الثقة: عبء

أن يثقَ بكَ أحدهم،
يعني أن تقسمَ في محكمة غير مرئية،
أن لا تخون،
لا تزوغ،
لا ترتكب الخطأ،
أو لا تفكر حتى في مجرد التفكير بالخطيئة!

أن يثقَ بكَ أحدهم،
يعني أن تحملَ على عاتقك التصرف بمثالية،
وتدفنَ أخطاءك، التي هي من طبيعة البشر،
تحت بساطٍ من الفضيلةِ المصطنعة،
ثم تسيرَ بحذر،
كأن الأرضَ حقلٌ من الألغامِ الأخلاقية،
وكأن الهواءَ مملوءٌ بعيونٍ تراقبك بهذه الثقة.

أن يثقَ بكَ أحدهم،
هو أن تصبحَ قدّيسًا رغمًا عنكَ،
أن تبتسمَ بأدبٍ حتى لو كانت مزاجيتك ترفعُ لافتة: مغلقٌ للصيانة!
أن تجلدَ ذاتك وتكرهها إن سارت في مسار غير لائق،
فقط لأنك شخصٌ محطُّ ثقة.
ثم تخيطَ أعذارًا متماسكة،
وتقنعَ نفسك أن الفضيلةَ ثوبٌ مريح،
بينما تضغطُ الياقةُ على عنقِ رغباتك الطبيعية.

أن يثقَ بكَ أحدهم،
يعني أن تحملَ فوقَ رأسك سقفًا لا يُرى،
وتتجنبَ كلَّ الحواف والجروف،
لئلا ينهارَ فجأةً فوق سذاجةِ من وضعوه هناك،
وأنت، المتَّهَمُ البريء،
ستقفُ وسطَ الأنقاض،
تدافعُ عن براءتك،
وتقسمُ أنكَ لم تلمس المِعوَل!

الثقة عبءٌ ثقيل،
أكرهُ حملَه، وأكرهُ من يثقُ فيَّ.

ـــ فاطمة صالح

‏«عافِني من كُل ما يَسلب رِضاي عن أقدارك، عافِني في قلبي.»

‏“أشعر بالرعب من هذا الشيء المظلم الذي ينام بداخلي”.
- سيلفيا بلاث، Sylvia Plath

اللهُمَّ لا تجعل رمضان يمضي إلا وأعطيت كلاً منا سؤله، ورويت قلبه بفيضِ كرمك، وحققت به ما كان يظُنه مُستحيلاً يارب العالمين، اللهمَّ أختم لنا رمضان برضاك عنَّا ومغفرتك ياغفور يارحيم.

"‏هذا العيد يعلّمك معنى أن تُحسن الاحتفاء بالمباهج التي من حولك، وأن ترنو لها بعين الشّكر يعلّمك أنه متى ما أشرق معنى العيد في قلبك أضاءت شمسهُ بين لحظاتك".

أيامكم سعيدة جداً🤍🌅