Telegram Web Link
"في قرية البشير جنوب الأندلس تمثال "المرأة المحجبة" يظهر ما كان عليه لباس النساء الأندلسيات حيث لا يبدو منهن إلا عين واحدة. لازال بعض النساء الاسبانيات إلى اليوم في قرية البشير الأندلسية يستترن بلحاف أسود مع إظهار عين واحدة فقط بالرغم من انهن نصرانيات، لكنهن اخذن هذه العادة من اجدادهم المسلمين الذين تم تنصيرهم من قبل محاكم التفتيش بعد سقوط الأندلس"

نقلاً عن صفحة بلد الأندلس

يا ليت شعري هل نسرّ لديننا
ونسوق علجا كان في أوطانيا
مازلت..أنت!
انفرد به الطبيب بعيدا عن والده ليصدمه:
"والدك مصاب بالزهايمر..ومع الوقت سيزداد نسيانا وتدهورا..فاستعد!"
"الحمد لله دائما..اقترب الامتحان..وعند الامتحان يظهر الصدق ويستبان"
كان هذا جواب الولد لنفسه..وبدأت رعايته لوالده بالزيادة..
من آن لآخر..يشكره والده ويدعو له..

بدأ والده يكثر من تكرار المواقف والقصص عليه..ومع ذلك يتفاعل مع قصص الوالد باندهاش وسعادة كأنه يسمعها أول مرة ليفرح والده كل مرة!
لكنه الزهايمر الشرس..بدأ الوالد يتذمر من ولده..ليس هناك خطأ في العبارة..الوالد هو الذي يتذمر! لماذا وكيف؟

كان يطلب من ولده بعض الطلبات..فليلبيها الولد له بسرعة..لكنه ينسى ذلك..ولتراجع ذاكرته..يظن أن ولده يهمل مطالبه..فيعتب أو يغضب
"الآن بدأ الامتحان"..قالها الولد لنفسه وقد علم أن كلمات الثناء والدعاء من والده ربما تتلاشى في الأيام القادمة..بره لوالده لن يواجه بالشكر من والده..مع ذلك.. لابد من بره!

"لحظات تذكر بسيطة يفرح فيها والدك ببرك له ثم ينسى ما فعلت!!..بره لكن دون الحرص على سرعة تنفيذ طلبات..الحلوى التي يحبها والفاكهة التي يعشقها سيفرح بها لحظات ثم ينسى"...كانت هذه خواطر النفس والشيطان تحاول أن ترواده..فكان حازما في ردها:
"تلك الثواني ..تلك اللحظات..هي أسعد لحظات حياتي..بل وآخرتي..لن أفرط في اي لحظة منها"

وكأن الزهايمر يتحدى الولد..فلقد اشتد حتى لم يعد يذكر الوالد..ولده!
وأصبح طريح الفراش غالبا!..
"حتى اللحظات القليلة التي كانت تسعده ..زالت..فما بالك مصرا على دقة البر؟..كأنه جثة هامدة".. "مسج" شيطاني مباغت يصل "بريد" عقل الولد..
فلا يقبل رده فقط..بل "يحظر" منافذ الوسوسة ويعلنها لنفسه:
"لقد أوصى الحبيب صلى الله عليه وسلم بالإحسان لأصدقاء الوالدين بعد وفاتهما.. فما بالكم ببر الوالد وهو على قيد الحياة مريض!!

والله لأبرنه كأنه يراني..
ولأكرمنه كما رباني..
ولأحسنن له وإن نساني..
فإن نسى من أنا فما نسيت من هو؟
ولئن نساني..فالله يراني"

🖋 أيمن خليل البلوي
📌 من الجنايات المجتمعية في الكثير من بلادنا، تسويغ القرار في البيت لمن كانت ذات أبناء صغار، واستهجانه في حالة العزباء، خاصة إذا طال أمد عزوبيتها ولا تبدو بوادر زواج في الأفق.

فهذه في نظر أهلها عاطلة وظيفياً واجتماعياً، وهم ثقيل جاثم على صدورهم؛ فتعيش المسكينة غربة مركبة، ينوء بمقاساتها أولوا العصبة من الرجال.

هؤلاء الفتيات والنسوة لا يرتعن في التيك توك ولا الانستجرام، ولا تعرفهم الجروبات من نوعية "الثورة أنثى"، ولا يعرفهن كذلك الكثير من طالبي الزواج إلا قليلاً!

فاتقوا الله فيهن... ومن ظفر بواحدة منهن؛ فليجتاز المفاوز لأجلها فهذا في حق مثيلاتهن قليل، ولكن الرب شكور.
آمنا بالله ...

الكفر ملة واحدة، وشعَبه ترقق بعضها بعضاً ...

فمن ربا الغرف التجارية إلى تبرج النساء بزي عسكري يكشف أكثر مما يستر، والآباء والأمهات في سرور وحبور لنيل بناتهن شرف الانتظام في سلك خدمة طاغوت بلاد الحرمين!

ظلمات بعضها فوق بعض، حكم الجاهلية، وتبرج الجاهلية، وحمية الجاهلية!

لا أمن ولا أمان يُنتظر بعد هذا؛ ليس إلا لباس الجوع والخوف إلا أن يقيض الله للثأر لانتهاك حرماته فوارس.

رحم الله الصادعين بالحق أحفاد الصحابة - كما نحسبهم -  الذين بذلوا أرواحهم دفاعاً عن الشريعة، كل الشريعة!
تزوّجي (كلب!!) يعني: رجل صفاته بهيميّة، ولا تجلسي في بيت أهلك..
خذي (الماشي بطريقه) المهم تزوجي!!

هذهِ (سيمفونيات) عزفتها على مسامعنا الجدّات والقريبات ونساء العشيرةِ الكبيرات؛ بحجّةِ أنّ الآباءَ سيموتون، وعمّا قريبٍ ستعيشين ذليلةً حين هم يرحلون؛ لكنّي رأيتُ بأمِّ عيني من تزوّجت (كلبًا، ومارًّا في طريقه) كما يزعمون، وفي أيّ حياةٍ بائسةٍ هم يرتعون؛ تتوالى الحسراتُ في أعينهنّ وبحجّة الأولاد هم يتحمّلون، ثمّ يكبرُ الأولادُ وتمضي سنّة الحياةِ وتبقى إحداهنّ وحيدةً تندب حظّها العاثر، وتلقي على المسامعِ قصص الشقاءِ في الزّمنِ الغابر؛ هذا بالنّسبةِ لمن تجاهد فلا تطلب الطَّلاق، وأمّا تلك المسكينةُ التّي طُلِّقت بعد فترةٍ وجيزة؛ عادت إلى أهلها مكسورةَ الخاطر بعد أن كانت عندهم مصونةً عزيزة..

باللهِ كفاكم يا جهّال الكبار!!
فالزّواج ليس فرحًا بثوبِ أبيضٍ وخاتمٍ وسِوار، ثمّ كفّوا ألسنتكم عن التّي نأت بنفسها عن رجالٍ قبيحي الأخلاق قليلي الدّيانة،؛ ولا تتعجّلوا عليها رزقها فما عُدِمت الدّنيا من الرّجال الصّالحين، واعلموا أنّ مقالاتكم لا تصنّف إلا في بابِ نقصِ التّوحيدِ والإيمان؛ من ذا الذّي يتكفّل بالمعيشةِ غير الله الواحدِ المنّان؟

ثبتّ اللهُ كلَّ فتاةٍ عفيفة، هي درّةٌ مكنونةٌ في خدرِها عزيزةٌ شريفة، محاطةٌ بالفتنِ من كلِّ جانبٍ تجاهد، ثمّ يأتيها مجتمعٌ جاهليٌ أمامَ شرعِ اللهِ هو مكابرٌ معاند.
وكفى بقول رسولِ اللهِ -صلّى اللهُ عليهِ وسلَّم- "من ترضون دينهُ وخُلُقه" سببًا لردِّ كلِّ متفلّتٍ فاسد، والزّواجُ هو رزقٌ كأيّ رزقٍ يقسّمه بين النّاس اللهُ الواحد..

و إن لم يكنْ للمرأةِ حظٌّ فيه؛ فذاك ابتلاءٌ كالمرضِ والفقرِ وسائرِ حظوظِ الدّنيا التّي لا تكمُل لإنسان، واللهُ الذي قدّرهُ بحكمتهِ وإنَّ كلَّ شيءٍ عندهُ بأوان..

#سارّة
وقفت بنفسي -في الوقت الأخير- على أكثر من تجربةٍ دعويةٍ وتثقيفيةٍ لشبابٍ؛ فيها من جُمل الخير -بتوفيق الله- ما يذكر ويشكر، بعضها مجالس مغلقةٌ وأخرى دروسٌ مفتوحةٌ، منها في السوشيال ميديا ومنها على الأرض، يسر الله التعليق على شيءٍ منها -منهجيًّا ومسلكيًّا- بما يحب ويرضى.

لكن عايز اعلق على شيء مهم دلوقت؛ لاحظت في أكتر من مجموعة خلل كبير في خطاب الدعاة والمثقِّفين مع البنات؛ "خلل نوعي" باقتصار بعضهم على نوع معين من موضوعات يُعلم تأثيرها على النساء أكتر، "خلل كيفي" بتكثيف بعضهم لهوامش معينة -في الكلام- بدون حاجة، "خلل مسلكي" بانفتاح بعضهم الواسع حبتين؛ لطافة زايدة ملهاش داعي، استظراف واعي وغير واعي.

علاقة الرجال بالنساء في الإسلام -ولله الحمد- محكَمة جدًّا ومعقولة جدًّا؛ لا بيقول إن الرجل والمرأة أول ما يتعاملوا مع بعض لازم يتكهربوا، ولا بيقول إن التعامل بينهم يبقى بالدرجة دي من الأمان والغفلة حينًا أو الاستهبال والاستعباط أحيانًا أخرى، خصوصًا في واقع الضغط والكبت الاسود اللي عايشين فيه، "اللَّهُ الَّذِي أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ"، "قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا".

أكيد البزرميط ما بين الرجال والنساء -في الواقع المر ده- ملوش حدود كمية ولا كيفية، لكن خطورته -هنا- إنه على اسم الله ورسوله والإسلام، وده وجه عظيم من وجوه الفتنة ابتداءً وانتهاءً؛ ابتداءً من حيث إن أطرافه بيكونوا غير واعيين للمشكلة بدرجة كبيرة، لفرط الأمان الحاصل بالموضوع الديني بينهم، وانتهاءً في مستوى المعالجة؛ حيث تكثر التبريرات النفسية الدينياوية حينئذ.

القانون الكلي في الأمر؛ "المعاملة بين الرجل والمرأة للحاجَة وبقدْرها"، اللهم خشيتك والسلامة..

🖋 حمزة أبو زهرة
فَبَشَّرْنَاهَا
Photo
من مظاهر الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم اعتقاد أنه خلق من نور، وأن الكائنات خلقت من نوره، وأنه لذلك ليس له ظل حتى في الضوء!!!

ورويت في ذلك أحاديث موضوعة لا أصل لها، منها:
"أنا نور الله وكل شئ من نوري"
"أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر "

نبينا محمد صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم أجمعين ، وهو بشر من بني آدم ، جسمه صلى الله عليه وسلم من دم ولحم وعظم .. إلخ ، خلق من أب وأم ولم يسبق له خلق قبل ولادته يأكل الطعام، ويتزوج النساء، ويجوع ويمرض، ويفرح ويحزن، ومن أظهر مظاهر بشريته أن الله سبحانه توفاه كما يتوفى الأنفس، ولكن الذي يميز النبي صلى الله عليه وسلم هو النبوة والرسالة والوحي.

قال الله تعالى:
{قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ}
الكهف/110 .

وحال النبي صلى الله عليه وسلم في بشريته هو حال جميع الأنبياء والمرسلين .
قال الله تعالى : {وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ}
الأنبياء/8 .

وقد أنكر الله على الذين تعجبوا من بشرية الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال سبحانه: {وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ}
الفرقان/7 .

وما يروى أن أول ما خلق الله نور النبي صلى الله عليه وسلم، أو أن الله قبض قبضة من نور وجهه، وأن هذه القبضة هي محمد صلى الله عليه وسلم فنظر إليها؛ فتقاطرت فيها قطرات فخلق من كل قطرة نبيا، أو خلق الخلق كلهم من نوره صلى الله عليه وسلم؛ فهذا وأمثاله لم يصح منه شئ عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ بل هو اعتقاد باطل .

قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"خُلِقَت المَلائِكَةُ مِن نُورٍ ، وَخُلِقَ إِبلِيسُ مِن نَارِ السَّمومِ ، وَخُلِقَ آدَمُ عَلَيهِ السَّلامُ مِمَّا وُصِفَ لَكُم"
رواه مسلم

قال الشيخ الألباني رحمه الله في "السلسلةالصحيحة" (458):
" وفيه إشارة إلى بطلان الحديث المشهور على ألسنة الناس : ( أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر ) ! ونحوه من الأحاديث التي تقول بأنه صلى الله عليه وسلم خلق من نور ، فإن هذا الحديث دليل واضح على أن الملائكة فقط هم الذين خلقوا من نور، دون آدم وبنيه، فتـنبّه ولا تكن من الغافلين" انتهى
(موقع الاسلام سؤال وجواب بتصرف)

اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد.
اللهم بارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد.
الرد على النسوية عمل صالح يُرجى به الأجر والمثوبة من الله عز وجل.

أما الرد على النسوية بالدلالة على الخليفي ومن نحا منحاه من طعن في أئمة الإسلام المجمع على إمامتهم - رضي الله عنهم - فإضلال للخلق وتكثير لسواد أهل البدع.

وقد يكون القصد من أجل وأطيب ما يكون، والوسيلة تورد المرء الموارد.

نسأل الله أن يجعل عمل كل متصدر للدعوة صواباً، ولوجهه خالصاً.
📌 رؤوس أقلام:

أما زوجِك فهو جنتك ونارك وليس عليكِ أوجب بعد حق الله من حقه.

وأما أباكِ، فالوالد أوسط أبواب الجنة.

وأما الطلاق فيصار إليه في حالات أباحها الشرع لا الهوى، ولا يُطرق بابه إلا في هته الحالات، وإلا فطلب الطلاق من غير بأس يُحرم على المرأة رائحة الجنة.

وأما الصبر على الوالد الظالم فيكون بمصاحبته بالمعروف، وقطع مادة استمداد الشقاق بالسبل المتاحة.

والنصح بالصبر مطلقا على الزوج الفظ الغليظ الذي لا ترعه تقواه؛ قد يجر مفاسد عظام في الدين والدنيا، وقد يكون أهون الضررين، وكل حالة بحسبها؛ والغلظة التي نتناولها هنا إنما هي المعتبرة شرعاً، لا ما تواضعت عليه رقيقات الديانة من ساذجات ومخببات.

وأما النسوية، فكفر بالله، ومعاداة لولاية الأب وقوامة الزوج.

وأما الإسلام، فصراط الله المستقيم، ومنطلقنا ومنتهانا!
#حب_أبي_حنيفة_من_الإيمان (١)

🖋 علوي بن عبدالقادر السقاف
المشرف العام على مؤسسة الدرر السنية
8 صفر 1444هـ
 
الحمد لله القائل: {والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم} [الحشر: 10]، والصلاة والسلام على خير الأنام القائل: (من أحب لله وأبغض لله، وأعطى لله ومنع لله؛ فقد استكمل الإيمان).

أما بعد:
ولد الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت -رحمه الله- عام 80 للهجرة النبوية، ويعد من صغار التابعين؛ فقد أدرك عصر الصحابة، ورأى أنس بن مالك رضي الله عنه، وقيل: أدرك غيره، ولم يرو عن أحد منهم شيئا، وقد كثر الكلام حوله قديما بين مادح مغال وذام مجاف، واتهم في عقيدته بالإرجاء، والقول بخلق القرآن، ومفارقة منهج أهل السنة والجماعة، بل وصل الأمر عند البعض إلى تكفيره! نسأل الله السلامة. فكان -رحمه الله- (يحسد وينسب إليه ما ليس فيه، ويختلق عليه ما لا يليق به)، قال عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب: (اعلم أن كثيرا من المصنفين ينسب إلى أئمة الإسلام ما لم يقولوه، فينسبون إلى الشافعي، ومالك، وأحمد، وأبي حنيفة؛ من الاعتقادات الباطلة ما لم يقولوه).

والكلام في هذا الإمام قديم منذ القرن الثاني والثالث، أورد كثيرا منه عبد الله بن الإمام أحمد -رحمهما الله- في كتابه السنة، وكانت فتنة وقى الله المسلمين شرها، ثم خمدت، وتضافرت أقوال السلف في طيها والسكوت عنها، وعدم إثارتها، وفي أول عصر ثورة الطباعة طبع كتاب عبد الله بن أحمد طبعات بدون ما ذكره من مثالب على الإمام أبي حنيفة، ثم طبع مؤخرا طبعة فيها الكلام عليه، فتلقفته نابتة ظنت نفسها أنها أغير على منهج السلف وعلى جناب التوحيد من أئمة وعلماء أهل السنة والجماعة الذين طووا هذه الصفحة وأثنوا على الإمام؛ فقامت هذه الفئة بنشر كل رذيلة وتهمة اتهم بها الإمام أبو حنيفة، وتلقف هذا بعض قليلي العلم والفهم والحكمة، ونشروه رافعين راية الذب عن حياض الدين والمنهج السلفي، ضاربين بأقوال أئمة المنهج السلفي عرض الحائط، وقام آخرون بالرد عليهم لتفنيد كلامهم، فأصابوا وأخطؤوا، ومن هؤلاء وهؤلاء من وضع الإمام في الميزان؛ ليرى أين ترجح كفته: في قدحه أم مدحه؛ ليخرجوا بعد ذلك بنتيجة: هل هو من أئمة أهل السنة والجماعة، أم من أئمة أهل الضلال والبدع، بله الكفر؟! فيا سبحان الله!

وإنه لمن الخطأ المنهجي أن يوضع إمام كأبي حنيفة ومن في طبقته في ميزان الترجيح، وليس معنى هذا عدم النقد؛ فليس في الإسلام معصوم إلا الأنبياء، لكن نقد العالم وتخطئته فيما أخطأ وخالف فيه الصواب شيء، ووضعه في ميزان التجريح والترجيح وجمع أقوال الذامين والمادحين لترجيح كفة أحدهما على الآخر شيء آخر مرفوض، رفضه علماء أهل السنة والجماعة. وهذا العلامة الذهبي لما ألف كتابه "ميزان الاعتدال" أبى أن يضع أبا حنيفة ومن هم في طبقته في الميزان، فقال في مقدمة كتابه: (لا أذكر في كتابي من الأئمة المتبوعين في الفروع أحدا؛ لجلالتهم في الإسلام وعظمتهم في النفوس، مثل أبي حنيفة، والشافعي، والبخاري)، وتبعه على ذلك الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان"، ولم يذكره رغم أنه في اللسان زاد زيادات على الميزان. أفلا تأدب هؤلاء بأدب العلماء مع العلماء؟!
فمن الخطأ البحث في عدالة وديانة الأئمة المتبوعين، كأبي حنيفة، ومالك، وغيرهما؛ قال أبو إسحاق الشيرازي: (إن الراوي لا يخلو إما أن يكون معلوم العدالة، أو معلوم الفسق، أو مجهول الحال؛ فإن كانت عدالته معلومة كالصحابة رضي الله عنهم، أو أفاضل التابعين؛ كالحسن، وعطاء، والشعبي، والنخعي، وأجلاء الأئمة؛ كمالك، وسفيان، وأبي حنيفة، والشافعي، وأحمد، وإسحاق، ومن يجري مجراهم- وجب قبول خبره، ولم يجب البحث عن عدالته)، أما ضعفه في الحديث وخفة ضبطه، فهذا لا يقدح في عدالته وعقيدته وديانته.
وربما كانت مصادمة الكبار وتسفيههم والحط من شأنهم والولع بالرد عليهم سمة عند البعض يغتر بها الصغار لخلل في التصور، وهو ظنهم أن الراد أكثر تمسكا بمنهج السلف من المردود عليه والساكتين عنه.

يُتبع إن شاء الله
ابنة مستوطِنة يهودية أُصيبت بعملية القدس تقول أنها توسلت لمُنفذ العملية خيري علقم-تقبله الله- حين مرَّ بجانبها كي يُبقي على حياتها ولا يطلق النار عليها، فردَّ عليها بالعبرية: أنا لا أُطلق النار على النساء، بينما أُصيبت أُمها بشظية رصاصة لم تُطلق عليها (هذا مع أنَّ دمها دم هدر ولا كرامةً له)

بعيدًا عن صحة الخبر من عدمه، هناك دقائق معدودة من الرُعب عاشها أولئلك السفلة أثلجت صدورنا وأنعشت أرواحنا، أنتظر أي مقطع مُصوَّر للعملية من حينها، ولو أنّي مكانهم لكتمته وخبئته عن عيون المنتظرين، إذ كيف يُذيعون ما يُثلج الصدور ويشحذ الهمم ويرقى بكل ذي همة إلى العلياء.

سلامُ الله عليك يا علقم وأنت تزأر بينهم كالأسد تُردي منهم قتيلًا تلو الآخر، سلامٌ عليك وأنت مُفزِعهم وُمصيبهم بالهلع وقدوتك رسولك الذي نُصر بالرُعب مسيرة شهر، سلامٌ على ذاك الغيث الذي جاء على هيئة رصاص. تقبَّلك الله وتقبَّل منك يا علقم..

#آسية
#حب_أبي_حنيفة_من_الإيمان (٢)

🖋علوي بن عبدالقادر السقاف
المشرف العام على مؤسسة الدرر السنية
8 صفر 1444هـ

عقيدة الإمام أبي حنيفة رحمه الله:

ليعلم أولا أن عقيدة الإمام التابعي أبي حنيفة هي عقيدة أهل السنة والجماعة في سائر مسائل الاعتقاد؛ في التوحيد، والقدر، والنبوات، والأسماء والصفات، والقرآن، وغيرها من مسائل الاعتقاد؛ فقد كان -رحمه الله- على طريقة السلف، ولم يخالف شيئا من أصولهم إلا في مسألة الإيمان؛ فكان مذهبه أن الإيمان هو التصديق بالقلب، والإقرار باللسان، لا يزيد ولا ينقص، وأن العمل ليس داخلا في مسمى الإيمان، وهذا -بلا شك- خلاف منهج أهل السنة والجماعة الذين قالوا: إن الإيمان قول وعمل ونية (اعتقاد)؛ قول باللسان، وعمل بالأركان (الجوارح)، واعتقاد بالجنان (القلب)، يزيد وينقص، وليس أبو حنيفة أول ولا آخر من يخطئ، فلنأخذ ما أصاب فيه، ونذر ما أخطأ فحسب، قال قوام السنة أبو محمد إسماعيل الأصفهاني: (أخطأ ابن خزيمة في حديث الصورة، ولا يطعن عليه بذلك، بل لا يؤخذ عنه هذا فحسب).

قال ابن عبد البر رحمه الله : (أجمع أهل الفقه والحديث على أن الإيمان قول وعمل، ولا عمل إلا بنية، والإيمان عندهم يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، والطاعات كلها عندهم إيمان، إلا ما ذكر عن أبي حنيفة وأصحابه؛ فإنهم ذهبوا إلى أن الطاعات لا تسمى إيمانا، قالوا: إنما الإيمان التصديق والإقرار)، وهذا ثابت عنه -رحمه الله-، وهو محجوج بإجماع من سبقه من الصحابة والتابعين قبله، لكن مخالفته هذه ليست كمخالفة المرجئة الجهمية الذين يقولون: الإيمان هو التصديق، ولا يضر بعده ترك الفرائض وسائر الأعمال بالكلية؛ فأبو حنيفة وغيره من فقهاء الكوفة وقعوا في هذا النوع من الإرجاء الذي أطلق عليه العلماء فيما بعد: إرجاء الفقهاء، ورغم أنه خلاف منهج السلف إلا أنه أخف بكثير من بدعة المرجئة، وما علمنا أحدا من الأئمة أخرج هؤلاء من أهل السنة والجماعة، ولا أطلقوا عليهم مسمى المبتدعة، وعد بعضهم الخلاف بينهم وبين قول السلف خلافا لفظيا؛ قال ابن تيمية: (هذه البدعة أخف البدع؛ فإن كثيرا من النزاع فيها نزاع في الاسم واللفظ دون الحكم؛ إذ كان الفقهاء الذين يضاف إليهم هذا القول -مثل حماد بن أبي سليمان، وأبي حنيفة، وغيرهما- هم مع سائر أهل السنة متفقون على أن الله يعذب من يعذبه من أهل الكبائر بالنار، ثم يخرجهم بالشفاعة، كما جاءت الأحاديث الصحيحة بذلك، وعلى أنه لا بد في الإيمان أن يتكلم بلسانه، وعلى أن الأعمال المفروضة واجبة، وتاركها مستحق للذم والعقاب؛ فكان [النزاع] في الأعمال: هل هي من الإيمان، وفي الاستثناء، ونحو ذلك، عامته نزاع لفظي؛ فإن الإيمان إذا أطلق دخلت فيه الأعمال)، وقال الذهبي عن مرجئة الفقهاء: (إنهم لا يعدون الصلاة والزكاة من الإيمان، ويقولون: الإيمان إقرار باللسان، ويقين في القلب، والنزاع على هذا لفظي إن شاء الله، وإنما غلو الإرجاء من قال: لا يضر مع التوحيد ترك الفرائض. نسأل الله العافية).

ومن أفضل من بحث أصول الدين والاعتقاد عند الإمام أبي حنيفة دراسة علمية نقدية: الشيخ محمد بن عبد الرحمن الخميس في أطروحته للدكتوراه، في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض والتي نالت مرتبة الشرف الأولى، ثم طبعت قبل ثلاثين عاما، بعنوان: (أصول الدين عند الإمام أبي حنيفة) في (700) صفحة، فمن أراد التوسع في معرفة عقيدة الإمام، فعليه بهذا الكتاب، ومن أراد التثبت من الروايات والآثار التي وردت عن أبي حنيفة، فعليه ببحث محكم للدكتور محمد بن عبد العزيز الشايع، بعنوان: (الآثار الواردة عن السلف في الإمام أبي حنيفة – دراسة عقدية نقدية) نشر في مجلة العلوم الشرعية واللغة العربية، الصادرة من جامعة الأمير سطام بن عبد العزيز، وللشيخ يوسف الغفيص تعليقات مفيدة في شرحه على الطحاوية، وفي رسالته للدكتوراه (التداخل العقدي). وليدع بنيات الطريق وجعجعة المشغبين!

وأختم هذا المحور بأقوال لابن تيمية، وابن باز، وابن عثيمين.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (من رحمة الله بعباده أن الأئمة الذين لهم في الأمة لسان صدق، كالأئمة الأربعة وغيرهم، كانوا ينكرون على أهل الكلام من الجهمية قولهم في القرآن والإيمان وصفات الرب، وكانوا متفقين على ما كان عليه السلف من أن الله يرى في الآخرة، وأن القرآن كلام الله غير مخلوق، وأن الإيمان لا بد فيه من تصديق القلب واللسان).

وقال: (إن الأئمة المشهورين كلهم يثبتون الصفات لله تعالى، ويقولون: إن القرآن كلام الله ليس بمخلوق، ويقولون: إن الله يرى في الآخرة، هذا مذهب الصحابة والتابعين لهم بإحسان من أهل البيت وغيرهم، وهذا مذهب الأئمة المتبوعين؛ مثل مالك بن أنس، والثوري، والليث بن سعد، والأوزاعي، وأبي حنيفة، والشافعي، وأحمد).
وقال أيضا: (اعتقاد الشافعي رضي الله عنه واعتقاد سلف الأمة؛ كمالك، والثوري، والأوزاعي، وابن المبارك، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه- هو اعتقاد المشايخ المقتدى بهم؛ كالفضيل بن عياض، وأبي سليمان الداراني، وسهل بن عبد الله التستري، وغيرهم؛ فإنه ليس بين هؤلاء الأئمة وأمثالهم نزاع في أصول الدين، وكذلك أبو حنيفة -رحمه الله- فإن الاعتقاد الثابت عنه في التوحيد والقدر ونحو ذلك موافق لاعتقاد هؤلاء، واعتقاد هؤلاء هو ما كان عليه الصحابة والتابعون لهم بإحسان، وهو ما نطق به الكتاب والسنة).

وقال الشيخ ابن باز: (... وعلى رأسهم الأئمة المشهورون بعد الصحابة؛ كالإمام مالك بن أنس، والإمام محمد بن إدريس الشافعي، والإمام أبي حنيفة النعمان بن ثابت، والإمام أحمد بن محمد بن حنبل، والإمام الأوزاعي، والإمام سفيان الثوري، والإمام إسحاق بن راهويه، وغيرهم من أئمة العلم والهدى، الذين ساروا على النهج القويم، في إثبات أسماء الله وصفاته، وتنزيه الله عن مشابهة خلقه).

وقال الشيخ ابن عثيمين: (وفي أهل السنة والجماعة أئمة الدين الذين أجمع المسلمون على هدايتهم؛ مثل: الإمام أحمد، والشافعي، ومالك، وأبي حنيفة، وسفيان الثوري، والأوزاعي، وغيرهم من الأئمة المشهورين المعروفين، كشيخ الإسلام ابن تيمية، وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب).

يُتبع إن شاء الله
لا نرى صور الخراب في مدينة حمص إثر القصف تختلف كثيراً عن صور الدمار الذي لحق مدناً بأكملها في سوريا وتركيا إثر زلزال الأمس، وأعداد من ارتقوا وأصيبوا في يوم وليلة، أكثر ممن قتلوا وأصيبوا في ساحات المعارك خلال شهور!

ولكن الإعلام أعور ...

يتباكى على ضحايا الزلازل -نسأل الله أن يتقبلهم في الشهداء- ويقصر طرفه عمن يقتلهم النظام وحلفائه.

الإعلام يكيل أبلغ عبارات الثناء على من يخاطرون بأنفسهم لإنقاذ العالقين تحت الأنقاض -وهم أهل للثناء والإشادة لا ريب، بارك الله سعيهم وكتب أجورهم- ويسلق النافرين للذب عن الدين، والأنفس، والأعراض، والأموال، بألسنة حداد.

الإعلام -ومن يصدقه- يرى الإغاثة حياة وإحياء، والجهاد موت وتدمير.

وذلك لأن المفهوم الشائع عن الحياة جزئي، مبتور، أرضي المنشأ والمستقر.

ولا حياة لنا كالحياة؛ إلا بالجهاد لو كانوا يعلمون!

اللهم عفوك ... اللهم عفوك ... اللهم عفوك ...
2025/07/07 15:32:11
Back to Top
HTML Embed Code: