Telegram Web Link
عن عائشة - رضي الله عنها - :

( أنَّ رسولَ اللهِ - ﷺ - *كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوِّذاتِ وينفُثُ، فلما اشتدَّ وجعُه كنتُ أقرأ عليه، وأمسح بيده رجاءَ بركتِها* ).

📕[صحيح البخاري (5016)]
قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه :

إِنَّ دُعَاءَ الْأَخِ لِأَخِيهِ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يُسْتَجَابُ

[ عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد
٥٧٥]
*رسالة في معنى (لا إله إلا الله) للإمام محمد بن عبدالوهاب*

*شرح بعض فوائد سورة ((الفاتحة))*

العلامة الفقيه / _
صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله
_*1⃣📝http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15975 .*_
_*13:32http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/default/files/Faidah%20Fatihah%20%20-%2012%20-%202%20-%201437.mp3 .*_

_*2⃣📝http://www.alfawzan.af.org.sa/node/15999 .*_
_*13:36http://www.alfawzan.af.org.sa/sites/default/files/Faedah%20Fatihah-18-02-1437.mp3 .*_
ৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡৡ


1⃣
_*المقدمة:*_
_*بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ،*_
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ،
وصَلىَّ اللهُ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ

● المتن: قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب: "بعض فوائد سورة الفاتحة".
_الشيخ:_
_*بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ،*_
الْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ .
■ الشرح:
سورة الفاتحة، هى التي جعلها اللهُ فاتحة للكتاب في القرآن العظيم، وهى أم القرآن لأنها تشتمل على معاني القرآن ومقاصده،
فالقرآن تفصيلٌ لما جاء في سورة الفاتحة، ولهذا سُميت أم القرآن، وهى سورةٌ عظيمةٌ، فرض اللهُ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- قراءتها في كل ركعة من ركعات الصلاة فرضها ونفلها، مما يدلُّ على أهميتها وحاجة المسلم إليها .

● المتن: بَعْضِ فَوائدِ سُّورةِ الفَاتِحْة:
*{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ*
*الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ۞ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ۞ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}*،
هذه الآيات الثلاث تضمنت ثلاث مسائل؛
- الآية الأولى فيها المحبة،
■ الشرح:
سورة الفاتحة كلها دعاء؛ دعاء عبادة ودعاء مسألة، فأولها دعاء عبادة وهو الثناء على اللهِ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-؛ وآخرها وهو دعاء المسألة وهو طلب الهداية من الله -عَزَّ وَجَلَّ-، والاستعاذة من طرق الضلال .

● المتن: هذه الآيات الثلاث تضمنت ثلاث مسائل؛ الآية الأولى فيها المحبة:
■ الشرح:
*{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}*؛ الحمد يقتضي محبة المحمود، لأنَّ الحمد يتضمن المحبة، إذا لم تُحب أحدًا لا تحمده، بل تذمه

● المتن: الآية الأولى :فيها المحبة، لأن اللهَ مُنِعم، والمنعَم يُحَبُّ على قدر إنعامه.
■الشرح:
*{أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ}*، فالمنعَم يُحَبُّ على قدر إنعامه؛ واللهُ هو المُنِعم المطلق؛ كلُ النعم منه - سُبْحَانَهُ -
*{{وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْ اللَّهِ}}*، فكلُ النعم من الله، إذًا كلُ الحمد لله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، وما سواه يُحمد على قدر صنيعه، ولا يحمدُ حمدًا مطلقا، الحمد المطلق لله، ولهذا قال: *{الْحَمْدُ لِلَّهِ}*، لأنَّ *"ال"* للاستغراق؛ إي جميع المحامد لله - عَزَّ وَجَلَّ- .

● المتن: والمحبة تنقسم على أربعة أنواع:
> محبةٌ شركيةٌ
■ الشرح:
محبةٌ شركيةٌ، وهى محبةُ المشركين لأصنامهم، *{{وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ}}*، المشركون يحبون الأصنام ولو لم يحبوها ما عبدوها .

● المتن: محبةٌ شركيةٌ، وهم الذين قال اللهُ فيهم: *{{وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ}}*
إلى قوله: *{{وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْ النَّارِ}}*.

> المحبة الثانية: حب الباطل وأهله، وبغض الحق وأهله،
وهذه صفة المنافقين .
■الشرح:
حب الباطل وأهل الباطل، وبغضُ الحق وأهل الحق، هذه صفةُ المنافقين الذين يدَّعون الإسلام، ظاهرًا ينطقون بالشهادتين ويصلون ويصومون ويحجون، وقد يجاهدون مع الرَسُول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهم في الدرك الأسفل من النار، لأنهم ليس في قلوبهم محبةٌ للهِ ولرسولهِ، وإنما محبتهم لأعداء اللهِ ورَسُوله، لكنهم يتظاهرون بالإيمان لأجل يعيشوا مع المسلمين .

● المتن: المحبة الثالثة:
> محبةٌ طبيعية
■الشرح:
محبةٌ طبيعية؛ مثل ما يحب الإنسان الطعام، ويحب زوجته وأولاده وأقاربه، محبةٌ طبيعية لا يذمُ عليها ولا يمدح .

● المتن: المحبة الثالثة:
> طَبيعيَة وهي محبة المال والولد، إذا لم تشغل عن طاعة الله، ولم تعن على محارم الله فهي مباحة .
■ الشرح:
قال - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- *{{قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا}}*
يعني: انتظروا ما يحل بكم من العقوبة،
*{{حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}}*.
● المتن: والمُحبة الرَّابعة:
> حُبُ أهل التوحيد، وبغض أهل الشَّرك
■الشرح:
وهذا هو الولاء والبراء؛ محبة أهل التوحيد وبغض أهل الشرك، يوالي في اللهِ ويعادي في الله، كما قال إِبْرَاهِيمَ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - لإبيه وقومه: *{{إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ}}*
*{{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ}}*،
هذه مقالة ابراهيم: *{{إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ}}*، إي: برئ مما تعبدون من الأصنام والأشجار والأحجار،
*{{إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي}}* وهو اللهُ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- هذا معنى "لا إله إلاَّ الله"؛
*{{إِنَّنِي بَرَاءٌ}}* هذا معنى "لا إله"،
*{{إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي}}* هذا معنى "إلاَّ الله" .

● المتن: والمُحبة الرَّابعة:
> حُبُ أهل التوحيد، وبغض أهل الشَّرك، وهى أوثقْ عُرى الإيمان
■ الشرح:
قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: *« أَوْثَقُ عُرَى الْإِيمَانِ الْحُبُّ فِي اللَّهِ، وَالْبُغْضُ فِي اللَّهِ»*،
*« ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاوَةَ الإِيمَانِ:*
*أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا،*
*وَأَنْ يُحِبَّ الْعَبْدَ لا يُحِبُّهُ إِلا لِلَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ -،*
*وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَرْجِعَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ»*، هذه هى علامات محبة اللهُ ورَسّوله، ومحبة دينه ومحبة أوليائه،
واللهُ - جَلَّ وَعَلَا - يقول: *{{إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}}*،
*{{وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ}}* يعني: يحبُ اللهَ
*{{وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْغَالِبُونَ}}*

● المتن: والمُحبة الرَّابعة:
> حُبُ أهل التوحيد، وبغض أهل الشَّرك، وهى أوثقْ عُرى الإيمان، وأعْظَمَ ما يَعْبدَ به العبد ربه .
■ الشرح:
الحب في الله، والبغض في الله، أما إنَّ كان يحب كل أحد، أو لا يحب إلاَّ من يُحسنُ إليه من الناس، ويُبغض من أساء إليه ولو كان مؤمنًا؛ فهذا ليس بمؤمن .

● المتن: الآية الثانية: فيها الرجاء
■ الشرح:
الآية الثانية: *{الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}*، فيها الرجاء؛ ترجو رحمة الله .

● المتن: والآية الثالثة: فيها الخوف،
■ الشرح:
فيها الخوف *{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}*،

● المتن: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ) إي أعبدك ياربَّ بما مضى بهذه الثلاث، بمحبتك ورجائك وخوفك، فهذه الثلاثة أركان العبادة، وصرفها لغير اللهِ شرك، وفي هذه الثلاث الردَّ على من تعلق بواحدةٍ منهن، كمن تعلق بالمحبة وحدها أو تعلق بالرجاء وحده .
■ الشرح:
هذه الثلاثة لا بد منها مجموعة، إنَّ تعلق بواحدةٍ منها لم يكن مسلمًا .

● المتن: وفي هذه الثلاث الردَّ على من تعلق بواحدةٍ منهن، كمن تعلق بالمحبة وحدها
■الشرح:
لأنَّ اللهَ لم يقتصر على واحدة بل جاء بالثلاث، من يقتصر على واحدة فهذا ليس بمؤمن .

● المتن: كمن تعلق بالمحبة وحدها أو تعلق بالرجاء وحده، أو تعلق بالخوف وحده .
■الشرح:
من تعلق بالمحبة وحدها وهذه طريقةُ الصوفية، الذين يزعمون أنهم يعبدون الله بالمحبة، ويقولون نحن لا نعبده طمعًا في جنته ولا خوفًا من ناره، وإنما نعبده لأننا نُحبه، هذا ضلال! العبادة تكون بالمحبة، وبالخوف وبالرجاء جميعًا، وأما الذي يعبد بالرجاء فقط ولا يخاف هذه طريقة المرجئة الضلال، وأما الذي يعبد الله بالخوف فقط هذه طريقة الخوارج، وكل من إنفرد بواحدةٍ فهو من أهل الضلال، وأما من جمعها فهو من أهل الإيمان،

● المتن: وفي هذه الثلاث الرد على من تعلق بواحدة منهن، كمن تعلق بالمحبة وحدها،
■الشرح:
وهم الصوفية .

● المتن: أو تعلق بالرجاء وحده،
■ الشرح:
وهم المرجئة .

● المتن: أو تعلق بالخوف وحده؛
■الشرح:
وهم الخوارج .

● المتن: فمن صرف منها شيئا لغير الله فهو مشرك .
■ الشرح:
فمن صرفه منها شيئًا ؛ يعني أحب غير الله، محبة عبادة، لا محبة طبيعية، فيه فرق بين المحبة الطبيعية ومحبة العبادة، من أحب غير الله فهو مشرك .

● المتن: وفيها من الفوائد الرد على الثلاث الطوائف التي كل طائفة تتعلق بواحدة منها، كمن عبد الله تعالى بالمحبة وحدها،
■الشرح:
وهم الصوفية،

● المتن: وكذلك من عبد الله بالرجاء وحده كالمرجئة، وكذلك من عبد الله بالخوف وحده كالخوارج
■الشرح:
وهم الخوارج الذين يعبدون اللهَ بالخوف فقط؛ وليس عندهم رجاء لرحمة الله - عَزَّ وَجَلَّ-
● المتن: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)، فيها توحيد الألوهية، وتوحيد الربوبية
■الشرح:
*{إِيَّاكَ نَعْبُدُ}* هذا توحيد الألوهية،
*{وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}* هذا توحيد الربوبية، تطلب الإعانة من الله، إذا لم يُعنك الله فإنك عاجز.

●المتن: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ) فيها توحيد الألوهية، (وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) فيها توحيد الربوبية .
■ الشرح:
لأن الإعانة من الله، والرزق من الله، والتوفيق من الله؛ هذه توحيد الربوبية .

يكفي نقف عند هذا،
والله تعالى أعلم .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏

2⃣
● المتن:
_*بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ،*_
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وصَلىَّ اللهُ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ
قال المُصْنِفُ - رَحِمْهُ اللهُ تَعَالَى- فِيِ قَولِ اللهِ تَعَالَى:
( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) فِيْهَا الرَدُّ عَلَى المُبَتَدِعِين .
■ الشرح:
_*بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ،*_
الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصَحَابِهِ وَأتَبَاعِهِ إلَى يومِ الدِّينِ .
قولهُ - تَعَالَى - *{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}*؛
*{اهْدِنَا}* إي: دُلّنا وأرشدنا وثبتنا؛ فإن الهداية على نوعين:
هداية دلالة
وهداية توفيق واتباع
- أما الأولى: فهى عامة لجميع الخلق، والله قد هدى الخلق، بمعنى دلَّهم على الحق وأرشدهم إليه، فمنهم من قَبِلَ ومنهم من ردَّ ورفض، لكن اللهُ هداه الهداية العامة،
وبيَّن له كما قال اللهُ - جَلَّ وَعَلاَ- *{{وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى}}*،
*{{فَهَدَيْنَاهُمْ}}* يعني: دليناهم على الطريق الصحيح، لكنهم لم يقبلوا، فهو دلَّهم دلالة البيان، ولكنهم بعدما بيَّن لهم لم يقبلوا!
*{{فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى}}* وهو الكفرعلى الهدى .
- وأمَّا دلالة التوفيق؛ فهذه لأهل الإيمان فإن الله دلَّهم وأرشدهم، وأيضًا ثبتهم على الحق ووفقهم له، ووفقهم لقبوله والعمل به .
-- والفاتحة تتضمن هذين النوعين:
*{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}* دلَّنا وارشدنا ووفقنا، هذا دعاء في حصول الهدايتين .

● المتن: ( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) فِيْها الرَدَّ عَلَى المُبَتَدِعِين .
■الشرح:
وقوله: *{الْمُسْتَقِيمَ}* إي: المعتدل، بخلاف غيره من الطرق فهى طرقٌ ضالة ومنحرفة ليست معتدلة، قد بيَّن النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذلك عند قوله تعالى: *{{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ}}* بيَّن ذلك بأن خط خطًا مستقيمًا معتدلًا وقال: *«هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ»*، وخطَّ عن يمنته ويسرته على جانبيه خطوطًا أخرى وقال: *« هَذِهِ سُبُلٌ عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ»* كما في قوله تعالى: *{{وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}}*،
فأنت في كل صلاة؛ بل في كل ركعة تدعو الله أن يهديك هذا الصراط وأن يدُلك عليه وأن يثبتُك عليه، ويوفقك لإتباعه في كل ركعة، لأنك بحاجةٍ إلى هذا.

● المتن: ( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) فِيْها الرَدَّ عَلَى المُبَتَدِعِين .
■ الشرح:
لأن المبتدعة على صراطٍ غير مستقيم، على سبلٌ منحرفةٌ، سنَّها لهم دعاة الضلال، فأتبعوهم والعياذ بالله.

● المتن: وأمَّا الآيَتَان الأخْيرَتان ففيهما مِنْ الفوائد ذِكرُ أَحْوالِ النَّاس؛ قَسَّمهم اللهُ تَعَالى ثَلاثْة أصَّنَاف.
■ الشرح:
وأمَّا الآيتان الباقيتان من سُّورة الفاتحة وهى قولُه تَعَالى: *{صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ}*، ذكر ثلاثة فرق:

= المنْعمِ عليهم: وهم الذين عرفوا الحَقَّ فاتبعوه وعملوا به.

= و *{الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ}*: وهم اليهود؛ الذين عرفوا الحق يعني ما هو خاص باليهود، بل كل من عرف الحق ولم يعمل به، في مقدمتهم اليهود، ولذلك صار مغضوبًا عليهم، لأن من عرف الحق ولم يعمل به غضب اللهُ عليه .

= الثالثة: *{وَلا الضَّالِّينَ}*؛ وهم الذين يعملون على جهلٍ وضلال، هم يعملون ولكنهم يعملون على جهلٍ ما هم على صراطٍ مستقيم، وفي مقدمة هؤلاء النصارى، النصارى عندهم عبادة، وعندهم رهبانية ولكنهم على غير هدى وعلى غيرعلم وعلى غير بصيرة، *{{وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا}}*.

● المتن: وأمَّا الآيَتَان الأخْيرَتان ففيهما مِنْ الفوائد ذِكرُ أَحْوالِ النَّاس؛ قَسَّمهُم اللهُ تَعَالى ثَلاثْة أصَّنَاف: مُنْعمٌ عَليْه، ومَغْضُوبٍ عَليْه، وضَّال .
فالمَغْضُوبْ عَلَيْهِم أَهْلُ عِلمٍ لَيسَّ مَعْهُم عَمْل، والضَالُون أَهْلُ عَبْادة لَيسَّ مَعْهَا عِلَمْ، وإنِّ كَانتْ سَببُ النُزُوْل فِيْ اليَهُودِ والنصارى فَهِى لكلِ مَنْ اتَصَّف بِذْلِك .
■ الشرح:
الآية: ما هى بخاصة باليهود والنصارى؛ بل كل من عنده علمٍ ولم يعمل به، فهو داخلٌ في قولهِ: *{الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ}*، كل من عَلْمَ علمًا من علمِ الشريعة ولم يعمل به رغبةً عنه لا عجزًا، لا يريدهُ فإنه يُشاركُ اليهود وعليه الغضب من اللهِ -عَزَّ وَجَلّ-، وكل من عمل عملًا على غير دليلِ ومن غير برهان فهو مشابهٌ للنصارى، فأنهم يعبدون اللهَ على جهلٍ وضلال .

● المتن: الثَالِثْ؛ مِنْ اتَصَّفْ بالعلمِ والعملِ وهُمْ المُنْعَم عَليْهِم، وفِيْهِا من الفوائد: التَّبَرؤ مِنْ الحَولِ والقوةِ، لأنَّه مُنْعَمٌ عَليْهِ
■ الشرح:
فِيْهَا التَّبَرؤ مِنْ الحَولِ والقوةِ؛ لأن قولك: *{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}*، تلجأ إلى اللهِ أن يهديك؛ فكونك عرفت الحق وعملت به ليس هذا بحولك ولا قوتك، وإنما هو بتوفيق الله، توفيق اللهِ لك، وهدايته لك، فلتشكر الله على ذلك .

● المتن: فِيْهَا التَّبَرؤ مِنْ الحَولِ والقوةِ، لأنَّه مُنْعَمٌ عَليْهِ.
■ الشرح:
النِعْمةُ تستحقُ الشَّكر، لأنه منعمٌ عليه، والنِعْمةُ تستحقُ الشَّكر.

● المتن: وكذلك فِيْهَا مَعْرِفَةُ اللهِ عَلَى التَّمْام، ونَفَي النَّقَائِص عَنْهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى.
■ الشرح:
في سورة الفاتحة وصف اللهِ بالتَّمام والكمال، وتنزيهه عن النقائص، لأنه الله والرَّحْمن الرَّحيم، مالكْ يومِ الدين، هذه صفات كمال وفي ضمنها تنزيه اللهِ عن النقائص والعيوب.

● المتن: وفِيْهِا مَعْرِفَةُ الإنِسَّان رَبَّه، ومَعْرِفَةُ نَفسَّه،
■ الشرح:
معرفة الإنسان ربَّهُ وأن اللهَ قادر على كلِ شئ، وأن بيده الخير، وهو على كل شئٍ قدير، ويعرف نفسهُ إنه عاجزٌ ضعيف، إذا لم يهدهِ الله ويوفقه الله فإنه هالكٌ .

● المتن: وفِيْهِا مَعْرِفَةُ الإنِسَّان رَبَّه، ومَعْرِفَةُ نَفسَّه، فإنِّهُ إذا كَانْ هُنا رَبُّ فَلا بُدَ مِنْ مَرَبُوب، وإِذَا كَانْ هُنا رَاحمٌ فَلا بُدْ مِنْ مَرَحُوم، وإِذا كِانْ هُنا مَالكْ فَلَا بُد مِنْ مَمَلوكْ، وَإذَا كَانَ هُنا عَبْد فَلا بُد مِنْ مَعْبود،
■ الشرح:
لأن كل اسم من أسماء اللهِ لهُ معنى، له معنى جليل، ما هى بأسماء مجردة من المعاني، بل هى أسماءٌ لها معاني عظيمة، كما قال اللهٌ -جَلَّ وَعَلاَ- *{{وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}}*،
*{{الْحُسْنَى}}* ما صارت حُسنَى إلاَّ لأن لها معاني جليلة .

● المتن: فإنِّهُ َإذا كَانْ هُنا رَبُّ فَلا بُدَ مِنْ مَرَبُوب، وإِذَا كَانْ هُنا رَاحمٌ فَلا بُدْ مِنْ مَرَحُوم، وإِذا كِانْ هُنا مَالكْ فَلَا بُد مِنْ مَمَلوكْ، وَإذَا كَانَ هُنا عَبْد فَلا بُد مِنْ مَعْبود، وإذا كَانْ هُنا هَادٍ فَلا بُد مِنْ مهديِ، وإذا كَانْ هنا مُنِعْمٌ فَلا بُد مِنْ مُنْعِمٌ عَليْه، وإِذا كَانْ هُنا مَغْضُوبْ عَليْه فلا بُد مِنْ غَاضبٍ، وإذا كَانْ هُنا ضَال فلا بُد مِنْ مُضِل.
■ الشرح:
*{{يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ}}* بعدلهِ،
*{{وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}}* بفضلهِ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- .

● المتن: فهذه السُّورَة تَضْمَنت الأُلوهِية والرَّبُوبية،
■الشرح:
[الألوهية]: وهى عبادة الله - عَزَّوَجَلّ-،
و[الربوبية]: وهو الاقرار بأن اللهَ هو المالكْ، وهو الرَّحْمن وهو الرَّحْيم، وهو الرَبَّ وهو اللهَ - جَلَّ وَعَلاَ- .

● المتن: فهذه السُّورَة تَضْمَنت الأُلوهِية والرَّبُوبية، ونَفَي النَّقَائِصْ عَنْ اللهِ -عَزَّ وَجَلّ-
■الشرح:
لأن الربَّ *{رَبِّ الْعَالَمِينَ}* هذا يقتضي الكمال لله، وتنزيهه عن النقص،
*الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ۞ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}*، كل هذه أوصاف كمال، تقتضي المدح والثناء وتنفي النقص والعيوب عن الله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- .

●المتن: وَتَضْمَنتْ مَعْرِفَةُ العِبْادَة وَأَرْكَانِها.
■الشرح:
~ العبادة: ما معناها؟
《العبادة:》 هى فعل ما أمر اللهُ - جَلَّ وَعَلاَ- وترك ما نهى اللهُ عنه، طاعةً للهِ ورّسُولهِ ومحبةً للهِ ورَسُولهِ، رجاء ثوابه وخوف عقابهِ، هذه هى العبادة، وهى التذلل والخضوع لله -عَزَّ وَجَلّ-

● المتن: وَتَضْمَنتْ مَعْرِفَةُ العِبْادَة وَأَرْكَانِها، واللهُ أعْلَم .
■الشرح:
《أركان العبادة:》العبادة لها أركان، وأركانها والله أعلم أنواع العبادة الكثيرة، العبادة أنواعٌ كثيرةٌ، يجمعها كما قال شيخ الإسلام - رحمه الله-:
*"العبادة اسم جامع لما يحبهُ اللهُ ويرضاه من الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة"*،
فالعبادة أنواعٌ كثيرةٌ؛
- عبادةٌ على الجوارح والأعضاء،
- وعبادةٌ على اللسان وذلك بذكر اللهِ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-،
- وعبادةٌ بالقلب وهى التفكر والتدبر وخشيةُ اللهَ ومحبته وطاعته؛ هذه عبادةٌ قلبية .
● المتن: واللهُ أعْلَم .
■ الشرح: والله أعلم؛
انتهى الكلام على مايُستفاد من سورة الفاتحة؛ السورة العظيمة، والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
ৡ﹏﹏﹏﹏﹏﹏ ﹏﹏﹏﹏﹏﹏ৡ
2024/11/15 18:55:24
Back to Top
HTML Embed Code: