💡 {وإذا قلتم فاعدلوا..}

🔻 من العدل في الواقع الحالي تقرير الآتي:
✔️ عموم المسلمين في سوريا -المحسوبين على الثورة السورية-؛ مناصرون لفلسطين وغزة وقضيتها العادلة، ولا يرونَ فرقًا بين قضيتهم وقضية فلسطين، اللهم إلا ما كان من بعض المتعصبة الجهال الذين يحصرون الحق في قضيتهم فقط؛ فهذا لا يضر بالخطاب العام، فلكل ساقطة لاقطة، ولكل قاعدة شواذ.

✔️ وكذلك الحال في فلسطين وغزة؛ فهي بلد سني مسلم، وعموم المسلمين فيها يتألمون لألمِ إخوانهم في سوريا، وقد هاجر مئات الفلسطينيين للثورة السورية وناصروها ووقفوا معها وتتشرف بهم عوائلهم وتعتز بجهادهم في بلاد الشام ضد الباطنية النصيرية وأعوانهم الروافض والروس.. ولا يضير أهل فلسطين وجود بعض الجهلة أو المرتدين المناصرين لطاغية الشام على مسلميها؛ فكذلك اليوم نجد من أهل فلسطين من يناصر اليهود علنًا ضد المجاهدين، كسلطة عباس العميلة.. ولا يسقط إلا من أسقط نفسه.

✔️ وعليه؛ فأي خطابٍ يُظهر أنَّ المسلمين في غزة "لا يُبالون بأهل الشام"، أو أن المسلمين في الشام "لا يبالون بأهل غزة" ويشمتون لمقتل "مناصريهم" بهذا التبسيط؛ فهو خطابٌ ظالم جائر، وهو من مقاصد اليهود في تفتيت شمل الأمة، وضرب وحدتها -الفكرية والمعنوية على الأقل-، فلا يجوز التساوقُ مع اليهود في هذا الخطاب الساقط، بإذاعته بين الناس، من خلال تتبع الزلات من الكلمات وجعلها تمثل الخطاب العام للثورة السورية، أو الجهاد الغزي.. فالحقُّ ما قررتُه فيما مضى من الحب والتعاطف والنصرة بين الفريقين؛ بما تشهد له مئات المشاهد العملية، ولا يعكر صفوه اختلاف الرأي في مسائل معدودة.

✔️ وأمَّا الفرح بمقتل عتاة الروافض في لبنان من مجاهدي الشام؛ فحق مشروع لهم؛ لما في ذلك من انتقام الله من الظلمة، وإهلاكه لمن ذبح الأطفال والنساء.. في تدافع قدري هو سنة العدل سبحانه في كونه، ولا يزالُ أهل الإسلام يفرحون بهلاكِ الظلمة المجرمين، بل يفرح لذلك (العباد والبلاد، والشجر والدواب؛ مستراح منه) كما في الحديث، وفي الكتاب العزيز: ﴿‌فَقُطِعَ ‌دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الأنعام: 45]، وسجد بعضهم حين بلفه مصرع الحجاج.
وعدم الفرح بهلاك قاتل أطفالي ومدمر بيتي ومفسد ديني؛ خلافُ الفطرة، ولا يأمرنا الله به؛ ففي القرآن: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ ‌فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾ [يونس: 58]، وأي فضلٍ أعظم من هلاكِ رؤوس الكفر الذين حاصروا بلاد المسلمين وقصفوها بالكيماوي والبراميل.. وفعلوا ذات أفعال اليهود الذين يزعمون قتالهم اليوم.

✔️ ومن جهة أخرى؛ فلا أثرب على أخي المجاهد الغزي الذي "قد" يحزنَ لهذه المقتلة الحادثة في الروافض؛ لما فيها من كسر يدِ مشاغلة للعدو، ولما فيها من علو يهود، حتى رأينا نتنياهو -لعنه الله- يخرج شامتًا بهذه المقتلة؛ فلا يُرضيه أن يفرح بما يُفرح يهود..
فلا أثرب عليه أن لا يفرح، بل لو حزنَ لهذه الأسباب لما لمتُه؛ لأنَّ الشريعة ذكرت فرح المؤمنين بهزيمة فارس على يد الروم، ومفهوم المخالفة أنَّهم حزنوا بانتصار فارس لأنها أبعد دينًا وأكثر إجرامًا.. كما قاله العلماء، فحزنه لهلاك من يخفف عنه وطأة عذاب يهود ويشاغلهم: أمر له اعتبار ونظر، وفيه أخذ ورد.

وإنما العتب على من يحصر الحقَّ في جهته، ويمنعُ غيره مما أذنت به الشريعة ورخَّصت فيه؛ مما قدمناه من الفرح بهلاك أعدائنا في جهةٍ هم أولياء ثغر آخر -اضطرارًا منهم-، فلا يحلُّ لامرئ احتكار الجهاد في قضيته أو ضد عدوه.. فالجهاد ضد اليهود مشروع وهو جهاد عظيم، وكذلك ضد الرافضة والروس مشروع وهو جهاد عظيم، وكذلك ضد حكام الردة مشروع وجهاد عظيم.. والأمة تتناوب في قتال عدوها، وكل يقوم على ثغر من ثغورها، ومن لم يقدر على نصرة إخوانه في كل هذه الثغور فلا أقل من أن يشاركهم في الهم والشعور..
ولو عكسنا القضية لاتضح المقصود؛ فلو قتل الرافضةُ اليوم أحد كبار اليهود فسيفرح لمقتله كثيرٌ من المشركين والكفار والمحاربين للدين؛ لما في ذلك من إذكاء نار التدافع، ولحبِّ الثأر من اليهود الظلمة المجرمين؛ فلا يكون الفرحانُ بمقتل هذا اليهودي من المسلمين شريكًا لهؤلاء المجرمين الفرحين مثلنا؛ بل الجهة منفكة بين الأطراف، وكل على نيته ومقصده.

والله ولي التوفيق..