مفتاح كل البوابات
8/8

مجددا، لدينا رقمان متشابهان في خانتي اليوم والشهر.
هذا مايحدث مع كل 4-5 أسابيع تقريبا، على مدى سنوات.
وكالمعتاد ..هو لا يعني بالضرورة حدوث أي شيء خارق.

وجود 12 يوما فقط بصفات استثنائية، من أصل 365 يوما، لا تبدو فكرة جيدة ولا موضوعية ، هذا ناهيك عن الأيام الاثني عشر نفسها كانت تمر وتتكرر دائما، دون أن يحدث شيء مختلف يذكر، مقارنة ببقية الأيام.

سيقوم كثيرون بتجربة فعل أشياء مخصصة أو توقع أمور معينة لهذا اليوم، كما حدث في 7/7 الذي مر كأي يوم آخر، ثم يكررون ذلك في 9/9 الذي سيمر غالبا أيضا بالطريقة ذاتها، وهكذا.

قد يكون الكون قائما على رياضياته الخاصة ، لكن هذا لا يعني أنه معادلة توجد حلولها عند بعض المعتقدين بذلك، التوقع لا يصنع الواقع، لقد جرب الكثيرون ذلك ولكنهم لا يعتدّون بالتجارب التي لا تنجح، ولا يتوقفون عنها، ليس من باب تكرار محاولة قابلة للوصول إلى شيء حقيقي، وإنما من منطلق فعل الشيء ذاته بالطريقة نفسها في كل مرة، وتوقع نتائج مختلفة.

ماذا لو فكرت بالبوابات اليومية، هذه الموجودة مفاتيحها في عقلك وقلبك، ولكن يدك لم تجرب الاقتراب منها يوما، لأن هناك من يجعلونك تنظر إلى الساعة على رأس كل ساعة، منتظرا توافق خانات الايام والشهور، وكذلك تزامن خانات الدقائق والساعات في كل يوم، (لم يفكر أحد بعد بمزامنة الثواني المتشابهة، لقد نجت، وكانت نجاتها في سرعة مرورها فحسب).

ماذا لو فكرت ان لديك ٣٥٣ يوما أخرى، وأن كل يوم منها يحمل في داخله حدثك الكبير المنتظر ونقطة تحولك المرتقبة، كل يوم منها يملك القدرة ذاتها ليحيل ظلام الليل إلى نهار كامل، ويمكنه أن يفعل الشيء ذاته في روحك.

كل يوم هو محاولة الاعتذار عن خيبة الأمس ، هو البعد بمسافة ٢٤ ساعة عن خوف الليلة الماضية، هو إمكانية تعويض فرصة البارحة، هو نسختك الأكثر نضجا، هو شعورك الأكثر اكتمالا، ورؤيتك الأكثر وضوحا.

ثمة فرق بين من يكون رقما بين ملايين النسخ، وبين من يكون الرقم الصعب على معادلة التقليد، لهذا.. لاتنتظر تشابه الأرقام لتقرر شيئا، حاول أن تكون شبيها بنفسك،بطبيعتك وبما تشعر به حقا، واستمتع بما يمكن أن يحدث دون توقع، في تاريخ عادي، وبأرقام عشوائية، قد لا تتذكرها، لكنك لن تنسى ماحدث فيها.

مد يدك إليك
خذ مفتاح يقينك الفردي،
وستفتح لك أبواب الحياة
في كل وقت.
لا تترقب مجيء الأوان،
عش الآن في الآن.
لا تنتظر تاريخا،
اصنع تاريخا.

#هيثم