النور️

207 viewsمعتصم البلخي, 18:30

بين الواقع والسحر
هناك من يؤمن بالجذب وهناك من يؤمن بالمنطق ، وبين هذا وذاك دوامة فكرية لا يستهان بها

لا ننكر ولن ننكر انه ولو لمرة ان احداً مر في حياته بتجربة روحية ، بحدث او حالة وجدانية غيرت ما غيرت في واقعه

دعاء مستجاب ، وجذب لما يتمناه ، لا ننكر !

ولكن الذي يحدث ومن المتوقع ان يحدث هو التفسير ، محاولة فهم ما حدث ، لاجل امتلاكه وتكرار تطبيقه

حدوث الحدث لا خلاف عليه ، فالوجود غاص ملآن بكثير من التجارب التي قد لا يتسع حتى لعقل بشر ان يتصورها

لكن حديثنا هنا عن التفسير
وبالله ، لنصدق ، ونكون صادقين مع انفسنا ، هل من تجربة من هذه التجارب من جذب وتنمية وصراخ وترداد كلمات وكتابة ارقام ، هل منها ما اختُرِع اختراعاً

اقصد هل منها ما صُمِم وانشئ ثم اعطى النتيجة ؟

ام انها بالمجمل جاءت بعد حدث ثم محاولة تفسير ما قد حدث ؟

لنكن صادقين ، فإن معظمها جاءت بعد الحدث لا قبله ، مثل الزلازل ، حدثت في القديم ثم جاء تفسير الثور الذي يبدل بين قرنيه بعد ان كان حاملاً قشرة الارض على احدهما ، وعندما بدل اهتزت الارض !

قال القدماء مثل ذلك واكثر
خذ اسطورة الثور على سبيل المثال ، هل صنع البشر الثور ثم اهتزت الارض ؟

ثم هل صنع البشر الجذب ثم تحقق ما يتمنون ، ام ان احداً تحقق له ما تحقق في ظرف حالة كان فيها ثم فسرها على انها المسبب الاول ؟!

لو تعرفون حقاً الفرق بين الحالتين

تماماً كالفرق بين اختراع المصباح الذي بعده نتج ضوء المصباح وبين ان يكون هنالك ضوء من الاصل ثم فسرناه مصباحاً
فرق كبير

لذلك اقول يا احبتي
لا ننكر ان جذباً او طلباً او تكراراً لكلمات قد حقق ما حقق لاحدهم ، لكنه ما كان يوماً ولم يكن نموذجاً او قانوناً يقبل التطبيق ، بل كان تفسيراً يحتمل الخطأ والصواب ، يقبل التصديق والتكذيب

ويقبل الاحصاء
يكون الحدث وتكون الحالة ، فاذا كان عقلك خيالياً لحد بعيد ولك الحق في ذلك وانت حر ، يكمش عقلك كل الاحداث ويختزلها ولا يريك الا ما يرى ، ان الامر حدث فجأة ، اسقط من العدم !!

بينما كانت فكرة معقولة ومعتقد واضح نشأ ونتج وخلق واخترته في لحظة تآثر وتناغم ، بعد ان سمعت به ، بعد ان قيل لك او بعد ان رأيته في حياتك ، ثم تحقق بمساعدة الحالة او بدونها

وعُدَّ كم من الاسباب المشروطة وغير المشروط والمتوقعة وغير المتوقعة كانت سبباً فيما حصل لك

ثم عقلك لا يرى الا الجانب السحري من الحدث ، فتأخذه لتقدمه نموذجاً للكل ؟!

هذا ليس نموذجاً ، هذه حالة مررت بها

النموذج هو الفكرة التي قبلت التطبيق ثم بعدها كانت النتيجة

اما كل ما حولك من احتمالات ، من خيارات واحداث ، فهي رهن اعتقادك ، رهن ما تعتقد وعليه تكون ، ليس لانها تأتيك سحراً بل لانك تقبل ان تلتفت اليها وفق ما فيك من اعتقاد

عندما تتجلى الخيارات
عندما تتاح الفرص في لحظتك اغتنمها ، عشها افعلها وتفاعل معها ، ذلك كفيل بخلق سبب ينتج اثراً تحبه

كل ما يصرفك عن لحظتك ، مجازفة عنوانها خسارة كل فرصة بين يديك وفي لحظتك

#تنوير

فيسبوك
https://www.facebook.com/fromlighttolight/

➖ @from_light_to_light ➖

229 viewsمعتصم البلخي, 05:12