاب خفي وراء المعاناة الظاهرية يجر المرء إلى دوامة الاكتئاب ويجعله يستقر فيها، إذا لم يتنبه إلى ما هو فيه بجهدٍ قاصدٍ واع، أو من خلال تدخل خارجي يهزه كي يخرج من هذه الدوامة. ذلك أن من خصائص الاكتئاب أنه يزين الألم والمعاناة للإنسان، كما يزين له الانتحار تمامًا🪐."

"اعلَم أن الانشغال بالذات عن سَفاسِف الأشياء رِفعَة، وأن استكمال فضائِل الروح فضيلة، وأن في تغاضي وتجاهل توافِه الأمور عِزّة، وأن الالتفات لكل شارِدَة ووارِدَة مضيعة للوقت، واعلَم جيدًا أنّك كلما بذلت وقتك وجُهدك على سموّ نفسك تُهدِيك هذه النفس أضعاف ما بذلت لها🪐."

"الكلام أناقة أيضًا".